ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء الأخير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2018, 04:33 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء الأخير

    04:33 AM October, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    حسين أحمد حسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر

    ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء الأخير

    مدخل

    لعل القراء الكرام يذكرون مقالَنا عن الإنكشاف الإقتصادى (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-226909.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-226909.htm) الذى ملخَّصه أنَّ البلد يكون فى حالة الإنكشاف الإقتصادى إذا قلَّ إحتياطيه النقدى من العملات الصعبة عن مقابلة استيراد إحتياجات الجمهور والدولة من السلع والخدمات التى تكفيهما لمدة ستة أشهر على الأقل. وكما هو واضحٌ بالجدول المصاحب للمقال فإنَّ الإنقاذ ظلَّتْ فى حالة إنكشاف إقتصادى حاد ومزمن منذ العام 1992 إلى يوم الناس هذا (وذلك بسبب السرقات المستمرة لذلك الإحتياطى) خلا الفترة التى كان فيها المرحوم د. عبد الوهاب عثمان وزيراً للمالية والإقتصاد الوطنى.

    ولربما أنكم تذكرون أيضاً قولنا بأنَّ سرقة/تآكل/عدم قدرة الحكومة على توفير إحتياطى نقدى من العملات الصعبة (لمقابلة التمويل الحرج، ولتغطية العملة لدى الجمهور، ولمقابلة إلتزامات الدولة تجاه العالم الخارجى والمستثمرين الأجانب، ولمقابلة الطلبات المشروعة من العملات الصعبة للعلاج والدارسين بالخارج)، يضطر الدولة لترك فاتورة الإستيراد (المتعلقة بالأفراد والدولة) لقطاع خاص - سوق موازى - لا يرقب فى فقيرٍ إلاَّ ولا ذِمَّة، بجلب سلع رديئة ومنتهية الصلاحية وغير مطابقة للمواصفات والإستخدام الآدمى، ويجعل بالتالى البلد مفتوحة على كافة أنواع المجاعات والكروب والحروب والأوبئة والأمراض التى لا قِبَلَ للدولةِ والمواطن بها.

    ولقد قلنا بأنَّ محصلة هذه الإوضاع تجعل الشعب السودانى أمام خيارين هما إما العصيان المدنى أو المسغبة (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-232783.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-232783.htm. وكل هذه التداعيات هى كما تعلمون بسبب إجتراح التحرير الإقتصادى الأول الذى نفذه وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدى.

    وبالتالى فى ظل هكذا واقع، فإنَّ أىَّ وعود من قِبَل النظام الحاكم فى السودان بغدٍ مشرقٍ يُحَل معه انهيار الإقتصاد وانهيار النظام المصرفى (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-303616.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-303616.htm) والهدر المؤسسى ويُحارب فيه الفساد، هى محض أكاذيب وَخِدَع ووعود عُرقوبية مهمتها فقط إطالة عمر النظام. وأعجب لشعبٍ ينخدع لهم عقب كلِّ خديعةٍ ويُطيلُ عمرهم؛ وهو بعد يعلم علم اليقين (على الأقل الإنتلجنسيا السودانية)، أنَّ هذه العلل وصلت مرحلة اللا – معالجة واللا - حل؛ إلاَّ بإسقاط النظام.


    المشهد فى الراهن

    1- كما يعلم الجميع أنَّ الإسلام السياسى ليس له ما يُقدمه للشعب السودانى غير تلك العقيدة الراسخة من الإنتقام والكراهية والعنصرية وكِبَر القلوب التى ما أنزل اللهُ بها من سلطان. ويحدث هذا (نكرر) ليس من نقصٍ فى الأموال ومواردها، ولكن بسبب سرقة تلك الأموال، وإدارتها خارج الموازنة العامة للدولة لصالح كليبتوقراط الإسلام السياسى فى السودان. فكانت النتيجة هى ذلك الإنكشاف الإقتصادى المزمن الحرج، خاصةً مع امتناع العرب عن دعم البشير مؤخراً حينما علموا بحقيقة تلك السرقات.

    فلا تنتظروا من مثقوبى الضمير ومعطوبى الأخلاق خيراً ولا شُبهة خير. فهم يتلذذون بإفقاركم ليُشبعوا رغائبهم المريضة بالإحساس بالتفوق عليكم بأدواة السلطة، لا بتحصيل المعرفة والتفوق فيها فى المضمار الحر الديموقراطى المشروع؛ حيث يموتون موتاً طبيعياً كما يقول الأستاذ الشهيد محمود محمد طه رحمه الله.

    وحرىٌّ بالشعب السودانى أن يعي بأنَّ استمرار هؤلاء القوم فى السلطة - مع موت الدولة المسئولة، وموت الإقتصاد القومى وبالتالى مع امتناعهم عن الصرف على خدمات المواطن، ومع تيبُّس حكومتهم على الحقيقة الأمنية التى تبتلع ثلاثة أرباع الموازنة العامة - يعنى أنَّه ليس للمواطنِ خيارٌ غيرَ الموت.

    وشاهدنا على ذلك هو استمرار الحروب التقليدية المزمنة فى دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، والتى دخلت طوراً جديداً باستخدام القنابل الفراغية فى جبل مرة؛ وإدخال الحروب البايولوجية التى يجترحونها الآن فى كسلا والتى جلبوا فايروساتها من دول الجوار؛ والتدمير الممنهج للقوى الحية (الشباب) بالخنى والسحر والمخدرات والمتجارة بأعضائه وبالتصفيات الجسدية.

    وبالتالى ليس من المستغرب أن تصل أرقام الوفيات فى الخرطوم وحدها 1700 حالة وفاة فى اليوم، ناهيك عما يحدث فى الولايات. والمرءُ ليعجب لمن سيموت لا مُحالة - بتجويع السلطة له أو بسلاحها - أن يختار أن يموت جبانا.

    2- وبالطبع فى واقعٍ كهذا، لن تغمض للبشير وأفراد أسرته ومُشايعيهم من الأجهزة الأمنية عين؛ والنَّاس أجمعون، وبالأخص ضحايا الحروب والأرامل وأسر الشهداء والجوعى والمرضى والمساكين، يلعنونهم صباح مساء ويتضرعون لله عزَّ وجلَّ بزوالهم اليوم قبل الغد؛ وهو أمرٌ استكمل كلَّ شروطه الموضوعية والذاتية من وقتٍ بعيدٍ لو لا انخداع الشعب السودانى لهم جرَّاء سياساتهم اللاهية من وقتٍ لآخر.

    عليه فإنَّ البشير هذه الأيام فى أعلى حالاتِ رُهابه، خاصة من بكرى حسن صالح وصلاح قوش اللَّذيْن ذكرهما الأمريكان كبديلين محتملين لقيادة نظامه كما أشرنا لذلك فى مقال سابق. وكما قلنا فى ذلك المقال فإنَّ كفَّة بكرى تترجح على قوش عند الأمريكان (رغم الخدمات الإستخباراتية الجليلة التى قدمها/ويقدمها قوش للأمريكان) بسبب عدم إنتمائه لحركة الإخوان المسلمين الإرهابية - فهو محض جنرال - وبسبب ميله لمصر وحِلفها الخليجى القابع فى قبضة الأمريكان. بالتالى صار قوش محطاً لأوسمة النظام - خاصةً بعد وضع يده على أموال طائلة من التسويات مع لصوص الإنقاذ ومقاسمتها مع أسرة البشير دون أن يدخل منها جنيهاً واحداً للخزانة العامة – وبكرى محطاً لمخططٍ آثمٍ تتم حياكته الآن.

    3- هذه الحال من الرُهاب المستفحل لدى البشير تحتاج إلى دراما عالية الكُلفة، قذرة، ولاهية للنَّاس عن مأساة عجز الدولة لصون لقمة عيشهم وعن احتمال التظاهر ضد نظامه وعبق نضال هبة سبتمبر 2013 تملأ الأمكنة، وذكرى ثورة أُكتوبر المجيدة على الأبواب. ولذلك كان لابد من الإستعانة بصديق كمخابرات إحدى الدول المجاورة التى تدخل لأول مرة مع مخابرات النظام على خط من التنسيق والإخراج لهذه الدراما التى أُختير لمسرحها أن يكون الخرطوم وإحدى ولايات السودان. وقد كان ثمن دخول مخابرات دولة الجوار تلك فى هذا الموضوع هو تسليم بعض عناصر الجماعات المتطرفة المقيمين فى السودان، وأن يكون المسرح الثانى لهذه الدراما هو إحدى الولايات الشرقية وذلك لحاجةٍ فى نفس هذه الدولة؛ كما أنَّ فى الأمر من وِجهة نظر الحكومة زعزعة لثقة بكرى فى حلف السعودية – الأمارات - مصر الذي يعتمد عليه.

