|
Re: منصور خالد- هؤلاء كذابون!..، رئيس الحزب هو � (Re: Yasir Elsharif)
|
هذا مقال محترم للدكتور عبد الله علي ابراهيم في الرد على الدكتور منصور خالد:
عقاب كذبك يا منصور خالد بقلم عبد الله علي إبراهيم
07:41 AM February, 25 2018 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى رابط مختصر
تنشر "التيار" هذه الأيام لقاءات عقدتها مع الدكتور منصور خالد. جاء في التقديم لها نص "سكسي" هو أن السياسيين في السودان كاذبون. فرحت به التيار فرحاً شديداً. وربما كان من كذب الأحزاب العقائدية حسب منصور لعبها دوراً "لخبط الحياة السياسية". ومن وجوه هذه اللخبطة، حين جاء ذكر حزبنا الشيوعي، قوله: "ثم إخواننا في اليسار طوال فترة عبود ارتضى هؤلاء الناس قائداً لهم هو إمام الأنصار، المذكرات كانت كلها باسم السيد الإمام الصديق أو الإمام الهادي. ولما يسقط نظام عبود لظروف كثيرة مختلفة لا يمكن أن تأتي وتلغي الأحزاب. لا يمكن. وكأن المساندة التي وجدتها والقيادة لا تعني شيئاً". ومع غموض العبارة الأخيرة في المقتطف إلا انني فهمت أن منصور ربما قصد شعارنا "لا زعامة لا للقدامى" خلال ثورة أكتوبر 1964 الذي فهم منه بعض الناس إننا نريد به إلغاء تلك الأحزاب ولم نرد به سوى أن يشق الناس طريقاً جديداً بغيرها. وكأن منصور بقوله هذا يريد إننا عضضنا يد حزب الأمة الذي سندنا إمامه المرحوم الصديق المهدي خلال فترة نضالنا ضد ديكتاتورية عبود. أو أنه ربما قصد حل الأحزاب بعد انقلاب مايو 1969. ولو قصد هذا فالقصة تطول. يؤسفني أن منصور لم يوفق هذه المرة أيضاً في الكشف عن سوءتنا. وأكبر علل فشله دائماً أنه لا يقرأ ما نكتب ويعده، وهو الألمعي، لغو شيوعيين سودانيين فلا يقرأ. فلو نظر في كتابنا "ثورة شعب" (1965) لعلم عنا أفضل مما كتب. فعرض الفصل السادس منه المعنون "جبهة أحزاب المعارضة في مقاومة النظام العسكري الرجعي" (صفحات 232-262) لعلاقة حزبنا بجبهة الأحزاب. ولن تجدنا في ما ورد الفصل الشيوعيين عالة على الإمام الصديق. ومع ذلك فعرفاننا لمأثرته في جهاد استبداد عصابة 17 نوفمبر وضحاء غراء. فبعد وفاته في 2 أكتوبر 1961 عزى المكتب السياسي للحزب الشيوعي في 3 أكتوبر السيد الصادق المهدي وآل بيت المهدي برسالة. ولخص كتاب "ثورة الشعب" مفاد البرقية: "لقد كان حزبنا وما يزال يقيم تقييماً سليماً الدور الذي لعبه الإمام الراحل وسط أحزاب المعارضة." بل اعتنى الحزب حتى بمبادرات من النظام أو منه للتفاوض باستقلال عن جبهة الأحزاب. فكان أن دخل الإمام في مفاوضات صارمة مع النظام بعد المذكرة الثانية لجبهة الأحزاب في مطلع 1961 نشرت وقائعها مجلة "اللواء الأحمر" الشيوعية بما فيها خطاب الإمام الذي أعلن فشل المفاوضات. وميز الحزب دوره الاستثنائي بقوله إن موت الإمام أصاب أوساط المعارضة بهزة عنيفة لم تفق منها حتى قيام ثورة 1964. وهو موات سياسي اضطر الحزب للانسحاب من جبهة الأحزاب المعارضة كما سنرى. ولصالح الجيل الطالع فجبهة أحزاب المعارضة نشأت في لقاء الوطني الاتحادي بالأمة وصلاتهما وجماهيرهما صلاة عيد الفطر في 1960. ورحب الحزب في بيان له بتاريخ 5 أبريل من نفس السنة بالواقعة كبذرة أولى في تجميع معارضيّ النظام. إذا صح وصف علاقة الحزب بالإمام الوسيم فأدق ما يقال عنها إنها كانت ندية. فلم يوقع الإمام مذكرة لم يندرج فيها اسم الحزب الشيوعي وسائر الأحزاب. وزاد الحزب عن ذلك بأنه إما سبق المذكرة بنشاط سياسي أو أعقبها بهمة كبيرة لنشرها بين الناس. وأهم من ذلك أن جبهة الأحزاب لم تكن غاية هم الحزب. فلقد كان له نشاطه الكبير تحت رايته المستقلة كما كان يقال. وعليه فلما تراجعت الجبهة في أواخر 1961 بعد وفاة الإمام، وتقلد الإمام الهادي مكانه، نبذها الحزب نبذ النواة وقام إلى نضاله "في الليل وحيدا". لم يقدم الإمام الصديق مذكرة للحكومة كطرف في الجبهة المتحدة للأحزاب إلا موقعة باسمه ضمن قادة أحزاب الجبهة بل وشخصيات وطنية أخرى. فقال الكتاب إن أول المذكرات في 29 نوفمبر 1960"رفعتها جميع الأحزاب". وهي المذكرة التي طلبت من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يتفرغ الجيش لمهمته الوطنية ويسلم الحكم لحكومة انتقالية ترتب لقيام حكم ديمقراطي على بينة قانون انتخابي مقسط، وانتخابات عاقبة. ورأت أن يسبق ذلك رفع لحالة الطوارئ القائمة وكفالة الحريات العامة. وقدمت جبهة المعارضة مذكرة أخرى في مطلع 1961 لتذكير الحكومة بمطالبها التي تجاهلتها. وقع عليها قادة جبهة الأحزاب المعارضة. ولم تتجاهل الحكومة الرد على المذكرة فحسب بل أوحت لجماعة غلب فيهم الختمية لتقديم مذكرة مضادة لتأييد الحكومة، روجت لها في أجهزة إعلامها ترويجاً حمل هجوماً عنيفاً على جبهة المعارضة. ثم أرسل زعماء المعارضة برقية للحكومة في منتصف يونيو تستنكر تعذيب الكادر الشيوعي حسنين حسن في الأبيض. وترتب على البرقية اعتقال قادة المعارضة من دون السيد الإمام في 12 يوليو 1961. وشمل الاعتقال: إسماعيل الأزهري، عبد الخالق محجوب، أحمد سليمان، مبارك زروق، محمد أحمد محجوب، محمد أحمد المرضي، إبراهيم جبريل، عبد الله خليل، أمين التوم، عبد الله عبد الرحمن نقد الله، عبد الله ميرغني. وقدمت جبهة المعارضة مذكرة أخرى للحكومة في 28 مايو 1962 تحتج على استفزاز الحكومة للأنصار، والتضييق على تحركات قادتهم الروحيين، وأعادت عرض مطالب الأمة في الديمقراطية. وكانت مذكرة جبهة الأحزاب المعارضة الأخيرة في 24 أغسطس عبارة عن رسالة إلى ضباط الشرطة تدعوهم للانتصار لضميرهم ومهنيتهم بالكف عن قتل المواطنين كما فعلوا مع الأنصار في مجزرة المولد في 21 أغسطس 1961 التي قتلت الشرطة فيها 12 من الأنصار خلال احتفالهم بالمولد النبوي. من جهة أخرى كان للحزب الشيوعي نشاطه المعارض المستقل لم يرهنه بجبهة الأحزاب. فلم ترفع أحزاب المعارضة أياً من هذه المذكرات إلا وكان للحزب انشغالاً معارضاً مستقلاً قبلها وبعدها. فكان الحزب في قلب تحركات الشعب النوبي ضد التهجير بشروط الحكومة المرتجلة، ووسط مظاهرات الاحتجاج بالخرطوم وغيرها من المدن. وما قدمت الأحزاب مذكرتها الأولى حتى أصدر الحزب الشيوعي بياناً