الأخيلةُ الحرامُ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2018, 04:14 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأخيلةُ الحرامُ

    03:14 PM January, 02 2018

    سودانيز اون لاين
    بله محمد الفاضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ++++++

    1
    مِثلَ ظِلٍّ تائِهٍ، الرّجُلُ الوحِيدُ جدًّا خلا من ظِلِّهِ.

    2
    أنصحُ زهرةً على قمِيصِهَا الأحمرِ
    بِطعنِ أصابِعِي النّزِقةِ، صبَّ دمِي بِقِنِّينةِ العِطرِ، والرّقصُ حتّى يطلعُ لِي نهارٌ.

    3
    تُرشِدُنِي بِلُطفِهَا المعهُودِ لِبابِ النِّسيانِ، أُغلِّقُهُ دُونِي، فأجِدُهَا صدرَهُ، حوافّهُ والوِشاح.

    4
    الأُنثَى تُعانِقُ العالمَ، حيثُ أنّهُ هِيَ، ترفعُ وتِيرةَ اِحتِمالِهِ، وتحفّظَهُ ساخِناً كما يجِبُ.

    5
    الصُّعُودُ إلى الحانةِ
    ^^^^^^^^
    بين أصابِعِي شارِعٌ وحانةٌ
    تدلهِمُّ الدُّنيَا فأنزِلُ لِميادينِ الشّارِعِ فسِيحةُ الأسى
    أتجرّعُ الغِبارَ
    وأصعدُ إلى الحانةِ
    بين أصابِعِي بيتُ أوى
    ووكرُ عصافِيرٍ تاهتْ أُمُّهَا دربَهُ
    أتحوّلُ إلى عُواءٍ يُفزِعُ الثّعابِينَ
    ومناقِيرٍ مُعبّأةٍ بِالدُّودِ والعُشبِ
    أفرِشُ عُشَّهَا وأُطعِمُهَا
    وأصعدُ إلى الحانةِ
    بين أصابِعِي أُغنِيّةٌ لِغائِبٍ قدِيمٍ
    ودّ اِختِبارَ القبرِ فأزهرتْ
    أعلى موقِعِ قدميهِ شوارِعُ وحاناتٌ
    وأسفلَ رأسِهِ أمتدّتْ جُذُورٌ
    أُتمِمُ اللّحنَ النّاقِصَ صفِيراً
    وأرقُصُ كما كانَ يفعلُ
    وأصعدُ إلى الحانةِ
    بين أصابِعِي أُنوثةٌ مُؤجّلةٌ لِفتاةٍ سمراءَ
    هرعتْ بِملامِحِهَا المُضادّةِ لِلحرائِقِ
    لِتغطِسَ في خصائِصِ الماءِ
    فاِستحالتْ جداوِلُ مُتعرِّجةٌ
    فتقتْ أصابِعِي بِالغنجِ الخُلّبِ
    وها أنا أدعُهَا لِي
    وأصعدُ إلى الحانةِ
    بين أصابِعِي مزرعةُ هيلٍ
    وحاسّةُ شمٍّ شرِهةٍ لِصائِمٍ
    أُرمِّمُ المزرعةَ بِالحاسّةِ من تغُولاتِ الهوامِ
    وأشُدُّ فوقَهَا مِلاءةَ سطوةِ البُنِّ على الأرواحِ
    ثم أمشِي بِمُحاذاتِهَا حافِياً من الشِّركِ بِمقدِرتِهَا على سلبِي أيِّ شيءٍ، أيُّ شيءٍ يخطُرُ على بالِهَا
    وأصعدُ إلى الحانةِ
    بين أصابِعِي الحُبُّ واللّهفةُ وأدوِيةُ كُلُّ لونٍ والشّارِعُ والمشيُ والظِّلالُ والدّلالُ والحُرِّيّةُ والشّهوةُ وقارُورةُ عرقٍ بلدِيٍّ رخِيصٍ والثّملُ والاِنحِدارُ والتّريُّثُ والعجلةُ والإِقبالُ والإِدبارُ والإِمساكُ والبسطُ...الخ كُلُّ نقِيضٍ ونقِيضِهِ وما يتّفِقُ معَهُ ويُوازِيهُ
    وأصعدُ إلى الحانةِ
    فيجهرُنِي اللّيلُ.

    6
    أيُّ شيءٍ يراهَا يتّخِذُ هيئتهَا، وهيئةَ قنّاصٍ يُودُّ لو يُصِيبَهَا نبضُهُ في مقتلٍ.

    7
    الثّانِي لأيِّ شيءٍ هو محطّةُ اِبتِدائِي لِيعرِفَ العالمُ اِهتِمامِي الجادُّ بِنسفِهِ بِالحُبِّ
    كُلُّ شيءٍ عِندِي يبدأُ مِنهُ لأنّهُ اِلتِقاءُ حرفُ اِسمِكِ الثّانِي بِحرفِ اِسمِي الأوّلَ.

    8
    وُحُوشٌ ضارِيةٌ قلبِي
    فأطعمِيهَا الهَوى
    حتى لا تلتهِمَ نبضَهُ.

    9
    المتاهةُ المُتخلِّقةُ جرّاءَ القمِيصِ
    تبدأُ وتنتهِي بِهِ، إن اِرتديتَهُ
    يتورّمُ فصلانِ: الرُّوحُ والجسدُ
    وإن اِرتداكَ
    تختلُّ أزمِنةٌ، ويرتشِفُ عبقَ ليلِكَ
    الأرقُ.

    10
    أكثرُ من العالمِ قبضتِي المشدُودةُ من التّوتُّرِ قُبالةَ الفراغِ
    حين أحدسُ بِاِلتِفاتِكِ نحوي.

    11
    شاغِرُ القلبِ
    لكِ
    والمُمتلِئُ بِكُلِّ شاغِرٍ
    لكِ
    والذي يتهيّأُ لِشاغِرٍ يشغلَهُ
    لكِ
    ...الخ

    12
    توهّجُ كوكبٌ بِرأسِي
    تحفِرُ مخلُوقاتُهُ أنفاقاً وتشُقُّ شوارِعَ
    ويطِلُّ منهُ على العالمِ مرّاتٍ
    خيطُ دُخانٍ، وقرعُ طبل.

    13
    عُدْ فالبابُ نسِيَّ قبضةَ يدِكَ على أُكرّتِهِ
    واِرتمَى خشبُهُ في فراغاتِ المساءِ
    والمساءُ أراحَ راحِلتَهُ عن السِّيرِ في طرِيقِ الغابةِ القدِيمِ
    والغابةُ غابَ طيفُكَ يا رجُلُ عن شجرِهَا المُتشابِكِ
    والشّجرُ أضحَى خشب...

    14
    تخرُجُ رُوحُهُ منفرِدةً في جُنحِ الدُّجَى
    إلى الصّلاةِ
    وجسدُهُ الضّئِيلُ كثِيرُ العِلّلِ
    قابِعٌ في الفِراشِ يئِنُّ
    تخرُجُ رُوحُهُ إلى الحياةِ
    وحدها، ولا يعود جسدُهُ قادِراً على تجنُّبِ
    وحشةِ أنّهُ بِلا رُوحٍ
    فيذبُلُ أكثرَ، يُصبِحُ مِلاءةً بائِسةً
    مُتسِخةٌ، ومُلقاةٌ كيفما اِتّفقَ
    تخرُجُ رُوحُهُ إلى الحبِيبةِ
    فتُغادِرُ جسدَهُ الحياةُ
    يُصبِحُ نُقطةً واحِدةً مُلقاةً كيفما اِتّفقَ
    في نِهايةِ سطرِ الحُبِّ.

    15
    حتّى ساعةٍ مُتأخِّرةٍ من ليلِ اِبتِهاجِي بِتفرُّعِكِ
    ينعطِفُ بِتفرُّعِي فِراشٌ مملُوءٌ حدّ التُّخمةُ بِوحدتِي.

    16
    الكآبةُ حُفرةٌ بِفُوهةٍ لِلدُّخُولِ فقط.

    17
    الوطنُ كأسُكَ أم ثُمالتُكَ؟
    ظامِئٌ أنتَ لِوطنٍ يشربُكَ، ويَعِدُّ عرقَكَ البلدِيَّ بألا يمُجُّهُ البتّةَ.

    18
    أطلقُ النّارَ بِنصفِ مِزاجٍ وتعبٍ على غزالٍ رأيتُهُ مُصادفةً يقفِزُ من تلافِيفِ شِعرٍ قدِيمٍ، فأقتُلُ الشَّاعِرَ الرّاكِضَ بِمسافةٍ وراءَ الغزالِ ويُوشِكُ أن يبلُغَهُ، ويقفِزانِ معاً إلى فِراشِي البارِدِ، وهو لن يسعَنَا.

    19
    تتورّطُ في الصّمتِ
    وحلقُكَ سماءٌ وغيمُ.

    20
    الهزائِمُ تتلاحقُ، ويصفَى ليلُ القتلِ
    الماءُ الممزُوجُ يُؤرِّخُ لِلمأساةِ
    تُراقِبُكَ الأفواهُ الفاغِرةُ بِحُرقتِهَا والأسئِلةِ
    وأنتَ، يا ذاتَ الأتِي مِنهَا، تُهذِّرُ
    وتُرخِي أجوِبةَ الموتِ.

    21
    بعضُ النُّصُوصُ تنتظِرُ بِأملٍ كبِيرٍ أن تُشهِّرَ مُسدّسَهَا أخر المطافِ وتردِيكَ.

    22
    لم يملك غير قلم
    فكتب كل ألم

    23
    ولاحَ لِي على أصابِعِهَا اِشتِياقِي، قالتْ خِضابٌ ما ترى، فأيُّ قلبٍ يهوى يُفرِّقُ بين الألوانِ الواحِدةِ؟

    24
    أكثرُ من يدٍ طوِيلةٍ
    وسماءٍ واحِدةٍ
    أكثرُ من قلبٍ، واِستِقامةٍ، وترفُّقٍ بِالخُطُواتِ على قسماتِ الشّارِعِ، وحنِينٍ شهِيٍّ
    واِتِّجاهٍ
    ولا قبائِلُ تصِلُ جوهرَ الفردِ
    ولا سماءُ تهطِلُ بِرُوحِهِ
    وتُنقِذُهُ بِالغرقِ.

    25
    ليسَ سِوى قدرٍ واحِدٍ
    ونضحكُ معَهُ علينَا.

    26
    باتَ كُلُّ بيتٍ دولةٌ، وداخِلُهُ
    تحوّلَ الشُّخُوصُ إلى جُزُرٍ مُستقِلّةٍ
    وداخِلَ الجُزُرُ ماتَ الإِنسانُ
    فاجأتُكَ أيُّهَا الشّارِعَ حِيتانٌ ضخمةٌ تلتهِمُ أرصِفتَكَ
    وتُغنِي.

    27
    ترى
    أيذكُرُ الشّارِعُ التُّرابِيُّ أمامَ بيتِنَا يا أُمِّي
    ركضِي الكثيرُ عليهِ؟
    والبيتُ يا أُمِّي، هل سألتْكِ حوائِطُهُ القصِيرةَ عنِّي؟
    وهل حنّتْ لِقفزِي حين أعُودُ مُتأخِّراً جدًّا؟
    مُذْ سافرتُ يا أُمِّي ما رأيتُ شارِعاً ولا سكنتُ بيتَ، بِتُّ شبحٍ ميّتٌ يتنقّلُ في الفضاءاتِ
    يحُطُّ على حِجرِكِ حتى المساءِ ثم يفِرُّ إلى قبرِهِ.

    28
    اِكتشفتُ أنّي خرِيطةٌ
    دعِ الجسدُ، جسدِي
    المنازِلُ العالِيةُ، وليست قُصُوراً أو عمائِرَ، واقِفةً تُطِلُّ على شوارِعٍ مُغطّاةٍ بِالشّجرِ والباعةِ المُتجوِّلِينَ والمُتربّصِينَ بِالأُنسِ
    هُنَا قلبِي، دعِ الجسدَ، جسدِي.
    ثمة غابةٌ كذلكَ، مُدُنٌ بِمساجِدِهَا وحاناتِهَا وكنائِسِهَا، ثمة مقهىً واحِدٌ يتقاطرُ صوبَهُ من الجِهاتِ السِّتِّ أُدباءُ العالمِ، يشربُونَ الشّايَ والقهوةَ والشِّيشةَ، وداخِلَ الخارِطةِ يتعثّرُونَ وينهضُونَ بِنُصُوصٍ شاهِقةٍ، يكتُبُونَهَا على إِيقاعاتِ نبضِي، هُنَا قلبِي، دعِ الجسدَ، هُنَا الخارِطةُ
    ولما أتقلّبُ في فِراشِي ليلاً، وحين أمشِي، أو يشغلُنِي شاغِلٌ ما عن الخارِطةِ، تتفرّقُ مُدُنٌ، ويغشَى الأدبَ ظِلٌّ أخرقٌ يُحوِّلُهُ إلى نواحٍ وقُبلٍ دُهِستْ تحتَ عجلاتِ الرّكضِ المحمُومِ لِلخارِطةِ، هُنَا قلبِي المقلُوبُ، أخذهُ الجسدُ
    ومضى بِهِ نحو حتفِهِ.

    29
    بِحِذاءٍ رياضِيٍّ متِينٍ يُهروِلُ في أرجاءِ القلبِ ضجرٌ رشِيقٌ فاتِنٌ.

    30
    من يُغيِّرُ دُولابَ العالمِ المُمزّقِ؟

    31
    رغم أن السُّقُوفَ بِمحلِّهَا لكنما ينهالُ على رأسِي رصاصُ الحُرُوبِ.

    32
    الكاتِبُ جاسُوسُ أحاسِيسِهِ، وقاتِلٌ مُتسلسِلٌ لأيِّ نبضٍ يبرُزُ لِمِدادِهِ.

    33
    أُحِبُّكِ بِكُلِّ اللُّغاتِ الحيّةِ والمُنقرِضةِ
    رغم أنّي من غيرِ النّاطِقِينَ إلا بِلُغةِ:
    أُحِبّكِ.

    34
    خيّطْ أشجانَكَ في قارِبٍ ورقِيٍّ
    وأنزِلْهُ بِنهرِ الغزلِ اللّيلِيِّ
    وإن كانَ بينكَ وبينَ الحبِيبةِ بحرُ.

    35
    أما الأخرُ، فعليهِ أن يُفكِّرَ كنصٍّ صُعلُوكٍ، زنيمٌ ومُشرّدٌ
    حالما يرُصُّ الشَّاعِرُ حُرُوفَهُ من المراقِيَّ البعِيدةِ
    يخرِجُ لهُ أصبعَهُ الأوسطَ، ويفِرُّ عنهُ لِغيرِ ما مكانٌ
    وإن صادفَهُ مرّةً، يتبرّأُ مِنهُ ويقُولُ: لم يُلِمُّ شعِّثِي هذا المُشرّدَ المعتُوهَ.

    36
    الغُبارُ الذي يجمعُ تبرُّمَنَا في حلقِهِ ثم يمضِي لِحالِ سبيلِهِ، يأتِي تارة وهو يجُرُّ أسئِلةً عالِقةً مُنذُ أزمِنةٍ بعِيدةٍ، وتارة أُخرَى لِيُلقِي علينَا جُثثاً عالِقةً بِطيّاتِهِ، أخِرُ غُبارٍ رأيتُهُ قبلَ ألفَّ سنةٍ كان كُلُّهُ شتائِمُ عفِنةً لِعصرِنَا الحالِيِّ، رأيتُهُ في قرفٍ لا حدّ لهُ، يُلوِّحُ بِغضبٍ، ويلطِمُ الشّارِعَ تِلوَ الشّارِعِ
    ويتجنّبُ الأرواحَ.

    37
    ألا قُمتَ بِمُهِمّتِكَ كُلّهَا، دفعةً واحِدةً
    تخلّصَ من عِبئِكَ الثّقِيلِ
    أيُّهَا الموتُ.

    38
    ثمّةَ من لا يضعُ في المِيزانِ خِفّتَكَ
    يُثقِّلُ المسافاتَ بينكُمَا بِالظُّنُونِ
    ويسفحُ خواطِرَ طيّبةً تتخلّقُ
    في قُلُوبٍ غضّةٍ، قوامُهَا الحُسنُ
    ويُضلِّلُهَا سُخامٌ مكِينٌ
    ثمّةَ من لا يحفِلُ بِالموازِينِ
    يُطفِّفُ بِالنّدَى ثِقلَكَ الحقِيقِيِّ الماشِي في الشّارِعِ
    الواقِعِ ظِلُّهُ على الرّصِيفِ.

    39
    أنتُمَا معاً: الشّظايَا المُتطايرةُ على العالمِ المُنتظِمِ في العدمِ.

    40
    اِنتِظارُكِ لِي اِنتِصارٌ لِلزّمنِ
    واِنتِظارِي لكِ تململُ عقارِبُ الوقتِ.

    41
    أمقتك جدا ظلي
    وحين تتجاسر بالظهور
    أشطرك لأنصاف عدة
    أوزعها بظلال أرصفة الشارع
    وأقهقه...

    42
    أنتِ والرِّياحُ في اِتِّفاقٍ
    تجمعُ الفضاءَ لِرُوحِكِ
    فتهبينَهُ تثنِّي جسدَكِ
    وتجمعانِ لِأرواحِنَا السّرابَ والثّرى
    فلا تنكسِرِي البتّةَ
    لِلأعيُنِ الحمراءِ أو الجعجعة...

    43
    لا
    لستُ بِخيرٍ
    يُوجِعُنِي اِسمِي
    وودِدتُ لو أستبدِلُهُ
    بِجِدارٍ أو فاصِلةٍ.

    44
    كيف أُعيدُ لِرأسِي سُؤالِي القدِيمِ وقد نسِيتُهُ بِمحلِّ لم يُجِبْنِي عليهِ أحدٌ؟

    45
    أنظُرُ
    ها جسدُ العالمِ يودُّ
    لو
    يلتئِمُ بِعُذُوبتِكَ
    أيُّهَا النّيلَ
    ولكِنَّ الحُرُوبَ مزّقتْهُ
    قبلَ أن يكُونَ
    بِمقدُورِكَ التّكُونَ.

    46
    امرأةٌ ومُوسِيقى
    مدعاةُ هرولةُ الأرواحِ بِأحاسِيسِهَا البِكرِ لِمجازاتِ الإِنصاتُ.

    47
    لِتهبُطَ عصافِيرُ الهوى بِمُدّرجاتِ القلبِ
    فيُغنِّي النّبضُ:
    ما أجزلَ موجِ الصّدى.

    48
    قال:
    جاهِزٌ لِقُبلةٍ جمرٍ وحِضنٍ زِلزالٍ
    بِجسدِي المُثقلِ بِالحرائِقِ
    ورُوحِي الحفِيفُ
    جاهِزٌ جدّاً.

    49
    ما لكَ بِي شيءٌ
    أمشِي مُقوّسةٌ، بارِزةُ المُؤخَّرةِ، طالِعةٌ إلى الشّمسِ، هابِطةٌ إلى النّهرِ، غائِصةٌ في اللُّجةِ، راكِلةٌ لِشراكِكَ، مُكسّرةُ الخُطُواتُ، كيفما أشاءُ... م
    ا
    ل
    كَ
    بِي شيءٌ
    ما لكَ بِي.

    50
    أدُورُ مُرتكِزاً على الأرضِ بِالنّابِضِ مِنِّي، أدُورُ لتِخرُجَ من بينِيّ ملامِحَ، لِيفِرَّ الموتَى الأصِحّاءُ بِغلظتِهِمْ عن مُوتِي، أدُورُ فيبرُزُ لِلعِيانِ مُعاناةُ تشكُّلِي
    وبعثِي.

    51
    أوحسبتُمُونَا طَرفةً
    خلا قطراتَ غيثٍ
    تُجفِّفُ ظمأَ أرواحِكُمْ؟

    52
    الجسدُ ثِقابُ الرُّوحِ وطارِدُهَا في الظُّلُماتِ إلى الجحِيمِ.

    53
    الشّهمُ لا يقطِفُ لِوردتِهِ الوردِ
    وإِنّمَا يُشرِفُ قلبُهُ على بُستانِهَا المُترعِ بِالعبِيرِ.

    54
    - السّردُ تمزِيقٌ مُتّصِلٌ وخادِشٌ لِلمكامِنِ، بينما الشِّعرُ مسٌّ شفافٌ...
    - كِلاهُمَا يقضِمانِ أسرارَنَا بِتلذُّذٍ.

    55
    قصّرتِ الرُّوحُ ثوبَهَا أعلى الرُّكبتينِ وقامتِ اللّيلَ تُؤدِّي صلاةَ العاشِقينِ السُّكارَى.

    56
    في هذِهِ الأثناءِ
    ركّبتُ باباً على البابِ
    اِنتظرتُ وُلُوجَ الشّكِّ في الشّقِّ
    وأن أعرِفُ مغزَى صمتِي عن تشقُّقاتِ الإِيابِ!

    57
    ويذهبُ الفنّانُ لِعُلبةِ ألوانِهِ المُغمّسةِ بِمرايَا رُوحِهِ
    والشّاعِرُ لِلحُرُوفِ الجائِلةِ في صدرِهِ مُنذُ قُرُونٍ
    ثم يلتقِيانِ بغتةً عند مُنعطفِ الغواياتِ
    ويكتُبانِ
    اللّوحةَ القصِيدةَ.

    58
    نُخبِّئُ بِصرامةٍ
    أصابِعَ في الدُّرجِ
    كُلّمَا قطعَ العُمرُ واحِداً
    ركبنَا محلَّهُ إِصبعينِ.

    59
    يركُلُونَ المساءَ نحوِي
    فأخذهُ إلى الشّارِعِ.

    60
    بعد دقائِقَ قلِيلةٍ
    سيستأنِفُ الدّمُ سِيرتَهُ الأُولَى
    فأنهضُ عن ركضِي المحمُومِ بِأورِدةِ القُبلِ.

    61
    شيءٌ عجِيبٌ هذهِ الحياةُ
    لكِنَّهَا
    عدلٌ ربّانِيٌّ واِستِواءٌ.

    62
    أُغنِّي
    حلقِي عصافِيرٌ
    ورُوحِي أوتارٌ غيرُ مُنضبِطةٍ.

    63
    لقد وضعنَا خُطّةً بسِيطةً لِلغايةِ
    أن تبقَى أصابِعَنَا دافِئةً أبداً.

    64
    خُذْ قِيامتَكَ يا ربُّ
    من قلبِي.

    65
    أحياناً، لا ينبغِي أن تفعلَ سِوى حكِّ رأسِكَ
    وإِلقاءِ الأفكارِ لِلفراغِ.

    66
    مشغُولُونَ بِالحياةِ
    كأنما هي الموتُ نفسُهُ.

    67
    لقد حُوصِرنَا يا صدِيقِي
    حُوصِرنَا تماماً
    ولم يتبقى إلا أن نُخبِرَهُمْ بأنا مُوتَى أساساً.

    68
    كانت قطرةُ المطرِ بِجِيبِي، تتجوّلُ عارِيةً، وبِلا رقِيبٍ يسفحُ دمَهَا، يُريقُهَا لِشرايينِ الأرضِ المُشقّقةِ بِالظّمأِ، والسّحابُ يضرِبُ كفّيهُ بِبعضِهِمَا حسرةً، ينظُرُ إلى منظرِ جيبِي غير المُبلّلِ بِريبةٍ، ويُطارِدُنِي بِطُولِ الشّارِعِ، وأنا غيرُ آبهٍ
    مالِي والسّحابُ، مالِي والقطرةُ المجنُونةُ التي ترقُصُ بِجِيبِي؟

    69
    غداً
    سينتحِبُ عليكَ الشّارِعُ حتى يقضِي نحبُهُ
    وتحُكُّ حبِيبتُكَ رأسَهَا وهي تُفكِرُ في عِناقٍ لم تُكمِلْهُ
    وفيما ستُعِدُّهُ لِأبنائِهَا على الغداءِ.

    70
    اللُّغةُ النّبِيذُ
    مساجُ الرُّوحِ
    وثُمالتِهَا.

    71
    يمسّنِي المساءُ بِالحُدُوسِ
    فأمسُّهُ بِأصابِعِ الصّمتِ.

    72
    هل من مُبرِّرٍ كافٍ
    لِكُلِّ هذا الاحتِشادُ؟

    73
    نقصَ الماءُ
    فاِرتوينَا بِالظّمأِ.

    74
    فرطُ تذكُّرُكِ
    أرى الذي بِبالِكِ.

    75
    أشغلُ المِصعدَ طِوالَ اليومِ صُعُوداً وهُبُوطاً
    على أملِ اللِّقاءِ بِكِ صُدفةً كما حدثَ قبلَ ثلاثةِ أعوامٍ

    76
    لا جدوى
    لا جد
    و
    ى
    لا جدوى
    ...........
    ......
    ...............
    .......
    لا

    77
    أنتِ في الوردةِ
    والشُّوكُ اِسمِي، حارِسُكِ من الأبوابِ المُوشِكةِ على الشّارِعِ.
    أنتِ في العِطرِ
    والهواءُ حواسِّي، أحسُّكِ وحدِي دُونَ كُلِّ العالمِينَ.
    أنتِ في المُوسِيقَى
    وأنا المصبُّ النِّهائِيُّ لِلسّمعِ، أنا الرّقصةُ الأصلُ في الأجسادِ.
    أنتِ

    78
    سنلتقِي حِينَهَا
    ولا يهدأُ الشّوقُ
    لأن معامِلَهُ الفعّالةُ لِقاءٌ.

    79
    أحتاجُ شراسةَ العالمِ
    لأقُولَ: أحِبُّكِ
    فترهِفُ الحربُ أُذنيهَا الخرِبتينِ، ويرتعِبُ الرّصاصُ.

    80
    أنتِ قُماشةُ الرُّوحِ
    الرِّيشةُ واللّوحةُ، أنتِ الكِتابةُ.

    81
    أفتحُ البابَ
    فيطِيرُ العالمُ من قلبِي.

    82
    بِاِسمِكِ تهدأُ حربُ الرُّوحُ الدّائِرةَ
    وبِعينِيكِ تستأنِفُ حرائِقُهَا.

    83
    وحِينَ اِلتقينَا
    أسّسنَا لِلفِراقِ معابِرَ.

    84
    أُنادِي صمتِي
    لِيستمِرَّ في تبرُّجِهِ هُنَا
    أمامَ قدمِي ذاكِرتِي المُحترِقةِ.

    85
    أُغرِقُ الظُّنُونَ في كُوبِ الأملِ وأُمارِسُ أحابِيلَ الجِنِّ لِانتِشالِهَا.

    86
    أنا حذِقٌ جِدّاً
    في اللا شِيءِ.

    87
    أرُشُّ المِلحَ على الجُرحِ
    فيرقُصُ.

