واقعة الإسراء ....إنتفاء الزمن ووحدة الوجود :

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2018, 01:02 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
واقعة الإسراء ....إنتفاء الزمن ووحدة الوجود :

    01:02 AM September, 22 2018

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سورة الإسراء ....إنتفاء الزمن ووحدة الوجود :

    كتب مهندس / بدر الدين العتاق

    http://http://www.insan1.comwww.insan1.com
    [email protected]


    قال سيبويه : (148 هــــ ـ - 180 هـــــــ / 765 - 796م ) عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء ، يُكنَّى أبو بشر ، الملقب : " سيبويه " ، إمام النحاة ، وأول من بسّط علم النحو. أخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر ) ، فى تعريف كلمة : " سبحان " فيما أشار إليه البروفيسور / عبد الله الطيب ( 1921 م – 2003 م ) فى كلمة طويلة نشرتها مجلة الدوحة القطرية فى السبعينات ، قال :
    [ وهذا ذكر معني" سبحان " ، وإنما ذكر ليبين لك وجه نصبه وما أ شبهه ، أقول ههنا كما لا يخفي موضع فلسفة لغوية إذ كون سبحان منصوب أمر علمناه ، أما وجه نصبه فهذا الذي يحتاج إلي تعمق ، زعم أبو الخطاب – قلت هو الأخفش الأكبر ، أستاذ سيبويه ومرجعه في كثير من اللغويات ، و قوله زعم يفيد نسبة القول إليه وتحميله إياه مسئوليته كما يقولون اليوم – رجع الحديث : زعم أبو الخطاب أن سبحان الله كقولك براءة الله من السوء كأنه يقول : أبرئّ براءة الله من السوء ، وزعم أن مثله قول الشاعر :
    أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمه الفاخر
    أي براءة منه - قلت : قولة أبرىء برآءة هنا مفعول مؤكد لقولة أبرئ.
    رجع الحديث :
    - وأما ترك التنوين فى سبحان فإنما ترك صرفه لأنه صار عندهم معرفة – أقول : فاجتمع فيه العلماء وزيادة الألف والنون وقد فصل هو الجانب النحوى من هذا فى بابه فى أوائل الجزء الثانى ص 10 من طبعة بولاق. .
    رجع الحديث :
    ) وإنتصابه كإنتصاب الحمد لله ) ( عند من نصب الحمد ) ، وزعم أبو الخطاب أن مثله قولك للرجل سلاماً تريد تسلماً منك ، كما قلت : برآءةً منك تريد : لا التبس بشئ من أمرك ) . ههنا كما ترى أدب وشرح وتفسير لا نحو بحت .
    وزعم أن أبا ربيعة ) - أى زعم أبو الخطاب أن أبا ربيعه - وكأن هذا كان فصيحاً ، ممن تؤخذ عنهم اللغة ( كان يقول : إذ لقيت فلاناً فقل : سلاماً فزعم أنَّه سأله ففسره له بمعنى: براءة منك ) – أى إذا لقيت فلاناً هذا فقل : إنى أتبرأ منك، فصارت سلاما بهذا المعنى ( وزعم أن هذه الآية مفعول بها : { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } سورة الفرقان ، بمنزلة بذلك ) يعنى : بقوله مفعول بها أى معمول بها على نحو هذا المعنى الذى زعمه أبو ربيعه وهو أن هؤلاء الصالحين كانوا يتبرئون منهم فكأن قالوا سلاماً بمنزلة ما قدم من قوله: " أبرئ برآءة الله من السوء " فى تفسيره نصب سبحان آنفاً .
    هذا ويؤيد ما ذهب إليه أبو ربيعة ههنا ما روى من نحوِ خبرِ مصعبِ بن عميرٍ أنَّه رد على لبيد قوله : وكل نعيم لا محالة زائل ، بأن نعيم الجنة لا يزول .
    قال سيبويه يذكر مقال أبى الخطاب رحمهما الله وما زعمه أبو ربيعه فى تفسير الآية : لأن هذه الآية فيما زعم مكية ولم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يسلموا على المشركين ولكنَّه على قوله براءةً منكم وتسليماً لا خير بيننا وبينكم ولا شر .
    تأمل هذا الذى قدمناه من كلام سيبويه وما اشتمل عليه مع التعليل النحوى من التفسير وعلم القرآن والتغلغل إلى بلاغته ، وتأمل بعد قوله وهو يوضح هذه المعانى التى قدمها : ( وزعم – ( يعنى أبا الخطاب ) أن قول الشاعر:
    سلامك ربنا من كل فجر بريا ما تغنثك الذموم
    على قوله برآءتك ربنا من كل سوء ، فكل هذا ينتصب إنتصاب حمداً وشكراً إلّا أن هذا يتصرف وذاك لا يتصرف ) يعنى أنَّ حمداً وشكراً يتصرف لأنه يقع مواقع مختلفة فى الإعراب بخلاف سبحان فهو إما منصوباً مضافاً أو معزولاً عن الإضافة ممنوعاً من الصرف وربما جاء منوَّناً .
    قال رحمه الله : ونظير سبحان فى البناء من المصادر والمجرى - أى فى كون أن أصله وأن مجراه أو حركتة النصب - لا فى المعنى ، غفران لأن بعض العرب يقول : " غفرانك لا كفرانك " يريد إستغفاراً لا كفراً ، ومثل هذا قوله: " ويقولون حجراً محجوراً " أى حراماً محرماً يريد البراءة من الأمر ، يعنى بقوله : حِجراً ) ويبعد عن نفسه أمراً ( يعنى قوله محجوراً أى بعيداً عنا - فكأن قال : أحرِّم ذلك حراماً محرَّماً . ومثل ذلك أن يقول الرجل للرجل : إفعل كذا وكذا فيقول : حِجْرَاً ، أى : سِتراً وبراءةً من هذا.... الخ . ! ] إنتهى .
    قلت : وسبحان ، جمع جموع ، ومفردها : سَبَحَ ، أو سبَّح ، بتشديد الباء ، ومثلها : رحمن ، قرآن ، فرقان ، تكذِّبان ، ,,,, إلخ ، ومرادها : الكثرة الكثيرة ، فــــــــ " سبحن " ، تعنى : كثرة التسبيح والتنزيه لله عز وجل من كل سوء وبراءة منه ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
    أمَّا كلمة : " أسرى " ، فمصدرها من : سار ، يسير سيراً فهو سارى ، وللبناء للمجهول
    " حيث لا مجهول " : سَرَىَ ـ ويمكن كتابتها هكذا : سَرَاَ ، بالتخفيف للراء ونصب السين المهملة وتخفيف الياء الليِّنة ، وتعنى : المشى ليلاً ، قال قَطَرِىُّ بن الفجاءة :
    سرى ليلاً خيالٌ من سُليمى فأرَّقنى وأصحابى هُجُود
    والهاجد ضد السارى ، وهو النائم المستلقى ، وكانت قرينة المعنى قوله تعالى : { ليلاً } ، بإعتبار أنَّ الكون فى الأصل مظلماً ، وهو ما دون السماء الدنيا ، الآفآق ، وما دون كوكب الأرض ظلاماً لا يُطاق .
    المسجد الحرام ، هى مركزية مكة أمَّ القرى للدعوة الإسلامية العالمية ، لا مركزية الأرض ، والمسجد الأقصى ، نقطة البدء والكثرة من الأنبياء الذين كانوا على أرض الشام وبلادها من لدن إبراهيم ، وحتى موسى ، عليهم السلام ، فالربط بينهما يقع فى دائرة وحدة الدعوة إلى الله من أولها لآخرها ويحققها : محمد ، عليه السلام ، وكلمة : " باركنا حوله " ، تشمل المعنيين : المسجدين : الحرام والأقصى ، وفي ليلة الإسراء تحقق موعود الله بالعلم والمعرفة " لنريه من آيآتنا " ، ومّنْ حسِب أنَّ الخطاب فى قوله تعالى : { بعبده } ، خاص بمحمد ، عليه السلام ، فقد بالغ فى الخطأ ! ووقع فيما وقع فيه الآخرون من الإشكال ، والصواب إن شاء الله هو : إنَّ الخطاب للإنسان ، مطلق إنسان ، ويمثله قمةً : محمد بن عبد الله ، عليه السلام ، ثم يؤخذ بمن وقع له الفضل من الله وفق الفيض الإلهى منه تعالى ، بُغية التعليم والتعريف بالملكوت العظيم ، لذا قال : { إنَّه هو : السميع البصير } ، مقام الشهود لما يقع من حظى النظر من البصر والسمع من الأُذُن للإنسان ، لمن سبقت لهم منه العناية والفضل والفيض الكبير .
