ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم نربح شئ بمغادرة اليهود للسودان، ولكن هل خسرنا بمغادرتهم؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2018, 08:50 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم نربح شئ بمغادرة اليهود للسودان، ولكن هل خسرنا بمغادرتهم؟




















                  

04-06-2018, 08:54 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    الأخ دكتور منصور اسحق إسرائيل دفعتي في الجامعة وكنا في داخلية واحدة، هو في كلية الصيدلة وأنا في كلية الطب. وكانت له صيدلية قصاد القسم الأوسط في أمدرمان. له التحايا.

    تحياتي أخ علي الكنزي

                  

04-06-2018, 09:05 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    اخ د ياسر
    لك ودي واحترامي
    تراكا انت دقة قديمة يعني قريت ايام كلية غردون ولا شنو؟
    هانذا اجمع بين الاستاذ وقول لليهود اعده ذهباً
    أذن قل لي ما قاله الاستاذ لما يوافق قول اليهود في المعنى وليس والمفردة؟
    الاجابة بعشرة نقاط
    شكري لمداخلتك وتعريفي بجزء من حياتك عندما كانت جامعة الخرطوم من افضل جامعات افريقيا والوطن العربي.
    بالمناسبة من هو الداعم الاول لكلية الطب بجامعة الخرطوم منذ ان كانت مدرسة الطب لكلية غردون؟
    السؤال دا الاجابة عليه ٢٠ نقطة.
                  

04-06-2018, 09:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    علي الكنزي
    عافية تعادي تفوتك البغدادي
    كتاب ابناء يعقوب في السودان بالانجليزية من اماع ما قرأت في بابه
    مؤلفه الحاخام ملكا آخر حاخام لليهود بالسودان
    ابنه جونيور مالكا طبيب ومدير مستشفى كبير في جادتنا في ڤيرجينيا
    قام المرحوم الأستاذ مكي ابوقرجة بترجمة هذا الكتاب للعربية
                  

04-06-2018, 09:21 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    Quote: لليهود قول مأثور يعني ذهباً وقد قال به الاستاذ محمود ولكن بمفردة آخرى.وقولهم : "لا يهم ملء الذاكرة بقدر ما يهم العمل بها"



    Quote: هانذا اجمع بين الاستاذ وقول لليهود اعده ذهباًأذن قل لي ما قاله الاستاذ لما يوافق قول اليهود في المعنى وليس والمفردة؟

    بالمناسبة من هو الداعم الاول لكلية الطب بجامعة الخرطوم منذ ان كانت مدرسة الطب لكلية غردون؟


    في الحقيقة لا أعرف بالضبط ما هي مقولة الأستاذ محمود التي تقصدها، أرجو أن تذكرها لنا.

    وكلية الطب بدأت العام 1924 باسم مدرسة كتشنر الطبية، ولا أعرف من هو الداعم الأول لها. وأكون منونا لك لو ذكرت المعلومة.ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-06-2018, 09:31 AM)

                  

04-06-2018, 09:25 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    بالمناسبة يا غوث/ قوس افتكر في قاعة في كلية الطب اسمها كرار
    من هو كرار هذا
                  

04-06-2018, 09:32 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: عبدالله عثمان)

    شكراً ليك
    قصدي من الاسئلة هي تنشيط ذاكرة التاريخ
    واعطاء جرعات صغيرة لتاريخ مجهول في السودان
    وهو سبب طرحي هذا الخاص باليهود
    لكن خذلتني يا اخي لا تعرف القول الذهبية للاستاذ لو عمل بها كل انسان بغض النظر عن ديانته ولونه
    لتغير عالمنا كثيراً
    لك الحق بالاستنجاد بصديق
    خلي يجي الاخ عبدالله عثمان لانقاذك
    وبعد دا تقول لي ما قريت للاستاذ؟
    من المفروض ان يكون الكتاب جزء من مكتبي التي علي ان اعيد تبويبها وترتيبها بعد وصلولها من جنيف.
    الاجابة البغدادي هو الداعم الاول لكلية الطب منذ ان كانت كلية غردون وإلى يومنا هذا لأن الرجل ترك اوقافاً لا تحصى في سبيل كلية الطب.
    ولكن ما هي جنسيته؟


                  

04-06-2018, 09:36 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: عبدالله عثمان)

    تسلم يا عبد الله عثمان

    على زمننا لم تكن هناك قاعة كرار. ولكني أعرف أهم قاعة هي قاعة البغدادي وقد سمعت أنه من داعمي كلية الطب بالمال ولكن لا أعرف إن كان هو أكبر الداعمين أم لا. يبدو أنه أكبر الداعمين.

    ــــــــــــــــ

    البغدادي.. سيرة رجل "عراقي" وهب كل أملاكه لطلاب كلية الـطب



    01-19-2014 10:30 PM


    الخرطوم- علاء الدين أبوحربة
    البغدادي رجل وهب أملاكه أوقافا لخدمة طلاب الطب، ووهب غيرها من العقارات أوقافاً لأعمال البر والخير، وعندما رحل البغدادي عمد مريدوه ومحبوه إلى بناء حرم قبره بذات الشكل الهندسي لبناية كلية الطب، حتى تبدو المقارنة بينهما منهكة، ولولا أن المقبرة أصغر حجماً بطبيعة الحال لعلقنا عليها لافتة مكتوب عليها (كلية الطب – جامعة الخرطوم)، ولضل كثير من الطلاب الطريق إلى تلك التي بشارع القصر. كثيرون لا يعرفون شيئاً عن الرجل، بل كادوا لم يسمعوا به قط، لذلك ابتدرت (اليوم التالي) توثيقاً لجانب من سيرته العطرة عبر هذا المساحة حتى نرد له بعض جميله، وهو بين يدي إلهه سبحانه وتعالى.
    صورة عن قريب
    أحمد محمد هاشم بغدادي، فارسي الأصل ولد في بغداد وتربى فيها، قدم للسودان شابا عازباً وفقيراً في العام 1900م، فكان من أوائل المدنيين الذين وفدوا للسودان بعد احتلال كتشنر للخرطوم، وعمل بغدادي في تجارة التحف التي جمع منها ثروات طائلة سخرها في شراء العقارات، فامتلك عدداً كبيراً من القطع السكنية والمنازل والوكالات والمكاتب في سوقي أم درمان والخرطوم، أما المتجر الذي كان يمارس فيه نشاطه، فقد أصبح في أواخر ستينيات القرن النصرم محلاً للخياطة تحت لافتة (شبير قلة.(
    العربية بلحن أعجمي
    عاش البغدادي شبه منعزل عن الناس، لكن أحبه كل من عرفه عن قرب، فقد كان ذكياً ومثقفاً بحسب رواية المقربين إليه من الأطباء من بينهم الدكتور (علي بدري) والدكتور (الهادي النقر)، اللذان كشفا أنه كانت له آراء متحررة، وكان شغوفاً بدراسة الشعر الفارسي متحمساً له وعارفاً بشعرائه، وكثيرا ما كان يقرأ بعض أشعارهم على زواره، وأنه كان يتحدث العربية بلكنة أجنبية، ولم يكن يعرف الإنجليزية. وأضافا أنه تزوج امرأة من إحدى عوائل مدينة أم درمان، لكنه لم ينجب منها، بل لم تكن في عصمته حين تعرف عليه طلاب الطب، ولم يعرفوا عن هذه السيدة شيئاً ولا عن عائلتها، كما لم يعرف الكثير عن أصول البغدادي على وجه الدقة، بيد أن أحد أبناء عمومته كان قد زاره لفترة قصيرة، وظل هكذا وحيداً لم يعش معه في منزله طوال حياته غير بعض الخدم من مصر وبغداد.
    علاقته بكلية الطب
    عندما أُعلن رسمياً عن مشروع إنشاء مدرسة الطب تخليدا لذكرى اللورد كتشنر الذي غرقت سفيتنه أثناء الحرب العالمية الأولى في العام 1916، كان بغدادي أول المساهمين في ذلك المشروع، وفي 27 سبتمبر 1917 أوقف مدى الحياة بعض عقاراته في أم درمان والخرطوم لصالح إعالة ودفع مصاريف الدراسة لطلاب الطب الفقراء والمحتاجين على أساس الاستحقاق والأهلية دون تفرقة على أساس لون أو عرق أو دين، وأعطى أحمد بك رعايته الأبوية لطلاب مدرسة كتشنر الطبية (كلية الطب، جامعة الخرطوم لاحقاً)، ومنذ تأسيسها ظل حريصاً على راحة الطلبة، أطعمهم بسخاء وأعطى كل طالب جنيهاً شهرياً (للكسوة)، وكان يزورهم في داخلياتهم متفقداً أحوالهم، كما كانوا يردون عليه الزيارات بانتظام، وقد كان بيته قريباً من الداخلية بل وملاذا لطلاب الطب يؤمونه دون حرج أو استئذان، وعندما زاد عدد طلاب المدرسة بعد سنوات من افتتاحها خصص منزله بطابقيه داخلية لهم، وعند افتتاح مدرسة كتشنر الطبية في 29 فبراير 1924، كان البغدادي أول من وقع في دفتر الزوار، وعندما كون مجلس المدرسة كان أحد أعضائه وأحد أعضاء اللجنة التنفيذية المنوط بها إدارة المدرسة وظهرت صورته مع كل الخريجين في كل سنوات حياته في الأعوام 1928 و1929 و1931 و1932.
    سيل أوقافه لا يزال متدفقاً
    شمل وقف البغدادي ست قطع سكنية في الخرطوم، نادياً واحداً، أربعة عشر دكاناً، ثلاثة منازل، نصف وكالة في أم درمان والثلث في خمسة دكاكين كانت شراكة بينه وبين السادة عبد المسيح تادرس، وبولس جرجس سليمان، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، ومن بين عقارات البغدادي هناك 33 محلاً مؤجراً في سوق الخرطوم، منها مبنى الحلواني بشارع الجمهورية ومبنى الفوال غرب ميدان الأمم المتحدة، ومبنى مكتبة الكتاب المقدس في المحطة الوسطى بالخرطوم، و14 قطعة في سوق أم درمان، ولايزال وقف البغدادي قائما يديره (ناظر الوقف) و(مجلس أمناء وقف البغدادي)، كما هناك أيضا (اللجنة الاستثمارية لوقف البغدادي)، حيث لاحظت جامعة الخرطوم في العام 1968م أن العائد من ذلك الوقف رغم كبر حجمه كان قليلاً، وأن مبانيه في أسوأ أحوالها، فقررت هدم بعض تلك المباني وإعادة بنائها حتى تتجاوز عوائق قانون الإيجارة السائد، ونجحت الجامعة في مساعيها في العام 1971 حين وافقت السلطات على عدة خطوات من شأنها أن تسهل التعاون مع الوقف والنهوض به.
    الملك جورج الخامس يكرمه ويمحنه لقب (MBE)
    تكريماً له، منحه الملك جورج الخامس لقب (MBE) ومنحته الحكومة المصرية (ميدالية النيل) ولقب بك، وسمت كلية الطب إحدى قاعاتها باسمه، وسمت مدينة الخرطوم شارعا باسمه أيضا، كما قام الخريجون بزيارة قبره ووضعوا قبة على شكل قبة المدرسة فوقه تخليدا لذكراه وعرفانا بفضله.
    رحيله.. وقصة قبره بمقابر فاروق
    تمنى البغدادي أن يموت ويدفن في السودان، فقام بتحضير قبره في مقابر فاروق بالخرطوم، وكان ذلك القبر يشبه المقابر المصرية، وكان يزوره كل عام، وتحققت أمنيته، إذ توفي البغدادي في الخرطوم في 22 يناير 1933 متأثراً بذات الرئة المزدوجة واليرقان، وقد كانت هذه أمراض قاتلة في ذلك الوقت، فالمضادات الحيوية بأنواعها لم تُعرف بعد، دُفن البغدادي في مقبرته مشيعاً بطلاب وخريجي مدرسة كتشنر الطبية وأعيان البلد

    اليوم التالي
                  

04-06-2018, 09:45 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    تصرف جزء من ترجمة بروف بدرالدين حامد الهاشمي عن مقال البروفيسور روبرت كرامر عن أحد الشخصيات اليهودية في السودان، نشر في العدد التاسع والأربعين من "المجلة الكندية للدراسات الأفريقية Canadian Journal of African Studies" الصادرة عام 2015م.


    وبدأت أوضاع اليهود في السودان تسوء بصورة متسارعة عقب قيام دولة إسرائيل في عام 1948م، وساءت أكثر عقب وصول عبد الناصر لسدة الحكم في مصر في 1954م،... فبدأت أفواج عائلات اليهود تخرج من مصر والسودان بلا عودة. وشمل ذلك نعيمة وايثير وسليمان بيومي. وهاجر غالب اليهود إلى أوروبا والولايات المتحدة، بينما فضل قليل منهم الذهاب لإسرائيل. ولم يبق من تلك العائلة في السودان سوى داؤود وزوجه اليقرا وأطفاله السبعة، إذ كان داؤود قد وعد والده بأن يدفن إلى جنبه بمقابر اليهود بأم درمان، وكان يشعر شعورا قويا بأنه ينتمي للسودان، ولذا آثر البقاء فيه واستمر في أداء أدوار مهمة في حيوات أناس كثر في مجتمع "المسالمة"، مما منحه اللقب الشرفي "شيخ الحارة". وكان يحس بواجبه في رعاية "المعبد اليهودي" لسنوات طويلة قبل أن يتناقص عدد اليهود إلى أقل من عشرة، وهو العدد الأدنى المطلوب لقراءة التوراة. وأخيرا توفي في داره الذي كانت تملكه الجالية اليهودية.

    وفاة بسيوني

    في صباح اليوم التالي لوفاته كفن داؤود بسيوني تحضيرا لدفنه. وذكر أفراد من العائلة أن فقيدهم كفن في ثوب (سرتي)، وهو عادة من ثياب الزفاف قديما. وقيل إن ذلك الثوب الذي كفن فيه داؤود كان هو ثوب زفاف والدته، منى (ذكر الكاتب في الهامش أن مثل ذلك الثوب سمي على مدينة في الهند هي سورات Surat، وذكر أيضا أن الرحالة الأسكتلندي جيمس بروس زار سنار في عام 1771م ورأى فيها قماش السرتي، والذي كان يأتي من الهند عبر ميناء سواكن. المترجم). ذهب المشيعون بجثمان داؤود بسيوني إلى المقبرة اليهودية، بينما بقيت نساء العائلة في الدار بحسب التقاليد السودانية، وتقاليد اليهودية (السفاردية) أيضا. ووضع جثمان بسيوني في قبره ووجهه يتجه نحو الشرق (في هذه الحالة كان المقصود هو جهة القدس).
    وعاد أهل بسيوني لداره لتلقي العزاء من الأصدقاء السودانيين ورجال ونساء الجاليات الأجنبية من الأرمن والسوريين والأغاريق، إضافة لشخصين من اليهود الذين بقوا بالسودان. استمر العزاء لأربعين يوما، بحسب التقليد السوداني، وخالفت عائلة داؤود بسيوني بذلك التقليد اليهودي الذي يقضي بأن تكون أيام العزاء سبعة أيام لا تزيد (يسمى العزاء عند اليهود شيفاShiva ). وأتى للعزاء رتل كبير من المعزين السودانيين من عائلة منى الممتدة، منهم نساء (مشلخات) يرتدين أثوابا سودانية تقليدية ملونة. قرأ الرجال الفاتحة على روح الفقيد، بينما تعالت أصوات النساء بالعويل مع نساء عائلة بسيوني. وبقيت بدار بسيوني طوال أيام العزاء الأربعين هلالة بنت آدم سليمان (خادم بسيوني السابق). أتت كما قالت لتعزي في أخيها داؤود. وأتى للعزاء كذلك أفراد من وجهاء ومثقفي العائلات الكبيرة كان منهم سيد اسحق محمد الخليفة شريف (أحد أحفاد المهدي) ومحمد داؤود الخليفة (أحد أحفاد الخليفة عبد الله). أتى هؤلاء للعزاء في نجل رجل مهم في المهدية.
    وبعد انقضاء فترة "الأربعين"، كما كان يسميها أفراد عائلة بسيوني، نهض هؤلاء من المراتب الملقاة على الأرض التي كانوا يجلسون عليها أثناء أيام الحداد، واغتسلوا وتعطروا، وتلوا صلوات يهودية (كاديش kaddish) تقال عادة على روح الميت. وقاموا بتحضير طعام إفطار خاص فيه كثير من أطايب الأطعمة. وفي صباح اليوم التالي قامت نساء العائلة بزيارة قبر بسيوني للمرة الأولى ورتلن الكاديش مرة أخرى، ووزعن بعض الأطعمة على كل من كان موجودا بالمقبرة، وتركن بعضها مع بسكويت وحلوى ملفوفة في أوراق ملونة على القبر، ونثرن الماء على ترابه.
    بعد ذلك عادت حياة العائلة بالتدريج إلى طبيعتها. وبعد مرور عام على وفاته هاجر أفراد عائلة بسيوني الذين بقوا في الخرطوم (أرملة بسيوني وولديها) إلى أوروبا بصورة نهائية. وبذا أسدل الستار على حياة أقدم عائلة يهودية في السودان.

    وفي تلك الفترة توفي داؤود بسيوني، وهاجر آخر أفراد عائلته نهائيا لأوروبا. ثم أتى عهد الرئيس الحالي (عمر البشير) بانقلاب عسكري إسلامي (تعقدت خلاله قومية اسلامية مقيتة: الكاتب) هي ما دعت لتذكر داؤود بسيوني ك "أحمد داؤود بسيوني" في الإذاعة السودانية، وكأن الشُمول (inclusivity) والقبول بالآخر والتَوْفِيقِيَّة (syncretism) الذي تميزت به تلك العائلة، وهويتها المتفردة لم يعودوا مقبولين أو قابلين للحياة في البلاد.
    لعل تعريف السودان بأنه قطر "عربي" و"مسلم" كان سيثير، بلا ريب، استغراب الأقباط المسيحيين الذين أقاموا بكردفان في القرن التاسع عشر. فعقب مرور ما لا يزيد عن خمسين عاما من وصولهم من مصر للاستقرار في مدن مثل الأبيض وبارا بدأ هؤلاء يعدون أنفسهم "سودانيين". وسجل التاجر القبطي يوسف ميخائيل في مذكراته بأنه ورفاقه كانوا في عام 1875م، وهم تلاميذ بمدرسة الأبيض، يستمتعون بإزعاج مدرس مصري جديد قدم لتوه من بلاده. وأضاف بالقول: "لم نكن نخاف منه لأنه مصري وجبان". وارتعب المدرس المصري من ذلك الاستقبال العدائي وقال بأنه رجل أجنبي لا علم له بأخلاق أولاد السودان وسلوكهم! (ذكر الكاتب أنه اِسْتَقى تلك المعلومة من رسالة دكتوراه لصالح محمد نور عن مذكرات يوسف ميخائيل من جامعة لندن، عام 1962م. وعمل المرحوم الدكتور نور أستاذا للتاريخ بكلية الآدب في جامعة الخرطوم. المترجم). وكان يوسف ميخائيل يشير لأفراد مجتمعه من الأقباط بأنهم "أهل الوطن" قبل زمن طويل من انضمام غالب هؤلاء لأنصار المهدي. وكان يشار لسكان المسالمة بأم درمان في عهد المهدية – بحسب الظرف والحال - بأنهم “مسالمة" أو "أنصار" أو "أهل أم درمان". وكان ذلك إحساسا باكرا بهوية وطنية ناشئة.
    لقد كانت الهوية تعتمد دوما على الموقع (situational) في السودان (أي "أرض السود" أو بلاد السودان" بحسب تسمية الجغرافيين العرب في القرون الوسطى). وتداخلت بطرق ومستويات متباينة عوامل اللون والعرق والقبيلة واللغة والموقع والدين والمهنة في تحديد تلك الهوية. وجعلت تلك العوامل الهوية في السودان ديناميكية الطابع، وسمحت حدودها الاجتماعية المسامية / السميمة (porous) لكثير من الناس بالانتماء لها. فقد جاءت للسودان عائلة يهودية أصلها من فلسطين والأناضول، وصاهرت عائلات من شمال السودان، وعاشت وازدهرت في ذلك البلد (رغم تعرضها في أوقات قليلة لبعض المخاطر). وأحست تلك العائلة بقبول الآخرين في البلاد بهم كسودانيين، وجسد كل فرد فيها - في كثير من النواحي - معنى أن يكون المرء سودانيا في ذلك البلد المترامي الأطراف. غير أن هذا الوضع قد تغير، وغدا السودان مستعدا لهجر نصفه "الأفريقي" وطرحه بعيدا، ولم يعد بالطبع متوقعا أن يسع أو يحتضن عائلة معقدة التكوين كعائلة بسيوني.
                  

04-06-2018, 09:56 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: لكن خذلتني يا اخي لا تعرف القول الذهبية للاستاذ لو عمل بها كل انسان بغض النظر عن ديانته ولونه
    لتغير عالمنا كثيراً

    الأستاذ محمود له مقولات كثيرة، ولكني لا أعرف المقولة التي تقصدها أنت..

    تذكرت الطرفة التي تقول أن واحد مشى للدكتور بعد أن قالوا له أنه دكتور شاطر يعرف كل الأمراض. وعندما ذهب للدكتور سأله عن شكواه فقال له: إنت مش دكتور شاطر ، حقو تعرف مرضي شنو!! ههه

    ياس
                  

04-06-2018, 09:56 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: عبدالله عثمان)

    شكراً كتير اخ عبدالله عثمان لهذه الاضافة الثرة
    وهذا ما ندين ونعترف به لحواري الاستاذ بانهم منهل قراءة وعلم
    وليت حوارنا يرتقي ويكون على هذا النهج
    خاصة وقناعات الناس لا تجتمع على امر واحد
    لك ودي
                  

04-06-2018, 09:53 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    البغدادي هو الداعم الاول لمدرسة الخرطوم الطبية وما زال إلى يومنا هذا بالداعم الاول والمستمر دون انقطاع لكلية الطب

    هو فارسي شيعيى

    شكراً ليك يا دكتور فقد خدمت الطرح بما يهدف له
    ويبقى السؤال عن قول الاستاذ قائماً
    لك ودي
                  

04-06-2018, 10:07 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

                  

04-06-2018, 04:30 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    الاخ عبدالله عثمان
    كل مداخلاتك تجعل القارئ انك معنا هنا في السودان،
    ولكن قولك:
    Quote: ابنه جونيور مالكا طبيب ومدير مستشفى كبير في جادتنا في ڤيرجينيا
    قام المرحوم الأستاذ مكي ابوقرجة بترجمة هذا الكتاب للعربية

    أيه قصة امريكا والجمهوريون هذه؟
    وما زلت انتظر رداً على سؤالي أن الاستاذ قال مختصر قول هو الذهب بعينه ويطابق قول اليهود.
    ماذا قال الاستاذ؟
    والله انه قول في طرف لسانكم
                  

04-06-2018, 04:52 PM

mohamed osman bakry

تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 1647

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    Quote: وما زلت انتظر رداً على سؤالي أن الاستاذ قال مختصر قول هو الذهب بعينه ويطابق قول اليهود.
    ماذا قال الاستاذ؟
    والله انه قول في طرف لسانكم



    يا علي
    سلامات
    ياخي لو إنت عارف معلومة قالها الأُستاذ أو فعل قام به
    ياخي قولو بدل الجرجرة دي
    لو ما داير تقولو فمافي داعي تجبر غيرك يقولو نيابة عنك
    regard
                  

04-06-2018, 05:29 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: mohamed osman bakry)

    الاخ محمد عثمان بكري
    سلام عليك في الاولين والأخرين
    وشكراً لمداخلتك،
    لماذا التعجل علي دائماً في كل طرح اطرحه
    ووالله لم ارمِ به امتحان امرئ أو ظهوري بمن يعلم شيئاً يجهله الاخرون
    ولكن كما قلت انه تنشيط ذاكرة القارئ والمنبري ليس إلا
    وما قاله اليهود قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثيراً ما استشهد به الاستاذ
    كما ان الاستاذ عبر عن ذلك بمفردته الخاصة به وستبقى ذات اثر ما دام المرء يطلب العلم لينتفع به
    صبراً علي قليلاً ولن اغيب كما غبت في الطرح السابق الذي لم يتقدم كثيراً لمرضي
    لك ودي best regards
                  

04-07-2018, 09:29 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    لاحظت أن كثير من الناس تجهل ان اليهودية دين عرقي لا يدعو الناس لاعتناقه
    واليهودي الاصلي هو من امه يهوديه
    أما من كان اباه يهودياً امه على دين آخر فلا يقبل كيهودي إلا بعد ان يمر
    بمرحلة اختبارية يعقدها الحاخام معه ويلزم بدراسة التوراه في السيناقوق او المعاهد المختصة بذلك
    ثم يباركة الحاخام كيهودي بعد مرور سنوات على ذلك ولكن يصبح يهودي من الدرجة الثانية
    وساشرح تحليلي الخاص لماذا تعتبر اليهودية من الام وليس الاب؟
    ولي في هذا تفسير خاص لم يقل به غيري
    والله اعلم
                  

04-07-2018, 11:06 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    الأخ علي الكنزي

    Quote: وما زلت انتظر رداً على سؤالي أن الاستاذ قال مختصر قول هو الذهب بعينه ويطابق قول اليهود.
    ماذا قال الاستاذ؟
    والله انه قول في طرف لسانكم


    أستغرب جدا أن تقسم على أمر وتصر على أن الجمهوري يُفترض أن يعرفه. أما أنا فأستطيع أن أؤكد لك أني لا أعرف القول الذي تقصده. فأرجو أن تكتبه حتى نستطيع أن نتحدث عنه بما يفيد البوست.. وإذا لم تكتبه ربما تكون مداخلتي هذه الأخيرة هنا.

    تحياتي
    ياسر
                  

04-07-2018, 12:46 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: لاحظت أن كثير من الناس تجهل ان اليهودية دين عرقي لا يدعو الناس لاعتناقهواليهودي الاصلي هو من امه يهوديهأما من كان اباه يهودياً امه على دين آخر فلا يقبل كيهودي إلا بعد ان يمر بمرحلة اختبارية يعقدها الحاخام معه ويلزم بدراسة التوراه في السيناقوق او المعاهد المختصة بذلكثم يباركة الحاخام كيهودي بعد مرور سنوات على ذلك ولكن يصبح يهودي من الدرجة الثانية وساشرح تحليلي الخاص لماذا تعتبر اليهودية من الام وليس الاب؟ولي في هذا تفسير خاص لم يقل به غيري والله اعلم.

    ∆ ليلي إبراهيم إسرائيل، إمرأة حديدية
    من حي المسالمة. گانت إدارية بالدرجة الثالثة
    بشؤون رئاسة الجمهورية ؛ حيث گنت أعمل
    مترجما ضمن طاقم قاعة الصداقة بقسمها
    الرئاسي المحلق بالقصر الجمهوري .

    ∆ أقول هذا متحفظا على الإجابة عن متى كان ذلگ؟!
    و لگن طبعن بگل تأكيد مرقت طفشت قبل مجيء "هؤلاء"؛
    [}> و علما بأنني لم أكن سادنا، و إنما دخلت القصر عبر ( لجنة اختيار)العم/ صلاح قرشي، من أبوابها الأمامية الثمانية،
    و من صفوف ( الغبش أبان مسوحن موية) .

    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 04-07-2018, 08:20 PM)

                  

04-07-2018, 02:58 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: دفع الله ود الأصيل)

    الاخ الدكتور ياسر
    اراك تقول عني :
    Quote: أستغرب جدا أن تقسم على أمر وتصر على أن الجمهوري يُفترض أن يعرفه. أما أنا فأستطيع أن أؤكد لك أني لا أعرف القول الذي تقصده. فأرجو أن تكتبه حتى نستطيع أن نتحدث عنه بما يفيد البوست.. وإذا لم تكتبه ربما تكون مداخلتي هذه الأخيرة هنا.
    تحياتي
    ياسر

    فقد وضح لي ولا اقول تيقنت ان الاية التي تقول:

    ((وخلق الانسان عجولا))
    أن للانسان السوداني حظ عظيم فيها
    حتى الطرح الذي طرحته عن المستشفى الخاص استعجلني المتداخلون ان اقول ما رأيته من ذم وعلي ان لا اطيل
    واحتراماً لرغبتك ورغبة متداخلين آخرين وربما رغبة القراء سافصح في مداخلة منفردة بعد هذه لما يجمع بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين الاستاذ واليهود
    لك ودي
                  

