نحن في بلد ليس فيه سوى أخبار الكوارث والأزمات والفضائح .. بلد موبوء بحاكمين متسلطين متكبرين متجبرين وهم لا يعرفون " كوعهم من بوعهم " .. بلد موبوء بحثالة الإخوان المسلمين ومن شاركهم من عديمي الضمير وبائعي القيم والامتحانات في سوق الله أكبر .. بلد المخدرات وحوادث الاغتصاب والسرقة .. بلد الحرامية ورئيس " يعرض كلما سمع طبلا " فلا تكاد تميز الطبل من الطبل . بلد تتصدر أخباره أزمات الجازولين والبنزين والغاز والأطفال الجوعى والمرضى والمتسولين .. بلد لا ينام ولا يصحو إلا على حكايات سارقي المال العام وسارقي البنوك والمؤسسات وبائعي دولارات حصاد الصادر ودولارات ثمن الأدوية وثمن خبز الفقراء وبائعي الامتحانات. بلد البترول الذي لا يعرف أحد عن ملياراته في حياته لكنهم يعلمون أنها اتجهت لخزائن ماليزيا ودبي وسويسرا .. بلد الذهب الذي لم يعرف عنه الناس أين ذهب ولم يسمعوا به إلا عندما قتل الحرامية بعضهم في العسيلات لاختلافهم حول تهريبه عبر مطار الخرطوم البوابة الرئيسية للتهريب. بلد يرزح تحت نظام دمر مشاريع السودان القائمة وأحلامه المستقبلية وباع بيوت السودان في لندن وجنيف كما باع خط مطار هيثرو ومؤسسات وخطوط السودان البحرية والجوية بل باع ورهن أراضي السودان تحت مسمى الاستثمار لتتحول إلى جيب شقيق المشير عبد الله البشير وعائلته وطه السعودي الخائن ونافع الضار وغيرهم من تماسيح الدولار . بلد الإسلام ونظام الإسلام الذي من يملك المليارات فيه يشتري الأخت العذراء من أختها الطبيبة لحوجتهما للمال ليفض عذريتها ، تمتعا وهو محصن، ويفرض عليه القضاء الهزيل الغرامة دراهم معدودات من جملة ما يملك ويعود " يقدل في البلاد بكل خيلاء " وربما يفكر في صيد جديد. بلد الدعاة الأغبياء الأثرياء من عرق جبينهم برفع حناجرهم في فتاوى الدعارة ودعاء الدجل والكذب على الناس وفتاوى الحيض والنفاس ومديح الظالمين. بلد المتحللين بقليل من الملايين من سرقة المليارات وبلد سارقي المليارات من فم البؤساء .. بلد المتلاعبين بقوت الناس ودواء الناس وصحة الناس .. بلد فقه السترة للمسؤول الحرامي الذي يعترف بجريرته والتحلل إذا تم اكتشافه !!. بلد الحاكم الضال والمسؤول الدجال والصحف الصفراء التي ترضع الكذب من يوم ولادتها وتغش المواطنين بأخبار استثمارات كاذبة ومنجزات فاشلة من قروض سنسددها لاحقا بفوائد أكبر منها. بلد العمارات الشاهقة والسيارات الفارهة والفلل السياحية وبروفسور يقود سيارة أمجاد فيما يقود من تخرجوا على يديه وأمثاله الركشات في طرقات المدن الجانبية وآخر يصل الجامعة على رجليه ومواطن كادح عين أطفاله على الطماطم والطعمية ويده تتقاصر عن شرائها. !! نحن فعلا في مسرح العبث .. نحن في بلد يرفع المجرم صوته وسوطه مدعيا البراءة من قتل الناس ويده ملطخة بالدم ويصلي مسؤولوه الصبح حاضرا ومأكلهم حرام وملبسهم حرام ومشربهم حرام ويسكن كل منهم في فيلا أو عمارة وهو يعرف أن أباه لم يكن يمتلك حتى "حمارة " . بلد نظام لم يتوقف عن القتل طيلة ثلث قرن في الجنوب ودارفور وجبال النوبة وشرق السودان وشماله وفي طرقات المدن حيت يجاهر التلاميذ برفض الغلاء. بلد يزعم فيها النظام صون كرامات الناس وحرياتهم .. وهو يسوقهم مكبلين ينزفون من اللطم والصفع لمجرد خروجهم في مظاهرة تردد " لا لا للغلاء ..وسلمية سلمية ضد الحرامية " !!. بلد تزعم حكومتها أنها تحاور المعارضين وتفتح بوابات سجونها لاستقبالهم إن تفوهوا بكلمة لا ترضيها .. بلد المسئولين الذين لا ترى بينهم سوى النطيحة والمتردية والمتسلقة والمتنطعة ومن أكل السحت ولم يشبع من الحرام. بلد بدأت بكشف الصالح العام وانتهت بـ " كشف الحال وأم الفضائح " كشف الامتحانات" !!.. هذا خبر صادم ينبغي أن تنصب المشانق لمن شاركوا فيه وينبغي أن يجلد في الطرقات بالكرباج ويصفع بالنعال من سارعوا لنفيه من المسؤولين دون تثبت .. هذا الهوان والضعف وعدم المسئولية ليس وليد اليوم .. فقد ملأ صيت السودان كل البلدان قبل عامين حين اشترى أردنيون ومصريون الامتحانات بحر مالهم وتداولوها ولم تعترف الحكومة إلا بعد أن سمع دوي الفضيحة في كل مكان من سفير الأردن بالخرطوم ووزير التعليم العالي بالأردن ثم من وزيرة التربية المصرية لتقول السلطات إنها قضية " أمن قومي " ثم قامت ذات سلطات " الدغمسة " بالتستر على كل شيء ولم نسمع شيئا عن الفاعلين أو محاسبة المسؤولين!!.. خبر تسريب الامتحانات لم يكن بعد انقضاء أكثر من عشرة أيام على بدايتها بل صاحبها منذ أول يوم وكان فيما يبدو صحيحا وسنفترض أنه في اليوم لم يكن صحيحا أو تم على نطاق محدود فقد كان على السلطات التحقق وحتى في حال ثبتت عدم صحته فهو إنذار مبكر لأخذ الحيطة والحذر وتأمين الامتحانات .. لكن الذين لا ضمير لهم حسبوا أن التسريب سينتهي عند أبنائهم ومجموعاتهم وما علموا أننا في عالم لم يعد من الممكن إخفاء الحقيقة .. الامتحانات كما تقول المواقع نشرت على قروبات ترتبط بالحكومة ومواقع ترتبط بأجهزة حكومية فكيف حصلت عليها ؟ وممن ؟ وكيف؟ وها هي الحكومة تعترف بتسريب الكيمياء بعد نفي مغلظ وسكوت لعدة أيام ولكن المؤكد أن جميع الامتحانات تسربت مع تفاوت في الانتشار. كل شيء قد انهار في السودان وأوله التعليم لكن كنا نقول إن القليل المتبقي كان يتمثل في عدالة الامتحانات وصرامة مراقبتها وتأمينها وتصحيحها وصحة نتيجتها .. فماذا أبقيتم لنا أيها الفاسدون. ؟؟ الآن فضيحتنا " بجلاجل " أمام الرأي العام العالمي وأمام الدول التي تشغل خريجين سودانيين وأمام الدول التي بدأ طلاب منها في السنوات الأخيرة يتوافدون بالمئات للجلوس للامتحان في السودان.. بلد الهوان وتسريب الامتحان وبيعه من قبل حكومة نظام الإخوان". أما الفضيحة الأخرى فهي في بيان النائب العام الذي توعد بالويل والثبور أولئك الذين ساهموا في نشر الامتحان المسرب !! وهذه من عجائب مسئولينا لأن الأصل أن يوجه الشكر لكل من ساهم في نشره لأنه بذلك ساهم في كشف الجريمة وإلا ماذا كان يريد حضرة النائب التافه ؟ هل يشجع الناس على الصمت إن وصلهم الامتحان المكشوف ؟ وكيف كان سيعلم بأنه مكشوف لولا انتشاره على الملأ ؟ هل يريد التافه العام من الناس التستر على القلة القليلة التي سربت الامتحان لتستفيد هي فقط ؟ وهم قطعا من علية القوم والمسؤولين وأصحاب المال الذين اشتروه.!!؟؟ .. إن الامتحان لا يمكن تسريبه إلا بمقابل مادي كبير وهذا المقابل لا يملكه سوى مسئول كبير أو من يملكون ثمنه من عديمي الضمير فلا تبحثوا عن كبش فداء في غير هؤلاء .. ابحثوا عن المسئولين الكبار الذين لهم أبناء يجلسون للامتحان ولهم مصلحة في كشف الامتحان لهم وكذلك عن أصحاب المال ذوي العلاقة .. أما الوزيرة المختصة التي " لبدت " ، أسكت الله حسها وأخرسها ، .. فها هي الجريمة تحدث للمرة الثانية وهي على رأس الوزارة وكان الأفضل لها لو استقالت ولو أن رئيس الوزراء لديه ذرة من الإحساس لطلب من رئيس السجم والرماد إقالتها على الفور فقط لتخفيف الإحباط الذي يعاني منه الطلاب وأسرهم الذين ظلموا وضاع اجتهاد أبنائهم سدى بسبب قلة من بائعي الضمير.. ولكن لا حياة لمن تنادي . والمعركة يجب ألا تنتهي بإعادة الكيمياء حيث أن معظم الامتحانات مشكوك في أنها تسربت وإن كان ذلك على نطاق ضيق لم يبلغ ما بلغته الكيمياء .. لذلك نتمنى أن يواصل المصححون والمدرسون والطلاب الشرفاء المعركة عبر أي ملاحظة في فرق الدرجات لدى بعض الطلاب في مجموعة أو مدرسة واحدة .. على الأساتذة الشرفاء بالمدارس وحتى بعد ظهور النتيجة كشف أي طالب من أبناء المتنفذين لا تتناسب نسبته مع مستواه بالصف ..لاحظوا المفارقة في حصول الأصدقاء في المدرسة على درجات عالية جدا في مادة واحدة بينما يتفاوت مستواهم في الصف بشكل كبير .. على الطلاب كشف زملائهم ممن يحصلون على درجات مبالغ فيها بالنسبة لمستواهم الطبيعي خاصة المفارقة الكبيرة فمثلا لا يمكن أن يحصل الطالب على 96 درجة في الفيزياء بينما يحصل على 60 درجة في الكيمياء المعاد وهكذا .. تابعوا الحرامية من الطلاب لتكشفوا من يقف وراء الجريمة التي ارتكبها آباؤهم بلا شك .. تابعوهم وراقبوهم واكشفوهم وافضحوهم على مواقع التواصل .. لا تتركوهم يهنأون بما ارتكبوا من خطيئة. ولا تطمئنوا لمزاعم الوزارة أن الامتحان المكشوف يقتصر فقط على الكيمياء، فهذه حكومة لا أمان لها ولا مصداقية لها يقودها جوقة من الأفاكين والطبالين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خالد صهيبة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست