وما اتى منه من يدعى علياً سوى**** محبوب قلبى عديم الضد والمثل من جاء من سيدى عثمان مكتحلاً**** باثمد النفس فرج العين بالكحل سر النبوة ميزاب الفتوة فى**** اوج البساط العلى الاحمدى تلى ابو ابيه وجد الكل ملجؤنا **** غياثنا من جميع السوء والمحل رأى سعادة كل الخلق منه بدت**** حتى هو الاعظم السامى على زحل باب العناية من يدخل به كملت**** له الولاية بالاسماء يشتمل
الشيخ عبدالمتعال ود المتعارض
11-22-2018, 06:51 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
هذا بوست "منبسغ" (:) من خيط أنبق عن آخر وهكذا خصصت تماضر لأنها خصتني بزيارة لسيدي علي (بها تقضي الحوائج) الضمير يعود لتماضر أيضا ثم خصتني بكباية شاي قِرفة فأزالت عني "القريفة" والقَرفة كلاهما ثم أخص بها (أبو الحسين) جمال أحمد الحسن كونه ذكرني وذكّرني بمرابع لها في القلب كل القلب وآخرين أعلمهم وآخرين لا أعلمهم أهدي لهم هذا الضريح الإسفيري للزيارة والتبرك وطلب المدد
مما يروى عن الأستاذ محمود محمد طه - بتصرّف - السيد محمد عثمان شاف النور* في بارا والشيخ عثمان فوديو شافو برضو وكان السيد الحسن* الحقيقة النور الشافوهو ما نور السيد الحسن، النور هو نور السيد علي -- وردت في ذكريات من سمعوها من الأستاذ محمود فما لأذن --- والدة السيد الحسن رقية بنت جلاب من ركابية بارا والدة السيد علي آمنة بت (النور) من منطقة الباوقة ووضعته بمساوي من أعمال مروي / تنقاسي كما سيجيء ذكره
11-22-2018, 07:01 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
ونحن نستشرف عهد السلام الذي أرى أن قد أظلنا وقته أحتفلت الجمهوريون بمرور 50 عاما على مهزلة محكمة الردة وبهذه المناسبة فقد أصدر الأخ د. عبدالله الفكي البشير سفرا سيتم نزوله للمكتبات في ديسمبر ان شاء الله كذلك أحتفلنا بمرور 50 عاما على رحيل (الولي ابن الولي سيدي علي) وأحتفلت البشرية قاطبة بمرور 100 عام على توقيع الهدنة التي أفضت لنهاية الحرب العالمية الأولى
سلام في سلام في سلام
11-22-2018, 06:58 AM
Hatim Alhwary Hatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418
وتتواصل الإحتفالات بالسلام ومحبي السلام الخرطوم رغم كل العنت وقهر الجهادية الجدد الا أن قد لا يزال بها "جغيمات وضوء" تحتفل الخرطوم هذه الأيام بمبدع من مبدعي بلادنا الحبيبة (عمكم مختار) الفكي عبدالرحمن في خريدة ناردة وصف لنا الفكي عبداللرحمن استقبال الشايقية لـ "سيدي علي"
---- وعائشة ختمية تحلف بسيدي ولا تسميه تأدبا.... ومجودة شاعرة مادحة نذرت ابداعها لمدح السيد علي رضي الله عنه ونظمت قصيدة ترجوه فيها أن يزور ديار الشايقية عامة وتنقاسي بصفة خاصة... يا سيدي وينك ليا دايرين شوفتك الشايقية ... يا سيدي... يا سيدي وزنك قاسي دايراك تزور تنقاسي ... يا سيدي.... شاء الله وزار السيد علي الميرغني رضى الله عنه تنقاسي بديار الشايقية، ويومها سكنت السواقي للمرة الوحيدة في تاريخ الديار.. المريدون وهم الكثرة الغالبة جروا ليحظو بنظرة من سيدي تنفعهم دنيا وأخرى كما يعتقدون. القلة القليلة جدا من الآخرين جرت حبا للإستطلاع أو أستجابة لغريزة القطيع، وما بقي في داره سوى شيخنا عبدالله ومن كان له عليه سلطان. الرجال والنساء والأطفال يجرون، العميان يشيل المكسر، يجرون يتدافعون، يقومون، ويجرون، دعاء ويجرون، يتوسلون، يبكون، يضحكون ويجرون، وتجري عائشة مع الجارين تجرني تدفعني – ترفعني – تهددني – تهدهدني. وحين وصلنا مكان الإحتفال كنت كما ولدتني، ولولا حرصها وحرص الأخريات على فلذات أكبادهن لدهستنا أرجل القوم وهم لا يعون. شاطيء النيل "البار" الواسع جدا قصاد تنقاسي السوق هاج وماج بخلق كثير ما أجتمع مثله في مكان واحد لا من قبل ولا من بعد. زحام – حركة – مديح – ذكر – غناء – رقص، وحيث يكون تجمع يكون سوق. ترّقب وتصنّت. وصمت القوم استعدادا لمتابعة أخبار البابور. البابور قامت من صنب... البابور فاتت خور أبدوم البابور مسكت عرق البحر البابور وصلت الدبيبي وقامت على قنتي.. البابور شرّقت بي عن راس جزيرة التليناب.. ويلتهب الحماس، وترتفع الأصوات، وتختلط زغاريد النساء وذكر الذاكرين وأصوات المادحين وغناء المغنيين ونداء البائعين وبكاء الأطفال. آلآف العيون تشخص تتابع حركة الباخرة وصافرات وصيحات فرحات وكان مرساها. عمت المكان رهبة وترّقب، وبدأ الإعداد المسرحي للمشهد. مرتفع وسط أسفل المكان.. خمسة خلفاء يمين المرتفع... خمسة خلفاء يسار المرتفع... خليفة الخلفاء أسفل وسط المشهد... ذروة الترّقب!! الشمسية يرفعها خليفتان – المكاوية – الوجه – السيد – الأيادي ترتفع – والأصوات ترتفع: شيء لله يا ميرغني يا مزيل المحن بإشارة من خليفة الخلفاء هدأت الجماهير، وتقدّمت جوقة المنشدين وأدت لوحا من البراق، وشارك الجمهور بالكوبليه الخاص بهم. أيا ربنا صل وبارك وسلما على المصطفى والآل والصحب دائما صلاة تفوق المسك عطرا مفخما يطيب بها كل الوجود ويتلألأ السيد يرفع يديه للفاتحة، فيرفع الخلفاء أياديهم فترتفع آلآف الأيادي وهمهمات وآمين. وأنتهى العرض لأعظم مهرجان تشهده ديار الشايقية عام 1936م. بتصرّف من صفحتي 14 و15 من ذكريات الفكي عبدالرحمن (كان يا ما كان)
----
كتب د. محمد عثمان الجعلي: اللهم يا رحمن يا رحيم يا منان .. يا مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي .. يا رافع السماء دون عمد نراها ويا خبير يا لطيف يا باريء يا مصور يا عفو يا حليم : إن عبدك الفكي بن عبدك عبد الرحمن بن عمر بن الشبلي ..عبدك الفكي ولد أمتك عائشة بنت محمد بن سعد الكرسني قد جاءك فقيراً مفتقرأ تائباً عابداً ذاكراً .. نسألك اللهم بجاهك وعدلك ورحمتك أن تتقبله القبول الحسن وتكرم مثواه .. وتجعل مقامه في عليين .. وأصلى وأسلم على حبيبنا و سيدنا محمد بن عبد الله وعلى أهل بيته وعترته الطاهرين عدد ما أمطرت السماء منذ بنيتها وعدد ما انبتت الأرض منذ دحوتها وعدد النجوم في السماء فإنك أحصيتها وعدد ما تنفست الأرواح منذ خلقتها .. اللهم صلي عليهم عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك وسلم تسليماً.