للمواطنين نقل النبأ للناس ورهن تنفيذ ما في المذكرة بالإرادة الشعبية. وطلب من المواطنين جمع التوقيعات المؤيدة للمذكرة، وإرسال البرقيات بتأييدهم لها للحكومة، وتفويج الوفود الداعمة لها. وكان الحزب منشغلاً بإضراب عمال السكة الحديد في منتصف يونيو 1961 قبل بعث جبهة المعارضة ببرقية الاحتجاج على تعذيب حسنين. فأصدر لحزب بياناً للناس ركز فيه على الدلالة الاستعمارية ل"نفي" قادة المعارضة لناقشوط في أقصى الجنوب على عادة الاستعمار الذميمة حين "نفى" قادة ثورة 1924 إلى هناك. وسير الشيوعيون مظاهرات احتجاج على اعتقال زعماء المعارضة انتهت باعتقال 10 من كوادرهم حكمت عليهم محكمة عسكرية بجملة 25 سنة سجن. وكان الحزب منظماً نشطاً من وراء دعم الإضراب عن الطعام الذي دخل فيه معتقلو زعماء المعارضة في ناقشوط في 27 يناير 1961 مما اضطر الحكومة لإطلاق سرحهم في اليوم التالي للإضراب. ولما وقعت مجزرة المولد أصدر الحزب بياناً استنكر فيه الجريمة وناشد الطلاب والمواطنين بالاحتجاج على ذلك العدوان الآثم على جماعة خلال تأدية وظائفها الروحية. لم يكن الحزب رهينة لجبهة المعارضة يواليها أحسنت أم أساءت. فقال عنوان جانبي من الفصل المخصص لجبهة الأحزاب المعارضة من "ثورة شعب": جبهة الأحزاب تتراجع". فمنذ وفاة الإمام تراجعت جبهة الأحزاب تراجعاً مخلاً. وهذا تقييم غاية في السلبية للفترة التي تولى الإمامة فيها السيد الهادي المهدي. وهو من قال منصور خالد إنه كان يسندنا بتوقيعه التقي "الفقير إلى ربه"، وعضضنا يده الكريمة. وجاء الحزب بمظاهر هذا التراجع. فقبلت جبهة الأحزاب أن تلغي حفلها المزمع عقده احتفالاً بالاستقلال في 1962 وحفلها الآخر الذي قررته للترحيب بقادة المعارضة المفرج عنهم بتوجيه من الحكومة. والأدهى أنهم رفضوا أن يتبنوا خطة الإضراب السياسي كما اتفقت للحزب الشيوعي للقضاء على النظام. وعليه قرر الحزب الانسحاب بالكلية عن جبهة الأحزاب في أواخر 1962 واصفاً إياها بأنها صارت ذا أثر سلبي على حركة المعارضة. وقد شجعه على ذلك تنامي المعارضة للنظام من خارج جدران الأحزاب. ووافقت اللجنة المركزية في اجتماعها في يناير 1963 على قرار المكتب السياسي للحزب بالانسحاب من جبهة المعارضة. وترافق مع ذلك تحليل سياسي مقعد للتناقض في جبهة اليمين (الأحزاب التقليدية والنظام) ومفهوم الجبهة الوطنية الديمقراطية التي هي تنظيم للقوى الثورية لا كما ظنها بعضهم أنها جبهة الأحزاب. نأمل من منصور أن يحسن إلينا بقراءة ما نكتب. ثم ليلعن سنسفيلنا ما شاء بعد ذلك فوق بينة. فإن لم يفعل كذب. ومن كذب أساء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منصور خالد- هؤلاء كذابون!..، رئيس الحزب هو � (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
في شخصيتين عملوا عقدة حقيقية للعنصري عبد الله علي إبراهيم، وهم منصور خالد وعبد الخالق محجوب.
عبد الله علي إبراهيم يعتقد أنه في الحزب الشيوعي السوداني لم يكن أقل شأن من عبد الخالق محجوب، وعموما هو الافضل في المعرفة السياسية من منصور خالد.
ورغم المساحة الإعلامية الكبيرة التي يشغلها عبد الله علي إبراهيم إلا أنه شخص بلا طعم وبلا لون. وواضح جدا بأنه لا يملك كاريزما تؤهله لكي يكون قريبا من شخص مثل عبد الخالق محجوب.
وطبعا المساحة الإعلامية دي أعطيت لعبد الله علي إبراهيم عن قصد، ولكن كل نتائجها أتت عكسية وفضحت العقلية التي يحملها عبد الله علي إبراهيم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منصور خالد- هؤلاء كذابون!..، رئيس الحزب هو � (Re: Deng)
|
الحلقة الثانية من الحوار مع الدكتور منصور خالد:
منصور خالد في حوار تاريخي (2 - 2):النخبة السودانية عليها أن تقول للشعب (نحن آسفين أخطأنا) منصور خالد في حوار تاريخي (2 - 2):النخبة السودانية عليها أن تقول للشعب (نحن آسفين أخطأنا)
التصالح مع النفس هو بداية النجاح وإلا في النهاية (حا يروح ليك الدرب) أو تكون منافقاً 02-25-2018 05:35 PM
أنا رجل صوفي لا أعرف ماذا سيحدث غداً .. قدري أكتب لكن لا أتوقع
المحجوب في كتابه لم يرد حرفاً عن حل الحزب الشيوعي الذي حدث في عهده
حزب الأمة كنت أقرب إليهم وعندي تقدير كبير لعبد الله خليل كشخص ورقم وطني لا كحزب
أنا لا أصوت لحزب أبداً أصوت لشخص اقتنع به لو مد الله في العمر
أسوأ حاجة لأي نظام أن يضطر لقهر شعبه لأن القهر علاوة على انه يولد مرارات فهو يستنفد طاقات
اختلفنا كثيراً مع السادات لكن وصلت العلاقات مرحلة كدنا أن نتوحد معاً
في لحظة اعتراف نادرة، أنت كتبت مطالباً النخبة السودانية – بمن فيها أنت- الاعتذار للشعب السوداني وقلت بالنص الحرفي (لأن النخبة حرضت وتآمرت أو على أقل تقدير قبلت و أذعنت للحكومات العسكرية).. ما هو طبيعة هذا الاعتذار الذي تطالب به؟
أنا كل ما أريده هو أن لا يكرروا الأخطاء بالإصرار عليها. ثانيا أن يقولوا للشعب السوداني (نحن آسفين أخطأنا).. بل ولا حتى هذه.. فليقولوا فقط (أخطأنا).. الشعب لا يريد منهم أكثر من ذلك.. أنا ضربت مثلاً في كتابي “هوامش من سيرة ذاتية” بالمستشار العلمي للزعيم النازي “هتلر” كان في محكمة “نورنبيرغ” وكان آخر الذين مثلوا أمام القاضي – الذي أصبح في ما بعد النائب العام لبريطانيا- سأله “الآن بعد أن سمعت بكل هذه الإفادات عن الجرائم التي ارتكبها النازيون هل كنت على علم بها؟” رد عليه “هذا السؤال لا يجب أن يوجه لأمثالي”.. فسأله القاضي “لماذا؟ “فقال له “لأن أمثالي يجب أن يدركوا إن هذا النوع من الأنظمة سيقود لمثل هذه النتيجة”.
هذا ما ظللت أنا أقوله للنخبة والساسة، لا نريد منهم أن يقفوا في الشارع ويعلنوا توبتهم.. لا.. فقط إعترفوا بأنكم أخطأتم وأن الأنظمة نفسها التي دعمتموها أنظمة خاطئة ولا مناص من أن يتمتع الشعب السوداني بالحرية والديموقراطية التي تتمتع بها كل الشعوب واستطاعت أن تتطور بها. بلد مثل الهند من كان يصدق أن تصبح من الدول الأقوى اقتصادياً في العالم، من كان يصدق، لكني أرى ذلك بسبب احترام القادة لحقوق الإنسان وتوفير الحريات والحوار بين كل القوى السياسية وعدم عزل أي شخص. من الأقوال الشهيرة لـ”نهرو” وكان يصر على أن يكون الدستور علمانياً فقالوا له 80% من شعب الهند هم هندوس لماذا تحرمهم أن تكون ديانتهم هي السائدة؟ فقال لهم “لسبب بسيط أنا أتمنى أن يسير كل مواطن هندي مرفوع الرأس في أي مكان في الهند أيا كان دينه”.. نحن نحتاج لمثل هؤلاء القادة، ربما يكون صعباً توفرهم لكن على الأقل هذا هو النموذج الذي نبحث عنه.
