نقد نقد النسق السلفي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2018, 02:38 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقد نقد النسق السلفي

    02:38 AM March, 24 2018

    سودانيز اون لاين
    هشام آدم-Liège - Belgique
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الفكرة هنا، ليست الدفاع عن السلفيَّة؛ فأنا ضد الفكر السَّلفي، كما أنَّ الفكرة ليست الانتصار لمنهجٍ فكريٍ ضد منهجٍ فكريٍ آخر، ولكن الفكرة هي نقد المنهج الفكري الذي يتبعه التجديديون، لأسبابٍ سوف يأتي ذكرها في هذا المقال.




















                  

03-25-2018, 02:38 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    مبدئيًا، تجدر بنا مناقشة فكرة الدين نفسه أولًا، فهل الدين نشاطٌ (أُفقيٌ) بشريٌ، يتم بناؤه ضمن حركة المُجتمع الإنساني، ووفق شروطه، وآلياته الزمانيَّة والمكانيَّة أم هو نشاطٌ (رأسيٌ) مُتعالٍ على النشاط البشري؟
                  

03-25-2018, 02:39 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    علماء الاجتماع، وعلماء الأنثروبولوجيا يدرسون الدين باعتباره ظاهرةً ونشاطًا بشريًا، وعلى هذا الأساس؛ فهو -بالنسبة إليهم- نتاجٌ لحركة المُجتمع البشري، وتطوره، على اعتبار أنَّ الدين هو نتاج مُحاولات الإنسان الفلسفيَّة لفهم الطبيعة، والتصالح معها، فهو تطورٌ طبيعيٌ للأفكار البدائيَّة للإنسان عن السحر والأرواح، وما إلى ذلك، فهو جُهدٌ بشريٌ يتطور بتطور البشر، وبتراكم خبرات ومعارف الإنسان يتم تطوير الدين أيضًا، لأنَّه كلَّما تنوَّعت معارف الإنسان تراكميًا، تعمَّقت فكرته عن الكون والطبيعة؛ وبالتالي تغيَّرت وتطوَّرت أفكاره الدينيَّة، ويُمكننا تتبُّع نشأة الدين، وتطوره عبر التاريخ البشري.
                  

03-25-2018, 02:41 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وعلى هذا فإنَّ الدين -باعتباره جهدًا بشريًا لفهم الطبيعة- قد يكون جهدًا جمعيًا أو فرديًا، ولهذا يتم اعتبار الدين مسألةً (شخصيَّةً)، لأنَّ الأمر –في النهاية- لا يخرج عن كونه –أي الدين- مُحاولةً لفهم المُحرّك الأول للعالم، وإقامة علاقةٍ طيبةٍ معه، بدافع الحصول على الراحة النفسيَّة والطمأنينة، وهذه العلاقة بين الإنسان (الفرد)، وبين الإله، تكون وفقًا لأفكارٍ وتصوّراتٍ فرديَّة عن الإله، لأنَّ هذه الأفكار والتصوُّرات نشأت –في الأساس- وفقًا لمجهودٍ بشري (سواءٌ كان مجهودًا فرديًا أو جماعيًا)، ولكنه يظل مجهودًا بشريًا صرفًا، سواءٌ –أيضًا- أكانت هذه الأفكار والتصورات حول الإله أو حول قضايا أخرى كالأخلاق، والميتافيزيقا، والأفكار المختلفة لما بعد الموت ... إلخ.
                  

03-25-2018, 02:42 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ولكن في حالة الأديان (الرساليَّة)، والتي تدعي التواصل المُباشر مع الآلهة، فإنَّها تختلف عن الدين الشخصاني، المُتأتي عبر المجهود البشري، زاعمةً أنَّ الأفكار والتصورات عن الإله وعن طبيعته، وعمَّا بعد الموت ما هي إلَّا أفكار الإله نفسه، وليست أفكار الإنسان؛ وبالتالي فهي تفترض الحقيقة المُطلقة، في تعارضٍ صارخٍ مع النسق الديني الشخصاني، القائم على النسبيَّة، والتي على أساسها يتم قبول التعدديَّة، على اعتبار بشريَّة الأفكار والمعتقدات؛ وبالتالي لا إطلاقها.
                  

03-25-2018, 02:43 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ولكن مع الفكر الديني الذي يعتمد على مبدأ (الوحي الإلهي)، فلم يعد بمقدور الإنسان الاجتهاد في مسائل العقيدة، أي فيما يتعلَّق بطبيعة الإله وصفاته، وليس بمقدوره الاجتهاد في مسائل الميتافيزيقا، وما بعد الموت، فلا يُمكنه إثبات ما لم يُثبته الوحي أو إنكار ما أثبته الوحي، فالفكر الديني هنا، مُلتزم بالوحي تمامًا، طالما أنَّه مُؤمن أنَّ هذا الوحي من الإله مباشرةً، وليس مجهودًا بشريًا، كالأديان الفلسفيَّة الشخصانيَّة.
                  

03-25-2018, 02:44 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    الأديان الفلسفيَّة الشخصانيَّة –بطبيعتها- تتمتع بمساحة حريَّةٍ أكبر، لأنَّ الآلهة، وكل ما يتعلَّق بها، هي من صنيع الإنسان نفسه، فيحق له أن يرى الإله كما يحلو له، فيحق له –مثلًا- أن يرى أنَّ الحكمة من خلق الإله له، هي: التماهي مع خصائصه ومبادئه، كالقدرة على الخلق، وتجلي رحمته في مخلوقاته مثلًا، ولن يكون بإمكان كائنٍ مَن كان أن يعترض عليه في ذلك، لأنَّ الفكرة هي نتاج تفكيره الخاص، وتلك هي الحكمة التي يعتقد ويُؤمن بأنَّ إلهه خلقه من أجلها، ولكن لا يُمكن للمؤمن المُنتمي للدين الرسالي أن يفترض الأمر ذاته، إلَّا بالرجوع إلى الوحي، وما يقوله في هذا الخصوص، فإذا نصَّ الوحي الإلهي على {وَمَاْ خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُوُنْ} فتُصبح فكرة تجلي الرحمة، والتماهي مع خصائص ومبادئ الإله، أو أي فكرة أخرى غير صحيحة، بصرف النظر عن جماليتها ومنطقيتها (وفقًا لهذا الدين الرسالي تحديدًا).
                  

03-25-2018, 02:45 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وهنا تكمن أزمة الفكر الديني المُنتمي إلى الأديان الرساليَّة، لأنَّ الإنسان –بطبيعته- كائنٌ مُفكّر، ويُحب أن يُضفي لمسته الخاصة على كل شيءٍ، فيأتي الوحي ليسلب هذه الحريَّة الفكريَّة من الإنسان، ويُحدّد له الأفكار بشكلٍ شديد الوضوح، ولا يدع له مساحة من الحريَّة؛ إلَّا فيما سكت عنه الوحي، ولم يتكلَّم فيه.
                  

03-25-2018, 02:45 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ومن هنا برزت أزمة العقل الديني الرسالي، في تجاوز الوحي (النَّص)، عبر التلاعب على اللغة نفسها؛ لاسيما وأنَّ الوحي نفسه استخدم لغةً بشريَّةً، مُعبَّرةً عن الحالة الفكريَّة والثقافيَّة للمجتمع البشري، ولهذا نجد أنَّ التجديديين يتعاملون مع الوحي باعتباره نصًا أدبيًا قابلًا للتأويل، واحتمال أكثر من معنًى. وقد تجسَّدت هذه الأزمة أوَّل الأمر عند المُعتزلة ثم المُتصوّفة، ولهذا نجد من المُعتزلة من نظَّر في الدين الرسالي باجتهاده العقلي، حتَّى وجد نفسه خارج الملَّة نهائيًا، سواءٌ بإقرار منه هو نفسه أو بحكم العامة الذين اتهموه –بناءً على أفكاره- بالكُفر والإلحاد والزندقة.
                  

03-25-2018, 02:45 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وفي الوقت الذي يخون فيه التجديديون اللغة، لتسمح لهم باستيراد معانٍ لا يحتملها النص، وليُصبح النص نصًا أدبيًا مفتوحًا على جميع التأويلات (لأنَّ هذا يخدم غرضهم)، فهم يرفضون –في الوقت ذاته- التأويلات السلفيَّة، التي تعتمد على ظاهر النَّص، وكأنَّ مشروع التجديد الديني لا يقوم فقط بإنشاء معانٍ جديدةٍ للنص الديني؛ بل بإلغاء وإقصاء المعاني القديمة.
                  

03-25-2018, 02:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وواقع الأمر، فإنَّ المتأمل في المنهج التجديدي، يجد أنَّه يُحاول إنكار المعنى السلفي تمامًا، ليزعم أنَّ المعنى السلفي لم يكن صحيحًا يومًا ما؛ وبالتالي فما يقومون به يُمكن إدراجه تحت مُسمَّى (إعادة إحياء المعنى)، وليس (التجديد)، لأنَّ فلسفة التجديد، تعتمد -في المقام الأول- على الاعتراف بقِدم النَّص، وعدم صلاحية استخدامه كما هو، ولكن النسق التجديدي القائم اليوم، يُحاول إيهامنا بأنَّ المعنى الجديد هو عينه المعنى القديم، الذي غطَّى عليه السلفيون عبر القرون الماضية مُباشرةً مُنذ وفاة الرسول، وهو تحديدًا ما تحتمله فكرة (اختطاف الإسلام)، والتي يُروّج لها بعض التجديديين. ولهذا فإنَّه من المهم –في المقام الأول- أن نعرف ما إذا كان المنهج الذي نحن بصدد دراسته الآن منهجًا تجديديًا أم منهجًا إحيائيًا.
                  

03-25-2018, 02:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    الأزمة الأخرى التي يُعاني منها العقل الديني الرسالي، يكمن في التعامل مع التاريخ أو التراث. في الحقيقة فإنَّ التاريخ (كلَّه) عبارةٌ عن مروياتٍ، ونقليَّاتٍ سماعيَّةٍ لا أكثر؛ وبالتالي فإنَّ الموقف المثالي المُتماسك، والمُتسق تجاه التاريخ، هو التعامل معه بحذر، على اعتبار أنَّه من المُحتمل ألَّا يكون صحيحًا، كما قد يكون صحيحًا بنفس النسبة تقريبًا. ولهذا فإنَّ كل ما يُمكن أن يُقرأ في التاريخ، سواء ما قيل عن الإسكندر الأكبر أو هتلر أو عن المهاتما غاندي أو كونفشيوس أو أي شخصيَّةٍ تاريخيَّةٍ، قد يكون صحيحًا، وقد لا يكون صحيحًا بنفس القدر.
                  

03-25-2018, 02:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وللأسف لا تُوجد طريقةٌ ما، تجعلنا نفترض الصحة المُطلقة أو الخطأ المُطلق في أي حادثةٍ تاريخيَّةٍ على الإطلاق، والطريقة الوحيدة التي يُمكننا الحكم بها على التاريخ هي –للأسف- طريقةٌ خاطئةٌ، فعندما يروي لنا أحد المُؤرخين عن فتوحات وغزوات الإسكندر الأكبر، ونرى آثاره الماديَّة في تلك البلدان، التي ذكر لنا المُؤرخ أنَّه تواجد فيها، فهذا يُعتبر دليلًا على صحَّة كلامه، فيما يخص الفتوحات والغزوات، وطالما أنَّه كان صادقًا فيما قاله عن هذه الفتوحات، فهو –غالبًا- صادقٌ فيما ذكره عن الإسكندر الأكبر، فيما يخص أشياء أُخرى غير الفتوحات.
                  

03-25-2018, 02:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وقد نعتمد –أحيانًا- على الحقبة الزمنيَّة التي تفصل بين المُؤرخ والشخصيَّة التي كتب عنها، وكلَّما كان أقرب إلى زمانه، كنَّا أميل إلى تصديقه، في حين أنَّه لو كان مُعاصرًا له، فإنَّ هذا يزيد من درجة مصداقيته لدينا، وهذا المنهج تحديدًا اتبعه بعض علماء الحديث، وبعض رواة الآثار، وجامعي التراث.
                  

03-25-2018, 02:48 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ولكن –للأسف- كل هذه المناهج لا تهب اليقين القطعي، لأنَّ اليقين القطعي لا يقوم إلَّا بدليل، والدليل (evidence) هو ما لا خلاف حول علاقته المُباشرة بالحدث. وهو –بطبيعة الحال- أمرٌ مُختلفٌ عن الحجَّة المنطقيَّة، لأنَّ الحجَّة المنطقيَّة (logical argument) لا تقود إلى اليقين؛ بل تقود إلى الترجيح السلبي أو الإيجابي.
                  

03-25-2018, 02:49 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    فعلى سبيل المثال، يُمكننا –في جريمة قتلٍ ما- الاعتماد على معرفتنا المُسبقة بخلافاتٍ وشجاراتٍ قديمةٍ بين شخصين، لنحكم على الآخر بأنَّه من المُرجَّح أن يكون القاتل، فهذا ربطٌ منطقيٌ، ولكنه لا يقود إلى حقيقةٍ مُطلقةٍ، وسنظل بحاجةٍ إلى دليلٍ يمنحنا اليقين المُطلق. في حين أنَّ ما تُظهره كاميرا المُراقبة –مثلًا- يُعتبر دليلًا دامغًا، لأنَّه يُقدّم لنا معلومةٍ يقينيَّةٍ لا يُمكن الطعن بها، بصرف النظر عن موقفنا الشخصي من المُتهم. مثل هذه الأدلة لا يُمكننا العثور عليها في كثير من القضايا والأحداث التاريخيَّة؛ لذا فإنَّنا نتعامل مع التاريخ بمبدأ الترجيح السلبي أو الإيجابي.
                  

03-25-2018, 02:49 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    تكمن أزمة التجديديين، في أنَّهم يتعاملون مع التراث الإسلامي بجرأةٍ تقترب كثيرًا من الوقاحة، عندما يرفضون تصديق بعض المرويات رفضًا قاطعًا، دون أن يمتلكوا دليلًا قاطعًا على رفضهم، سوى المنهج الاستبعادي (ruling out method) القائم على الإيمان القلبي. ولهذا نجد أن كثيرًا منهم قد يضحك ساخرًا، عندما تستدل له بحديثٍ أو مرويَّةٍ تاريخيَّةٍ من كُتب التاريخ الإسلامي، فيتعامل معها، ليس كأنَّها لم تقع على وجه اليقين؛ بل وكأنَّها يقينًا لم تقع.
                  

03-25-2018, 02:50 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    فلو أخذنا حديث: "المرأة ناقصة عقل ودين." على سبيل المثال، سنجد أنَّ أغلب التجديديين يرفضون نسبة هذا الحديث إلى الرسول، باعتبار أنَّه من المُستحيل أن يكون الرسول -بكل التصورات المثاليَّة التي بناها الإيمان الديني لشخصيَّة الرسول- قد يحمل أفكارًا هجوميَّة ضد المرأة.
                  

03-25-2018, 02:50 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    فهُم –واقع الأمر- ينطلقون من قاعدة أنَّ الإسلام دينٌ مثاليٌ؛ وبالتالي فإنَّهم يرفضون –مطلقًا- الاعتراف بأي شيءٍ يُمكن أن يخدش هذه التصورات المثاليَّة للدين، سواءٌ كان حديثًا أو مرويَّة تاريخيَّة أو حتى معنى ظاهريًا في الوحي. في حين أنَّ فكرة مثاليَّة الدين يجب أن تكون نتيجةً، وليست قاعدة تفكير.
                  

03-25-2018, 02:51 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وأغلب ظنَّي أنَّ أزمة الفكر الديني جاءت –في أساسها- من الالتزام بنصٍ تاريخيٍ (حتى وإن كان وحيًا) والإصرار على استحضاره في كل واقع زمانيٍ ومكاني. في حين أنَّ هذا الاستحضار ليس أكثر من مُجرَّد لزوم ما لا يلزم. فنحن –عادةً- لا نتوقف كثيرًا أمام المقولات والمواقف التاريخيَّة، لإنشاء مواقف وقيم جديدة، فنحن غير مُهتمين بما ينقله لنا التاريخ من موقف المُجتمعات البشريَّة من قضيَّة العنصريَّة مثلًا، فلا نستحضر التاريخ للإقرار بأنَّ العنصريَّة أمرٌ غير أخلاقي، ولسنا -أصلًا- بحاجةٍ إلى التاريخ في مثل هذا المواقف، وإلَّا لم تطوَّرت المُجتمعات والقيم الإنسانيَّة.
                  

03-25-2018, 02:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    إذن؛ فالعقل التجديدي يقع في منطقة وسطيَّةٍ بين العقل السلفي، والعقل النقدي، فلا هم قادرون على التخلص من الوحي، وتجاوزه بصورةٍ واضحةٍ، ولا هم قادرون على التصالح والتعامل معه كما هو. وهم –في ذلك- يُنزلون الوحي منزلة النص البشري القابل للدراسة النقديَّة، والفنيَّة، والتأويليَّة، مُتناسين أنَّ النص الإلهي هو جزءٌ من الإله نفسه، وبطريقةٍ ما، فهو يحمل بعضًا من خصائصه الكاملة، وليس كالنص البشري الذي يُؤدي نقصه إلى تداعيات التأويل المعروفة بكل زخمها.
                  

03-25-2018, 02:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    علمًا بأنَّ خاصيَّة قابليَّة التأويل –حتى في النصوص الأدبيَّة- لا ترتبط بالنص؛ بل بالقارئ أو المُتلقي. فالنص -بارتباطه العضوي بالمُؤلف- يمتلك معنًى واحدًا، وهو ما أراده المُؤلف منه ابتداءًا، ولكن اختلاف أفهام القراء والمُتلقين هو ما يُحدث زخم التأويلات، فقد يحدث أن يكتب شاعرٌ قصيدةً يتغزَّل فيها بمحبوبته، فيجد فيها القارئ رمزيَّةً سياسيَّةً، ولولا تواضع النُّقاد على ضرورة إتاحة الحريَّة للقارئ في أن يُعمل خياله في النص، ويرى فيه ما يراه، لكان لزامًا على كل مُبدع أن يُرفق مع عمله مُختصرًا للفكرة التي يُريد إيصالها، وهذا هو الفارق بين النص الإبداعي والنص القانوني، لأنَّ الفكرة الأساسيَّة من النص القانوني هو إيصال معنًى واحدًا، لا مجموعةً مُتناقضةً ومُتضاربةً من التأويلات.
                  

03-25-2018, 02:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وإذ يحتوي الوحي على مجموعةٍ من التعاليم والأحكام المُصاغة بافعل ولا تفعل، وطالما أنَّ الغرض من هذه النصوص هو مُحاسبة الإنسان عليهاـ بناءً على مبدأ الإفراط والتفريط، فكان لزامًا علينا فهم النص على نحو لا يقبل الشك والتأويل، لا كما في النصوص الأدبيَّة، التي لا يضير فيها أبدًا اختلاف التأويلات، رغم أنَّ كثيرًا من الكُتَّاب تتم محاكمتهم أخلاقيًا بناءً على كتاباتهم أو لنكون أكثر دقَّة: بناءً على ما يُفهم من كتاباتهم.
                  

03-25-2018, 02:53 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ولهذا فإنَّ النصوص التي نقرأها في الأساطير البابليَّة والأغريقيَّة يُمكن فعلًا التعامل معها باعتبارها نصوصًا أدبيَّةً، ليس فقط لمعرفتنا بالمصدر البشري للنصوص، ولكن لأنَّها لا تحتوي على تعاليم وأوامر ونواهي، وإنَّما هي نصوصٌ تتكلَّم في طبيعة الآلهات، وحروبها مع بعضها البعض، وتُحاول تقديم تفسيرات (بدائيَّة) للطبيعة وظواهرها المُختلفة.
                  

03-25-2018, 02:53 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    إنَّ ما يُمكننا حمله من حجج منطقيَّة يجعلنا نبني تصوراتنا المبدئيَّة ضد فكرة كمال الدين، وضد فكرة كمال الشخصيات التاريخيَّة، بما فيهم الأنبياء، اعتمادًا على واقعٍ ملموسٍ، وهو التناقض والنقص اللذان يُعتبران من أحد مكوّنات النفس البشريَّة، ولا نجد غضاضةً أبدًا في الاعتراف بهذا، إزاء أي شخصيَّةٍ تاريخيَّةٍ، مهما كانت مرموقةً ومُحترمةً، لأنَّ معرفتنا بالنفس البشريَّة تسمح لنا بترك هامشٍ للنواحي السلبيَّة في كل شخصيَّة.
                  

03-25-2018, 02:53 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ولكن العقل الديني لا يُمكنه فعل الأمر نفسه، مع الشخصيَّات الدينيَّة، كالأنبياء مثلًا. مع الأخذ بالاعتبار إيمانهم ببشريَّة هؤلاء الأنبياء، ولكن بطريقةٍ ما، نجدهم يتعاملون مع الأنبياء بشيءٍ من الخصوصيَّة التي تُخرجهم -في بعض الأحيان- من الحالة البشريَّة الاعتياديَّة، ليقعوا مباشرةً في حالةٍ شديدة الخصوصيَّة تُسمّى (العصمة الإلهيَّة)، والتي لا يُعرف حدودها على وجه الدقة. وهنالك اختلافاتٌ كبيرةٌ في مفهوم العصمة الإلهيَّة في كل مذهبٍ وطائفةٍ دينيَّةٍ، وهو ما قد يُجسَّد ورطة الفِكر الديني في أوضح صورها، لكن ينتهي الأمر برفضٍ تام لإلصاق أي خصلةٍ ذميمةٍ (مهما كانت درجة بشريتها) بشخصيَّة الأنبياء (مع الاعتراف ببشريتهم)، ليُجسّد الأنبياء في العقليَّة الدينيَّة فكرة الإنسان الكامل المطلق أو كما أطلق عليه نيتشه اسم (Superman). ولهذا نجد أنَّ مُجرَّد المُقارنة بالأنبياء في الجوانب البشريَّة يُعتبر أمرًا غير مقبولٍ على الإطلاق في الفِكر الديني الرسالي.
                  

03-25-2018, 02:54 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    من ضمن الحجج المنطقيَّة التي تجعلنا نميل إلى تصديق نسبة حديث "المرأة ناقصة عقل ودين" مثلًا، للرسول، أنَّ نَقلة هذا الحديث هم المُسلمون أنفسهم، فهذا الحديث لم نجده في كتب يهوديَّة أو مسيحيَّة، لنتوقع التحريف أو مُحاولات التشويه، فليست هنالك قرينة تدعونا للشك في شبهة تشويهٍ للإسلام أو لرسول الإسلام، حتى نفترض ذلك؛ بل وجدنا الحديث في كتابات المُسلمين أنفسهم، وأكثر من ذلك، فإنَّ علماء المُسلمين (المُؤمنين بكمال أخلاق الرسول) على مدار قرونٍ طويلةٍ راجعوا كُتب الأحاديث، وحاولوا تنقيحها وتحقيقها؛ فلم يجدوا في هذا الحديث ما يجعلهم يشكون في صحَّة نسبته إليه.
                  

03-25-2018, 02:54 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    الأمر الآخر أنَّ هذا الحديث متسقٌ تمامًا مع النسق الذكوري للمجتمع العربي في ذلك الوقت، والذي انعكس في تصوراته عن المرأة. وافتراض أنَّ الرسول لم يقل هذا الحديث، ولا أي حديثٍ آخر مهينٍ للمرأة، هو افتراضٌ لا يحترم التاريخ، ويفترض أنَّ الرسول كان مُنفصلًا عن واقعه، غير مُرتبطٍ به ثقافيًا أو فكريًا بأي حالٍ من الأحوال، وكأنَّه مُسافرٌ عبر الزمن أو إنسانٌ من كوكبٍ آخر، عاش في مُجتمعٍ ذكوريٍ يضطهد المرأة ويقمعها، والافتراض الآخر الذي يُقدّمه العقل الديني هو افتراضٌ خرافيٌ يلزم دليلًا أكبر بكثير من دليل أنَّ الرسول قال الحديث أو لم يقله، وأعني بذلك افتراض أنَّ الرسول إنسانٌ كاملٌ، وأنَّه على تواصلٍ مباشرٍ مع الإله.
                  

03-25-2018, 02:55 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ومن الحجج المنطقيَّة التي تجعلنا نميل إلى قبول نسبة الحديث إلى الرسول، هو عدم تعارضه مع الوحي الذي من المُفترض أنَّه نصٌ إلهي؛ بل على العكس تمامًا، النص القرآني ينقل ويُجسّد -في أكثر من موضع- رؤية الإسلام للمرأة مُقارنةً بالرجل، وكيف أنَّه يجعل المرأة على النصف منه، تارة في الميراث، وتارة في الشهادة الجنائيَّة، والذريعة التي قدَّمها الوحي لمسألة الشهادة الجنائيَّة فيها تأكيدٌ واضحٌ على مسألة نقص العقل {أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ}.
                  

03-25-2018, 02:55 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    هذه الحجج المنطقيَّة مُجتمعةً أو مُتفرقة تجعلنا نميل إلى الاعتقاد بأنَّ الرسول قد يكون قال هذا الحديث بنسبةٍ كبيرةٍ. في حين أنَّ ما يُقدّمه العقل التجديدي هو الرفض المُطلق والتام لنسبة مثل هذا الحديث إلى الرسول، وفي هذه الحالة، فهو ليس مُطالبًا بتقديم حججٍ منطقيَّةٍ؛ بل هو مُطالبٌ بتقديم (دليلٍ) يُثبت موقفه اليقيني هذا. على أنَّه حتى لو قبلنا منه الحجج المنطقيَّة؛ فإنَّنا سوف نجدها غير منطقيَّةٍ، فحجّة الاستبعاد ليست حجَّةً منطقيَّةً على الإطلاق؛ بل هي حجَّةٌ إيمانيَّة، وكذلك حجَّة العصمة الإلهيَّة، والكمال البشري.
                  

03-25-2018, 02:55 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    إنَّ النسق التجديدي القائم الآن، يُعاني من مُشكلتين مزدوجتين، لا فكاك منهما، وتتجلَّى هاتان المُشكلتان، لتتجسَّدا في مُشكلةٍ واحدةٍ مُتمثلةٍ في الصراع مع السلفيَّة أو الفكر السلفي، في حين أنَّ مُشكلة التجديديين الحقيقيَّة هي مع الوحي الديني، ومع النسق الرسالي للدين، وهو ما أنشأ –بادئ الأمر- الفكر السلفي كنتيجةٍ حتميَّةٍ لإلزاميَّة الوحي، وهيمنته على الفِكر البشري، بكل ما يحمله من اجتهاداتٍ نيّرةٍ وضروريَّةٍ.


    =============

    انتهت الكوتة لهذا اليوم، التتمة غدًا كما يُمكنكم قراءة كامل المقال على موقع الحوار المتمدن

    (عدل بواسطة هشام آدم on 03-25-2018, 02:58 AM)

                  

03-25-2018, 11:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    ويُمكننا تصوير هذه الأزمة في قالبٍ مسرحي يتمثّل في مجموعةٍ من الأطفال تتكوَّن من عشرة صبيان، وأربع فتيات، يلعبون في فناء المنزل، فيُجَابهون بأمرٍ صارمٍ شديد الوضوح من أحد البالغين: "كُفُّوا عن الإزعاج يا أولاد!" فإذا كان الأطفال يتمتعون بفِكر سلفي، فإنَّهم سوف يلتزمون بظاهر الأمر أو النص، على اعتبار أنَّ الأمر يشمل الجميع، فيما إذا كان الأطفال يتمتعون بفكرٍ تجديدي، فإنَّهم سوف يلجأون إلى اعتبار أنَّ الأمر مُخصصٌ فقط للذكور دونًا عن الإناث، على اعتبار أنَّ كلمة (أولاد) في الأمر، لا تشمل الفتيات أيضًا. ولا يُمكننا حسم الأمر هنا إلَّا بمعرفة السياق التاريخي الذي جاء فيه النص، والذي يُمكن بمعرفته فهم الدلالة المُرادة من الأمر بالكف عن الإزعاج، ولكن في ظل المنهج التجديدي الرافض للمرويات التاريخيَّة، لا يُمكننا الاعتماد على السياق التاريخي أبدًا. وهذا ما يُوضح لنا -أيضًا- جانبًا من جوانب إخفاق المنهج التجديدي وقصوره.
                  

03-25-2018, 11:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    هذا الأمر يقودنا مُباشرةً إلى مُناقشة السمة الأكثر نفعيَّة في النسق التجديدي؛ إذ يتعامل التجديديون بنفعيَّةٍ لا يرون فيها بأسًا، عندما يتعلَّق الأمر بتحقيق مصلحةٍ ما، على أنَّ المصلحة هنا، قد تكون أمرًا جيدًا وأخلاقيًا، ولكن مُحاولة ربطه بمُجمل الوحي الرسالي، ونسبته إليه، تجعلنا نُصرَّح بعدم صلاحيته، كادعاء مساواة الإسلام بين المرأة والرجل، فيما يتعلَّق بالقضايا الدنيويَّة، فإنكارنا لوجود هذا الأمر في الإسلام، ليس رفضًا لفكرة المساواة، ولكنه رفضٌ لربط هذه الفكرة بالوحي الرسالي للإسلام.
                  

03-25-2018, 11:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    إنَّ واحدةً من أكبر الانتقادات التي يسوقها التجديديون ضد الفِكر السلفي، أنَّه فكرٌ نصوصيٌ، يعتمد على النص بشكلٍ كامل؛ لاسيما النص الظاهر، ولهذا فإنَّهم يُعانون من حساسيَّةٍ مُفرطةٍ في منهج (قال الله وقال الرسول)، لأنَّ هذا المنهج يُحد من طاقة الإبداع، والاجتهاد البشري، رغم أنَّ الديانات الرساليَّة مُقيَّدةٌ سلفًا بالوحي كما أسلفنا، ولو أرادت الآلهة الحريَّة للإنسان، لتركته دون وحي، ليُعمل عقله وفكره كما يُحب، ولكن هذا لم يحدث (على الأقل في الديانات الرساليَّة).
                  

03-25-2018, 11:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    يأتي هذا الانتقاد للنسق السلفي في ظاهره، ليرفع شعار الإبداع الفِكري الحر، وهو شعارٌ لا يُمكن رفضه أو مُجابهته، ولكنه أشبه بالمُصحف الذي رفعه المُسلمون على أسنة الرماح في معركة صفين، فمَن سوف يمتلك جرأة أن يعترض على إعمال العقل الحر؟ من سوف يعترض على الإبداع والفِكر؟ فيرى في شعار (قال الله وقال الرسول) إرهابًا فكريًا، يدعو إلى الخمول والكسل العقلي، فهو من ناحيةٍ يجعلنا لا نحتكم إلى عقولنا وآرائنا الذاتيَّة؛ بل إلى الوحي الموضوعي، والذي ليس بالضرورة أن ينسجم مع الآراء الذاتيَّة، فالوحي الذي يُحرّم الزنا مثلًا، هو ضد مصلحة الفرد الذي يُحب الزنا، ويستمتع به، ولكن النص هنا حاكمٌ على الفرد، وعلى آرائه، وتصوراته الخاصة؛ بل وعلى مصلحته الخاصة، لتحقيق مصلحةٍ أكبر، وكذلك الوحي الذي يُحرّم الربا، هو بالضرورة ضد مصلحة الفرد، الذي يجد في الربا وسيلةً للربح، ولكن النص هنا حاكمٌ على الفرد، وعلى آرائه، وتصوراته، وعلى مصلحته. لماذا؟ لأنَّ للوحي تصوراتٍ مُسبقةٍ عمَّا يجب أن يكون عليه الواقع، وفقًا لمبادئ إلهيَّةٍ مُتعاليةٍ على الرغبات البشريَّة؛ بل وحتى على التفكير البشري المحدود.
                  

03-25-2018, 11:48 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    وعندما أقول ذلك، فأنا لستُ -بالضرورة- أسرد رأيي الشخصي، ولكنَّني –هنا- أسرد ما يعنيه الوحي الموضوعي صراحةً، على العكس من الدين الشخصاني الحر. ولهذا فإنَّ فكرة الاحتكام إلى الفِكر الحر، ضمن نسق دينٍ رساليٍ، له وحيٌ موضوعي، هي –في حد ذاتها- مُغالطةٌ منطقيَّةٌ تُعبّر عن عُمق أزمة الفِكر الديني الرسالي. وهي –بالتالي- أشبه بدعوى إعمال العقل الحر في تطبيق العقوبات، في حال وجود نصوصٍ قانونيَّة. فواقع الحال أنَّ النص القانوني لم يُوضع ليجتهد الناس بفِكرهم الحر، وإنَّما ليلتزموا حرفيًا بما جاء في القانون. وفي حال عجز القانون عن تطبيق العدالة، فإنَّنا نُجري التعديلات اللازمة على نص القانون، وليس على فهمنا نحن للقانون. فالمواطن الأمريكي -على سبيل المثال- المُؤمن بأنَّ قوانين بلاده هي أكثر القوانين الوضعيَّة إنسانيَّة، لا يُمكنه أن يفترض -جُزافًا- لاإنسانيَّة عقوبة الإعدام للقاتل، مُعتمدًا على إيمانه الشخصي بقوانين بلاده، ولكن يتوجَّب عليه الرجوع إلى القانون، ويستخرج نص المادة التي تُثبت صحَّة إيمانه أو على نحوٍ أكثر دقَّة: النص الذي بنى عليه إيمانه مُنذ البداية، فإن وجد نص القانون مُخالفًا لتصوراته الذهنيَّة المثاليَّة، فإنَّ موقفه الإنساني لن يُغيّر من واقع الأمر شيئًا، كما أنَّ حالة إنكاره، وتلاعبه ببعض ألفاظ البند القانوني لن تُغيّر من الأمر شيئًا كذلك، ولكنها -عوضًا عن ذلك- سوف تُعبّر عن الأزمة الفِكريَّة التي تُحدثها القطيعة بين المواطن وقوانين الدولة، بحيث لا تكون قوانين الدولة مُنسجمةً مع تصوُّرات المواطن المثاليَّة.
                  

03-25-2018, 11:48 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    هذا المنهج الرافض للنسق النصوصي، يجعل التجديدين يرفضون ليس النص؛ بل معانيه الظاهريَّة، ويرفضون إلزاميَّة تطبيقه، بحججٍ وذرائع مُختلفة، كما فعل الأستاذ محمود محمَّد طه من قبل، عندما زعم بأنَّ النصوص المدنيَّة ليست مُلزمةً لنا في هذا العصر، وأنَّها كانت خاصةٌ بأهل زمانها، وهو منهج الاحتجاج بما يُسمَّى (التسلسل التاريخي) أو (السياق التاريخي)، ولهذا فهم يرون أنَّ آيةً مثل {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ ..} خاصةٌ بواقعةٍ تاريخيَّةٍ بعينها، ولا يصح اتخاذها كمبدأ عسكري بالعموم، كما أنَّ عبارة (الَّذِينَ كَفَرُوا) القرآنيَّة خاصةٌ بمجموعةٍ من البشر عاشوا في تلك الحقبة، وانقرضوا الآن، وهو ما قال به إسلام البحيري. وقد عرفنا سابقًا مُشكلة المنهج التجديدي مع السياق التاريخي، وكيف أنَّ اعتمادهم على فكرة السياق التاريخي غير مُتسقةٍ مع منهجهم الرافض للمرويات التاريخيَّة، لنفهم من كل ذلك أنَّ حجَّة السياق التاريخي ليس مقصودًا بها: دراسة الواقع التاريخي للنص، ولكن -فقط- حبس النص في إطار تاريخي لا يُغادره إلى زمانٍ آخر سواه، وهو ما يجعلنا أمام سؤالٍ آخر عن الآليَّة التي يتم بها اختيار النصوص التي يجب أن تُحبس في إطارها التاريخي، وتلك التي يُسمح لها بالمرور التاريخي إلى سياقاتٍ مكانيَّةٍ وزمانيَّة أُخرى، لنُفاجأ أنَّه ليست هنالك مُحدداتٌ لذلك على الإطلاق، سوى الرأي الشخصي العشوائي.
                  

03-25-2018, 11:49 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    هذا المنهج الرافض للنسق النصوصي، يتحوَّل فجأةً إلى نسقٍ نصوصيٍ بامتياز، عندما تقتضي الضرورة، فعندما يتعلَّق الأمر بحكمٍ مُستقًى بطريقةٍ فقهيَّةٍ، وهي طريقة جمع الأدلة أو الشواهد أو النصوص، كقتل المُرتد، يرفض التجديديون ذلك، بحجَّة أنَّه لا يوجد فيه نصٌ واضحٌ وصريحٌ لا يقبل التأويل. وإنَّما هم يقولون بذلك لأنَّ الفقهاء يعتمدون -في حكمهم بمشروعيَّة قتل المُرتد- على عددٍ من شواهد الوحي، والتي لا تحمل أمرًا واضحًا بقتل المُرتد نصًا. ببساطة، لأنَّهم يستنبطون الحكم استنباطًا من مجموع هذه الشواهد؛ بالإضافة إلى الشواهد التاريخيَّة، التي يرفضها التجديديون، باعتبار أنَّها مرويَّات غير ثابتة النسبة إلى الرسول، ولا يُمكن الاعتماد عليها.

    وقد رأينا من قبل أنَّ المنهج التجديدي يعتمد على فتح النص القرآني على التأويل، في الوقت الذي يُطالبون فيه (في مثل حالة قتل المرتد) بنصٍ مُغلقٍ لا يقبل التأويل، ولا يُمكن الاعتماد على باطنه، باعتبار أنَّه لا يُمكن إعدام شخصٍ ما، اعتمادًا على باطن النص لا ظاهره. فنرى كيف أنَّهم يتناقضون مع منهجهم في التعامل مع الوحي، ليكون سند التعامل هو الرأي الشَّخصي، لا المنهج الثابت الموحَّد، والذي يجعله ثباته ووحدته أهلًا للثقة.
                  

03-25-2018, 11:49 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    هم لا يبحون عن نصٍ يُمكن أن يُفهم منه أنَّه يجوز قتل المُرتد؛ بل يُطالبون بشاهدٍ ينص (حرفيًا) على أنَّ المُرتد يجب أن يُقتل، وهذا النسق النصوصي هو -في حقيقته- أحد المآخذ التي يأخذها التجديديون أنفسهم على السلفيين، في حين أنَّ منهج السلفيين في استنباط الأحكام الفقهيَّة منهجٌ ثابتٌ وموحَّد، وهو ما يُعطيه صفة الموضوعيَّة، مُقارنةً بصفة الذاتيَّة التي نجدها في منهج التجديديين. وهذا لا يعني أنَّ منهج السلفيين صحيحٌ بالضرورة، ولكنه يعني أنَّه منهجٌ مُتسقٌ وموضوعيٌ، ولكن الحكم عليه بالخطأ أو الصواب أمرٌ آخر.
                  

03-25-2018, 11:50 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    إنَّ الدارس الحصيف للمنهج التجديدي، يجد أنَّه يقوم على أعمدةٍ هشَّة، ويُمكننا إجمالها فيما يلي:
    1) اللعب على وتر العاطفة: إذ يعتمد التجديديون على أنَّ موقفهم الأخلاقي من بعض القضايا كالقتل، والسبي، وحرية الاعتقاد كفيلٌ بأن يجعل منهجهم صحيحًا أو على الأقل أهلًا للدعم والتأييد، ولهذا فإنَّ مُنتقدي المنهج التجديدي يتم تصنيفهم –غالبًا- في قالب السلفيَّة؛ حتى وإن لم يكونوا سلفيين. ولقد رأينا كيف أنَّ السلفيَّة ليست منهجًا تاريخيًا نشأ كتيار فكري؛ بل هو –في حقيقة الأمر- نتيجةٌ حتميَّةٌ للأديان الرساليَّة، التي يُمثل فيها الوحي الإلهي العمود الأساس في الفكر الديني بأكمله. ولهذا فهم يرون أنَّ نواياهم الخيّرة في منع قتل المرتد مثلًا أو منع قتل الكافر أو ما شابه ذلك، كفيلٌ بأن يضمن لهم التضامن، في حين أنَّ قضيتنا معهم لا تتعلَّق أبدًا بحُسن نواياهم، ولا فيما كُنَّا نُؤيد قتل المُرتد أو حقَّه في الحياة، نقاشنا معهم هو حول قضيَّة مُحدَّدة: هل قتل المُرتد من الإسلام أم لا؟ هذه هي القضية، وإلَّا لو كان الأمر مُتوقفًا عن النوايا الحسنة، فنحن بالتأكيد نشد على أياديهم، ونشكر لهم إنسانيتهم، ولكننا لا نبحث هذه القضيَّة، وليست هي مُشكلتنا على الإطلاق.

    2) الإغراء الفكري: يعتمد التجديديون على أنَّ دعوتهم بضرورة إعمال العقل، وحرية الفِكر، وبالمُقابل نبذ الجمود الفِكري كفيلةُ بأن تجعل منهجهم صحيحًا، ورأينا كيف أنَّ هذا الأمر أشبه برفع المصاحف على أسنة الرماح أو كدعوة الحق التي يُراد بها الباطل. لا أحد يرفض الفِكر الحر، ولكن ادعاء الفِكر الحر في دينٍ رساليٍ محكومٍ بوحيٍ إلهيٍ، فهذا يُعتبر إغراءً فكريًا لا أكثر.

    3) مُعضلة رجل القش: يعتمد التجديديون في منهجهم على اتخاذ السلفيَّة كرجل قش، يُهاجمونه أو يهاجمون عبره العقل الديني الذي ينتمون إليه، مُخفين بذلك رغبتهم في أن يكون الدين مُتحررًا من عبئه التاريخي والنصوصي قدر الإمكان، ولهذا فإنَّهم في هجومهم على الفِكر السلفي إنَّما يُهاجمون الدين نفسه دون أن يشعروا بذلك.

    4) سحر اللغة: يعتمد التجديديون في منهجهم على الخاصيَّة الفضفاضة للغة، ولقد عرفنا أنَّ اللغة (أي لغة) لا تخلو من العيوب وذلك بحكم أنَّها مُنتجٌ بشريٌ خاضعٌ للتجربة البشريَّة، وللتطور البشري. والحقيقة أنَّهم يقعون في خلطٍ غير مُبرر بين اللغة وبين النص، فهم يتعاملون مع النص باعتباره لغةً، في حين أنَّ النص يستخدم اللغة، ولكنه ليس لغة، فاللغة كائن حي يتغيّر ويتطور مع تطور المُجتمعات البشريَّة، ومع تغيّر نمط الإنتاج ونمط المعيشة، ولكن النص هو ابن البيئة التي كُتب فيها، والزمن الذي كُتب فيه، والظروف التي كُتب فيه؛ وبالتالي فلا يُمكن إسقاط خصائص اللغة على النص أبدًا. كما أنَّهم يعتمدوا في تأويل بعض النصوص، على خاصيَّة المُترادفات: وهو اشتراك ألفاظٍ مُختلفةٍ في معنىً واحد أو المُشترك اللفظي: وهو اشتراك لفظٍ واحدٍ في معانٍ مُختلفة. مُتجاهلين -بذلك- الحالات التي يُمكن بها معرفة المعاني والدلالات، والتي من ضمنها سياق الجُملة نفسها؛ إذ بالإمكان استخدم لفظٍ في سياقٍ ما، ليُعطي معنًى ما، في حين يُمكن استخدام نفس اللفظ في سياقٍ آخر، فيُعطي معنًى آخرًا، دون أن يُحدث ذلك أي لبسٍ في المعنيين في السياقين المُختلفين، وذلك كقولنا: "زيدٌ ضَرَبَ في الأرض" و "زيدٌ ضَرَبَ عمرو" و "زيدٌ ضَرَبَ موعدًا." فاختلاف دلالات لفظ (ضَرَبَ) في السياقات، لم تجعل دلالة اللفظة نفسها تختلف في كل سياقٍ على حدة، لأنَّ سياق الجُملة هو الذي أسقط دلالات اللفظة في دلالةٍ واحدة، وإلَّا لما كان بإمكاننا فهم أي جُملةٍ مهما كانت سهلةً وبسيطة.
                  

03-25-2018, 09:06 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    للقراءة
                  

03-25-2018, 09:08 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    جاري القراءة
    وبعدها التداخل

    مودتي يا ابو الهش
    وما تطول الغيبة
                  

03-25-2018, 09:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: علي دفع الله)

    مراحب عزيزي علي دفع الله ومحبات
    قراءة ممتعة
                  

03-28-2018, 10:46 AM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: هشام آدم)

    معقولة في الصفحة التانية!!!!!!

    Up
                  

03-28-2018, 11:14 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: علي دفع الله)


    لك التحية صديقي العزيز هشو .. ولجميع المرور الكريم ..


    بلاي لو سمحت ركز لينا علي الفقرة دي :
    وعلى هذا فإنَّ الدين -باعتباره جهدًا بشريًا لفهم الطبيعة- قد يكون جهدًا جمعيًا أو فرديًا، ولهذا يتم اعتبار الدين مسألةً (شخصيَّةً)،
    لانه لولا هذه الفقرة بالتحديد وفهمها تمامآ لما اصبحت حياتنا
    جحيم وباسم الدين !!!

    مشكور يا صديق ... ولي عودة .
                  

