فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور النوبيين في نشر اللغة والثقافة العربية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2018, 08:11 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور النوبيين في نشر اللغة والثقافة العربية

    07:11 AM January, 03 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد حيدر المشرف-دولة قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    سئلة عديدة يثيرها انتشار اللغة والثقافة العربية الاسلامية في السودان، فرغم أن هذا الأنتشار تم -ولا يزال- بمساعدة عوامل موضوعية متعددة وبطرق يمكن تعقبها بصورة علمية، تميل بعض الاتجاهات إلى فرضيات أخرى تربط هذا الانتشار بالفرض القسري من خلال السلطة ومؤسساتها وعلى نحو خاص التعليم النظامي، الذي بدأ ابان الحكم التركي للبلاد وتطور في فترة الاستعمار البريطاني.
    وهي فرضية هشة سريعاً ما تتداعى شأنها شأن الفرضية الأخرى المعاكسة التي تربط انتشار اللغة والثقافة العربية بالهجرات العربية للسودان والتي في أكثر أوجهها طرافة تعتبر أن السودان بين المعاصرين قوم هجين من أب عربي وأم افريقية.
    لم تكن الهجرات العربية للبلاد في واقع الأمر بهذا القدر من الكثافة بحيث تلعب دوراً حاسماً وإلا كانت أحدثت ايضاً تعديلاً حاسماً في سحنات السودانيين. على الارجح يعود الدور الحاسم في انتشار اللغة والثقافة العربية إلى السودانيين الذين تمثلوها واكتسبوها اكتساباً، ولا شك أن الاسلام كان عاملاً مهماً للغاية -مع عوامل أخرى- في هذا التحول الثقافي. ومن خلال هؤلاء المستعربين تسارع انتشار العربية كلغة وثقافة. وفي هذا الاتجاه لعب النوبيون دوراً هاماً وفاعلاً، ولا يقلل من أهمية هذا الدور تمسكهم بلغاتهم السابقة للعربية، لذلك يمثل النبيون معضلة حقيقة أمام التحليلات التي ترى الصراع السياسي في البلاد كصراع بين العرب والافارقة، بجانب الفئة الاخرى وهي فئة المنبتين عرقياً والتي تمثل بدورها معضلة بشكل خاص أمام النظريات المرتبطة بمفهوم العرق بأبعاده البيولوجيا.
    وجود النوبيين المتصل والمستمر في السلطة وفي قلب المركز يعيق هذه التحليلات التي يتناغم فيها بشكل عجيب كتاب غربيين وسودانيين. جاء في مقال للدكتورة "هيزر شاركي" من جامعة بنسلفانيا نشرته الراكوبة بترجمة بدر الدين حامد الهاشمي ما يلي (وكان النوبيون الذين يقطنون في القرى الواقعة شمال الخرطوم وحتى حدود مصر هم المجموعة غير العربية الوحيدة التي افلحت في الروغان من السياسة البريطانية التي كانت تؤثر تعيين ذوي الانساب العربية على غيرهم من السودانيين فرجالهم كانوا ينحدرون في بيوتهم بلغتهم الأصلية إلا أنهم كانوا مجيدين ايضاً للعربية...) ووصفت الباحثة "سوندرا هيل" هؤلاء النوبة في رسالتها للدكتوراه بعنوان "هوية النوبيين المتغيرة في الخرطوم" (بأنهم صفوة عجيبة في المدن السودانية، فهم أمهر من غير العرب في الاندماج الاجتماعي واللغوي وفي أوساط العامة والمثقفين العرب السودانيين في المدن المختلفة) إنتهى الاقتباس.
    لم تحاول كلا الباحثتين تعقب أسباب إجادة النوبيين للعربية دون سائر من يصفهم البعض (بغير العرب) وهو أمر يقود إلى البحث في علاقة النوبيين باللغة العربية قبل أن ينتقلوا إلى المدن. تفترض هذه المناقشة أن اللغة العربية الفصحى والعامية كانت منتشرة في مناطق النوبيين منذ قرون عديدة على العكس مما تحاول كتابات غربية وسودانية الايحاء بأن علاقة النوبيين بالعربية تبدأ بعد انتقالهم للمدن أو التحاقهم بمؤسسات التعليم الرسمية المشار اليها. هذا الاتجاه يتجاهل بعض الحقائق التاريخية ويتجاهل ديناميكية وعوامل التحول اللغوي في البلاد بشكل عام. عرضنا لهذه العوامل بشئ من التفصيل في مقالات سابقة لكننا سنركز في هذه المناقشة على دور الخلوة كمؤسسة شعبية مستقلة في نشر اللغة والثقافة العربية الاسلامية على نطاق واسع في البلاد، ونعتقد انها لعبت الدور الحاسم في ذلك. يكاد يكون هناك إجماع على الدور الذي لعبه الإسلام في نشر اللغة العربية لكن قلما يتم تأشير الآليات التي تم بها ذلك.
    بحسب الرواية السائدة فشلت محاولة ابن ابي السرح فتح بلاد النوبة وانتهت إلى اتفاقية شاملة عرفت باتفاقية البقط. من بين بنود الاتفاقية ذات الصلة بموضوعنا التزام ملوك النوبة بحماية ورعاية المسجد الذي بناه المسلمون في حاضرة النوبة... ودون الدخول في تفاصيل موقع هذا المسجد يهم القول أن المسجد لعب دوراً مهماً في تكوين النواة المسلمة وسط النوبيين مقروءاً مع إشتراط الإتفاقية دخول العرب المسلمين بلاد النوبة مجتازين لا يحق لهم الإقامة بشكل دائم.
    كما لعب المسجد دوراً مهماً في تماسك الاقلية النوبية المسلمة وسط محيطها المسيحي، لم يكن المسجد مجرد مكان للعبادة بالنسبة للمسلمين آنذاك، بل كان مركزاً لتنظيم معظم عناصر حياة مجتمع المسلمين. يبرز من بين هذه العناصر الدور التعليمي والتربوي الذي يبدأ بتعليم القران وعلومه والذي يستلزم بدرجة أو أخرى دراسة اللغة العربية.
    من هنا بدأ التحول اللغوي وسط النوبين علي خطي التحول في العقيدة... هذا التحول كان يتم بوتاير بطيئة الي ان صعد الي عرش النوبة ملوك مسلمون أولهم عبد الله برشمبو ثم تلاه ملوك بنو كنز... صحيح ان برشمبو تولى الملك لفترة قصيرة جداً لكن مجرد صعوده للحكم يحمل دلالات عميقة علي انتشار الاسلام وسط فئات اجتماعية مختلفة من سكان المملكة من بينها الاسرة الحاكمة. ولكن من الواضح ان التحول الحاسم والمتسارع يحدث بعد صعود ملوك مسلمين الي عرش النوبة، ومع تقدم واتساع دايرة الاسلام كانت العربية تجد لها موطئ قدم. هذا الدور التعليمي للمسجد أخذ في التوسع والازدياد مع التحول الشامل نحو الاسلام... (ولقد كان المسجد هو المدرسة الاسلامىة الاولي حيث تركزت فيه جميع مظاهر الحياة العامة للمسلمين من كل جوانبها السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية). "الخلوة - د: معتصم الحاج".
    في مرحلة مبكرة من ظهور الاسلام نشأة الكتاتيب والخلاوي كدور علم ملحقة بالمساجد لتعليم الصبيان، وفي السودان انتشرت الخلاوي بشكل كبير كمؤسسات أهلية مستقلة عن السلطة ولعبت دوراً مهما وحاسماً في نشر اللغه والثقافة العربية. (لا شك ان الخلاوي قد قامت بدور أساسي في نشر الثقافة العربية الاسلامية بحكم انها الوحده التعليمية الرئيسية في السودان التي اختصت بتعليم القرآن واستظهار آياته وتدريس الفقة والتوحيد وتجويد القران وسائر علوم اللغة العربية والتصوف، وتكون الخلوة بذلك قد قدمت نوعاً من التعليم يلائم ظروف البلاد ويلبي احتياجات المجتمع). "د. معتصم الحاج".
    كيف لعبت الخلوة هذا الدور؟... المناهج المعتمدة في الخلاوي والاساليب المتبعة كانت تصب في تعزيز مكانة اللغة والثقافة العربية. وبحسب د. معتصم الحاج فإن التعليم في الخلوة يمر بثلاثة مراحل كالتالي:
    المرحلة الاولي: تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن ومعرفة بعض الفروض والسنن وبعض المفاهيم التربوية.
    المرحلة الثانية: وهي اطول المراحل وتتم فيها دراسة العلم عدة شيوخ وأهم هذه العلوم التوحيد والفقه وعلوم القرآن والمنطق والنحو وساير علوم اللغة.
    المرحلة الثالثة: ويدرس فيها الطالب آداب الصوفية.
    واللغة العربية وعلومها حاضرة منذ البداية في نظام الخلوة، ففي المراحل الاولي يبدأ الطالب في تعلم الكتابة والقراءة وعادة يتم ذلك في مجموعات صغيرة لا تتجاوز الخمسة، وتبدأ بخط حروف الهجاء علي الرمال حتي اجادة اصواتها ورسمها بتناسق ثم بتعلم حركاتها ليصبح قادراً على الكتابه على اللوح. وفي المرحله الثانيه يتعمق الطالب في النحو وقواعد اللغة العربية، وكثير من الخلاوي تدرس الفية ابن مالك وغيرها، ويضيف بعض شيوخ الخلاوي شروحاً وهوامش من تأليفهم علي المتون، كما يدرس الطالب شيئاً من البلاغة. يبدأ الطالب دراسته في الخلوة في سن مبكره ويتخرج منها فتى مجيداً للغة العربية كتابةً وقراءةً ونحواً وصرفاً، واذا أخذنا في الاعتبار أن الخلوة ظلت لقرون منذ دخول الاسلام المؤسسة التعلمية الوحيدة، ادركنا عمق وكفاءة الخلوة في نشر اللغة والثقافة العربية.
    على هذا النسق بدأت المساجد والخلاوي رسالتها التعليمية أول ما بدأت بمناطق النوبيين في شمال السودان. فأول مسجد بنى في دنقلا حاضرة المقرة في فترة مبكرة من انتشار الاسلام خارج الجزيرة العربية، وهو ثاني مسجد في افريقيا بعد مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، ثم توسع التعليم الديني بعد دخول الشيخ غلام الدين بن عايد في القرن التاسع الميلادي واستقراره بمناطق النوبيين بدنقلا، والذي من خلال سيرته تتضح شبكة العلاقات الاجتماعية التي مكنت الخلاوي وشيوخ الصوفية من نشر الاسلام وفي معيته اللغة والثقافة العربية، ونظام الخلوة نفسه يعتمد آليات فعالة ليس في مجال التعليم وحسب وانما في نشر العلم في انحاء متفرقة من البلاد. (فالحوار) الذي يكمل مراحل الخلوة الثلاث يكون اجاد حفظ القرآن وعلومه واللغة العربية وفنونها، وكذلك التوحيد والفقه وآداب التصوف واسراره وعند تخرجه يجزه شيخه ليقوم بدوره في التدريس وفي الغالب يرشح له شيخه منطقة أخرى غير التي تخرج فيها لينتقل اليها ويأسس فيها خلوة جديدة يؤمها تلاميذ غالبيتهم من أهالي المنطقة.
    أولى مؤسسات التعليم الديني الاهلي في البلاد تأسست في مناطق النوبيين وبفضلها شكلت اللغة العريية حضورها المبكر منذ قرون بعيدة. هذا الحضور أخذ في التوسع والرسوخ مع تزايد عدد الدارسين في هذه المؤسسات، ليس ذلك فحسب بل أن عدداً كبيراً من خريجي هذه المدارس قام بدوره في نشر العلم. وبالنسبة للنوبي المسلم العادي آنذاك كانت العربية حاضرة في حياته يومياً على الاقل من خلال الصلاة واسبوعياً من خلال خطبة الجمعة في المسجد، ومع مرور الوقت تعزز موقع العربية بأعتبارها لغة المعاملات والوثائق الرسمية من عقود ومواثيق ومراسلات بأعتبارها اللغة المكتوبة الوحيدة، واذا اضفنا إلى ذلك كونها لغة التواصل بين النوبيين والمجموعات السكانية الاخرى خاصة وان المنطقة كانت من مناطق الجذب الحضاري، ندرك الكيفية التي خرجت بها اللغة العربية من المساجد والخلاوي إلى فضاء الحياة الاجتماعية في وقت مبكر من دخول الاسلام للسودان، لا شك أن الهجرات العربية لعبت دوراً مهماً لكنه لا يماثل الدور الحاسم الذي لعبه المسلمون من النوبيين الذين اعتنقوا الاسلام في مراحل مختلفة. ولهذا السبب -ضمن أسباب أخرى- كانت الهجرات العربية المتأخرة والمتدفقة من مصر تتخطى بلاد النوبة لتعبر إلى عمق البلاد.
    آليات الانتشار هذه فعلت فعلها بذات الطريقة في عموم السودان الشمالي وترتب عليها وضع لغوي جديد. بعض المجموعات السكانية تخلت عن لغاتها الاصلية وأصبحت العربية لغتها الوحيدة، بينما تمسكت بعض المجموعات بلغتها القديمة، فنشأ ما يعرف بالثنائية اللغوية والازدواج اللغوي. وفي كل الاحوال تشكل واقع اجتماعي وثقافي جديد وضع البلاد على اعتاب تطور سياسي جديد انتج سلطنة سنار، بمعنى آخر كانت سلطنة سنار بملامحها العربية الاسلامية محصلة ونتيجة لتشكل واقع اجتماعي جديد وليس العكس.
    ازاحة لغة ما للغات أخرى أمر شديد الالتصاق بالغات الكبيرة العريضة ولا يرتبط باللغة العربية وحدها، كما ان العامل الديني ودوره في نشر اللغة ليس حكراً على الاسلام حيث تلعب الاديان ادواراً متشابهة في نشر لغات بعينها، مثل اللاتينية والسنسكرتيية والهندوسية وغيرها، بالطريقة التي رصدها "لويس جان كالفي" في كتابه الرصين "حرب اللغات والسياسات اللغوية" في مرحلة لاحقة ومع تزايد مؤسسات التعليم الديني في بلاد النوبة وتزايد أعداد المتعلمين من النوبيين وتزايد حركة نزوحهم وهجرتهم بسبب ضيق الرقعة الزراعية انتشر النوبيون في مناطق عديدة من السودان وهناك قاموا بنشر الاسلام واللغة العربية، وابرز مثال على ذلك دور المحس الذين نزحوا واستقروا بجزيرة توتي. هذا الدور يجد القارئ تفصيلاً له مع تراجم لشيوخ المحس في مراجع كثيرة منها على سبيل المثال كتاب (الطبقات) لود ضيف الله وكتاب (المسيد) للطيب محمد الطيب و(موسوعة الانساب والقبائل) لعون الشريف قاسم، غير اننا نشير إلى مثال لافت عن هذا الدور اعده بروفسير "ريتشارد لوبان" استاذ الانثربولوجيا للدراسات الافريقية بجامعة "روود ايلاند" وترجمه للعربية بدر الدين الهاشمي جاء فيه (ساهم المحس وهم من المجموعات الاثنية النوبية في وسط السودان مساهمة عظيمة في اسلمة وتعريب الامة العربية - الافريقية، وقد تعد إقامتهم لأول ابنية وكيانات دائمة في المدن الثلاث "الخرطوم وما حولها" هي البداية الحقيقية لعملية إنشاء مناطق حضرية في السودان).
    الفرضية التي تتجاهل دور الخلوة المشار اليه وتربط انتشار اللغة والثقافة العربية بالتعليم النظامي الحديث فرضية ناتجة عن الحمولة السياسية الزائدة في خطاب الهوية المعادي للعروبة في السودان بما يجعله يتعامى عن حقائق الواقع وحقائق العلم بصورة غاية في الالتواء ولا تخلو احياناً من الاحتيال بحسب تعبير د. عبدالله على ابراهيم.
    في واحدة من اميز ما كتب عن خليل فرح تعرض د. محمد جلال هاشم لمصادر لغة الخليل العربية والعامية في مقال بعنوان (خليل فرح: رجل بقامة أمة) نشر المقال بنسختين أولاً في الصحافة الورقية، وتتوفر نسخة ثانية منقحة منه في الصحافة الالكترونية وبعد ذلك أصبح فصلاً في كتاب بعنوان "جزيرة صاي قصة حضارة". في المقال يبحث محمد جلال هاشم عن مصادر لغة خليل فرح العربية العامية في إطار فرضية محددة ثم لا يلبث ان يسحب فرضيتة عن العامية إلى اللغة العربية الفصحى. تقول الفرضية ان مجموعات سودانية عديدة لم تتعرف على اللغة العربية إلا من خلال التعليم النظامي الحديث. في النسخة الأولى من المقال يحدد محمد جلال مصدرين من لغة خليل فرح العربية أولهما المراكبية الذين كانوا يجوبون النيل بمراكبهم المحملة بالبضائع، والتي كانت عبارة عن حوانيت متنقلة بين القرى الواقعة على النيل. في الامسيات على ضوء النار كان يعقد هؤلاء المراكبية جلسات سمر يتحلق حولها الصبيان –كا الخليل من بينهم- يستمعون فيها لقصص وحكايات يرويها هؤلاء المراكبية القادمون من ديار أخرى. المصدر الثاني هو عرب القوافل التجارية التي كانت تسافر بين ام درمان عبر دنقلا إلى صعيد مصر والتي كان خليل فرح يرافق فيها والده التاجر وهو ما زال صبياً ومن خلال هذه الرحلات الطويلة كان الخليل يكتسب لغته العامية من حداء بدو القافلة واسماراهم. في النسخة الثانية المنقحة من المقال حذف الكاتب المصدر الأول وابقى على المصدر الثاني، فلماذا حذف المصدر الأول... ! يريد محمد جلال هاشم ان يقول في هذا المقال ان خليل فرح لم يتعرف ولم يكتسب لغته العامية العربية الا خارج صاي وانه لم يتعلم العربية الفصحى إلا بعد التحاقه بالمدرسة بدنقلا في إشارة إلى ان العربية فصحى وعامية لا اثر لها في صاي وكذا في سائر مناطق النوبيين، ولان المصدر الأول -أي المراكبية- يهزم هذه الفكرة قام بحذفه... جلسات السمر التي يعقدها المراكبية لا بد لها من لغة تواصل مفهومة للطرفين وهذا يعني ان الصبي خليل فرح واقرانه يعرفون العامية العربية قبل ان تغادر اقدامهم ارض صاي.
    في النسخة الثانية يمضي محمد جلال هاشم ليؤكد غربة العربية عن صاي ومناطق النوبيين في بعبارة ساحقة حين يقول (درس الخليل في دنقلا متنقلاً باستمرار مع والده واعمامه في رحلاتهم التجارية ما بين أسوان عبر حلفا وصاي إلى دنقلا فام درمان وبالعكس هنا بدأ الخليل في تعلم العربية الفصحى وذلك عبر المناهج المدرسية كما هو العهد بكل افارقة السودان) من خلال سيرة الخليل يصل محمد جلال هاشم إلى هذا التعميم الذي تخطى صاي وسائر النوبيين ليضم مجموعات سكانية أخري ليؤكد فضل المدرسة والتعليم النظامي في نشر العربية، وهى الفرضية التي تشكل حجر الزاوية في ايديولوجية المركز والهامش بطيفها الواسع. فهل حقاً لم يتعلم الخليل العربية الفصحى إلا بعد دخوله المدرسة بدنقلا... ؟ بشكل غريب يقول محمد جلال في ذات المقال وفي فقرة تسبق الاقتباس السابق مباشرة (عاش الخليل طفولته في صاي حتى تخرج في خلوة بابا شيخ أحمد حيث كانت النوبية لغة المحك في المنزل والقرية)، كون الخليل بدأ حياته العلمية بالخلوة يعني بالضرورة انه بدأ تعلم العربية الفصحى في سن مبكرة وداخل صاي وليس خارجها، ويعني أن هذه الخلوة بالذات قد علمت أعداداً من النوبيين قبل الخليل وبعده اللغة العربية كتابةً وقراءةً بجانب علوم القرآن شأنها شأن الخلاوي المنتشرة في بلاد النوبة وطول البلاد وعرضها... لذلك فإن القول بأن الخليل بدأ تعلم العربية الفصحى في المدرسة بدنقلا زعم لا يسنده إلا الموقف الايديولوجي المتحامل الذي يحاول تأكيد نفسه وأفكاره من خلال الغاء الدور الاجتماعي والثقافي للخلوة. لا نعتقد ان محمد جلال هاشم كان غافلا عن هذا الدور لكنه لم يكن يريد للقارئ ان يتوقف عنده لذلك صاق عبارته بهذا الشكل (حتى تخرج بخلوة بابا شيخ أحمد حيث كانت النوبية لغة المحك في المنزل والقرية) فتزيل العبارة بالاشارة إلى النوبية جاء لتشتيت اتباه القارئ وصرفه عن لغة الخلوة. تجدر الاشارة في هذا السياق إلى ان عبارة (كما هو العهد لكل افارقة السودان) استطراد فارغ لا معنى له اذا ما نزعنا عنه الغطاء الايديولوجي، فالسودانيون كلهم احاديو اللغة وثنائيو اللغة لا يتعلمون العربية الفصحى إلا في الخلوة أو المدرسة وينطبق الأمر على كل العرب من المحيط إلى الخليج باستثناء مجموعات محدودة من البدو هنا وهناك... !!!. على ذلك يمكن ان نستخرج الاجابة على السؤال الذي طرحه محمد جلال هاشم حين قال: (اذن السؤال الذي نحتاج اجابته هو اين تعلم الخليل اللغة العربية... ؟) تكمن الاجابة في متن ذات المقال أي في خلوة بابا شيخ أحمد... !!. في كل بلاد العرب يبدأ الأطفال في تعلم أحدى اللهجات في المنزل والاسرة ولا يبدأون في تعلم العربية الفصحى إلا بعد الالتحاق اما بالخلوة - الكتاب - المسيد أو المدرسة. في الواقع يتجاوز الأمر بلاد العرب ليشمل كل الناطقين باللغات العريضة في العالم وهو ما اوجد نوعاً من الثنائية اللغوية.
    مفهوم الثنائية اللغوية من المفاهيم التي لا يوجد اتفاق حول تعريفها في علم اللغة وعلم اللغة الاجتماعي، فبحسب العالم الاميريكي "تشارليس فيرغسون" تعني الثنائية اللغوية وجود اسلوبين مختلفين من نفس اللغة يستخدمان في مجتمع واحد أحداهما راقي يستخدم في دور العبادة والآداب والخطابات والجامعات ويتمتع بمكانة اجتماعية عالية ويتم أكتسابه بعد الالتحاق بالمدرسة وأسلوب أخر ادنى يتم أكتسابه بصورة طبيعية كلغة أولى في المنزل ويستخدم في المحاورات العائلية وفي الأدب الشعبي. وقد كان وضع اللغة العريية في اغلب البلدان العربية أحدى الحالات الدراسية التي بناء عليها فيرغسون تعريفه السابق وكانت مصر واحدة من اربعة مناطق درس فيها وضع اللغة بجانب اليونان وتاهيتي والمنطقة الفرنسية في سويسرا. وفق تعريف "فيرغسون" تمثل العربية الفصحى الشكل الراقي بينما تمثل اللهجات العامية الدارجة الشكل الادنى، ووفق تعريفات أخرى تعني الثنائية اللغوية ان يعرف الشخص لغتين مختلفتين كما تعنى ان يتكلم الناس في مجتمع ما لغتين مختلفتين. بعض الاتجهات تقصر الثنائية اللغوية على الفرد وتقترح مصطلح الازدواجية اللغوية عندما تتعايش لغتان أو أكثر في مجتمع ما. لكن في الغالب تستخدم الثنائية اللغوية بمعنى الازدواج اللغوي وبالعكس. تأسيساً على ذلك لا يشذ ولا يختلف السودانيون عن سائر العرب في بلدانهم أو عن سائر الشعوب المتحدثة بالغات العريضة الأخرى من حيث أكتساب الشكل الارقى كلغة عبر المدرسة.
    لغة النشر ولغة الحصر:-
    من خلال دراسات معمقة للاوضاع اللغوية في كثير من المناطق في اوروبا وآسيا وافريقية واميريكة الجنوبية يقسم "لويس جان كالفي" اللغات إلى مجموعتين: لغات نشر ولغات حصر. لغة حصر لغة لجماعة صغيرة من الناس تقصر التواصل على عدد محدود من البشر ويتميز شكلها بإرادة الحد من انتشارها كما هو الحال في مجتمع متعدد اللغات... اما لغة النشر فهي اللغة التي تحقق التواصل بين أكبر عدد ممكن من الناس. في المجتمعات المتعددة اللغات تنشأ الحاجة إلى التواصل عبر لغة مشتركة هذه اللغة قد تكون خليط "هجين" من عدة لغات مثل اللغة السواحلية، وقد تكون أحدى اللغات العديدة التي تتضافر عوامل موضوعية وذاتية لتجعلها لغة مشتركة. لاحظ "كالفي" انه في مناطق التعدد اللغوي حتى أكثرها تفتتاً تظهر لغة نشر تقوم بوظيفة التواصل وربط المجموعات السكانية لغوياً واحياناً تبرز أكثر من لغة ناشرة مثل ما هو ماثل في جزر "ميلانيزيا" حيث يوجد ما يقرب من ألف لغة لكن اربعة لغات فقط تقوم بربط هذا الواقع الشديد التعدد. حدد "كالفي" العوامل التي تؤدي إلى بروز لغة ناشرة كالتالي:-
    اولاً: العامل الجغرافي.
    تتوسع اللغات على امتداد الخطوط الطبيعية التي تتجنب العوايق لكن الظروف الجغرافية غير الملائمة يمكن ان تحفز انتشار لغة ما مثل ما رأينا في مثال ميلانيزيا.
    ثانياً: العامل الحضري:-
    حيث تسرع المدينة عملية اتشار اللغة من خلال تجميع مجموعات متباينة لا بد ان تتواصل لغوياً.
    ثالثاً: العامل الاقتصادي:-
    طرق التجارة البرية والنهرية والمواني اماكن يمر عبرها التجار حاملين بجانب بضائعهم لغة التبادل التجاري. بهذه الطريقة انتقلت لغة الكيشوا من الساحل إلى جبال الانديز بامريكا الجنوبية، وكذلك انتقلت السواحلية من سواحل شرق افريقيا إلى عمق القارة تبعاً لطرق تجارة العاج. هذا بجانب الدور الهام الذي تلعبه الاسواق بحيث لا توجد لغة مشتركة تفرض لغة نشر نفسها.
    رابعاً: العامل الديني:-
    تنتشر اللغة اسرع عندما تصبح لغة للتبشير بدين ما، وتزداد فرص هذه اللغة في الانتشار عندما يكون للدين كتاب مقدس... اورد "كالفي" عدة امثلة تعكس هذا الارتباط منها علاقة اللاتينية بالكاثوليكية لكنه اعتبر المثال الاوضح على هذا الارتباط هو ارتباط اللغة العربية بالاسلام.
    خامساً: العامل السياسي:-
    تحدد السياسات اللغوية مصير اللغة الناشرة. وساهمت السياسات الالمانية ولاحقاً البريطانية في توسع وانتشار السواحلية في شرق افريقيا.
    سادساً: العامل العسكري:-
    وابرز مثال يورده "كالفي" هو توسع اللغة الاسبانية مع تقدم وسيطرة الجيوش الاسبانية في اميركا الجنوبية.
    بالنسبة للحالة السودانية اضفنا عوامل أخرى في مقالات سابقة أهمها ميزة الكتابة وهي ميزة كبيرة في تأثيرها، حين دخلت العربية للبلاد كانت تقريباً اللغة المكتوبة الوحيدة لذلك أصبحت بسهولة لغة الدواوين والمراسلات والعقود وغيرها من الوثائق. رغم ان "كالفي" لم يضع الكتابة ضمن عوامل نشر اللغة إلا انه لاحظ الدور الحاسم للكتابة واجرى مقارنة دالة بين وضع اللغة الفرنسية في الجزائر ومالي اللتان استقلاتا عن فرنسا في نفس العام 1962م حيث اخذت العربية مكان الفرنسية في الجزائر بسرعة عبر سياسة التعريب بفضل قدم وعمق تاريخها الكتابي، بينما حافظت الفرنسية في مالي على موقعها الذي لم تزحزحه لغة البامبارا كلغة نشر وطنية لأنها حديثة العهد بالكتابة.
    من اللغة الأم إلى اللغة الأولى:-
    خطاب الهوية المعادي للعروية في السودان ينطلق من ويدور حول نقطة واحدة أساسها اللون والسحنة مفارقة السوداني للصورة النمطية للعربي. لذلك هو يفرط في استخدام مفردات التعدد العرقي ويصم اذنيه ويغمض عينيه أمام حقائق العلم التي بددت أي أوهام حول النقاء العرقي وهدمت كل التصورات حول وجود فواصل وحواجز عرقية بين البشر في عالمنا المعاصر. هذا الخطاب في ارقى سياقاته لا يقادر هذا النقطة بعيداً عندما يشدد على فرادة مزعومة للسودان في تعدده اللغوي.
    خطاب العرق ومتعلقاته "اللون - السحنة - ... الخ" يقود إلى انكار عروبة السودان جملة وتفصيلاً بينما يقيم خطاب التعدد اللغوي والثقافي تقسيماً رأسياً للسودانيين إلى عرب وافارقة مع حرص نزق على التقليل من شأن العروبة السودانية بوضعها حركة استعراب... !.
    قد يعي وقد لا يعي هذا الخطاب ان سائر عرب الخليج وبلاد الشام والعراق وشمال افريقيا هم عرب مستعربون ايضاً... !! وان الفارق بين استعرابهم واستعراب السودانيين هو فارق زمني في الأساس.
    خطاب التعدد اللغوي في محاولته مواجهة حقائق الإزدواج اللغوي في بعض مناطق البلاد والوجود الاجتماعي الفاعل للغة العربية يحيلنا إلى مفهوم اللغة الأم أو لغة الأم كمحدد وحيد للهوية بغرض تحييد اللغة العربية.
    لا يتمتع مفهوم اللغة الأم بتعريف واحد متفق عليه. بعض القواميس تعرف لغة الأم بأنها لغة البلد الذي ولدنا فيه وفي الصينية تعرف بأنها لغة البلد الأصلي، وفي بعض التعريفات تعنى اللغة التي تعلمها الشخص أولاً وفي تعريفات أخرى تعنى اللغة التي يفكر ويحلم الإنسان بها. في بعض اللغات يرتبط المفهوم بلغة الاب وفي لغات أخرى يرتبط بلغة الأم أما في الصينية فلا يرتبط بالاب أو الأم بل بالجدود.
    ينتقد "لويس جان كالفي" مفهوم لغة الأم لأنه مفهوم يتجاهل حقائق التعدد اللغوي فاللغة الأولى التي يتعلمها الطفل في حالات الزواج المختلط قد تكون لغة الأم وقد تكون لغة الأب وقد تكون لغة ثالثة ولاحظ "فرانسوا ويولاند" في دراسة بعنوان (توسع لغة الوُلُف في السنغال) أن اللغة الثالثة هذه غالباً ما تكون اللغة الناشرة وكذلك الحال عندما يكتسب الطفل لغة أحد الأبوين فهذا يعني أنها اللغة الناشرة في المجتمع. ومن هذا استنتج أن الأطفال يتلقون أثر محيطهم لا أثر آبائهم. فبحسب الاستقصاء الذي بنى عليه "ويولاند" دراسته في العاصمة دكار وضواحيها وغطى عدد من تلاميذ المدارس كانت النتيجة العامة تعكس سيطرة لغة الولف كلغة أكثرية يتحدثها حوالي 97% من الأطفال، وتمثل لغة أولى في المنزل لحوالي 73% منهم وبالغوص لمعرفة المصدر الذي اكتسب منه الأطفال لغة الولف كلغة أولى في المنزل اتضح ان 47.8% ينحدرون من أب وأم من الولف وحوالي 7% من التلاميذ من أم ولف وحوالي 5.6% من أب ولف أما بقية التلاميذ الذين نسبتهم حوالي 11.8% فينحدرون من أب وأم ليسا من الولف. والنسبة الأخيرة هي التي تؤكد تفوق أثر المحيط واللغة الناشرة، تتأكد هذه الحقيقة ايضاً في مدينة (زيغينشور) البعيدة من دكار حيث لا تعتبر الولف لغة أكثرية مسيطرة بسبب التعدد اللغوي الواسع حيث كشف الاستقصاء ان حوالي 34% من التلاميذ يتحدثون الولف لغة أولى في المنزل وأن 8.8% منهم ينحدرون من أبوين ولف بينما أكتسبها 4.5% من أم ولف و6% من أب ولف في حين ان 15% من التلاميذ الذين يتحدثونها ينحدرون من أب وأم ليسا من الولف.
    أجرى "لويس كالفي" استقصاء مماثلاً في مالي وأخر في النيجر للتأكد من صحة هذه الاستنتاجات. في باماكو بمالي كشفت نتائج الاستقصاء أن لغة البامبارا تسيطر كلغة أولى ويكتسبها الأطفال في الزواج المختلط كلغة أم عن طريق الأب اذا كان من البامبارا وعن طريق الأم اذا كانت من البامبارا كما يكتسبها الأطفال من محيطهم وليسا من الأبوين عندما يكون كلا الأبوين -ليسا من البامبارا- وبينت نتائج الاستقصاء أن لغة البامبارا تظهر بشكل ثابت تقريباً كلغة ثانية يتحدثها الأطفال عندما يكون الأبوان متفقين في اللغة ولغة المنزل لغة أخرى غير البامبارا، أما الأطفال المنحدرون من أبوين من البامبارا فلا يتحدثون لغة أخرى غيرها لأنه لا توجد حاجة إلى ذلك لأن لغة البامبارا هي لغة التواصل خارج المنزل.
    في نيمامي بالنيجر أوضح استقصاء اجري بين التلاميذ نتائج مماثلة حيث تتقاسم لغة الزرما السيطرة مع لغة الهوسا، وتتعزز مكانة هاتين اللغتين عندما يكون الأبوين مختلفين في اللغة... من كل هذه البحوث الواسعة يصل كالفي إلى حكم عام حين يقول "ليس هناك اذاً لغة أم بل هناك لغة أولى".
    في الدراسات الحديثة في إطار علم اللغة وعلم اللغة الاجتماعي في النصف الثاني من القرن الماضي لم تعد اللغة الأم محدد وحيد للهوية بسبب التداخل المتزايد للمجتمعات البشرية وبسبب تضخم القطاع الحضري والمدن الكبيرة وبفضل ثورة الاتصالات التي دكت كل الاسوار وأصبحت اللغة القومية (المعيارية) بحسب تعبير د.جون جوزيف وآخرين والتي اسماها "كالفي" لغة نشر تؤخذ بجدية كمكون أساسي للهوية ونشير في هذا الصدد إلى أعمال اثنين من اللغويين الدنماركيين هما (ادولف نورين) و(أوتو يسبرسن) اللذان توصلا إلى أن اللغة القومية (المعيارية - لغة ناشرة) تشكل جزءاً من هوية الفرد اللغوية تماماً مثل اللغة الأم.
    ما اردنا الوصول اليه من هذا الاستطراد هو أن عوامل موضوعية محددة تجعل من لغة ما لغة ناشرة مسيطرة في واقع اجتماعي معين، وأن مكانة هذه اللغة تتعزز كلما ازداد التعدد اللغوي وأن لغة الاقلية تندثر كلغة أم لصالح لغات النشر. هذا يعني ان وضع اللغة العربية في السودان كلغة ناشرة تؤدي وظيفة التواصل اللغوي -ضمن وظائف أخري- بين المجموعات السودانية المختلفة، وأن تقدمها المضطرد لتصبح لغة أولى في مناطق الازدواج اللغوي ليس حالة خاصة أو استثناء وإنما هو وضع تحقق بفضل ذات العوامل الموضوعية التي جعلت لغات الكيشوا والبامبارا والولف والزرما والهوسا لغات أكثرية وغالبة في مجتمعاتها. كما نضيف ان اللغة العربية يتعزز وضعها ايضاً بتأثير من ثقلها الاجتماعي كونها لغة عابرة للحدود السودانية ويمتدد عمقها في أقليم جغرافي واسع جداً ويتحدثها أكثر من ثلاثمائة وثمانون مليون عربي بجانب كونها لغة عالمية. كل ذلك يفضي إلى القول ان مناطق النوبيين في شمال البلاد لم تكن في يوم من الأيام مستثناة من هذه الميكانزمات.




















                  

01-03-2018, 12:45 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: محمد حيدر المشرف)


    *

    عفواً تكرر الأرفاق ..

    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 01-03-2018, 12:52 PM)

                  

01-03-2018, 12:51 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: محمد حيدر المشرف)

    ود المشرف
    سلامات .. وكل سنة وأنت بألف خير .. إن شاء الله عام خير وبركة ..

    خلينى نبدأ بالأتي ...

    دكتور محمد جلال هاشم .. يجب سحب رسالة الدكتوراة منه .. يدعو إلي تحديد المواطنة من خلال لون البشرة .. وهذه عنصرية بغيضة .. يجب علي الدكتور التراجع فوراً عن هذا التحريض الذي سوف يقود إلي قتل علي أساس اللون إذا ما حصل صراع دموي حول موضوع الهوية ..



    نأتوا إلي سيرة خليل فرح .. التي لوي فيها الدكتور محمد جلال هاشم .. عنق الحقيقة ..

    Quote: في واحدة من اميز ما كتب عن خليل فرح تعرض د. محمد جلال هاشم لمصادر لغة الخليل العربية والعامية في مقال بعنوان (خليل فرح: رجل بقامة أمة) نشر المقال بنسختين أولاً في الصحافة الورقية، وتتوفر نسخة ثانية منقحة منه في الصحافة الالكترونية وبعد ذلك أصبح فصلاً في كتاب بعنوان "جزيرة صاي قصة حضارة". في المقال يبحث محمد جلال هاشم عن مصادر لغة خليل فرح العربية العامية في إطار فرضية محددة ثم لا يلبث ان يسحب فرضيتة عن العامية إلى اللغة العربية الفصحى. تقول الفرضية ان مجموعات سودانية عديدة لم تتعرف على اللغة العربية إلا من خلال التعليم النظامي الحديث. في النسخة الأولى من المقال يحدد محمد جلال مصدرين من لغة خليل فرح العربية أولهما المراكبية الذين كانوا يجوبون النيل بمراكبهم المحملة بالبضائع، والتي كانت عبارة عن حوانيت متنقلة بين القرى الواقعة على النيل. في الامسيات على ضوء النار كان يعقد هؤلاء المراكبية جلسات سمر يتحلق حولها الصبيان –كا الخليل من بينهم- يستمعون فيها لقصص وحكايات يرويها هؤلاء المراكبية القادمون من ديار أخرى. المصدر الثاني هو عرب القوافل التجارية التي كانت تسافر بين ام درمان عبر دنقلا إلى صعيد مصر والتي كان خليل فرح يرافق فيها والده التاجر وهو ما زال صبياً ومن خلال هذه الرحلات الطويلة كان الخليل يكتسب لغته العامية من حداء بدو القافلة واسماراهم. في النسخة الثانية المنقحة من المقال حذف الكاتب المصدر الأول وابقى على المصدر الثاني، فلماذا حذف المصدر الأول... ! يريد محمد جلال هاشم ان يقول في هذا المقال ان خليل فرح لم يتعرف ولم يكتسب لغته العامية العربية الا خارج صاي وانه لم يتعلم العربية الفصحى إلا بعد التحاقه بالمدرسة بدنقلا في إشارة إلى ان العربية فصحى وعامية لا اثر لها في صاي وكذا في سائر مناطق النوبيين، ولان المصدر الأول -أي المراكبية- يهزم هذه الفكرة قام بحذفه... جلسات السمر التي يعقدها المراكبية لا بد لها من لغة تواصل مفهومة للطرفين وهذا يعني ان الصبي خليل فرح واقرانه يعرفون العامية العربية قبل ان تغادر اقدامهم ارض صاي.
    في النسخة الثانية يمضي محمد جلال هاشم ليؤكد غربة العربية عن صاي ومناطق النوبيين في بعبارة ساحقة حين يقول (درس الخليل في دنقلا متنقلاً باستمرار مع والده واعمامه في رحلاتهم التجارية ما بين أسوان عبر حلفا وصاي إلى دنقلا فام درمان وبالعكس هنا بدأ الخليل في تعلم العربية الفصحى وذلك عبر المناهج المدرسية كما هو العهد بكل افارقة السودان) من خلال سيرة الخليل يصل محمد جلال هاشم إلى هذا التعميم الذي تخطى صاي وسائر النوبيين ليضم مجموعات سكانية أخري ليؤكد فضل المدرسة والتعليم النظامي في نشر العربية، وهى الفرضية التي تشكل حجر الزاوية في ايديولوجية المركز والهامش بطيفها الواسع. فهل حقاً لم يتعلم الخليل العربية الفصحى إلا بعد دخوله المدرسة بدنقلا... ؟ بشكل غريب يقول محمد جلال في ذات المقال وفي فقرة تسبق الاقتباس السابق مباشرة (عاش الخليل طفولته في صاي حتى تخرج في خلوة بابا شيخ أحمد حيث كانت النوبية لغة المحك في المنزل والقرية)، كون الخليل بدأ حياته العلمية بالخلوة يعني بالضرورة انه بدأ تعلم العربية الفصحى في سن مبكرة وداخل صاي وليس خارجها، ويعني أن هذه الخلوة بالذات قد علمت أعداداً من النوبيين قبل الخليل وبعده اللغة العربية كتابةً وقراءةً بجانب علوم القرآن شأنها شأن الخلاوي المنتشرة في بلاد النوبة وطول البلاد وعرضها... لذلك فإن القول بأن الخليل بدأ تعلم العربية الفصحى في المدرسة بدنقلا زعم لا يسنده إلا الموقف الايديولوجي المتحامل الذي يحاول تأكيد نفسه وأفكاره من خلال الغاء الدور الاجتماعي والثقافي للخلوة. لا نعتقد ان محمد جلال هاشم كان غافلا عن هذا الدور لكنه لم يكن يريد للقارئ ان يتوقف عنده لذلك صاق عبارته بهذا الشكل (حتى تخرج بخلوة بابا شيخ أحمد حيث كانت النوبية لغة المحك في المنزل والقرية) فتزيل العبارة بالاشارة إلى النوبية جاء لتشتيت اتباه القارئ وصرفه عن لغة الخلوة. تجدر الاشارة في هذا السياق إلى ان عبارة (كما هو العهد لكل افارقة السودان) استطراد فارغ لا معنى له اذا ما نزعنا عنه الغطاء الايديولوجي، فالسودانيون كلهم احاديو اللغة وثنائيو اللغة لا يتعلمون العربية الفصحى إلا في الخلوة أو المدرسة وينطبق الأمر على كل العرب من المحيط إلى الخليج باستثناء مجموعات محدودة من البدو هنا وهناك... !!!. على ذلك يمكن ان نستخرج الاجابة على السؤال الذي طرحه محمد جلال هاشم حين قال: (اذن السؤال الذي نحتاج اجابته هو اين تعلم الخليل اللغة العربية... ؟) تكمن الاجابة في متن ذات المقال أي في خلوة بابا شيخ أحمد... !!. في كل بلاد العرب يبدأ الأطفال في تعلم أحدى اللهجات في المنزل والاسرة ولا يبدأون في تعلم العربية الفصحى إلا بعد الالتحاق اما بالخلوة - الكتاب - المسيد أو المدرسة. في الواقع يتجاوز الأمر بلاد العرب ليشمل كل الناطقين باللغات العريضة في العالم وهو ما اوجد نوعاً من الثنائية اللغوية.


    رغم أن الأستاذ فتحي محمد الحسن فند إدعاءات دكتور محمد جلال هاشم .. (ومن قبل فقد أوسع الأستاذ علي عسكوري د. محمد جلال هاشم نقداً وتفنيداً لخطأ أطروحته "منهج التحليل الثقافى" .. ولكن أنا سوف أيتكم من دخل أخر .. ماهي أصول سكان جزيرة صاي .. أو ما يسمون بالمحس الصواردة .. لماذا أخفي دكتور محمد جلال هاشم هذه الحقيقة التأريخية المعروفة ..؟

    للوصول لمقال الأستاذ علي عسكوري .. أكتبوا في محرك البحث الأتي .. "عن كارل ماركس السودان المزور أكتب" .. سوف أحاول إرفاق الوصلة هنا .. ولكن مثل نوعية هذه الوصلة لأن بها "داش" سوف ربما لن تفلح المحاولة ولكن لزول عنده معرفة باللنكات سوف يعرف يفتحها .. بدل وصلة وضعها في ما يسمي بال anchor ..

    http://sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/34-0-6-8-3-1-6-8/100056-%D8%B9%D9%86-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%84-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D8%A8-1-%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AB%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B7-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%89مقال الأستاذ علي عسكوري في نقد أطروحة دكتور محمد جلال هاشم

    بريمة
                  

01-03-2018, 01:25 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)

    في منتدي "حجر ود سالم: ناس من البلد" نقل الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم بائب رئيس المنتدي الأتي عن المحس ..
    Quote: قبيلة [المحس في] بشـمال الســودان لهم لغتهم النوبية المحســية وينتــمون الى محمــد محسـي ( او محسن ) وينقسمون الى محس الشمال ويتكلمون المحسية , ومحس الجنوب الذين فقدوا بالاختلاط لسانهم المحسي ويرجعون بنسبهم الىعجم ابن زيد بن محمد محسن (محسي) الذي يتصل نسبه بأبي بن كعب الانصاري ونسبهم انهم ابناء محمد الملقب بعجم بن زيد ( اوزايد) بن محمد المعروف بمحسي ( او محسن ) بن الملك سعد بن الملك جامع وفي رواية جميل بن حسن بن الملك احمد بن الملك عامر بن الملك عبدالكريم بن عبدالله بن يعقوب بن جابر بن سعد بن موسى بن اويس بن جامع بن سكر بن سالم بن عبدالرحمن بن علي بن سليمان بن محمد بن زايد بن عمارة بن عبادة بن أبي بن كعب الانصاري الخزرجي .

    وتذكر رواية بعض محس بري ان جدهم مضوي عبدالرحمن الذي كان معاصراً للشيخ محمد عبده ودرس معه بالازهر قد نقل نصا من كتاب بالقاهرة يحوي نسباً للمحس يرجعهم الى اصل هاشمي وليس خزرجياً. ويرد اسم عبدالعزيز محسن كأحد ابناء ذبيان العشرة الى جانب صارد جد الصواردة وهم من جهينة. وانجب عجم عدد كبير من الابناء هم فروع المحس على الوجه التالي :

    صاردي : جد الصوارد
    مزاد : ابوشامة جد الشامية والسعداب
    سدران : جد السدارنة
    محمد قباني او كباني : جد الخوجلاب
    شرف الدين فلاح : جد البداناب . ومنهم الشيخ ادريس ود الارباب واولاد حضرة
    عبودي : جد العبوداب بتوتي ودنقلا
    سعد : جد السعدلاب

    وقد تفرق المحس بعد ان هاجروا من ديارهم بأرض المحس في اماكن متفرقة من السودان فسكنوا توتي وبري وشمبات واوسي وحلفاية الملوك والعيلفون وكترانج والركيبة والكاملين وكلكول وغيرها من قرى الجزيرة والنيلين الابيض والازرق وكسلا ويشير ريتشارد لبان الى مجموعة ملوك المحس التي امتدت من القرن الحادي عشر الى القرن الرابع عشر الميلادي بدءاً بالملك عبدالكريم ثم الملك عامر ثم الملك احمد ثم الملك حسن فالملك جامع فالملك مكين فالملك حمد فالملك برسي فالملك الزبير الذي اعقبه فرح .
    ويعتبر الملك جامع جد المحس فمن نسله الملك مكين جد المكناب والملك سعد والد محمد محسي جد المحس وهذان الفرعان هاجرا جنوبا واستقر نسلهم في اماكن تجمعات المحس في الخرطوم والجزيرة .
    وتذكر وثيقة بخط الفقيه علي بساطي ابن الشيخ احمد أرباب قائلاً فيها : عرفني عمي عبد القادر بن سليمان المكنى بأبي الكيلات ابن موسى الذي تأخر في عمرها قال : تجمع جماهير وأكابر قبيلة المحس من العقلاء والعلماء والصالحين وهو حاضر معهم امام حبر زمانه ولي الله الشيخ خوجلي بن الفقيه عبد الرحمن وذلك لجمع عام من كل الجهات وتذاكروا فيمن ينتمي اليه نسب المحس من العرب إن كان من قريش أو من الانصار . فالبعض منهم ذكر انهم من ذرية أبي بن كعب وهو جد المحس حقيقة غير انه ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي . وآخرون قالوا علموه ممن نظر في كتب الدوائر الملكية في نسب الهاشمية أن نسب المحس يلتحق بالعقيل بن أبي طالب وذلك ضعيف غير انه قيل يلتحق به من جهة النساء اعني بناته. والبعض قال أن المحس من ذرية العباس وهم أبناء جبر العباسي. وقد تكلم ولي الله الشيخ خوجلي أن نسب المحس يلحق بصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب بن عبد الله بن قيس الأنصاري الخزرجي من بني النجار وقد وافقه جميع أفاضل المحس من العلماء وأهل الصلاح وذكر جدود المحس الموجودين بالسودان وهم :

    شريف : جد المشيرفية أولاد فلاح الأربعة وغيرهم
    وكباني : جد المحس الكبانية
    سعد الله : جد السعدلاب والعجيماب
    عبودي : جد العبودية
    صارد : جد الصواردة
    سادر : جد السدارنة
    زايد : جد الزيادية بالغرب
    مزاد ابو شامة : جد الشامية بالضباينة والحمدلاب سكان العيلفون
    شعبان : جد الشعباناب - وهم أولاد عجم التسعة

    وتذكر رواية أخرى أن جدود المحس الأوائل جاءوا مع حملة عبد الله بن أبي السرح وسكن بعضهم في مراغة شمال دنقلا العرضي ومن هناك هاجر بعضهم لأرض المحس وهم أبناء سكر جامع في قرية سيسة ( سيسبي ) واستوطنوا في منطقة سدلة التي تعرف ببركة المحس ومن هناك بدأوا محاربة الإدارة المسيحية وانتصروا عليهم وكونوا دارة مسلمة وبرز منهم اثنان سكر وأولاده السكراب الذين ورثوا السلطة الإدارية والسياسية وهم أجداد ملوك مملكة كوكا والثاني جامع الذي ورث أبناءه السلطة الدينية وهم الذين هاجروا للجنوب . وهناك في ســـــــدلة مـوردة تسـمى جامع ( جامعنتي) من فروع المحس مســـاعدية أبناء مسعد وكاملاب ملك الناصر وســـكراب ودهشــاب ( ديشاب) وحلساب واصولهم من الكنوز وغيرهم ويسكن المحس والسكوت ارض الحجر (الجنادل) واهم مدنها عبري ودلقو . وينقسم محس الجنوب الى الفروع التالية : الغردقاب – الصباحاب – العوناب – المكناب – الخوجلاب – أوشي – جنى الحاج – أولاد مانع


    لماذا أغفل دكتور محمد جلال هاشم .. رواية جد مشهور ورجل خريج الأزهر الشيخ مضوي عبدالرحمن جد محس بري.. وكيف لرجل جاهل بالعربية .. ولا يتحدثها لا نطقاً لا كتابة .. أن يدخل الأزهر الشريف ويتتلمذ مع أناس أمثال العلامة الشيخ محمد عبده ..؟ أليس من الألي تتبع ما تمت الأشارة من أمثال الشيخ الجليل مضوي عبد الرحمن عن أن الصوارده هم من قبائل جهينة؟


    تلل .. تلل .. تلل .. وعند جهينة الخبر اليقين .. أنا وعزام حسن فرح .. أولاد عم لزم .. وكذلك أخوة في أمريكا وهم كثر .. كلهم تعود أصولهم إلي جزيرة صاي وهم من قبائل جهينة .. (تقولوا شنو؟)!

    بريمة
                  

01-03-2018, 01:43 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)


    وحتى لا نغرق البوست ونحول مجري الحوار .. نرفق نص مقتضب عن من هم "بري المحس" من ويكبيبدا
    Quote: بري المحس حي سوداني يقع في ولاية الخرطوم داخل مدينة الخرطوم، وهو من أحياء الخرطوم القديمة.

    تعتبر بري المحس من أقدم وأعرق مناطق العاصمة السودانية الخرطوم. ويشمل مصطلح البراري فضلا عن بري المحس٫ كلا من بري الدرايسة وبري ابوحشيش وبري اللاماب. وكل منطقة البراري هي الاقدم في الخرطوم بلامنازع بيد ان بري المحس هي الاقدم بين كل احياء البراي وبين كل أحياء الخرطوم. ذلك لأن اسمه يتكون من شقين: بري وهي مشتقه من (بر توتى) بينما المحس هم الاثنية التي شكلت سكان توتي الأوائل. هذا وقد فضل بعضهم الانتقال من جزيرة توتي إلى بر الخرطوم بسبب زراعتهم وانشأوا بري المحس كأول حله مأهوله في الخرطوم وذلك في عام 1575م .

    ونطرح سؤال بسيط جداً .. لماذا هاجر المحس من مناطق النوبة في الشمال إلي بري المحس وجزيرة توتي في الخرطوم عام 1575م؟ .. سلطنة سنار أنشأت حوالي 1505م ..

    محمد جلال هاشم .. لم يقدم الحقيقة .. وهو مشهور بكسر عنق الحقيقة وليس ليها فقط كما أوضح من الأستاذين فتحي محمد الحسن وعلي عسكوري .. وهو يلوي عنق الحقيقة مسألة الهوية أيضاً .. بقول "زول ما أسود يمشي يبحث له عن بلد" .. أي دكتور هذا؟ وأي باحث هذا؟

    بريمة

    بريمة
                  

01-03-2018, 04:39 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)

    حبيبنا المشرف .. جميل هذا البوست .. ولدي بعض القراءات عن موضوع البوست .. مشكلتي أنني لا ألجأ إلى الدراسات الاكاديمية والبحوث المعقدة .. فقط أحاول أن أكتب عن وضعي وقراءاتي للموضوع على اساس أنني جزء من هذه البيئة .. ربما أفتقد إلى الجانب البحثي الاكاديمي ولكن أعكس ما كان يدور حولي من الاجداد والاباء وما كنت أسمع منهم حكايات .. كما أنني أكتب بإحساس أنني جزء من تلك الحاضنة
    وأسمح لي حبيبنا المشرف أن أحيي الحبيب بريمة .. وإثرائه لأمور التراث وعمقه في الطرح ربما يختلف معه البعض ولكن حتى الخلاف فيه إثراء ولكل تأويله الخاص به حتى هؤلاء المؤرخين غير منزهين عن العواطف والمقاصد ..

    شكراً حبيبنا المشرف .. والتحية للحبيب بريمة

    وارجو أن تنال هذه القراءة المتواضعة رضاكم ..

                  

01-03-2018, 04:41 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)


    الحديث عن خليل فرح فيه بعض من المصداقية وخاصة عن تعلمه العربية بدنقلا .. لأن بيئة مدينة دنقلا ( وليست منطقة دنقلا) كانت مختلفة عن صاي تماماً .. لأن مجتمع دنقلا المدينة منفتح أكثر من صاي ( وأنا أركز على مدينة دنقلا وليست المنطقة التي يطلق عليها إسم دنقلا ) حيث أن دنقلا المدينة لم يكن يسكنها الكثير من النوبيين – الدناقلة - لأنها مدينة إدارية وتجارية إستوطن فيها الكثير الجنسيات من مختلف المناطق فلم يتحرك الدناقلة لمدينة دنقلا .. تماماً كما كان تصرف أهلنا الجموعية مع الخرطوم العاصمة .. وفي دنقلا المدينة تجد العنصر النوبي ( الدناقلة ) كانوا يسكنون في القرى التي حولها مثل ( أقجه ، مراغة ، جرادة ، إرتدي ... إلخ ) ومجالهم كانت الزراعة ودنقلا المدينة نشاطها تجاري وموظفي مرافق الدولة منذ زمن الاتراك وربما قبل ذلك .. أما بالنسبة لموطن الخليل ( جزيرة صاي ) فهذه الجزر كلها أراضي مملوكة عبارة عن سواقي لا تجد فيها متر واحد ملك للدولة ولذلك لم تجد فيها الغرباء إلا من أتى لغرض وذهب ولكن أن يستوطن أو يبني له سكن فهذا كان من الصعوبة بمكان .. لأن الاراضي كانت ضيقة حتى على مالكيها لأن الجزر ليست بها إمتدادات كما الصحاري شرق أو غرب النيل – ولأنني من مواليد هذه الجزر ونشأت فيها – أعرفها جيداً لم أخرج من بيئتها إلا بعد أن بدأنا الاغتراب .. فقد عايشت تماماً هذه المجتمعات المغلقة والتي تم توارث أرضها وسواقيها لمئات من سنين خلت وينطبق الوضع بصورة ما على تخوم النيل شرقاً وغرباً والمقصود هنا الجروف الواقعة على النيل مباشرة والصالحة للزراعة وهذه مملوكة أيضاً كسواقي قبل تاريخ تكوين الجزر بمئات السنين بل ربما بالالاف .. وتبعاً لذلك كان التزاوج ما بين الأهل بنت العم والخال والعمة والخالة .. إلخ ، مما ساعد على إنغلاق المجتمع ..
    وسردي للمكان بهذا التفصيل لأوضح الجغرافيا التي ساعدت في تكوين المجتمعات هناك .. فكان من الصعوبة بمكان قبول الاستيطان الدائم لغير اصحاب السواقي ( الورثة ) ونتيجة لذلك أصبحت المنطقة معبراً للقادمين من الشمال – مصر - لم يكن مرتادي الخلاوي بذلك العدد المقدر بل ربما كان يمكن حصرهم دون عدد اصابع اليدين .. وفي كثير من مناطق النوبة وخاصة في شمال دنقلا لم تكن هناك قداسات لرجال الدين أقصد ( الفقرا والمشايخ ) وتبعاً لذلك لم يكن هناك إنتشار للطرق الصوفية فكان من الصعب إستيعاب النوبيين للقصص والخرافات التي كانت تبنى عليها المعجزات والخوارق لهؤلاء الشيوخ لتسويق طرقهم ومذاهبهم .. وأذكر أنني كنت أذهب إلى الخلوة ولم نكن نتحدث العربية فقط كانت التي تدرس باللغة العربية ولكن باقي التفاصيل داخل الخلوة كانت بالنوبية .. أما إخواننا من القبائل العربية القادمين من مناطق الوطن المختلفة فكان سكناهم شرق وغرب النيل في أطراف الصحراء حيث كانت مهنهم إستخدام الابل كوسيلة مواصلات لنقل المواد والمنتجات الزراعية إلى إماكن مختلفة في شكل قوافل صغيرة وتجارة الملح والعطرون من الواحات كما كان عندنا في منطقة القعب في صحراء مشو .. ولكن هذا لا يمنع بالمطلق إستيطان البعض منهم في مناطق معينة وتم التزاوج فكان النموذج الواضح لذلك جنوب دنقلا في منطقة ما يسمى بدائرة دنقلا العجوز .. وعلى رأس هؤلاء كانوا الشيخ ودعيسى جد الزياداب .. فكان الدعاة العرب أثناء عبورهم لمنطقة دنقلا ينزلون في ضيافته مثال الشيخ غلام الله الذي تزوج من إحدى بناته فكان أبناءه رباط وركاب .. والشيخ أبودنانه أيضا وهو مؤسس ثاني مسجد في السودان هو مسجد سقادي ويقال أنه جد الرئيس البشير ..
    وهذا السرد إختصار للمختصر لنذلف إلى صدق رواية عن خليل فرح لأن مجتمع دنقلا كان غالب مكوناته من متحدثين بالعربية من التجار ومنهم من أصولهم من المماليك الذين هربوا من مذبحة القلعة في مصر .. ولأن خليل فرح حالة خاصة لا يمكن البناء ا وأحسب أنه كانت لديه موهبة في إستيعاب اللغات لأنه أجاد النظم بالعربية العامية أيضاً وكأنها لغة الام بالنسبة لخليل ولهذا أعتبر خليل حالة خاصة جداً وخارج نطاق أي مقياس يمكن أخذه في الاعتبار والقياس على ضوئه .. وحسب قراءتي المتواضعة جداً وبعيداً عن النظريات الاكاديمية ومن خلال تجربتي الخاصة فإني أعتبر لغة الأم هي اللغة التي يفكر بها الانسان تلقائياً في اللاوعي .. وهي الموجهة له وعند لحظة التعبير أو الكتابة تترجم هذه اللغة إلى العربية فهذه الحالة تنطبق علينا عند تناول أي موضوع أو حدث أو حكايات أو تبادل الاحاديث مع اصحاب اللسان العربي .. عكس ذلك في حالات الترجمة إلى الانجليزية تكون الفكرة بالعربية ثم التعبير أو الكتابة بالانجليزية .. وأنا هنا أوضح حالتي أنا شخصياً ولا أعرف إذا كان هذا ينطبق على الآخرين .. وعندما أطلت الحداثة برأسها ممثلة في الاسواق والمدارس والشفخانات والسكة حديد في حلفا ومحطات البواخر وتفتحت معها سبل كسب العيش فأصبح تعليم اللغة العربية وسيلة مهمة للحصول على وظيفة وخاصة فإن السواقي ضاقت بأهلها ولا توجد طريقة للتوسع الزراعي في ذلك الزمان .. فإقتضت المصلحة أن تعلو شأن اللغة العربية على اللغة النوبية في هذا المجال .. فكان إجتهاد أهلنا مبالغاً فيه وخاصة في مجال تعريب النشاط الاجتماعي ومن المعروف عن المجتمع الزراعي فيه منظومة أجتماعية موروثة من الاف السنين لممارسة كل أنواع متطلبات المجتمع مثل الزواج بتفاصيله والمآتم والتقاليد المتبعة في الولادات والسمايات وغيره .. لذا نجد أن معظم هذه التفاصيل تمت ترجمتها مباشرة إلى العربية وهي تراجم حرفية (سماية ، بيت البكاء ، السبوع .. إلخ ) سوف نأتي إليه لاحقاً ..
    أما العرق فكما هو معروف ليس هناك ما يسمى بالعرق الخالص النقي .. وعلى إمتداد النوبيين وخاصة في تخوم حلفا مع مصر تجد القبائل العربية منذ تاريخ بعيد جهنة والعبابدة وربيعة والعقيلات وبالفعل بل وحتماً سوف يحصل تزاوج وإختلاط مع تأثير اللغة بمستويات أقل ولكن تغيير في السحنات كان الغالب .
    أما بخصوص إكتساب اللغة العربية وخاصة العامية لغة التخاطب فكانت في غاية الصعوبة وخاصة عندما كنا في مقتبل العمر لم يكن هناك متحدثين بالعربية داخل القرى والسواقي فقط تجدهم عند التواصل مع الدوائر الحكومية والمحاكم كانت تحتاج إلى مترجمين لو لم يكن القاضي من الناطقين بالنوبية .. ومما ساعد على نوع من تواصل وخاصة في مناطقنا شمال دنقلا هو مستوى فهم إخواننا العرب للنوبية رغم أنهم لا يتحدثون بها ولكنهم كانوا يفهمون المقصود وكذلك أهلنا للعربية لأن تبادل المصالح المعيشية يتطلب ذلك ..
    وكنموذج حي وصارخ لهذه الحالة فإنني أمثل عينة من أبناء الجزر .. ربما أعرف لغة الكتابة ( الفصحى ) ولكن لغة التخاطب بالنسبة لي فيها صعوبة بالغة جداً حتى أنني لا أفهم بعض المفردات ضمن بوستات سودانيز أون وأضطر إلى سؤال صاحب البوست أو زميلي في المكتب إذا كان متواجداً ..
    أما العبادات وممارستها وإلى وقت قريب كنت ألاحظ ( الحبوبات والامهات ) لهن قرآن خاص ( إذا جازت التسمية ) كانوا يرددونها أثناء الصلوات .. فكانت الصلوات حتى الجهرية منها ( سرية ) في حالة وجود الناس بالقرب من مكان الصلاة وخاصة الرجال .. ولكننا كنا نسمعها جهرياً عندما كنا صغاراً .. وسوف أورد بعض النماذج من نوعية تلك الصلوات ..
    الحبيب المشرف .. هذه قراءة خاصة .. من قريتي .. لا أعرف لماذا لم أعد أكترث بكتابات بعض الباحثين ربما السبب أنهم لم يتكبدوا مشاق القدوم إلى المنطقة وعيش وسط أهلها كما الباحثين الاوربيين

    سوف آتي بمقالة عن الصلاة بالنوبية ..
    مع التحية لهذا البوست الرائع ..


                  

01-03-2018, 11:16 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    حباب ول أبا علي عبد الوهاب
    والله البوست بيك أزدان .. (وما تنسي مداخلتك .. والخطة المرسومة .. والله عفارم عليك يا علي!) ..
    أنت يا علي تتحدث عن المنطقة .. منذ الستيات وسبعينات القرن الماضي .. وإلي حاضرنا الأني .. لكن يا علي دعنا .. أنا وأنت نقرأ الأتي .. من كتاب الرحالة ثيودور ترمب .. في عام 1700م .. حينما مر بصحراء "مشو" .. وتحدث عنها وعن العرب بها .. الكلام دا علي قبل 317 سنة .. هنا جزء من الكتاب .. وبالتحديد أنا جبت صحراء "مشو" لأنك أنت ذكرتها. ..
    Quote: On the sixth [of January 1701] because we were no more than ten hours distant from Mushu, the whole caravan set off at midnight. Our camels were the first after the camels of the king of Sinnar. This was due to the alertness of our Barabra, who quickly got our camels ready, fitted on their loads, and so brought them to the place of greatest honor. Once the order is established, one must keep one's place. Now we pursued our march [p. 220] very vigorously until after sunrise, pulling ahead of the whole caravan by about half an hour. (Our camels were among the strongest and healthiest.) Then we let the camels go more slowly, for we were already encountering trees, grass, birds and flies--a sure sign that we were not far from water and inhabited land, as in fact we were. Many of the Barabra went on ahead to bring tidings of the long-awaited arrival of the caravan. We were happy, but also miserable and half-starved. Everyone would bake bread and busy themselves with gathering together whatever could be found to refresh us and our beasts. By about ten o'clock we could already see the most beautiful palm trees in great profusion; these stood beside the river Nile and the inhabited villages. We let our camels go slowly until the whole caravan caught up with us; by twelve o'clock it had reached us and pulled itself together, and stood no more than half an hour from Mushu. Our entry march was held in good order and was very impressive. Many jallabs had ten, fifteen or twenty camels (though others had fewer); two or three went together, while their master rode either a horse or a donkey, and his Barabra or servants followed on foot, leaving a space before the next group of marching camels. It was very beautiful, especially since everyone had changed into the best clothes that he had. When the Barabra heard of our coming and we actually swept into view, crowds of them came running out to us with cheers of welcome for the whole caravan. They held us up for most of an hour, as the caravan in the meantime had called a halt.

    Then with great jubilation and cheers we marched on to the beat of war-kettledrums. We had five pair with us; they may only be carried by those who are the jallabs, or merchants, of the kings of Sinnar, Qarri and Dongola. The way one beats these drums is thus: one ties them over a camel as our cavalry usually do, and on the camel sits a Moor with a great beater in his right hand and a much smaller one in his left. He makes three or four strokes with the big one before he strikes with the smaller, and so continually beats the kettledrum.

    But now to return to our entry march. About one hundred fifty young women from various villages [p. 221] dressed as well as possible according to their custom, came out to us and went ahead of the caravan with great cries, cheering and singing, and then they began to ululate, as our peasant boys do when they get drunk. I laughed heartily. The music continued without a break until we came to Mushu, and then went on as they placed themselves on either side until we had pitched our camp. Not to be outdone by their wives, the men put up such an amazing and dreadful outcry to the heavens that even pigs would have danced. Those who had guns discharged them continually; we had distributed all our muskets and pistols, with flints and sufficient ammunition, among our Barabra, which gave us--and the whole caravan--a great reputation.

    These Moors looked at no one more than they did at us. They were probably as intrigued by us Europeans as we were by them--each one seeming strange to the other. They thought we were monsters, for they regard the white skin color (as we do the black) as repulsive, ugly and thoroughly inappropriate. When the Moors want to depict the Four Last Things in a picture, they paint the angels of Heaven black, and the Devil white.

    We pitched our camp a good musket-shot to the right of Mushu, that is, to the east. The sun had long since gone down. One should know (and all missionaries who are going there should take heed) there is a certain worm, not quite as long as a thumb, and rather resembling ants, which is found in the earth at all places. It has such strength and power that it can eat its way through all the trunks, cases and the like (though it can do little enough aside from that), and destroy and make a mess of whatever is within. For that reason each man of the caravan was busy getting together stones and hard pieces of debris on which to place his goods, for outside the earth this worm loses all its strength and power, and can accomplish nothing.

    I will let each one calculate for himself what kind of morale the caravan must have been in, after having endured so many dangers on the difficult journey--unbearable cold by night and heat by day, great and almost unbearable hunger [p. 222] and everything else unpleasant that nature can inflict on such a march. Finally we had a firm foot in the inhabited land, and had arrived in the kingdom of Nubia. We pitched out tents and made a circular fortress of our chests and other articles, laying the smaller things in the middle so that they would not disappear. All the other jallabs who had tents like ours did the same. Those who had been robbed, however, set up huts on the Arab pattern out of straw mats, which are very plentiful here, in order to be free of the heat of the sun, the sharp wind, and the great cold that prevails at night. As soon as we finished pitching camp, women came to us bringing hens, roosters, pigeons, sheep, milk, grass for the camels and donkeys, fruit and also bread. This latter is very doughy, however, as it is not baked in an oven, but like a tent on a hot earthen griddle.

    Its manner and style is as follows. They let the earthen griddle heat thoroughly on the fire, and then cut dough somewhat thicker than the dough for sacramental bread--about one finger thick. When it is done on one side they turn it over. Therefore one side is bound to burn, leaving sticky dough inside. Really, one could make noodles out of it. This is the bread which the inhabitants and travelers here must eat, without any fancy frills, whether they like it or not. It made me sick to look at it, but because of my great hunger I eventually came to like it.

    This bread, or kisra, as it is called in Arabic, is not made of wheat, but out of a certain fruit, or rather grain, which is called durra in Arabic. It grows on a stalk taller than a man and as thick as your thumb, on which are a number of grain-bearing stalks, with very many kernels. These are like hemp seeds, though one or two times bigger. When it is ripe the fruit is knocked out of the head with a flail. The women then throw it into the air to clean it and drive away the chaff. Then it is placed in certain baskets which they plait out of palm fibre, and it can be preserved thusly for a whole year. It is food for them and for their animals; along with camels, it is their greatest wealth.

    This durra is then ground between two stones, just as a painter rubs his colors, and [p. 223] the bran meal is mixed up and then made into bread, or kisra. This bread is served warm with water, milk or meat stock and eaten with the hands (for they have no spoons in these lands), while sitting cross-legged on the ground. They also brought us dates from their palm trees. These are a delicacy, and I never found their like among all other fruits. Very good ones can be obtained cheaply, as well as other things, but not for money.

    Except for dealings among the jallabs of the caravan, coinage is not accepted in these lands, nor is it even to be found at all. In the villages it is as the Latin proverb says: "do ut des," or "give me little nails, pepper, needles, spikenard, blue-colored wool, white sandalwood, rings drawn of buffalo horn (which women wear on their fingers and arms, as is frequently done in Cairo) and other similar gew-gaws--in return, I will give you this or that, say, a pigeon, sheep, dates, fodder for the camels, firewood, milk, kisra, eggs, and whatever it may be." Everything is cheap; for a handfull of wool one can get a pigeon, for eight or ten little nails a chicken, and so forth.

    Were I to describe their mode of dress, it would be as follows. Their costume is body-colored, since they go around quite naked and bare. The women wear around their waist a finger-wide leather girdle to which a number of black leather thongs about one or one and a half spans long are attached. To me it looked like the fly-net of a horse. Boys go quite naked until the twelfth or fifteenth year, while those who are older wear a leather apron similar to those worn to work by a mechanic. Others, both men and women, wind around their waist or hips a coarsely-woven cotton cloth about three spans wide and several ells long, and with this they cover themselves. Further, the women in wintertime (when it is quite brisk at night, but very hot during the day--since we are under the eighteenth degree of latitude) wrap their hands, arms and neck with a cord fastened with little Johanna-rings of blue or another color. The women have also a brown woollen mantel, made of one piece four ells long and one-half wide, decorated with blue wool [p. 224] which they wrap around the body. Aside from that the upper body of young and old of both sexes is at all times bared, without concern or amazement. Christians should reflect on this, for one never hears an improper word or comment about it, much less an immodest touching, kissing, etc. (Though they live a thoroughly shameless life in their houses.) As for the clothing of the nobility, they wear a long blue shirt that reaches to the feet, which may or may not have sleeves that come down to the hands. No less common is a piece of blue and white striped material (cotton, or cotton and silk, or even pure silk), which is not unlike a bed sheet in length. They use this in place of a cloak, wrapping it two or three times around the waist as a sash, or over the hips and shoulders, and so they go about.
    No one wears anything on the head except the highest nobility and the king, for the inhabitants of these lands use in place of a hat their own hair. Men plait it into tight little braids at the back of the neck, while women have them all around the head, except for a gap so that the locks of hair do not completely cover the face. So that the skin, almost all of which is exposed to the unbearable heat of the sun, does not crack, they rub it with butter, lard and fat of camels and other animals. They mix this with sweet-smelling substances or spices, and so avoid emitting any very bad smell.

    About two hundred years ago these people were very zealous Christians. Now they are Muslims, but live without law or faith. They are a godless, unfaithful and right barbarous people, but in spite of their generally barbarous nature the governor of this place (for so the great prince is named) today sent us as a special
    honor a present, namely, a wooden soup bowl full of meat and broth. Along with that we cooked two chickens that night in order to get our strength back. To God be praise and great thanks that we are quite well. Later Father Joseph visited him and took along as a present [p. 225] a mirror, a little pepper, small nails, a sugar-hat, blue wool, white sandalwood, spikenard root and other such items. This elevated us into his greatest favor. When he gave audience he sat with his feet crossed over each other on the bare ground covered with a straw mat. His whole greeting consisted of two words repeated about twenty times Inshallah Tayyib, etc. In our language that means "How are you, I hope you are well," etc.

    Since we were so tired and miserable in the desert previously described, and which, God be praised, we have fortunately now put behind us, perhaps the curious reader would like to know why we did not go up from Esna to Nubia, where we are now, along the river Nile and the inhabited places, avoiding the obviously mortal danger and pain to ourselves and our beasts. I would like to give this reply, that by our somewhat longer route we avoided the great danger of being plundered, robbed and killed by the Arabs. For from Esna to the kingdom of Nubia (which is subject to the king of Sinnar) most of the inhabited places are occupied by Arabs. These are subjects of the Grand Turk, and continually wage war along the borders with the Moors of Nubia.


    I will now describe at greater length their character, life-style, dwellings, clothing and their other characteristics.

    The Arabs who live in the desert between Egypt and the Barabra, as well as those who live in these Moorish lands, are not black like the Moors, but light brown in color. They live a miserable and dreadful life, for their whole region is barren and the earth robbed of all fertility. To be sure they have many camels and other animals, but so little food for them that they can scarcely keep them from starvation. They have no place that is suitable for growing grain, except for a few villages where there are dates and a little wheat. From time to time they exchange their animals for grain, but this is scarcely sufficient for so many people. For this reason they even sell their own children to make ends meet.

    Their misery drives these Arabs more than others to robbery and murder. Not only do they rob whomever goes through their land [p. 226] but also enslave and sell him. This is why we have not dared to go through their land all the way from Esna, although we were over two thousand camels strong, and so we rather preferred to go with great mortal danger, misfortunes and difficulties through the desert in a detour of over one hundred German miles than subject ourselves to such danger. The Arabs in Nubia where we are now are more beaten down, but "no cat gives up catching mice."

    When the Barabra go from Egypt to Nubia, or back again, they give their wares and whatever else they have to a big caravan, and go through these lands quite naked with only their privates a little covered. This means that the likes of them are allowed to pass, being naked and possessing nothing worthy of a robbery, and they are even given lodging at night, and food and drink. We assigned some of these Barabra back in Egypt to bring us messages as to how the caravan fared, and [to carry the message back] that, God willing, we will soon make it through.

