نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-29-2018, 07:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 .

    07:39 AM July, 29 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله الشقليني-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976


    قال نابليون بونابرت:
    { إن الأغبياء هم وحدهم الذين لايستفيدون من تجاربهم، أما أنا فاستفيد من تجارب الآخرين }

    (1)
    إن السباحة في بحور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العميقة أمرٌ شائك، لا يتقنه كل الناس. يحتاج لمهارات طبيعية واستعداد خاص. كثيرة هي المحاذير، ومليئة بالخيوط المتشابكة و المتقاطعة. لا أحد يحلّ الأجهزة الأمنية لأنه بدونها تكون الدولة عارية من غطائها، والحياة الاجتماعية مليئة بالمخاطر الأمنية. وضعف الأمان يعيق سهولة العيش وتنفيذ برامج الاقتصاد والتعليم والصحة والتنمية بكل جوانبها. الأمن يكشف الظلام ويحمي المنجزات العلمية والأسرار العسكرية، ويتابع الأحوال ويقوم بتحليل الوقائع وتقديمها لمتخذي القرار. إن المجتمعات تختنق الحياة فيها إن لم يكن هنالك مظلة أمنية. فهي الرقيب والناس نيام وهي الجهاز الصاحي كل الأوقات، لتنعم المجتمعات والدول بالطمأنينة. هذا لا ينفي أن السقوف المالية والأخلاقية لأجهزة الأمن والمخابرات، تختلف عن السقوف الأخلاقية والمالية في المجتمعات التي نعيش فيها.
    *
    لكل شيء ثمن، ويبدو أن كثيرين لا يعرفون ثقل تلك المعرفة ولا ضرورات وجودها. ودون أن نُفصح نقول إنها على درجة من الخطورة عظيم. تطورت الأجهزة التقنية وتم تصنيع أجهزة خاصة للضرورات الأمنية، فصارت المعلومات مُتاحة عبر بطاقات الهوية أو بطاقة الهاتف النقال. يمكن أن يتم تسجيل حديثك وهاتفك النقال بجوارك مغلق. هنالك دوائر تلفزيونية تصورك وترصد كل شيء عنك بكبسة ذر. يتم حصر كل المعلومات ومتابعتها وتحليلها والتحري عن كل شيء، لتسهيل حماية المجتمعات. هنالك اليوم نُظم مُستحدثة لأمن المنازل والبيوت السكنية والمكاتب الحكومية والشركات الخاصة والطرقات والأماكن العامة. توجد كاميرات تصوّر كل شيء في الطرقات. هنالك أجهزة لحماية الشبكات التقنية من التخريب. هذه هي الحياة وتعقيداتها، فوسائل الحماية الأمنية تطال كل شيء، ليظل الناس تحت مظلتها، يؤدون أنشطتهم الطبيعية كلها دون عوائق.

    لم يكن حلّ جهاز الأمن بعد انتفاضة 1985 وإتلاف المستندات الخاصة به خبط عشواء، بل هو قرار وتصميم أناس مقتدرين، عملوا لإخفاء دورهم في مشاركة السلطة السياسية المايوية، التي ترجّلت عن الحكم قسراً. فهنالك من يصنعون لأنفسهم مساحيق تغيّر صورهم، ليكونوا بصور جديدة تصلح لعهد جديد، يستعدّون من خلاله لممارسة حياة جديدة خالية من أعباء الماضي، وأخطائه. ويسهل ابتلاع الطُعم عند السذّج والبسطاء.
    (2)
    كان الملك فيصل يتحين الفرص للتحدث مع نميري، خاصة بعد اتجاه 25 مايو إلى اليمين . لم يتردد الشريف حسين الهندي في الموافقة على اللقاء، بحكم علاقته الوثيقة بالملك الشعودي فيصل آل سعود.
    في أوائل 1972 حضر نميري في زيارة للمملكة العربية السعودية، فأبلغه الملك فيصل رغبته في إنهاء المعارضة. في تلك الزيارة رتّب الملك فيصل لقاء بين نميري والشريف في قصر الحمراء بجدة. وأبدى الملك للطرفين رغبته في تصفية الأجواء. بدأ الحوار وتحدث الشريف عن مجازر الجزيرة أبا وأحداث ود نوباوي. ردّ عليه نميري أنها من فعل الشيوعيين، وكان نميري وقتها واحداً من مجموعة مجلس قيادة الثورة. بدأ الشريف يوجه انتقادات لنظام 25 مايو، عن المصادرات والتأميم وتمسكه بالديمقراطية، كما شككه في حلفائه المصريين وسأله إن كان يعلم أن السفير المصري بالخرطوم محمد التابعي، هو ضابط المخابرات الذي استطاع أن يخطف الجواسيس من روما وإرسالهم لمصر في صناديق. وكانت معلومة جديدة على نميري. وتحدث الشريف عن أسرار داخل نظام مايو أزعجت نميري. وأثناء الحوار طلب الشريف من نميري تصحيح الأخطاء، بعدها يمكنه أن يلحق به.
    *
    من جانبه طلب النميري من الشريف أن يقبل أن يكون نائباً لرئيس الجمهورية بعدها تأتي الديمقراطية ، لكن الشريف لم يبد اهتماماً أو موافقة لرأيه، وأوضح له أنه لا يسعى لكسب شخصي. فتحدث الشريف لنميري إن كاد جاداً فعليه تنفيذ ما طرحه بإعلان جماهيري بالتخلي عن الخط الذي يسير عليه. وافق نميري وانفض الاجتماع الذي دام ست ساعات.
    اتصل الشريف بأنصاره في الداخل وتحركت لجنة بقيادة محمد حمزة لترتيب لقاء بين نميري والجماهير التي كانت في لهفة وتتوقع تغيير النظام لمساره. حُدد اللقاء في ميدان سباق الخيل بالخرطوم والزمان أبريل 1972. حُشدت جماهير الاتحادي الديمقراطي خاصة . وجماهير الأحزاب الأخرى عامة لسماع خطاب من الرئيس نميري لمصالحة تلك الأحزاب، وأن يعفو عما سلف. إلا أن الجماهير أصيبت بخيبة أمل لعدم إعلان الرئيس نميري المصالحة مع الأحزاب التقليدية وإشراكها في السلطة. اعتبر الشريف حسين أن النميري قد نكص الوعد وأن العناصر المشاركة له في النظام قد تقلبت عليه.
    (3)
    رغم تمسك الشريف حسين الهندي بمبادئ الديمقراطية، فإنه قد اقتنع بأن القوة المسلحة لإسقاط النظام المايوي ضرورة.رأى الشريف حسين، وقد كان رئيساً لما يسمى حينها بالجبهة الوطنية أن ينقل معسكرات المقاومة من الحدود الأثيوبية إلى ليبيا، ساعده في ذلك توفر شباب الأنصار بعد مواجهة الجزيرة أبا. وبدأ إنشاء معسكرات في" الكفرة " وهي أفضل من أرض أثيوبيا الوعرة. فكّر في عبور الصحراء إلى أم درمان مباشرة.
    وضع الشريف خطته لغزو العاصمة المثلثة، وإن تم احتلالها سقط النظام. أشرف الشريف حسين على قيام معسكرات التدريب بليبيا واستعان بالإخوان المسلمين. وفضّل العقيد القزافي المحافظة على علاقاته مع الحكومة السودانية دون أن تتأثر ليبيا الدولة بوجود المعارض السودانية.

    خرج الصادق من معتقل 25 مايو أواخر عام 1972 ووقف على سير عمليات التدريب. وتنازل الشريف عن رئاسة الجبهة الوطنية للصادق المهدي، وبدأ مرحلة جديدة بعد فشل حركة شعبان 1973 وفشل حركة حسن حسين عثمان عام 1975 والذي كان المطلوب تأخير حركته لكنه رفض ، ولم تصله أي قوات فاعتبر أن الأنصار لم يفوا بوعودهم.
    (4)
    عرف جهاز الأمن بالخطة وتكتم على الأمر، وبدأ يرصد ويتابع أمر المعسكرات في ليبيا، بجهاز الأمن خارج السودان، أما الاستخبارات العسكرية فقد تمسكت بالنمط التقليدي للانقلابات العسكرية، رغم تنويرها بأن هناك احتمال لهجوم قوة غازية صبيحة 2 يوليو 1976.
    كانت خطة الجبهة الوطنية هي أن تقوم إحدى فصائلها بالسيطرة على اللواء الثاني مدرعات بالشجرة ( ومعروف بولائه لمايو). وموقف قائد كتيبة الدفاع الجوي والذي تم الإتصال به من قبل الجبهة الوطنية، وكان جاهزاً في أم درمان لضرب النظام صباح 2 يوليو 1976، فإذا به تفاجأ بهجوم على قواته من القوات الغازية المتمركزة في قصر الشباب والأطفال ، مما اضطره للدفاع عن النفس، واعتبرته مايو بطلاً، مما جعله يشعر بالأسى والحزن، وأضطر لتقديم استقالته والهجرة.
    *
    في السابق ومن جهة الشريف، فقد كان البحث جارياً لقائد القوات الحركة، وكان محمد نور سعد وقتها في ألمانيا، ويرجح أن الدكتور عمر نور الدائم استطاع إقناعه بأن يكون قائداً للعملية . وافق محمد نور سعد ولكنه لم يمنح الفرصة لكي يراجع الخطة، فقد فُرضت عليه، و كانت المعارضة على عجل للوصول لكراسي الحكم.
    رغم اعتراض محمد نور سعد على اختيار شهر يوليو بسبب الأتربة والأهوية سارت الخطة بلا تعديل، وتبين أن قائد العملية لم يكن مسيطراً تماماً على القوة وحاول الصادق المهدي أن يؤثر على محمد نور سعد خاصة وأنه ينتمي لأسرة أنصارية. كان رأي الشريف أن محمد نور سعد متردد وغير مؤمن بالعملية، تم التصوير لمحمد نور سعد أن عناصر الجبهة الوطنية تقوم بدورها كاملاً. دخل محمد نور للسودان خلسة وبقي بمنزل السيد عبدالله الفاضل المهدي ليحصل على المعلومات اللازمة لتقدير الموقف. ولكن ساعة الصفر كانت قد فرضت عليه وكان هناك من أوكل إليه الوصول إلى رئاسة شرطة المرور والنجدة للإستعانة بأجهزتها، ولم يقم المُكلف بدوره . وكذلك كان هناك أيضاً من هو أقرب إلى قائد العملية للقيام بإحتلال الإذاعة بأمدرمان وبثها من محطة سوبا وهو الموسيقار جمعة جابر ( المتزوج من شقيقة محمد نور سعد) ، فلم يقم بدوره في إحتلال الإذاعة بمساعدة القوة التي أرسلت لمساعدته، فلم تجده .
    (5)
    فشلت الخطة، وحدثت مواجهات بين القوات الغازية والقوات المسلحة السودانية، وهذا ما لم يرضاه محمد نور سعد ولم يكن في حساباته. وفشلت الحركة للأسباب التالية:
    1. تعجل تنفيذ العملية رغم عدم قناعة قائدها بأن التوقيت غير مناسب و عدم إمساكه بكافة الخيوط.
    2. عدم تمكن القائد من التحدث مباشرة مع العناصر المساعدة والتنسيق معها.
    3. إشراك أكثر من طرف، وتعدد الأهداف.
    4. محاولة القائد محمد نور سعد تفادي الاحتكاك المباشر بالقوات المسلحة، في تعاطف مهني ، بأن لا يهزم جيش غازي جيش الوطن النظامي.
    5. محاولة احتواء العملية بواسطة السيد الصادق المهدي وإخفائه ساعة الصفرعن الأطراف المحلية عدا شباب الأنصار.
    6. وصول مقدمة الغزو في وقت مبكر إلى الخرطوم، عرضهم للكشف بواسطة المصدر الأمني(...) الذي أوضح أن تلك العناصر قد دخلت أمدرمان وتم توزيعها في منازل تم استئجارها بواسطة السيد مبارك الفاضل المهدي بمدينة أمدرمان ( الثورة) لإيواء العناصر إلى موعد التنفيذ. كانت توزع لهم المؤن بكميات كبيرة مثل صفائح الجبنة والطحنية. تم القبض على تلك العناصر واعترف البعض وكشفت الخطة. أما الخطة التضليلية للجبهة الوطنية فيلا أنها فكرت في وقت سابق بدفن السلاح في المقابر بشمال أم درمان، هذا ما سمع به المصدر (...) ، وهو رجل بسيط يعمل حداداً. ونقل الأمر للأمن، ولكن الأسلحة كانت مدفونة غرب أمدرمان، ولم تزل البقية مدفونة ولا أحد يعرف مكانها. وأشارت معلومات أن اللجنة الداخلية للتعبئة وعددهم 42، قد تم القبض عليهم جميعاً، عدا ميرغني ضيف الله الذي هرب، وكان على رأس المقبوض عليهم المحامي علي محمود حسنين ومجموعته.
    7. لم يكن أحد يعرف موعد 2 يوليو سوى الشريف الهندي والسيد الصادق، وترك الشريف للصادق نقل ميعاد ساعة الصفر للعناصر الداخلية، وتقول المصادر الأمنية أن الخبر عندما وصل الاتحاديين بالداخل، كانت عناصر حزب الأمة تقول بأن التنفيذ قد تأجل، مما أفشل العمل التعبوي الجماهيري.
    8. افتقاد التنسيق المطلوب بين العمل المدني والعمل العسكري للحركة، فلا توجد وسائل اتصال.
    وقد احتلت القوة المناط بها إحتلال دار الهاتف بقيادة الطيب البيطري وغازي صلاح الدين .وتسلمت كل شيء حيث أنه لم يتسن لها الاتصال بقائد العملية لمعرفة كيف تتصرف. وكان الإتفاق بأن يتم إحتلال الإذاعة أولاً ويتم البث الإذاعي من سوبا، إلا أن المكلف بهذا العمل اختفى تماماً.
    9. اهتمام قائد العملية بعدم الاحتكاك بالقوات النظامية، ومحاولته الوصول بنفسه إلى تلك القوات بدون وسيلة اتصال.
    *
    ومن الملاحظ أن قوات من شباب الأنصار كان قد دُفع بها عبر مديريتي دارفور وكردفان إلى السودان. وتم اعتقال تلك العناصر في دارفور. قدمت تلك القوة إلى المحاكمة في جبل أولياء. وتم العلم بان قوات خاصة دفع بها السيد الصادق المهدي للتخلص من قائد الحركة وأحد قادة الاتحاديين وأحد قادة الإخوان المسلمين، تم كشف تلك العناصر وتم إعدامها ما عدا عنصرين فقط، مما حزّ في نفس القائد محمد نور سعد.

    بعد فشل المحاولة عادت قيادات الجبهة الوطنية إلى لندن، وشُكّلت لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الفشل، برئاسة القاضي عثمان خالد مضوي. ومن الأسباب الرئيسة هو أن السيد الصادق المهدي حاول أن يعمل من وراء الجبهة الوطنية. وثبت أن السيد الصادق ومبارك الفاضل جاءوا بالقوات الخاصة من بقايا معسكرات أثيوبيا للقيام بتلك المهمة الخاصة. وأن النيّات لم تكن خالصة.
    هل شاركت عناصر غير سودانية في الحركة؟
    حرص الشريف حسين الهندي أن تكون العناصر كلها من السودانيين، رغم أن عدد من المشتركين ولإقامتهم الطويلة في المعسكرات، لم يقوموا بحلق شعورهم، مع إطلاق اللحي والشوارب ساعد في تغيير ملامحهم، ولم تتح العجلة في تنفيذ الإعدامات أول بأول من التحقق من عدم وجود مرتزقة ضمن القوات التي قامت بحركة 2 يوليو 1976.
    (6)
    اللواء عمر محمد الطيب :
    دخل الكلية الحربية ضمن الدفعة السابعة عام 1955. عرفت الكلية الحربية، الدفعة تلك بترابطها وتنافسها الشديد. تضم الدفعة: عبد الماجد حامد خليل، عمر محمد الطيب، محمد نور سعد، يوسف أحمد يوسف، عبدالرحمن سوار الدهب.
    *
    كان أول الدفعة عبدالماجد ، والثاني عمر والثالث محمد نور.عمل عمر سكرتيراً خاصاً لرئيس الوزراء الأميرلاي عبدالله بك خليل. الأمر الذي قربه لحزب الأمة. مارس العمل بالإستراتيجيات وعُرف بأنه لا يحب المغامرة. لم تستطع أجهزة الأمن أن تكتشف الرجل البديل في قيادة حركة 2 يوليو 1976، والذي كان يسمى ( جيلاني). وتؤكد الأجهزة الأمنية أن ( جيلاني) هو نفسه اللواءعمر محمد الطيب. فقد طلب محمد نور سعد، قبل إعدامه مقابلة عمر محمد الطيب، الذي لم يكن موجوداً وقتها بالسودان، بل في القاهرة. وأبرقت القيادة العامة اللواء عمر بضرورة الحضور، وقابل محمد نور سعد ،الذي أوصاه برعاية والدته وأسرته.
    *
    دخل اللواء عمر محمد الطيب جهاز الأمن رئيساً في 7 أبريل 1977، واستمر حتى 6 أبريل 1985.تم ترتيب إحالة عمر محمد الطيب للمعاش بالقصر الجمهوري دون أن تصل الإحالة إلى القيادة العامة. وبذلك ابتعد قسراً عن القوات المسلحة.
    (7)
    لم يكن السوداني العادي يدري أن أجهزة الأمن رصدت معسكرات التدريب، وأدخلت عناصرها التي ذهبت إليها عن طريق الجنينة ومليط بمديرية دارفور إلى الكفرة بليبيا، وأيضاً معسكرات التدريب بأثيوبيا، وتم تدريب العناصر الأمنية بتلك المعسكرات. وحين عادت كانت الحصيلة وافرة من المعلومات. كانت القنصليات ترصد، إلا جهة واحدة لم تأخذ المعلومات مأخذ الجد، ألا وهي الاستخبارات العسكرية، فقد كانت غارقة حتى أذنيها في مشاكل القوات المسلحة.
    *
    عندما وقعت أحداث 2 يوليو 1976 ، تم اعتقال المجندين الذين قاموا بغزو الخرطوم، ومعهم تم اعتقال رأس المائة، وهو تعبير يرمز إلى تشكيلة من مائة شخص. كلفوا بإحتلال الإذاعة ، وذلك وفق إفادة المعتقلين داخل مباني جهاز الأمن والاستخبارات، بمباني جهازي الأمن القومي والعام. ذكر قائد المائة أن واجبه الأساسي هو احتلال الإذاعة السودانية والتلفزيون وتأمينهما، وكلف أحد العاملين معه ، ويسمى رأس العشرة ( رئيس 10 أفراد) وذلك بموجب تكليف خاص من قبل زعيم الأنصار السيد الصادق المهدي، وأن يتولى العشرة أفراد اغتيال بعض السياسيين مباشرة بعد أن تذيع الجبهة الوطنية خطاب استيلائها على السلطة. وكشف الاغتيالات شمل:
    1. العميد أ.ح. محمد نور سعد .
    2. عثمان خالد مضوي ( تنظيم الإخوان المسلمين )
    3. علي محمود حسنين (الاتحادي الديمقراطي)