    قال تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، هنا نقطة مهمة للغاية لا بد من الإشارة إليها وهى : وحدة الوجود Pantheism ، فقد وضَّحت الآية هذه الوحدة بما لا يدع مجالاً للشك ، وقد كانت تمثِّل معضلة بين عدة مدارس للدارسين والمحققين فى القرآن الكريم أو فى المجال العلمى الفيزيائى البحت ، فمنهم من رفضها ومنهم من قبلها ، ومرادفها : الإتحاد والحلول Union and substitution ، ووجه التوضيح فيها : إدماج أو إحلال أو إتحاد أو إدخال عنصرى الزمن والمكان فى نسيجٍ واحدٍ ، ويصطلح عليها فىي الفيزياء الحديثة بـــــ " الزمكان Space-time " ، إذ يستحيل الإدماج أو التداخل بين عنصرين متفرقين فى وقتٍ واحد لمكانين مختلفين ! فـــــــــ : { مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } ، هما مكانين متفرقين بعيدين للغاية ، تم قطع المسافة بينهما فى لا زمنٍ ، وعلمياً ورياضياً لا يمكن حدوث هذا ، ولنضرب مثلاً : إذا كنت فى القطب المتجمد الشمالى فى كوكب الأرض ولك حاجةً فى القطب المتجمد الجنوبى ، من نفس كوكب الأرض ، فإنَّك من الإستحالة بمكان أن تكون فى المكانين المتفرقين البعيدين جداً لتنال حاجتك وتعود لنفس موضعك الأول بالقطب المتجمد الشمالى فى لا زمن ، ثم تطلب من الناس أن يصدقوك أنَّك ذهبت وعدت وقضيت حاجتك ! فالعقل العادى غير قابل للتصديق مهما يكن ، والعقل الغير عادى ومحله القلب قابل لهذا التصديق ، ولكن ! نحن فى عالم اليوم من التقدم والبحث العلمى بحيث لا يمكن إقناع العقل اليوم بالعقل القلبى مهما يكن ، سواءاً كان العقل عادياً أوسيوبراً ما لم تأت بالبرهان العلمى ليتم تصديقك ، وهذا واضح ، فالزمن وحدة قياس لا يمكن تخطيها بحالٍ من الأحوال ، وهنا ، من خلال الآية : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، بعيد جداً من قابلية العقل الحاضر بفهم العلم الذى يطلب الدليل لا المعتقد والإيمانيات .
    حسناً ! إليك الدليل العلمى : الزمن كوحدة قياس غير موجودة مطلقاً فى هذا الكون ، وكل هذا الوجود الفيزيقي والميتافيزيقي ، ليس فيه زمن ، وما يمثِّله الزمن فيها نسبي لدرجة أنَّه غير موجود مع سعة السرمد كوحدة قياس حقيقة ، أبعد من ذلك ، السرمد نفسه ليس بوحدة قياس مطلقة ولا نهائية ، لأن الوقت والتوقيت هو الله فى الأحياء والأشياء ، والله جل وعلا ليس متحيزاً لا فى زمانٍ ولا فى مكانٍ " زمكان " ، تعالى الله عن ذلك علواً كـــــــــــــــــــــــــــــــــــبيراً ، فقد قال جلَّ شأنه : { وكان الله : على كل شئ ( من العلو معنىً ورمزاً ، والتعالى ، فهو فوق كل شئ ولا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يقحمه العقل الحاضر الحادث في زمانٍ بعينة ولا مكانٍ معين ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فهو المقيت ، الموقِّت ، المؤقت ، الوقت ، الزمن ، داخل الأشياء والأحياء وهو فوقها أيضاً ولا يتحيز أو يتعنصر أو يتداخل أو يتحد أو يحل ، ولكنه تعالى تنزل نزولاً يليق به ، سبحانه وتعالى ، لنفهم منه ونعى عنه ونتعرف عليه ، فى الأشياء والأحياء ، فخضع الإنسان ، مطلق إنسان ، أو قل : العقل ، مطلق عقل ، للحادثات والمتغيرات ومن أدقها هى حقيقة الزمن أو الوقت ، وصار يبحث فيها جلَّ وكده ، فمتى ما إستطاع العقل البشري على