    4- لقد بدأت هذه الدراما فى الخرطوم بتلك التغييرات المتفق عليها مع أحزاب الوزراء المقالين فيما يُعرف بحكومة الوفاق، لتوهِم النَّاس أنَّ التغيير وحكومته الجديدة تملك من الحكمة ما يقضى على مأساة ثلاثين عاماً من الحكم البغيض. ولكنَّها كانت بالأساس تستهدف إلهاء النَّاس عن التظاهر والخروج ضد النظام الذى ربما كان ينتظره الجيش السودانى، وكانت تستهدف على وجه التعيين "شوكة الحوت" بكرى حسن صالح الذى حزبه هو الجيش السودانى، والذى بات البشيرُ لا يأمنُ جانبه فى الحكومة أو خارج الحكومة، خاصةً بعد تعاطيه مع خط السعودية – الأمارات – مصر فى الشهور الفائتة. ولذلك كان البشير دائماً ما يُبقيه تحت عينه ويُلهيه ويُلهى جيشه فى بعض الأحيان بتكليفات تافهة لا تليق برئيس وزراء حكومة، ولا تليق بضابط عظيم بالقوات المسلحة السودانية العريقة: كحراسة صفوف الغاز وحراسة الأفران.

    إذاً الخطوة الأولى هى إبعاد بكرى حسن صالح عن رئاسة مجلس الوزراء وإبعاد الموالين له فى الجيش؛ وهذا ما حدث بالضبط، واستبداله بشخص من عشيرة البشير. أما الخطوة الثانية فهى إبعاده من المشهد السياسى والعسكرى كليةً؛ إما بالتصفية الجسدية أو بتدبير حادث مرورى أو بتسميمه؛ أو بأىٍّ من ألاعيب الإنقاذ القذرة المعروفة. فهلاَّ انتبهتَ يا سعادة الجنرال بكرى حسن صالح (فثمة قطاع كبير من الشعب مازال يعوِّل عليك بالرغم من عللِك البيِّنة) وبالتالى عليك أن تكف أيضاً عن الذهاب إلى منتجعات الكاردينال بأثيوبيا؛ فالخطة (ب) هى أنْ تلقى حتفك هناك.

    5- الدراما فى المسرح الشرقى كانت قذرة للغاية؛ كقذارة استخدام القنابل الفراغية فى جبل مرة بغرب السودان التى أحدثت تلك الإنزلاقات الكبيرة فأدت إلى قتل العشرات من أبناء شعبنا هناك كما جاء بعاليه. ففى كسلا استخدم النظام عديم الأخلاق نوع من الحرب البايولوجية النتنة ليُلهى بها النَّاس عن محاولات التغيير الذى ربما كان من المُنتظر أن يكون مسنوداً عسكرياً من الجبهة الشرقية؛ فهى الآمَن لأىِّ تحرك عسكرى ضد الخرطوم من الناحية اللوجستية.

    هذا الصنيع القذر من قِبَل النظام حوَّل كسلا إلى مأساة جديدة مؤكِّدة لوحشيته وموت ضميره وتجرده من الأخلاق؛ إلى القدر الذى رفض الإعتراف بالكارثة فى كسلا لأنَّه هو سببها، ورفض أن تُمد فيها يدُ العون لأى شخص متضرر هناك لأنه كان يدرس تداعياتها.

    فالحرب التقليدية المزمنة فى غرب السودان بدأت تأكل من مخزون القناطير المقنطرة من عائدات البترول والذهب والفضة واليورينيوم الخاصة بالأسرة الحاكمة وكل أفراد كليبتوقراط الإسلام السياسى، خاصةً بعد أن رفض العرب الإنخداع لهم ومساعدتهم مالياً من جديد. فلابد إذاً من إتباع وسائل جديدة أكثر فاعلية كالقنابل الفراغية فى الغرب الحبيب، والحرب البايولوجية فى كسلا؛ وما أدراكَ ما كسلا.

    أمَّا على الصعيد الميدانى، فقد هيأ والى كسلا مطعون الإنسانية لتجريب هذه الحرب القذرة يوم سمح لمخابرات تلك الدولة الجارة (كبائعى أوانى) أن تدخل كلَّ بيتٍ فى كسلا لعمل شئ ما قذر (إما زرع فايروسات تلك الحميات فى كلِّ بيت، أو لعمل مسح تقييمى قَبْلى لاحتمال تداعيات الكارثة)؛ ويوم امتنع عن رش البعوض المسبب لتلك الحميات متماهياً مع إختبار نجاعة هذه الحرب الجديدة من عدمها؛ ومتمادياً مع لا - إنسانيته المعهودة بما يُنسب إليه من قول بأنَّ رشَّ البعوض يُتلِفُ مزارع الدواجن بالمدينة (تحديداً تلك التى تخصه).

    ولكن المجتمع المدنى السودانى لم يترك كسلا فريسةً لأزمتها؛ فتداعى لها بالسهر والحمى، وأوصل وريده بوريدها، وجيبه بجيبها، وقاسمها الدواء والداء والفجيعة؛ فى أعظم ملحمة إنسانية شمَّرَ لها القريب والبعيد؛ إلاَّ أصحاب الضمائر الميِّتة والرُّهاب المستفحل القهرى، الذين يحسبون كلَّ لَمَّةٍ وصيحةٍ عليهم. فخرج علينا كبيرهم الذى علمهم السحرَ والكذب؛ الكذَّابُ الأشر فخامة الرئيس خَجْ/ عمر حسن أحمد البشير، لينفى وجود أىَّ حالة وفاة بكسلا بسبب الحميات هناك؛ والموتى بعد فاق عددهم الـ 150 فرداً.

    6- ما يشى بأن هذه الزوبعة برمتها ملهاة، هو كيفية تعاطى وتماهى معتز موسى بوصفه وزيراً للمالية مع الحالة السودانية؛ وهو تعاطى درامى بامتياز فى إطار ما يُعرف بـ "صدمة موسى". إذ لا يمكن أن نسمِّى ما اقبل عليه معتز موسى لحل الأزمة الإقتصادية بحل، بل هو إمعان فى اللا - حل؛ ولا يُمكن أن يُقبل على هكذا صنيع إنسان يملك ذرة من الإنسانية والشعب السودانى يعانى الأمرَّين من صدمتهم الأولى؛ ولو لا تبيّس الحكومة على الحقيقة الأمنية لظننتُ أنَّ موسى يُريدُ إسقاط النظام؛ ونرجو أن ينتبه الشعب السودانى لخطل هذه السياسة ويخرج قاصماً لظهر هذا النظام البئيس؛ فَرُبَّ ضارَّةٍ نافِعة.

    فصدمة موسى لا تحمل طيِّها عصا موسى لعلاج المشكل الإقتصادى فى السودان، والذى هو علاج سياسى بامتياز (التحرير الإقتصادى متلازمته هى الحرية والديموقراطية). فالعلاج بالصدمة – كما ذكرنا فى مواضعَ أخرى - لا يعنى شيئاً سوى التحرير الكامل للأسعار، والحرية التامة للتجارة، وبيع كل مؤسسات الدولة (أى القضاء كليةً على رأسمالية الدولة)، ويعنى كذلك لامبالاة هذا النظام المطلقة بحياة شعب السودان برفعِ يدها عنه؛ وهو أمر لا يوجد له مثيل على هذا الكوكب. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: هل استبقى حمدى لموسى من موضعٍ يُذكر ليُعمِل فيه صدمته هذه؟

    فيا شعبى الكريم عليك أن تنتبه للإبادة الجماعية الشاملة التى ينطوى عليها قرار العلاج بالصدمة: إذ سينتشر الموت بين الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن بشكل مزعج فى الأيام القادمات، وسيهلك المساكين على المزابل، وسيموت المعاشيون والعمال على الطرقات، وسيأكل الموظفون من فضلات المطاعم (الكرتة)؛ وبالإجمال سيكون الحالُ قاتماً إذا لم يتداركنا الله بلطفٍ من عنده.

    7- حذارى من أن نكون شعباً على الفطرة، ضعيف الخبرة والتجربة والدِّرْبة، تهندسُ الإنقاذُ مِزاجه وفعله السياسييْن بالفُقَّاعات السياسية (العلاج بالصدمة وما من جديد) والآلة الإعلامية وإعادة إنتاج المُلهيات (ذلك الحوار الذى هندسته القنوات الأمنية فى حبكة "شباب توك" بين الشباب وعلماء السلطان، الذى كان مقصوداً به بالأساس أن تشتعل جوامعنا بالقذاعات بعد أن تبلع حبة فياجرا لتقف فى مواجهة إمرأة عزلاء إلاَّ من قول الحق فى وجه تلك اليوافيخ التافهة؛ خادشة القول والفعل) والتخويف والضربة الباطشة (كَجَزِّ شعر الناس فى الشوارع، ثم تخرج علينا قوات حماية البشير الخاصة لتنفى صلتها بذلك) لمجرد أن تمر ذكرى شهداء سبتمبر 2013 دون مساسٍ بالسلطان. ولكن هيهات، فقد جاء أُكتوبر الممهور بالدم؛ فكيف السبيل وأين المفر؟

    8- يجب أن يقف كلُّ النَّاس بِلُحْمتِهم فى وجه لامبالاة الإنقاذ بالمواطن السودانى، يجب أن يقف كل الناس بلُحمتهم فى وجه إبادة الإنقاذ الجماعية للشعب السودانى لكى لا يخلو السودان منا ويحلو لتنظيم الإخوان المسلمين السودانى والعالمى، يجب أن يقف كل الناس بلُحمتهم فى وجه الهدم المُمنهج لرأسمالية الدولة السودانية الذى سيقع أثره بشكل مباشر وآنى من هنا فصاعداً على كلِّ من هو ليس بإخوانوى.

    يجب أن يُحقق الناس كلَّ ذلك بمظاهرة طوفانية سلمية واحدةٍ فقط، يتم التنسيق لها عبر لجان المقاومة، لتخرج من بعد من كلِّ حىٍّ وحارة، وبالتزامن فى الخرطوم وفى كل الولايات. فإن ذهبوا بالسِّلم كفانا الله شرَّ مقاتلتهم، وإنْ أطلقوا بارودةً واحدة فليشتغل النَّاسُ فيهم بإغتيالاتٍ منتخبةٍ وبشكل مباشر، تروعهم كما روعوا هذا الشعب المسالم لمدة ثلاثة عقود؛ فلسنا المسيحَ إلى المسيح.

    خاتمة

    الشئ الوحيد الذى لا يمكن أن يُنيبنا فيه أحد هو الثورة، فقوموا لثورتكم يرحمكم الله.






















                  

10-05-2018, 06:25 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: حسين أحمد حسين)

    تحياتي استاذ حسين
    اتفق معك في خلاصة المقال مائة بالمائة وهي ان كل ما يجري الآن ليس الا بيع نفس الخمر القديم في قناني جديدة وهو بمثابة وضع مساحيق تجميل جديدة على وجه متغضن متجعد لإخفاء آثار المرض وليس علاجا حقيقيا ولا نأمل من ورائه بشيئ مفيد
    الحل كما تفّضلت ليس بيد النظام فهو ليس فقط جزء من المشكلة بل كل المشكلة و خطوات الحل الصحيح و الجذري تبدأ بتغييره إمّا كليا او بإجباره على تغيير طريقته و ازالة سيطرته على الدولة و الحياة و اتاحة فرصة لممارسة ديمقراطية حقيقية تبدأ اول مشوارها بمحاسبة كل من افسد واجرم.
    لكن لا اتفق مع بعض النقاط التي ذكرتها خاصة التي ترجع كل شيئ بنظرية المؤامرة لأصابع النظام مثل كون ما جرى ويجري في كسلا حرب بايلوجية تدبرها وتديرها مخابرات دول اخرى بعلم الوالي و الرئيس و النظام!
    وكذلك كون ما حدث في برنامج شباب توك مدبر من القنوات الأمنية لإلهاء الناس
    وارى في الرجوع لنظرية المؤامرة هنا نوع من الغلو, و لولا خشيتي من حرف البوست عن موضوعه الرئيس لطلبت منك التوسع في مناقشة هذه التفاصيل و برهان ما ذهبت إليه, لكن ربّما في وقت آخر ليتك تخصّص طرحا فقط لمناقشة هذه الفرضيات المهمة
    و شكرا
                  

10-06-2018, 12:03 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: محمد البشرى الخضر)

    Quote: لكن لا اتفق مع بعض النقاط التي ذكرتها خاصة التي ترجع كل شيئ بنظرية المؤامرة لأصابع النظام مثل كون ما جرى ويجري في كسلا حرب بايلوجية تدبرها وتديرها مخابرات دول اخرى بعلم الوالي و الرئيس و النظام!وكذلك كون ما حدث في برنامج شباب توك مدبر من القنوات الأمنية لإلهاء الناسوارى في الرجوع لنظرية المؤامرة هنا نوع من الغلو, و لولا خشيتي من حرف البوست عن موضوعه الرئيس لطلبت منك التوسع في مناقشة هذه التفاصيل و برهان ما ذهبت إليه, لكن ربّما في وقت آخر ليتك تخصّص طرحا فقط لمناقشة هذه الفرضيات المهمة و شكرا


    الإستاذ محمد البشرى الخضر رِدفُ التحايا لك،
    (ودعنى أُبدى ملاحظة أولية هنا بأنَّ حسَّك الأمنى عالى، وأرجو أن يكون ذلك لوطنية زائدة عندك يا عزيزى).

    ما جرى ويجري في كسلا حرب بايلوجية تدبرها وتديرها مخابرات دول اخرى بعلم الوالي و الرئيس و النظام

    الكلام أعلاه من أين أتيت به؟ Giving you the benefit of the doubt كدى أرجع البصر كرتين فى المقال، لتحديد الجزو الأنا قلتو من الما قلتو، وبعدين نشوف لو فى وكِت لمناقشته.

    ما حدث في برنامج شباب توك مدبر من القنوات الأمنية لإلهاء الناس، وارى في الرجوع لنظرية المؤامرة هنا نوع من الغلو

    فيما يتعلق بمرفودكم أعلاه يا عزيزى أقول الآتى:

    كان النظام يتوقع تحركاً واسعاً من الشعب مصحوباً بتحرك أكبر من الجيش (جناح بكرى حسن صالح)، ولذلك اُجريت هذه الدراما على المستوى الأعلى بنزع رئاسة مجلس الوزراء من بكرى وإجراء تغيير شكلى لوقت قصير ثم يعود نفس السيناريو المفرغ الحلقات لنظام البشير لوضعية ساقية جحا. ولما مرت ذكرى شهداء سبتمبر دون مساس بالسلطان طفق وزراء "صدمة موسى" ينفون أى صلة لصدمتهم بتحرير سعر الصرف (دراما إلهائية).

    أما على المستوى الوسيط، كان لابد من استثارة حفيظة هيئة علماء السودان بكل جوامعها بطريقة غير تقليدية هذه المرة؛ فقد ملَّ الناس حديثهم المكرور عن الشريعة خط أحمر (وحراس الشريعة يغتصبون الأطفال فى الجوامع والخلاوى)، ومناهضة قرارات سيداو وما من جديد، ...إلخ)، فتم إختيار هذا البرنامج الذى حقق غرض الإلهاء بالكامل. وما أن مرت ذكرى شهداء سبتمبر حتى خرج علينا قوش شخصياً ليقول "لا حجر لأحد فى أن يقول ما يريد" (دراما إلهائية).

    على مستوى الشارع إنتشرت قوات حماية البشير (مجازاً الدعم السريع) فى كل مكان، وشرعت فى ترويع الشباب بِجَزِّ شعورهم فى الطرقات، وما أنْ مرت ذكرى شهداء سبتمبر دون مساس بالذات الرئاسية وحزبها حتى خرج علينا د. حميدتى ووزير الداخلية ليلصقوا ما قامت به قوات حماية البشير بعصابة مجهولة (دراما إلهائية).

    هذه الأيام كل من أناقشه من أفراد أسرتى القريبين من البشير والأجهزة الأمنية، وفى مناسبات متفرقة، يحشرون "نظرية المؤآمرة" حشراً فى نقاشاتهم، حتى صارت شبه جملة ثابتة فى خطاب الحكومة وتنظيمها؛ فأرجو أن تكون قد وردت عندك من باب التناول المتخصص فى المسائل السياسية.

    أقول ما أقول، وأرجو أنْ أُنمى إلى علم سيادتكم بأنِّى أتناقش مع كل فرد (كائناً من كان) باحترام كامل، وبعقل ديموقراطى خالى من الأيديولوجيا؛ فلا تعبأ بملاحظتى أعلاه، فهى من باب تحليل الخطاب فقط لا غير.

    وأشكرك جزيل الشكر على المداخلة الكريمة.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-06-2018, 12:12 PM)

                  

10-06-2018, 07:38 PM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: حسين أحمد حسين)



    متابعة .
                  

10-07-2018, 10:44 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: مني عمسيب)

    Quote: متابعة.


    شكراً الإستاذة منى عمسيب على المتابعة والإهتمام،
    وإن شا الله تتابعِك الصحة والعافية والسلامة شِقّيْش ما
    تقبلى، ويباريك السمِح وكُتْر القمِح، وصاجة طولة تلاتين
    شِبِحْ؛ تسكتى تعوسى وتوزعى للفقراء.

