مشروع حمدي ونهايات الانقاذ محمد علي جادين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-14-2005, 04:07 AM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشروع حمدي ونهايات الانقاذ محمد علي جادين

    مشروع حمدي ونهايات الانقاذ

    محمد علي جادين

    أمين عام حزب البعث السوداني


    في منتصف سبتمبر الماضي طرح عبد الرحيم حمدي وزير المالية والاقتصاد الاسبق في مؤتمر القطاع الاقتصادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ورقة بعنوان " مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية "نشرتها الايام في 4 اكتوبر الجاري وعقَّب عليها في اليوم الثاني الاكاديمي المعروف صديق امبدة. والورقة تطرح افكاراً جريئة وواضحة حول نظرة دوائر مؤثرة في الحزب الحاكم والنخبة الاسلاموية الحاكمة لقضايا التنمية الاقتصادية الاجتماعية في اطار اتفاقيات مشاكوس نيفاشا وخاصة بروتكول قسمة الثروة وبذل الجهد لجعل الوحدة

    الوطنية جاذبة لشعب الجنوب في نهاية الفترة الانتقالية. والفكرة الرئيسية التي تطرحها الورقة تتلخص في توجيه الاستثمارات في الفترة الانتقالية لمصلحة المؤتمر الوطني وذلك بهدف تحقيق مكاسب تضمن استمراره في كراسي الحكم والاحتفاظ له بقسط وفير في السلطة السياسية. وبما ان القوة التصويتية التي ستحسم اي انتخابات قادمة تتركز في الشمال الجغرافي من ولايات الشمالية حتى سنار والجزيرة والنيل الابيض وكردفان وبما ان هذه المناطق هي الاكثر استجابة للمؤثرات الخارجية والاكثر وعياً وطلباً للخدمات والانتاج وفرص العمل بحكم انتشار التعليم في اوساطها، لكل ذلك فان تركيز الاستثمارات يجب ان يكون بالضرورة في هذه المناطق. ويضيف ان هذه المناطق قريبة وسهلة الوصول لانها مربوطة بشوارع مسفلتة ووسائل اتصال جوي ولذلك ستكون ادارة الحملات الانتخابية فيها اسهل واسرع واوفر. ويدعم وجهة نظره هذه بان الجسم الجيوسياسي في هذه المنطقة التي يطلق عليها محور دنقلا سنار كردفان اكثر تجانسا وتحمل فكرة السودان العربي المسلم منذ اكثر من خمسمائة عام ولذلك يسهل تشكيل تحالف عربي اسلامي، وحتى اذا انفصل عنه الاخرون فانه يملك امكانية الاستمرار كدولة فاعلة. ويقول ان وحدة الكيان السوداني الحالي قد لا تتم في نهاية الفترة الانتقالية ولذلك يجب ان لا نستسلم لفكرة ان الوحدة ستصبح جاذبة بقدرة قادر بل يجب ان نعمل للبديل بجدية منذ الان. ويرى حمدي ان تفكيك الدولة السودانية سيحدث لا محالة بحكم ما يجري في الجنوب ودارفور والشرق ولان القوى الاجنبية ذات التأثير الفاعل ستعمل على تأجيج نيران الانفصال اذا فشلت في تحويل الوحدة الى ميكانزم لتفكيك البلاد وحكمها على اساس شروط الاقليات غير العربية وغير المسلمة. وفي الجانب الآخر يرى ان التدفقات المالية المتوقعة حسب مؤتمر اوسلو ستتجة الى مناطق معينة حددتها اتفاقية السلام وهي الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وبالتالي ستكون خارج يد الحزب الحاكم وذلك عكس التدفقات المالية من البلدان العربية والاسلامية ولذلك فان المصدر المستهدف في استثمارات المؤتمر الوطني هو هذه التدفقات لما لها من علاقات شخصية ورسمية مع هذه البلدان ومع مراكز التمويل المرتبطة بها الصناديق العربية، المستثمرون العرب والمسلمين، البنك الاسلامي للتنمية ومؤسساته الخ ويترتب علي ذلك ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي بصورة دراماتيكية وضرورة إحداث تغييرات هيكلية وقانونية ومالية وان لا نعتبر تكوين حكومة الوحدة الوطنية هو نهاية المطاف .ويرى حمدي ان مثل هذه السياسة تحتاج الى طاقم مؤمن بها وقادرعلى تنفيذها في ارض الواقع. وانطلاقاً من هذه الافتراضات يحدد السياسات والاستثمارات المطلوبة باتجاه المناطق المستهدفة التي ستصب في مصلحة هذه المناطق ومصلحة المؤتمر الوطني.

    هذه هي الافكار الرئيسية في ورقة حمدي التي طرحها في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني الحاكم في منتصف سبتمبر الماضي وهي افكار واضحة وجريئة إذ انها تدعو منذ الآن الى تفكيك وحدة الكيان السوداني على أسس دينية وعرقية بل انها تعمل على تكوين دولة عربية مسلمة في وسط وشمال السودان يستبعد منه الجنوب غير العربي وغير المسلم وبعض المناطق المسلمة في الشمال مثل دارفور والشرق وذلك بهدف محدد سلفاً هو ضمان بقاء النخبة الاسلاموية الحاكمة في كراسي الحكم في الفترات القادمة. وهكذا يتحول المشروع الحضاري الاسلاموي بعد اكثر من 15 عاماً الى مشروع دوله عربية مسلمة صغيرة في الوسط والشعارات الفضفاضة الى انكفاء قبلي وجهوي وديني محصور. كل ذلك بتناقض تماما مع اتفاقيات السلام الشامل الداعية للعمل علي تأكيد وحدة السودان على أسس جديده وعلى جعل هذه الوحدة جاذبة لشعب الجنوب في نهاية الفترة الانتقالية وذلك من خلال اجراءات وسياسات ملائمة حددتها اتفاقية السلام والدستور الانتقالي.

    وقد يقال ان هذه الافكار تعبر فقط عن افكار عبد الرحيم حمدي ولا تعبر بالضرورة عن افكار ورؤى المؤتمر الوطني الحاكم او الشريك الاساسي في حكومة الفترة الانتقالية ولكن الواقع يقول ان الورقة قدمت في مؤتمر نظمه حزب المؤتمر الوطني وبتكليف منه حسب افادة مقدم الورقة واضافة لذلك ان المؤتمرين والحزب الحاكم قبلوا طرح الورقة في جدول اعمالهم وربما خضعت لمناقشات عامة وجانبية واسعة ومع ذلك لم يصدر من هؤلاء مايفيد رفضها او انها لا تعبر عن وجهة نظرهم كحزب وكمؤتمر اقتصادي وكل ذلك يشير الى انها تجد قبولاً عاماً. ويضاف الى ذلك ان الورقة تطرح بصورة واضحة ما ظل يدعو له منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى وآخرين من قيادات الحزب الحاكم طوال الفترة السابقة حول انفصال الشمال وهي ايضاً تطرح بصوت عال ماظل يدور في اوساط حركة الاسلام السياسي في السودان حول فصل الجنوب كشرط لاقامة دولة اسلامية في الشمال. وضح ذلك في ميثاق السودان الذي اصدرته الجبهة الاسلامية القومية عام 1987 وفي طرحها للنظام الفيدرالي من ذلك الوقت وايضاً في تحويل الحرب الاهلية الجارية في الجنوب الى حرب جهادية تقود حتماً للانفصال ولذلك طرحت نخبة الانقاذ في العام 1991 شعار تقرير المصير للجنوب لاول مرة في تاريخ السياسة السودانية في مفاوضاتها مع الفصائل المنشقة من الحركة الشعبية ولقاءات على الحاج ولام اكول في المانيا وحتى في اتفاق مشاكوس اصرت على اقامة دولة واحدة بنظامين مختلفين، بحجة المحافظة على خيار الشريعة الاسلامية في الشمال ورفضت باصرار عنيد خيار الدولة المدنية الديمقراطية المنصوص عليه في اعلان مباديء مبادرة الايقاد. والآن تتراجع اكثر واكثر بالعمل على تفكيك الشمال نفسه وذلك باستبعاد دارفور والشرق والانكماش في حدود الوسط والشمال العربي المسلم وهي بذلك تدخل الاسلام والعروبة السودانية في ورطة عدم القدرة على التعايش والتفاعل مع المجموعات الوطنية الاخري في الشمال والجنوب على السواء. وفي الوقت نفسه تعمل على تنفيذ مخطط تمزيق الكيان السوداني على أسس دينية وعرقية الذي تدعي انه مخطط صهيوني غربي. ويبدو انها لا تهتم كثيراً بوحدة البلاد وانما تهتم فقط ببقائها في كراسي الحكم باي ثمن. ولكل ذلك يبدو ان ورقة حمدي تعبر على الاقل عن وجهة نظر دوائر مؤثرة وسط النخبة الاسلامية الحاكمة. واختيار حمدي لطرح وجهة النظر هذه كان لانه الاكثر جرأة في طرح مثل هذه الافكار والاكثر تعبيراً عن مصالح وتطلعات الفئات البيروقراطية والطفيلية المسيطرة على السوق وجهاز الدولة. فهو قيادي بارز في حركة الاخوان المسلمين بمسمياتها المختلفة منذ فترة نشاطه الطلابي في الثانوي وجامعة الخرطوم. وفي ستينيات القرن الماضي كان رئيس تحرير جريدة الميثاق وفي منتصف السبعينيات كان من المؤسسين لبنك فيصل الاسلامي وبنك البركة. ومن خلال ذلك ارتبط منذ وقت مبكر بالفئات التجارية والطفيلية الاسلاموية التي نمت وتطورت تحت رعاية البنوك الاسلامية في ظروف الانفتاح والمجاعات وبدايات الازمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد منذ ذلك الوقت حتى الآن. وارتبط ايضاً بنادي الفئات الرأسمالية الاسلاموية في المنطقة. وبعد انتفاضة مارس ـ ابريل 1985 ضد نظام نميري تخلت الجبهة القومية الاسلامية عن شعارات العدالة الاجتماعية والاشتراكية الاسلامية، التي رفعها الاخوان المسلمين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، واستبدلتها بشعارات الانفتاح والسوق الحر، كما وضح في برنامجها السياسي والاقتصادي خلال تلك الفترة وبعد انقلاب 30 يونيو 1989 عاد عبد الرحيم حمدي وزيراً للمالية والاقتصاد وذلك في منتصف 1990 وبدأ ولايته للوزارة بطرح برنامج الاصلاح الاقتصادي المرتبط بالبنك وصندوق النقد الدوليين. وشمل ذلك تصفية مؤسسات القطاع العام ومحاصرة الفئات الرأسمالية القديمة لمصلحة الفئات التجارية والطفيلية الاسلاموية. وفي بداية 1992 طرح سياسات الانفتاح وتحرير التجارة وتعويم الجنية السوداني، حيث ارتفع سعر الدولار من خمسين الى مائة جنيه سوداني، واستكمل سحب الدعم الحكومي على السلع والخدمات الاساسية. وتلك السياسات كانت تمثل انقلاباً راديكالياً في تطور الاقتصاد السوداني منذ عهد الاحتلال البريطاني. فقد ادت عملياً الى تصفية الطبقة الوسطى واشعال نيران التضخم وتوسيع النشاطات الطفيلية والتجارية على حساب النشاطات الانتاجية في الزراعة والصناعة والخدمات الاساسية. كانت ذبحاً من الوريد للوريد. ومثل هذه السياسات الراديكالية لا يقدم عليها سوى عبد الرحيم حمدي والفئات التجارية والطفيلية التي يمثلها. فهي الاكثر جرأة واقداماً وسط فئات الرأسمالية السودانية. ولهذا السبب بالتحديد قام عبد الرحيم حمدي بطرح ورقته المذكورة في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني. فهو الاقدر والاكثر جرأة واقداماً، تشهد على ذلك سياسات عام 1992 الجارية حتى الآن. ولذلك ترى هذه المقالة ان الورقة تعبر عن وجهة نظر دوائر مؤثرة وسط النخبة الحاكمة والفئات البيروقراطية والطفيلية المرتبطة بها، وهي تشكل اطاراً عاماً لتوجها نحو فرض سيطرتها السياسية والامنية والاقتصادية خلال الفترة الانتقالية الجارية حتى لو ادى ذلك الى تفكيك الكيان السوداني على اسس دينية وعرقية. وبذلك ينتهي انقاذ المشروع الحضاري الاسلاموي وتبدأ انقاذ الدويلات والكانتونات.

    عن جريدة الاضواء

                  

10-14-2005, 04:37 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشروع حمدي ونهايات الانقاذ محمد علي جادين (Re: Amin Elsayed)

    تحليل عميق ورصين . ارى ان الحزب قد فعل خيرا حين ميز موقفه من باقى الاطروحات الداعية لدويلة الوسط العربى والاسلامى ولكن ينبغى له طرح وجهة نظر اشمل عن مساعى الآخرين فى الجبهة المقابلة التى تتحدث عن الدولة الافريقية ومحاولة تفتيت السودان من اطرافه وهى فى اهدافها النهائية تتساوى مع الإنقاذ فى انفاذ جرائمها وطرحها المؤدى للتفيت
                  

10-14-2005, 05:05 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشروع حمدي ونهايات الانقاذ محمد علي جادين (Re: altahir_2)

    =======================================
    =================================================
    نداء

    قد لاتتفق معنا في الرأي ازاء قضية او اخري ولكنك بالتأكيد تتفق معنا في انه لاديموقراطية بدون احزاب ديموقراطيه ونحن في حزب البعث نخوض منذ سنوات عديده تجربة صعبة لاعادة تأسيس الحزب في هذا الاتجاه قاطعا الصلة بماضيه ( العراقي ). تفاعلك معنا بالرأي الاخر ضروري ومهم ولكن الدعم المالي له اهمية خاصة في هذه المرحلة. كل حسب قدرته يمكنه المساهمه بالتحويل للحساب ادناه او الاتصال بعنوان البريد الالكتروني اعلاه.

    اسم البنك اتش اس بي سي )HSBC LONDON


    رمز الفرع 90-50-04


    رقم الحساب 11150669


    [email protected]
                  

10-14-2005, 07:09 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشروع حمدي ونهايات الانقاذ محمد علي جادين (Re: altahir_2)

    الرائع امين السيد
    رمضان كريم وكل العام وانتم بخير والوطن بالف خير ولي قدام .

    هباني
                  

10-14-2005, 07:22 AM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشروع حمدي ونهايات الانقاذ محمد علي جادين (Re: Amin Elsayed)

    سـلام ضـياء وهشـام ورمضـان لسـه طويل
    هده اضـافة اخري من د. صـديق امبدة

    من أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟

    د. صديق أمبده

    قدّم السيد عبد الرحيم حمدي وزير المالية السابق ورقة حول مستقبل الاستثمار في السودان في مؤتمر القطاع الاقتصادي للحزب الحاكم ( المؤتمر الوطني) والذي انعقد في قاعة الصداقة في الفترة 11-12 سبتمبر 2005.
    والورقة الموسومة "مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية " تستعصي علي التعليق الهادئ لأنها مستِفزّة (بكسر الفاء وتشديد الزاي) وعلى درجة عالية من السذاجة السياسية والاقتصادية، وبها وقود شديد الاشتعال لعنصرية جديدة. وإذا سمع السيد حمدي بقول السودانيين "الجاك مشمِّر لاقى عريان" فربما يتوقع ملاقاة كثير من العريانيين (وليس العرايا) في إطار الدفاع عن أطروحته حول محور الشمال (دنقلا-سنار-كردفان).
    أشياء كثيرة مؤسفة تتعلق بالورقة المذكورة. أولها أنها صدرت عن وتمثِّل قناعات شخص كان في يوم من الأيام مسئولاً عن وزارة المالية الاتحادية. وثانيها أنها قُدّمت في مؤتمر الحزب الحاكم ولم نسمع بأنها رُفضت أو لم تتم إجازتها (ناهيك عن إدانة ما ورد بها من أفكار وتوجهات تفصل بقية أنحاء السودان عن محور السيد حمدي الشمالي). وثالثها أن التغطية الصحفية في صحيفتي الأيام (15/9/2005) والصحافة (13/9/2005) للمؤتمر قد تعرَّضت للورقة وأوردت بعض ما ذكره السيد حمدي ولكنها أغفلت تماماً الفكرة العنصرية الرئيسية للورقة. أي قام الصحفيون برقابة شخصية منهم (سنسرة) بحذف ما كان يجب أن يتم التركيز عليه حتى يعرف القراء أفكار حكامهم وإلى أين يقودونهم.

    أرى أن تنشر الصحيفة ورقة السيد حمدي كاملة ليحكم القراء بأنفسهم عليها وعلى كاتبها. وكما يلاحظ القارئ للملخص أدناه والذي حاولت فيه الإبقاء على لغة السيد حمدي كل ما أمكن ذلك فإن الورقة قد كُتبت على عجل وعدم اهتمام لا يتناسب وخطورة الآراء الواردة فيها ولا جديّة برامج الأحزاب السياسية، وهي إشارة سالبة في تناول الأمور عندما تأتي من شخص كان مسئولاً عن المال العام في يوم من الأيام. وسيلاحظ القارئ كذلك أن الآراء قد وردت كما ترد في الجلسات الخاصّة دون تدقيق، وليس من الصعوبة تخيُّل الألفاظ والأوصاف المحذوفة في مثل هذه المناقشات والجلسات الخاصّة. وإلى حين نشر الورقة كاملة فإن خلاصة أطروحة السيد حمدي (تتخللها بعض التعليقات مني) هي كما يلي:
    يقول السيد حمدي أن التكليف يجئ من حزب سياسي، وليس من الدولة. ولهذا يُفترض أن تُراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب في الاستفادة من الاستثمار خلال الفترة الانتقالية ليحقق له مكاسب تضمن استمرارية الحزب في الحكم. ثم يطرح أسئلة حول أي نوع من الاستثمار يريد؟ وفي أي مواقع من القطر؟ ثم يأتي بعدة افتراضات يبني عليها السياسات التي يقترح على المؤتمر الوطني تبنِّيها ومنها:
    1. إن التدفقات المالية المتوقعة من اتفاقية أوسلو ومن المؤسسات الدولية والإقليمية سوف تأتي متأخرة وستكون أقل بكثير من التوقعات وسيتجه ما يأتي منها إلى مناطق معينة محددة سلفاً بموجب اتفاقية السلام. ولذا فهي ستكون أساساً خارج يدنا ولن يُفيد منها الشمال (يقصد محور الشمال) كثيراً.
    2. عكس ذك فإن التدفقات المالية العربية والإسلامية الرسمية وبالذات الخاصّة أتت وسوف تأتي إلى الشمال الجغرافي. ويسهل أن تجذب إليه لما لنا في الشمال من علاقات شخصية ورسمية مع هؤلاء المستثمرين ( المفهوم أن السيد حمدي لم يرث الوزارة وأن العلاقات التي خلقها مع هؤلاء المسئولين هو وغيره كانت نتيجة تكليفه بمهام لوزارة لكل السودان وليس لتوظيفها لأشياء شخصية أو أجزاء معيّنة من السودان أليس كذلك؟).
    3. إن القوة التصويتية التي ستحسم أي انتخابات قادمة هي في الشمال الجغرافي ابتداءاً من ولايات الشمالية حتى سنار/الجزيرة/النيل الأبيض. وهي الأكثر تدرباً على الانتخابات. والأكثر وعياً..وهي بموجب هذا التعليم والوعي الأكثر طلباً للخدمات والإنتاج وفرص العمل ولهذا فإن التركيز لابد أن يكون هنا بالضرورة.( يُعاقب السيد حمدي الأقاليم الأقل تعليماً ووعياً نتيجة لسياساته وسياسات أمثاله من المسئولين ويقدِّم خدمات الحزب والدولة للأكثر طلباً وليس للأقاليم الأكثر تخلفاً ولا للمواطنين الأكثر احتياجا.ً وهذا أدب سياسي جديد لاشك بالإضافة إلي المغالطات الواردة بالافتراض).
    4. إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار إليه أعلاه وسأُطلق عليه اختصاراً (محور دنقلا- سنار+كردفان) أكثر تجانساً..وهو يحمل فكرة السودان العربي/ الإسلامي بصورة عملية من الممالك الإسلامية القديمة قبل مئات السنين.. ولهذا يسُهل تشكيل تحالف سياسي عربي/إسلامي يستوعبه. وهو "أيضاً" الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي/ الاستعماري/ الاستقلال.. وظل يصرف عليه.( أنظر إلى هذا الهراء. السيد حمدي يريد سوداناً متجانساً عرقياً بدون درافور والجنوب والشرق. يا سيد حمدي منذ متى كان التجانس العرقي شرطاً للدولة الواحدة؟ومع من تريد أن تشكِّل تحالف عربي/إسلامي تزج بالسودان في داخله؟ في اعتقادي إن الإنقاذ قد وعت الدرس أو أتمنى ذلك على الأقل).
    5. انحسار موارد اقتصادية هائلة من المركز الشمالي (محور دنقلا- سنار /كردفان) قد تصل بحسابات اليوم الثابتة إلى 65% من موارد الميزانية العامّة للدولة.. ويترتب على هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله إذا أردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا (السياسي).( كما يعلم السيد حمدي فإنه ليست في علم الاقتصاد حسابات ثابتة وإنما أسعار ثابتة وليس هنالك ما يسمّى بتطوير للموارد بصورة دراماتيكية وسريعة في الاقتصاد.وكما أسلفتُ من قبل فإن هذا لا ينم عن جهل بقدر ما يدلُّ على عفوية في تناول الأمور المصيرية وهو شئ مؤسف).
    6. إن أي سياسة واسعة وكبيرة مطلوب تنفيذها بفعالية تحتاج إلى أن توكل إلى طاقم من المؤمنين بها للنفاذ بها إلى الواقع.( يؤكد السيد حمدي على سياسة التمكين رغم اتفاق السلام ورغم دخول قوى سياسية أخرى للحكم).
    7. إن الوحدة قد لا تتم ولهذا يجب أن نعمل للبديل بجد ومنذ الآن وألا نستسلم لافتراض أن الوحدة " ستصبح" جاذبة بقدرة قادر( يعني أن السيد حمدي يعمل لأن تكون الوحدة غير جاذبة بافتراض أنها سوف لن تتم في جميع الأحوال. تماماً مثل الجندي الذي قيل أنه أردى أحدهم قتيلاً قبل ميعاد حلول حظر التجول وعندما سُئل قال أنه يدري أين يسكن القتيل وسوف لن يتمكن من الوصول إلى منزله في فترة الخمسة دقائق المتبقية من بداية حظر التجول ولذا قام بإطلاق النار عليه).
    ثم يُحدد السيد حمدي ما هو المطلوب وهو أن يكون الاستثمار سريعاً جداً وكبيراً جداً وأن يكون مردوده عالياً ومغرياً جداً ثم يقول يجب أن نفكر تفكيراً راديكالياً..لأن المطلوب الآن أمر يتعلق بالحفاظ على كيان الأمة وهويتها وليس على هيكل موارد الدولة!( أولاً في الاقتصاد فيما أعلم أنت لا تستطيع أن تجذب استثمار كبير وسريع وتُحدد له عائد مغري في نفس الوقت لأنك لا تستطيع أن تتحكم في كل المحددات. والمستثمر يُقارن بين العائد والمخاطر وهنالك مناخ جاذب للاستثمار يبدأ بسن قوانين مشجعة للاستثمار ويتضمن عدالة التقاضي أما المحاكم والشفافية والاستقرار الاقتصادي و السياسي وغيره وليس من الممكن أن تستعجل الاستثمار في أي وقت تشاء ودون توفير المناخ الملائم فالقرار ليس لك). ثانياً ( الأمة التي يتحدث عنها السيد حمدي أمة سودانية جديدة(محور الشمال). ويريد أن يستجدي الاستثمار العربي والإسلامي ليهب لنجدتها استثمارياً لأن كيانها مهدد.وأعتقد أن كل هذا لا يخلو من سذاجة سياسية).
    أما المجالات التي سوف تُحقق هدف العائد الكبير (في رأي السيد حمدي) فهي:

    أولاً : تطوير موارد الثروة الزراعية والحيوانية القابلة للتطوير السريع.( كما يعلم السيد حمدي فإن طالب السنة الأولى في الاقتصاد يدري أن الاستثمار في الزراعة خاصّة في السودان كثير المخاطر وليس كبير العائد ولا سريعه ويحتاج إلى زمن ليس بالقصير وقد هربت غالبية الشركات من الاستثمار في الزراعة خلال السنوات الماضية).
    ثانياَ: البناء والتشييد خاصّةَ في قطاع المنازل الشعبية والاقتصادية بصورة واسعة جداً في كل مدن الإقليم المحوري. هذا الاستثمار هو حجر الزاوية في كسب قطاعات الفئة الوسطى والشعبية لمشروعنا السياسي.( المفهوم أن المنازل الشعبية هي تلك التي في متناول الأغلبية وقد تحتوي على شئ من الدعم وهي رخيصة الثمن فكيف تكون من مجالات الاستثمار ذو العائد الكبير؟).


    يقول السيد حمدي عن الاستثمار الذي يريده وفي أي مكان أو أي مواقع في القطر: لعل الإجابة أصبحت واضحة بالضرورة وهي يجب أن ندعو ونعمل لتركيز الاستثمار الداخلي والخارجي في محور الشمال (دنقلا- سنار+كردفان) ويمكن أن نوجه بعض الاستثمارات لبعض المناطق الأخرى- شرق السودان ودارفور إذا توفر الاستقرار السياسي.(عطَّية مزيّن كما يقال).
    ويختتم السيد حمدي نظريته في سودانه الجديد بأن:
    إن الهدف من كل الإجراءات والسياسات المذكورة أعلاه هو إحداث حراك هائل في الجسم الاقتصادي للمنطقة المحورية خلال فترة قصيرة..وبصورة فعّالة..والأفكار المذكورة هنا ليست نهاية المطاف وإنما هي بداية..
    ولنتذكر أن المطلوب هو أن تتحرك الموارد من اتجاه الدولة (حيث سوف ينالها سيف التقسيم) إلى اتجاه المجتمعات والكيانات المستهدفة لإحداث التغيير المطلوب الذي يصب في مصلحة السودان المحوري ومصلحتنا.( إذن هذه هي القضية وليذهب الآخرون إلى الجحيم!).

    عملياً كما ألمحت من قبل يطول الرد التفصيلي على أطروحات السيد حمدي حول ما أسماه محور الشمال لأنها شبكة من الثقوب المتصلة لا تمسك نقطة ماء واحدة. خلل في المنهج وضيق أفق في السياسة وخلط في المفاهيم الاقتصادية. ورغم كل شئ فالخطورة لا تكمن فقط في الأفكار الواردة في الورقة وإنما في السكوت عليها، خاصّةً من الحزب الحاكم. وذلك لأن بها رائحة عنصرية جديدة تزكم الأنوف ولأنها تُثير أسئلة كثيرة وتنكأ جراحاً قديمة حول المسكوت عنه.
    هل كانت هذه أفكار السيد حمدي منذ أن كان والياً على المال العام أكثر من مرة؟ وعلماً بأن وزارة المالية مسئولة عن التخطيط وتوزيع موارد الدولة المالية فهل وجّه السيد حمدي بتركيز الصرف على محور الشمال منذ ذلك الحين؟ كم من مسئولي الدولة في السنوات الأخيرة يحملون أفكاراً شبيهة بأفكار السيد حمدي بمن فيهم وزراء سابقون للمالية؟ للأسف يجري الآن ربط سريع بين هذه الأفكار والأسئلة الحائرة حول طريق الإنقاذ الغربي ولماذا لم يُنفذ رغم أن جُلّ موارده من بيع السكر المخصص لمواطني دارفور. وأسئلة أخرى حول تحويل ثقل الجمارك للبضائع القادمة من ليبيا إلى دنقلا بدلاً عن مليط في شمال دارفور بفئات تفضيلية لصالح دنقلا في سنوات الإنقاذ الأولى. ويجري الآن الحديث مجدداً عن خزان مروي وهل هو فعلاً مشروع قومي أم خاص بمحور الشمال. وأحد الأسباب وفقاً لملاحظة الأستاذ محمد إبراهيم كبج (وهو ليس من الأقاليم المهمشة) فإن مشروع الخزان لا يحتوي على مد خط كهرباء حتى لكردفان .(هل السبب اقتصادي -عدم جدوى- أم سبب آخر؟) أسئلة كثيرة كما يقول العامل الذكي في قصيدة بيرتولد بريخت الشهيرة بنفس الاسم.
    صحيح أن مؤتمرات قطاعات المؤتمر الوطني كثيرة ومتنوعة، والأوراق المقدَّمة كثر. وربما يقول قائل أن العبرة بما يتم تبنّيه من توصيات، أو أن المؤتمر الوطني به ديمقراطية داخلية تسمح لمنتسبيه بالتعبير عن آرائهم ولا يُحاسب الحزب على الآراء الفردية لأي من أعضائه. كل هذا صحيح وممكن أن يُقال به على سبيل دفع الحجج. ولكن الصحيح أيضاً أن بالمؤتمر الوطني سياسيين شرود (بالإنجليزية). أي ذوو خبرة طويلة وحنكة سياسية-لا تفوت عليهم خطورة الآراء المطروحة، ولو أرادوا قبرها لما سمحوا لها أصلاً بالتوزيع والتداول فهل سمحوا بها لجس نبض الشارع السياسي.أطروحة السيد حمدي عملياً(إن لم يتم تدارك الأمر) هي في رأي البعض قد تكون خارطة الطريق إلى فهم أشياء كثيرة في زمن الإنقاذ من التمكين المستمر والإمساك بمفاصل الدولة السياسية والاقتصادية وهيمنة مجموعات قبلية بعينها على قطاعات اقتصادية هامّة (أي تمكين داخل التمكين) والأهم من ذلك كله تنصُّل الدولة من مسئوليتها تجاه الأقاليم النائية حتى رفَع بعض أبنائها السلاح.
    في رأيي المتواضع سوف يُسدي المؤتمر الوطني جميلاً كبيراً لنفسه وللسودان إذا تبرأ من أطروحات السيد حمدي قولاً وفعلاً لأن هنالك قرارات وسياسات كثيرة اختلف الناس في تفسيرها في وقتها وردوها إلى قصر النظر أو للسياسات الفردية للمسئولين وليس لسوء قصد مبيّت من أعلى المستويات سوف يعيدون بحثها الآن. وسوف يقلِّب هؤلاء في الدفاتر القديمة وربما تصعُب الإجابة على كثير من تصرفات الإنقاذ وسياساتها.
    السيد حمدي يدعو إلى سودان جديد على طريقته (دنقلا-سنار-كردفان) يمكن للمؤتمر الوطني أن يحكمه ويستمر في حكمه و هو الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي، على حد قوله. فمن أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟ (إذا جازت الاستعارة لهذا السؤال الشهير) هذا الشخص الذي يقصقص أطراف الوطن لتلائم قامة حزبه (ولا يهِّمو). وماذا يقول ممثل الحكومة والمؤتمر الوطني لمتمردي دارفور في المفاوضات إذا جاءوا متأبطين ورقة السيد حمدي؟ هل سمع كبار ساسة المؤتمر الوطني ومسئوليه بالقول الشهير(سقطت دولة الغساسنة عندما تولَّى صغار الرجال كبار الأمور؟) .
    بهذا أكتفي ولا زال (الجوف يطقطق بالكلام) على حد قول المرحوم الشاعر عمر الدوش.
    د. صديق أمبده

    (عدل بواسطة Amin Elsayed on 10-14-2005, 07:25 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de