مرِّ العصور والدهور أن يتخلى عن الزمن كوحدة قياس للأشياء والأحياء ، تخلص نتيجة لذلك ، من وهم الحواس والحوادث ، وإتجه بكلياته ، بما وراء الغيب ، أو قل : ما وراء العقل الشفعى الثنائى الضدى ، بما وراء الميتافيزيقية والفيزيقية ، لعالم الروح البحتة التى أنبتت الوجود وتحركة وفق الطاقة الديناميكية له بلا إنزعاجٍ أو إخلالٍ بل بلطفٍ وبنظامٍ دقيقٍ محكمٍ عجيبٍ ، وفوق هذا وذاك ، هو : وحدة الوجود التى هى نسيجٍ واحدٍ ، وأعلاها قمةً حققتها هى " الزمكنة " فى مفهوم المكانين البعيدين المتفرقين المجتمعين للوقت الواحد ، ونفهم من هذا " وحدة الفعل والفاعل
    The unity of the verb and the actor " ، فكما لم يقدر ، ولن يقدر ، العقل الحادث بفك شفرة الزمكان بموجب الدليل العلمى ، فهو بالضرورة يخضع خضوعاً بيناً ومتواضعاً للعقل – حاشا لله - الواحد الفردى المنفرد بهذه الحقيقة الوترية ، له تعالى ، إذاً أنت لا محالة ستخضع وِفق قوانين الفيزياء والرياضيات والعلوم التلسكوبية والمجهرية وكل دراسات العلم والمعامل والمختبرات ، ستخضع لهذه الفرضية الجديدة فهو { الظاهر الباطن } سورة الحديد ، الظاهر فى الوجود الباطن فيها أيضاً ، وتمثِّل الزمكنة أكبر تحدى للعقل وإنسان اليوم ، فهو عيالٌ على الإجتهاد فى فك الشفرة أو بالضرورة هو مذعن لحقيقة وحدة الوجود وإنتفاء الزمن منه فهو يتعايش معها حقاً وحقيقةً وينكرها عقلاً وقلباً بموجب الدليل العلمى المفقود فى أضابير العلم المكنون ، لذا قال ...) مقيتاً } ، سورة النساء .
    حقيقة أخرى : المثال السابق ، إليك إسناداً له : إذا فهمت ما قلنا أعلاه ، فيمكنك أن تكون فى مكانين مختلفين وبعيدين جداً فى وقتٍ واحدٍ ، بإعتبار أنَّهما مكانٌ واحدٌ ووقتٌ واحدٌ ، والمسافات غير موجودة وعامل الزمن غير موجود بالضرورة ، وأنت هنا حققت وحدة الوجود فى الحقيقة المادية ، ولم تحققها الحقيقة الروحية أو الروحانية وهى مناط الفهم عندى ، فقد سبقت الإشارة إلى أنَّ الكون كله ، الوجود كله ، ما نراه وما خفى علينا ، هو فى الحقيقة روحى بحت فى مظهر مادى بحت ، ولا يمكن تحقيقه فى داخلك ، ما لم يقبله خضوعاً العقل بموجب ما تشير إليه الماديات الموسلة للروحانيات ، فإذا تمَّ لك ذلك فقد حققته فى معنى الإسراء ، وعلمت مراده تعالى للناس كآفةً ، وتعدى النبى محمد ، عليه السلام ، إلى غيره ، ولا تحصر تضييقاً سعة الله فى مكنون علمه فأنت تسمع وترى فى وقت واحد لموضعين متفرقين فى جسمك ووظيفة كلٍ منهما بعيدة من الأخرى ، فما وقع للعقل بموجب الجارحتين الحاستين ، يقع بالضرورة في القلب الواحد ، فيسوقك منه إليه ، قال تعالى : { ما خلقكم ، ولا بعثكم ، إلا : كنفسٍ واحدةٍ ! إنَّ الله : سميعٌ بصيرٌ } سورة لقمان ، وهذه النفس المنفوسة فى الوجود هى روح الله ، هى نفْسُ الله ، مما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه ، ثم تراه يقول فى سورة الإسراء : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ! قُلِ : الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ ! مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا : قَلِيلًا } ، وأمر الله هنا هى : إنفعال الذات الإلهية بالأمر الإلهى بالتكوين عندما قال : { فأردت أن أُعرف ، فخلقتُ الخلق ، فبه يعرفونى } .
    لقد رأيت فيما سبق ، أيها القارئ الكريم ، العلاقة بين المكانين المختلفين البعيدين ذوى الوقت الواحد الذى يجمع بينهما ، وكذلك رأيت وقوف العقل البشرى فى هذه الظاهرة الكونية الفريدة التى لغت الزمن ، بل : نفته نفياً قاطعاً ، من الناحية المادية التجريبية العلمية ، كذلك من الناحية الروحية التي تعلوا على المادة وتظهر عليها وتفوقها معنىً وعلماً ، فمتى ما إستقام للعقل الحاضر المعاصر اليوم ، علمياً ، فك وفهم شفرة هذه العلاقة ، فإنَّه لا محالة سيفهم قضية ، أو سورة الإسراء ، فيما يتعلق بمفهوم الزمن والوقت ، فالسورة ألقت هذه القضية فى أعلى مستوى منها فى معنى وحدة الوجود ووحدة الفعل والفاعل وإنتفاء الزمن وإلغاء المسافات رغم ما تراه وتعلمه ، لتسوق الإنسان ، مطلق إنسان ، من منطلق وكده وفهمه وحسه ، لمعرفة ربه الخالق البارئ المصور ، الواجد للوجود المكوِّن للكون ، من ذاتٍ واحدةٍ لا تقبل الشراكات فى دقيقها ولا كبيرها ، وبطبيعة الحال ، تسوقهم للخير والحق المطلق نحوه فيما أراد منهم ، فالمسجد الحرام والأقصى والإسراء بينهما فى وقت واحدٍ حققه النبى الكريم ، لهو التحدى والإعجاز العقلى للبشرية اليوم بما لا يدع مجالاً لجائلٍ .
    نقطة مهمة جداً ، إذا تيقنت مما سبق فأنت عيالٌ على صاحب المسرى الكبير بكلياتك ، محمد ، عليه السلام ، لتأخذ منه المنهج والفهم والطريق ، بصورةٍ من الصور ، لأنه أعلى وأكبر وأعظم وأجل وسيلة لتعرف بها الله ، سبحانه وتعالى ، لما أودع فيه من أسراره ومعارفه التى لا تحصى ولا تُعد ، ثم جعل ذلك المسرى ، طريقاً مطروقاً لكل فرد بشرى ، بدأه هو ولن ينتهى ، وسترى من الآيآت الكبرى كما رأى ، وستسمع وتبصر وتعى بذاتك ، حين تسوقك جوارحك لذلك ، ينتفى عندك الزمن كأن لم يكن ، وما كوَّنه إلا لتعلم وتعى وتعرف ، كما سمع وعاين هو ، عليه السلام ، إذ مهَّد للبشرية فى كل العصور والدهور ، مسراهم إليه تعالى ، وتحقيق فردية كل فرد بشرى ، ولم يجعلها حكراً لأحدٍ دون الآخر ، ولا لملةٍ دون الأخرى ، إقرأ معى إن شئت قوله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا } .
    حقيقة الإسراء والمعراج ، لم يرد ذكرهما إلا فى سورتى الإسراء ، حيث أشرنا إليه من هذه الآية فقط ، والنجم ، حيث سترد الإشارة إليها فيما بعد ، فى أول السورة السبعة عشر آية ، بعد : { والنجم إذا هوى } ، فهما حقيقتان علميتان معجزتان للعقل الآدمى اليوم فى ظل التطور والسبق العلمى المعملى الكبير ، فهذا وقت ظهور القرآن في مستواه العلمى ، والذى لا يتماشى مع التفسير ، مطلقاً ، وإنما مكانه التأويل حيث مضينا فيه بفضل الله تعالى وفيضه لمراده منَّا وما وقع فى الخاطر منه ، وما مضى من توضيح للآية : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، فاعلم هداك الله ، إنها جملة المعنى منها ، أى : السورة ، فالإسراء هو ما سبقت الإشارة إليه لا غير .