    ممنون.
                  

10-08-2018, 09:08 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: حسين أحمد حسين)

    المغتربون إذا لم يأتوا بأموالهم لنسرقها بالسعر الذى نفرضه، “فليبِلّوُها ويشربوا مويتة”
    (منقول: من حسين أحمد حسين بالراكوبة).

    مقدمة

    القول المضمَّن فى العنوان أعلاه، هو (مع قليل من التصرف) للسيد فخامة الرئيس خَجْ/ عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان، غداة إصداره عدد من القرارات الأمنية لإنقاذ الجنيه السوداني من حالة الإنهيار الحاد التي ألمَّت به فى الأسابيع الفائتة وإلى الآن. فالمشير البشير وزبانيته فى القطاع الإقتصادى والأمنى، قرروا إغراق السوق بعملة سودانية غير مجزئة ولا مُبرئة للذمة (مزورة كما أفاد الأستاذ خالد زين)، ليمتصوا بها السيولة الزائدة فى الإقتصاد القومى.

    أيىِّ واللهِ، هذا ما رشح من ذلك الإجتماع السرى المغلق لوزراء القطاع الإقتصادى والأمنى مع السيد الرئيس المشير البشير “أب – حمد”. والخرطوم كعادتها مدينة لا تعرف الأسرار، ولا تعرف الهِظار، ولا تعرف الإشاعة؛ وكلُّ قولٍ نفته السلطة أكدته الممارسة. فالقومُ قد مَرَدوا على الكذب والنفاق دون أن تطرف لهم عين، والله وحده المستعان.

    ثمَّ ثانياً أيُّها الحمقى نقول لكم: سجم الإقتصاد ورماد الإقتصاد الذى نحن فى إنتظار إمتصاص سيولته الزائدة بالعملة المزورة. فأين السلع المصرفية والإجراءات التى من شأنها أن تقوم بهذه المهمة؟ أليس بينكم رجلٌ رشيد يا أخزاكم الله؟ لماذا تصرِّون على إدارة البلد بعقلية إتحادات الطلاب؟ من الذى دلَّكم هذه الفكرة – الجحيم؟ وأيمُ اللهِ لو كنتُ فى محل الرئيس لما أبقيته ثانية واحدة فى القطاع الإقتصادى. وهل القطاع الإقتصادى فى الأصل تعوزه المصائب حنى تُدمِّروا له ما تبقى من القطاع المصرفى! … “مالكم كيف تحكمون”.

    حيثيات
    1- نقول لعناية السيد الرئيس أنّه قدَ أصبح معلوماً من الإقتصاد السياسى العالمى بالضرورة، أنَّ معونات الدول الغنية للدول الفقيرة، قد كانت ظاهرة مرتبطة بالحرب الباردة. وما أن زالت تلك البرودة واعتدل مِزاج المتحاربين، حتى إنحسرت المعونات التنموية للدول النامية بشكلٍ كبير للغاية (Griffin 1991).

    ومن هذا المنطلق، بدأ العالم الأول يستحث العالم الثالث على الإعتماد على الذات، خاصة وأنَّ دافع الضرائب الغربى ما عاد يسمح بأنْ تُدفع أمواله للدول النامية مقابل لا شئ بعد نهاية الحرب الباردة. وهذا الوضع قد أحدث فجوةً تمويلية بالنسبة لدول العالم الثالث، وأول من إنتبه لهذه الفجوة التمويلية هو دولة الصين، التى أيضاً إنتبهتْ باكراً لأهمية تحويلات الصينيين العاملين بالخارج.

    ومن يومها ظلَّت الحكومة الصينية تشجع مغتربيها لتحويل عملاتهم الصعبة مقابل إمتيازات مجزية للغاية بالداخل، خاصة فى مجال الإستثمارات الصناعية والإلكترونية. وهذه التحويلات من العملات الصعبة قد مكَّنتْ الحكومة الصينية فى العام 2006 من أنْ تُزيح الفقر عن 353 مليون صينى؛ يزيدون قليلاً على عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية الآن (Stiglitz 2006).

    2- ودعك عن الصين يا سيادة الرئيس، فإنَّ دولة إثيوبيا بالجوار، تُعطى لكلِّ إثيوبى مغترب حوَّل 50 ألف دولار فى السنة، أو عاد بشهادات علمية فوق الجامعية، قطعة أرض (إستثمارية أو سكنية) من الدرجة الأولى فى المكان الذى يختاره ذلك المغترب.

    وهذا التحفيز، مع العزم والحزم على محاربة الفساد فى الداخل الإثيوبى بشكلٍ قاطع، أغرق البلد بتحويلات مهولة للإثيوبيين العاملين بالخارج وبأموال لا حصر لها من الإستثمار الأجنبى (الذى فيه كليبتوقراط إسلامك السياسى السودانى يا سيادة الرئيس ثانى أكبر مستثمر أجنبى فى إثيوبيا بعد الصين)، إلى الحد الذى وصلت معه إثيوبيا إلى وضع لافتات فى كلِّ مكان (وقد رأيتها فى أديس أبابا بإمِّ عينى فى سبتمبر 2017)، يقول منطوقها: ” يُوجد تمويل لأىِّ مشروع صناعى”.

    هؤلاء هم الرجال الذين يعرفون قدر مواطنيهم فى الداخل والخارج، ويعرفون أهمية تحويلات مغتربيهم، ولا يغمطون دورهم بنحو تلك العبارات السوقية المبتذلة والرخيصة، والتى لا تليق حتى بعامة الناس، وأنتَ بعد رئيس على النَّاس بسرقتك لديموقراطيتهم تحت ليل بهيم.

    3- ودعك حتى عن إثيوبيا ذات نفسها يا سيادة الرئيس؛ فمن أين أتيتم بنصيب الحكومة لإستخراج البترول والذهب فى مطلع التسعينات بعد أنْ هرَّبتم أموال تنظيمكم للخارج؟ ألَمْ تقم باستقطاع 50% من مخصصات التعليم والصحة لتوفير المكون المحلى للإستثمارات الصينية، وبتصيُّد تحويلات السودانيين العاملين بالخارج وإظهارها للصين كإحتياطى نقدى من العملات الصعبة مطمئن لها ولغيرها) لتقوم بإستخراج البترول والذهب؟ (د. عبد الوهاب عثمان 2001)، وأنظر أيضاً (تقرير البنك الدولى ووزارة المالية 2003).

    ثمَّ لما أصبح للبترول والذهب عائدات، قمتَ أنتَ اللِّصُّ الأشهر فى العالم بتوزيعها بنفسك حِكراً على أفراد أسرتك وتنظيمك، وحرمت المُمَوِّلَيْن الوحيدَيْن منها؛ وهما الشعب السودانى المقيم والمغترب. وفى ظل هكذا واقع، كيف تنتظر بكلِّ دناءة نفس، أن تأتيك (الإستثمارات الإجنبية) الأموال من السودانيين العاملين بالخارج؛ وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين”؟

    ثمَّ من أين أتاك اليقين (وليت اليقين قد أتاك وأتى لزبانيتك) والوثوق فيما قمت به من إجراءات ماحقة للإقتصاد السودانى، على أنَّها القول الفصل والحكمة البالغة، بالقدر الذى ساقك لتقول للسودانيين العاملين بالخارج: “إن لَّم تقوموا بتحولات عملاتكم بالسعر الذى نحدده فلتبلوا قروشكم وتشربوا مويتة؟ (ياخى أنت لا تشاور مَنْ هُمْ حولك!).

    4- لماذا لا تنفقوا على الشعب السودانى من مسروقاتكم البالغ قدرها أكثر من 854 مليار دولار – منذ مجئ الإنقاذ حتى الآن – بحسب تقرير منظمة الشفافية، وبالتالى تكفون عن التسول بإسم الشعب السودانى؟ بل دعك عن هذا المبلغ، فلماذا لا تنفقوا من الأموال التى صادرتها كَشَّة قوش من غرمائك داخل التنظيم التى بلغت بحسب تجار العملة 141 مليار جنيه سودانى، واستثنت منها أهلك وخاصتك الذين من بينهم من سحب 90 مليار جنيه سودانى من الجهاز المصرفى وهربها للخارج؟

    5- نحن كسودانيين عاملين بالخارج نؤكد لك يا سيادة الرئيس أنَّ هناك 440 مليون دولار، مسألة إرسالها سنوياً للسودان مسألة حتمية لا مناص منها لأنَّ أهلنا يحتاجونها. ونؤكد لك بأنَّنا لن نرسلها عبر جهازك المصرفى المتهافت، حتى لو بلغ سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السودانى فى الجهاز المصرفى أعلى من السوق الموازى. وذلك ببساطة لأنَّنا (والمستثمر الأجنبى) لا نثق فيك، ولا فى نظام حكمك، ولا فى زبانيتك، ولا فى نظامك المصرفى، ولا فى إقتصادك ذات نفسه؛ بل لا نثق فى طريقة تديُّنِك (الأخوانوية)، وذلك لأنَّكم لصوص/كليبتوقراط مجربين.