وبمثل ما كان المبتدأ نعيد الكرة خبراً فنختم من "النور البراق":
بحقك يا طه نرجي المقاصدا لأنك بك الأخيار تعطى المناجدا
المرحوم عمر الحاج موسى يصف مشهدا من تشييع السيد علي: ---- رئاسة القوات المسلحة تلفون 72771 الخرطوم في 23/2/68 أخي حسن من الذي قال: نظرت في المودة والإخاء فلم أجد أثبت مودة من ذي أصل؟ قريب قوله من قول زهير فمن يك من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الخطيّ الا وشيجه وتغرس الا في منابتها النخل يا صديقي لك شكري لخطابك وعلى تمنياتك – يزعجني أنني كنت في أول الدرب بالإدارة وقد بدأت أعرف مشاكل الناس.. أنا مشغول هذه الأيام ومنذ عام تقريبا في عمل قاموس للكلمات العامية – لديّ الآن حوالي الألفين – بدأته بشندي كلما ذكرت شندي ذكرت شندي ذكرت قول أحد السعداب عندما هزمهم الملك جاويش شندي قفّلت بيبانا .. يا حليل جلستنا وديوانا اللطيف في عمل هذا القاموس هو كثرة البحث فإنني أكتب الكلمة ثم معناها ثم مثالا من الأدب الشعبي. تشييع السيد علي الميرغني كان حدثا فريدا – لن يتكرّر. لا أظنك تتخيّل مهما أوتيت من روعة الخيال – الحشد والبكاء (الفلكلور) – كانت تسير بجانبي شايقية عجوز محزّمة وتقول – الليلة يا الأسد .. الليلة يا (أكثر من عشرين نعت وصفة) يا حليلك لي ختميتك .. يا حليلك لي شايقيتك .. ثم الليلة يا ... ما كررت نعتا أو صفة مما سبق أن قالته – لقد كان يوما غريبا .. رحم الله مولانا ليتني أستطيع أن أدخل مكتبته ولو لساعة .. قيل أنه كتب كثيرا – يا لشقائنا إذا ذهبنا عن هذه الدار قبل أن نقرأ بعض ما كتب. انتظر الآن وصول (كلمة غير واضحة لعلها المرتضى) لأرحل للضفة الغربية – في ذهني الكثير مما أود أن أفعل لحاتم وأمه تحيات بدرالدين وأمه فقد توّزع الباقون .. سيف لا يزال بحنتوب ولحقه بابكر فإذا ذهب بدرالدين في العام القادم فسنبقى أنا والحاجة وحدنا ونبدأ الحياة من جديد ... يا لسخرية الحياة! أخوك عمر (نقلا عن مجلة الشباب والرياضة) (لا تاريخ في القصاصة)
11-22-2018, 07:14 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
كل الشكر الأخ حاتم الهواري على القصيدة الخريدة تنال الخير كل الخير مدد ياااااااااسيدي جيداً جيتَا... إنشاء الله الزيارِي بخيتَا... ياااااااااسيدي جيداً جيتَا... منقولة عن مقال لجمال محمد الحسن متذكرا شدو مستورة وطفولته في قرية المقل من أعمال كريمة/ مروي
--- أهديك ما كتب د. عبدالله علي ابراهيم دايْري أقَلِّب فُوق الولِي... عجبتني جَيْةَ السيد علي... ......... === ثم
يا أحزان السودان اتحدي: في رثاء السيد علي الميرغني بقلم عبد الله علي إبراهيم نقلا عن سوددانيزأونلاين 19 نوفمبر 2018
تنبهت أن هذا العام هو عام الذكرى الخمسين لمنعطفات هامة ومعالم في تاريخنا. ففات عليّ مثلاً التنوية بالذكرى الخمسين لوفاة مولانا السيد على الميرغني في 23 فبراير 1968 والذي كانت غزارة موكب تشييعه حدثاً إحصائياً خارقاً. ونشرت بجريدة الصحافة نعياً له من وحي تربيتي في حضن الختمية وطقوسها.
بطاقة عزاء للأهل إلى أهلي في دروبهم وعلى هامات نخيلهم الموت حق والحياة باطلة حزني عليهم. يتامى ومساكين وأبناء سبيل فليس لهم من بعده من يؤلف قلوبهم بطاقة عزاء إلى الأهل في الحسيب النسيب السيد علي الميرغني (تندلا لكريمي)، وتركب لواري الشراقة، أو الكربكان، أو بصات اتحاد أبناء الغربية. إلى أهلي في الأراك، والكرفاب، وود جلاب، والبرصة، والشلختية، وحلة أرقو، والقلعة، والبار، وجلاس، وجزيرة الشاطراب، والعالياب، والغريبة، ومحروسة. يصرخ بهم الصائح في دروبهم، وعلى هامات نخيلهم: الموت حق والحياة باطلة والسلام. لم تكن معالم قريتنا من الكثرة بحيث تستعصي إدكارا على ذواكرنا الفقيرة والغضة. السماء تنهزم أطرافها باسترخاء مخل بعد الضفة الغربية بقليل من وراء سلسلة الجبال على الضفة الشرقية. ويقول أهلنا إن السماء تتكي ككل الأشياء التي تبلغ أرذل العمر. وفاس فيما يتداول أهلنا ليس من ورائها ناس. وحين يأتي على لسانهم ذكر آخر الدنيا دلالة على البعد والمكان القصي فلا أحسبهم يُدخلون في عداد ذلك واحداً في المائة من اليابس من عالمنا الذي نشتغل به اشتغالاً حميماً ومرهفاً. وذواكرنا الهشة تستقبل من معالم ذلك العالم الضيق المشدود إلى نفسه ما ظلت تستقبله كل الذواكر من قبلنا. "تمرتنا الجميلة" وبلحها الذهبي الذي يجذب بحلاوته المبكرة شقاوتنا وولعنا المبكر أيضاً للحلو والطاعم من الأشياء. وخلوة الفكي إبراهيم الذي نسجل له اكتشافنا للقرآن الكريم بعد أن ظل قسماً نلهج به ونبدل همزته عينا، القرعان، فيما يسميه النحويون التصحيف أو ما لا أدري. وحملنا عرفاننا بجميل الفكي إبراهيم علينا إلى المدارس الأولية. فحينما نُسأل على من نزل القرآن كنا نجيب بثقة مفرطة. فما نزل القرآن إلى على الفكي إبراهيم. وتلقينا يومها فجيعتنا في إجابتنا وانتكست راية فخرنا. وعالجنا انكسارنا مؤقتاً فلا تثريب، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام منّا وإلينا. وما زالت آثار حوافر حصانه على جبل كلنكاكول الرابض من خلف قريتنا. ولم تنبحه الكلاب إلا لأنه اختارها من دون كل القرى مقاماً، ومهاد دعوة، ومثوى لجسده الكريم فيما كان ينقل إلينا الأجداد والجدات الذين ولد الزمان على حجورهم فيما كنّا نتصور. وبين دارنا وبئر (ود جيني) يصنع حبل الدلو طريقاً ندياً من أثر الماء في الورود والصدور. وطريقاً آخر تصنعه حوافر الحمير غادية رائحة إلى منزلنا. ولكن لم تكن تخلو حياتنا من غموض وإبهام. فدرب (الترك) الذي يجري ما بين البيوت والنهر لا تكاد نلمس لجريانه نهاية. وحين نريد سؤال الإباء عنه كنا نجاب باقتضاب بأنهم في الصعيد. وحين نسأل عن الصعيد تثرثر الإجابة وتفيض. فإذا أشواقنا للصعيد الجنة أو بالجنة أشبه تتنامى. فطرقات الصعيد ناصعة البياض لأنها من السكر الخالص. وشوقنا وآ شوقنا نحن للسكر الخالص بعد أن تشققت الألسن منا ونحن نلعق به الحيطان الجديدة نقتفي أثر الملح فيها. وكان السر الأعظم الذي يجتاح حدود قريتنا المنكمشة، ويدير الرأس، وينتقل بالإنسان فوق تواضع المعالم المعروفة المحفوظة عن ظهر قلب: كان السر سيدي علي. يحدثنا الأهل أنه كان بقريتنا سوق يؤمه أهل القرى المجاورة. وقد عصفت به الأيام. ولكن سريقة أو أخرى من سورة ما تزال شاهداً على صحة الرواية. ويحدثنا الأهل أن جدنا ود حجر، أمطره الله شآبيب رضوانه ورحمته، قد راقب كربة أهله تحت جيوش الأنصار للذرة، وما ذاقوا من ويل ليصل الأنصار إلى مطاميرهم. فحز في نفسه ذلك فإذا بالذرة حين وصل إليها الأنصار حجارة وحصى. وكان ود حجر في قريتنا قبة تحتها فكي نتسابق إليها إذا حل العيد بنا. ويفزع إليه أهلنا بالنديهة: يا ود حجر القلب العيش حجر إذا عادت الحياة تنقض عليهم وتذلهم مذلتها القديمة. الدارس والحادث من الناس ومظاهر المعالم في قريتنا له ما يدل عليه وينبئ بوجوده القديم أو الحديث. و سيدي علي أمر آخر. نُولد – بتعسر – ونُرضع ونُفطم وتندلق بنا دروب القرية. وننادي رفقتنا بالأسماء فإذا هي لا تخرج عن علي وسر الختم وتاج السر وميرغني ومحجوب أو مريم أو محمد عثمان نفسه. ويمتد بنا العمر. وحين يصبح أمر أمراض طفولتنا وغير طفولتنا ميسور المعرفة لنا-البرجم والحسبة والوردة والبرومبوفي-نلمح سيدي دعوة لاهفة حرى، ونذوراً، ومعزة شهيدة، وشاياً أو جبنة تنتظم حولها ثرثرة النساء. واسم سيدي فوق هذا وذاك القسم كلمة الصدق، وجهيزة التي قطت قول كل خطيب. ولا نتعرف على الذين يكجنون سيدي إلا من خلال عاهاتهم ورقة حالهم وجزامهم. والعياذ. أي عين هذه التي لا تغمض عنّا في غفوتنا وصحونا! أي عطف هذا الذي يحنو علينا ويملأ حياتنا بالمتكأ والملجأ! يخصب عقم الحياة والرجال من حولنا نداوة وأملاً واستشرافاً. هذا الإنسان الذي يمنح خواطرنا المكسورة أمناً، وحريتنا المقهورة منفذاً. والذي إذا عثرنا وقلنا (سيدي) أقال الله عثرتنا. وإذا اكفهر وجه الدنيا، وأسْود قلبها، وتلظت حادثاتها قلنا: البركة في سيدي. فلا ضرر ولا ضرار. ولا أسى ولا أسوان، فسيدي جوهر وجودنا. فإن بقي الجوهر فلتذهب الهوامش والحواشي والزخارف. فالجوهر كفيل باسترداد زينته قصر الزمن أم طال. وحين شاء الله لنا أن ننفض غبار القرية من أرجلنا، وأن نكتظ في البواخر ولواري الشرق لتفرغنا قاطرة كريمة في المدينة، اتصلنا بالعالم شيئاً فشيئاً وحملنا معنا تصوراتنا. ملء القلب: سيدي. والجنة موعدنا المدينة دانية القطوف والشوارع التي ينتثر عليها السكر. وبدأنا بالفجيعة وما نزال. فالسكر في المتاجر وفي أكياسها وعلى رفوف موازينها تطفيفاً وقسطاساً تماماً كما في دكان الحداد في آخر قريتنا. والآباء الذين حسبناهم قد أبلوا بلاء حسناً بعد أن هجروا السواقي الشحيحة المجهدة . . . الآباء ارتخى فيهم حتى الإحساس بالعمل. وأصبحوا يدفعون لفجراوي المدينة وعشاويها (والتواقيت للساقية) بصفير محشرج أجش يصدر عن حضارة في قلب الورش. استبدلوا المدينة بالقرية والشقاء ماكث مكتوب على الجبين فلا مناص من أن تراه العين. وبقى سيدي، والبركة فيه، إلهاماً وسبباً لمواصلة هذه اللعبة السقيمة القديمة الحياة. ويشهد عبد الله بن علي بن إبراهيم البديري الدهمشي قبيلة، الختمي طريقة، والمالكي مذهباً، والفكي إبراهيم شيخاً، المتصل النسب بالعباس ابن عم خير البشر محمد بن عبد الله: يشهد أن علاجنا حين أوصدت المستشفيات باب الريح في وجوهنا كان تراباً مباركاً من ضريح السادة في بحري أو كسلا أو سنكات. يذر على جباهنا، وينثر على وجوهنا، ويتدحرج إلى شفاهنا. وفيه طعم الملح الذي نعرفه منذ أن كنا نلعقه أطفالاً في قرانا ونتحير الحيطان الجديدة الدسمة. وأشهد وأواقع وفي الصراع المحموم للترقي في سلم التعليم المنتهي بعنق زجاجة مهلك وقاتل ومريع: أشهد أن الصرة في ثوب الزراق الرديء النسيج الهلهل كانت تندلق بما حملت على رؤوسنا، ونذر لسيدي أن ظفرنا بما نريد، وأهلنا ما تثبتوا بعد مما كنا نريد، بذبح النعاج البرقاء وغير البرقاء. كنا كأننا مع مصائرنا ولسنا مع امتحان يكرم المرء فيه أو يهان. وأهلنا في هذه المصائر شركاء. وكان الامتحان حلبة للأسياد. وكان سيدي جدارنا من بعد الله. وفي شباب سيدي وفي المدينة تعلمنا أول درس في النظافة والنظام وتلاقي الألوان وتضادها بعد أن ظلت الدمورية الشاحبة ثوبنا وجلبابنا وعمائمنا. وفي موالد سيدي دخلت الكلمة حياتنا بالإيحاء والوقع والشحنات العاطفية. وحين يطبق المساء ويلتقي المريدون وتبدأ قراءة الموالد تصبح الكلمات أكثر رفاهة والتصاقاً بالعاطفة. وتتعطر بالسر وبالشفافية والألق. وحين نرى انكباب المريدين وقد تجاوز بعضهم أميته فحفظ عن ظهر قلب لوحاً، واحتفظ به لنفسه بحق اذاعته دون الآخرين، كانت الكلمات تزداد إشراقاً ونغماً وخصوصية. وحاولنا حين أمسكنا بسر الحروف وهجائها أن نربط بين الخطوط التي تتشابك على أوراق اللوبيا لنكون منها اسم سيدي بين فرحتنا المزدوجة: وجود اسم سيدي حتى على ورق اللوبيا وبهجتنا بسلوكنا المستقل دون عون في التوصل إلى فك مخبوء الحروف. وفي المدينة تساقطت من ذواكرنا معالم القرية واحدة أثر واحدة. حائط السوق، وبئر ود جيني، ونخلتنا الجميلة. وبقي السر الأعظم والغموض الأكبر بحضورهما المستمر في ذاكرتنا يتخطيان بنا شظف عيشنا، ويمطران عافية على الفراغ النفسي الناجم عن صدامنا صراعاً ومجاهدة مع وجه المدينة الغليظ والبارد والمتهجم. أسعدتنا الظروف هذه أو أخرى بزيارة لسادة ببحري أو كسلا أو سنكات فحل وصل خفف من غلواء الوجد، وشذب غموض السر، وكسر حدة إبهامه. وطفقت المدينة تشمخ ويسمق فيها البناء وتتعدد الاسماء والروح واحدة. وقالوا استقل بنو السودان وارتفع علم البرلمان. وهيل وهيلمان. وامتص اختلاط الحابل بالنابل على معنى كريم وسمو أصيل وانهار الضمير وتداعى الخلف. نشأ برلمان فما انعقد حوله ولاء الأمة، ولا استقطب روحها الغارق في الدسيسة، والمسحوق بحذاء المصلحة والغرض، بين المستشفى أو المدرسة أو مكتب الجنسية. دون أن يمس الحاجة الروحية والإنسانية. وانما هي أرقام والسلام يرد ذكرها في خطاب الميزانية دلالة على أن العناية بنا زائدة. وأن أمرنا في أيدٍ موثوق بها. وتولى أمر هذه المؤسسات قوم لا يحسنون صنعاً ولا يردون جميلاً لشعبهم. ما يلجأ إليهم المحتاج حتى يزداد اقتناعاً بأن الحاجة آفة مذلة. جردوا المؤسسات الحكومية في المدن من كل محتوى روحي. ومن هنا افترقت بالناس الطرق، وأهلنا أقاموا على العهد القديم ويا سيدي علاجهم وقُوتهم ومسرتهم بهذا البلد وما عليه. وأخذنا طريقاً آخر. حملنا هتاف الثورة في حناجرنا لتملأ مؤسسات الحكم والخدمات انسانية تَنّزل على روح شعبنا المهدود المكدود بلسماً واشتراكية. افترقنا. وما تبين لي إلا مؤخراً أننا حين أخذنا الطريق الجديد كانت تزدحم في افئدتنا وتملأ اخيلتنا وترهف احساسنا تهاليل أهلنا، واذكارهم، ودعواتهم الصالحات، وروحهم العامرة بالخير عطاء واستقبالاً. شهد الله في خاطري ومستقر شعوري (سفينة) أهلنا الختمية. وما تزال خضلة وعاطرة صداها في مسمعي يصدح بها أهلنا إذا قدموا لختان أو عرس من رهافة العبير وطلاوته وموسيقاه. ومن شحنة الشعور والروح فيه تحسسنا دربنا لكي نقضي على برود الذهن وبؤس العاطفة وسماجة الخيال الذي يطبق على مصير بلادنا. وأن نقيم على أنقاض ذلك عناق المؤسسية الاجتماعية وحلال العيش، فنستقطب فيها البدن والروح ونعيد التئامهما وتمازجهما كسابق العهد. وحين افترقت بنا الدروب كانت بنا حدة وغلظة لا يجمل والمقام هكذا أن نتطرق لتفاصيلها. ومضت بنا الايام. وإذا بنا نحلم مثل ما يحلمون، وما نزال وما يزالون. ويبدو أننا وحين افترقنا كانت أقدامنا جميعاً (لأبي ابراهيم) التي يودع بها أهلنا بعضهم البعض. قلت لأمي وأعرف فيها وهناً بفعل السنين حين انتهى إليها نبأ وفاة سيدي. -أبك قدرة على السير من وراء النعش. - أجي "سيدي" مو ولدنا وأبونا. وحين حملت القاطرة خالي للعزاء، وحين التقى بوالدتي شالا الفاتحة وتعانقا في أسى وهزيمة وانكسار. كنت أقول: من لهما من بعد هذا؟ من لهؤلاء الذين غمطتهم المدينة حقوقهم في الراحة النفسية والشعورية، وشمخت دورها الكافرة البشعة في وجوههم؟ من لهم إذا دعوا وقد كان حضوره علاجهم وشبعهم وريهم وخلاصهم. حزين على قومي. حزني عليهم. فليس لهم من بعد من يؤلف قلوبهم، ويرشدهم، ويقوم زلتهم، ويتغاضى عن زيفها، ويمنحهم صبراً على مرارة الأيام وصروف الليالي. الموت حق ويرعف القلب والعين ولا نقول إلا ما يرضى الرب. محزونون، محزونون، محزونون. وقد قيل في أدب الختمية: إذا كنت في هم وغم فنادني. ونحن قد عاشرنا الهم والغم وتزاوجنا بهما وأنجبنا الشائه والمجدور والمجذوم. أعوذ بالله، ثم أعوذ بالله، ثم أعوذ.