    ماذا يقول العلم الحديث بإختصار :
    هناك عدة نظريات وبحوث علمية فى مجال الفيزياء الكمية التى تحدثت عن الزمكان أو الزمكنة بإسهاب شديد ومن الأفضل أن نقف على إثنين منها وهما : نظرية النسبية لآينشتاين ( 1879 م – 1955 م ) ونظرية التشابك الكمى أو الكنت نظرية الكم للجاذبية
    Quantum theory of gravity ، والتى هى عبارة عن مشروع تعاوني يدعى ’’إت فروم كيوبت‘‘ It from Qubit إن المكان والزمان قد يتشكلان من التشابك الكمي لوحدات ضئيلة من المعلومات ، والذى قام بإعداة نخبة من الدارسين المتخصصين في الفيزياء بمؤتمر أقيم مؤخراً بكندا في يوليو الماضي 2017 م ، بمعهد بيرميتر للفيزياء النظرية في أونتاريو ، ’’إت فروم كيوبت‘‘ It from Qubit.
    تشير ’’إت‘‘ It في هذه الحالة إلى الزمكان ، واشتقت "كيوبت" Qubit من الكوانتم والبت bit ، والأخيرة تمثل أصغر وحدة ممكنة من المعلومات ، وبذلك فإن : " كيوبت " تعني : " بت " حاسوبيًّا على مقياس الكم. تشير الفكرة إلى أن الكون مبني من شفرة برمجية أساسية ، وأنه بواسطة فك هذه الشفرة ، سوف يصبح العلماء قادرين أخيرًا على فهم الطبيعة الكمية للأحداث واسعة النطاق في الكون.
    ومن الخير الإختصار قدر الممكن ، فمرادنا التأكيد على صحة ما ذهبنا إليه علمياً فيما أشارت إليه الدراستين :
    أولاً : آينشتاين :
    [ الزمكان (بالإنجليزية: Spacetime) (الزمان-مكان) أو الزمان المكاني هو دمج لمفهومي الزمان والمكان ، هو الفضاء بأبعاده الأربعة، الأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها ؛ الطول والعرض والارتفاع ، مضاف إليها الزمن كبعد رابع ، " هذا الفضاء الرباعي يشكل نسيج أو شبكة تحمل كل شيء في هذا الكون ، كل جسم مهما كان حجمه وكل حدث يخضع لها ، فلا وجود للأشياء ولا للأحداث خارج نطاقي الزمان والمكان " . يعد هذا مصطلح حديث نسبيا في الفيزياء منحوت من كلمتي الزمان المكان يُطلق على أي نموذج رياضي يدمج الأبعاد الثلاثة للمكان مع بعد واحد للزمن ليكوّن فضاءّ رباعي الأبعاد
    . يمكن استخدام المخططات الزمكانية لتصوّر التأثيرات النسبية مثل السبب وراء التباين الذي يراه مراقبين مختلفين في زمن ومكان وقوع حدث ما.
    كان الافتراض السائد قبل مطلع القرن العشرين أن هندسة الكون ثلاثية الأبعاد ( أي صياغتها المكانية من ناحية الإحداثيات والمسافات والاتجاهات) كانت مستقلة عن البعد الزمني الواحد. ولكن بنى ألبرت أينشتاين عمله المؤثر في النسبية الخاصة عام 1905 على فرضيتين:
    • (1) قوانين الفيزياء لا تتغير في جميع الجمل العطــــالية ( أي الأطر المرجعية غير المتسارعة ) .
    • (2) سرعة الضوء في الخلاء هي نفسها لجميع المراقبين بغض النظر عن حركة مصدر الضوء.
    في هذا الفضاء الرباعي الأبعاد تميز كل نقطة برباعية ( س ، ع ، ص ، ز) حيث ترمز س ، ع ، ص إلى : الإحداثيات المكانية ويرمز ( ز ) إلى الإحداثي الزمني. فهو المزج بين الزمان والمكان في إطار واحد بحيث لا يتم الفصل بينهما عند إجراء الحسابات الفيزيائية. ظهرت هذه الأطروحة بواسطة عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين في نموذجه النسبي الخاص.
    ظهرت الأطروحة لتحدد مكان جسم ما في الفضاء الشاسع بطريقة أكثر تحديدا بالاعتماد على عنصر الزمان بدلاً من الاعتماد على الثلاثة محاور للمكان فقط.] ‘نتهى
    موضع الخط الأسود الداكن هو محل الإستشهاد لدينا وهو { هذا الفضاء الرباعي يشكل نسيج أو شبكة تحمل كل شيء في هذا الكون ، كل جسم مهما كان حجمه وكل حدث يخضع لها ، فلا وجود للأشياء ولا للأحداث خارج نطاقي الزمان والمكان } .
    ثم : { فهو المزج بين الزمان والمكان في إطار واحد بحيث لا يتم الفصل بينهما عند إجراء الحسابات الفيزيائية }
    فالنسيج والشبكة هى المسافة البعيدة بين مكانين متفرقين تكون بينهما فى وقتٍ واحد بإدخال عنصر الزمن ، أو إن شئت : إلغاء الزمن تماماً .
    كذلك المزج الزمكانى فى الإطار الواحد ، هو ما يمثِّل وحدة الوجود التى قلنا بها ، بحيث لا يتم الفصل بينهما عند إجراء الحسابات الفيزيائية .
    ثانياً : موقع أميركا العلمى :
    • بقلم كلارا موسكوفيتز بتاريخ : 16 أبريل 2017

    [ ونظرًا لأن المشروع يشمل علم الحوسبة الكمية ودراسة الزمكان والنسبية العامة ، فإنه يجمع بين مجموعتين من الباحثين لا تميلان عادة للتعاون : علماء المعلومات الكمومية من جهة ، وعلماء فيزياء الطاقة العالية ونظرية الأوتار من جهة أخرى. " إنه يجمع مجالين مختلفين لا يجتمعان في العادة : كيفية تخزين المعلومات في أشياء كمية وكيفية تخزينها في المكان والزمان " ، كما يقول فيجاي بالاسوبرامانيان ، عالِم الفيزياء بجامعة بنسلفانيا وباحث رئيس في مشروع IfQ.
    قبل حوالي عام ، قدمت مؤسسة سيمونز - وهي منظمة خاصة تدعم أبحاث العلوم والرياضيات - منحة لتأسيس مشروع " إت فروم كيوبت " التعاوني ، وتمويل علماء الفيزياء للدراسة وعقد الاجتماعات حول الموضوع . منذ ذلك الحين تصاعدت الإثارة وجذبت الاجتماعات المتتالية المزيد والمزيد من الباحثين ، وبعض الأعضاء المتعاونين والممولين رسميًّا من سيمونز ، وكثير غيرهم من المهتمين بالأمر. " يعالج هذا المشروع أسئلة مهمة وصعبة للغاية " ، كما يقول بيني يوشيدا ، أحد المتعاونين في مشروع IfQ وباحث ما بعد الدكتوراة في معهد بيرميتر. " التعاون أمر ضروري. إنها مشكلة لا يمكن لفرد واحد حلها " . حتى العلماء خارج المشروع يتم الاهتمام بملحوظاتهم. " إذا أثبتنا نجاح الصلة مع نظرية المعلومات الكمية بالصورة التي يتوقعها البعض ، فقد يكون ذلك بداية شرارة جيدة للغاية للثورة القادمة في فهمنا للمكان والزمان " ، كما يقول عالم نظرية الأوتار برايان جرين من جامعة كولومبيا ، غير مشارك في مشروع IfQ. " إنها صفقة كبيرة ومثيرة للغاية " .
    قد يكون المفتاح للدخول إلى تلك المنظومة هو الظاهرة الغريبة المعروفة بالتشابك الكمي
    Quantitative entanglement ، وهي نوع غريب من الترابط قد يوجد بين الجسيمات ، إذ يمكن للقوى المؤثرةعلى أحد الجسيمات التأثير على الجسيم الآخر ، حتى وإن كانت تفصلهما مسافة كبيرة. "في الآونة الأخيرة ، برز اقتراح مذهل حقًّا بأن نسيج الزمكان ملتحم معًا بفضل التشابك الكمي للذرات الكامنة وراء الزمكان ، أيًّا كانت ماهية تلك الذرات " ، كما يقول بالاسوبرامانيان. "إن صح ذلك، فسيكون الأمر مدهشًا " .
    تأتي الأسباب الكامنة وراء هذه الفكرة من عدة اكتشافات سابقة لعلماء الفيزياء ، مثل ورقة بحثية تعود إلى عام 2006، أعدها شينسي ريو وتاداشي تاكاياناجي ، توضح وجود صلة بين التشابك وهندسة الزمكان . بناءً على هذا العمل ، وجد جوان مالداسينا وليونارد سسكيند ، في عام 2013 ، أنه إذا أصبح ثقبان أسودان متشابكين ، فإنهما سينتجان ثقبًا دوديًّا - أي طريقًا مختصرًا في الزمكان تنبأت به النسبية العامة . هذا الاكتشاف ( المعروف باسم ER=EPR، وفقًا لاختصار علماء الفيزياء لكلمتي الثقوب الدودية والتشابك ) ، وكذلك اكتشافات أخرى مثله ، تشير بشكل مثير للدهشة إلى أن التشابك - والذي كان من المعتقد أنه لا يشتمل على رابطة فيزيائية - يمكنه إنتاج بنى أو تراكيب في الزمكان.
    ولكي يفهم علماء الفيزياء كيف يمكن أن يؤدي التشابك إلى الزمكان ، عليهم أولًا فهم كيفية عمل التشابك . لقد بدت الظاهرة " شبحية " ، على حد قول ألبرت أينشتاين ، منذ تنبأ بها هو ومعاونوه في عام : 1935.
    لقد قام العلماء في الآونة الأخيرة بدراسة الأنواع المختلفة الممكن وجودها من التشابك. على سبيل المثال ، يتضمن التشابك التقليدي الارتباط بين خاصية واحدة ( مثل دوران الجسيم ) ضمن عدة جسيمات من نفس النوع منتشرة في الفضاء. لكن من الممكن بدلًا من ذلك تشابك عدة جسيمات من نوع ما في موقع ما مع جسيمات من نوع مختلف في نفس الموقع. " هذا ليس تشابكًا في المكان " ، وفق بالاسوبرامانيان. " لقد أدركت أن هناك أشكالًا أخرى من التشابك اتضح أنها ذات صلة بهذا المشروع الذي يهدف لإعادة بناء الزمكان. التشابك التقليدي ليس كافيًا " . يتناول العلماء أيضًا التعقيدات المربكة لتشابك أعداد أكبر من الجسيمات ] إنتهى .
    أيضاً ، ما هو موضح بالخط الأسود الداكن محل إستشهادنا بصورة مصغرة لما جاء فى المسجدين أحدهما فى جزيرة العرب جنوب قارة آسيا والآخر فى بلاد الشام بأرض المقدس شمال قارة أسيا والمسافة بينهما حوالى : 1230كم- 1250 كم ، تقريباً ، وهى : التعاون أمر ضروري. إنها مشكلة لا يمكن لفرد واحد حلها " .
    " إذا أثبتنا نجاح الصلة مع نظرية المعلومات الكمية بالصورة التي يتوقعها البعض ، فقد يكون ذلك بداية شرارة جيدة للغاية للثورة القادمة في فهمنا للمكان والزمان " .
    وهي نوع غريب من الترابط قد يوجد بين الجسيمات ، إذ يمكن للقوى المؤثرةعلى أحد الجسيمات التأثير على الجسيم الآخر ، حتى وإن كانت تفصلهما مسافة كبيرة. "في الآونة الأخيرة ، برز اقتراح مذهل حقًّا بأن نسيج الزمكان ملتحم معًا بفضل التشابك الكمي للذرات الكامنة وراء الزمكان ، أيًّا كانت ماهية تلك الذرات " ، كما يقول بالا سوبرامانيان. "إن صح ذلك، فسيكون الأمر مدهشًا " .
    " وجود صلة بين التشابك وهندسة الزمكان " .
    . " التشابك التقليدي ليس كافيًا " .
    والقرآن ليس فيه تشابك تقليدى ، والمعنى واضح .
    أمَّا بعد ...
    يطبيب لى أن أقف مع هذه السورة حيث كان معناها اليوم فيما نعيشه نحن سكان الكوكب وفق القضايا المعاصرة والملحة فى زيادة الإيضاح والتثبيت ، والتى يظهرها القرآن للعقل المعاصر ، فالله المستعان إن شاء الله .




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de