محمد أحمد المحجوب قال (لم تتح للديموقراطية في السودان الفرصة المناسبة).. في رأيك ما هي الفرصة المناسبة التي يقصدها المحجوب؟
(بدهشة).. لم تتح؟ هذا كلام غير سليم.. أفتكر أتيحت لها أكثر من فرصة.. أولاً عندما يكتب المحجوب كتاباً عن (الديموقراطية في الميزان) وعندما يكون ثلثا الكتاب عن قضايا خارجية لا صلة لها بالسودان، اليمن فلسطين الأمم المتحدة وغيرها فهو هروب من الموضوع.. ثانياً ولم يرد حرف عن حل الحزب الشيوعي الذي حدث في عهده هو.. كيف يقول لم تتح لها الفرص؟ أتيحت لها فرص وعملت ما لا يجب أن تفعله.
في بعض كتبك قلت إن واحداً من الأخطاء التاريخية في حكم السودان اعتبار قضية الجنوب مشكلة تمرد لا أكثر بدلاً من التعامل مع الظلامات الاجتماعية، هل ترى أن الأمر نفسه ينطبق الآن على دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؟
يعني بالنسبة لدارفور أو جنوب كردفان التململ موجود ولم يكن أمراً طارئاً، لكن إذا كان في البرلمان ممثلون لغرب السودان “إيه اللي خلاهم” يتحالفوا.. وعندما أقول الغرب أقصد شرق السودان أيضا.
“مقاطعة” لكن في الماضي كانت الأحزاب من المركز تصدر مرشحين إلى الغرب ليفوزوا بأصواتهم.. مثال لذلك ترشيح السيد عبد الله خليل في دارفور؟
التحالف كان موجوداً في البرلمان وعلى رأسه إبراهيم دريج من دارفور و”فيليب عباس غبوش” من النوبة وكان فيه “عواض” من الشرق وهو ضابط كبير في الشرطة وكان ممثل البجا، كلهم كانوا يتوحدون مع الجنوبيين في التصويت في البرلمان.
ولذلك لا أحد يمكن أن يدعي انهم لم يكونوا ممثلين، كانوا يتحدثون عن الفقر في مناطقهم وحقوقهم، لا يمكن أن تتهم رجالاً في مثل مقام “دريج” و”عواض” بأنهم كانوا مستغلين.
الأحزاب السودانية تأسست على تحالفات بين النخبة والطائفية، هذا ما وصلت إليه أنت في أحد مؤلفاتك، في رأيك كيف يمكن إصلاح هذا الوضع؟
الأحزاب لا يمكن أن يرسم لها دستور أو مخطط، لها قيادات تستطيع أن تستلهم مشاعر الناس وتحظى بتأييدهم وتستغل الفرصة المناسبة، لا أعتقد أنها قضية من أين تبدأ.. أنا أستطيع أن أرسم لك خارطة طريق جميلة جداً لكن لا أظنها تنجح.. لا بد من ناس مؤمنين بالأفكار ومستعدين للتضحية من أجلها، وإرادة لتحديثها ولا بد من برنامج، قصة كل عشرة يجتمعوا لتأسيس حزب كلام فارغ، لا بد من برنامج مستقبلي وآني، وإلا ستحكمنا الحالة التي نعانيها الآن، والذين لديهم مشروع لكن لا علاقة له بواقعنا كما هو الحال عند الأحزاب الإسلامية ستفشل حتى ولو بعد أربعين سنة.
ألا توافقني أن الأحزاب السياسية عندنا تهتم بالعلامات التجارية، أقصد الشعارات أكثر من العمل الحقيقي لصالح الوطن والشعب؟
الحزب الوحيد الذي كان ممكناً أن ينمو نمواً طبيعياً هو حزب الاتحاديين لأنهم مثقفون وعندهم أفكار وكانوا يحاولون الاستعانة بالتجارب الخارجية لكنهم أصبحوا ضحية لما أسميها المشكلة السودانية أو المعضلة السودانية أنهم لما ذهب الاتحاديون مع الختمية هم مشوا مع الأنصار.
هل تقصد مجموعة الأحزاب الاتحادية الحالية؟
لا أنا لا أتحدث عن الأحزاب الاتحادية أنا أقصد حزب الاتحاديين بالتحديد الحزب الذي قام على مدرسة أبو روف لأنه كان حزباً وطنياً حقيقياً جمع الناس مختلفي الأعراق والهويات وأفكارهم مثل أفكار نهرو إنفتاح حتى على العالم.
لكن أنا أشك أن الأحزاب الموجودة حالياً لديها برنامج عمل أو خارطة طريق، لديهم شعارات لكن بلا برنامج.
لو أردنا أن نرسي أركان الجمهورية الثانية في السودان على أنقاض أخطاء وعبر الماضي، على أية مفاهيم نبدأ؟
والله شوف؛ القاعدة مريضة، ولسوء الحظ السودانيون – وهذا ليس قذفاً فيهم- لكن بطريقة تكوين الشعب السوداني لا يزال عندهم بقية من انتمائهم العرقي هو الذي يكيِّف مواقفهم. ما زال – وهو الأخطر- رواسب الرق موجودة في أذهانهم.. من البساطة بمكان أن تجد من يقول (شوف العبد داك) هل تعلم في أمريكا لو استخدمت كلمة “نقيرز” تعتبر جريمة؟، لكن هنا بسهولة وفي أي مكان وبدون حياء تقال كلمة “عبد”.
المشكلة هذه هي التي تقف في سبيل تأسيس ما تعتبره الحزب المثالي، أنا أفتكر أن السودان في حاجة للمتعلمين – مستدركاً- لا أحب كلمة المتعلمين لأن هناك من لم يدخلوا المدارس وهم أكثر استنارة.. أنا في حاجة لناس مستنيرين، جماعة لا يكون شاغلهم كيف تصل للحكم.
لهذا أنا آثرت الكتابة على أي عمل آخر، لأني كلما أجلس مع جماعة من الذين يشتغلون بالسياسة أجدهم غرباء على القضية.. همهم (نعمل شنو في الانتخابات).. بينما هو يبحث عن ما يوفر الطعام والشراب لزوجته وأولاده في البيت.. كان يجب أن تكون تلك هي قضيته الأساسية.
اليوم 2018 في رأيك إلى أين تمضي الدولة السودانية وفق المعطيات التي بين أيدينا؟.
شوف مسار التاريخ لا يتغير في العالم، هناك مشكلة كبيرة.. جاء نظام أو حزب حكم البلد لمدة طويلة بكثير من القهر لكن هذا النظام لطول المدة التي قضاها والأفكار التي يدعو لها أو يسعى لتحقيقها حتى وان لم يحترمها أعطته احساس انه سيبقى لأبد الآبدين في نفس الوقت أسلوبه في التعامل مع المخالفين له في الرأي بدلاً من الاعتراف بهم واسترضائهم عاملهم بالقهر وأفلح في استخدام القهر لكن الشيء الذي لم يفكر فيه ان أسوأ حاجة لأي نظام أن يضطر لقهر شعبه لأن القهر علاوة على انه يولد مرارات فهو يستنفد طاقات، فبدلاً من العمل لتبني البلد ولتطبيق مشروعك، انشغلت بحروب داخلية، الوضع هذا هو الذي يحدد النتيجة النهائية للعبة الحاصلة.
في رأيك ما هي أسباب توتر العلاقات بين السودان ومصر؟
أنا لما توليت وزارة الخارجية صككت تعبيراً هو (خصوصية العلاقة) مع مصر وكنت أعتبر كل الكلام عن العلاقات الأزلية كلاماً خالياً من المحتوى. في مشاكل حقيقية لا بد من علاجها، وفي مفاهيم خاطئة أن المصريين يريدون استرداد السودان بدلاً من الحوار والاتفاق. لما كنت وزير خارجية وقعت خلافات كبيرة وصلت مرحلة الخصام بين النميري والسادات وكان السبب تافهاً لكن عالجناه لأننا اعتبرناها قضية ولا بد أن تحل وبالحوار المتواصل.
حتى اليوم مصر تحس أننا بلدان لكن أخوين.. ولأننا نحن بلدان لا بد أن يكون عندنا وعندكم الحرية أيضاً أن تتخذوا سياسات قد لا تكون متوافقة.. اختلفنا كثيراً مع السادات وصلت العلاقات مرحلة كدنا أن نتوحد معاً.
أنا لا أظن أن الحكومة المصرية بالغباء الذي يمكن أن تتعامل مع السودان بنفس الطريقة التي تتعامل بها بعض الصحافة المصرية مع السودان، ما في منطق في ذلك.
لنأخذ قضية حلايب مثلاً.. في الماضي ناقشناها وقررنا أن تكون منطقة مشتركة للاستغلال الاقتصادي ونبحث عن طريقة لتنفيذ ذلك وهو ما لم يتم، لكن المهم على الأقل كنا نبحث عن مخرج يحافظ على حقوق كل بلد ويضمن أن يعيش البلدان في وئام. لا اعتقد إننا كنا نضحى بكيانات وطنية، لأنه من الغباء أن نتكلم عن الوحدة العربية الشاملة، والوحدة الأفريقية الشاملة ونتكلم عن منظمات اقتصادية مشتركة، وعندما نأتي لمرحلة التطبيق العملي في قضية معينة نقول هذه خيانة، هذه قراءة لمن يعيش خارج التاريخ.
السودان في رحلة الاستقطاب بين المحاور، من محور إيران إلى الخليج ثم الذهاب إلى روسيا وطلب المساعدة؟
لا يمكن أن يكون هناك محاور بهذا القدر من التناقض، كل محور يناقض الآخر. السياسة الخارجية لو تركت للدبلوماسيين، وأنا بالمناسبة افتكر غندور (راجل حرفي كويس) لو تركت للدبلوماسيين وللخبراء في العلاقات الدولية يمكن أن تعالج بدلاً من التخبط، لأن التخبط هو سبيل من (راح ليهو الدرب)، لا يمكن تمشي يمين وشمال في نفس الوقت.
لمن ستعطي صوتك في انتخابات 2020؟
(ضاحكاً) ما جاني زول يقدم نفسه، أنا شايف كل زول بيقدم في أسماء أو بالأحرى اسم واحد.
حسناً، لأي حزب ستصوت في انتخابات 2020؟
لا.. لا.. أنا لا أصوت لحزب أبداً، أنا أصوت لشخص اقتنع به لو مد الله في العمر.
قرار فاتك اتخاذه، أو اتخذته ثم ندمت عليه؟
أنا رجل قدري..
“مقاطعة” أو ربما تقصد صوفي؟
نعم صوفي، لا أعرف ماذا يحدث غداً. أكتب لكن لا أتوقع.. أسأل الله أن أعيش لأكملها لكن لا افتكر أني أستطيع أن أكمل كل حاجة.
أنت من سلالة سجادة صوفية، وولدت في حضن أم درمان ثم أتيحت لك الدراسة في الغرب أمريكا وباريس فكنت منصور خالد بكل هذا المزيج؟
شوف أنا افتكر التصالح مع النفس هو بداية النجاح وإلا في النهاية (حا يروح ليك الدرب) أو تكون منافقاً، انا أتصالح مع نفسي قد اتخذ مواقف كثيرة يرضى عنها البعض ويغضب وينفر عني البعض، و لكن أنا أؤمن بحرية كل شخص أن يفكر بالطريقة التي يريدها.
أي الأحزاب أقرب إليك؟
حزب الأمة كنت أقرب إليهم، (يفكر قليلا) كنت أقرب لعبد الله خليل.
تقصد أنك أقرب للسيد عبد الله خليل كشخص وليس الحزب؟
نعم عندي تقدير كبير لعبد الله خليل كشخص ورقم وطني لا كحزب.
| |
|
|
|
|
|
|
|