11-22-2018, 07:19 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
جعلنا الله من المنتفعين بجاه سيدي علي الميرغني، والمغمورين بحضرته.. لا أزال أذكر ونحن صغار حالة الحزن والبكاء التي عمت الناس.. وهم يعزون بعضهم البعض في الحلة.. وقد اعتدنا في مثل هذه الحالات أن يكون هناك بيت بكاء، ولكن احترنا عندما لم نعرف أين بيت البكاء.. وقد آثرني جدا مظهر أحد جيرانا، وهو قادري لطيف مرات يعطينا حلوى، فقد كان متأثرا جدا، ودمعه ينزل مدرارا، فسألته: المات منو؟؟ فقط نظر إليّ وقال لي: الليلة انهدّ ركن كبير، يا ولدي!! === مما يتذّكر الأخ الأستاذ ابراهيم عبدالنبي ابراهيم من حلة ود يونس من أعمال بربر درس الآداب في جامعة الخرطوم ومنها ماجستير الترجمة عمل بالسلطنة والأمارات
11-22-2018, 07:25 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
وجدت والدتى تبكى فى ذلك اليوم .. وعجبت لسبب البكاء .. فقالت السيد على الميرغنى .. لا أذكر إن كنت أعرف عنه شيئا أم لا .. ربما أكون قد سمعت به فقط .. لاحقا عندما حكى لنا الأستاذ عبداللطيف* عن يوم وفاته المهيب تذكرت تلك الحادثة .. --- بتصرّف مما حكى د. عاصم حامد عبدون عاصم أصلا من منطقة الدناقلة ونشأ بسنجة درس الآداب بجامعة الخرطوم مستشار بالمنظمات غير الحكومية --- * الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله من كبار الأخوان الجمهوريين من منطقة السقاي ريفي مروي هو من أعطى لزيارة الجمهوريين الشهرية للسيد علي زخمها أسمى أبنته الكبرى "نور" على ستي نور ولذلك قصة شهيرة آمل أن أحكيها لاحقا كان الأستاذ عبداللطيف كثيرا ما يردد عن السيد علي: يا سيدي ويناك ليا دايرين شوفتك الشايقية
11-22-2018, 07:36 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48835
خصصت تماضر لأنها خصتني بزيارة لسيدي علي (بها تقضي الحوائج) الضمير يعود لتماضر أيضا ثم خصتني بكباية شاي قِرفة فأزالت عني "القريفة" والقَرفة كلاهما
***
عسى يزول همك وهمي بالزيارة والمحبة السابقة يا شيخي العزيز
وشكراً على ما تهديني دائماً وأنا مدينة ليك بالكثير ،،
دخلنا ساحة المسجد أنا وصديقتي صالحة الصالحة..وهي كانت رفيقتي في المولد..ساهرنا للصباح في جو لا يوصف والله دنيا المحبة دي عجيبة، كل الناس محتفلين. المسجد مليان لكنه يتسع ..ويحوي الجميع كعادتي عندما أدخل من الباب..أقف بصمت أمام الضريح ..أطيل النظر.. ثم أناجي وأصلي على النبي..وأتذكر أحبابي..أولادهم وأهلهم وأحوالهم ..وبعدها أفتش على زاوية بعيدة أجلس فيها لأستمع وأستمتع. ،،
كنت حاضر ورفيق وروح طيبة ومشتاقة تستاهل كل الخير..أصبح واجب علي في كل زياراتي ودروشاتي في رحاب أهل الله أزور ليك وعنك..والمدد ليك..والفايض لي. ،،
وداع الأيام المباركة دي لا زال صعب علي ،،
شي لله..بالولي
ولك المحبة والتقدير دائماً
11-22-2018, 07:41 AM
Ahmed Yassin Ahmed Yassin
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 5507
سلام على السيد علي وسلام على زوجته الشريفة (فاطمة بنت جعفر بن بكري بن جعفر) والدة السيدين احمد ومحمد عثمان قصيدة سيداحمد الجردلو في مديح السيد علي والتي صاغها سنة 1969م بعد وفاته بعام كان ُيَساِوى .... وطنآ ِمنَ الِرّجال وأُمَةْ مِنَ الكِرَامِ و الأبطالْ
يَاسَيّدِى عَلىْ .....يَا أكْرَم النَّاسِِِ لَدَىْ مِنْ بَعْدِ سَيّدِى النٌبِىْ ..تَرَمَّلَ السُّودَانُ حِينَ خَطَفَ المْنُونُ ...سَيِِّدِى النَّبِِيلْ واجهشت مصر ..وعبد الناصر الجليل والضفة والخليل ...لم يبقى رجل الا بكى لم يبقى وطن .....الا شكا هذا الرحيل فالهند والسند ......وكل مسحوق من الفرات حتى النيل ...كان لنا مدينة العلم... وكان الدرب.... والدليل...
يا سيدى النبيل ...انا رايناك تعود حين يدلهم الخطب ...فى سودانك الجميل تاتى كانك الشمس ......كانك البدر كانك السحاب والظل والظليل انا رايناك...هنا مبتسما ...تسرع فى المشية كالعادة فى ابريل ....واننا نعرف...انا سنلتقيك فى قوادم الايام... قادما...كالمستحيل...
"يا رب أنعم بقرب منك متصل علي كريم السجايا الميرغني علي
ولما أختاره الله تعالى لقربه وجواره في يوم الأربعاء الثالث والعشرون من ذي القعدة عام ألف وثلاثمائة وسبعة وثمانين للهجرة 1387 هـ الموافق للحادي والعشرين من فبراير عام 1968 م ألف وتسعمائة وثمانية وستين ، كان ذلك اليوم يوم الهول العظيم والخطب الجسيم فما أذيع نعيه للدنيا وأعلن رحيله لسكان المعمورة حتى أصبح العالم الإسلامي في فقده وطناً وقلباً واحداً يخفق باللوعة ، وصوتاً واحد يرتفع بالعويل و يجهش بالبكاء ، وعرف أبناء أمته في ذلك اليوم معنى شدة الهول وفخامة الفاجعة فبكى من الرجال أشدهم ثباتاً وأضطرب من القوم أعظمهم تماسكاً وعادت البلاد كلها زلزال راجفاً ، وهرعت الجموع من كل طريق رجالاً ونساء شيباً وشباباً ساعة سماعهم لنعيه من أقاصي البلاد نحو الخرطوم ذهلت المرضعة عن رضيعها وترك كل ذي عمل عمله ، وجاءواً إلي الخرطوم أفواجاً بمختلف وسائل السفر والإرتحال يغسل الدمع عن وجوههم الغبار وتصهر الشمس فوق رؤوسهم التراب . أما في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري والقرى المحيطة بهذه المدن فقد كانت جميعها داراً واحدة ثكلت وحيدها وفقدت عميدها قبل أن يجئ المساء الأول لوفاته رضي الله عنه كانت الأمة كلها نشيجاً ودموعاً لا شيء في العيون إلا الدمع والسهر وقضت نهار اليوم التالي كما يقضيه الثاكل على المكروب ولقد عجز أولئك الذين اشتركوا في ذلك المشهد الرهيب والموكب الضخم العظيم الذي شيع الجسمان الطاهر إلي مقره الأخير عجزوا أن يحصوا ذلك الحشد عداً أو يقدروه فرضاً فما أستطاعوا إلى شي من ذلك سبيلاً ، إذا كان فوق ما تصور الإنسان ويتخيل فقد كاد ينتظم السودان جميعه فقد سالت الطرقات بالمشيعين وفاضت بهم السبل وضاقت عليهم العاصمة المثلثة بما رحبت وحسبك أن تتصور موكباً بلغ أوله الخرطوم بحري بينما كان وسطه في أم درمان وآخره في الخرطوم ،حيث بدأت المسيرة من سرايا سيادته رضي الله عنه آخذة طريقها إلى جسر النيل الأبيض فجسر شمبات ثم أتخذت نحو القبلة حيث ضريحه الطاهر في الخرطوم بحري فكأنما أراد الله له أن يودع العاصمة المثلثة جميعها . "
من مناقب صاحب السيادة السيد علي الميرغني
11-22-2018, 08:21 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48835
ياااا ربة "البيت" (تقرأ الربة بمعان عدة: عج) - وجه باسم
بجيك صادي والشعبة في رقبتي - أحكي لي - وأنت تتوليهن في أم درمان (عالجني يا عابدين شرف سامحني يا أستاذ الهلال)
بمناسبة أستاذ الهلال دي كان حكيت عن أول ايام التزامي الفكرة الجمهورية، كان أمر هذا الالتزام غريبا جدا بين أبناء جيلي .. التقاني جار لنا بحي المرابيع بكوستي اسمه عبدالفتاح الأمين فقال لي (باخوي انت جمهوري دي جبتها من وين؟؟!! انحنا من قمنا أهلنا علمونا تلاتة حاجات السيد علي ووردي وفريق الهلال.. جمهوري دي جبتها من وين)!!!