    أما ودائعنا واستثماراتنا بالخارج البالغ قدرها فى سِنِّىِّ حكمك أكثر من 150 مليار دولار (فى عقد التسعينات حولنا أكثر من 40 مليار دولار لمصر وحدها)، والتى يسيل لها لُعابك ولُعاب زبيرك أحمد الحسن القائل أينما هطلت سحابة سيصل للحركة الإسلامية خراجها، فستكون مختل العقل لو أنَّك فكرت فيها مجرد تفكير، بعد أن سرقتنا فى المرة الأولى، حين استخراجك للبترول والذهب وحرمتنا – نحن مموليهما – من عائداته.

    ويؤسفنى أنْ أقول لك أًوْلَى بهذه الأموال، الدول التى تحترم مواطنيها والضيوف المستثمرين فيها، وتحترم مؤسساتها ومنظومات الحرية والديموقراطية وحكم القانون واحترام العقود فيها. وحذارى أنْ تحدثنى عن الوطنية (والمواطنة) التى لم يبنِ لها نظامك الخراجى مؤسسةً واحدة، وخذارى أن تحدثنى عنها وأنت أول من أخذ مسروقاته من عائدات البترول والذهب إلى سوسيرا وبريطانيا (9 مليار دولار تخصك شخصيا هناك يا سيادة الرئيسً) وماليزيا (مئات المليارات تخص زبانيتك مستثمرة هناك) والأمارات العربية المتحدة (مئات المليارات التى تخصك وتخص أسرتك وزبانيتك) وإثيوبيا (800 مستثمر سودانى من زبانيتك يجعلون السودان ثانى أكبر مستثمر فيها – دع الكاردينال يشرح لك) وكينيا (أحد أقارب زوجتك وداد بابكر يمتلك فندق بالعاصمة الكينية ثمنه 4 مليار دولار) وموزنبيق وموريتانيا (مئات المليارات المستثمرة فى مجال الإتصالات) وأمريكا اللاتينية (عوض الجاز يملك في بوينس ايرس أرقى العمارات والمراقص هناك).

    ومع ذلك فلتطمئن؛ فلأنَّنا أكثر وطنية منك ومن زبانيتك، فإنَّنا الآن على وشك الإنتهاء من دراسة جدوى بنك السودانيين العاملين بالخارج (Sudanese Expatriate Bank -SEB)، الذى إقترحه برنامج الإنقاذ الرباعى لسنة 1986، وذلك للإستفادة من التحويلات التى تفوق الـ 5 مليار فى السنة لبناء وطننا لا لسرقته؛ وإنَّنا إن شاء الله لفاعلون بعد ذهابكم إلى مزبلة التاريخ.

    6- المشكلة فى نفور تحويلات ودائعنا الكبيرة (150 مليار دولار فأكثر) ونفور الإستثمارات الإجنبية، ليس متعلقاً بعدم رغبتنا فى الإستثمار داخل بلدنا للحد الذى علينا أن نبلها ونشرب مويتة (وأعجب أن يُقال مثل هذا القول السوقى لمن يملك العملات الصعبة، ولا يُقال لمن يطبع العملات المزورة)، المشكلة يا سيدى الرئيس أنَّ لهذه الأموال أعداء كُثر بالداخل السودانى. وألدُّ أعدائها يا عزيزى الفاضل هم:

    أ/ الأنظمة الشمولية التى تغيب فيها الديموقراطية والحريات العامة وحرية التملك ودولة القانون ودولة المؤسسات، ويغيب فيها احترام العقود. هل أتاك أنَّ الديموقراطية هى من شروط صحة التنمية (Masaki and van de Welle 2014)؟

    غير أنَّه من المؤسف، أن الرأسمالية الخراجية (خاصة الطفيلية) لا تحفل بالديموقراطية، إذْ ما نالته بالديكتاتورية لم (ولن) تنله بالديموقراطية التى تعنى: توازن/عدالة وديموقراطية واستدامة العملية الإقتصادية، وتوزيع العائد منها بشكلٍ عادلٍ متناسبٍ مع إستحقاقات عوامل الإنتاج.

    ب/ ضعف البنيات التحتية، والفساد وتعقيد الإجراءات جراء هذا الفساد، وغسيل الأموال، والمخدرات، والإتجار فى البشر وأعضائهم، وتجارة الجنس (أى إنعدام الأمن)، كلها عوامل منفرة للأموال القادمة من الخارج.

    ج/ تآكل الإحتياطى النقدى من العملات الصعبة وبالتالى إنكشاف الإقتصاد القومى، الذى يصعب معه مقابلة واردات المجتمع والدولة من السلع والخدمات، ويصعب معه الوفاء بالإلتزامات الخارجية (تحويل أرباح الشركات الأجنبية العاملة فى السودان، والوفاء بأقساط الدين الخارجى، العلاج بالخارج، الدارسين بالخارج، البعثات الدبلوماسية، إلخ)، لهو من أهم المشاكل المضرة بالعملية الإستثمارية.

    د/ تذبذب معدلات التضخم وإرتفاعها، هما من أعدى أعداء الإستثمارات الآتية من الخارج. والتذبذب أضر على الإقتصاد القومى من الإرتفاع لو تعلم يا سيادة الرئيس، وذلك لجبن رأس المال (خاصةً الأجنبى) الذى عادة ما يكون شديد الحساسية تجاه توقعات عدم الإستقرار؛ وكيف إذا كان الواقع نفسه غير مستقر بسبب الحروب والكروب وغيرها؟

    ه/ فقدان الثقة فى النظام المصرفى/إنهيار النظام المصرفى يشكل عقبة كؤود للأموال الآتية من الخارج. فمثلاً، إذا كان تغيرا العملة السودانية الأول والثانى قد أدَّيا إلى أن يكون 85% من حجم النقود خارج النظام المصرفى على حد قول المدير العام للبنك السودانى الفرنسى، فإنَّ إجراءاتك المتهورة التى قمتَ بها الآن يا سيدى الرئيس، ستطلق على نظامك المصرفى (الذى لا تتجاوز فيه أعداد الحسابات الجارية وغيرها المليون حساب بحسب د. النور حمد) رصاصة الرحمة، وربما على نظامك كلِّه.

    و/ فقدان الهوية السياسية والخط السياسى العام، وفقدان الدبلماسية المهنية، تشكل هى الأخرى نوع من الحالة الضبابية التى تحجب المستثمر القادم من الخارج عن القراءة الصحيحة للواقع واستقراء التوقعات، وتربك دبلوماسيتك وتحولها إلى محض بذاءة. فليس أضر على البلد – وأنتَ حلٌّ بهذا البلد – من التقافز بين الإحلاف (لقد أرهقتَ غندورك أيَّما إرهاق يا دولة الرئيس).

    7- مبلغ العلم، أنَّ الرأسمالية الخراجية والعقول الريعية لا تبنى وطناً يا سيادة الرئيس، بل تستحلبه وتسرقه. وعليه فهى لا تستثمر مسروقاتها داخل الوطن خوف المصادرة حين يأتى التغيير، بل تستثمرها فى الخارج. وبالتالى يصبح التباكى على تحويلات المغتربين هدفاً لترقيع “إقتصاد – محمد – أحمد”، المنهار بسرقتكم له، وانهياره يعنى الثورة (ثورة الجياع)، ويعنى ذهابكم إلى مزبلة التاريخ.

    والآن حين نجحت كشة قوش فى مصادرة 141 مليار جنيه من غرمائك فى التنظيم، فها هى رأسماليتك الخراجية وعقلك الريعى يستكثرانها على “إقتصاد محمد أحمد”، ويُضيفانها إلى بطنٍ من بطون الأخوانويين الفاسدين فى السوق الموازى (هم أهلك وخاصتك)، مصارينهم أكثر بياضاً من مصارين البطن المصادرة أموالها.

    وبالتالى أنتم تلجأون لحماقتكم القديمة ولبلادتكم المعهودة لمنع إنهيار “إقتصاد محمد أحمد”، وبالتالى لمنع ثورة الجياع، ومن ثمَّ لمنع ذهابكم إلى مزبلة، بالإجراءات الأمنية. ولكن هيهات؛ فهذه الإجراءات لا تحل المشكلة، بل تُكاثِر وتولِّد الغبن الإجتماعى. والإنسان حين يُدرِك أنَّ أسباب الموت تأتيه من عدوٍ واحدٍ، سيُدرك وقتها أنَّه من العار أن يموت جباناً.

    8- الآن إنذارات الراهن المبكرة تشى بأنَّ تضاريس هذا العقل الريعى ورأسماليته الخراجية الطفيلية تحاول أن تمدد بقاءها فى السلطة بإنتياش كبش فداء جديد، يلهى عنها الثوار حيناً من الدهر. فهذه الرأسمالية الخراجية التى طردت الحزب الشيوعى السودانى من البرلمان من قبل، وأعدمت الشهيد عبد الخالق محجوب ورفاقه من بعد ذلك، وألحقت بهم الأستاذ الشهيد محمود محمد طه منتصف ثمانينات القرن الفائت (عليهم رحمة الله أجمعين)؛ لهى الآن فى حالة من الرهاب الشديد، والوسواس القهرى لصناعة ذلك الفداء.

    وعليه نحذر النظام وأجهزته القمعية (لا يهمنا أن يكون على قمتها قوش أو عطا أو أى رقم من الأرقام؛ فهما لا يمثلان شيئاً أمام مظاهرة طوفانية تخرج من كلِّ حىٍّ وحارة)، من أن يقدِم على أىِّ حماقة من شأنها أن تمس أىَّ معتقلٍ من المعتقلين بسجون النظام وزنازينه وبيوت أشباحه. ونهيب بكلِّ المنظمات الدولية العاملة فى مجال حقوق الإنسان، والمناهضة للأنظمة القمعية ومصادرة الحريات أن تقف إلى جانب ثورة التغيير السلمية فى السودان.

    9- المحصلة يا سيادة الرئيس – فى ظل إمتناع العالم من حولكم عن الوقوف معكم فى محنة إنهيار الإقتصاد السودانى والنظام المصرفى الشاخصة الآن بسبب تقافزكم على الأحلاف – أمامكم خياران: إما أن تنفقوا على الشعب السودانى من مسروقاتكم؛ من أمواله (من عائدات البترول والذهب وغيرها لا سيما الزكاة) إنفاقاً عادلاً، أو أنَّ ثورة الجياع ستأتى وتأخذ مسروقاتكم/أموالهم منكم، وسَيَبِلّونكم ويُشرِّبونكم مَويتكم؛ فشعب السودان لا يشرب الخبث.

    خاتمة

    أيُّها الثوار، لا تنتظروا خيراً من الأخوانوية، فهى رِجسٌ من عمل الأخوان فاجتنبوه (إقرأوا حالهم فى آخر عشر آيات من سورة المجادلة). ولا تنتظروا اللصوص ليوزعوا عليكم ما سرقوه منكم، فلن يفعلوا لأنَّ فى ذلك إدانتهم. وما أُخِذَ بالقوة لا يُسترد إلاَّ بالقوة كما قال المرحوم الرئيس المصرى السابق جمال عبد النَّاصر. فلننتظم فى لجان المقاومة، ولنبتعد عن التنظيمات والحركات الملغومة، فهذا النظام على شفا السقوط.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-08-2018, 09:17 PM)

                  

10-12-2018, 08:43 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: حسين أحمد حسين)

    يقول إقتصاديو الإنقاذ: الصدمة ليست تعويماً للجنيه السودانى، ولكنَّها تحديدٌ لسعرِ صرفِهِ وِفق قانون العرض والطلب.

    تمهيد

    اللَّهمَّ ارحم آباءنا وسادتنا الشيخ حمد والشيخ خوجلى اللَّذيْنِ يُذكران كلما تمسخر أحدٌ من النَّاسِ بالخارم - بارِم من القول، حتى يُقالُ: "أنَّ فلاناً دخل بى حمد وخرج بى خوجلى". رضىَ اللهُ عنكما أيُّها السيدين الكريمين، ونفعنا اللهُ بِبَركاتكما.

    الذى لا مِراءَ فيه

    أنَّ العلاج بالصدمة أيَّها الشعب الكريم – بعيداً عن أىِّ إلتفاف أو مكرٍ بأقدار النَّاسِ وخِداعهم وصرفهم عن مآلاتها – هى التَّحرير الكامل لسعر صرف الجنيه السودانى مقابل العملات الأجنبية (تركه لواقع العرض والطلب)، وهى التحرير التَّام للتجارة (رفع الدعم عن السلع)، وهى البيع الشَّامل لكل مؤسسات الدولة (محض الخصخصة؛ وبالتالى تحويل الدولة إلى مكتب علاقات عامة يُنافح عن كليبتوقراط الإسلام السياسى فى المحافل الدولية، ويجمع الريع للسلطان ليخصَّ به من يشاء، ويحجبه عن من يشاء.

    إذاً، الصدمة هى الحكم بالموت على كلِّ فقراء السودان بتركهم تحت رِبقة سوقٍ موازىٍ وآليةِ صنَّاعِ ذلك السوق، لكى لا يكونوا عبئاً على دولة كليبتوقراط الإسلام السياسى فى السودان؛ فهى إذاً، لا ترقب فيهم رَحْمَةً ولا رُحْما.

    أما نفى الصدمة كتعويم للجنيه السودانى ليس لأنَّها ليست كذلك، ولكن لأنَّ ذلك النفى نابع من خشية النظام لما لا يُحمد عقباه من البلبلة السياسية التى تتبدَّى إرهاصاتها فى تململ المارد السودانى، وفى جهره بالظلم والغبن الإجتماعيَيْن فى كل مكان، دون خشية من النظام وأذرعه الأمنية.

    تدوير المفاهيم الإقتصادية بما يواكب صدمة موسى

    يعتقد الإخوانويون، من كِبَرِ قلوبهم، ألاَّ أحد يعرف شيئاً فى الإقتصاد (والحياة عموماً) أحسن منهم، ويحسبون أنَّ النَّاسَ بلا ذاكرة؛ وإنْ وُجدت سيقضون عليها بالسحر (تبخير البرلمان مثالاً). فمعتز موسى حين أعلن صدمته، كان يعتقد إعتقاداً جازماً بأنَّه قد جاء بفصلِ الخطاب، وأنَّه أوَّل من قال بالصدمة على كوكب الأرض. ولما عرف أنَّ النَّاس يعرفون العلاج بالصدمة أحسن منه، طفِقَ هو ومحافظ بنك السودان يدوِّران مفهومها (recycling its economic concept) بشكل أقل ما يُقال عنه أنَّه مُقزِّز.

    فمثلاً، ينفى معتز موسى نفياً قاطعاً بأنَّه: "لا يوجد أىُّ إتجاه لتحرير سعر الصرف، وإنَّما هناك آلية شُكلت من خمسة مصارف وممثلى الصرافات واتحاد المصارف وإثنين من الخبراء الإقتصاديين لتحديد سعر الصرف اليومى عن طريق هذه الآلية". وينوِّه د. محمد خير الزبير (صحيفة التيار) "لعدم وجود تعديلات فى الدولار الجمركى، نافياً ما تردد أخيراً عن تحرير سعر الصرف".

    ثم يجد د. محمد خير الزبير نفسه فى ورطة، فيثقب هذا النَّفىَ القاطع بقوله: "لا تحرير لسعر الصرف، وإنما هناك تحديد واقعى له"، ثم يردف قائلاً أنَّ: "آلية صناع السوق مستقلة، ...، وستعلن سعر الصرف اليومى دون تدخل من البنك المركزى"، ثم يهشِّم هذا النَّفىَ القاطع منه ومن وزير المالية بتصريحه القائل: "أنَّ آلية صنَّاع السوق ستعلن السعر وفقاً لمؤشرات العرض والطلب".

    وعلى فكرة آلية ما يُسمى بصناع السوق لا تفيد التراجع عن صدمة موسى، ولكنَّها تفيد التدرج فيها، بالقدر الذى يسمح بامتصاص غضب الشارع لخوفهم من الشعب السودانى، ولكنَّها ستُكمل لا مفرَّ لا مُحالة، إن لَّم يصرفوا على الشعب من مطامير عملاتهم الصعبة. وذلك يُفهم من قول د. محمد خير الزبير للتيار: "أنَّه من{المتوقع} أن تتراجع قيمة الجنيه السودانى مقابل الدولار ثم تستقر لاحِقاً على خلفية الإجراءات"؛ أى على خلفية تركه لقوى العرض والطلب؛ وبالتالى سوف يستقر عندى مستوى سعر صرف الجنيه السودانى مقابل العملات الأجنبية فى السوق الموازى.

    ونقول للشعب السودانى صرف النظر عن أنَّ الصدمة جاءت فُجائية أو منجَّمة: فإنَّ الأمانة العلمية وشرف علم الإقتصاد الذى درسناه يقتضيان أن نوضِّح لك (بعيداً عن هذا النفاق واستخدام المترادفات وإعادة تدوير المصطلحات الإقتصادية)، أنَّ تحديد سعر صرف الجنيه السودانى مقابل العملات الأجنبية وفق مؤشرات العرض والطلب تعنى فقط تحرير (أى تعويم) سعر صرف الجنيه السودانى مقابل العملات الأخرى ولا تعنى أىَّ شئٍ آخر. وهو أمرٌ يُقرُّه عراب تحرير الإقتصاد السودانى الأول (عبد الرحيم حمدى) حين قال للإنتباهة: "الإجراءات الحكومية تُعتبر تحريراً رغم النفى، مؤكداً أنَ معالجة الأزمة تحتاج إلى عامين على الأقل".

    ويحدث ذلك فى الحقيقة كإستجابة لضغوطات المؤسسات الدولية، ولعطب عجلة إنتاج السلع النقدية/التصديرية وغيرها وإرتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وبالتالى ضعف الصدارات من المصادر غير التعدينية والبترولية، ولإدارة عائدات الذهب والبترول والمعادن النفيسة الأخرى خارج الموازنة العامة (مع التمتع بكافة الإعفاءات) لصالح البشير وأسرته ومن يتنفس برئتهم.

    والسؤال المهم: إذا كان كلُّ شئٍ (سعر الصرف، أسعار السلع والخدمات) سيتحدد وِفق قانون العرض والطلب فلماذا تم تشكيل هذه "اللجنة المستقلة" من الأساس إن لَّم تكن للتمويه وخداع النَّاس؟ علماً بأنَّ عمل هذه اللجنة فى ظروف مغايرة كان يقوم به شخص واحد هو مساعد محافظ بنك السودان للصيرفة والعملة (الأستاذة رابعة أحمد الخليفة مكى) الذى أُلغيت وظيفته. ومن أين سيُصرف على مخصصات هذه اللجنة؟ وكيف تكون هذه اللجنة مستقلة وهى تمثل جانباً واحداً من شركاء العملية الإنتاجية وهم التجار (صنَّاع السوق كما تقولون، المعفية شركاتهم الـ 8683 من جميع أنواع الضرائب والزكوات والإتوات ورسوم الإنتاج والعبور والرسوم الجمركية)؟ أين إتحاد عام نقابات عمال السودان (صنَّاع العمل)؛ وإذا كان الأسمُ مُفْزِعاً بالنسبة للحكومة، فأين الجمعية السودانية لحماية المستهلك؟ ... فأىُّ استقلالٍ تتنطعون به!

    حالة الإقتصاد الآن ومكابرة "صُنَّاع الصدمة" وكذبهم

    حالة الإقتصاد

    من أقدار أهل السودان أنَّ هذا النظام البئيس يدخل هذه الصدمة وهو يعانى من حلقات فساد لولبية بسبب إجراءات التمكين لمنسوبيه أن يغنوْا كيفما اتفق. وكذلك فهو يدخل الصدمة من غير أى إحتياطى نقدى من العملات الصعبة، ومن غير أىِّ تحويلات من السودانيين العاملين بالخارج (خلا 440 مليون دولار لمقابلة القوت الضرورى لذويهم بالداخل وتُرسل حصرياً عبر السوق الموازى)، ومن غير أىِّ دعم من المؤسسات الدولية، ومن غير أىِّ دعم من الأصدقاء والأشقاء الذين فقدناهم بفقدان الخط السياسى العام والعلاقات الخارجية الشائهة (كما يقول رجل الأعمال النَّابه السيد على محمد الحسن أبرسى)، ومن غير أىِّ عائد من صادرات السودان من البترول والذهب والصادرات الأخرى لكونها مُدارة بالكامل خارج الموازنة العامة لصالح كليبتوقراط الإسلام السياسى.

    فهذا الوضع الشاذ هو الذى يجعل البلد فى حالة إنكشاف إقتصادى حادة ليس من سبيل لحلها إلاَّ بإدخال عائدات البترول (التى تفيد بعض الدراسات إلى أنَّها قد وصلت لمستواها قبل الإنفصال) والذهب (رشح أنَّها 3 مليار دولار وهى أكثر بكثير) والصادرات الزراعية والحيوانية إنْ وُجدتْ الآن (0,5 مليار دولار)، ومعها ضرائب 8683 شركة إخوانوية يجب أنْ تُدفع أُسوة بالضرائب المفروضة على ستات الشاى والأورنيشية وأصحاب الدرداقات، ومعها 60% من ضرائب القيمة المضافة المعفاة محسوبيةً بقرارات من مجلس الوزراء وتلك المعفاة بقوانين خاصة، ومعها الزكاة (دراسة بروفسير الطاهر محمد نور تؤكد أنها تحل مشكلة الفقر فى كل السودان بجنوبه)، إلى الخزانة العامة، وبعكس أولويات صرف الموازنة العامة بحيث تُصرف ثلاثة أرباعها على الشعب السودانى وربعها على الأجهزة الأمنية؛ أى مقلوب ما هو قائم الآن.

    "وتجعلون رزقكم انَّ تكذبون"

    يتوقع وزير الزراعة موسى محمد وهو فى الربع الأخير من الموازنة، "أنْ توفر المحاصيل الزراعية التى سيتم تصديرها {ستبلُغ} ما بين 4 إلى 5 مليار دولار (كاش)". وهذا بطبيعة الحال قولٌ مرسلٌ ليس له سند فى تاريخ مساهمة قطاع الزراعة فى الناتج المحلى الإجمالى فى السودان. وذلك لأنَّ الصادرات الزراعية والحيوانية طِوال عمرها وفى أحسن حالاتها (حينما كان القطاع الزراعى والحيوانى يُساهم بأكثر 45% فى الناتج المحلى الإجمالى، ناهيك عنه فى ميزانية 2018 يُساهم بـ 25.2%) لم تتجاوز الـ 500 مليون دولار فى العام كله.

    وبعيداً عن هذا الهُراء - الكذب والميزانية فى خواتيم أيامها (وهى عاجزة حتى عن تغطية التمويل الحرج للدولة)، كيف سيساهم قطاعها الزراعى فى بناء إحتياطى نقدى من العملات الصعبة (4-5 مليار دولار كاش) يخرج الحكومة من ورطتها، ونحن نعلم أنَّ الطلب على المنتجات الزراعية السودانية طلب غير مرن؟ ... هل يوجد بالفعل وزير للزراعة فى السودان؟

    ولن أُناقش هنا تحويلات السودانيين العاملين بالخارج التى يأرز إليها كلُّ من هبَّ ودبَّ من الإنقاذيين لِيُخذِّر بها هذا الشعب المغلوب على أمره ويُثبِّط ثورته؛ تلك المقدَّر مبلغها بـ 4-6 مليار دولار. وذلك لأنَّها لن تأتى للسودان فى ظل إنعدام الإحتياطى النقدى وعلو وتذبذب معدلات التضخم وانهيار النظام المصرفى (إجمالاً إنعدام الملاءة المالية والإئتمانية)، ناهيك عن استغلال تحويلاتهم فى السابق لاستخراج الذهب والبترول وحرمانهم من عائداتهما. أما الـ 440 مليون دولار التى يرسلها المغتربون لذويهم، فلن تمر عبر الجهاز المصرفى المأزوم والغير مؤتمن؛ ومكانها الطبيعى هو السوق الموازى حتى وإنْ رفعت آلية صناع السوق سعرها فوق سعر السوق الموازى.

    وللتذكير؛ بحسب توقعات موازنة 2018 فإنَّ العجز الكلى للموازنة يساوى 28.4 مليار جنية سودانى: منها 10.4 مليار جنيه سودانى تمثل العجز الجارى للموازنة العامة، أما باقى العجز الذى يبلغ 18 مليار جنيه سودانى فيمثل صافى إقتناء الأصول غير المالية (الصرف على التنمية). أمَّا العجز التجارى فيساوى 2.2 مليار دولار (110 تريليون جنيه سودانى إذا حسبناها بسعر الصرف الموازى 50000 جنيه للدولار الواحد بالقديم، أو 110 مليار جنيه سودانى بالجديد).

    وبرغم هذا الوضوح فى الأرقام أعلاه، هَرَفَ وزير المالية تحت قبة البرلمان بقوله: "أنَّ الدعم للخبز بلغ 250 جنيهاً لكل جوال دقيق بما يعادل (25) مليار جنيه يومياً للـ (100) ألف جوال المستهلكة فى اليوم" (على فارساب: صحيفة الراكوبة الإلكترونية).

    وبمقتضى الخبر أعلاه، فإنَّ وزير المالية يكون قد مرَّ بأحد ثلاثة خطوب: الأول: "صدمة" عقلية أذهبت عنه عِلْم الحساب، وصار يعيد تدوير الأرقام الإقتصادية كيفما اتفق (بين الجنيه القديم والجديد). والثانى: حالة من الفساد الشَّرِه (كما فى قطاع البنوك الذى وصل رقم فساده فى عشرة أشهر فقط 349 مليار جنيه سودانى كما أفاد الأستاذ عبد الوهاب همت بالراكوبة) إضطرت الدولة لإستدانة تعويضية من النظام المصرفى وبالتالى طباعة المزيد من العملة الورقية دون غطاء من العملات الصعبة والذهب. والثالث: أنَّ الحكومة نفسها طفِقت تشترى عملاتها الصعبة من السوق الموازى بسبب تآكل/سرقة إحتياطيها من العملات الصعبة مما إضطرها أيضاً أن تحسب فواتيرها بسعر صرف غير الذى أقرته رسمياً فى موازنة 2018 وبالتالى لجأت لطباعة المزيد من العملة الورقية لتغطية فرق سعرى الصرف.

    ولكى لا يكون حديث صاحب الصدمة نفخةً أمام البرلمان وإعادة تدوير للأرقام ليُشرعِن بها المضىَّ قدماً فى صدمته، فالتضريبات الصحيحة لأرقامه المذكورة أعلاه تكون كالآتى: (250 جنيه) فى (100 ألف جوال لليوم) = (25 مليون جنيه فى اليوم وليس 25 مليار جنيه). (25 مليون جنيه) فى (30 يوم) فى (10 شهور) = ( 7.5 مليار جنيه سودانى لكل الزمن المنقضى من الموازنة).

    والآن نريد أن نفهم من صاحب الصدمة: إذا كان مجمل العجز لموازنة 2018 هو 28.4 مليار جنيه سودانى، والعجز التجارى بسعر السوق الموازى 50 جنيه للدولار (2.2 فى 50) يساوى 110 مليار جنيه سودانى كيف لصاحب الصدمة أن يدعم الخبز وحده بـ 25 مليار جنيه فى اليوم (7500 ترليون جنيه سودانى للفترة المنقضية من الميزانية)، ناهيك عن السلع الأخرى؟

    فيا من أُبتلينا بكم، لماذا تجعلون رزقكم أنَّكم تكذبون؟ أعلى اللهِ أم على النَّاسِ النِّفاق؟ ودعونى أقول كما يقول (د. سعيد ناشيد): اللَّهمَّ لا نسأل ردَّ الغباء، ولكن نسألك اللُّطفَ فيه.


    المخــــرج

    أما المخرج الأخير من هذه الورطة الذى دونه سقوط النظام فموارده معروفة: وهى أنْ تكتفى الأسرة الحاكمة/المالكة (ومن والاها) بما سرقت من أموال الذهب والبترول والزكاة، ويُضخ ما تبقى فى الخزانة العامة، وأن تدفع شركات الإخوانويين الضرائب والزكوات والرسوم الأخرى أسوة بستات الشاى والأورنيشية وأصحاب الدرداقات وبأثر رجعى (Poverty Tax)، وأن تورَّد حصائل الفساد التى نوَّه بها المراجع العام وتلك التى جمعها قوش للخزانة العامة، وأن تُسحب أموال بيع مؤسسات الدولة من اللجنة العليا للتصرف وتورَّد للخزانة العامة، وأن تقلِّل الحكومة الصرف على الأجهزة الأمنية وتصرف على الشعب السودانى (أمِّنها بالعدل يا عُمر، لا بحميدتى ولا بقوش).

    ويبدو أن الأسرة المالكة قد بدأت بالفعل تخشى سقوط النظام خاصةً أنَّ كلَّ ألاعيبها باتت مكشوفةً للشعب السودانى، وما عاد الشعب السودانى ينخدع لهم فى أمرِ دينٍ ولا دنيا. فوعدت الأسرة المالكة (وما أكثرَ وُعودَها الخُلَّب) د. محمد خير الزبير بالتنازل عن 30% من عائدات صادر الذهب (0,9 مليار دولار) شريطة ألاَّ "يجيب" سيرة للبترول. وهذا على أىِّ حال إختراق فى جدار الفساد السميك الذى يُحيط بهذه الأسرة الإبتلاء.

    خاتمة

    أُكتوبر الممهور بالدم صباح الخير أهلاً مساء النور.

                  

10-15-2018, 02:13 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: حسين أحمد حسين)

    السادة السودانيون العاملون بالخارج:

    النظام المصرفى الموازى أضمن وأسرع لك فى المعاملات المصرفية البسيطة من النظام المصرفى الإنقاذى المنهار. ... أما الودائع فاتركوها فى بنوك العالم المؤتمنة، وأجِّلوا الإستثمارات فى السودان إلى حين تغيير النظام. وحذارى أن تقعوا فى فخ ألية صُنَّاع السوق لأنَّ أموالكم هى المستهدفة بها بالأساس.

    والسؤال المهم: ما هى جدوى آلية صُنَّاع السوق طالما أنَّها تَتْبَعُ السوق الموازى حافراً بحافر فى تحديده لسعر الصرف إرتفاعاً وانخفاضاً؟ وهل تحذيرات معتز موسى للمتعاملين بالعملات الصعبة خارج النظام المصرفى بطائلة القانون لهم، كافية لوقف سباق السوق والآلية بإجبار الناس للتعامل مع جهاز مصرفى منهار وغير موثوق به، وفوق ذلك وقفت الحكومة معه على حساب الناس وودائهم؛ وقد كان أوجب واجباتها أن تفعل العكس تماماً؟

    وللأسف سيستمر هذا السباق إلى أن يُلغى الجنيه السودانى ويتم التعامل بالدولار عنه. وما لم تبنِ الدولة إحتياطيَّاً نقدياً من العملات الصعبة - يغطى العملة المتداولة لدى الجمهور والدولة لِأغراض الإستيراد الخاص والعام من السلع والخدمات، ويُلبى الطلب على العملة للأغراض المشروعة (العلاج والتعليم بالخارج)، ويُغطى الصرف على البعثات الدبلماسية، ويُغطى تحويل أرباح المستثمرين الأجانب، ويُغطى دفعيات أقساط الدين الخارجى - لن تستطيع الدولة التحكم فى سعر الصرف وعرض النقود ولا فى معدلات التضخم.

    الذى حدث فى الأيام السابقة أنَّ الحكومة عجِزت عن تلبية الطلب الكلى للدولة، ومنعت النَّاسَ الإستفادة من ودائعهم لدى البنوك، فازدادَ إنكماش الإقتصاد على الإنكماش الحادث بسبب عدم توفر الإحتياطى النقدى؛ فزداد الطينُ بِلَّة بتضاعف الركود الإقتصادى. والآن طبعت الحكومة تريليونات من العملة وضختها فى الأسواق؛ الأمر الذى سيؤدى إلى إرتفاع معدلات التضخم بصورة كبيرة للغاية. فإذا عُطِّلت آلية صُنَّاع السوق ورفعت الدولة من قيمة عملتها بسعر صرف مُدار أو خلافه للسيطرة على التضخم، سيلجأ النَّاسُ والحكومة معاً للسوق الموازى لتلبية الطلب الكلى للدولة لعدم وجود عملات صعبة. وعندئذٍ سيمتلئ السوق ببضائعَ لا يستطيع أن يشتريها الجمهور، فيُصاب الإقتصاد بحالة جديدة من الركود.

    هذا الركود مع ذلك التضخم، يُدخل الإقتصاد القومى فى وضعية شاذة ماحقة ومحبطة هى وضعية "الركود التضخمى" (Stagflation)، الذى عادة ما يُصاحِب الأزمات العظيمة كما حدث فى حرب 1973 للدول الغربية؛ حينما منعهم العربُ البترول. وهذا الوضع من الركود التضخمى يحدث فى السودان الآن بسبب أنَّ الإنقاذ تحجب جزءاً كبيراً من عائدات القطاعات التى إجترحتها عن الشعب السودانى.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-15-2018, 09:55 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-15-2018, 10:01 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-15-2018, 10:02 PM)

                  

10-15-2018, 10:31 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء صدمة معتز موسى: أو كوكتيل البقاء ا� (Re: حسين أحمد حسين)

    كان الأولى لجبر الثقة فى النظام المصرفى وصيانتها، أن تؤمم الدولة أى بنك يعجز عن تمكين المودعين من السحب من أرصدتهم، ولكنَّ الحكومة آثرت الوقوف إلى جانب منسوبيها على حساب الثقة فى النظام المصرفى. والنتيجة هى أن الجمهور لن يتعامل مع الجهاز المصرفى بعد اليوم، رغم أنف تحذيرات معتز موسى بطائلة القانون للمتعاملين مع غيره، وذلك لأنَّ الجهاز المصرفى ببساطة غير موجود (ثقةً).
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de