    These Arabs live a godless, rough and thievish life, with neither religion nor law, although they give out that they are Muslims. They are thin, starving, crazy people, who must daily pay for their robbery and murder with brave suffering--not that that redeems them. They detest work, idolize laziness, and pride themselves for their devil-may-care attitude (for that is the way they live). They consider no place in life in all the world to be happier than their own--though no more despicable or miserable one could be found between heaven and earth. They get the greatest pleasure from their tattered huts and rags, and prize these over the most luxurious castles and the most beautiful clothing of the great kings and princes. One could call them the happiest of holy hermits, were they not sitting in the darkness of godless Muhammadanism, blackened in body and soul. If only the light of the Catholic Christian faith, which alone brings redemption, could shine on them, they might for the love of Christ Jesus despise and trample under foot the vanities and transitory, false, treacherous pleasures of this world, which prick sharper than thorns!

    These Arabs pitch their tents or huts close together in rows like a corral, and herd all their livestock inside. The bare earth serves them [p. 227] in place of a linen bed. They do not stay always in one place, but wander here and there with their tents wherever they can find a suitable place.

    The men, of whom there were many with our caravan, wear on their head.s (contrary to the manner of other Arabs) a band of poor white or red cloth, so clumsily wrapped that one end falls down behind and the other in front. They have neither shoes nor stockings, nor shirt nor other garment, but cover their bodies with a piece of cloth about three spans wide and six or seven ells long. This piece of cloth is cotton, but so coarse and loosely-woven that often one can see through. They wrap this several times around the waist and stick it in along the side where it ends. The women do it the same way and their upper bodies are completely bare at all times. They braid their hair so that it looks as if braided cow-halters were hanging down on all sides. It is so full of grease and fat that it looks more like axle-grease than locks of hair, and emits a truly dreadful odor from which one could fall down in a faint. They consider it to be the greatest and most beautiful of jewels if they hang from these dirty black locks of hair a decoration--some fish teeth, Venetian glass or brass rings, or pieces of glass or coral. Rich women fasten on silver coins, brass charms or chains, or even Venetian sequins. They tattoo designs on the forehead, cheeks, thumbs, breasts and feet. I have seen some who wear the sign of the cross, made by spreading on the powder of a black stone, which does not go away. Their arm-bands are rings of wood, glass or buffalo horn, and they put large brass rings through their ears. I have seen many wear tin or silver rings in their nostrils, reminding me of the way one chains down Polish bears. This usage is current among women in the whole kingdom of Nubia and the other Moorish lands through which I passed.

    Their cooking utensils consist of one or more earthen pots in which they cook their food. This is usually rice, beans or lentils. Their beverage is clear water, and their drinking vessel a gourd, split in the middle and hollowed out. We also used [p. 228] this. In place of a table cloth, they use the bare earth or a mat plaited of the fibre of the date palm. Every household has a mill to grind their wheat or durra (which I have discussed in its place.) This mill consists of two stones which they turn around on top of each other with a stick, or with their hands just as a painter rubs his colors.

    They bake bread every day. They pour the meal into a big pot and mix in water to make a dough, from which they make large, wide sheets and bake them under the ashes. They eat them when still warm, the crust burned to a crisp and the interior still sticky. They never eat two dishes at once; if meat is served they eat it alone, and then the bread. They eat very little, and therefore are seldom bothered with the gout and other infirmities that plague Europeans. They are strong of limb and healthy of constitution; they live to be very old. Their favorite dish is vinegar and oil, along with bread.

    When one of them dies, the wife or nearest female neighbor goes out of the tent of the deceased and begins to cry with pure fury, and to wail. At this wailing the women come running from the other tents and also cry and wail with fearful and dreadful gestures, so that when I saw such Arabs being buried, I was afraid. In the midst of this wailing and crying other women began to sing the praises and virtues of the deceased, which sounded so dreadful that one might be stricken and his hair stand on end. Finally they carry the corpse out and bury it according to the custom of the Muslims in a grave in the open field. They place various pretty stones on the grave; these they look for and find in the desert.

    The Arabs elect a chief or prince who goes a little better dressed than the others. His tent is pitched in the middle of the others, and he places the well-being of his subjects above all else. To this end he expedites stealing, robbery and murder with counsel and deed, for he is born to such handiwork . . . [p. 229] . . . .

    In regard to weapons they use a throwing spear or lance about half the length of a pike. They know how to throw this with such strength and skill that a man thirty, forty or even fifty paces away is not safe. Above the right elbow they usually carry a wide, sharp dagger in a sheath that hangs from a thong to carry it on the arm. They can think of no more comfortable place for it, as they go quite naked. They know how to strike very quickly and adroitly with it. And that is enough said about these Arabs.


    On the seventh, eighth and ninth [of January 1701] we purchased all sorts of necessities for ourselves, our camels and donkeys. Because it was Friday and Saturday we ate a little ground wheat with milk poured over it.

    On the tenth [of January 1701] we were called to a sick man. He had a real Vlcus in Virga [blockage of the urinary tract], which we treated for him and luckily cured in a few days. He at once sent us a pigeon, promising that if he fully recovered, he would see that we got more.

    On the eleventh [of January 1701] before daybreak one of our camels died. It was the most beautiful, strongest and youngest, and had made light of its burden for the whole trip. Our Barabra finished it off with lances before it completely expired, and we divided the meat among the Barabra of the caravan. At about midday the sick man mentioned above sent us a big, beautiful and strong young camel as a recompense, for he found himself as well as before, and could urinate. Thus Almighty God met our needs by means of medicine.

    On the twelfth [of January 1701] a son of the prince, to whom we had given two handfulls of wool and a little coffee, paid us a visit. He was dressed like a Barbarin, and his clothing consisted of the following pieces, namely: a blue shirt wrapped around with a white and blue embroidered sheet in place of a cloak, a long sabre in his hand, which seemed to have been in the war of the Emperor Charles, a pair of shoes consisting of two soles with no tops, made in the form of sandals. He was bareheaded and accompanied by four slaves. His father was also with the caravan today, to visit the merchants who carry the goods of the king of Sinnar. His suit of clothes included a blue shirt, a long white linen robe with red [p. 230] linen border and decoration. He rode bareheaded on a beautiful expensive horse whose saddle, according to the custom of the land, was like an easy chair. It surrounded the back of his body up to the shoulders, and had in front a long, high pommel that covered the heart. This protected him from lance thrusts. The saddle stood straight up from the horse's neck.

    On the thirteenth, fourteenth and fifteenth [of January 1701] we were busy with purchasing the necessary supplies for ourselves and our camels. Before long everything began to become expensive, and finally there was no more to be had. A few days ago we could have bartered eight or ten little nails for a chicken, but now it is not unusual to gladly give twenty. One should know that Mushu is a small place, whose people are totally given over to idleness. Though they have the most fruitful soil, they do not enjoy it as they could; fruit trees such as pears, apples and fruits with stones are not to be found, though to be sure dates (which are better and healthier--yes, a fruit that surpasses all others, and which may be stored for several years) are found in this land in great superfluity.

    From the sixteenth to the twentieth [of January 1701] we still remained here, but were living very miserably. We could not get any more nourishment for ourselves, our camels, donkeys and Barabra, although it helped very much that I gave medicine to all the sick people who were brought to us, and so for my pains and labor got a little chicken or pigeon. In this place there are no diseases other than apostem, boils, coughs and eye ailments; syphilis is also a common sickness. The reason we stayed here so long is that half a year ago two persons in our caravan were stricken with smallpox, which in these lands is fiercer than the plague. Most of the victims die. Therefore the shaykh or governor of this place, of whom I gave report a few days ago, demanded that the caravan either give him a large present or else he would report to the king of Sinnar that this disease was raging among the caravan. In order to get around this difficulty, one had to give him a piece of soap for every camel in the caravan, since he had held the caravan so long at such great cost to us. If he had told the king in Sinnar that the plague was rife in the caravan, he himself could not leave here for a year and a day. But we hope to leave this place in two or three days.
    [p. 231] Furthermore, we have recovered a little of our strength lost in the desert (to God be praise, honor and the greatest thanks!) When I think of the misery, great hardships, hourly danger of death, great hunger, thirst, heat, cold, day and night without rest or peace, all this endured for about fifty days, my hair stands on end.

    On the twenty-first [of January 1701] a few Barabra arrived here from Cairo, traveling through the inhabited land (that is, the land adjacent to the river Nile). They traveled on foot wearing nothing but a tattered shirt, for in this way they could pass even among the Arabs and still enjoy their food. They brought reports that the Arabs were still in the desert at al-Wah (six days' ride from Assiut), and that the remaining portion of our caravan was therefore still waiting in Assiut. If they do not want to take the path that we have taken, it is certain that they shall remain there until the Kashif of Manfalut either makes peace with the Arabs and gives them villages in order to make their living, or defeats them by armed force in a battle in the desert. The latter is to be hoped for, because if not, then no caravan can travel anywhere. These Barabra also told us that part of the caravan which had separated from us in the desert in order to return to its homeland was attacked by these Arabs even though they were their own countrymen. All were murdered, and their wares and camels seized. These Arabs were also waiting for our caravan, but through God's special dispensation, though they rode day and night, we did not fall into their hands.



    ح أجيكم راجع ..

    بريمة
                  

01-04-2018, 00:20 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)

    نبدأ في قراءتى لهذا المقال ..

    قراءتي هى أن صحراء "مشو" في عام 1701م كانت مأهولة بالقبائل العربية .. التى أبدع الرحالة في وصفها بأقذع وأفظع الألفاظ .. وقد وقفت الأستفال الحار حينما دخلت القافلة منطقة مشو من قبل القبائل العربية .. حيث حضر حوالي 150 من أهالي المنطقة يرقصون ويبتهجون بقدوم القافلة .. وأطلقوا الرصاص والصياح .. كما فعل ركاب القافلة .. ولعل الوصف الذي أشار إليه الرحالة عن طبيعة حياة الناس ومعاشهم وأزياءهم وأشياءهم .. تؤكد حالة بدائية ومتخلفة .. كما وصفهم بأنهم يقولون أنهم مسلمون لكنهم بلا أدني أسلام .. لا مظهر لا عبادة .. وذكر أن قبل 200 سنة كان سكان المنطقة مسيحيون يعبدون الصليب ..

    ولعل من المنطق أن نقول أن وصف الرحالة لمنطقة صحراء "مشو" يخلو من أي وجود نوبي ظاهر رغم أن الرحالة يقول أنهم في حضرة مناطق الممالك النوبية .. كما أن وصفه يشير إلي أن تلك القبائل العربية ليس في حالة حرب مع النوبة بل أنهم يقطعون طرق القوافل وينهبون ثروتهم وحتى ثروة بعضهم البعض ولم يشر أنهم يفعلون ذلك ضد النوبة .. وكل هذا يقود إلي أن الوجود العربي كان طاغياً في المنطقة .. وهذا القول يؤكد قول ول أبا علي أن سكان المناطق خارج النيل حتى في الستينات سواء شرقاً أو غرباً هم عرب .. ويستقبلون القوافل ..

    نخلص من قراءة ول أبا علي في الستينات والسبعينات .. هى تشابه إلي حد كبير حالة الوجود السكاني في القرن الثامن عشر .. ولكن تغيرت طبيعة البشر في القرن الماضي عن تلك التى كانت سائدة في القرن التاسع عشر حيث صاروا أكثر تحضراً ورقي عن ذي قبل وهى طبيعة البشر في كل العصور ..

    وفي جزء أخر من الكتاب حينما وصلت القافلة إلي دنقلا .. نجد نفس النهج العربي .. وأمراء العرب هم الحاكمون .. ولم أجد تغيراً في وصف السكان .. وهذا يعنى أن هناك تغير ديموغرافي كبير .. من المئتين عام السابقة التي ذكرها الرحالة ثيودورو .. نتيجة أستمرار تلك الحالة التى تسود فيها القبائل العربية .. ومن الملاحظ أن الرحالة ذكر أن القبائل العربية وحكام منطقة دنقلا رغم أنهم ينتمون إلي العرب "المور" إلا أنهم يلبسون ملابس نوبية .. ولم يشر من قريب أو بعيد للنوبة علي الأقل في الأجزاء التى قرأتها حتى الأن .. ولو عدنا إلي تأريخ مملكة سنار التى تأسست منذ عام 1505م .. وسقوط الممالك النوبية .. فالمرء يلاحظ أن الحكم والسلطة بيد القبائل العربية في كل منطقة النوبة .. واللغة العربية هى السائدة بين السكان العرب الذي يمثلون أمتداداً للقبائل في مصر وحتى سنار .. إذن مولد خليل فرح الذي جاء متأخراً .. جاء في زمن سيطرة القبائل العربية واللغة العربية .. وليس الأمر ناس مارين أو قوافل .. بل صحراء مشو .. ودنقلا .. كانت تحت حاكم عربي وبها قبائل عربية من الوصف .. ولا أدري كيف أستطاع دكتور محمد جلال ومن ذلك الوضع القائم أنذا أن يقل أن خليل فرح لم يتعلم العربية في منطقته بل أكتسبها خارج أطاره السكني ..