03-29-2018, 09:28 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد نقد النسق السلفي (Re: مني عمسيب)

    الاشكالية الواقعين فيها التجديديين انهم ما بقدروا
    يتجاوزوا النصوص الصريحة
    في القراءن (اقتلوهم حيث ثقفتموهم)
    وآية الميراث
    البخاري ومسلم قادرون على تجاوزهم
    بس كيف يمكن تجاوز القراءن
    دي المعضلة البتخلي التجديدي
    والسلفي في نفس المسار



                  

04-05-2018, 08:17 AM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    الاخ هشام ادم المحترم
    لي ملاحظات علي طرحك اعلاه ارجو ان تجد قبولا لديكم ( عذرا للغة الركيكة لاني لست مبدعا ملهما كما انتم )
    اولا من اطلاعي السريع علي الكلام اعلاه اتضح لي انكم ليس لديكم المام بعقيدة من تقصدون بتسميتكم ( الاحيائيون او التجديديون) حول موضوع المرويات...حيث ان القوم لا يرفضون الرواية من حيث نقلها..بل يعتقدون انها غير ملزمة اصلا حتي و لو ثبتت نسبتها
    و لهم في ذلك ادلة واضحة من القران لا تحتمل التاويل..فبالتالي تنتفي دعواكم بانتقائية هؤلاء تجاه التراث حيث ان رفضهم له مبني علي عقائدية محضة و ليس علي استنتاج علمي كما تفترضون ...
    و بهذا الفهم نستنتج انكم دبجتم هذا المقال الثري بناء علي استنتاج شخصي لا عن اطلاع عن كثب او بحث علمي...
    ان ادخالكم معضلتين فلسفييتن قديمتين و مناصرة جانب دون اخر في طرحكم مما قد يشي للقارئ اتخاذكم حكم مسبق علي القضية مما يفقدكم الحيادية في الطرح ...طبعا اقصد حكاية النص الالهي جزء من الاله نفسه اي هو قديم قدم الاله نفسه و قضية جعل الاله اجزاء و لا اظن ان
    المكان يسمح للنقاش في هذه النقطة...
    اما بالنسبة لباقي الحديث الفلسفي عن نقد الاديان و ما الي ذلك فهو لا يقع في طائلة اهتماماتي الاولية لذا استميحكم عذرا ان لم اتطرق اليه..
    هذا و لكم مني جزيل الاحترام و التقدير
                  

04-06-2018, 04:08 PM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: وليد شداد)

    هشام سلامات
    Quote: علماء الاجتماع، وعلماء الأنثروبولوجيا يدرسون الدين باعتباره ظاهرةً ونشاطًا بشريًا
    من هم علماء الإجتماع والآنثربولوجيا الذين قولهم الحق, ولعلهم يوحي إليهم, ولا ندري!
    Quote: لأنَّه كلَّما تنوَّعت معارف الإنسان تراكميًا، تعمَّقت فكرته عن الكون والطبيعة؛ وبالتالي تغيَّرت وتطوَّرت أفكاره الدينيَّة
    مثل هذا الكلام ظل يقال علي مدي آلاف السنين, و ما زال الدين رغم التطور باق وفارض وجوده علي أكثر المجتمعات, يا أخي طبيعي أن يحلل علماء الإجتماع ظاهرة الدين بمنظورهم, والمنهج الذي إختاروه هو الذي أوصلهم إلي هذه الأفكار, ولكن هل يصلح منهجهم لبحث الظواهر الغيبية, فإن كان في رأيك لا يصلح المهج الغيبي لبحث الظواهر المادية, فكذلك لا تصلح المناهج الظاهرية لبحث ظواهر الغيب, أليس كذلك؟
    Quote: وعلى هذا فإنَّ الدين -باعتباره جهدًا بشريًا لفهم الطبيعة- قد يكون جهدًا جمعيًا أو فرديًا، ولهذا يتم اعتبار الدين مسألةً (شخصيَّةً)
    مصادرة علي المطلوب وبناء نتائج عليه!!! وكيف يعني جهدا جمعيا, ومسألة شخصية في نفس الوقت؟
    Quote: لأنَّ الأمر –في النهاية- لا يخرج عن كونه –أي الدين- مُحاولةً لفهم المُحرّك الأول للعالم، وإقامة علاقةٍ طيبةٍ معه، بدافع الحصول على الراحة النفسيَّة والطمأنينة
    لم يكون الناس بهذا الترف, لكي يفكروا بأنفسهم للبحث عن المحرك الأول للعالم, إن لم يدفعهم الأنبياء والرسل لذلك
    Quote: ولكنه يظل مجهودًا بشريًا صرفًا
    إصرارك علي تكرار هذه الجملة والبناء عليها دون إثباتها, يدل علي غرضك وعدم موضوعيتك!
    Quote: فهي تفترض الحقيقة المُطلقة، في تعارضٍ صارخٍ مع النسق الديني الشخصاني، القائم على النسبيَّة، والتي على أساسها يتم قبول التعدديَّة
    ماذا تقصد بالدين الشخصاني؟ الآيدلوجيات الفلسفية أم أديان التصوف كما في الهند مثلا؟ وهل تعتقد فعلا أنها قائمة علي النسبية؟ لو ضربنا مثل بالبوذيين, هل إيمانهم بالحقيقة عندهم نسبية؟ وهل تمجيدهم لسيدهم "بوذا" بدل إله الغيب, يجعل من دينهم غير رسالي؟
                  

04-06-2018, 04:12 PM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: بلال الطاهر)

    الأخ شداد سلامات
    Quote: حتي و لو ثبتت نسبتها
    يمكن إنت فهمت ما يقصدهم هشام من مجددين وإحيائيين أكتر مني, مين هم في رايك؟ القرآنيين؟
                  

04-06-2018, 05:28 PM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: بلال الطاهر)

    بالتأكيد يا عزيزي...فمن غيرهم ينكر المرويات و يثير حنق الملاحدة و السلفية بنفس الدرجة؟؟
                  

04-06-2018, 06:20 PM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: وليد شداد)

    تحياتي يا شداد
    فعلا كما قلت يثيرون حنقهم, وهشام بالذات أكثر واحد يستثمر معرفته بثغرات السلفية, عشان كدة ما بيرضيه طرح إسلامي من غيرهم, وأشك أنه كان سلفي علي السكين!

    يبدو من إجابتك أنك من القرآنيين, هل لي أن أسألك لماذا يرفض القرآنيين المرويات عن رسول الله حتي ولو ثبت نسبتها إليه؟؟؟
                  

04-08-2018, 12:02 PM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: بلال الطاهر)

    عزيزي بلال
    القوم لا يرون ان الحديث النبوي ملزم لهم اولا لان العقيدة الاساسية لهم ان التشريع بيد الله سبحانه و تعالي في كتابه و ما النبي محمد الا متبع لهذا و تضافرت الايات الدالة علي ذلك في التنزيل الحكيم
    ثم تكامل زعمهم بعدم تدوين النبي لسنته و امره لصحابته الكرام بعدم التدوين و التزامهم فعلا بهذا الامر الي المئة الثانية بعد الهجرة حتي جاء امر السلطان القاهر بالتدوين...فالقوم يقولون لو كانت هذه الاحاديث ملزمة
    لامر النبي المامور بالتبليغ بتدوينها تماما كما دون القران و هو غض طريا من الصدور الي السطور و بالعكس و لم تترك للاهواء المذهبية في التجيير حسب ما تذهب رياح المذهب...
    اذا هي استنباط النبي محمد لفهمه للقران حسب ظروف ذلك الزمان و تراكمية المعرفة الانسانية في تلك اللحظة من التاريخ
    و بهذا الفهم فهي بالنسبة لاهل زماننا بمثابة الكاتالوج الدال لنا لمنهجية استنباط الاحكام المناسبة لزماننا وواقعنا و معارفنا الحالية من كتاب الله..مما يجعل النص القراني متجددا حيويا يلائم ظروف كل العصور تماما كما هو من حيث انه كلمة الله الاخيرة
    لبني الانسان ....
    اما انتمائي للقوم فهو شرف لا ادعيه و تهمة لا انفيها...
    كل الود و التقدير و عذرا للتاخير في الرد .....
                  

04-06-2018, 06:46 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: وليد شداد)

    *






                  

04-08-2018, 12:22 PM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: Mohamed Adam)

    الاشكالية الواقعين فيها التجديديين انهم ما بقدروا يتجاوزوا النصوص الصريحة في القراءن (اقتلوهم حيث ثقفتموهم) وآية الميراث البخاري ومسلم قادرون على تجاوزهم بس كيف يمكن تجاوز القراءن دي المعضلة البتخلي التجديدي والسلفي في نفس المسار


    سلام وتحايا .. هشام آدم وضيوفه

    الإقتباس أعلاه كلام أخي علي دفع الله

    يا علي التجديديون يفهمون هذه الآيات بإعتبار أنها آيات تخضع لظرف زماني ومكاني محدد

    ويربطونها بالسياق التأريخي لرد العدوان حينها

    أما الموضوع بكامله يحتاج لوقفات كثيرة

    حيث أرى أن الأخ هشام آدم جانب الحيادية في كثير من الأمور وخلط خلطاً كبيراً بين التجديدين

    التجدديدون ليسوا مدرسة واحدة هنالك آراء مختلفة ومتباينة للتجديديون

    وبينهم مسافات شاسعة

    لذلك يعتبر كل هذا الكلام بحاجة لمزيد من التدقيق

    إذا وجدنا وقتاً سنعود بمزيد من التفصيل

    تحياتي




                  

04-09-2018, 04:56 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: Asim Fageary)

    الأخ: وليد شدَّاد
    تحيّاتي

    تقول:
    حيث ان القوم لا يرفضون الرواية من حيث نقلها..بل يعتقدون انها غير ملزمة اصلا حتي ولو ثبتت نسبتها، ولهم في ذلك ادلة واضحة من القران لا تحتمل التاويل..فبالتالي تنتفي دعواكم بانتقائية هؤلاء تجاه التراث حيث ان رفضهم له مبني علي عقائدية محضة و ليس علي استنتاج علمي كما تفترضون.
    مبدئيًا أعتقد أنَّك قمتَ بصياغة ردّك هذا بناءً على تخمين مفاده أنَّني أعني أهل القرآن أو (القرآنيين) على اعتبار أن لا أحد غيرهم يُنكر المرويات. وهو تخمينٌ خاطئ، ليس لأنَّني لم أقصد القرآنيين تحديدًا وحسب؛ بل لأنَّ كثيرًا من التجديديين لديهم مواقف سلبيَّة جدًا من التراث الإسلامي. الحقيقة أنَّ مقالي كان ردًا على مُحاضرة سمعتها لمجموعة من جماعة الإحياء والتجديد، مُرفق صورة الشخص المقصود في نهاية هذه المُداخلة. هذا إضافة إلى أنَّ هنالك العديد من دعاة التجديد الذين لا علاقة لهم بالقرآنيين. أمَّا عن القرآنيين؛ فأنا شخصيًا أعتبرهم أبناء عمومةٍ للمُلحدين، فمرحلة القرآنيَّة هذه هي –بشكلٍ فعلي- الخطوة الأخيرة، قبل اللادينيَّة. وإذا كنتَ تعتمد على أدلة القرآنيين (الواضحة) على صحَّة زعمهم بعدم إلزاميَّة الأحاديث النبويَّة، فربما لا تعرف بردود أهل السنة والجماعة عليهم، وعلى مزاعهم الواهية، والتي قد تلقى قبولًا لدى من يُعاني من إشكاليَّة مع نصوص التراث، وهي ردود تُبت حُجيَّة السنة من داخل النص القرآني نفسه. ولقد أُريق حبر كثيرٌ جدًا في الرد على القرآنيين، ولستُ هنا لاستعراض هذه الردود.

    وحيث أنَّ ردّك جاء بناءً على سوء فهمٍ، فلا أجدي نفسي إلا ناصحًا لك بإعادة قراءة المقال بشيءٍ من التعمُّق هذه المرَّة.

    تقول:
    ان ادخالكم معضلتين فلسفييتن قديمتين و مناصرة جانب دون اخر في طرحكم مما قد يشي للقارئ اتخاذكم حكم مسبق علي القضية مما يفقدكم الحيادية في الطرح ...طبعا اقصد حكاية النص الالهي جزء من الاله نفسه اي هو قديم قدم الاله نفسه و قضية جعل الاله اجزاء و لا اظن ان المكان يسمح للنقاش في هذه النقطة.
    مبدئيًا. لا أجد في استخدام حجَّة (عدم الحياد بسبب الحُكم المُسبق) عمقًا يشيء بفهمٍ جيدٍ لعملية التفكير وإنتاج المواقف الفكريَّة. لأنَّه وبالمُقابل بإمكاني الاعتماد على الحجَّة ذاتها لاتهامكَ بعدم الحياديَّة باعتبار أنَّ لديك حكمٌ مُسبقٌ أيضًا. واقع الأمر يا عزيزي، أنَّ الإنسان لا يُناقش فكرةً إلَّا بعد أن يصل فيها إلى حكمٍ، وليس العكس؛ وإلَّا فبناءً على أي قاعدةٍ فكريَّة يُمكن لأحدنا أن ينطلق في مُناقشة فكرةٍ ما؟ نحن نتخذ المواقف الفكريَّة تجاه القضايا "بعد" اتخاذ الحُكم المُسبق المبني على القراءة، والدراسة، والتحليل، وليس العكس. وعلى هذا فإنَّني أرى هذه الحجَّة بلا معنى على الإطلاق. عندما أقوم بطرح فكرتين ثم أنتصر في مقالي لفكرة على أُخرى (كما هو في هذا المقال) فلا يُمكنكَ أن تعتمد على انحيازي لأحد الفكرتين، للزعم بأنَّني غير مُحايد، فهذا الأمر لا علاقة له بالحياد. حيادي يظهر في كيفيَّة طرح الفكرتين، فأن أقوم بطرح أحد الفكرتين بصورةٍ شاملة، في حين أختزل الفكرة الأخرى، هذا قد يُعتبر تحيزًا يُضاد الحياديَّة ويُنافيها. أن أطرح أحد الفكرتين بصورة خاطئة أو سطحيَّة فهذا قد يُعتبر تحيزًا يُضاد الحياديَّة ويُنافيها. فهل رأيتَ في مقالي شيئًا من ذلك؟ إن كانت إجابتكَ بـ"لا" فلا أفهم انتصاري لفكرةٍ على الأخرى تحيزًا يُنافي الحياديَّة، لأنَّ الوضع الطبيعي إزاء أي فكرتين أنَّ كل إنسانٍ سيكون مُنحازًا إلى إحداهما. علمًا بأنَّني أوضحتُ في بداية المقال أنَّ انحيازي إلى الفكر السلفي ليس انحيازًا تأييديًا؛ بل هو انحياز إلى اتساق الفكر السلفي مع الفكر الديني الرسالي. تمامًا كما تعرض أصول الفكرة الشيوعيَّة كما قرَّر لها الآباء الأوائل، وتُقارنها بالشيوعيَّة السودانيَّة (مثلًا)، وتخرج بنتيجة أنَّه لا علاقة للشيوعيَّة السودانيَّة بالشيوعيَّة الماركسيَّة اللينينيَّة، دون أن يعني ذلك أنَّك شيوعيٌ ماركسي لينيني بالضرورة.

    أتمنى أن تكون الصورة قد وضحت لكَ الآن

                  

04-09-2018, 05:01 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    الأخ: بلال الطاهر
    تحيّاتي

    تقول:
    من هم علماء الإجتماع والآنثربولوجيا الذين قولهم الحق, ولعلهم يوحي إليهم, ولا ندري!
    اعتمادكَ على (الوحي) كمصدر معرفي، هو أمرٌ يخصك تمامًا. واستخفافكَ بكلام علماء الاجتماعي والأنثربولوجيا أيضًا أمرٌ يخصك. وهنا تحديدًا إشكاليَّة العقليَّة الدينيَّة حسب رأيي. ولكن آراء علماء الأنثربولوجيا يستند على أدلة تاريخيَّة وماديَّة، لا يضر معها إنكارك لها.

    تقول:
    مثل هذا الكلام ظل يقال علي مدي آلاف السنين, و ما زال الدين رغم التطور باق وفارض وجوده علي أكثر المجتمعات
    لا أعرف فهمكَ للتطوّر، ولكن تطور الفكر الديني لا يعني انتفاؤه أبدًا. فبقاء فكرة الدين لا يعني أنَّ الدين لم يتطوّر، ونحن نعرف أنَّ الدين خرج من رحم السحر، ثم تحوّل إلى ديانات وثنيَّة، ثم تحوّلت الديانات الوثنيَّة إلى ديانات توحيديَّة، ثم تحوّلت الديانات الوثنيَّة إلى ديانات إبراهيميَّة. ونحن نشهد اليوم ميلاد أشكالٍ من الديانات الجديدة والتي لا تعتمد على فكرة الإله بالضرورة كالديانات الطبيعيَّة والديانات الفلسفيَّة، بالإضافة إلى عودة الوثنيَّة كما في الويكا (Wicca) وغيرها. فإذا كنتَ تعتمد على الفكرة العامة للأديان، فأنتَ لم تفهم كلامي الذي اقتبسته بشكل دقيق.

    تقول:
    مصادرة علي المطلوب وبناء نتائج عليه!!! وكيف يعني جهدا جمعيا, ومسألة شخصية في نفس الوقت؟
    أولًا كلامي كان عن الدين من وجهة نظر علماء الاجتماع والأنثربولوجيا، ولم أكن أتكلَّم عن الديانات الرساليَّة على وجه التحديد. الأمر الآخر أنا قلتُ حرفيًا:
    وعلى هذا فإنَّ الدين -باعتباره جهدًا بشريًا لفهم الطبيعة- قد يكون جهدًا جمعيًا أو فرديًا، ولهذا يتم اعتبار الدين مسألةً (شخصيَّةً)
    وأنتَ استبدلتَ (أو) التي للتخيير بحرف (و) التي للعطف، فتلك مُشكلتك وليست مشكلتي.

    تقول:
    لم يكون الناس بهذا الترف, لكي يفكروا بأنفسهم للبحث عن المحرك الأول للعالم, إن لم يدفعهم الأنبياء والرسل لذلك
    يبدو أنَّ معرفتك بتاريخ الأديان محصورة بتاريخ الأديان الرساليَّة، في حين أنَّ هنالك تعارضٌ كبيرُ جدًا بين مرويات الأديان الرساليَّة، وبين حقائق التاريخ الطبيعي، وتاريخ الإنسان. بل أنَّ بعض مرويات الأديان الرسالية لا أساس لها من الصحة وتعتبر من أساطير الحضارات القديمة. الإنسان البدائي شغل نفسه بمُسببات الظواهر الطبيعيَّة التي من حوله، وكان يتساءل عنها، ولم ينتظر مئات آلاف السنين ليأتي رجلٌ ويزعم أنَّه نبي ويأتيه خبر السماء، ويصرف انتباههم إلى هذه الظواهر الطبيعيَّة؛ فيتساءل عن مُسبباتها. هذا الأمر لم يكن ترفًا؛ بل كان ضرورة مُلحة، لأنَّ بعض الظواهر الطبيعيَّة كان يُشكّل تهديدًا مباشرًا على حياته وعلى بقائه، وبعضها الآخر كان يُمثّل له طوق النجاة، والفرق بين الحياة والموت؛ فالأمر لم يكن ترفًا فكريًا.

    تقول:
    إصرارك علي تكرار هذه الجملة والبناء عليها دون إثباتها, يدل علي غرضك وعدم موضوعيتك
    هذه العبارة جاءت وتكررت عندما كان حديثي عن الأديان الشخصانيَّة بحسب مفهوم علماء الأنثربولوجيا للدين، ولكن. هل يُمكنني أن أعتمد على إصراركَ على نقدي في هذا المقال، لأقول بأنَّ لديك (غرض) وبأنَّك (غير موضوعي) أيضًا، أم الآخرون فقط هم المُطالبون بأن يكونوا موضوعيين؟ ثم ما هي الموضوعيَّة برأيك أصلًا؟ الاعتراف بالوحي؟ هي يجب أن أعترف بالوحي كي أُصبح موضوعيًا في نظرك مثلًا؟

    تقول:
    ماذا تقصد بالدين الشخصاني؟ الآيدلوجيات الفلسفية أم أديان التصوف كما في الهند مثلا؟ وهل تعتقد فعلا أنها قائمة علي النسبية؟ لو ضربنا مثل بالبوذيين, هل إيمانهم بالحقيقة عندهم نسبية؟ وهل تمجيدهم لسيدهم "بوذا" بدل إله الغيب, يجعل من دينهم غير رسالي؟
    كل ما سبق من نقدٍ وانتقاداتٍ وأنتَ بعد لم تفهم معنى الدين الشخصاني؟
    كان الأولى أن تسأل عن هذا قبل أن تتطوّع بالرد والتعليق والنقد.

    تحياتي






                  

04-09-2018, 05:03 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    الأخ: عاصم فقيري
    تحيّاتي

    تقول:
    أرى أن الأخ هشام آدم جانب الحيادية في كثير من الأمور وخلط خلطاً كبيراً بين التجديدين. التجدديدون ليسوا مدرسة واحدة هنالك آراء مختلفة ومتباينة للتجديديون
    أحيانًا أشعر أنَّ البعض يُحمّل بعض المقالات أكثر مما تحتمل. هذا مُجرَّد مقال يا عزيزي، وليس بحثًا أو دراسة أكاديميَّة في الفكر التجديدي؛ حتَّى تتوقع تغطيتي لكل مدارس الفكر التجديدي على اختلافهم وتبايناتهم، ومناقشتها واحدةً واحدة. قلتُ في مُداخلةٍ سابقة أنَّ هذا المقال كان ردًا على جزءٍ من محاضرة سمعتها لعضو من جماعة الإحياء والتجديد، فالأمر ليس محاولة لوضع كل البيض في سلّة واحدة، كما تعتقد.

    تقول:
    التجديديون يفهمون هذه الآيات بإعتبار أنها آيات تخضع لظرف زماني ومكاني محدد ويربطونها بالسياق التأريخي لرد العدوان حينها
    القرآن كله يا عزيزي خاضع لظرف زماني ومكاني محدد، وخاضع لسياق تاريخي محدد. فمثلًا عندما نقرأ آية مثل:

    {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}

    {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ}

    أي هاتين الآيتين خاضع لظرف زماني ومكاني وخاضع لسياق تاريخي مُحدد، وأيهما لا يخضع لذلك؟ ما هو المعيار؟ نحن أمام آيةٍ تدعو إلى الركون للسلم، وآية أخرى ترفض الركون إلى السلم؛ فأيهما نحبسه في إطاره التاريخي، وأيهما نستصحبه معنا؟ ولماذا؟

    النص القرآني كله يا عزيزي جاء في ظروف زمانية ومكانيَّة محددة، وهو كتابٌ تاريخي لأنه مُرتبط بأحداث تاريخيَّة. ومنهج التجديديين في مسألة السياق التاريخي هو منهج اعتباطي لا يقوم على أي سند على الإطلاق. وأصلًا ليس هنالك منطق في التعامل مع نص تاريخي كالقرآني باستخلاص آيات نحبسها في سياقها التاريخي، وآيات نُخرجها من سياقها التاريخي. الواجب أن يتم قراءة القرآن كله في سياقه التاريخي؛ فلا يكون مُلزمًا لنا في هذا العصر.

    مودتي لك




                  

04-10-2018, 11:11 AM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    الأخ وليد شداد
    شكرا علي ردك الواضح, رغم إختلافي معكم أحترم وجهة نظركم

    إنشاء الله سنناقش بتفصيل في هذه الموضيع


    كامل التقدير
                  

04-10-2018, 11:32 AM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: بلال الطاهر)

    هشام سلامات
    Quote: كلامي كان عن الدين من وجهة نظر علماء الاجتماع والأنثربولوجيا
    إلي متي ستظل تنهل من مواعين من تسميهم علماء الاجتماع والأنثربولوجيا

    صدقني أكتر ما أعتبره من أساليب الخم المدارة وراء قال العلماء وأجمع العلماء, طبعا دون تحديدهم

    من حسن الحظ, بفضل التكنولوجيا التي أتاحت جماهيرية المعرفة, أصبحت قديمة ولم تعد الكذبة تنطوي علي الناس!
                  

04-10-2018, 11:57 AM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: بلال الطاهر)

    الحبيب بلال

    قال تعالي في كتابه ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)))
    اذن جعلنا الله مختلفين في هذه الدنيا و لهذا فالنسلم بهذه الاختلافات كما تفعل و نتسابق الي خير الانسان و عندما نرجع سينبئنا الله بالحق فيما اختلفنا فيه و يوفي كل نفس اجرها...كل الاحترام و التقدير....
                  

04-10-2018, 11:49 AM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    مبدئيًا أعتقد أنَّك قمتَ بصياغة ردّك هذا بناءً على تخمين مفاده أنَّني أعني أهل القرآن أو (القرآنيين) على اعتبار أن لا أحد غيرهم يُنكر المرويات. وهو تخمينٌ خاطئ، ليس لأنَّني لم أقصد القرآنيين تحديدًا وحسب؛ بل لأنَّ كثيرًا من التجديديين لديهم مواقف سلبيَّة جدًا من التراث الإسلامي. الحقيقة أنَّ مقالي كان ردًا على مُحاضرة سمعتها لمجموعة من جماعة الإحياء والتجديد

    في الحقيقة ان القرانيين ليسو جماعة محددة كما تتخيلون بل هم تيار واسع الطيف من من ينكر الرواية اعتمادا علي معايير النقل مرورا علي معايرتها بالنص المرجعي و انتهاء بالرفض الجذري لها كما ابنت ... و عندما رددت علي طرحكم انما رددت علي ما يخصني و كون ان جماعة الاحياء و التجديد تتبني في النهاية ما يتفق مع طرحي ( اقصد رفض المرويات تحت اي مبرر كان ) فهذا لا يجعل رميتي طائشة....

    أمَّا عن القرآنيين؛ فأنا شخصيًا أعتبرهم أبناء عمومةٍ للمُلحدين، فمرحلة القرآنيَّة هذه هي –بشكلٍ فعلي- الخطوة الأخيرة، قبل اللادينيَّة.

    ده كلامك انت و ليس حقيقة علمية...



    وإذا كنتَ تعتمد على أدلة القرآنيين (الواضحة) على صحَّة زعمهم بعدم إلزاميَّة الأحاديث النبويَّة، فربما لا تعرف بردود أهل السنة والجماعة عليهم، وعلى مزاعهم الواهية، والتي قد تلقى قبولًا لدى من يُعاني من إشكاليَّة مع نصوص التراث، وهي ردود تُبت حُجيَّة السنة من داخل النص القرآني نفسه. ولقد أُريق حبر كثيرٌ جدًا في الرد على القرآنيين، ولستُ هنا لاستعراض هذه الردود.

    !!!!!

    مبدئيًا. لا أجد في استخدام حجَّة (عدم الحياد بسبب الحُكم المُسبق) عمقًا يشيء بفهمٍ جيدٍ لعملية التفكير وإنتاج المواقف الفكريَّة. لأنَّه وبالمُقابل بإمكاني الاعتماد على الحجَّة ذاتها لاتهامكَ بعدم الحياديَّة باعتبار أنَّ لديك حكمٌ مُسبقٌ أيضًا.

    بالطبع لدي حكم مسبق لاني معتنق للديانة التي جاء بها الرسول محمد...لكن استغرب اتخاذ احدهم موقف في قضية داخلية لا تخصه بما انه يكذب اصلا وجود جوهر القضية ...



    علمًا بأنَّني أوضحتُ في بداية المقال أنَّ انحيازي إلى الفكر السلفي ليس انحيازًا تأييديًا؛ بل هو انحياز إلى اتساق الفكر السلفي مع الفكر الديني الرسالي.

    اذن لا الاباضية و لا الزيدية ولا الشيعة و لا البهرة ولا الاشعرية ولا غيرهم يتسق تماما مع الدين الرسالي المحمدي ....بل ان اقربهم للاصل هو الدين السلفي الذي اقترحته لنا من دون تقديم اي دلائل او براهين...سوي الميل الفطري الذي يجده الشخص الناشئ في الوسط الوهابي..
    سؤالي اذن عن ما اذا كانت النشئة في وسط الاباضية سيكون لها نفس التاثير علي تقييم مدي اتساقية الاباضية مع الفكر الديني الرسالي....

    مع كل الود و الاحترام
                  

04-10-2018, 05:16 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: وليد شداد)

    الأخ: بلال الطاهر
    تحياتي

    تقول:
    صدقني أكتر ما أعتبره من أساليب الخم المدارة وراء قال العلماء وأجمع العلماء, طبعا دون تحديدهم. من حسن الحظ, بفضل التكنولوجيا التي أتاحت جماهيرية المعرفة, أصبحت قديمة ولم تعد الكذبة تنطوي علي الناس!
    أتمنى أن تستفيد من حسن الحظ هذا، وأن تستغل التكنولوجيا حتى لا تكون عُرضة لأهل "الخم". بإمكانكَ أن تجد كتابًا من كُتب الأنثربولوجيا وتقرأ، وتقف بنفسك على رأيهم في الدين نشأةً وتطورًا.

    حظًا طيبًا



                  

04-10-2018, 05:22 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    الأخ: وليد شدَّاد
    تحيّاتي

    تقول:
    في الحقيقة ان القرانيين ليسو جماعة محددة كما تتخيلون بل هم تيار واسع الطيف من من ينكر الرواية اعتمادا علي معايير النقل مرورا علي معايرتها بالنص المرجعي و انتهاء بالرفض الجذري لها كما ابنت ... و عندما رددت علي طرحكم انما رددت علي ما يخصني و كون ان جماعة الاحياء و التجديد تتبني في النهاية ما يتفق مع طرحي ( اقصد رفض المرويات تحت اي مبرر كان ) فهذا لا يجعل رميتي طائشة
    أنا شخصيًا لم أتخيَّل شيئًا، ولا أعرف لماذا تستخدم صيغة الجمع في مُخاطبتي بقولك: "كما تتخيّلون" ولكن كلامك هنا لا علاقة له بكلامكَ السابق، عندما قلتَ حرفيًا:
    حيث ان القوم لا يرفضون الرواية من حيث نقلها..بل يعتقدون انها غير ملزمة اصلا حتي و لو ثبتت نسبتها
    وحين سُئلت عن هؤلاء القوم ما إذا كانوا القرآنيين أم لا، أجبتَ حرفيًا:
    بالتأكيد يا عزيزي...فمن غيرهم ينكر المرويات و يثير حنق الملاحدة و السلفية بنفس الدرجة؟؟

    فلم أعد أفهم رأيكَ في القرآنيين: هل هم جماعة مُحددة تُجمع كلها على عدم إلزاميَّة المرويات حتى ولو ثبتت نسبتها كما في كلامك السابق، أم هم ليسوا جماعة مُحددة ولهم آراء ومواقف مُختلفة تجاه المرويات ؟

    على أيَّة حال؛ جماعة الإيحاء والتجديد، ليسوا قرآنيين، وهم لا يرفضون المرويات كما تزعم؛ بل هم يرفضون ما تعارض منها مع النص القرآني ظاهريًا، ولهم منهج في التعامل مع المرويات مُختلف عن منهج أهل القرآن أو القرآنيين.

    تقول:
    ده كلامك انت و ليس حقيقة علمية
    وهذا كان ردًا على رؤيتي وتقييمي لأهل القرآن (القرآنيين)، والحقيقة لم أفهم الداعي وراء حرصك لتذكيري بأنَّ هذا رأيي وليس حقيقةً علميَّة؛ فهل أنا زعمتُ بأنَّها حقيقة علميَّة؟ وهل رأيكَ كان حقيقة علميَّة إزاء رأيي حتى تُصر على وضع هذه الملاحظة؟ وبعيدًا عن هذه المُفارقة الغريبة والتي لا أرى لها أي 60 داعي، فما الذي تقصده برأيي الشخصي؟ أعني، ما الذي تقصده تحديدًا عندما تقول لأحدهم: "هذا رأيك الشخصي؟" هل تقصد تخطئة هذا الرأي والجزم بخطئه مثلًا؟ هل تقصد التقليل من شأن هذا الرأي؛ وبالتالي عدم الاعتداد به مثلًا؟ نحن في هذا النقاش نتبادل الآراء "الشخصية" فعندما تأتي لتُذكّرني بأن رأيي ما هو إلا رأي شخصي؛ فما الذي يجب أن أفهمه من ذلك تحديدًا؟ وهل ما تقوله أنتَ مثلًا يُعتبر رأيًا علميًا موضوعيًا أم هو أيضًا رأيك الشخصي؟ فإن كان رأيك رأيًا شخصيًا، وكان رأيي رأيًا شخصيًا (رغم أنني لم أزعم عكس ذلك)، فما هو الداعي لتذكيري بأنَّ رأيي رأي شخصي؟ هو أي كلام والسلام يعني؟

    كتبتَ:
    !!!!
    لم أفهم سبب استغرابكَ هنا؟ أنتَ قلتَ بأنَّ القرآنيين لديهم أدلة من القرآن تدعم موقفهم من المرويات التاريخيَّة، وأنا قلتُ لك أنَّ السلفيين لديهم –أيضًا- أدلة من القرآن تدعم موقفهم من المرويات التاريخيَّة، ومن حُجيَّة الأحاديث النبويَّة؛ فهل في كلامي ما يُثير التعجب؟

    تقول:
    بالطبع لدي حكم مسبق لاني معتنق للديانة التي جاء بها الرسول محمد...لكن استغرب اتخاذ احدهم موقف في قضية داخلية لا تخصه بما انه يكذب اصلا وجود جوهر القضية
    أعجبتني عبارة (قضيَّة داخلية) هذه.
    كلامكَ هذا يُوضّح لي أنَّك لم تستفد أي شيءٍ من المقال، ففي المقال فرّقتُ بين الأديان الشخصانيَّة، والأديان الرساليَّة. في الأديان الشخصانيَّة، لا يُمكننا مُحاكم الفكرة لأنَّها فكرة "شخصيَّة" ولكن الأديان الرساليَّة، هي أديان "تطبيقيَّة" وبالتالي فهي لا تقتصر على حدود المُؤمنين بها؛ وبالتالي فيُمكن للجميع انتقاد هذه الأديان الرساليَّة، باعتبار تطبيقها. هذا من ناحية؛ ومن ناحيةٍ أُخرى؛ فأنا كمُلحد من أصول إسلاميَّة أجد نفسي صاحب حق في انتقاد الإسلام وكل أشكاله التجديديَّة منها والسلفيَّة على حدٍ سواء، باعتبار أنَّني كنتُ جزءًا من هذه المنظومة الفكريَّة. أمَّا استخدام أسلوب (قضيَّة داخليَّة) والذي يشابه أسلوب (جوزي وأنا حرة فيه)؛ فلا مكان له في عالم النقد الحر. بإمكاني الآن أن أنتقد المسيحيَّة، دون أن أجد مسيحيًا واحدًا يسألني: "لماذا تنتقد المسيحيَّة طالما لم تكن مسيحيًا، وطالما لم تكن مُقتنعًا بالمسيحيّة؟" بالأساس عدم إيماني بالإسلام هو سبب انتقادي له أم تُراك تفترض أن يكون نقد الفكرة حكرًا على من يُؤمن بالفكرة؟ غايتو دي ما سبقكَ عليها زول؛ إلَّا اللي بيفكروا بالطريقة بتاعتك دي.

    تقول:
    اذن لا الاباضية و لا الزيدية ولا الشيعة و لا البهرة ولا الاشعرية ولا غيرهم يتسق تماما مع الدين الرسالي المحمدي ....بل ان اقربهم للاصل هو الدين السلفي الذي اقترحته لنا من دون تقديم اي دلائل او براهين...سوي الميل الفطري الذي يجده الشخص الناشئ في الوسط الوهابي.. سؤالي اذن عن ما اذا كانت النشئة في وسط الاباضية سيكون لها نفس التاثير علي تقييم مدي اتساقية الاباضية مع الفكر الديني الرسالي
    لا أعرف من أين أتيت بفكرة أنَّ نشأتي السلفيَّة هي المُحدد لتحيّزي للسلفيَّة؟ ولا أعرف من أين أتيت بفكرة أنَّ نشأتي كانت سلفيَّة أصلًا؟ هل هي تلك الفكرة العامة والسطحيَّة عن أنَّ الإسلام الموجود في السعوديَّة هو إسلام سلفي؟ إن كان الأمر كذلك؛ فأُحب أن أوسّع معلوماتك قليلًا؛ فالفكر الوهابي (السلفي) في السعوديَّة ليس هو التيار السائد أو الMainstream الفكر الوهابي محصور في إطار عائلات بعينها، وتأثر بها مجموعة من الوصوليين والانتهازيين. أمَّا الفكر السلفي بشكله العام، فهو مُختلفٌ ومُتابين إلى حدٍ أشكُ بأنَّك على دراية به. بالإضافة إلى وجود تيار إسلام ليبرالي في السعودية، وهو الإسلام المنتشر بين أواسط المثقفين والناشطين الحقوقيين. الفكر الوهابي يتم تدريسه في المدارس؛ ولكن هذا لا يعني التأثر به، فأنا شخصيًا كانت لدي مواقف رافض لبعض القضايا، ولم أستطع تقبّلها؛ حتى عندما كنتُ ما أزال مُسلمًا، كفقه الإماء والجواري، ولم أستطع أبدًا استيعاب هذا الفقه، وتعاملتُ معه بحذرٍ وتشكك. وأيضًا فيما يخص الآراء الفقهيَّة تجاه الموسيقى، فكنتُ أحب سماع الموسيقى، ولم تكن تلك الفتاوى تهمني في شيء، ببساطة لأنَّني نشأتُ في بيتٍ (مُعتدل)، لا يرى بأسًا في سماع الموسيقى، ولا يرى بأسًا في الاختلاط بين الرجال والنساء، ولا يرى بأسًا في مصافحة النساء، ولا يرى ضرورة لإطلاق اللحى وحف الشوارب، ولا يرى بأسًا في شراب الشربوت في عيد الأضحى، ولا يرى بأسًا في تأخير الصلاة عن وقتها. باختصار: افتراضك أنَّ خلفيتي السلفيَّة هي السبب وراء انحيازي للسلفيَّة هو افتراض لا أساس له من الصحَّة إلَّا تخمينك الشخصي الذي لا يعنيني في شيء، وكذلك ميلك إلى الشخصنة في النقاش.

    نعم! المنهج السلفي –عندي- هو أقرب المناهج الإسلاميَّة لجوهر وحقيقة الإسلام التاريخ. أقرب من كل المذاهب التي ذكرتها، وتلك التي لم تذكرها أيضًا، وإن كنتَ تُريد معرفة سندي في ذلك، فهو قراءتي في الفكر الإسلامي، والذي لا يهمكَ أن تعرف عنه الكثير.
    أمامكَ هنا مقال مُحتوٍ على معلوماتٍ مُحددة، وكان الأجدر بك أن تحصر نقد فيما يخص المعلومات المُتاحة؛ عوضًا عن هذه الافتراضات الجزافيَّة، والتي لا تعدو كونها استعراض لمَلَكتك الخياليَّة لا أكثر.

    مودتي


                  

04-11-2018, 08:14 AM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    الاخ هشام
    الجمع نوع من التوقير و ليس اشارة لانتمائكم لمجموعة ما
    وهذا كان ردًا على رؤيتي وتقييمي لأهل القرآن (القرآنيين)، والحقيقة لم أفهم الداعي وراء حرصك لتذكيري بأنَّ هذا رأيي وليس حقيقةً علميَّة يعني قاصد اوصل ليك انو كلام ساي....كلامكَ هذا يُوضّح لي أنَّك لم تستفد أي شيءٍ من المقال... ...الي اخره حقيقة انا ما بقدر اوصل معلومة لي زول اصلا ما داير يفهمها او ما قادر يفهما... بالسوداني كده انت لاتؤمن بالله يعني هو عندك ما موجود فكيف تقدر تقول انو مجزاء او قديم مثلا؟؟حاجة انتا معتبرها ما موجوده لكن رغم ذلك هي موجوده و قديمة؟؟؟ ام تراك تقصد بافتراض طرح هذه المسائلة و انت كنت تؤمن بوجود الله فكنت سوف تاخذ الجانب الفلاني فيها ؟؟ لا أعرف من أين أتيت بفكرة أنَّ نشأتي السلفيَّة هي المُحدد لتحيّزي للسلفيَّة؟انا لم اقل هشام شخصيا ذو منشاء سلفي ولا تهمني خلفيته من الاساس...لكن قلت هل اذا نشاء المرء في بيئة اباضية هل سيري ان الاباضية هي الاسلام في نقائه؟؟ فماف داعي للايحاء للقاري انو هناك هجوم شخصي لانو مافي الا في عقليتك...لذا كان الاجدر بك ان تجيب علي السؤال و تورينا ادلة علي صحة افتراضك هذا و ما اظن انو الاجابة محتاجة كتب كتيرةبحاول اكون مهذب في الرد معاك لي اخر شي ولا ادخل كلام استفزازي في نص النقاش لانو ما محتاج استفز لاثبت نقطة كما يفعل الاخرونتحياتي

    (عدل بواسطة وليد شداد on 04-11-2018, 08:15 AM)

                  

04-11-2018, 09:05 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: وليد شداد)

    أخ وليد شدَّاد
    تحياتي

    تقول:
    يعني قاصد اوصل ليك انو كلام ساي
    ويبدو أنَّه يتوجَّب عليَّ إعادة ما قلتُهُ في مُداخلتي السابقة
    ما الذي تقصده تحديدًا عندما تقول لأحدهم: "هذا رأيك الشخصي؟" هل تقصد تخطئة هذا الرأي والجزم بخطئه مثلًا؟ هل تقصد التقليل من شأن هذا الرأي؛ وبالتالي عدم الاعتداد به مثلًا؟ نحن في هذا النقاش نتبادل الآراء "الشخصية" فعندما تأتي لتُذكّرني بأن رأيي ما هو إلا رأي شخصي؛ فما الذي يجب أن أفهمه من ذلك تحديدًا؟ وهل ما تقوله أنتَ مثلًا يُعتبر رأيًا علميًا موضوعيًا أم هو أيضًا رأيك الشخصي؟ فإن كان رأيك رأيًا شخصيًا، وكان رأيي رأيًا شخصيًا (رغم أنني لم أزعم عكس ذلك)، فما هو الداعي لتذكيري بأنَّ رأيي رأي شخصي؟
    إذا كان كلامي كلام "ساي" فما عارف إنتَ كلامك ده ممكن يكون شنو؟

    تقول:
    حقيقة انا ما بقدر اوصل معلومة لي زول اصلا ما داير يفهمها او ما قادر يفهما... بالسوداني كده انت لاتؤمن بالله يعني هو عندك ما موجود فكيف تقدر تقول انو مجزاء او قديم مثلا؟؟حاجة انتا معتبرها ما موجوده لكن رغم ذلك هي موجوده و قديمة؟؟؟ ام تراك تقصد بافتراض طرح هذه المسائلة و انت كنت تؤمن بوجود الله فكنت سوف تاخذ الجانب الفلاني فيها ؟
    أخ وليد .. مبدئيًا؛ المقال لا يُناقش فكرة قِدم الله أو غيره. أنا كلامي كان في مُنتهى الوضوح: لا يحتاج الأمر أن أكون مُؤمنًا بأي فكرة حتى انتقدها؛ بل على العكس تمامًا عدم الإيمان بالفكرة هو الأساس في النقد. وأي إنسان له الحق والقدرة على نقد أي فكرة طالما هي غير مُتماسكة من الداخل. يعني أنا كمُلحد غير مُؤمن بوجود إله، يُمكنني انتقاد الجوانب غير المنطقيَّة في فكرة الله، فعندما تقول لي إنَّه مُطلق الرحمة وشديد العقاب في نفس الوقت، فهذا الكلام من الناحية المنطقيَّة به خلل، ويُمكن نقد هذه الفكرة غير المنطقيَّة بصرف النظر عن موقفي من وجوده أو عدمه. الأشخاص الذين لا يُؤمنون بنظرية التطور، بإمكانهم أن يُوجهوا انتقاداتهم إلى النظريَّة بالطريقة التي يرونها مُخالفة لمنطقهم، مثل سؤال: "إذا كان الإنسان تطور إلى قرد؛ فلماذا ما تزال القرود موجودًا ولم تطور هي الأخرى؟" هل هذا السؤال يحتاج إلى شخص مؤمن بنظرية التطور؟ أساسًا السؤال في حد ذاته قد يُوضح جانبًا من جوانب عدم إيمانه بالنظرية.
    واضحة المسألة؟

    تقول:
    انا لم اقل هشام شخصيا ذو منشاء سلفي ولا تهمني خلفيته من الاساس...لكن قلت هل اذا نشاء المرء في بيئة اباضية هل سيري ان الاباضية هي الاسلام في نقائه؟؟ فماف داعي للايحاء للقاري انو هناك هجوم شخصي لانو مافي الا في عقليتك...لذا كان الاجدر بك ان تجيب علي السؤال و تورينا ادلة علي صحة افتراضك هذا و ما اظن انو الاجابة محتاجة كتب كتيرة
    رغم أنَّ كلامكَ السابق لم يكن على هذا النحو؛ ولكن لا بأس. هذا المقال، يستعرض منهجين: السلفيَّة والتجديديَّة. وقلتُ في مُداخلة سابقة أنَّ المقال كان ردًا على شخصٍ من جماعة الإحياء والتجديد. وهذا يعني أنَّ المقال مُقارنة بين المنهج السلفي ومنهج جماعة الإحياء والتجديد. ولا أدري لماذا يتوجّب عليَّ إقحام بقية المذاهب والطوائف الإسلاميَّة الأخرى على كثرتها في مقال كهذا؟ هذا مُجرَّد مقال للرد على نقاط محددة في منظومة كاملة في المنهجين المطروحين فيه، وهو ليس دراسة أو بحث أكاديمي حتى أتشعّب في المقال وأتطرق إلى كل الفرق الإسلاميَّة وكل الإسلاميَّة واحدة واحدة. أمَّا أدلة صحة افتراضي على أنَّ المنهج السلفي هو الأقرب إلى حقيقة وجوهر الإسلام فهي مطروحة في المقال عبر نقد النسق التجديدي، وكان هذا واضحًا من عنوان المقال نفسه (نقد نقد النسق السلفي).

    مُلاحظة: أليس هذا هو نيل تايسون المُلحد الذي في صورة بروفايلك؟

    تحياتي





                  

04-12-2018, 07:43 AM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    مُلاحظة: أليس هذا هو نيل تايسون المُلحد الذي في صورة بروفايلك؟

    اي نيل تايسون الملحد و العالم الفيزيائي و مقدم البرامج الممتعة يا استاذي هشام ( ادم ) الموقر
                  

04-12-2018, 05:18 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: وليد شداد)

    الفرق أنَّني لم "أختر" آدم :)
                  

04-15-2018, 07:22 AM

وليد شداد
<aوليد شداد
تاريخ التسجيل: 06-14-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعناية السيد : هشام ادم (Re: هشام آدم)

    و ما المشكلة في اخنياري ملحدا كصورة معرف؟ مالي انا و دينه و علاقته بربه؟ علي بانجازه في الدنيا
    لست سلفيا او اقصائيا حتي اقاطع العالم الجهبز فقط لانه مخالفا لما اعتقد
    لكم دينكم و لي دين
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de