04-07-2018, 03:09 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    الاخ الاصيل ود الاصيل
    اراك تقول:
    Quote: ∆ ليلي إبراهيم إسرائيل، إمرأة حديدة من حي المسالمة.گانت إدارية بالدرجة الثالثة بشؤون رئاسة الجمهورية ؛ حيث گنت أعمل مترجما ضمن طاقم قاعة الصداقة ، بقسمها الرئاسي المحلق بالقصر الجمهوري .
    ∆ أقول هذا متحفظا على الإجابة عن متى كان ذاگ؟!
    و لگن طبعن بالتأكيد طفشت قبل مجيء "هؤلاء"؛ و علما

    لهذا قلتُ اننا لم نربح بطردهم، ولكن هل خسرنا بذهابهم؟
                  

04-07-2018, 05:25 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    الاخ ياسر
    بالتأكيد حديث الاستاذ في طرف لسانك ولسان كل جمهوري
    ولسان من يبحث عن الحكمة اين وجدها عمل بها
    اليهود قالوا:
    "لا يهم ملء الذاكرة بقدر ما يهم العمل بما فيها"

    اما الاستاذ فكثيراً ما يستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:

    "من عمل بما يعلم اورثه الله علم ما لا يعلم"

    اما الاستاذ فقد قال مقابل ذلك خاصة ما قال به اليهود:

    " ان تقول ما تعلم وان تعمل بما تقول"
                  

04-07-2018, 06:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    أشكرك يا أخي الكنزي

    إذن أنت تقصد قول الأستاذ عن الحر.. فهناك الحرية الفردية المقيدة والحرية الفردية المطلقة.

    [((والحر في المستوى الأول ، هو الذي يفكر كما يريد ، ويقول كما يفكر ، ويعمل كما يقول ، على شرط ألا تتعدى ممارسته لحريته في القول ، أو العمل ، على حريات الآخرين ، فإن تعدى تعرضت حريته للمصادرة وفق قوانين دستورية ، جزاء وفاقا .
    والحر في المستوى الثاني هو الذي يفكر كما يريد ، ويقول كما يفكر ، ويعمل كما يقول ، ثم لا تكون نتيجة ممارسته لكل أولئك إلا خيرا ، وبركة ، وبرا بالناس ، وأدنى مراتب الحرية الأولى العدل ، وأدنى مراتب الحرية الثانية العفـو ، وصاحب هذه لا ينطوي ضميره المحجب على ضغن على أحد ، ذلك لأنه يعلم أن الجريمة إنما تبدأ في الضمير ، ثم تبرز إلى حيز القـول ، ثم إلى حيز العمل . والله تعالى إنما يعني هـؤلاء ، ولا يعني أولئك ، حين قال : (( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ، إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون )) وهو أيضا يعنيهم حين قال : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن )) وهو أيضا يعنيهم حين قال : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ، يحاسبكم به الله )) ..
    وأما أصحاب مرتبة الحرية المقيدة فإن حديث المعصوم يعنيهم حين قال (( إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفوسهم ، حتى يقولوا أو يعملوا ))]
                  

04-07-2018, 06:58 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    هل جمعي بين الاقوال الثلاث يليق؟
                  

04-08-2018, 07:15 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    ؟الاخ الاصيل ود الاصيل اراك تقول: Quote: ∆ ليلي إبراهيم إسرائيل، إمرأة حديدية من حي المسالمة.گانت إدارية بالدرجة الثالثة بشؤون رئاسة الجمهورية ؛ حيث گنت أعمل مترجما ضمن طاقم قاعة الصداقة ، بقسمها الرئاسي المحلق بالقصر الجمهوري . ∆ أقول هذا متحفظا على الإجابة عن متى كان ذاگ؟! و لگن طبعن بالتأكيد طفشت قبل مجيء "هؤلاء"؛ و علما لهذا قلتُ اننا لم نربح بطردهم، ولكن هل خسرنا بذهابهم؟بكل صراحة ، السؤال أصلاً ما واضح؛ لانو بقى ما معروف عنذاكرة ا ليهود و لا ذاكرة الاستاذ محمود؟!!.

    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 04-08-2018, 07:19 AM)

                  

04-08-2018, 07:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)


    Quote: الاخ ياسر
    بالتأكيد حديث الاستاذ في طرف لسانك ولسان كل جمهوري
    ولسان من يبحث عن الحكمة اين وجدها عمل بها
    اليهود قالوا:
    "لا يهم ملء الذاكرة بقدر ما يهم العمل بما فيها"

    اما الاستاذ فكثيراً ما يستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:

    "من عمل بما يعلم اورثه الله علم ما لا يعلم"

    اما الاستاذ فقد قال مقابل ذلك خاصة ما قال به اليهود:

    " ان تقول ما تعلم وان تعمل بما تقول"


    وسؤالك
    Quote: هل جمعي بين الاقوال الثلاث يليق؟


    الحديث النبوي يعني أن الإنسان عندما يعمل بما يعرف من الشريعة يعلمه الله ما لا يعلم من الحقيقة على قاعدة "واتقوا الله ويعلمكم الله". وهذا قريب من الحكمة اليهودية "لا يهم ملء الذاكرة بقدر ما يهم العمل بما فيها" فهي تعني أن العلم وتذكر أوامر الشريعة ونواهيها بدون العمل بها لا يفيد.
    ولكن قولة الأستاذ "الحر هو الذي يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول" لها معنى مختلف وهو توحيد الفكر والقول والعمل المأمور به ويمثله قول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"

    وهذه فرصة لإثراء البوست بهذه الفقرات من كتاب "أسس دستور السودان" الصادر في عام 1955

    الانسان الحر

    قلنا اننا قدمنا في ديباجة دستورنا هذا ثلاث مسائل: وسيليتن وغاية، فأما الوسيلة الأهم، وهي المجتمع السوداني فإن هذا الدستور يخصها، وأما الوسيلة المهمة، وهي المجتمع العالمي، فقد أسلفنا فيها القول بإيجاز، وأما الغاية، وهي انجاب الفرد الحر، حرية مطلقة، فسنخصص لها من القول ما يبرزها، ويبرز معها الدستور الذي نبتغيه.

    هل هو ممكن؟

    وأول ما نبدأ به هو تصحيح الخطأ القائم في أذهان بعض الناس حين يظنون ان الحرية الفردية المطلقة غير ممكنة التحقيق، وإن أقروا، بفضل ما يجدونه في أنفسهم، بأن هذه الحرية الفردية المطلقة هي، في الحقيقة، حاجة كل فرد بشري. فإنه إن صح، وهو لا محالة صحيح، أن الحرية الفردية المطلقة حاجة كل فرد وغايته، فإنها تكون بذلك حاجة الانسانية وغايتها، فكأن من يظنها غير ممكنة التحقيق يقضي على الانسانية سلفا بالهزيمة والخزي، وذلك أمر منكر أشد النكر، ولا عبرة عندنا برأي من يزعمون أن الكمال ليس من حظ هذه الحياة، وانما هو من حظ الحياة الأخري، وان الحرية الفردية المطلقة، من ثم، لا تحقق هنا، وانما تحقق هناك، ذلك بأن كل شيء يكون هناك انما يتم نموذجه هنا.