    نعود لاحقاً ..

    بريمة
                  

01-04-2018, 03:23 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)


    ود المشرف حبابك

    بريمة أمرق تمرق روحك .. العرب وعرفنا سلبطك فيهم كمان جايي تتسلبط في المحس !

    هووي يا جنى أبعد من النار بتاكلك


                  

01-04-2018, 06:17 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Asim Fageary)

    عاصم،
    Quote: بريمة أمرق تمرق روحك .. العرب وعرفنا سلبطك فيهم كمان جايي تتسلبط في المحس !

    هل أنا سببتك يا عاصم؟ .. لماذا تسبنى؟

    بريمة
                  

01-04-2018, 06:22 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)



    ود المشرف حبابك

    بريمة أمرق تمرق روحك .. العرب وعرفنا سلبطك فيهم كمان جايي تتسلبط في المحس !


    هووي يا جنى أبعد من النار بتاكلك





    أين السب هنا يا بريمة ؟


                  

01-04-2018, 06:35 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Asim Fageary)


    Quote: تمرق روحك ..


    عاصم،
    أه أوكي .. تمرق روحك .. مزحة عندنا في السودان .. نظرت إلي الساعة وحدتها 12:35 صباحاً .. ودا زمن ما مفروض الواحد يسأل فيه إنسان في الغرب .. والشيئ معروف.

    بريمة
                  

01-04-2018, 06:32 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: Biraima M Adam)


    الشيخ الأزهري عبد الرحمن مضوي


    Quote: السيرة الذاتية للشيخ المضوى عبد الرحمن وهي ما أورده معتمدا في ذلك هنا على ما جاء في سفر(الدكتور عون الشريف قاسم)
    (موسوعة .. انساب القبائل السودانية وأسماء الأعلام)
    مع إضافات بسيطة حصلت باجتهادي عليها وتحققت منها.
    عليه تكون السيرة الذاتية للشيخ المضوى كالأتي:
    · هو مضوي بن عبد الرحمن بن الشيخ المضوي بركات محسي من نسل الشيخ ادريس بن الأرباب
    · ولد بالعيلفون عام 1273هـ/1857
    · درس بالأزهر وفتح خلوة بكركوج
    · بايع المهدية في قدير عام 1300 هـ/1883م
    · ساعد في حصار الخرطوم الطاهر والعباس ابن محمد العبيد بدر
    · كان صاحب الخطاب الخطير الأشهر في انذار غردون 1884
    · ناصر الأشراف في عهد الخليفة عبد الله مما أثار عداء بينه وبين الخليفة
    · هرب إلى الحبشة وقد توعده الخليفة عبد الله
    · بعد تأديته فريضة الحج توجه من هناك إلى مصر لتكملة تعليمه بالأزهر
    · حاول المصريون حبسه لمناصرته المهدي عليهم
    · توسط له الزبير باشا واخرج من الحبس
    · منحته الحكومة المصرية إعانة فواصل تعليمه ونال الشهادة العالمية
    · عاد إلى السودان عالما متميزا بعد المهدية وتم تعيينه قاضيا بدنقلا
    · مات ودفن بموطنه العيلفون عام 1904م.
    Quote: أحفاده اليوم أبناء نجله المرحوم الشيخ خالد مضوى وهو من أبكار المعلمين بالسودان
    الأديب القاص المرحوم ابوبكر خالد مضوى
    السياسي الإسلامي البارز عثمان خالد مضوى
    المربي الفاضل عمر خالد مضوى
    الدكتور علي خالد مضوى
    الأستاذ محمد خالد مضوى
    من أحفاده اليوم أبناء نجله احمد افندي الشيخ مضوى وهو من أبكار الغردونيين وأخر مناصبه المدير المالي لمديريه النيل الأزرق والخرطوم
    معاويه احمد مضوى نائب أمين مجلس الوزراء
    الأستاذ مصعب احمد مضوى
    السيدة نور احمد مضوى حرم السيد عثمان خالد مضوى


    بريمة
                  

01-04-2018, 06:34 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: محمد حيدر المشرف)

    مقاربة منهجية واعية تفهم الدور الوظيفي للغة (اي لغة) في المجتمعات وتداخلاتها العميقة مع مسألة الهوية وآليات انتشارها .. قد نختلف مع مخرجاتها والنتائج المستخلصة او مع الرسالة الاساسية الخ ولكن .. هي مقالة جادة فيها تناول معرفي يرتكز على علم الاجتماع واللغويات لا مجرد انشاء رغبوية. عندما نتناول ظاهرة اجتماعية او ثقافية ما ونرصد مكنيزماتها الداخلية, فاننا بذلك لا نقبل او نرفض هذه الظاهرة بمجرد اننا قمنا بتحليلها تحليلا منطقيا ومعرفيا وأثبتنا وجودها وخصائصها وكيفاتها, ومن ثم تعاملنا مع وجود هذه الظاهرة وادخلناها ضمن معطيات الواقع الذي يمكن لنا أن نعارضه بكل تاكيد.. بطريقة اخرى لا يتحتم على اي زول رافض لظاهرة ما أن يغض الطرف عن وجودها الحقيقي .. وجود الشيء شيء .. وموقفنا منو شيء آخر وتلك بديهية

    تراجعت اهمية سؤال الهوية عندي ومنذ سنوات كموقف شخصي من الصراع الداخلي السوداني .. اكتشفت وببساطة شديدة ان وثيقة المواطنة هي الهوية الشاملة.. هذه الوثيقة الرسمية والتي تنص على ان هذا المواطن سوداني هي وثيقة هوية شاملة ويتم اكتساب كافة الحقوق منها ومن ضمنها حق التعبير عن الخصوصيات الثقافية لاي فرد او مجموعة داخل دولة (محايدة) تجاه الثقافات المتعددة والدين والتدين داخل الوطن الواحد الذي يتعايش فيه الجميع وبالتالي نكون قد خرجنا من اطار الدولة المستبدة ثقافيا ودينيا.. وفي يقيني ان هذه هي الصيغة الوحيدة التي تضمن تطور وازدهار السودان.

    هذه مقدمة ضرورية للانطلاق بهذا البوست بهدف التطرق لمسائل ثقافية ولغوية تتعلق وترتبط بانماط الصراع السوداني سوداني..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 01-04-2018, 07:33 AM)

                  

01-04-2018, 07:16 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: محمد حيدر المشرف)

    الحبيب بريمة هذا الجزء مقتبس من مداخلتي :

    .. أما إخواننا من القبائل العربية القادمين من مناطق الوطن المختلفة فكان سكناهم شرق وغرب النيل في أطراف الصحراء حيث كانت مهنهم إستخدام الابل كوسيلة مواصلات لنقل المواد والمنتجات الزراعية إلى إماكن مختلفة في شكل قوافل صغيرة وتجارة الملح والعطرون من الواحات كما كان عندنا في منطقة القعــب في صحراء مشـــــــــــو .. ولكن هذا لا يمنع بالمطلق إستيطان البعض منهم في مناطق معينة وتم التزاوج فكان النموذج الواضح لذلك جنوب دنقلا في منطقة ما يسمى بدائرة دنقلا العجوز .. وعلى رأس هؤلاء كانوا الشيخ ودعيسى جد الزياداب .. فكان الدعاة العرب أثناء عبورهم لمنطقة دنقلا ينزلون في ضيافته مثال الشيخ غلام الله الذي تزوج من إحدى بناته فكان أبناءه رباط وركاب .. والشيخ أبودنانه أيضا وهو مؤسس ثاني مسجد في السودان هو مسجد سقادي ويقال أنه جد الرئيس البشير ..
    ======
    وهذا الجزء من كلام الخواجة ثيودور ترمب من مداخلتك :
    إنت يا علي تتحدث عن المنطقة .. منذ الستيات وسبعينات القرن الماضي .. وإلي حاضرنا الأني .. لكن يا علي دعنا .. أنا وأنت نقرأ الأتي .. من كتاب الرحالة ثيودور ترمب .. في عام 1700م .. حينما مر بصحراء "مشو" .. وتحدث عنها وعن العرب بها .. الكلام دا علي قبل 317 سنة .. هنا جزء من الكتاب .. وبالتحديد أنا جبت صحراء "مشو" لأنك أنت ذكرتها. ..

    الحبيب بريمة الرائع جميل جداً ورائع أن نتوافق أنا والخواجة المؤرخ لأن (( مشو )) تقع غرباً بالنسبة لجزيرتنا ولدينا إمتداد أهل ونسب .. يا أخي ده توافق جميل جداً بيني وبين الخواجة .. سبحان الله نفس الوضع قائم اليوم ولكن الاعداد زادت وإنتشر التعليم وحدث إختلاط في النسب وتزاوج ولكن مازال أهلنا في القعب محتفظين بالتراث العربي شيخ القبيلة والزعامة وغيرها .. ومعروف أن سكان الصحاري والواحات ( القعوب) لدينا من أهلنا العرب ومن تراثهم إنهم ليسوا مزارعين ولم تكن لديهم خبرة بالسواقي والنيل والمراكب ..
    كما أن أهلنا كانوا يهابون الصحراء ويعتبرون أنها مسكونة بالجن بالاضافة إلى ذلك لم تكن لديهم الخبرة الكافية في كيفية التعامل مع الابل .
    أما ناحية الاسر والسلالات فاليوم الكثير يحتفل ويعتز بأنه ينتمي إلى الشيوخ والقباب والفقرا ..
    شكراً بريمة على هذا الاثراء .. أرجو أن تقرأ مداخلتي مرة ثانية ..

                  

01-04-2018, 08:20 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتحي محمد الحسن: معضلة النوبيين أو دور ال� (Re: محمد حيدر المشرف)

    الاساتذه على وبريمة وعاصم ..
    التحيات الزاكيات يا اصدقاء وانا سعيد جدا بمستوى الحوار وحتى اعود بشيء من التفصيل وبعض الملاحظات على مداخلاتكم القيمة ..

    دعوني اؤكد التالي ..
    من المفيد للشعب السوداني ان يعي خطورة الالغاء (الغاء الآخر) والاقصاء من والى جميع المكونات الثقافية والاثنية .. ومن الضروري أن يتحلل الخطاب السياسي من تبعات هذا الالغاء والاقصاء من والى كذلك .. ظاهرة ارتباط الخطاب السياسي بتوصيفات ثقافية مناوئة ومضادة للخطاب السياسي الحاكم باثقاله الدينية الاسلامية وحمولاته الثقافية العربية المتجاوزة والتي خلفت انشقاقات عميقة في المجتمع السوداني .. هذه الظاهرة يجب الانتباه لها جيدا .. ولقد تمت عمليات منهجه مضادة لمنهج الفكر الديني البائس الذي ادخلنا في حقبة ظلمات ومظالم كبيرة جدا ..

    ولعل ابرز المحاولات كانت منهج التحليل الثقافي لمحمد جلال هاشم .. وللحقيقة لم اطلع على الكتاب واسعى لذلك ولكن من خلال المقالات الكثيرة التي تناولت هذا الكتاب تكونت عندي خلفية جيدة عن المنج وان كانت غير مكتملة.يقول تاج السر عثمان في معرض نقده لمقاربات التحليل الثقافي

    Quote: لقد أكدت كل التجارب البشرية أن النظريات التي قامت علي تفسير ديني أو عنصري أو قبلي أو إثني أو ثقافي أو صراع مركز وهامش، أو صراع هوّيات. الخ ، قادت البشرية الي كوارث ، ونتجت عنها أنظمة صادرت حقوق الإنسان وإبادة جماعية كما حدث في بعض البلدان.


    الثقافات لا تتصارع وانما تتفاعل بصورة صحيحة او خاطئة وتفضي لنتائج صحيحة وخاطئة على التوالي وتبعا لمواعين التفاعل/التناضح .. فاذا كان الماعون -كما هو الحال في السودان- هو ماعون دولة تمارس الاقصاء الثقافي والديني. تكون نتيجة التفاعل ما يحدث الآن من نشوء قوة ثقافية مضادة تمارس الالغاء المضاد والاقصاء وذلك هو أسوأ ما يمكن أن تكون عليه خاتمة عهود الظلام الانقاذي. مجرد معطيات خاطئة لوطن صببناها في ماعون فشل تأريخي فافرخت معطيات بؤس قادم.. وتلك هي ازمة الحلقات الشيطانية التي تقود بعضها البعض

    اخرجت الدولة السودانية منذ الاستقلال الثقافة العربية من اطارها المجتمعي الحر وأدخلتها عنوة في الاطر السياسية والاقتصادية ... والثقافة من شأنها أن تتحول لكائن بغيض ذي طبيعة متغولة وشيطانية متى ما تم استخدامها كأداة سلطوية من قبل الدولة .. شهد التأريخ ذلك كثيرا .. ويشهد حاضرنا ذلك .. فكيف يكون الانعتاق ؟!

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 01-04-2018, 08:25 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de