Quote: كنت حاضر ورفيق وروح طيبة ومشتاقة
11-22-2018, 08:46 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
الأخ أحمد ياسين كل الشكر على تعطير هذا الضريح بخريدة الأستاذ سيداحمد الحردلو "ود شامي" في "اللسد السكونو خوجلي" --- من لطايف الحردلو - في مذكراته - أنقل لكم هنا بتصرّف راجيا سقياه المزن الهتون --- ( قصيدة (يا بلدي يا حبوب) لم تهبط من المريخ لوردي .... كنت قد كتبتها في كسلا في يناير 1972م بعد خروجي من سجن كوبر مباشرة وهي اول قصيدة اكتبها بالعامية السودانية ... قضيت في كسلا ثلاثة ايام في ضيافة صاحب وقائد قطار كسلا الإكتوبري محمد جبارة العوض والاستاذين الشاعر محمد احمد كرفس (كان بالمراجع العام) وضابط الشرطة سعيد محمد علي الشايقي (وكلاهما من أهلي بتنقاسي) . .... أطربتني كسلا بجمالها وجمال اهلها ومقام سيد الحسن والقاش وتوتيلها والتاكا وسواقيها ..... كنت قد أخذت قطار الدوران ذلك الذي كان يدور من الخرطوم إلى مدني فسنار فكسلا فبورتسودان. حين وصلنا كسلا كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساء. قلت لنفسي (إنهم يغنون لكسلا ذات التاكا وسيدي الحسن والسواقي والقاش فلماذا لا اقضي فيها يوماً!) واخذت حقيبتي ونزلت، وقلت لسائق التاكسي (خذني إلى فندق ممتاز) فقال (هناك فندق جديد اسمه إفريقيا)، حين دخلته وجدت شخصاً واحداً فيه ، فطلبت عشاء، فقال (لايوجد عشاء، فالساعة الآن منتصف الليل) فتوكلت على الله، ونمت. إستيقظت في الخامسة ، وطلبت (شاياً) فقال لي نفس الشخص (توجد قهوة بجانب الفندق!) شربت شاياً وقهوة. ثم سألت احد الجالسين عن الطريق إلى جبل التاكا ، فصعدت فيه قليلاً ثم شربت من مياه توتيل ثم توجهت إلى ضريح (سيدي الحسن) فوجدت عدداً من الرجال والنساء وقد افترشوا الارض امام الضريح ، سألتهم عن موعد الزيارة، فأجابوا انها (بعد بكره) سألتهم عن المسؤول هنا، فأشاروا إلى باب مفتوح ورجل جالس على (عنقريب) ذهبت اليه، سلمت عليه وطلب مني الجلوس ـ فجلست ـ قلت له (إنني وصلت من الخرطوم ليلة البارحة واريد ان ازور واغادر اليوم!) فقال (الزيارة عندها ايام والليلة ما يوم زيارة) لاحظت ان شلوخه شايقية. سألته (من اين انت) فقال (من نوري) ثم سألني (وانت من وين!) فأجبت (من تنقاسي) ولدهشتي سألني (بتعرف سيد احمد شامي) قلت (انه عمي) واستطرد (والحردلو) قلت (إنه والدي يرحمه الله) فصب لي شاياً ووضع (صحناً مليئاً بالزلابية امامي) وراح يناولني واحدة بعد اخرى ، حتى اخذت كفايتي ، ثم رأيت يده اليمنى تنسرب تحت المخدة وتعود بعدد من المفاتيح ونهض وهو يقول (بسم الله) ونهضت ومشى امامي نحو الضريح ومشيت ، واذا بالنساء يزغردن، والرجال ينهضون، وفتح باب الضريح ودار بي داخل الضريح، ثم قال (خلف هذا الضريح توجد صخرة كبيرة، أرقد فوقها قليلاً ، فهي تداوي اوجاع الظهر) شكرته، وفعلت كما قال! كان الوقت ما يزال باكراً فمضيت نحو السواقي والقاش، كان القاش خاوي الوفاض ، التقيت رجلاً امام احدى السواقي، قلت (جئت أرى السواقي) فقال (هذه ساقيتي، تفضل) واجلسني على كرسي ، وراح يقطف البرتقال ويضعه امامي حتى اخذت كفايتي . ثم سألته عن الطريق إلى محطة السكة الحديد، فوصفه لي، فشكرته ومضيت. وجدت موظفاً يجلس خلف شباك في احد مكاتب المحطة، فسألته (متى يأتي قطار بورتسودان!) فرد باقتضاب (لقد جاء البارحة ليلاً) قلت (أعرف ـ لقد جئت به، انني اسال عن القطار التالي) فقال (هنالك قطاران في الاسبوع لبورتسودان والقطار التالي سيأتي بعد يومين!) فحجزت فيه ، وانطلقت ابحث عن اهلي واصدقائي في كسلا فمقامي سيطول!
ذهبت إلى ديوان المراجع العام حيث يعمل الشاعر الساخر محمد احمد كرفس وحين رآني ادخل.. عقدت الدهشة لسانه، (كيف دخلت كسلا بدون علمه!) ورفع سماعة التلفون واتصل بالنقيب شرطة سعيد محمد علي الشايقي والنور محجوب طه (وثلاثتهم من اهلنا بتنقاسي) وذهب كرفس معي إلى الفندق واخذ حقيبتي إلى دارته ، وبدأت اتعرف على كسلا من جديد. (كسلا النهار وكسلا الليل)، كانت لياليهم عامرة بهم وبمن معهم وبفنانهم البدري حسين. وكنت كلما جلست اليهم اتذكر عصماء توفيق صالح جبريل: (كسلا اشرقت بها شمس وجدي فهي بالحق جنة الاشراق) واخذوني إلى رحلة خلف جبل التاكا وكان مجلسنا ليس بعيداً عن حدودنا مع إريتريا . وهناك في كسلا بدأت اكتب (مسدار عشان بلدي) والتي اشتهرت بـ (يابلدي يا حبوب) ـ ويوم سفري طلبت اليهم ان نزور القطب الاتحادي الأستاذ محمد جبارة العوض (بطل قطار ثورة اكتوبر ـ فقد صادر القطار وحشده بالمؤيدين للثورة من الكسلاويين والمشرقيين ودخل الخرطوم غازياً)! سمعت بتلك القصة وانا مازلت منقطعاً للدراسة في مصر، وقلت لنفسي في كسلا (هذا رجل يستحق الزيارة والتحية). وجدناه جالساً في حديقة منزله يشرب شاي العصر ، وما ان قدمني اليه كرفس ، حتى انتصب واقفاً وقبل السلام صاح (ياولد اضبح خروف) فقلت له (انا مسافر الليلة في المساء إلى بورتسودان) فرد معاتباً (كيف تزورني في آخر لحظة)! ثم غاب عنا قليلاً داخل البيت ثم عاد وجلسنا نتحدث عن اكتوبر وما بعدها، واطرى على مقالاتي الخمس في صحيفة (الميدان) وانه مايزال يحتفظ بها . وعند انتهاء مجلسنا نده على شاب جاء يحمل كيسا ضخماً فخماً كان عبارة عن زاد للسفر!
===
طفت الى سطح الحياة السياسية والصوفية ايامها ظاهرة شباب الختمية ، وكانت تنقاسى إحدى معاقل الختمية (يا سيدى وزنك قاسى .. دايرنك تزور تنقاسى) تلك كانت إحدى ترانيمهم ، وما أكثرها أيامهم تلك ! . * وتكون شباب الختمية برئاسة على الحاج بلال ومساعدهـ عوض الحاج ، كانوا يبلغون المائة ، ويزدادون ، كانت جلاليبهم دائما نظيفة وبيضاء ، كذلك عماماتهم ، ويتمنطقون بحزام اخضر ولديهم بيرق كبير كان يحمله ويتقدمهم اخي عبدالحفيظ الحردلو ، كنت أعجب كيف يحمل ذلك البيرق الكبير ويمشى كل تلك المسافات ، كانوا مهذبين وخلوقين . كل ليلة كانت لهم ليلية فى احد بيوت تنقاسى ينشدون اناشيدهم الدينية ، ويتعشون ويذهبون فى صفوف مصفوفة ، وبخطوات متسقة ، الى جامع تنقاسى حيث المبتدأ ، لم يكونوا - حاشا لله - مليشيات ، ولا فرق ارهابية ، ولايحملون سلاحا سوى ايمانهم بختميتهم وكفى ! مرة قرروا زيارة مساوى مسقط رأس مولانا السيد على ، كنت ما ازال فى الصف الثانى طفلا فمشيت ومعي اطفال آخرون خلفهم الى شاطئ النيل ، وعبرنا النيل فى مركبين ، ثم ركبنا لوريا مشى بنا يقصد مساوى . وكان معنا الاستاذ مصطفى الصادق القمش ، والذى كان قد انضم لمدرسة تنقاسى معلما فيها . اوقفنا شاب - ربما كان فى الخامسة عشر - انيقا يتهندم بجلابية وعمامة ، وكان يعرف ان الشباب فى طريقهم الى مساوى ، فإتخذ مكانه بيننا - كان اسمه احمد عثمان محمد ابراهيم ، من الاراك ، وامه خالة زوجتى ، لم نكن نعرف بعضا ، ثم التقينا فى وادى سيدنا الثانوية ، فيما بعد ، ثم صار استاذا فى جامعة الخرطوم ، ثم ذهب استاذا فى جامعة الجزائر ، واصابه مرض عضال فيما بعد ، فامر الرئيس الجزائرى بومدين بطائرة خاصة تنقله الى الخرطوم ، وبعد عودته نقل الى مشفى المناطق الحارة ، وهناك وبعد ايام صعدت روحه للرفيق الاعلى (عليه رضوان الله) . * وصلنا مساوى فأستقبلنا بترحاب غير مسبوق ، كانت جزيرة مساوى مضاءة بالرتاين والفوانيس (وكأنها درة قد حواها النيل) وقف الاستاذ قمش خطيبا فقال (مساوى مضاءة الليلة بنورين . نور مولانا السيد على ونور الشباب !) وخطب احمد عثمان وقال شيئا مماثلا . * كان الناظر محمد العطا ختميا ، وفيما بعد اصبح ناظرا لمنطقة شندى ومقربا من السيد على
11-22-2018, 08:53 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
يا سيدي أومحمّد ود الشيخ موسى لعلك تتذكر ما حكيت عن والدكم وعمكم عابدين موسى عندما زارا الأستاذ محمود محمد طه لأول مرة قال لهما الأستاذ - بتصرّف - هل زرتو السيد علي؟ ظنوهو يقصد السيد محمد عثمان فقالا له: السيد في مصر.. قال لهم أنا أقصد السيد علي السيد علي ..... آآآآ!!! شبر تراب بفصلكم عن السيد علي؟!
تلتفا نفضا جلالبيهما أم لياقة وزارا السيد علي
---- يا ميرغني
وبمناسبة الحشود التي ذكرت في المناقب أنت تعرف أن الأستاذ محمود مهندس ويعرف شئوونها نقل الأخ الراحل ابراهيم ذا النون جبارة الطيب أو لعل أحدا غيره قال أن الأستاذ - مشيرا للحشود الضخمة التي عبرت الكبري لحضور مراسيم تششيع السيد علي- قال - بلغة المهندس العارف - من كرامات السيد علي إنو الكبري ما أنهار بالناس مدد يا غوث/ قوس
11-22-2018, 11:43 AM
الزبير بشير الزبير بشير
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 1770
يا ألف مرحبا بالزبير الختمي تلفونا عند الضيق ==== ثم تحدث عن ولاية السيد علي.. على أنها مخفية لأنها ممدة لأهل الأنوار بالنور و لأهل الظلام بالظلام لذلك كانت مخفية فهو صاحب وقته.. كالحقيقة المحمدية ممدة بالنور للمكلوت من ملائكة و رسل و ممدة بالظلام لإبليس و جنوده. كل الوجود منه و ليس ما يخرج منه ظلام.. قال تعالي "كلا نمد هؤلا و هؤلاء" --- بتصرّف من تلخيص حديث للأستاذ محمود محمد طه ==== منذ حوالي ثلاثة أسابيع، يوليو 2018، رأيت رؤيا، نسيت تفاصيلها، وفيها السيد علي يزور منزل أسرة الأخ د. النور محمد حمد* في "حلة حمد" من أعمال ود الترابي كتبت الرؤيا للنور في الواتس أب وتبادلنا بعض الرسائل، وبعد أذنه، أجتزأت منها هذه: رؤية لطيفة ذكر الصبا ومراتع الآرام جلبت حمامي قبل وقت حمامي وفي ذلك مصاقبة لموتوا قبل ان تموتوا اما قصة زيارة السيد علي الميرغني فاساسها ان امي ولدت وليدها الاول واسمته الحسن ربما تمينا بالسيد الحسن غير انه انتقل في يفاعته. فنذرت امي نذرا وهو اذا ولدت مرة اخرى وحفظ الله من تلد من موت اليفاعة ان تدفع اوقية من الذهب لكل من الشيخ العبيد ود بدر والشيخ حسن ودحسونة والسيد على الميرغني. ولدت امي مضوي وبعد ثلاث سنوات ولدتني انا وبعد ثلاث سنوات اخريات ولدت ابراهبم. كنا نسمى "اولاد النديهة" وكان اكل واحد منا قمبور في راسه حتى بعرف الناس اننا اولاد نديهة، وقد حفظتنا تلك القنابير من الجلد الذي كان يمارسه اهل القرية على الاطفال بسبب المخالفات كأن يجدوك تسبح في الترعة او يجدوك وقد ابتعدت اكثر مما ينبغي عن حرم القرية. حالت تلك القنابير بيننا وبين الجلد عددا من المرات . كانت اوقية الذهب تساوي ثمانية عشر جنبها وقتها ولم يكن مبلغ 54 جنيها ليتوفر لمزارع في ذلك الزمان. انتظر أبي وأمي حتى شهدت الجزيرة موسما زراعيا ناجحا حصد فيه المزارعون مئات الجنيهات. فقررا الوفاء بالنذر. اخذونا، والدي وجدي لأمي الحسين ود العجب وكان مضوي في العاشرة من العمر وكنت في السابعة. عبرنا النيل في ساعة العصر من ود الترابي الى ود راوة. وكانت تلك أول مرة اركب فيها مركبا لعبور النيل. تمر الشاحنات القادمة من رفاعة والقضارف في طريقها الى الخرطوم. بقرية دوراوة. ركبنا على شاحنة تحمل جولات ذرة على ما أظن، ووصلنا أم ضبان في وقت المغيب. زرنا ضريح الشيخ العبيد ود بدر وكانت اول مرة أرى فبها لمبات النيون، ويبدو ان المسيد كان يضاء حبنها بمولد كهربائي. أوفي ابي النذر للخليفة يوسف، وبتنا ليلتنا في أم ضبان وركبنا بصا في صباح اليوم التالي الى ود حسونة في قلب البطانة. هناك زرنا قبة الشيخ حسن ود حسونة وكان هناك خلق كثير من اعراب البطانة. كانت القبة مظلمة وذات جدار سميك جدا. واذكر اننا زرنا صخرة قيل ان للشيخ حسن ود حسونة آثار كرامة عليها. أوفي والدي النذر لخليفة ود حسونة واظن ان اسمه بلل الشيب. عند العصر انطلقنا الى الخرطوم وبتنا في حلة كوبر لدى بعض الأقارب أو المعارف وكانت وقتها قرية. في الصباح توجهنا من كوبر الى دائرة السيد علي الميرغني. وكانت تلك اول زيارة لي الى الخرطوم. وكانت اول مرة ارى فيها شوارع الظلط. جلسنا في الدائرة لساعات في حوش كبير تظل عليه سرايا من طابقين مبنية من الطوب الاحمر ولها فرندة ذات اقواس. جاء وقت الفطور وجيء لعشرات المنتظرين بفتة في اقداح كبيرة. بعد الفطور جاء دورنا لزيارة السيد.. اوصانا أبي قبل الدخول بان نقبل يد السيد حين السلام عليه. وجدنا السيد علي جالسا وكان يبدو متقدما في السن. وكان ذلك عام 1958. كان يلببس كما في الصور جلبابا وعمامة حول كوفية ملونة وحول رقبته ملفحة من الدمور. حين جاء دوري للسلام انحنيت لاقبل يده لكنه سحبها مني. لم نقف معه سوى لحظات وكان يقف بجانبه كبير الخلفاء قال ابي انه يسمى ود مالك*. تحدث ابي الى السيد علي قائلا انهم أتوا من ود الترابي ليفوا بالنذر قبل ان يقوم بختاننا. كتب السيد علي ورقة صغيرة واعطاها لأبي لكي يسلمها لشخص يعمل في مستشفى بحري. حاول أبي ان يدس مبلغ النذر للسيد علي في يده لكنه لم يمد يده وأشار الى أبي براسه ليعطيه لكبير الخلفاء. خرجنا من هناك الى مستشفى بحري حيث ادخلونا الى غرفة العمليات على وجه السرعة واجروا لنا عملية الختان. من هناك اخذنا والدي وجدي الى حديقة الحيوان. في حديقة الحيوان تراجع تاثير البنج واحسست بالم شديد وبكيت. لكن خف الألم وتوجهنا من هناك الى محطة السكة الحديد وركبنا القطار الذي وصل محطة ود الترابي بعد المغيب ومن هناك بالسيارة الى القرية حيث توافدت كل القرية الى حوش دارنا وبدأت فورا الولائم والاحتفالات التي اعدتها امي فرحا بختاننا. === * قال لي د. النور أن أهلهم في الأصل كانوا ختمية النور محمد حمد وينتهي نسبه للشيخ ننة ... نشأ بقرية حلة حمد ودرس بحنتوب ثم كلية الفنون ... عمل بخورطقت وأم درمان الأهلية وغيرهما ثم نال شهادة الدكتوراة من أمريكا ثم عمل بالكويت وقطر وأمريكا يقيم حاليا مع زوجه الأستاذ أسماء محمود محمد طه وأبنيهما محمود وآمنة النور*، حفظهما الله، بضاحية إلكسانريا فيرجينا بأمريكا * والدة السيد علي أيضا اسمها آمنة بت النور
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلوات والتسليم
Quote: البابور قامت من صنب... البابور فاتت خور أبدوم... البابور مسكت عرق البحر... البابور وصلت الدبيبي وقامت على قنتي.. البابور شرّقت بي عن راس جزيرة التليناب... ويلتهب الحماس، وترتفع الأصوات، وتختلط زغاريد النساء وذكر الذاكرين وأصوات المادحين وغناء المغنيين ونداء البائعين وبكاء الأطفال. آلآف العيون تشخص تتابع حركة الباخرة وصافرات وصيحات فرحات وكان مرساها. عمت المكان رهبة وترّقب، وبدأ الإعداد المسرحي للمشهد. مرتفع وسط أسفل المكان.. خمسة خلفاء يمين المرتفع... خمسة خلفاء يسار المرتفع... خليفة الخلفاء أسفل وسط المشهد... ذروة الترّقب!!
11-22-2018, 02:25 PM
أحمد الشايقي أحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611
كل عام وأنتم بخير يا أحباب، ود عتمان وصحبه.. أبو الحسين وتماضر. ربما قد يكون غالب حالي؛ هو كما حكم به مرة، عزيز لدي يظهر في هذا الفيديو المرفق هنا أدناه. فقد قال هو يضحك: {إنتا يا هاشم، إلا يجُرُّوك جر. لكن لو ما قضيت ليلك في التبروقة دي، فالله أعلم، الشايفو؛ إنك إلى جماعة (سلاسل الامتحان) أقرب.. انكرب عاد}! وهكذا، كأنه قد صدق والقول فينا قد سبق، فمن امتحان إلي امتحان ولله الحمد على كل حال.. إلا أن أشجان هذا البوست يا عبدالله عثمان وأضيافك الكرام، فعجيبة، وقد تهاطلت عليّ، بشجون وذكريات شتى، من شجون أهل الظاهر؛ ولكنها والله إنها لتبدو لي الآن وكأنها لطف من (لطائف الإحسان).. وتلك نعماء ونعمة!
وليس المقصود توسيع الحوار خارج الأطر الروحانية لهذا الافتراع، ولكنها اشارات من أشجان تأبى إلا ان تطل عبر الأستار.. فلتظل هكذا إذن، مجرد تطفل يشابي، لا تشغلنّكم.. أو إلى حين أوقات تناسبها.. =====
والبداية فلابد أن تكون من مقولة ياسر الشريف الجامعة المهولة والدالة إلى قلب (نظرية المعرفة الجمهورية)؛ التي من كل بد فلا تزال تراوح بين حدي البرهان والعرفان.. كتب د. ياسر:-
Quote: {"مع أن المنبع واحد للتصوف والفكرة الجمهورية، خاصة في أمر المعارف، إلا أن دعوة الأستاذ محمود تختلف عن التصوف في نقطة محورية. الفكرة الجمهورية يمكن تلخيصها في عبارة "تطوير التشريع" وهذه لم تعرف في التصوف."}
وهذا الأمر، "تطوير التشريع"، انطلاقا من أي الحدين (البرهان أم العرفان)، أم منهما معا؟ فبالنسبة لي، هو السؤال جوهر المسألة الفكرية الجمهورية.. وتر قوسها، وفي كنانته السهم إلى جوابها! خذ مثالا: قضية التعدد في الزواج.. مفرد أم مثنى وثلاث ورباع.. لماذا ومتى وكيف؟ بين التأويل العرفاني عند الجمهوريين.. حيث ابتداء يجب القبول بالأواليات العرفانية (اللدنية) عن النفس وزوجها. وبين التناول البرهاني (عبر مفهوم الترتيل الشحروري) عند محمد شحرور.. وهي فرضية فكرية لغوية قابلة للبرهان وللدحض. شتان بين المقاربتين .. غض النظر عن الاتفاق في النتيجة.. عندي، على استحالة إحاطتي، فإن أفضل من قارب قوس الفكر الجمهوري، وشد أوتاره معرفيا، ثم أطلق سهما فكريا صائتا، فهو د. محمد أحمد محمود (كسلاوي). وذلك في كتابه "البحث عن/السعي وراء الألوهة Quest for Divinity"! الذي أرجو وأتمنى أن قد تمت ترجمته من الانجليزية ونشره في العربية (حتى ولو فقط المقدمة والخلاصة)،، أم ليس بعد؟ أعتقد أنه لاتوجد كتابة منهجية ولا نقد ولا تحليل يدانيه اقترابا من أفكار الأستاذ محمود محمد طه.. في حدود ما صادفني! وصادق دعواتنا بكامل الشفاء وأعجله للأخ الباقر العفيف مقدم الندوة التي افترع عنها هذا البوست في الرابط أعلاه. ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . ======
ولأن سؤال الكتابة سيفرض نفسه؛ فهل من سبيل لتتحقق أمنية المرحوم عمر الحاج موسى، ولو لغيره..
Quote: رحم الله مولانا ليتني أستطيع أن أدخل مكتبته ولو لساعة ــ قيل أنه كتب كثيرا ــ يا لشقائنا إذا ذهبنا عن هذه الدار قبل أن نقرأ بعض ما كتب.
يا رب عجّل بالنصر وبالفرج.. وبمفتاح السرداب عج وبالفرج:).. وليستطع أحدهم/احداهن أن يدخل/تدخل إلى مكتبة ومكتوبات السيد علي.. فحتى و فاتتنا أسرار الباطن المضنون به على غير أهله،، فعلى الأقل نحصل على مفاتيح ما استغلق من ظاهر التاريخ السياسي.. أو جلّه.. ======
ومن هذا التاريخ السياسي، فلقد أسعدني أن أعرف إن المرحوم سيد أحمد الحردلو قد بدأ يكتب في {(مسدار عشان بلدي) التي اشتهرت بـ (يابلدي يا حبوب)}، بوقت زيارته لكسلا المبارك فيها بالحَسَن والحُسْن معا. وأنه بعد أن تملّى من حسنات تلك الحضرة بحسن قرابة وزلابية وإذنا خاصا حتى تمدد على الصخرة.. (الكاثوليك يقولون عن الحواري/القديس بطرس أنه الصخرة التي قامت عليها الكنيسة).. فإنه أيضا قد التقى في البلد، بعلم منها وفيها (يستحق الزيارة والتحية)، هو المرحوم (محمد جبارة العوض المرضي) الذي هو في الحسبة جدي وعمي. ولأنني قد حضرت وشاهدت، فسأشهد إنه قد توفي وهو مرضيا عنه عند الناس.. كافة عموم ناس كسلا.. أنصارا قبل الختمية والحداثيين!! فبالرغم من أنه كان "وطنيا اتحاديا” أكثر مما كان "اتحاديا ختميا”، فقد ذكّرني بيوم تشييعه هذا التوصيف للتشييع الأسطوري للسيد علي كما ورد هنا في بعض متون البوست.. اتلمت فيه الخلوق والدموع.. هؤلاء السودانيين يعرفون ناسهم: لمحمد جبارة مفاخر وطنية كبرى غير مفخرة (قطر الموت الأكتوبري) التي ذكرها الحردلو.. منها مأثرة التعليم الأهلي، إذ هو أحد الفرسان ممن نهضوا بأمرها.. فكان المؤسس وأول مدير لوسطى (كسلا الأهلية).. ومنها أنه رابع أربعة أو خامس خمسة من النواب الإتحاديين الذين ضغطوا لإعلان الاستقلال ورفض الوحدة مع مصر (حسن محمد زكي والوسيلة الشيخ السماني ومحمد كرار كُجُر وقيل طيفور محمد عثمان وخامسهم محمد جبارة العوض).. كان اتحاديا استقلاليا (هكذا أيضا قيل عن السيد علي وعلى عكس الافتراض التقليدي المبسط)، وربما لهذا فقد بكاه ورثاه الأنصار ومحازبو حزب الأمة في كسلا، كما لو أنه كان منهم.. وإني لأذكر شيخا منهم، تحت شجرة المنقة الهندية، من غرسه، حيث جلس المعزون، وهو يتلو من (سورة يونس) برواية ورش بصوت مؤثر أجهش منه الناس قبل أن يجهش هو فغلبته التلاوة إلى حين..
لقد توفى محمد جبارة في ضحى يوم جمعة من شتاء العام ١٩٨٤، في حياة صاحب السجادة الختمية بكسلا: السيد الحسن الأصغر (توفي ١٩٨٧) بن السيد أحمد (شقيق السيد علي) بن السيد محمد عثمان الأقرب بن السيد محمد الحسن الأكبر (ذاته) بن السيد محمد عثمان الختم الميرغني. وكانت جنازة لم أشهد لها مثيلا قط، لا قبلا ولا بعدا.. في صلاة الجمعة.. صلّت عليه المدينة وجوامعها التي بالطين والتي بالضانقيل.. وبعد الصلاة خرجت فيها ومعها كافة مسكونة التاكا، عن بكرة أمها وأبيها.. نساء ورجالا وشيبا وشبابا.. حتى ووري جسده الثرى في مقبرة (الحسن والحسين) قريبا من جبل الختمية بينما أول الناس في القاش.. هذا بينما (النور البراق) يبرق ويتلألأ.. "عليك اعتمادي دائما كل لحظة بدنياي في الرخيا وفي كل شدة وعند حتوفي أرتجيك لموتتي لتحضرني تختم لي بالحسن ختمة تقر بها عيني إذا الروح تؤخذ
اللهم صلي وسلم وبارك على حبيب الله … ... … تكون أنيسي حين تذهب إخوتي وأبقى برمسي واحدا بيت وحدتي وقد خفت حيات عقارب زلتي أجرني من الأهوال في وسط حفرتي ووسع لي في قبري وكن لي منقذ
اللهم صلي وسلم وبارك على حبيب الله … … ... وأختم قولي بالصلاة معظما أيا ربنا صلي وبارك وسلما علي المصطفى والآل والصحب دائما صلاة تفوق المسك عطرا مفخما يطيب بها كل الوجود ويتلألأ"
نعم، أهلنا هناك، كانوا لا يموتون إلا وقد اطمأنوا أن ستقرأ مع الماء المرشوش على تربتهم إذ أجسادهم توارت في ثراها. وكأنك بالأحياء لا ينصرفون منها إلا وقد إمتلأوا من بشائر (النور البراق) بِشرا، من بعد فاجعة وحزن. أو كأنهم إنما هم موقنون بأن صاحبهم قد زُفّ بها توا إلى باب من أبواب الـ(رضوان)!
وهذا الفيديو من إضافات (نجاة مصطفى الجيلي) .. يا له من اسم ويا لها المحبة!! عليها الرحمة نجاة، وعلى مصطفى الجيلي السلام الكسلاوي.. والصلاة والسلام قبلا وبعدا، على المصطفى العدناني..
11-23-2018, 05:35 AM
هاشم الحسن هاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428
وهذا غريب عجيب بحق.. ولكنني من كل بد فسأطيع هذا التوارد.. الآن في هذه اللحظة، وأنا بصدد ارسال المداخلة السابقة.. وفيها المولد ومن وعن الجمهوريين وعن (نجاة مصطفى الجيلي.) فقد (انبثق) لي من الواتساب (قروب لأبناء كسلا) منبثق بهذا التالي وكأني بمن اضافه في القروب هو هو د. مصطفى الجيلي لا غيره.. من الرقم ومن اسمه الفي الإيميل.. =======
الاحتفال بالمولد النبوي من وجهة نظر محمود محمد طه
سأل سائل:
الحبيب شيخ علي سلام من الله عليك وعلى آل القروب قاطبة،، بخصوص صلاة محمود قد عرفها الداني والقاصي والاحتفال بالمولد النبوي من وجهة نظر محمود لم توضحها لنا بل كنت تدور في حلقة غير مفرغة ولكنها محاطة بخطوط كنتورية ليس إلا،، وقال الحبيب تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك كتاب الله وسنتي،، بالله عليك دع الدوران مع طواحين الهواء ووضح لنا معتقد الجمهوريين في الاحتفال بالمولد النبوي ولك ودي؟ الأخ العزيز "ع"، شكرا على سؤالك المحدد، أولا نحن الجمهوريين احتفالنا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس موسميا، وإنما يوميا، بل وكدنا أن يكون في النفس الطالع والنازل كما تجيء عبارتنا، في محاولة لإحياء سنته بتقليده والتأسي به، خلوة بالليل على نهجه في القيام، وجلوة بالنهار، على نهجه في المعاملة، تقوم على نشر شمائله، بدءا بكف الأذى عن الناس، وتحمل أذاهم، وتوصيل الخير إليهم. أما أيام المولد المحددة، فهي أيام نفحات روحية نتعرض فيها بصورة أكبر للفضل الإلهي، بمزيد من التشمير في اتباع النبي صلى عليه وسلم حذوك النعل بالنعل، خاصة في قيام الثلث الأخير من الليل، أما الاحتفال الجماعي كنا قبل أن تغدر بنا الحركات السلفية متمثلة في الإخوان المسلمين والوهابية، ومن على شاكلتهم، قبل أن يتآمروا على حياة الأستاذ ليكتب كتابه الأخير على الملأ (تعلموا كيف تموتون) و الذى هو عبارة عن رسالة قوية لكل الناس، خاصة علماء السلطان، الذين يأمرون الشعب بالسمع والطاعة للسلطان وإن خالف الشرع، وهو ما يحدث اليوم في العالم العربي، متجاهلين قول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه: (أطاعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم)، كنا، حينها، نخرج بكتاب طريق محمد صلى الله عليه و سلم نوزعه وندعو إليه وندير حوله الحوار في الطرقات وفى الساحات العامة بما فيها ساحات المولد، والمنابر في الجامعات، نلفت نظر الناس إلى كيفية الاحتفال الصحيح بمولده صلى الله عليه وسلم، نبين لهم كيفية صلاته وكيفية تهجده، وكيفية صيامه، و كيفية معاملته، فهم لا يدركون ذلك بالدقة الكافية، حتى يمكن أن يقال في حقهم أن قد أدركتهم نذارته صلى الله عليه وسلم عندما قال "ربَّ مصلٍ لم يقم الصلاة"، بل اكثر من ذلك، فقد قال "ربَّ مصل لم تزده صلاته من الله الا بعدا"، وفي رواية "ربَّ صايمٍ ليس له من صيامه الا الجوع والعطش" عليه، فإن الإجابة على سؤالك قد وردت في معنى ما دعوناك لطريق محمد صلى الله عليه و سلّم، فهل أنت كتبت على نفسك صلاة الثلث الاخير من الليل؟ وتحاول أن تؤديها بالكيفية التي وردت فى كتاب طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وهل أنت تحاول أن تنفق أكثر من الزكاة الشرعية زكاة الامة لتخطو نحو سنة النبي صلى الله عليه و سلم لتصبح من أنصار السنة؟ كما أحب أن أذكرك أن السنة لا تنحصر في العبادات فقط، وإنما في كل جوانب الحياة، في المعاملات بتوصيل الخير إليهم، وفى نظام الحكم، فان كنت مثلا تتحالف مع الملك العضوض فاعلم أنك لست من أنصار السنة، لأنه صلى الله عليه قد قال للأعرابي الذى أخذته هيبته فلجلج (هون عليك، فإني لست ملكا وإنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد) وقال: (الخلافة بعدى ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضوضا)، عليه، رجاء أن تراجع المقال لتعرف ما هي السنة، هل هي كما تعرفونها بانها عمل النبي، و قوله، وإقراره؟ باختصار أين أنت من السنة؟ أما إذا أردت أن تعلم رأي الجمهوريين في الاحتفالات التي تجرى الآن، فهي رغم ما يؤوفها من قصور وسلبيات، فقيامها أفضل من تركها، فهي على الأقل تعبر عن تقديس ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما من أجله فرضت الصلاة عليه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) والمحبة شرط الاتباع (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ومحبة الله تبدأ بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما نلمس في المتصوفة محبة للنبي صلى الله عليه و سلم، نلمس في غيرهم جفوة وغلظة، فالسادة الصوفية يقولون (الماعنده محبة ما عنده الحبة). نحن نرى أن التصوف رغم ما أصابه من وهن فهو أقرب إلى السنة من الجماعات التى تدعى الدين وتعيش باسمه. إننا عندما ندعو إلى السنة المبرأة من كل البدع، نعتقد أن حكم الوقت كان فى صالحنا، فانتشار التعليم والتقنيات الحديثة مثلا جعل كتب السنن والسير فى متناول اليد، فأصبحت سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام مبذولة واتباعه مأذون، في حين أن الصوفية كان قد أجبرهم حكم الوقت وفشو الأمية، على ابتداع بعض البدع، مثل الأوراد والسبح والنوبات والحوليات وغيرها، فهي لما كانت معينة على الذكر أصبحت سنة حسنة اعتمادا على الحديث النبوي: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)، فالمولد مذكر ومعبر عن الفرحة (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) فبرحمته إشارة صريحة للنبي صلى الله عليه وسلم، بناءً على عدد من الآيات منها(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)أو (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، إذن، فليفرحوا بمولده الميمون كما فرح الأنصار بمقدمه السعيد، فهو الرحمة المسداة، أما الحديث الذى يقول (من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) فعبارة، ما ليس منه، هى روح الحديث، و مفتاح فهمه فهى تأذن بأن تحدث ما هو منه، وليس ما ليس منه، وقد أحدث سيدنا عمر رضى الله عنه صلاة التراويح ، وقال عنها إنها بدعة (ونعمت البدعة، وإن التي ينامون عنها خير من التي يقومون) (يعنى قيام الثلت الأخير من الليل) أفضل من الذى يقومونه، يعنى الصلاة في أول الليل ، يعنى صلاة التراويح، لأن قيام الثلث سنة النبي والتراويح بدعة حسنة، حتى ولا هي سنة سيدنا عمر (سنة الخلفاء الراشدين من بعدى) لأنه لما جمع المصلين علي إمام لم يجمعهم على نفسه لأنه كان يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كنت تصلى التراويح فأنت مبتدع وحسب علمي، فإن الوهابية يصلون التراويح، ولا يفرضون على أنفسهم قيام الثلت الأخير من الليل، فهم إذن مبتدعون كغيرهم من الطوائف الأخرى، فأعجب لهم كيف يدّعون أنهم انصار السنة!! وكيف يتطاولون على الآخرين!! خلاصة القول، فإن الوحدة المكانية والزمانية التي قربت أطراف العالم من بعضها، فجعلته مركزية واحدة، هي في نهاية المطاف ستقود العالم لوحدة وجدانية وفكرية، ليدين بدين واحد، بل ليتبع رجلا واحدا، لأن البيت المنقسم لا يقوم، ولن يكون ذلك الدين سوى الاسلام، على أن يُفهم فى مستوى الأصول، مستوى السنة، ولن يكون ذلك الرجل سوي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وذلك لأنه وحّد قواه الداخلية والخارجية فأصبح الوسيلة الواسلة، ويومها يتحقق موعود الله (هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا). مع خالص الشكر والاحترام، على أحمد إبراهيم [email protected] منقول من الراكوبة
11-23-2018, 12:52 PM
علي محمد الفكي علي محمد الفكي
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3863
الأخ عبدالله عثمان لك الحب والتحايل وانت تعطر وتنير صفحات المنبر بسيرة الحسيب النسيب السيد علي الميرغني ولي عوده ان شاء الله لهذه الدوحة الظليلة المثمرة
11-23-2018, 09:55 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله عثمان
Hatim Alhwary
Yasir Elsharif
تماضر الطاهر
Ahmed Yassin
MOHAMMED ELSHEIKH
الزبير بشير
نصر الدين عثمان
أحمد الشايقي
هاشم الحسن
علي محمد الفكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست