|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
Quote: أهم الاصوات القصصية الآن سودانياً وعربياً وعالمياً؟ ـ سودانياً يمكن ان اذكر لك تجربة ساطعة اطلعت عليها واتابعها بشغف كثير واتنبأ ان يحتل الكاتب الشاب محسن خالد موقعاً متقدماً ان لم يكن يجلس على كرسيه عالي المكانه في الكتابة القصصية والروائية. * ما هو اللافت في تجربة محسن خالد؟ ـ قوة عبارته، وتمكنه الفذ من لغة الكتابة ونظرته الفلسفية العميقة للانسان والاشياء، والكتابة عن حياته بصورة لم يعرفها كاتب سوداني أو عربي فيما ارى، انا مؤمن به وبموهبته الساطعة وبقدراته التي تتفجر ابداعاً متميزاً، اما عربياً فهناك اسماء كثيرة تمر بها فلا تترك كبير اثر فيك فتعود ادراجك لآباء الكتابة القصصية الأول وهم كثر، أما الساحات الاخرى أفريقياً وعالمياً فيصل منها الكثير الجميل والمفيد، الانترنت وفرت مواقع كثيرة تنشر فيها مادة زاخرة لا يمكن الوصول إلى قرارها.
|
(مريم عسل الجنوب) و (وطن وراء القضبان)..لم أقرأ الأولى..ولكن من حديث الكاتب عن موضوعها ربطت بينها وبين الثانية مع إختلاف زمن الرواية بينهما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: banadieha)
|
الأستاذ banadieha
ولأنني لم أقرأ الثانية فلن أستطيع إجراء مقارنة أو خلق تقارب. وأفيدك أن مجموعة "مريم عسل الجنوب" متوفرة الآن بالسودان. أماإن كنت لا تقيم هناك، فإن الكاتب عثمان حامد - وهو من المتابعين لما يكتب هنا- قد أبدى استعداده لإرسال الكتاب إليك على عنوانك في حال تكرمك بتوفيره.
ولك الشكر أجزله على مرورك الكريم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
من يشكر من؟ ما أحلى الأثر الذي تركته سطور الندى هذه فيني ياأخي بدري الياس. فاللهم أدعو أن يشرح صدرك والكاتب عثمان حامد بما أدخلتماه في قلبي من حبور.
ولكن تعلمنا من هاشم صديق ثم بعده من سي محسن خالد أن المبدع "يؤتى ولا يأتي" وأخوك قريب من السودان - في السعودية - وبالذات في الشهرين القادمين وبإذن واحد أحد أن أحصل على نسختي من "مريم عسل الجنوب"، ولكن أخي بدري "وطن وراء القضبان" ستصلك يانسخة جديدة جت إن كانت متوفرة في المكتبة أو نسختي المشخبطة بالعدم..وإيميلي هو: [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
شكرا (Re: بدري الياس)
|
شكرا الاخ بدري القاص الصديق عثمان حامد في مريم عسل الجنوب يكتب بلغة حارة عنيفة ومتدفقة موشاة بالشاعرية سالت الاخ عثمان مرة عن تلك اللغة الصاخبة ومفارقة انتاجها من شخص بكل ذلك الهدوء والدماثة قادني حديث( عثمان الطيب عن محسن خالد لقراءة اعمال محسن لفت انتباهي
0( ولعل ذلك يكون محور دراسة نقدية) المنحي الفلسفي وطغيان رؤية الراوي محسن علي كل شخصيات العمل حتي تبدو كلها تنطق بلسان الكاتب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شكرا (Re: mohmmed said ahmed)
|
الأخ محمد سيد أحمد
كيفك يا رجل؟
أشكرك على مرورك الجميل الذي ترك بهاءه على زوايا المقام. وبالفعل فإن:
Quote: القاص الصديق عثمان حامد في مريم عسل الجنوب يكتب بلغة حارة عنيفة ومتدفقة موشاة بالشاعرية |
وليتك تخوض تجربة الكتابة التي اقترحت محورها حول تجربة الصديق محسن خالد.
كامل مودتي لك ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
Quote: نحن نعيش في عالم شديد التغيير، والتغيير هنا مفروض بحد السيف فالكون كرة يدحرجها لاعب مجرد من القلب، صنع لنا حبالاً للاتصال دون المواصلة، والقى بنا في مسارب ودروب لا تقودنا إلى منابعنا، فنحن في ذهاب صاعد الى العدم.. الا يشكل الاستعمار الجديد الفريد كاشفاً ومعرياً إلى تهالك العالم واندحار ثقافات الامم وارثها المتراكم الذي تعتدى عليه العولمة، وتقتله دون رحمة.. وانسان هذا الزمان ينساق راضياً الى المستنقع. |
حوار غاية فى الإمتاع و رؤية نافذة تلخص فى تركيز شديد و بدون مواربة او إدعاء ما يجرى وما يراد ان يصار اليه. فما العمل؟
Quote: * ما هي مشاريعك القادمة؟ ـ أمد خيطاً طويلاً انسج منه حكاياتي وفي كثير من الاحيان يتوه عنى واتوه عنه، الا انني عندما اقبض عليه اخرج اعمالاً قصيرة ومتباعدة في زمنها، ومنها تجربة جديدة اخوضها الآن وانتظر ما سيخرج منها من قصص قصيرة جداً، اعتبرها ضمن تجارب سابقة نشر بعضها في مجموعتي الأولى (رائحة الموت) |
ننتظرك منذ مدة ليست بالقصيرة و لا نستطيع أن نخت اللوم كما شدا الجابرى فلا تجعلنا ننتظر اكثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: هشام المجمر)
|
اعتقد ان عثمان حامد مثل محسن خالد...وابكر ادم وطلال عفيفى يختلفون قليلا يشتركون فيما شاع تسميته بقوة العبارة. ارى ان قوة العبارة عندهم هو حقل الغام الدهشة الذى يعبره القارىء من بداية القصة حتى نهايتها. فعند كل الكتاب غيرهم يتخذ السرد فى بعض الاجزاء عادية الايضاح السردى ولكن هؤلاء الكتاب لايقعون فى منطقة التشريح الضوئى العادية..انهم فوق بنفسجيون وتحت حمر..عقل القارىء يرتطم بالدهشة فى كل مرة "يتجلى" احدهم وهو يضع ذاته الكاتبة فى مختبر النبوءة او السخرية او الحكمة..
الاشياء ، عندهم تتمظهر بالغرابة وهى قريبة ويومية لحد النسيان والاشياء تتبلور بالعادية والبساطة وهى غارقة فى التعقيد.
انها الرؤى الجريئة تلك التى تفرقهم من غيرهم..رؤى ثاقبة..وطفولة دائمة..وعشق كبير...تجعلهم كتابا بهذا الطعم الجديد..وتجعل القراءة حقل الغام مزروع بدهشة نووية..
فكيف نسلم من هذه الكتابة التى هى فى قيد الخطر؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
شكرا للاخ بدرى عثمان حامد القاص المعروف اول من تبنى الاستاذ محسن خالد وقدم له كل المساعدات واول من حفزه لطباعة انتاجه الغزير . يتمتع الاستاذ عثمان حامد بعمق ثقافى وادبي كبير وهو مشارك نشط فى كل المنتديات الثقافية والادبية التى يقيمها السودانيون فى دولة الامارات .. نفدت الطبعة الاولى من كتابه مريم عسل الجنوب وطرح الطبعة الثانية والان يستعد لعمل كبير سوف يكون مفاجاة حسب ما علمت .. ونحن فى الانتظار ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
التحية يا بدري، على نشر هذا الحوار مع القاص عثمان حامد،. كما لي فيه شهادة، فوق كونها مَعَزَّة سُعِدتُ بها،.. تحياتي للقاص عثمان حامد سليمان، الرجل الدغري والمتخصّص في محاربة الغباء والتبسيط، وهو ركنٌ ثقافي بأكمله، ونسيج وحده في هذه الأرجاء، ننتظر أزاهره الجديدة في اكتمالها، فقد كان لنا شرف استلماحها مبكّراً، ولأنه أشاد بتجربتي فسأزعم لي خجلاً ما ولن أبادله التفاح بلالوب،.. تحياتي يا بدري الياس على الانتباهة،.. ومن باب اللفتة التاريخية فقط أقول للصديق الكيك، إن صديقي عثمان حامد عرفني في كتبي المنشورة وقتها وعرفتُه في كتبه المنشورة، قبل أن نلتقي بعضنا كأصدقاء في الحياة، وهذا لا ينفي دعمه المعنوي لي، وإنما يصحّح كلماتك تاريخياً، فهو قد قرأ (إحداثيات الإنسان) المنشورة وقتها، قبل أن نصبح أصدقاء،.. التحية للأصدقاء هنا كلهم،..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: محسن خالد)
|
والتحية لك يا محسن وسلام على جمالك في الخالدين
وأسعدني كلامك وتوصيفك لصديقنا عثمان حامد الذي هو كما قلت "الدغري والمتخصّص في محاربة الغباء والتبسيط، وهو ركنٌ ثقافي بأكمله، ونسيج وحده في هذه الأرجاء"
كما أشيد بتصحيحك "التاريخي" لكلام الأخ الكيك والذي هو صديقك وتعرف أنه نقي وسليم النوايا ولكن ما قلته كان ضرورياً إذ علينا كلنا أن نلتزم الدغرية وعدم التبسيط وعدم التهاون في المسؤولية تجاه الكلمة.
محبتي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
العصافير العمياء
قصة قصيرة
عثمان حامد سليمان
قلت لصديقي ولزوجته وأنا أتملّص من دعوتهما، وهما يلحّان عليّ أن أمضي المساء معهما: - إنني متعب، أحس بالكهولة تدب في عروقي، إنني حتماً لن أكمل الأربعين، العمر لا ينبيء بمثل هذا الطول، فضحكا، قلت لهما: إنني أكتب شيئاً هذه الأيام. قال صديقي: - إذن هيا بنا نحتفل بميلادك الثامن والثلاثين، قبل فوات الأوان، ثم بعد ذلك تقرأ علينا ما تكتب. قالت زوجته: - سأعد لكما كعكة طيبة وشاياً (قالت) اسمعا شيئاً حتى أكلم صديقة. دخلت الزوجة وخرجت، داعبت التلفون وهي تهمس متضاحكة: (صديقنا الذي حدثتك عنه.. أجل ذلك الغارق في حزنه، معنا الآن، تعالي.) ونظرت إلينا. قام صديقي وعالج علبته الموسيقية الكهربائية فانبعث لحن جميل، انتشلني من جوف إطراقتي وقال: إنها فتاة طيبة. جميلة وستحسن الاصغاء إليك. تساءلت: "من؟" احمرّ كمن كشف أمره. أحضرت زوجة صديقي أوانيها الفضية وجلست. قرّبت رأسها من رأس زوجها ودبّرا أمراً. كنت أحسّ بأنني مرتاح على المصيدة الوثيرة والموسيقى تشيع الطمأنينة المفقودة. صرّ الباب فنهضت الزوجة، سمعناها تقول: أهلاً . ودخلتا. نهض صديقي مصافحاً فنهضت. قستها بمقياس العمر، فلم تزد على الخامسة والعشرين. تركت كفها على كفي وكانت هناك نظرة صديقة وكانت هناك ابتسامة، وكان كل شيء في وجهها يخاطبني: - ابتَسِمْ، أليس هذا يوم ميلادك؟ نظرت إلى الكعكة الساخنة والأواني الفضية والحليب، وجلسنا. قالت إنها سمعت عني من صديقتها ومن زوج صديقتها، ولم تكن تريد أن تحضر هذا الحفل التأبيني لولا إصرار صديقتها. وقالت كم هو جميل أن يكون للمرء صديقان مثلهما. وقالت إن هذه الموسيقى تذكرها بيوم جميل. وقالت إن الشيب على رأسي ليس نهاية العالم. قلت لها: مات أبي وهو في الثامنة والثلاثين. سألتني: أين أمي ؟ فأجبتها بأنها ماتت حزناً عليه، ظلت قعيدة الدار إلى أن لحقت به. وانطلقت في حديثي، قلت أنت لا تعرفين أي النساء أمي، كانت أمي تسأل من يجيء لزيارتها إن كان جائعاً، ولم يكن يهم في أي وقت جاء. اعلم أنه لو كان في ثديها لبن لأرضعت الجميع ولكن ... ورث أبي تجارة العسل عن آبائه وكان يرعى النحل، يقضي يومه بين خلاياه. كانت أمي تظن أن نحلة لسعته فمات، وكنت أصدقها. سألت: ومن يرعى تجارته؟ - جدي لأبي يقوم بذلك، هو الآن في الثمانين من عمره، خبر النحل وأمن لسعاته منذ سنوات وسنوات. قالت لي وهي تنظر في عيني، كانت جميلة ومتفائلة، : أين أوراقك؟ علمت أنك تكتب. حاولت أن أهرب، هذه الفتاة الصريحة تحيّرني، لم تغال في زينتها وكانت تعلم أنها ستلقى غريباً، وتعلم أنها ستشارك في احتفال بعيد ميلاد ما، وتعلم أنني سأكون هنا، وتعلم أنني أكتب؟ أغوص الآن في المصيدة الوثيرة. أصدرت أمرها في رفق: - اقرأ لي ما كتبت. - ( سقط العصفور الصغير من العش وكانت حشائش الأرض هشة ورحيمة فلم يصب. حاول أن يجمع جناحة الصغير الطري ونجح بعد أن تعالت أنفاسه، ولم يكن يعرف الوقت فالغابة ساكنة. تلفت فلم ير شيئاً. لم يكن يدرك أنه أعمى. عادت أمه العصفورة إلى العش، بحثت عنه بجنون فلم تعثر عليه، قالت لنفسها بلغة العصافير: (تباً للصقور). كرهت العش الخالي وطارت حزينة إلى غابة مجاورة لعلها تجد أليفاً تنسى في عشه حرقة وليدها الصغير الفقيد. لمس العصفور الأعمى قشة. حدث نفسه: إن رائحتها مثل رائحة الطعام الذي كانت تدسه له أمه. وبمنقاره قضم القشة وابتلعها فشبع. الغابة تصخب بأصوات الطيور القادمة تحمل الطعام لصغارها. واختلطت الأصوات. أرهف السمع عله يسمع زقزقة أمه، ولكن الأصوات الكثيرة قطعت الحبل السري بينه وبينها. كانت تحلق دامعة، أخذت تضرب الهواء بأجنحتها لتنسى. تقلب العصفور الصغير الأعمى فوق العشب. أسند جسده النحيل المنهك على الأرض الطينية الرطبة. سكن كل شيء حوله. بدأ الصرير اللّيلي. لم ترتح أذنه لأصوات الجنادب ولا لعواء الذئاب الجائعة. انكمش على نفسه وقال حين مطت حيوانات الليل أصواتها: (هذه طيور من قبيلة أخرى.) افتقد دفء أمه، كانت تدس منقارها تحت جناحيه الغريرين تداعب زغبه الأصفر النامي، وتلف جناحها حول عنقه في حنان. لم يكن يعرف ضوء الشمس ولا تعاقب الفصول، فقد كان عهده أياماً مضت وهو غارق في الظلام. لم يكن يحسن لغة الطيور، فقد سقط من العش قبل أن تلقنه أمه كل الكلام. كان يرهف السمع لاصطياد أصوات العصافير عند الفجر، وكان يريد أن يفك رموزها، لكنه كان جائعاً ومرهقاً وصغيراً وأعمى. أسلم جسده النحيل فوق العشب الطري الرطب للموت... وهكذا وهكذا ، وهكذا.) أبرقت عيناها بالحنان وقالت لي: - لماذا عصافيرك عمياء؟ تحسّستُ المقعد الوثير الناعم فلم تكن هناك مصيدة. قلت لها: فلنستمع لهذا اللّحن الجميل. أرسلت نظرة آسرة وأومأت لي: فلنستمع. لم يكن صديقي هناك، ولم تكن هناك زوجته. برد الحليب والكعكة في الأواني الفضية. وكنا نسمع اللّحن الجميل. دخل علينا صديقي وهو في لباس النوم وتثاءب وتمطى وقال: - آآه ...... طابت ليلتكما. وأغلق الباب خلفنا. لسعتنا برودة الليل، وعند بابها أفقنا ونحن نتصافح بالفراق. قلت لها موعدنا غداً. ابتسمت بوجهها الجميل الصريح. ولم أنم ليلتي تلك .. عاد البصر لعصافيري العمياء. ****
(من مجموعة "رائحة الموت")
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: mutwakil toum)
|
هل جئت متأخرا هنا ؟ الصديق الحبيب بدري الياس المتداخلون الكرام
اساهم بكلمة كتبتها صباح الامسية التي نظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي واستضاف فيها تجربة القاص المبدع عثمان حامد سليمان والتي قدمها القاص والناقد المبدع أحمد عبد المكرم ، ونشرتها بصحيفة الاضواء .أساهم بها على اعتبار " جهد المقل " وللاستاذ عثمان حامد سليمان كل المحبة والتقدير
مرحباً بعثمان حامد سليمان : شعرية السرد " تراصت الصقور متلاصقة متزاحمة فسدت عين الشمس ، قال كبيرها في لهجته الآذانة بالهجوم اسفلنا طعام كثير بطون مبقورة، وخوذات مهمشة، واحشاء سائلة، دروع محطمة وخيول منتفخة ومعفرة بالغبار، رماح متكسرة، وسيوف مغروزة في صدور " اعلاه مقطع من نص قصصي بعنوان الصقور من المجموعة القصصية الاولى للكاتب عثمان حامد سليمان المعنونة بـ رائحة الموت من اصدارات دار الحوار للنشر والتوزيع سوريا، طبعة اولى 1990م وعثمان حامد سليمان القاص السوداني المقيم بالامارات العربية المتحدة منذ فترة ليست بالقصيرة يمتاز عمله باسلوب خاص ومتفرد كما قرأنا له في مريم عسل الجنوبالصادرة في طبعتها الاولى عندار الشرقيات مصر، عام 1995م والتي صدرت منها طبعة ثانية في اكتوبر 2002 تحت عنوان مريم عسل الجنوب يليها غناء في العدم العبارة الشعرية المكثفة مرتكز اساسي في عمارة عثمان حامد السردية وطبيعة الصورة في نصه تأخذ بعداً تركيبياً في نزوعها للتجريد رغم اصطدام حكاياه بواقع مباشر دائماً في غناء في العدم النص المركب في صفاء شعري مكثف تطالع عالماً مأخوذاً بمتاهات غريبة: " اطفأ اسماعيل سهر الحانه من عينيه، خلع قميص النبيذ، ركض قلبه الى بوابات الطريق ، فارقت اذنيه قهقهات قطعان الليل، خلفت النساء الليليات مساحيق الطيش، اضيف غلالات المهرجين، اسدلت غمامات الشبق واطفأت مصابيح المرح الملونة، دخلت في جلود النهار الكفيف " يشكل القاص عثمان حامد سليمان بنصه القصصي تمايزاً نوعياً في قماشة السرد السوداني الحديث وان افتقدت الساحة الثقافية السودانية في الداخل فاعليته الثقافية البازخة فانها لن تفتقد فعاليته الابداعية من خلال انتاجه الرصين " قادته عترة النوم الى مقبرة الخزف المحترق لم يظفر بحرارة الرماد نام على الجمر مع بقايا العظام الخامدة جف دم التفاحة القتيلة" هاهو عثمان حامد سليمان بيننا ولو الى حين تطالع خبراً في هذا الخصوص بمكان اخر من الصفحة ثقافة الاضواء ترحب به ، مبدعاً قامةً في مكانه الحميم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
الاخ ودالياس والاحباب الكرام عثمان حامداسم يستحق الوقوف عنده ..وكثيرا،كنت قد قرات له مريم عسل الجنوب وهي متوفرة بدار افاق جديدة للنشروالتوزيع على ايام ياسر ابوزيد وفي الامسية التى خصصت له في مركز عبد الكريم ميرغني في زيارته الاخيرة للسودان اذهلنا الرجل بحق وقد لا ابالغ في القول لوذهبت في انه من اولئك المبدعين ذوي الحضور المميز والقوي واللافت وهو يتداخل مع الحضور بعفوية نتقدها في منابرنا النقدية،وذهنيته الروائية لا تنفصل عنه كان رهيبا بحق وهو يصف امدرمان التي حملها معه - كما يعرفها- الى الغربة "امدرمان مدينة يحدها على طول امتدادها الشرقي النيل ..ومسيجة غربابالموت مفابراحمد شرفي،مقابر حمد النيل..." كان يتحدث عن ام درمان القديمة.. هذي التي دمها يجري في العروق..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
الصقـــــــــــــــور "نص قصصي"
عثمان حامد سليمان
تراصّت الصقور متلاحمة متزاحمة فسدّت عينَ الشّمس. قال كبيرُها في لهجته الآذنة بالهجوم: (أسفلنا طعام كثير) بطون مبقورة وخوذات مهشّمة وأحشاء سائلة، دروع محطّمة وخيول منتفخة ومعفرة بالغبار، رماح متكسرة وسيوف مغروزة في صدور. مات سيد المدينة فحمله أبناؤه الخمسة وهرولوا بجثمانه إلى المدافن غرب المدينة وخلفهم جموع باكية حزينة جاءت من كل صوب. دفنوه بعد أن بللوا ثرى قبره بدموعهم الغزيرة. أُعلن الحدادُ عليه ليستمر لأربعين ليلة، نُكِّست الأعلامُ وأُغْلِقت المحالُ وتوقَّفت الحياةُ إلا من همهمةٍ تسري عند بدايةِ كل ليلةٍ ولا تتوقف إلا عند طلوع الشّمس. وعند انقضاءِ ليالي الحداد دقّت الطبولُ .................... إنها الحرب. لم يصل المستشارون إلى اتفاق حول من يخلف سيّد المدينة من الأبناء. انقسمت الجموعُ إلى خمسةِ جيوش. تراصّت الصقور وهجمت على الجثث الكثيرة، فلم يبق في المدينة أحد واقف على قدميه.
من مجموعة "رائحة الموت"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
عين تقرأ للمرة الثانية وترصد .
الأديب القاص عثمان حامد يتحدث عن عالمه القصصي ، وأحاول هنا نقل الكلمات التي تخيرها في اللقاء : 1/ هو يحمل أم درمان معه كتقاطيعه ولون بشرته ، يعشق كل ما فيها ، ومن فيها . مشاهدها يعشق وطقوسها أيضا . دمها يجري في عروقه . 2/ بعد التجربة الأولى سعى الكاتب لتجويد أدواته بالاطلاع على ما يحصل عليه من كتابات قصصية ومترجمة ومن الكتب الانجليزية وقد أنفق عمراً في ذلك . 3/ يمُد الكاتب خيطاً طويلاً ينسج منه حكاياته ، يتوه عنه الخيط ، ويتوه الكاتب عنه ، وعندما يقبض عليه يُخرج أعمالاً قصيرة مُتباعدة . 4/ لا يرغب التصنيف . 5/ يرى الكاتب أن الشكل لم يكن مستهدفاً لذاته ، ويرى معالجة الأحداث وإن جاءت حادة وجارحة ، ويقول اللغة نحت للشاعرية . 6/ من الأوفق ألا تختلط أشكال التعبير بصور متعسفة . 7/ يمكن للغة القص أن تحمل حمولات شعرية تسهم في تقوية التعبير . 8/ يرى أن مهمة القاص تنشغل بالقص والمعالجات القصصية دون إغفال تطوير الأدوات والقدرات الكتابية عبر سنوات عمر الكتابة . 9/ هو يكتب في مساحات زمنية متباعدة . 10/ الكتابة القصصية كائن حي يعيش فتوته ويبلغ ذروة نضجه وإن لم يتجدد يموت كما تموت سائر الكائنات .
إنني أرى فيما قرأت الآتي : 1/ يعُب الكاتب في ذاكرته كل ما يتيسر ، ففي تلافيف الذهن مصنع كوني فاره ، يحتاج زماناً للسبك ، ولا حاجة للكاتب لزيادة حرارة الطبخ تعجلاً ، إذ لا يلاحقه ناشر ، ولا تتعجله أفواه تعتاش . تلك أراها نهج المُدقق . 2/ اللغة عنده تهجر التقريرية والعسف ، والتحميل الشعري للغة القص تقوي التعبير ، وتلك أراها تُهذب القارئ وتُرَفِّع التلقي وتواكب العصر . 3/ أرى أن نهج تطوير القدرات الكتابية والتعامل مع اللغة ككائن حي توضح أن الكاتب يكتب عن محبة وارفة ، والزمن عنده يُنضِّد الفكرة وأدواتها . 4/ مقولة ( من لا يتجدد فنه يموت مثل سائر الكائنات ) تذكرني تجربة حياتية عشتها في فترة من الزمان عندما نشأت في بواكير طفولتي مع أحد أصدقاء الطفولة ، ونحن نمارس تعلم الرسم . بدأ نا بالتقليد ورسم البورتريه ثم المناظر الطبيعية ، وعندما بدأت الإطلاع على التجارب التي بدأ فيها الرسامون الخروج عن المألوف وابتعدوا عن نهج النقل وصارت الانطباعية والتكعيبية والسريالية ....الخ وهي التي برزت منذ أكثر من قرن ، وآن لنا ونحن في فورة الشباب في الثانوية أن ننهل منها ، كانت ظروف صديقي قد غيبته ، وقذفت به مهنة التدريس إلى غربنا الريفي إلى رجل الفولة . التقيت معه بعد زمان ، ورأيت في أعماله اليدوية ، ورؤاه تمريناً بلا تطوير ، وحز في نفسي تعبيره لي في ذلك الزمان ونحن نناقش فن الرسم وأدواته حين خاطبني : ـ ( أنتم قد تعرفتم على الفنون التشكيلية ، ونحن قد جرفنا تدريس الناشئة وتوقفنا عن التطوير!) . أنا أتفق مع القاص أن من لا يتجدد يموت فنه . 5/اعترف القاص عثمان بعشقه أم درمان . هو عشق آسر ، وأنا لم أزل أعجب عندما يقول لي البعض : ( أم درمان دي لحم راس ، ليس لها أهل وكلها من الوفدة ) كأنهم يستنكرون أن تكون لها هوية ! ، وأن تكون مُلهمة ! رغم تاريخها الوجيز فقد نزعت الفنون من الوجدان ، وعاشقها يملُك تأريخاً وطنياً زاخراً . اعتصرت هي الأجناس جميعاً من بقاع السودان ، لونت طباعهم . هجدت البداوة وغلفت أهلها قشرة من قشور هادئة ، تُعلِم العيش مع الأعراق جميعاً بِتَقبُل . 6/ كنت أود لو دلف عيسى الحلو إلى السؤال عن خواطر القص ، ومواعيد الطفرات ، ومتى وكيف يكتب القاص أو يدخلنا في العوالم الخُرافية للشخوص إن كانت تستنجد بالذواكر القديمة ؟
يا لها من مقابلة !!!!!
عبدالله الشقليني 4/6/2005 م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأستاذ عبد الله الشقليني "بيكاسو"*
التحايا لك أيها الرجل الأديب المؤدب الفنان بحق مجوّد اللغة ومجيد السبك. لن أشغلك كثيراً فسأترك عينك الغواصة صائدة الفتنة تواصل فعلها الجمالي دون مقاطعة ولكن لزم أن أحييك على إبهاري بمثل هذه المسؤولية التي توليها للقراءة وهذا ما لا يتوفر لكثيرين. يدور الحديث دائماً عن المسؤولية في الكتابة التي لا شك جسيمة بقدر ما تحمل الكتابة من أفكار. ولكن القراءة التي هي بحق "القراية أم دق" فهذه لا يوليها الكثيرون حقها من الاهتمام والمسؤولية.
سلمت يا رجل. وسلمت عينك التي ترى. وسلمت أقلامك التي تكتب بقدرة نبيلة.
ـــــــــــــــــــــ * عرفت صدفة أنك تلقب ببيكاسو وأعجبني اللقب فاستخدمته، وأنا أعرف لك اهتماماً بالرسم حتى بعيداً عن مجال عملك في الهندسة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
إلى الأديب بدري الياس نقول : عندما كتبت عني : { لن أشغلك كثيراً فسأترك عينك الغواصة صائدة الفتنة تواصل فعلها الجمالي دون مقاطعة ولكن لزم أن أحييك على إبهاري بمثل هذه المسؤولية التي توليها للقراءة }
أقول لك : غرقنا في مَسبَحكْ ، ففي تعبيرك الموجز حمّلت كتابتنا جمالاً فوق ما نراه . نحن من بعد نتعب للخروج من التقريرية بشق الأنفس . لم أعرف أن فارش السِماط وهو يدعونا لطعام الذهن ، له يد طبخٍ ماهرة . يتخفى حاملاً نصوص المُبدعين .
بدري
ما أجملك يا رجُل .. مِضياف ، سخيُ ، تُفرح بكتابِك عنا ما يستدرجنا بمهارة لنكتُب ، واكثر ما أخافه سيدي هو المدح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
عثمان حامد سليمان .. قمح الكتابة*
الناقد/ سامي سالم
لغة وضاءة، عبارات متوهجة ، أسلوب يفيض بالنوعية، موضوعات يسيل القهر م لبها وعلى حفافيها، وشخصيات تئن من الهجر والكوابيس. عبر هذه الوحدات يدخل بنا عثمان حامد سليمان إلى قلب "القصة الشعرية". ذلك النسيج السردي الذي يبدل فيه الزمان القصصي رداءة التقليدي فيصبح مكثفاً وملتماً على النقيض من النمط القصصي التقليدي الذي يكون فيه الزمان محلولاً ومبعثراً. أربع قصص قصيرة ضمتها مجموعة "مريم عسل الجنوب" تحدث هذا الانتقال النوعي في أسلوب القصص وإن كانت المجموعة الأولى "رائحة الموت" تستبطن بذور القمح. 17 قصة قصيرة ضمتها هاتان المجموعتان اللتان تمثلان حصاد رحلة عاصفة ومتعرجة ومتألقة في حياة الكاتب السوداني عثمان حامد سليمان. خمسة وعشرون عاماً من الكتابة اجتمعت حصيلتها في هاتين المجموعتين. وبداهة فإن الحساب الكمي للأعمال الأدبية لا يعكس القيمة الحقيقية للناتج الإبداعي فهناك متراكمات كثيرة ولكنها لم تضف جديداً إلى تجربة التعبير، ظلت تكرر أسلوبها وتيماتها دون أن تنجز انتقالاً أو تحويلاً. القيمة الحقيقية للفعل الأدبي تتحدد فيما يتستحدثه من تحويل من مرحلة إلى مرحلة، وهذا ما فعلته مجموعة "مريم عسل الجنوب" التي وضعتنا في قلب "القصة الشعرية" بعد أن كانت مجموعة "رائحة الموت" قد وقفت بنا عند عتبات هذا الشكل الأسلوبي الجديد في مغامرات القصة القصيرة وتجريبيتها وتجدداتها وتطوراتها. قصص "مريم عسل الجنوب" تضعنا وجهاً لوجه أمام علاقات القاهر والمقهور. جدل بالهواجس والمقاومة. في كل قصة تواجهنا شخصية مسيطرة وقاهرة إزاء مجموعات بشرية ونماذج إنساينة تعاني من سطوة الاستبداد، إذ تساكنت عوالمها بالاستبداد والمخاوف. في قصة "الظلام" تواجهنا شخصية "القادم" القوي الغاشم، وفي " سكة الصمت" يطالعنا التجبر، الثري القوي، وفي "فاطمة الحمراء" نقف أمام سطوة المحتل المستبد. أما في "مريم عسل الجنوب" فيطلع القهر من طلقات البنادق ولهب النيران ونداء الدم والحرب. الحرب هنا هي القاهر، وهنا تظهر معالم الوطن في ذاكرة القاص وعلامات مأساته وفصول أزمته. القصص الثلاث الأولى تحمل أشكال أفراد مستبدين بصفات محددة، أما القصة الرابعة فيختلف فيها شكل الاستبداد وملامح القهر. يتحول المستبد من فرد ذي صفات محددة إلى تاريخ متواطيء بشكل غير محدد ويتغير شكل القهر من أفعال ذات إلى حال معنوي مسترسل. وفي داخل الخطوط القصصية يستخدم الكاتب الجنس بوصفه مادة للقهر من ناحية، ووسيلة للخلاص من ناحية أخرى حتى يتحول النص إلى حقل من التوقعات المعقدة والشفرات المراوغة. إننا أمام نصوص متعددة اللغات والدلالات، وفي الحوار بين هذه المكونات المتداخلة للقصص يعرب النص عن محتوياته المعلنة وتتبدى الصورة الواضحة للمضمون. يلعب الكاتب في المنطقة التي لا تعبر عنها اللغة صراحة، عن طريق عرض الشخصية من الداخل وتسليط الضوء على ذلك العالم غير المرئي وجعله محوراً للوعي بالعالم الخارجي ووسيلة لتفسيره ومعرفته. اختزال العالم الخارجي إلى أقصى درجة ممكنة ووضع اللحظة الداخلية مقابل التفصيلات الخارجية وتجسيد الحقائق من خلال هذا التناظر. والحقيقة أن الانتقال من التفصيلات الخارجية إلى اللحظة الداخلية كان يمثل النقطة المحورية في تاريخ التطور الأدبي التي جاءت بالتجديد في معنى تصوير الواقع واستنباط الحقائق بالتركيز على اللحظة الآنية، الصامتة، المستقرة في شعور الإنسان ولا شعوره. الانتقال من الخارجي إلى الداخلي كان أساس الثورة في التعبير الأدبي بعامة وحمل معه انتقالاً من الدرامي إلى الشاعري، من تسلسل الحدث إلى اللمحات المبعثرة في وعي الإنسان وأحاسيسه الداخلية وذلك لأن حدوث الأشياء في واقع الحال يختلف عن حدوثها في النص الأدبي وكذلك إعادة مشاهدتها أو إعادة رؤيتها وتجسيدها في سياق أدبي تتضافر على إنتاجه عوامل فكرية وأسلوبية وشعورية تضفي عليه معنى توليديا احالياً. وهذا ما فعلته مجموعة "مريم عسل الجنوب". مجموعة " رائحة الموت" تبدأ بقصة "سليم ونقيق الضفادع" وتنتهي بقصة "اغتيال". هل هناك دلالة رابطة بين البداية والنهاية حتى تجعلنا نشم رائحة الموت؟ ثمة وشائج رابطة، فالضفادع لا تثمر إلا في البرك والمستنقعات، أي في الصورة المباشرة لعطن المكان وموت الحياة. وكذلك "الاغتيال" لا يمكن أن يتم إلا إذا تمكنت الأوحال من دواخل الذي يمارس هذا الفعل المضاد للحياة. فالوجود الذي يسيطر عليه نقيق الضفادع سوف يقود منطقياً إلى عطن الحياة والاغتيال. ثمة وشيجة قوية بين البدء والمنتهى تجعل من "رائحة الموت" المعنى المهيمن على منطوق هذه التجربة القصصية. محتوى لحيوات تواجه المطاردة والحصار والهجرة والاغتراب ولكنها تقاومها بإرادة الوعي. قصص "رائحة الموت" تتعدد في إهابات شكلية متفاوتة. منها الشكل المسمى بالقصة القصيرة، والشكل الذي اتفق على تسميته باسم "قصة قصيرة جداً" والشكل الثالث الذي يطلق عليه اسم "الأقصوصة". من هذا التنوع في النسيج الشكلي تجد أن الكاتب يلعب على مختلف أنماط التعبير القصصي ومختلف الأشكال التي ولدتها حركة تطور النوع القصصي. عثمان حامد سليمان صوت جديد في القصة القصيرة العربية بكل ما تحمله كلمة الجدة من معنى. إنه يعزف حقلاً جديداً حتى ينبت فيه قمح الكتابة الشعرية للقصة القصيرة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (صحيفة الخليج الإماراتية– الشارقة 15/6/1996)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: عبدالله الشقليني)
|
العزيز الشقليني
سلام ومحبة
والمعذرة على طول الغياب
انا أيضاً صرت مثل الراوي في "مريم عسل الجنوب"، إذ كلما فتحت الباب هنا غمرني ضوء كتابتك الباهر، وشكري لك بلا حدود إذ أضأت لي الكثير من الجوانب في أزقة وحواري الحكي الباذخ في مريم عسل الجنوب، وأظنك أوردتني معك - ولا شك معي كثيرين- موارد الإفراط في محبتها. فلك ولعثمان حامد آلاف التحايا والأقمار.
ولا تنس صديقي بيكاسو، أن تهدينا حكايتك التي أشرت إليها أعلاه لنتعرف كذلك على بطلك "السابح مع التيار"، فإننا وإن كنا ننفعل ونعجب بذلك البطل المفارق موجد مصيره وراسم خطوط سيره الخارجة، إلا أن الصورة الأخرى وهي صورة المستكين المستسلم لقدره، راضياً أم مسترضى، هي الأكثر توفراً وربما كان اكثرنا ينتمي لهذا النوع منعدم القدرة على الخروج من المجرى الذي صنعته له أقدار شتى ذاتية وخارجية، فهي وإن اختلفت في مصادرها لكنها تتفق جميعها في المساهمة في خلق تلك الشخصية بتلك المواصفات. :::::: ::::: :::: ::: :: :
(ولا تنس كذلك أن تواصل اعتناءك الجميل بهذا المكان فربما أفرطت في الغياب هذه المرة)
وافر التقدير والاحترام،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
يبدو أنني ممن يتوهون وسط أي نوع من الزحام ،،، هذا أمر لا شك فيه ، فأنا قروي لم أعتد على الرؤيا وسط أرتال البشر والعمارات الشاهقة وأضواء المدينة ، وغبارها ... لم لم أر هذا الموضوع منذ تاريخ ولادته ؟ الأستاذ عثمان حامد سليمان رجل جميل بمعنى الكلمة ،،، ما التقيته ، وما قرأت له إلا اليوم من خلال هذا الطرح ،،، لكنه حدثني أكثر من مرة بالهاتف ،،، وقد تعرّف علي من خلال الصديق عثمان عووضة الغائب عن منبرنا منذ فترة ،،، وعثمان حامد لا يجعلك تنتظر كثيرا لتتعرف على قدراته الأدبية وإبداعه القصصي ،،، فحديثه من خلال الهاتف هو حديث القاص ،،، كلماته ، ترتيبها ، رصانته ، قوة جذبه لك ، وهو ينقلك من ابتسامة إلى ضحكة إلى قهقهة ،،، ثم تمسح دموعك بالفرح ، وأنت تشعر بعظمة من يحدثه قاص مثل عثمان حامد ... أسرتي تابعت المهاتفات التي دارت بيني وبين عثمان حامد ،،، ولا ينسونها أبدا ،، هي تماما كمهاتفاتي لصديق عمري محمد يوسف ( وديوسف ) ،،، مهاتفات تجعلني أفرح وأضحك بقوة ، وأستعيد كثيرا مما فقدت ... التحية للصديق عثمان حامد سليمان ،،، والتحية للصديق عثمان عووضة ،،، والتحية لك أخ بدري وأنت تأتينا بهذه الدرر ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: محسن خالد)
|
يا قرش انا ما للشراء انا دوزنة افكارك الشاترا المساجد مليانة بي غيابي. اشكرا مبنية من حسابي المكتوب في الهواء . اقدرا .. ,,, ود الياس . احد شرايين ضخ الجمال . وصلني عتابك متأخر ، هي-اذن- عادتي السئية في عدم معاودة البوستات .. ساظل اتزحلق على ظهر الاسف . الي ان ياتيني ردك . بالرضا ..
اخبرني صديق بانك عملت على تحرير بوست يخص محسن خالد. حاولت تصيده من غياهب البورد . فشلت . ساعدني باللنك . ارجووك . فهذا الرجل اعجووبة ( واعجووبة هذه تخص سكير حينا محي الدين حينما يتحدث عن الله) .. محي الدين يرفع رأسه الي السماء يصيح بكل ما اتيح من حلق .. مطر .. مطر .. ثم يخفض درجة صياحه ويهمهم معقباً . - دلوكتي .. وحينما تخبره بان الامر لا يمكن ان يكون . دلوكتي . يرد قائلاً - لا ممكن . ويرفع سبابته الي السماء مواصلاً - ده اعجووبة ده . استلف كل مفردات القديس محي الدين . بوست محسن خالد. دلوكتي . عفوا للهترشة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: ديامي)
|
العزيز ديامي سلام مبروم ومطبوق
وكيف حالك في منفاك البعيد؟ أتمنى أن تكون قد دخلتك -زي زمان- فرحة عيد إن كان قد مر بمنفاك، وعساك زي ما يتمناك الأحباب.
بخصوص كتابي القاص عثمان حامد، فقط مدني بعنوانك على البريد الذي تركته لك برسالتي وسأرسلهما لك بدون شك. ّ"إنت قايل نفسك هيِّن؟"
شكري الجزيل لك على الكلام السمح الكتبتو هنا ده، ولك صادق الود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
الحبيب والصاحب بدري الياس أزيك ...
Quote: وكيفك مع متابعة بلاوي صحافتكم غريبة الكائنات؟ |
تقول شنو يا الحبيب ... دعهم يقولون ما يشاءون سيأتي زمان الحقيقة ...
Quote: سأتغاضى عن غمزك المشار إليه بما تحته خط، على ألا تكرره.
|
الشباب يا الحبيب إحساس ما سنوات يحملها الشخص على كتفه ... شعور الكبر دخل علينا بعد ما دخلت حبيبتي رزاز (هكذا كتبتها موظفة إستخراج شهادات الميلاد حد يغالط الحكومة يا ناس؟؟!!!!) ... المهم لا تزعل كبير أنت في داخلنا بوجودك وبهذا الإنتماء يا رجل ...
مع محبتي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
عثمان حامد قهوة صباح جميل ... (Re: بدري الياس)
|
تعرف يا يدري الياس إن ... أجمل صباح مرّ بي اليوم ... رغم أن صباحات الخرطوم أصبحت خانقة جداً ... كما تفرفها جيداً ... وجمال هذا الصباح كان نتيجة لمهاتفة أفرحتني كثيراً من الأستاذ عثمان حامد ... وللمصادفات الغريبة حينما دق جرس الهاتف كنت أمسك باليد الأخرى (مريم عسل الجنوب) ضحكت وقلت له هذه أغرب مصادفة ... قال أنها تحصل له كثيراً ... يااااا هذا الرجل الجميل ... كان قهوة صباحي اليوم ... أرتشفت منه جمالاً وحباً وروح متهذبه ... لك الله أيها الرجل الرائع ... إن سعادة هذا الصباح ستظل ترفرف في الخاطر ... حلوة المبسم ... رائعة الهندام ... هذا ود راقي منك أيها الرجل الشفيف ...
سعيد أنا بسماع صوتك ...
مع محبتي ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: Agab Alfaya)
|
الأستاذ الفاضل عبد المنعم عجب الفيا
الشكر لك أيضاً على مرورك الحميم هنا، ومثلك أهل للحفاوة وأنت رجل كلمة وكتابة، ومن القليلين الذين يقدرون الحرف ويجتهدون في مجالدة المعرفة. وهذا ليس مدحاً بذخياً ولكنه تقدير حقيقي أحمله لك ولكل اجتهاداتك العظيمة في شأن الكتابة. ، وليت نيتك الكبيرة في الكتابة عن "مريم عسل الجنوب" تهزم كل العوارض، وتقدم لنا ما أتوقع له أن يكون إضافة حقيقية ومساهمة فاعلة في إثراء حقل الكتابة. ، أجدد لك الشكر والتقدير، ::: :: : نلتقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
* *
اغتيـــــــال..!
-1-
هذا المساء لنتف ريش جارتها المتبرجة كطاؤوس. "أين لي بجليسة لهذا الشيطان المشاغب الصغير؟" وأحكمت غطاء صغيرها وهو ينشج بالبكاء ونادت من نافذتها خادمة من الجوار، أن تعالي واحرسي صغيري فإن أنمته فلك قبضة حلوى وقارورة فيها بعض العطر ودينار. رقصت الخادمة اليابسة جذلى بوعد الحلوى والدينار.. خرجت ربة المنزل ساعة بتصميم كأنه معول في قبضتها ومع صديقتها كومتا ريش جارتهما المتبرجة كطاؤوس، ولم تنته نميمة منتصف النهار ولكنها أفاقت ببعض نبض قلب الأم وهرولت إلى دارها فوجدت الخادمة اليابسة تتهيأ للذهاب. "نام صغيرك يا سيدتي نومة طويلة، لن يستيقظ منها. أين الحلوى؟ أين ديناري" وانسلت خارجة. هزت طفلها، كان ساكناً وبارداً. جنَّ جنونها، هزته بغير رفق فلم يتحرك، علّقت دموعها على مشجب الغرفة وصرخت، خرجت إلى رأس الطريق تجر ثوبها. "يا ناس قتلت الخادمة طفلي، كتمت أنفاسه فمات" ولبرهة أصاب الشلل المارة في ذلك الطريق الهادئ .. ومن بعد عرف كل شيء.
-2-
غصت طرقات المدينة بالمشاركين في المهرجان في ثيابهم الزاهية، تلاميذ المدارس والفتيات يحملن الأغصان الخضراء، وعمال المصانع بملابس العمل الشديدة الإيحاء والبيارق ولافتات الترحيب، ربّات المنازل وفتيات السوق والمارة والمتبطّلين، فرق الغناء والمجموعات التي تؤدي الرقصات الشعبية. كانت الوجوه ترتدي أقنعة هشة تعلوها قشرة من المرح الزائف، وقوس النصر الموشّى بالشرائط الحريرية الملونة وأطواق الزهور كأنه مخلوق خرافي ينتصب واقفاً ليمر الطريق الإسفلتي من تحت سيقانه العملاقة.. كل شيء ينطق بالبهاء والحرارة لملاقاة موكب رئيس مجلس المدينة، الأعيان ورجال الأعمال وقائدات العمل النسوي في نهاية الطريق وعند حلق ميدان المهرجان. ظهرت تباشير الموكب المهيب. أطلقت فرق الموسيقى العنان للأبواق والزمامير. ومن سيارته السوداء المكشوفة أطلَّ سيد المدينة ملوحاً بيده. الموكب الآن يمر من تحت قوس النصر، تزاحم الخلق حتى لم تبق حنجرة واحدة خامدة، والهتاف منغّم مُتّفَق عليه تؤديه جوقة متماسكة. أطلقوا حمائم كثيرة طارت مترددة في البدء ثم حامت مرفرفة حول المكان. هدأت السيارة من سرعتها وبغتة انهار قوس النصر ... كأن ريحاً عاتية نفخته فهبطت عارضته الثقيلة على سيارة سيد المدينة. ارتبك كل شيء. ثم تبع ذلك انهيار القائم الخشبي الثقيل. رأى شاهد عيان ذلك القائم يضرب سيد المدينة على رأسه لتنفجر نافورة الدماء. طارت مقدمة السيارة الفارهة. هجم بعض من يقوم على حراسة السيارة وتلقى جسد سيد المدينة النازف. كان يتأرجح بين الغيبوبة واليقظة، وهمس، همسته الأخيرة، :"عليك اللعنة..". تنفست المدينة الصعداء وتفرق الجمع المذهول، وفي هدوء بدأوا يستجمعون كل ما جرى.
-3-
جلس ضابط التحري مهدود القوى من إرهاق تحقيق تلك الحوادث المتلاحقة، وها هم يقتحمون عليه غرفته. هاله منظر الرجل الستيني الفارع وهو غارق في الدم. يقبض بيده كرة من دم متخثر، وتلطِّخ لحيته البيضاء بقع من الدم. الدم في كل مكان، ها هي الصورة وها هو الإطار. يقف مختار زائغ البصر ولا يريد أن يتكلم. - هذا الرجل يا سيدي قتل ربيبه الشاب وأكل كبده! (الآن تستوي الصورة داخل الإطار) والنهار قائظ والشمس محرقة تأكل حواشي الشجر وتجلد الأسطح وتسلخ جلود البشر. قالت "سَيْدَة الشّرْبَاشَة" كذّابة الحي في إفادتها: أن "منير" قد تنقل بين أثداء المرضعات بعد أن هربت أمُّه فور ميلاده من قسوة هذا الرجل الذي أنكر أبوته له، ولكن تحت ضغط أهل الحي أخذ منيراً في كنفه ليسومه العذاب طوال ثمانية عشر عاماً طويلة نشأ فيها نشأة الصقور الكواسر، يأخذ كل شيء عنوة ويعمل مخالبه تمزيقاً في كل شيء. وكان هذا الرجل الماثل أمامك يا سيدي يلهب ظهر فتانا ويحقِّره فتراكم الغضب في صدره ليكبر معه. خفق قلبه بحب الفتاة اليتيمة "قمر" وهامت بحبه المسكينة وكان أن اشتراها مختار من مربيتها. أرادها لنفسه إمعاناً في تعذيب منير. أرهقها بلياليه اللزجة وشكوكه وتخاريف هرمه البادي. كما سلَّط عليها عيونه الرقابية الفظّة. وفي ليلة لن تُنسَى باغته الصبيّ "منير" وأوثقه بالحبال ثم أخذها أمام زوجها الكهل عنوة وهي تضج بفورة الأنوثة الشابة، ساخنة وشهية، لتسلمه جمالها الغض وعيونها متعلقة به وقلبها يخفق باسمه. أما البائس مختار فقد أضناه الأسر وحطّم كبرياءه منظرهما وهما يسافران في اللّذة، فعزم على قتله وأكل كبده. وصمّم على أن يرمي قمر في مذبلة الفضيحة طوال عمرها من بعدهما..
------------------------------ من مجموعة: "رائحة الموت"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول" (Re: بدري الياس)
|
كتب أستاذنا شوقي بدري في أحد البوستات:
Quote: الي شبابنا و ابنائنا ، نحن السودانيون نشتكي عادة من قلة كتابنا و قلة انتاجنا . المشكله اننا لا نعرف بعضنا . عثمان حامد سليمان المقيم في دولة الامارات منذ دهور كاتب يستحق مني اكثر من انحناءه و هو مثل امير تاج السر، لا يكتب فقط قصه بل يرسم لوحه و يكتب قصيده كامله في كل قصه قصيره . امثال عثمان يعقدونني فلا ادري من اين ياتون بكل هذه الجمل الرائعه و التعابير التي تتغلغل في داخلك . من المؤلم ان الكثيرين لا يعرفون عثمان حامد سليمان . و انا قد سمعت قديما بالمجموعه القصصيه مريم عسل الجنوب . و لم اتمكن من دراستها الا اخيرا . لماذا نذهب بعيدا و عندنا امثال الكاتب عثمان حامد سليمان و بدون اختيار سافتح بطريقه عفويه و اقرا لكم . اشتعل المساء بالبراكين المعباة في الزجاجات المثقلات بالذهب ، الدم الشاحب يغمر الحانه فينطفء الضجر . جلس امام الينابيع الورديه فاقتربت اشرعة الصباح العذب. انفتحت شوارع المدينه علي قلق النهار . اكداس المارة علي الارصفة الدبغه ، السماء الواقفة في ردائها الازرق تظلل كائنات الطريق الودود .هياج الحافلات يجدد الوان الميدان . دقة طبول الوحش في مهرجان الغياب ، اصواتها العاليه تذبح الغيوم الصغيره العابره . يلملم القمر ثوبه و يدخل في صمت القصدير ، يفتح باب حجرته الفضيه لا يحفل بدم البرق . و في قصة مريم عسل الجنوب يقول قال غبريال (اما انا فقد اقتفيت اثار الطير و النهر فحملني الي بعض القري الشماليه و عندما اكتملت لي اشارات النخيل و القمح ، وقفت علي حصداها حتي تواصل الغناء علي انغام الربابه و ضرب الاكف و خطوات رقص الحمام ، فلما تبعثرت روحي نشرت قلوعي ماضيا بدراستي العاليه لمعالجه علل القمح في المدائن البيضاء البعيده ، و قد عبرت لها البحار و اخترقت سماوات غابت عنها شمس الحراره الملتهبه . في تجوالي سكنت روحي الي قرنفله اهديتها قلبي فانجبت لي فتا نابها. جلبت له صغري شقيقاتي لتلقنه حروف لهجة ابائنا لتمتد جذوره عميقا و تطل شجرته علي الغابة الكبري ) . و كمعالجه شعريه لمشكلة الجنوب في قصة مريم عسل الجنوب يقول الرائع عثمان كل صباح تدخل الشمس من نفس النافذه ، كل صباح يدخل صوت النفير مع ضوء الشمس ، من النافذه . كل صباح اخرج من الباب بعد ان اتناول افطارا جافا . كل صباح نحصي عدد الجنود فنجد واحدا ناقصا . عندما تخرج الاخبار من غمدها و تعبر الشاطئ لتدخل في علبة الاثير النقاله ، يصبح الصباح فاذا بالمدينه البعيده ارملة اخري و حفنة اطفال تيتموا . ياتي المساء بسطوة الظلام و السكون ، و عندما تدخل الشمس من النافذه يتبعها صوت النفير ، و يصطف من تبقي من الجنود . لعثمان كذلك مجموعه قصصيه قديمه هي رائحة الموت . تلفون عثمان النقال الذي اعطيه لكم بدون اذنه هو 00971506172989 و بريده الاليكتروني هو [email protected] فالي شبابنا و كتابنا و ابنائنا ، هذا هو عثمان . انه لكم . الحديث معه رائع و كلماته كالدرر ، خذوه فالرحيق لا يبقي الي الابد . عندي نسخه واحده ادخرها لامير تاج السر اذا تحصلت علي عنوانه . و لكم التحيه شوقي |
| |
|
|
|
|
|
|
|