    وكيف؟؟

    والانسان الحر حرية فردية مطلقة هو الذي استطاع ان يحل التعارض القائم بين عقله الباطن وعقله الواعي، حتى يكون وحدة: ظاهره كباطنه وسيرته كسريرته، فيفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول، فتتحقق له حياة الفكر وحياة الشعور ويبلغ الانسان هذه الغاية بوسيلتين: أولاهما وسيلة المجتمع الصالح، حيث تهيء الحكومة للفرد الحرية، والعلم، والفراغ وتوفر له حاجات معدته، وجسده، وحيث يكون الرأي العام، من الاسماح، بحيث لا يضيق بأنماط الشخصيات المتباينة، ولا يحارب مناهج الفكر المتحرر. وهذا المجتمع هو ما خططنا تنظيمه في دستورنا وثانيتهما وسيلة العقل الجاد في تحرير نفسه بمجهوده الفردي، الذي يبدأ من حيث ينتهي مجهود المجتمع في تحرير كل فرد، ويكون مجهود الفرد، في هذا المستوي امتدادا وتتويجا للمجهود الذي أسهم به، ويسهم دائما، في كيان الجماعة.. وسبب التعارض القائم بين العقل الباطن والعقل الواعي الخوف، ومنشأ الخوف الجهل، ذلك بأن الانسان، بكل مافي جسده من التركيب الآلي الضعيف، وبكل ما في نفسه من الرغبات، والمطامح، والشكوك، رأى نفسه أمام عالم طبيعي، امتزجت رحمته وقسوته، وخطره وأمنه، وموته وحياته، على اسلوب كأنه في ظاهره، يعمل على أسس تناقض بناء التفكير البشري فشوهت هذه القسوة المستهترة التي تلقاه بها القوي الصماء في البيئة الطبيعية التي عاش فيها الصورة التي قامت بخلده عن أصل الحياة، وعن غايتها، وعن حقيقة العالم المادي الذي يحيط بها، ويؤثر فيها، فإذا ما أردنا ان نحرر الفرد حرية فردية مطلقة وجب أن يستهدف تعليمنا أياه وتعليمه نفسه تصحيح تلك الصورة الخاطئة الشائهة التي قامت بعقله، حتى تقوم مكانها صورة صحيحة كاملة، عن أصل الحياة، وعن قانونها، وعن غايتها، وعن العالم المادي الذي يحيط بها ويؤثر فيها، فتتركز هذه الصورة الصحيحة في خلده، فتؤثر في اخلاقه وعاداته وتفكيره، وتفضي به إلى الحرية من الخوف، فيستعيد بذلك وحدة الفكر والقول والعمل في وجوده ووعيه كليهما ويحل حينئذ التوافق والاسماح بين العقل الباطن والعقل الواعي محل التعارض والكبت الذي هو سبب الجريمة بين الأفراد وسبب الحروب بين الأمم.

                  

04-08-2018, 08:49 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    ولو لم يأت محمود بفرية الرسالة الثانية في الاسلام
    لتبعه جل أهل السودان وخارجه
    وكنتُ سأكون من اوائل التابعين له،
    ولكن الرجل قهرنا برسالته الكذب
    فما كان علينا إلا أن نرعوي
    وكل من قرأ للاستاذ اصابه عطر وشرر
    عطر يجذب وشرر يلهب يدفعك للهروب والنجاة من النار
    لانكم كما اجبتم ن قبل لسؤال لي في هذا المنبر،
    انه من عرف الرسالة الثانية ولم يؤمن بها وبقى على رسالة النبي الاكرم هل يدخل الجنة؟
    وكانت اجابتكم نعم
    فلم يخاطر المرء بدينه لديانة تلفيقية مختلقة اختلاقاً بيناً
    والتكلف فيها بائن لكل ذي بصيرة.
    والأن لا نستطيع ان نتحسر على الاستاذ ونقول ليته سكتْ
    فقد مضى الرجل لرب يعلم السر واخفى
    ويحاسبنا على كل ذرة من اعمالنا كانت خيراً ام شراً

                  

04-08-2018, 08:55 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Ali Alkanzi)

    الاصيل ود الاصيل
    تحياتي
    اراك تقول ومن حقك ان تبدئ ما في نفسك وتظهره في قولك:
    Quote: بكل صراحة ، السؤال أصلاً ما واضح؛ لانو بقى ما معروف عنذاكرة ا ليهود و لا ذاكرة الاستاذ محمود؟!

    لا علاقة للاستاذ بهذا الطرح وتذكره جاء عرضاً
    السؤال هو:

    هل خسرنا بمغادرة اليهود للسودان؟
                  

04-08-2018, 08:55 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: كل مداخلاتك تجعل القارئ انك معنا هنا في السودان،


    و"هو" معكم أينما كنتم

    تقول اليهود
    ليلتصق لساني بحنكي إن أنا نسيتك يا أورشليم
    شُلت يميني إن أنا نسيتك يا أورشليم


                  

04-08-2018, 09:18 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة اليهود في امدرمان، بالتأكيد أننا لم (Re: عبدالله عثمان)

    قولك يا أخ الكنزي

    Quote: وكنتُ سأكون من اوائل التابعين له،


    الأستاذ ما عاوز "تابعين" بل دعا الناس لأن يكونوا أحرارا ومفكرين.

    هذه فرصة لوضع خطاب الأستاذ محمود في عام 1953 إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو "إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي" وقد نشر في جريدة "صوت السودان" وبعدها نشر في كتاب "رسائل ومقالات الأول" في أبريل 1973.. فأرجو أن تتمكن من قراءته.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إعداد الإنسان الحر
    خطاب إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو

    الخرطوم – 1953 – جريدة صوت السودان.
    ثلاثة أمور وردت في تقريركم، لست أبالي إن لم يرد فيه غيرها.. فهي حسبي، وحسب كل مفكر... ثلاثة أمور، وسيلتان، وغاية: أما الغاية فهي ((إعداد إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي)).. وأما الوسيلتان فإحداهما: ((التعليم الجديد))، في قولكم: ((وغير أن ذلك يفرض على البشر أن يدركوا مسئوليتهم في عالم تلتحم فيه العلاقات الدولية، فتلقي على الأفراد واجبات عديدة، لا يعدهم للقيام بها إلا نوع جديد من التعليم))، وثانيتهما النظام العالمي الذي أشرت إليه إشارة بعيدة بعبارة: ((خطة مشتركة))، في قولك: ((إن البشر يعيشون في عالم قلق، لا يكفي فيه أن توفر الحكومات أسباب التربية، والعلوم، والفنون، والآداب، في نطاق قومي، بل أن تضع خطة مشتركة تضمن إمداد التقدم الإقتصادي، والإجتماعي، في العالم دون أن تنال من سيادة أمة، أو من خصائصها الثقافية.. فهي بذلك تستوحي المبادئ العالمية، وتقيم صرح السلام على أسس مستقرة قويمة)).. فأنت تريد أن تنجب الإنسان الحر، الذي يعيش في مجتمع عالمي.. وأنت، لكي تحقق ذلك، تريد نظاما، دوليا، مشتركا، وإن شئت فسمه حكومة عالمية.. وتريد، إلى ذلك، نوعا جديدا من التعليم.. هذا ما تريد.. ولا عبرة عندي بهذا الحذر الذي تبديه، عند الحديث عن الحكومة العالمية، بقولك: ((دون أن تنال من سيادة أمة))، فإنه حذر دوافعه يمكن أن تلتمس في هذا الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسك كل أمة بسيادتها الداخلية – وإلا فإنك تعلم، كما أعلم، أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأمم..
    ثورة في الفكر

    إن التقدم العلمي، والصناعي، قد أحدثا ثورة في التفكير الإجتماعي، والسياسي، في عصرنا الحاضر – ثورة زلزلت أصول العقائد، والآراء الموروثة، واتجهت بالمذاهب الإجتماعية، والسياسية، إتجاها علميا.. وهذه الثورة لا تزال مشبوبة، تعتمل في الصدور، والعقول، إعتمالا عنيفا، ما أرى إلا أنه سينتهي، آخر الأمر، إلى نتيجة محتومة، هي أنه لا مندوحة للأمم التي تعمر هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه من أن تدور في فلك واحد، على نحو ما تفعل الكواكب السيارة، في هذا النظام الشمسي، الذي ما كوكبنا هذا إلا قمراً من أقماره..
    هذه هي النظرية العلمية لأجرام العوالم المبثوثة في الفضاء القريب وفي الفضاء البعيد.. وهي هي النظرية العلمية للحيوات التي تعج بها تلك العوالم – الحياة جميعها، على اختلاف حظوظها من الحيوان، تسعى لغاية واحدة وفق قانون واحد..
    وحدة جغرافية

    وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانية وحدة جغرافية، قد ربط تقدم المواصلات الحديثة السريعة بين أطرافه ربطا ألغى الزمان، والمكان، إلغاء يكاد يكون تاما، حتى لقد أصبحت جميع أجزاء المعمورة تتجاوب في مدى ساعات معدودات للحدث البسيط يحدث في أي جزء من أجزائه.. يضاف إلى ذلك، أن هذا الكوكب الصغير معمور بإنسانية واحدة، متساوية في أصل الفطرة، وإن تفاوتت في الحظوظ المكتسبة من التحصيل والتمدين.. فينبغي والحالة هذه، بل إنه، في الحقيقة، ضربة لازب، أن تقوم فيه حكومة واحدة، تقيم علائق الأمم على أساس القانون، كما تقيم حكومات الأمم – كل في داخليتها – علائق الأفراد على أساس القانون.. وذلك أمر مستطاع، بل هو أمر لا معدى عنه.. فإن المتتبع لتطور الحياة يعلم جيدا أن مسألة الوحدة العالمية هي نهاية المطاف المحتومة، في أوانها.. على كل حال، مسألة الوحدة مسألة زمن فقط.. وقد كانت عصبة الأمم، عقب الحرب العالمية الأولى، خطوة عملية في هذا الإتجاه.. وها هي هيئة الأمم الحاضرة خطوة أخرى.. ولا يزال، بيننا وبين الحكومة العالمية، خطوات، عديدات، واسعات.. فإن إستطاع المفكرون، المثقفون، من أمثالك دمجها في خطوة، واحدة، جريئة، رجونا أن تنجو الإنسانية من جوائح الحروب، وأن تفوز بمغانم السلام، والرخاء، من غير أن تنفق طويلا من الوقت، أو تدفع غاليا من الثمن.
    حكومة عالمية:

    ما الذي ينقص هيئة الأمم لتكون حكومة عالمية؟؟ ثلاثة أمور: الهيئة التشريعية العالمية، ومحكمة العدل العالمية، والسلطة العالمية التي توقع الجزاء، عند الإقتضاء.. وهذه الأمور الثلاثة ليست غائبة عنا غيابا مطبقا.. فإن لدينا منها النواة.. لدينا، مكان الهيئة التشريعية العالمية، القانون الدولي، وهو يقوم على العادات، والمعاهدات.. ولا يزال في المراحل الأولى من تطوره، وقد أخذ الفقه والقضاء يكونان مصدرين من مصادره.. ولدينا مكان محكمة العدل العالمية، محكمة العدل الدولية ((بلاهاي))، وهي هيئة تحكيمية، وحكمها غير ملزم.. وأما السلطة العالمية التي توقع الجزاء فهي الدول – كل واحدة محتفظة بكامل سيادتها – فإنها توقع ما جاء في ميثاق هيئة الأمم من عقوبات إقتصادية، وعسكرية، على من يخالف القانون..
    لا جرم أن كل هذه الهيئات بدائيات، بينها وبين الكمال ما بين الحكومات الوطنية الحاضرة وبين الحكومة العالمية – خطوات، عديدات، واسعات – إن تركت الإنسانية لتقطعها بأسلوبها المعهود من التطور الوئيد، نشبت بينها نواشب التغالب، فتضورت بالمجاعات، واصطلمت بالحروب، وولغت في الدماء، وأفسدت في الأرض فسادا كبيرا.. وليس على طلائع البشرية، فيما أعلم، واجب يشرفهم أداؤه أكبر من أن يعينوا الإنسانية على إجتياز هذه الخطوات، العديدات، الواسعات، إجتيازا هينا، يسيرا، سريعا، في وقت معا.. ولا يكون التطور هينا، يسيرا، سريعا، في وقت إلا إذا سار على حداء عقل مستهد جريء..
    لا بد من هيئة تشريعية عالمية تسن من القوانين ما ينظم علائق الدول ببعضها البعض، وتشرف على الهيئات التشريعية المحلية في الدول المختلفة، حتى لا تسن من القوانين ما يتناقض مع القانون الرئيسي الذي تسنه هي، والذي، بدوره، يجب ألا يتناقض مع القانون الأساسي الذي هو الدستور العالمي.. وبذلك تكون جهازا يربط بين قوانين الأمم المختلفة، الفرعي منها، والرئيسي، ويجعلها منسجمة في ضرب من الوحدة ينتظمها جميعا..
    ثم لا بد من محكمة عدل عالمية، تنظر في القضايا الدولية، فتصدر أحكاما تحترم، وتنفذ.. ولا بد، آخر الأمر، من سلطة عالمية، تنفذ أحكام القضاء.. وستنهض هذه السلطة من إندماج الدول الحالية في نوع من الوحدة، يأخذ من سيادة كل دولة ما يحد من سلطان الحدود الحاضرة، ويلغي الحواجز الجمركية القائمة، ويجعل الدول الحالية إدارات محلية، لا تتجاوز سلطتها تنسيق مجهود الجماعات المحلية المختلفة، في القطر الواحد، في كل، منسجم، مؤد إلى غاية بعينها، هي، في حقيقتها، نفس الغاية الإنسانية في هذا الكوكب.
    وقد جاء هنا ذكر الدستور العالمي، وليس له الآن وجود... فما هو؟ إنه لا يمكن أن يكون هناك دستور عالمي واحد إلا إذا قام على الأصول الثوابت التي تشترك فيها جميع الأمم، وجميع الأجيال، وتلك هي الأصول المركوزة في الجبلة البشرية، من حيث أنها بشرية، ذلك بان تلك الجبلة إنما هي نقطة الإلتقاء التي يتوافى عندها سائر البشر، بصرف النظر عن حظوظهم من التعليم والتمدين – وللطبيعة البشرية قانون كامن فيها هو ذاته صورة مضاهية لصورة القانون السرمدي الذي يهيمن على الظواهر الطبيعية، ويسيطر على القوى الصماء، التي تزحم الوجود، فلا يخلو مكان منها – هو صورة مضاهية لهذا القانون، ولكنها صورة معقولة، ملطفة، إنسانية، تفيض بالإنسانية والرقة واللطف..
    التعليم الجديد:

