الفات زمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2018, 09:04 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفات زمان

    09:04 AM March, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    درديري كباشي-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الفات زمان
    1
    من أوائل الثمانينات وحتى مطلع التسعينات بدأت انعكاسات ظاهرة المغتربين في السودان. في الأول كانوا شباب تخلوا عن مقاعد الدراسة وهاجروا للخليج في زمن كان الاغتراب يعد مغامرة غير مأمونة العواقب ولم تظهر نتيجتها بعد. ولم يكن يشكل أي أولوية للأسر والافراد. الجميع كانوا يفضلون أن يكمل أبنائهم تعليمهم الجامعي ويتوظفوا في وظائف مرموقة. وقد كان الموظفون يشكلون الطبقة الوسطى. وكانت مغنية ومغرية إذ ورثنا من المستعمر خدمة مدنية مكربة جدا بنيت المنازل الحكومية الفاخرة والسيارات الفارهة للوظائف والرتب الكبيرة. وأذكر نحن في مراحلنا الأولية كنا ننظر الى أبناء الموظفين كأنهم من كوكب آخر. يحضرون الى المدرسة بعربة حكومية يقودها سائق خاص وهم نظاف الملابس ويلبسون الجزمة والشراب. لذلك كان يعتبر المغتربون شباب متمردون إذ انهم يرفضون هذا النعيم الذي هو نتيجة حتمية للتعليم. جملة من نوع ( هسع ولدك دا كان كمل تعليمه وتوظف زي أخوانه ديل مش كان احسن له ؟.. تقول شنو يا حاج قدر ما اتكلمنا معاه ركب راسه ) هذا الحوار يدل على أن حتى أسر المغتربين لم يكونوا راضين عن هذه الخطوة .
    ثم بدأت تظهر النتائج في منتصف الثمانينات. بيوت الطين بدأت تهد وتبنى بالطوب والاسمنت تحت دهشة الآخرين. مالكم يا حاج طه هديتوا البيت؟ ( دا الولد صلاح قال جايي يعرس لكن قال حرم ما يعرس في بيت الجالوص دا الا نبنيه مسلح ) وكذلك الأمهات يحكين بفخر ومباهاة عن طقم الملايات والستائر والدهب لأخواته والثلاجة الديب فريزر التي أرسلها وبدأت ترسل الشنط ذات العجلات .
    هذا قبل ما تبدأ ظاهرة الإفراج المؤقت والسيارة ذات اللوحات الخليجية. والصحة التامة والوجنات تضوي زي نور القمر. وغناء الحسان من نوع (المغتربين أزيكم لعلكم طيبين في حيكم) وصلاح أخوي قال داير عروس. أصبح المغتربون يشكلون بعبعا مخيفا للعشاق أرباب التعليم والبعثات الخارجية للدراسات العليا.
    أصبحت جمل من نوع (انت يا هاشم ما ملاحظ خطوبتنا دي طولت أكثر من اللازم) تعني أن في الأمر إن. وكريسيدا سمح سيدا والكاش يقلل النقاش. خرج المغتربون في البداية كشباب طاشي يائس مل من مرحلة التعليم الطويلة لم يكونوا فاضين للحب والعلاقات العاطفية. ثم عادوا محملين بالثروات والواقع الجديد ليقلبوا النظام الاجتماعي رأسا على عقب. ثم (ليفوروا) العشاق القدامى والخطوبات المزمنة. ثم ساعدهم انهيار الخدمة المدنية وأصبحت الوظيفة طاردة .. قول اتخرجت وعملت ماجستير واتوظفت يعني حا يدوك كم. ( دا حنك عاضي ) يا تغترب يا كل واحد يشوف نصيبه . هذا يعني أن هناك عرض في الطريق (انا ملاحظ من ود جيرانكم عصام دا جاء من أبو ظبي أنت ما طبيعية معاي. يعني شفتني ما طبيعية كيف؟ ود جيرانا تربينا مع بعض وعادي يعزمنا في الكازينو !!! أنت كان شاكي فيني هاك دبلتك بس خلاص. بكل بساطة ينتهي الأمر. يندب حظه وآماله. بعد يومين تنطلق الزغاريد عند الجيران وتطير آماله الى أبو ظبي.
    ثم هؤلاء المغتربون أصبحت لهم حاشية من الأصدقاء يستقبلونهم بالحفلات والرحلات مثل الأمير. وكذلك يودعونهم بالحفلات بعد أن يتركوا لهم كل مقتنياتهم من ملابس وساعات وكاميرات (الموبايل لم يكن قد ظهر بعد).
    وكذلك تحضيرات عرسه يتولونه من طقطق للسلام عليكم حق العجل والخضار الطباخين والفنانين والخيم والكراسي والكوافير والحنانة وكروت العرس.
    أما كروت العرس هذه عالم لوحده. في بداية التسعينات عند ادارتي لمطبعة كباشي كنا نشيل هم إذا كان العريس مغتربا. فهو أولا يكون قد احضر معه من بلاد الغربة كروت فاخرة فاضية بدون طباعة (طبيعي لأنه هو حتى حين وصوله لم يكن يعرف من ستكون العروس) في حين العرسان المحليين كنا نطبع لهم كروتهم على ورق البرستول المقوى. وبصيغ ثابتة ومعروفة والفورمة جاهزة من نوع آل فلان الفلاني وآل فلان يتشرفون بدعوة سيادتكم لتناول الغداء بمنزلهم الكائن بحي كذا محطة كذا وذلك بمناسبة عقد قران ابن الأول علان على كريمة الثاني فلانة.
    أما المغترب وبتشجيع من حاشيته هذه يدعي أنه أصبح شاعر في ديار الغربة. ويصر أن تعمل له صيغة من الصفر. (وكلام خارم بارم)
    (شمس الأصيل شربت من ماء الشفق. يوم زفاف الشمس لنور القمر وووووو الخ ) وهؤلاء المتملقون لا يتركون لنا فرصه لأقناعه أنه هكذا المدعوون لن يفهموا أن هذه دعوة العرس ... يا سلام يا جوك ياخ أنت بقيت شاعر عدييييل في الغربة . كيف ياخ الغربة دي تعلمك أي شئ .
    أخيرا نضطر نصف فورم خاص لهذا العريس ثم نفكها بعد الطباعة لأنه حتما لن يحتاجها أحد.
    ثم ماذا جرى بعد ذلك؟
    يتبع






















                  

03-25-2018, 02:42 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    .
                  

03-25-2018, 02:59 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    ثم بدأت تظهر النتائج في منتصف الثمانينات. بيوت الطين بدأت تهد وتبنى بالطوب والاسمنت تحت دهشة الآخرين. مالكم يا حاج طه هديتوا البيت؟ ( دا الولد صلاح قال جايي يعرس لكن قال حرم ما يعرس في بيت الجالوص دا الا نبنيه مسلح ) وكذلك الأمهات يحكين بفخر ومباهاة عن طقم الملايات والستائر والدهب لأخواته والثلاجة الديب فريزر التي أرسلها وبدأت ترسل الشنط ذات العجلات .
    ياسلام عليك ..الحتة وقفت فيها كتير .......
    والكترين ..علي مااظن ..تاملوهااااا معبرة جدا عن زمن ..ولا ..لكنه كان غني بالتفاصيل الممتعة
                  

03-25-2018, 03:18 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: باسط المكي)

    ثم بدأت تظهر النتائج في منتصف الثمانينات. بيوت الطين بدأت تهد وتبنى بالطوب والاسمنت تحت دهشة الآخرين. مالكم يا حاج طه هديتوا البيت؟ ( دا الولد صلاح قال جايي يعرس لكن قال حرم ما يعرس في بيت الجالوص دا الا نبنيه مسلح ) وكذلك الأمهات يحكين بفخر ومباهاة عن طقم الملايات والستائر والدهب لأخواته والثلاجة الديب فريزر التي أرسلها وبدأت ترسل الشنط ذات العجلات .
    ياسلام عليك ..الحتة وقفت فيها كتير .......
    والكترين ..علي مااظن ..تاملوهااااا معبرة جدا عن زمن ..ولا ..لكنه كان غني بالتفاصيل الممتعة
    -------------------------------------

    تسلم يا باسطة

    شوف في باقي الموضوع فيحتى طريفة جدا حا تعجبك اكثر أنا اقتبستها من صفحة أخ
                  

03-25-2018, 03:20 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    الفات زمان
    2

    كما ذكرت تسبب المغتربون في اواسط الثمانينات حتى أوائل التسعينان في (فركشة) كثير من الخطوبات المزمنة متبعين أسلوب الأغراء بالمال والهدايا. كذلك يأس البنات من طول المشوار مع العريس المحلي ولا أمل يرتجى في القريب طالما الغربة ليست في حساباته. حتى هذه كانت ظاهرة جديدة في مجتمعنا المحافظ. أي في انتزاع مخطوبة من خطيبها كان يعتبر عيبا كبيرا ومنذ الصغر نسمع (بفلانة لفلان) ويستمر الحال هكذا حتى يتم الزواج. وحتى دون الخطوبات الرسمية كان الراغب الجديد يسأل في الأول (فلانة متكلمين فيها؟) ومتكلمين فيها تعني عبارة خرجت من أحد الشباب وقال (أنا عايز البت دي) وكانت كافية لتصبح مخطوبته. لكن الرعيل الأول من المغتربين أصلا كان جيل متمرد على العادات والتقاليد والتعليم ومتطلع. وربما جوبه معظمهم بصدمات عاطفية إذ أن الحسان في ذاك الزمان كن يفضلن (الشطار) المتفوقون في دراستهم إذ ان الجميع كان يرى المستقبل امامهم مفتوح ودربهم أخضر.
    ثم بعد ذلك حدثت طفرة جديدة في عالم الاغتراب من منتصف التسعينات بدأ الخريجون وحملة الدراسات العليا ينشدون الاغتراب بسبب أن النظام الحاكم طبق سياسة التمكين وتم فصل الموظفين بالعشرات من دواوين الحكومة والبنوك والتعليم بما عرف بقانون الصالح العام. كما تم قصر الوظائف للمنتمين لهم ولهم ولاء للنظام. أصبحت الغربة هي المخرج الوحيد. وتدفقت الكوادر بالعشرات نحو دول المهجر كالخليج وكذلك الدول الغربية. وظهرت فئات جديدة من المغتربين وهم أجيال من الكوادر المؤهلة من أطباء ومهندسون ومحامون ومحاسبون واقتصاديون ومعلمون. وحتى الخريجون الجدد أصبحوا يبحثون عن التأشيرات للخروج قبل البحث عن عمل داخل البلاد.
    وبعدما طال أمد الغربة ظهر الجيل الثاني من أبناء المغتربين. من ضمنهم مغتربو الرعيل الأول (الخطافون) كبر أبنائهم ودخلوا الجامعات وتخرجوا. بل بعضهم اشتغل وتزوج والحمد لله.
    أطرف تعبير لاقاني عبر عن هذه الفترة خلال عيد الأم من قبل يومين. أحدهم كاتب عبارة (استيت) في الفيسبوك .
    يقول فيها (أرجو من مواليد 2000 عدم عرض صور أمهاتهم في الفيس خلال عيد الأم ... لا تقلبوا علينا المواجع).😂🤭😂🤭🤭🤭😂هههههههههه
    على كل حال أكيد كلنا الحمد لله نؤمن بالقضاء والقدر والقسمة والنصيب. لكنها جزء مهم من تاريخنا الاجتماعي يجب أن نوثق له. ربما احتاجت الأجيال الصاعدة يوما أن تعرف شيئا عن هذه الفترات.
                  

03-25-2018, 04:37 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    .
                  

03-26-2018, 09:25 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    سواقة الكبدة
    واحد من المغتربين زي حالاتنا نزل نهائي وبحقوق نهاية الخدمة اشترى حافلة هائس جديدة كرت خلصها في الجمارك وقال أهو تبقى له نقاطة لغاية ما يلاقي وظيفة. لكن مشكلته لا يعرف يسوق وطول عمره في الغربة كان ساكن في سكن الشركة ويتنقل مع السواقين. المهم مع بعض أقاربه رخص الحافلة وجابوا له سواق محترف. يتفق معه على العداد اليومي ومال له وما عليه.
    ثاني يوم الصباح السواق جاه في البيت استلم الحافلة وأصر عليه أن يركب معه أول يوم في المقعد القدامي ليراقب الموقف بنفسه. (الراجل محترف) ركب صاحبنا معه ومشى السواق بالحافلة وهي ماشاء الله لازالت المقاعد بأكياسها , بعد أول فردتين بين السوق وآخر محطة عرج السواق على شواية في الطريق دخاخينها تقول يا ليل ..نزل ودعى صاحبنا طلب شية وطلب كدة وطيبات أخرى وعدس لزوم القاموس والسلطات وببسي . وبدأوا الفطور وقدام نظر صاحبنا استخرج حق الفردتين دفع حق الفطور . وصاحبنا يعاين مسكته (أم هلا هلا ) لكن ما علق .. الحق يقال السائق بعدها كان حريصا جدا على الحافلة يتفادى الحفر والمطبات ببراعة ويهدئ السرعة. ولا يقف بالحافلة مائلة في حافة الظلط انما ينزل بها حتى تستوي على الأرض. صاحبنا بعد ما كان ناوي يعترض على حكاية الشية والفطور الكارب وانه الحكاية لا تحتمل. الا أن سواقة الحرص جعلته يخرص مخافة أن يخسر هذا السائق القدير. عد اليوم وأعاد السائق الحافلة للبيت مع صاحبها. كذلك ثاني يوم في الصباح أيضا أصر عليه يخرج معه. وبعد أول فردتين وقف به للفطور لكن هذه المرة في محل فول وطلب فول بالزيت فقط دون أي محسنات. وفطر معه صاحبنا مع قليل من الارتياح وقال ربما فطور الكبدة فقط ليوم التدشين (من زمان عاجباني كلمة تدشين دي وما لاقي ليها مناسبة).. لكن بعد الفول شاهد أسوأ طريقة ممكن أن يسوق بها سائق سيارة .. هجوم على الحفر والمطبات وهو شابكه ( يا زول يازول كسرتها حرام عليك قروشنا حصاد الغربة ) والسائق ولا شغال به مواصلا في هجومه . بعد أن زادت جرسته ركن الحافلة على جنب وقال له شوف هنا يا عمنا أمس براك بنفسك شفت الفطور كان كيف والسواقة كانت كيف. حقة أمسك ديك اسمها سواقة الكبدة وحقة اليوم دي اسمها سواقة الفول .والأوله شرط آخره نور .. من هسع نتفق عايز سواقة الكبدة ولا سواقة الفول؟ . عشان ما يجو الموسوسين يقولوا ليك شفنا الجوكي بتاعك يأكل في كبدة وشفناه يأكل شية من هسع أنت حدد موقفك وانا معاك .
    صاحبنا فكر وحسبها سريعا صحيح أن سواقة الكبدة يمكن (تلحس) ربع العداد لكن على الأقل ستحافظ على الحافلة. أما سواقة الفول ما توفره يمكن تستهلكه في الاسبيرات والصيانة ويمكن تدمر الحافلة كمان قبل ما تغطي ثمنها .
    شوف هنا يا ولدنا نحن اخترنا سواقة الكبدة. بس لكن أنت اعمل حسابك على صحتك ممكن يجيك قاوت وكدا.🤔🤔🤔🤔😂😂
                  

03-27-2018, 06:02 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    في زمان الغربة
    جماعة أشقاء من أهلنا المحس عندهم محل فول قرب مقر شركة كنت أعمل بها سابقا بحي السليمانية الرياض. عادة بعد الدوام اغشاهم آخذ منهم فول العشاء للبيت . ومرات يكونوا متجمعين يصروا اتعشى معهم. أكيد عشاء أصحاب المطعم غير (على وزن جدة غير) . لكن أحلي من العشا ونستهم طريفة جدا وخاصة لكنتهم المحببة. كنت أضحك من الأعماق وأعود الى البيت لازالت أعقاب الابتسامة والضحك معلقة بوجهي ونفسي. وهم كبار السن منهم من قضى ثلاثون عاما بالغربة والآخر اكثر. لذلك هم محشودون تماما بالحكاوي والمواقف التي لا تمل.
    من حكاويهم
    أحدهم اسمه السر عنده سيارة توزيع بضائع (فان ) يوزع مواد تموينية على محلات الفول المختلفة بالرياض. سفر أولاده السودان. قال: مرة أشر إجازة ستة أشهر ليقضيها مع عياله. وثاني يوم في السودان عنده عربية مقرشة في بيته هناك نفضها وأخذ مائة الف وراح السوق المركزي ليشتري خضار الأسبوع لناس البيت مثل ما كان يفعل في الغربة. بينما كان يشتري في الخضار سمع ضجة من خلفة التفت لاحظ الخضرجية ( الفريشة ) متلمين حول بكس خضار ويتحاجوا معه .اقترب منهم ليعرف ( السالفة ) لقى البوكس مليء بكراتين طماطم والخضرجية ما عندهم سيولة و مصرين على صاحب الطماطم انه يسلفهم ويحضر آخر اليوم يستلم حسابه بينما هو يحتج بأنه مشغول لا يستطيع ينتظر لآخر اليوم ومكانه بعيد لا يستطيع أن يعود في المساء . وأصبح الحال واقف كما هو. قال تدخلت أنا وقلت ممكن أمولكم اشتري الطماطم وابيعها لكم وانتظركم لغاية المساء لكن اشتري الكرتونة بألف وابيعها لكم الآجل بألف وخمسمائة موافقين؟ ما صدقوا هذا الحل الذي هبط عليهم من السماء. وفعلا قال تركت شراء الخضار ورسلت ولد صغير اشترى لي من الدكان كراس وقلم. اشتريت الطماطم نزلتها في الأرض ودفعت المائة ألف للمائة كرتونة. وبديت اسجل في أسماء الباعة واسلمهم كرتونة الطماطم وامضيهم لغاية ما وزعتها كلها . رجعت البيت فطرت وقيلت وتغديت وعدت في المساء بمزاج بكراسي لقيتهم باعوا استلمت فلوسي .. والصباح كنت أول واحد في سوق الخضار. وأصبحت إجازة مربحة غطت كل التكاليف وانبسطت. بعد ما رجعت من الاجازة حكيت لأخوانا هنا. قام أخونا علي عجبته الفكرة بعد نزل الاجازة حب يطبقها لكن بطريقة ثانية. أنا أخلى علي يحكيها لك. بعد رطنوا مع بعض وضحكوا قليلا يبدو أنه عم علي كان مترددا وهو اكبرهم سنا. قلت له مشجعا احكي يا عم علي ما فيها حاجة ياخ ما نحن نتونس والحياة كلها تجارب نستفيد من بعض.
    قال عم علي أنا طبقت نفس فكرة السر لكن قلت اغير شوية من الطماطم مشيت لناس اكشاك الليمون (العصير) عندهم نفس المشكلة مع بائع السكر. قلت لواحد فيهم يا جماعة أنا ممكن امولكم اشتري شوال السكر بمائة ألف بالكاش وابيعه لكم بمائة وخمسين. طوالي رحبوا بالفكرة. اشتريت السكر ونزلته لهم الصباح. في المسا جيتهم قالوا لي . ما بعنا يا عمنا لسع الشوال ما كمل . مشيت جيتهم تاني يوم. الشوال ما كمل يا عمنا . جيتهم بعد يومين . يا عمنا ما قلنا ليك الشوال لسع ما كمل أنت ما بتسمع؟ . خليتهم جيت بعد أربعة أيام .﷼﷼ج﷼ برضوا قالوا الشوال ما كمل . كملت الأسبوع وجيتهم في نهاية الأسبوع . الولد طوالي نط ومسكني من لياقة الجلابية خنقني ( شنو يا عمنا كرهتنا ياخ نحن عايزين ناكل حقك ما قلنا ليك ما كمل ياخ ما كمل ياخ ) وهو يهز فينا أنا روحي قربت تطلع . بقيت كيف اخارج رقبتي منه لا عاوز سكر ولا عاوز قروشي . يا الله اتخارجت منه ومشيت. تاني بجمبهم ماجيت 😵😵😵😵😵😡.😂😂😂😂😂😂😂😂
                  

03-27-2018, 10:21 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    أسئلة فلسفية
    توجد أسئلة فلسفية كثيرة تدور في ذهني وهي نتيجة لمزيج من الواقع والقراءات السابقة تعالوا نتشاركها بدلا أن تدور في ذهني وحدي وتزعجني.
    وهي عبارة عن أسئلة كثيرة لها مبررات.
    أولها هل الانسان يفقد كثير من خصائصه وحواسه الطبيعية كلما تطورت التكنلوجيا وحلت محل هذه الحواس فضمرت وبطل مفعولها؟
    نظرية معروفة عند ناس الطب والتشريح. وهي أن أي عضو في جسد الانسان يبدأ في الضمور والانكماش كلما استغنى الانسان عن استخدامه. وقيل إن الزائدة الدودية هذه هي كانت طويلة وكبيرة الحجم وفعالة عندما كان يميل الانسان في غذائه الى الأعشاب والنبات أكثر من المنتج الحيواني. ويقابلها في الحيوان ذاك المصران الغليظ (كبير أخوانه) الذي هو متخصص في هضم الأعشاب. لو فعلا الأمر كذلك محتاجين نعيدها ونكبرها وخاصة بعد ان استعصى على كثير منا شراء اللحم والبيض وباقي المنتجات الحيوانية.
    ليس هذا هو الموضوع أنما أقصد الحواس التي ضعفت وفقدت مقدرتها بعد أن حلت محلها الأجهزة الحديثة. في السابق كانت عند أهلنا الكبار وخصوصا النساء خالاتنا وعماتنا. فجأة تقول لك جايينا زول من السفر. كيف عرفتي يا خالة؟ تقول عيني الشمال ترف. أو كتفي اليمين يرجف. بعد ساعة فعلا يتوقف التاكسي أمام البيت. ودخول التاكسي في الاحياء كان نادرا في السابق، إذ أن الناس يستخدمون المواصلات العامة الا في حالة السفر والمرض. لذلك كان صوت توقف سيارة التاكسي أمام البيت مميز جدا ويلفت انظار كل أهل الحي. وتجد الأبواب بدأت تفتح بفضول وشوق للقادم. (ما قلت ليكم اصلا عيني ما تكذب). أو تأتي عصفورة تقف على شجرة أو عمود وتصدر نغمات معينة يستقبلها الكبار بفرح. مستبشرين وواثقين من قدوم فرح بكل ثقة وفعلا يتحقق تنبيه العصفورة. أكيد بعض المتمردين أو المتشددين كانوا يصفونه بالدجل والشعوذة وادعاء الغيب. أقول هذا ليس بغيب أنما الغيب في الشئ الذي ليس له وجود على الكرة الأرضية في الوقت الحاضر. لكن شخص قادم قطع التذكرة ونوى السفر في مكان ما من الكرة الأرضية هذا ليس بغيب انما هو غائب عن قدرات حواسنا التقليدية المحدودة. أكيد خرجت منه هذه المشاعر في شكل موجات وانتقلت بصورة ما عبر الأثير الى قلب أو عقل أمه أو اخته وجعلت عينها ترف وكتفها يرجف. هذه الخاصية الآن حل محلها الجوال والواتساب ..وتغريده العصفورة حلت محل منبه الموبايل والغريبة الخواجات سموها تويتر يعني تغريدة أيضا . هذه الخاصيات سماها الفيلسوف البريطاني كولن ولسون في كتابه الانسان وقواه الخفية بالتخاطر التلباثي . وأحضر مثلها نمازج كثيرة. وقال مثلا الزوجين والأم والابناء يوجد بينهم رابط خفي حتى لو ابتعدوا عن بعض آلاف الكيلومترات. وأكثر من يشعر بهذا الشئ ويعيشه هم المغتربون. أنا شخصيا عندي أكثر من مثال. واقعي مدهش. كثير ما تتصل بي خالتي من السودان، الله يعطيها العافية، دون أي مقدمات وتبدأ تسأل بإلحاح شديد (أنت شديد أنت بخير عندك شيء صحتك كيف؟) الغريبة فعلا تكون عندي مشكلة صحية أو في العمل قدر ما أحاول أداريها عنها لكن لن أستطيع أن اغالط حدثها فأعترف لها لتلاحقني بالدعوات والشفقة التي ترهقها. ومثال آخر غريب قبل أكثر من عشرة سنوات (أي قبل وسائل التواصل الجديدة هذه) جاءني قلق عجيب على أهلي في كسلا. حاولت اتصل لم أجد رصيد خرجت من المكتب واحضرت رصيد من الدكان المجاور شحنته واتصلت ببيتنا. فاجأتني الوالدة بأن جدتي توفت في ذات اللحظة الله يرحمها وهم حتى لم يخبروا الجيران بعد وباندهاش سألتني (أنت الكلمك منو؟) .
    السؤال هو ما هي هذه الملكات والتي قطع شك أي واحد منا عنده لها أكثر من مثال. وهل سنخسرها لصالح التكنلوجيا. وهل حلت محلها الموبايلات للأسف.
    بل الكاتب الراحل والفيلسوف أنيس منصور ذهب لأبعد من ذلك في كتابيه : الذين هبطوا من السماء وكتابه الآخر ديانات أخرى. والكتابين منبثقين عن كتابه الموسوعة حول العالم في مائتي يوم.
    يقول أنيس منصور في كل البلاد التي زارها وفي كل اللهجات توجد عبارة واحدة بمختلف اللغات وهي عبارة (أكاد اطير من الفرح) يقول لماذا تحديدا عبارة اطير. وهل كان الانسان عنده قدره على التحليق أو الطيران. ليس بأجنحة. انما شعور وحاسة تجعله خفيف الوزن يقاوم الجاذبية الأرضية فيحلق في الهواء. وقال ما جعله يوقن هذا الظن زار أحد المناطق الأثرية المجهولة ووجد مباني لحضارات قديمة الغرف فيها ليست لها فتحات أو أبواب من الأجناب أنما كل الفتحات موجودة في السقف. بمعنى لا يستطيع أحد الدخول والخروج منها بسلاسة الا إذا كان له قدرة على التحليق والطيران.
    على كل حال ما أطول عليكم تأملوها حتى نعود.


                  

03-29-2018, 08:48 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)

    رحم الله عم صالح
    أحد مجانين السوق في التسعينات استوطن الصالة الخلفية لمكتبة كباشي بكسلا . له صندوق خشبي (سحارة) يقفل فيها كل أغراضه. وقد كان فارع الطول عريض المنكبين يلبس جلباب أبيض ناصع البياض ونظيف، أصلع الرأس حافي القدمين دائما كأن بيت خليل فرح (قدلة يا مولاي حافي حالق) كتب فيه. نشيط جدا سريع الحركة يدخل من الباب الشرقي للمكتبة عابرا الى الباب الغربي. وكثيرا ما يجد الاطباء وباقي الوجهاء من أعيان كسلا حضورا في الصالة يديرون في حواراتهم المعتادة يقف يستمع قليلا يبحث عن رأس خيط في الحوار يدلي بدلوه كيفما اتفق فيجعلهم ينفجرون بالضحك. لا يهمه موضوع طبي قانوني تجاري أدبي. فقد كانوا يستظرفونه بل كأنهم ينتظرون طلته هذه.
    يوم ما أصبت بالملاريا وبعد العلاج في طور النقاهة كنت جلوسا في المكتبة ضمن الحضور وبعض الأطباء من أصدقاء الوالد يقدمون لي في نصائح طبية من نوع طرق الغذاء والوقاية. كالعادة أطل عم صالح سمع الحوار وضع يده على كتفي وقال: يا ولدنا أكل بامية بس، بامية بكسرة تخليك زي الحصان. وانفجر الحضور بالضحك كالعادة أما هو مضى في سبيله غير مكترثا لضحكهم.
    ومن عجائب عم صالح كانت له سطوة وسلطة عجيبة على باقي مجانين السوق. وعامل لهم صالون حلاقة في الصالة الخلفية للمكتبة. يحلق لهم صلعة بالموس ويأخذ منهم ثمن الحلاقة. لكن كيف يسيطر عليهم؟ وبعضهم خطر جدا لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه دعك من لمسه. لكن تجده يجلس أمام صالح خاضع ذليل كأنه في تنويم مغنطيسي.
    يوم ما وهو يعبر الشارع الى المستشفى صدمته سيارة مسرعة. أدخلته في غيبوبة.
    أفتقده رواد المكتبة وبعضهم زراه في المستشفى اهتم الأطباء لإنقاذ حياته يدفعهم شرف المهنة وشرف الصداقة وشرف العشرة لكن قدر الله كان أقوى وانقضى أجله رحل الى بارئه مخلفا غمامة من الحزن خيمت زمنا طويلا على برندات السوق.
    هاجت تلك الذكرى والدهشة وأنا أجد مواضيع كثيرة تتحدث عن فوائد البامية الصحية اكتشفت حديثا بل الخواجات صنعوا منها أدوية وكبسولات لكثير من الامراض. وتذكرت كيف ضحكنا عندما نصحني صالح بتناول البامية مقاطعا الأطباء في حوارهم معي. تركنا نضحك ومضى دون أن يبالي.
    ما هذا السر هل هو الهام
    صدق من قال أن المجانين في نعيم
    لكن تعلمت الا اترك حديثهم يذهب أدراج الرياح فحتما هم ملهمون.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de