    تم مقارنة المعلومات لدى الجهاز، وتم استجواب د. الفاضل الجاك، الذي أكد في حديثه أن السيد الصادق كان يود التخلص من كل رموز المعارضة الآخرين، حتى يتسنى للأنصار الإنفراد بالسلطة. وتم الاتصال بالاستخبارات العسكرية التي كان معتقلاً لديها العميد محمد نور سعد، الذي أفاد أنه لم يكن إطلاقاً وارداً في مخططه ضرب معسكرات القوات المسلحة، وأنه كان ينوي أن يستقطب الجنود والضباط إلى جانبه، كما أنه لم يفت عليه أن السيد الصادق المهدي يريد التخلص منه. لكنه كان مطمئناً إلى أن الجيش سيكون بجانبه. وحديث محمد نور سعد لازال موجوداً بسجلات القسم الفني بالاستخبارات العسكرية، ولكن الرجل المُكلف بإغتيال مجموعة السياسيين قد اختفى ضمن من اختفوا بعدما تم ترحيلهم إلى القيادة العامة.

    المرجع : أسرار جهاز الأمن، عميد أمن (م) محمد عبد العزيز محمد إبراهيم و عقيد أمن (م) هاشم عثمان أبورنات.

    عبدالله الشقليني
    26 يوليو 2018
    *




















                  

07-29-2018, 05:29 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)

    العزيز عبد الله

    ما مصدر هذه المعلومات

    ومدى صدقها

    والهدف من نشرها الآن

    الباقر موسى
                  

07-29-2018, 06:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: Elbagir Osman)

    العزيز الباقر
    تحياتي
    ذكرت أنا المصدر
    ويوليو ذكرى يتذكر فيها أناس غيبهم ما غيبهم ، ويكاد ينساهم الناس
                  

07-29-2018, 06:48 PM

صديق مهدى على
<aصديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10150

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)

    الشقلينى سلام وزى ما بقول اهلك الكيزان دى معلومات اكل عليها الدهر
    وشرب وحتى الجيل الحالى ممكن يوجه ليك سؤال ويقول ليك ماذا
    نستفيد من هذا الكلام ؟
                  

07-29-2018, 07:48 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: صديق مهدى على)

    عفوا.. لم ألاحظ المرجع الوحيد في نهاية المقال..

    ما هو رأيك في صدق الكاتبين وهدفهما من نشر ما ورد

    معلومة حل جهاز الأمن لا أظنها تخفي عليك.. إن لم تكن مشاركا فيها..

    جهاز الأمن حللناه نحن ثوار أبريل.. بعد مظاهرات اليوم الأول بعد بيان سوار الدهب وعودتنا للمنازل.. و برقيات التأييد تتوالى.. سمعنا من بينها برقية تأييد بإسم جهاز الأمن الوطني.. يعلن فيها الجهاز تأييده للانتفاضة ويتعهد ببدء مسيرته إلخ
    بعدها مباشرة عاد مئات الآلاف إلى شوارع الخرطوم، التي كانوا فيها حداشر يوماً بلياليها.. وكان مطلبهم واحد.. حل جهاز الأمن.. وتجمع المتظاهرون أمام مبنى الجهاز يهتفون مطالبين بحله.. أي أنهم حاصروه تماما.. وكانت بعض عناصر الأمن تطل من نوافذ المبنى حاملة سلاحها.. في نفس الوقت كان المتظاهرون يحاصرون أعضاء المجلس العسكري الذين يظهرون خارج القيادة العامة التي لم تكن بعيدة عن مباني الأمن.. ويطالبونهم بالتصدي لعناصر الجهاز.. أتذكر البعض قال.. لو ما حتمشوا تجيبوهم ادونا سلاحكم نمشي نجيبهم نحن.. شهد المتظاهرون بعد فترة عددا من أعضاء المجلس العسكري يدخلون مبنى الجهاز.. وانتظرتهم المظاهرات وهي تهتف.. حتى أذيع حل جهاز الأمن..
    لم تكن هناك جهات أجنبية ولا غيرها
    كانت المظاهرات امتداداً عفوياً لمظاهرات الإنتفاضة.. وحسما لتراخي المجلس العسكري ضد أدوات مايو وعلى رأسها جهاز الأمن الذي كان الأداة الأساسية لقهر الشعب السوداني.
    سارت أيضآ مظاهرة شبيهة فرضت عزل رئيسي تحرير صحيفتي الايام والصحافة المايويين

    الباقر موسى
                  

07-30-2018, 08:16 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: Elbagir Osman)

    الأكرم :الباقر موسىتحياتي
    يتذكر الناس جميعاً 19 يوليو 1971 كل عام ، دون أن يسأل أحد عن الأسباب ، ويحاولون تناسي 2 يوليو 1976 كأن الذين قاموا بها كما أشيع ( مرتزقة أجانب) !.بل حتى قوات الجبهة الوطنية، بما بقي منها من فصيل حزب الأمة والوطني الاتحادي، لا يقيمون لأحداث 2 يوليو كثير اهتمام.

    *
    لمثل هذا الحوار يتعين أن يتم في إطاره تبادل الرأي والرأي، حول الأجهزة الأمنية . وتحولها من حماية المجتمعات إلى ملاحقة المعارضين لخلافهم حول نظام الحكم. وملاحقة أرزاقهم وحياتهم بالنفي عن الأرض. كما يحدث الآن، من تحويل الجهاز الأمني إلى جهاز يتبع لفصيل الإخوان المسلمين، بديلاً عن جهاز أمني يُعنى بأمن الوطن. وأضيفت له قوات مسلحة بدلاً عن تحليل المعلومات. وصار الجهاز يعمل لصالح الحزب الحاكم، دون الاهتمام بغير ذلك ، فاحتلت الدول المجاورة أراضٍ سودانية، دون أن تُعيرهم تلك القوات الأمنية كثير اهتمام. وامتدت حركة الإخوان المسلمين بتغيير التركيبة السكانية، كما هو حادث في دارفور، واستجلاب بشر من تشاد ومالي والنيجر ونيجيريا، وتغيير ملكية الحواكير. واستخدم الإخوان المسلمين وسيلة التجنيس ، لاستقدام العناصر المتأسلمة إلى السودان، وسيادة نهج التمكين واستشراء الفساد.

    *
    نحن لن ننسى لبس الأجهزة الأمنية أزياء القوات المسلحة لقمع الجماهير ، الأمر الذي حدا بشباب العسكريين رفض الأمر والانحياز للإنتفاضة.
    *
    ذكر تقرير المصدر الآتي عن اللواء عثمان عبدالله ، وقد كان أحد أعضاء المجلس العسكري ، وهو الذي صاغ خطاب الانتفاضة الذي ألقاه سوار الدهب ،في صفحة ( 204 ) :
    اللواء عثمان عبدالله كان ضابطاً بالجيش مشوداً له بالكفاءة. مرناً . لبقاً في حديثه ، مثقف وله إلمام جيد بالعلوم العسكرية . كان طموحاً ومتطلعاً وقد شبهه بعض الضباط باللواء عمر محمد الطيب.كان يعمل بدولة قطر وعاد منها بثروة كبيرة بعد أن احترقت المستودعات التي كانت تحت امرته.قبيل الانتفاضة كان اللواء عثمان عبدالله هو مدير العمليات الحربية بالجيش والتي تتبع لهيئة المعمليات. كان نجمه لامعاً وبحكم منصبه كان يحضر اجتماعات اللجنة الفنية لأجهزة الأمن ، فصار يلعب على حبلين ... الحبل الأول يتمسك به إذا ما فشلت الانتفاضة ، والثاني يتمسك به إذا ما نجحت. لذا كان تعاونه مع الجهاز حتى الساعة الثانية عشر ليلاً من يوم الجمعة 5 أبريل ، أي قبيل أن يتولى الجيش السلطة بساعات قليلة.عثمان هذا كان يتلقى التعليمات مباشرة أثناء فترة المظاهرات التي سبقت الانتفاضة ، من رئاسة الجهاز . وكان ينفذها بدقة . ورصدت له اللجنة الفنية في اجتماعاتها حماسة مفرطة لضرب المتظاهرين... وكان مصراً أن البوليس متقاعس في واجبه ، حتى حدث اشتباك كلامي بينه وبين الفريق شرطة عباس مدني. والذي كان يشغل وقتها منصب مفتش عام الشرطة . ختم حديثه بأن الضرب على المتظاهرين في الهواء لن يجدي ، وأن الضرب يجب أن يكون بطريقة: shoot to kill . ووقائع اجتماعات اللجنة مسجل بها هذا الحديث.
    انتهى النص
    *
    ربما غاب عن كثيرين فهم قضايا من التاريخ . ولكن هناك مهمة ربما كانت عسيرة على البعض ، ولكنها ستظل واضحة وضوح الشمس . إن العنوان يقدم نظرات الأمن، أي كيف كان يفكر الجهاز الأمني حول أحداث 2 يوليو 1976 .من مهام الذين يهمهم قضايا التأريخ، أن يفصلوا الأحداث التي يرويها الذين كانوا ضباطاً في الأجهزة الأمنية. ولمن لا يعرفه كثيرون أن أجهزة أمن 25 مايو، قد بدأ تدريبها الأمني في شرق أوروبا وفي ألمانيا الشرقية، وقد كانت حكومة السودان من أوائل الدول التي اعترفت بدولة ألمانيا الشرقية. وبعد ذلك تلقت الأجهزة الأمنية التدريب في مصر وإيطاليا والمملكة المتحدة وأمريكا. وبالتالي أخذت ترقية مهارات بنيتها الاستخبارية.

    *
    لقد كتبنا المقدمة عن مطلق الأجهزة الأمنية وضرورات وجودها، وهو يتعلق بمهامها المثالية ، التي لن تستغنى عنها الأممفي كل دول العالم . لم يقوم نظام حكم بحلّ جهاز الأمن في تاريخ الدول إلا في السودان!.من المهمات العسيرة هي فرز تقنية جهاز الأمن ، عن المهام التي يقوم بها جهاز الأمن داخلياً ،فأمن المجتمعات ضرورة، ولكن إطلاق يد الأجهزة الأمنية، وعلو سقفها الأخلاقي ، وأن تفعل أي شيء بدون ضوابط قانونية، فهذا شيء يتعين ملاحقته، وربط الأجهزة الأمنية بقوانين تُحد إطلاقها.

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 07-30-2018, 08:28 AM)

                  

07-30-2018, 09:08 AM

Salah Zubeir
<aSalah Zubeir
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 5239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)

    تحياتي أستاذ عبدالله ...
    شريط الفيديو لا يمت لأحداث 2 يوليو بأي صلة ... علي الأقل الجزء الذي
    يسبق ظهور العميد نور ... دليلي علي ذلك ظهور من له صلة بي وعلاقة
    دم من الدرجة الأولي في الثانية 41 و 42 وقد كان يخدم في سلاح المدرعات
    وقد ترك الخدمة العسكرية في العام 1974 وفي 2 يوليو 1976 كان مغتربا"
    في أبوظبي عاملا" في القوات الجوية من قوة دفاع أبوظبي ...
    مودتي .....
                  

07-30-2018, 09:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: Salah Zubeir)

    الأكرم : صلاح الزبير
    تحياتي
    بحثت عن أي صور متحركة عن 2 يوليو ولم أجد ما يناسب سوى هذا الفيديو
    وهو حسب قولك مُجمع لمجموعة من الفديوهات ..
    شكري للمداخلة
                  

07-30-2018, 10:03 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)

                  

08-03-2018, 07:28 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)




    هل وجهة نظر أمن نميري عن حركة 2 يوليو 1976 حقائق ؟

    نحن نقول لا ، ولدينا المبررات


    (1)
    قبل أن نحاول الإجابة ، نُذكر بأن الموسيقار الكبير " جمعة جابر " لم يكن له دور في انقلاب 2 يوليو 1976 ،
    ولم يكن متزوجاً من شقيقة العميد محمد نور سعد . وتلك من أخطاء ملف الجهاز الأمني .

    ونواصل
    *
                  

08-03-2018, 07:35 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)





    (2)

    عن الانتفاضة ، وفق إفادة سعادة العميد الركن (م) حسب ما أورده في سفره الضافي

    نقتطف من ص (109) ونتابع أحوال الوقائع من داخل القوات المسلحة ، الأوضاع قبل الانتفاضة ، وأثنائها ثم التحرك حتى مرحلة الحسم مروراً بـ ( ليلة الجنرالات) ،

    الوثائق مما أورده سعادة العميد الركن (م ) السر أحمد سعيد ، وهي إضاءة عن دور القوات المسلحة في الانتفاضة .سوف نقوم من بعد الوثائق ، الدخول في معرفة طبيعة ما تم وأثره في ما لحق بالقوات المسلحة و القوات النظامية من أدلجة بغية التخلص من حياديتها كمؤسسة وطنية . وهو الذي تم في كافة مؤسسات الدولة توطئة كي لا يتكرر نزع السلطة من أي حركة انقلابية ترغب الاستيلاء على السلطة .وإجراء التغيير الهيكلي كماً وكيفاً ، وتحويله تدريجياً إلى قوات تتبع أيديولوجية معروفة . ويتبع المنتمون لها تلك الإيديولوجية. لقد تم فك أسنان القوات المسلحة السودانية ، واستبدالها بقوات أخرى لتمنع الآخرين ألا يحذوا حذو الخارجين على القوانين بليل ويحبون المُلك والسلطان ، لا التكليف والخدمة الوطنية ! .

    (8)

    النص الذي أورده العميد (م) السر أحمد سعيد.

    (8) - 1 :

    أوضاع القيادة العامة قبل الانتفاضة :
    مع بداية العام 1985 ومع توقف حفر قناة جونقلى ،وتوقف حلم البترول في التدفق بعد أن أغلقت شركة "شيفرون "ما حفرته من آبار ورحلت ، بدأت شعبية " نميري " في التدني إلى أقل مستوياتها . كثرت القصص حول الفساد ، ثم جاءت موافقته على الحكم الذي أصدرته إحدى محاكم الطوارئ ، بإعدام الشيخ " محمود محمد طه " وتم تنفيذه بصورة مأساوية . أخذ كبار الضباط وكثير من صغار الضباط يتحدثون علناً عن شكوكهم في قدرات الرئيس " نميري " في إدارة البلاد .


    (8) - 2 :


    وفي يناير من ذلك العام 1985 تخلى الرئيس النميري بعد ثلاث سنوات كاملة عن منصب القائد العام للفريق " سوار الذهب " باعتباره من الرجال المأمونين الذي لا طموحات لهم . كان الجميع يطلق عليه لقب " مولانا " ، حتى الضباط من الإقليم الجنوبي . ثم تمّ تعيين الفريق تاج الدين نائباً للقائد العام ، وأدخل الفريق " بحري " يوسف حسين رئيساً لهيئة الإدارة .

    (8) - 3:


    كانت هيئة القيادة أو ما كان يطلق عليه " مجلس القائد العام " يتكون من القائد العام ونائبه ورؤساء الهيئات الثلاث ، ويضاف إليهم مدير فرع العمليات الحربية ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية ز هؤلاء هم الذين يصدرون القرارات التي تمس مصائر الضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة . كان مدير فرع العمليات الحربية العميد الركن " عثمان عبد الله " والذي كان رئيساً لأركان الفرقة الأولى حينما اختاره الرئيس نميري تقديراً لأدائه في الفرقة الأولى لحضور دورة الدفاع الوطني في أكاديمية " ناصر العسكرية " لنيل درجة " الزمالة " والتي تعتبر أرفع تأهيل في المجال العسكري . تم اختياره قبل دوره وقبل أفراد الدفعة الثانية عشر الذين يعتبرون أقدم منه بدفعة ، فقد كان من أفراد الدفعة الثالثة عشر ، ثم قام بتعيينه مديراً للعمليات الحربية في خطوة عدها الجميع أن الرئيس نميري يهدف إلى تصعيده كما فعل مع الفريق " عبد الماجد حامد خليل "


    (8) - 4 :

    أما منصب مدير الاستخبارات العسكرية فقد كان يشغله العميد " فارس عبد الله حسني " بالوكالة ، إذ أن المدير المعين اللواء " السر محمد أحمد " الذي كان ينتمي للدفعة الثانية عشر وكان في دورة بالأكاديمية العسكرية العليا السودانية ، وكان مؤملاً أن يتولى منصبه بعد نهاية دورة الأكاديمية العسكرية فهو أحد المقربين للرئيس نميري وقد عمل طيلة فترة " مايو " في رئاسة إدارة الاستخبارات العسكرية . إلا أن الرئيس نميري في خطوة اتسمت بالغرابة ، قام بتعيينه قائداُ للقيادة الوسطى معللاً له عند اجتماعه به أنه يود أن يجعله يمارس القيادة ، لأن اللواء " السر محمد أحمد " في نظره حسب رؤية الرئيس لم يحدث أن تولى قيادة تشكيلات . أما اللواء " السر محمد أحمد " فقد أوضح لبعض المقربين له أنه ذكر للرئيس " نميري " استعداده للعمل معه في أي مكان أو أي منصب . لكن الأمانة تقتضي أن يقول له أن النظام المايوي الذي شيد بالعرق والدماء والدموع آخذ في الانهيار ، والمؤامرات تحاك حوله من كل الجوانب وأن الأرض تحته " أي الرئيس " تتشقق !. وكان ذلك قول رجل قوي وأمين وفوق ذلك مخلص على الأقل لما يؤمن به وعمل من أجله طيلة سنوات خدمته .

    (8) - 5 :

    قبل الوصول إلى نهار وليلة الانهيار أو " ليلة الجنرالات " والتي كانت في ليلة 5/6 ابريل نيسان 1985 ، أشير إلى أن الخرطوم كعاصمة قومية كانت لأغراض حفظ الأمن الداخلي فيها تعتبر منطقة عسكرية واحدة ، تم تقسيمها إلى قيادة المنطقة المركزية و6 مناطق عسكرية فرعية هي : الخرطوم والشجرة وبحري وأم درمان ووادي سيدنا وجبل أولياء .

    *

    كانت قيادة منطقة الخرطوم الفرعية تقع على عاتق اللواء إبراهيم يوسف العوض الجعلي " قائد القوات المحمولة جواً ، وقائد منطقة الشجرة الفرعية هو العميد " حمادة عبد العظيم " قائد سلاح المدرعات . أما قائد منطقة بحري الفرعية فهو العميد " فضل الله برمة ناصر " قائد سلاح النقل . وقائد منطقة أم درمان الفرعية العميد " عبد العزيز محمد الأمين " قائد سلاح المهندسين . أما قيادة منطقة وادي سيدنا فقد كان يقودها العميد " عثمان الأمين " وهو قائد الكلية الحربية السودانية ، بينما القيادة الفرعية السادسة والأخيرة وهي منطقة جبل أولياء العسكرية كان يقودها العقيد " عز الدين أحمد حسن هريدي " بالوكالة .

    *

    نتيجة للأسباب المعروفة لدي الجميع اندلعت مظاهرات الانتفاضة في 26 مارس 1985 واشتعلت في معظم المدن السودانية . كان الرئيس نميري الذي تخلى عن منصب القائد العام للقوات المسلحة السودانية يستسهل الأمر إلى درجة أنه غادر البلاد في نفس اليوم متوجهاً في زيارة طويلة للولايات المتحدة الأمريكية والباكستان ، وتلك هي المرة الأخيرة التي لم يستطيع بعدها الرجوع إلى السودان كرئيس .

    *
    (8) - 6:

    الانهيار :

    اعتباراً من 26 مارس 1985 بدأ النظام المايوي ينهار ويتهاوى ، فقد عمت المظاهرات واشتبك أفراد الشعب مع رجال الشرطة الذين كانوا يبدون تعاطفاً مع المتظاهرين بصورة واضحة . تحفظ قائد قوات الاحتياطي المركزي في استخدام القوة لفض المظاهرات ، أما الاتحاد الاشتراكي السوداني فهو أصلاً لم يكن موجوداً ورغم عدم قناعة الناس به لأنه لم يقدم لهم شيئاً ، قام بعض قادته بعمل سخيف لم يكشف إلا عن ضعفه وهزاله ، وهي المظاهرة التي أطلق عليها مظاهرة الردع . شارك في تلك المظاهرة الهزيلة " أبو القاسم محمد إبراهيم " عضو مجلس قيادة الثورة السابق ، والقائد العام لقوات الشعب المسلحة الفريق " عبد الرحمن سوار الذهب " ، ولم تكن سوى مظهر من مظاهر التداعيات المتلاحقة للنظام . ثم جاءت الطامة التي كشفت بوضوح عن ترنح النظام وهي إعلان النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز أمن الدولة اللواء " عمر محمد الطيب " في بيان هزيل ومعه بعض قيادات الاتحاد الاشتراكي الرجوع عن زيادة أسعار الخبز التي أعلنها النظام وأدت إلى بداية المظاهرات . لم يكن ذلك البيان سوى استجداء من قيادات خائرة تماماً و تجسيداً لضعف النظام وفتور قوته وهوانه .



    (8) - 7:

    حينما شعر أمن الدولة بأن النظام أخذ يتداعى ، قام بإرسال أفراده إلى الشوارع لفض المظاهرات بالسلاح ، ولكن باللبس المدني !! ، وكان ذلك شيئاً مثيراً للرأي العام العسكري وللضباط وأفراد القوات المسلحة . والأدهى والأنكى أن بعضاً من أفراد وجنود جهاز الأمن لبس ملابس القوات المسلحة وأخذ يشارك في فض المظاهرات . وبدأت التكتلات من اليسار واليمين تظهر داخل القوات المسلحة .لامتصاص الغضب الذي امتد إلى ضباط القوات المسلحة رأت القيادة العامة أن يقوم قادة المناطق بالاجتماع إلى وحداتهم وضباطهم ولم تكن هناك خطة محددة طلب من القادة الالتزام بها ، أو تصور محدد لحل الأزمة القائمة سوى بعض التطمينات والتي كانت في حد ذاتها من من عوامل إثارة الضباط الذين جابهوا قادتهم بأحاديث ساخنة وأحياناً ملتهبة ، خاصة في قيادة المهندسين ( منطقة أم درمان ) ، والتي كانت تحت قيادة العميد الركن " عبد العزيز محمد الأمين ، وأيضاً في منطقة الشجرة العسكرية ، وهي قيادة سلاح المدرعات وتحت قيادة العميد " حمادة عبد العظيم حمادة " كانت نتيجة ذلك أن عاد كل من قادة المناطق العسكرية الست ليس فقط والشجرة فحسب ، ولكنهم عادوا جميعاً مسرعين إلى القيادة العامة وأوضحوا للقائد العام الفريق " عبد الرحمن سوار الذهب " وبقية هيئة القيادة أن الضباط في حالة استياء وثورة ، وأن فيهم من ينادي للتحرك حقناً للدماء ، خاصة في ظل قيام جهاز أمن الدولة ( ضباط وإفراد ) بتسليح أنفسهم ونزولهم إلى الشارع لفض المظاهرات ، وأوضح هؤلاء القادة وخاصة ( المهندسين في أم درمان والمدرعات في الشجرة ) خشيتهم من أن يقوم بعض الضباط المتطرفين مستغلين الظروف القائمة بتدبير انقلاب عسكري لحساب إحدى الجهات السياسية المتطرفة يميناً أو يساراً .




    (8) - 8:


    هنا لا بد من الوقوف للتأمل في حقيقة : هل كانت هنالك مجموعة جاهزة للتحرك للانقلاب على السلطة والتي امتد عمرها إلى أكثر من خمسة عشر عاماً ، وتكاد أن تصل إلى العام السادس برغم مؤشرات الضعف والانهيار ؟
    استطيع أن أؤكد هنا أنه حتى صبيحة يوم 6 ابريل / نيسان 1985 لم يكن هنالك من تنظيم يستطيع القيام بذلك ، أي بتغيير أو قلب نظام الحكم ، لكن لا أستطيع أن أجزم بأنه لم تكن هناك تنظيمات موجودة والمؤكد أنه في حالة وجود أي منها فهو لم يكن جاهزاً أو بمعني آخر لم يكن في مقدوره إعداداً وتحضيراً القيام بذلك . لقد سألت عدداً من الضباط في أوقاتٍ لاحقة من الذين يمكن وصفهم أو تصنيفهم بأنهم يساريون أو يمينيون أو أنهم يعملون داخل تنظيمات أو من الذين ضغطوا لحدوث التغيير سواء في سلاح المهندسين أو سلاح المدرعات أسئلة محددة :

    - هل كانت لديكم خطة للتحركات " الانقلاب العسكري " هل لديكم خطة لتنفيذها ؟؟؟
    - هل كانت بياناتكم جاهزة " البيان الأول ..تشكيل مجلس قيادة الثورة ..طبيعة الحكم الخ " ؟؟؟
    - من كان سيقرأ البيان الأول إن كان موجوداً ؟؟؟

    *
    كانت الإجابة نفياً قاطعاً أو سكوتاً مطبقاً ، مما يدل على أنه لم يكن هناك تنظيم أو مجموعة جاهزة للقيام بذلك ، ولم يكن الأمر سوى أحاديث حماسية ملتهبة في ذلك الجو الصيفي الغائظ من ابريل / نبيسان . وفي حقيقة الأمر ، فإن إدارة الاستخبارات العسكرية حينما وضعت يدها على ذلك التنظيم العريض في العام 1983 كان عبارة عن جبهة تشكلت من اليمين واليسار والوسط وكل ألوان الطيف السياسي بهدف الإطاحة بالرئيس نميري ونظامه وبعد اكتشاف ذلك التنظيم ومن ثم تم إبعاد الناشطين فيه من القوات المسلحة واحتواء الأمر . بالرغم من تردد اسم ضابط كبير من أعضاء هيئة القيادة كقائد له كما ذكرنا ذلك سابقاً ، فإن ذلك كان بمثابة ضربة قاسية لكل الاتجاهات السياسية ولكل المغامرين الذين كانوا يتطلعون للقفز على السلطة.

    (8) - 9:


    لابد من التنويه بأن مدير الاستخبارات العسكرية ، وهو العميد " فارس عبد الله حسني " وهو أحد أعضاء هيئة القيادة في 1985 ، كانت لديه معلومات مؤكدة تبين أن تنظيم الإخوان المسلمين قد اخترق القوات المسلحة ونشط خلال العام 1984 في تجنيد ضباط المركز الإسلامي الأفريقي ( جامعة أفريقيا ) . وهم من الضباط الذين حضروا دورة أطلق عليها " دورة الدعوة " والتي كانت تمتد عاماً كاملاً وتمنح دبلوماً باسم الدعوة . أحد الضباط المنقولين حديثاً لإدارة الاستخبارات وقد تم تعيينه لحضور تلك الدورة هو الذي ابلغ عما يجري في المركز الإسلامي الأفريقي . ومما يشار إليه أن ذلك المركز كان يحاضر فيها عدداً من كبار زعماء الإخوان المسلمين " الجبهة الإسلامية سابقاً " ويبدو أن القائمين على أمر المركز أو المشرفين عليه كانوا يمنحون الضباط منحاً مالية ضخمة بالعملة الصعبة ، ويرتبون لهم أداء العمرة على نفقة المركز . قطعاً إن المال له بريق ووهج في نظر كل من يسعى إليه باستثناء الدعاة بالطبع !! . رغم أن ذلك كان مؤشراً قوياً إلى أن "الإخوان المسلمين " لهم تنظيم داخل القوات المسلحة ، بيد أنه من المرجح أن ذلك التنظيم لم يكن مستعداً أو بالأحرى لم يكن باستطاعته التحرك . ربما ساهم ضباط منهم في مرحلة لاحقة في مراقبة الضباط اليساريين ، أيضاً يمكن تفسير إلقاء القبض على زعماء " الإخوان المسلمين " واعتقالهم بواسطة الرئيس نميري واصفاً إياهم بـ " إخوان الشياطين " . إلى ما كان يحدث في ذلك المركز . على كل يمكننا أن نقول هنا ، حتى يثبت العكس ، أن الرئيس نميري لم يترك أي تنظيم نشط داخل القوات المسلحة أو أي مجموعة قادرة على التحرك في تلك الفترة ، تستطيع أن تنجح في قلب الحكم.

    (9)

    "السيف والطغاة – القوات المسلحة السودانية والسياسة – دراسة تحليلية (1971- 1995) "
    لكاتبه سعادة العميد (م) السر أحمد سعيد ، جديرٌ بالقراءة والحفظ . له منا الشكر أجزله ، بأن أفسح لنا أن نذكر توثيقه في ذكرى انتفاضة 6 أبريل 1985. وسِفره حافلٌ بتفاصيل تاريخية
    بين الأعوام ( 1971-1995 ). من النادر الحصول على إفادات الضباط الوطنيين ، الذين نالوا تأهيلاً عالياً ، داخل وخارج السودان . عمل في قوات حفظ السلام في لبنان ، كما عمل في الجنوب مدة طويلة .
                  

08-03-2018, 07:43 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: عبدالله الشقليني)





    أشياء عن جهاز أمن 25 مايو


    لم يكن جهاز الأمن حيادياً كما كان يدّعي الذين وثقوا الكتاب عن جهاز الأمن اللذان ذكرنا سابقاً .
    لقد كان الجهاز يحاول ضرب مظاهرات الجماهير ، وكان يحمل الأسلحة ، ولم يكن يؤدي الدور المثالي ( الدراسة والتحليل ) .
    وقد بين سفر العميد الركن (م) ذلك بوضوح تام . وفق الملف باللون الأحمر الذي أوردناه سابقاً أعلاه
    *
                  

08-07-2018, 08:44 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرة جهاز الأمن لحركة 2 يوليو 1976 . (Re: Elbagir Osman)

    ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de