    فإذا ما تركنا أمر الحكومة العالمية عند هذا الحد ونظرنا في الوسيلة الأخرى، وهي التعليم الجديد، إستطعنا أن نستمد منها نورا يعين على تحديد الدستور العالمي المنشود..
    إن التعليم الحالي مضلل أشد التضليل.. وتضليله نتيجة حتمية للنظرة المعاصرة للحياة، وغايتها.. إنا نعيش الآن في عصر آلي، تغلغل أثر الآلة في جميع وجوه نشاطه، حتى لقد تعلم الإنسان أن يحترم القواعد الآلية، وأن يمثل الآلة في إنتاجه الأدبي، والفني، وأن يستمد مثله العليا من دقة الآلة، ومن قوتها، ومن صوتها الموقع، الموزون.. وتبع كل ذلك نظامه التعليمي.. فهو يحاول أن يخلق نفسه، بالتعليم والمران، آلة، آدمية، شديدة الدقة، موفورة الكفاءة، كثيرة الإنتاج.. وكذلك أصبح التعليم مهنيا في أغلب أساليبه..
    إن ((التعليم الجديد)) يجب أن يستمد من النظرة الجديدة إلى الغاية من الحياة الجماعية: ((إعداد إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي)).. ((إنسان حر)) من هو؟؟ هو من حرر عقله، وقلبه، من رواسب الخوف، فنبه جميع القوى الكامنة في بنيته، فاستمتع بحياة الفكر، وحياة الشعور.. هذا هو الإنسان الحر، والتعليم المتوجه إلى إعداده يعني، في المكان الأول، بتحرير المواهب الطبيعية من الخرافات، والأباطيل الموروثة في العهود السحيقة..
    هناك شيء موروث من لدن درجت الحياة في ظلمات هذا الكوكب في الماضي السحيق، وهو متمكن من القلوب البشرية، رابض فيها، لا يريم.. ومنطقته منطقة حرام، محجورة، يقوم دونها ستار حديدي، لا يقل مناعة من ذلك الستار الحديدي الذي تقيمه روسيا بينها وبين العالم.. ذلك هو الخوف الذي صحب الحياة، من لدن فجرها، وسيرها، وحفزها على التقدم، والترقي، وفي نفس الوقت حال بينها وبين الكمال الرفيع الذي هو حظ مقدور للإنسانية.. ومع أن هذا الكمال حظ مقدور للإنسانية، فإنها لا تناله حتى تتحرر من الخوف تحريرا تاما، ذلك بأن الخوف هو رأس كل الرذائل، فهو سبب الفتك، والعنف، عند القوي.. وهو سبب الخديعة، والغش، عند الضعيف.. ومنشأ الخوف هو الصورة الخاطئة، الشائهة، التي كونتها في خلد الإنسان القسوة المستهترة التي تلقاه بها القوى الصماء في البيئة الطبيعية التي يعيش فيها..
    التحرر من الخوف

    فإذا ما أردنا أن نحرر الإنسان وجب أن نحرره من الخوف.. وجب أن نصحح تلك الصورة الخاطئة، الشائهة، التي قامت في خلده عن الحياة، وذلك بأن نعطيه صورة، صحيحة، كاملة، عن أصل الحياة، وعن قانونها، وعن غايتها، وأن نركز في خلده هذه الصورة الصحيحة عن أصل الحياة، وعن أصل الوجود المادي، الذي يحيط به، تركيزا تاما.. هذا أمر ضروري، ولا يغني غناءه شيء، إذا كان لا بد ((من إعداد إنسان حر)).. ولا عبرة بالتنظيم الإقتصادي، ولا بإتاحة المساواة للناس جميعا، إذا لم يوجد المنهاج التعليمي السليم الذي يخدم غرضنا في تصحيح تلك الصورة.. ذلك بأن المساواة الإقتصادية إنما هي وسيلة إلى الفراغ، ولا خير في الفراغ إلا إذا وجه توجيها، مرسوما مقدورا، معروف المصادر – والموارد .. الفراغ لا يصلح إلا للأحرار، فإنه لغيرهم مفسدة..

    القرآن للجميع

    ولكن أين نجد الصورة الصحيحة، عن أصل الحياة، وأصل الوجود؟؟ ذلك ما من أجله أكتب إليك.. إنك، لا بد، قد سمعت بالقرآن، وما يقال عنه من أنه كتاب المسلمين، وهذا غير الحق، فإن القرآن كتاب الإنسانية جمعاء، لأنه سيرة الحياة جمعاء.. هذا الكتاب هو قصة النفس البشرية الخالدة في الجوهر، المتقلبة في الصور المختلفة، في الأزمنة المختلفة، والأمكنة المختلفة.. فلم يمر عليها زمان قط، لم تكن فيه في مكان ما، تبحث عن الخلود.. تريد أن تكون خالدة في الصور، كما هي خالدة في الجوهر..
    هذه القصة الطويلة هي قصتي، وقصتك، وقصة كل فرد بشري، ولكنا جميعا نسيناها.. ومعنى أننا نسيناها أنها رسبت في العقل الباطن، ثم غطت عليها طبقة كثيفة من الأوهام، والمخاوف، التي ورثناها من عهود الجهل، والخرافات.. وليس لنا إلى السعادة من سبيل إلا بكسر هذه القشرة الكثيفة التي أحكمت سبكها، وافتنت في حياكتها، يد الخرافات، والأوهام، والمخاوف، التي حجبت صور العقل الباطن، من أن تنعكس على صفحة العقل الواعي، فتستجلي، بانعكاساتها، الحقيقة الكبرى – حقيقة الحقائق المحجبة بستائر الأنوار..
    وهذه القصة الطويلة التي نبتت في العقل الباطن مصنوعة من نفس المادة التي صنعت منها الأحلام.. ومن نفس المادة صنع القرآن.. وهو لم يصنع إلا ليذكرنا القصة – القصة العجيبة التي هي دورة كاملة من دورات الوجود، من تذكرها علم العلم الذي لا جهل بعده، وخلد الخلود الذي لا فناء بعده..
    إن وظيفة التعليم لا تتعدى تذكيرنا بهذه القصة، البتة.. ولذلك فالتعليم، في حقيقته، مجهود فردي، يقوم به كل رجل، وكل إمرأة، لتحرير المواهب الطبيعية – العقل، والقلب – من الأوهام التي تحول بينه وبين الحياة السعيدة – حياة الفكر، وحياة الشعور.. ولا يتعدى واجب الحكومة تنظيم الحياة الخارجية، على شكل يمكن الفرد، من رجل، وإمرأة، من أن يجد فيه أقل عدد من الصعاب، وأكبر قدر من التشجيع، في سبيل جهوده الفردية، في نيل الحرية – حرية العقل، والقلب.. فإذا كان ذلك حقا، فقد وصلنا إلى الدستور العالمي.. ونستطيع أن نقول عنه: أنه هو الدستور الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الإجتماعية الشاملة..
    إن الفرد هو مدار الوجود.. وكل شيء مسخر له، بما في ذلك النظام الإجتماعي.. فما ينبغي أن يؤخذ من حريته إلا بالقدر الضروري لصيانة النظام، الذي، بدونه، لا يتيسر للفرد الجو الملائم لتحرير مواهبه.. هذا ما عن لي أن أقوله، لك وللإنسانية جمعاء، وهو قول أريد ان أقدم به إلى الإنسانية الكتاب – كتاب الخلود – القرآن..


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de