    88
    البِدايةُ أنتَ
    مُغامرةٌ خارِجَ إِطارِكَ
    داخِلَ مغارةِ الغرِيبِ، داخِلَ سِجنِ ذاتِكَ ذاتَهُ
    حيثُ أصرخُ أنا
    فتنتحِبُ.

    89
    فإن هيّأتُ بيتكِ في البصائِرِ
    يهصِرُهُ الجسدُ.

    90
    حتى إن أردت
    لن أتعلم البتة قطع الشارع
    ديدني المشي بمحاذاته
    فإن انتهى
    عبرت..!!

    91
    جُنِنتَ أنتَ بِجُنُونِهَا المُجافِي لِجُنُونِكَ
    وجُنِنتُ أنا بِالجُنُونِ.

    92
    مُنتصفُ الغُرفةِ
    يتأفّفُ سرِيرٌ من الخِفّةِ
    ويخُرُّ قلبٌ من أثقالِ العالمِ.

    93
    أعذِرنِي أيُّهَا الجمالُ المُفخّخُ
    لُغتِي جرِيحةٌ، وأصابِعِي نزِقةٌ.

    94
    القلِيلُ منكِ غاباتٌ، أحاجِيُّ جدّاتٌ يجدِلنَ الأماسِيَّ بِالأُنسِ.
    القلِيلُ منكِ حياتانِ
    واحِدةٌ لِي، والثّانِيةُ لِظِلِّي.
    القلِيلُ منكِ اِكتِفاءٌ.

    95
    يُراقِبُنِي الضّجرُ وأُراقِبُهُ
    هو يُضيّعُنِي وأنا أجِدُهُ.

    96
    حربُ الظِّلِّ
    ○○○○○○
    1)
    أُجرِّبُ بُكاءَ ظِلِّي عليَّ
    فيتقاطرُ سرابُ العُمرِ نحوَ الحَصَى.
    2)
    توقّفْ عن طعنِي أيُّهَا الظِّلَّ
    فقد مُتُّ قبلَ تكدُّسِكَ.
    3)
    على الدّوامِ
    يودُّ الوقتُ قتلَكَ
    أيُّهَا الظِّلَّ لكِنَّكَ مُتشبِّثٌ
    بِمُوتِي.
    4)
    اتّفقُ معكَ ظِلِّيَّ، الغرقُ نجاةٌ، اِلتِقاءُ ماءٍ بِماءٍ، كذا الرّصاصُ والنّارُ...الخ.
    لذا
    فلتمُتْ يا صدِيقِي بِالاِنغِماسِ في السّخفِ، وبِمنتهَى الصّلفِ.

    97
    البناتُ نباتٌ
    ينبُتُ بِالقلبِ فيخضرُ النّبضُ.

    98
    أنتِ حزِينةٌ، لكِنّي جائِعٌ
    أيكُونُ الحُبُّ مأدُبةُ الحزانَى؟

    99
    ما عُدتُ أودُّ إِثباتَ أيِّ شيءٍ لكِ
    هاكِ قلبِي، ولِتنحتيهِ مُوسِيقى لِجنازتِي.

    100
    فعِندمَا بلغنَا مُنتصفَ البحرِ
    صرخَ الماءُ عالِياً ثم اِختفَى.

    101
    سيذهبُونَ لِنِسيانِكَ كآلةٍ خرِبةٍ بمحلِ الخُردةِ
    تفكّكُهَا الأيادِي قِطعةً قِطعة.

    102
    هل تسمحِينَ لِي؟
    أودُّ مُراقصةَ ظِلِّكِ المُشاغِبِ
    الخارِجُ من شوارِعِ قلبِي.

    103
    القلبُ
    شجرةٌ تتهيّأُ
    لِتُصبِحَ نوافِذُ وأبوابُ.

    104
    قلبِي غابةُ المجازِ، وأصابِعِي الحطّابُونَ.

    105
    سأضعُ في يدِكِ
    هذا السِّرَّ، هذا اللّيلَ الذي كان مُستلقِياً
    على ظهرِهِ بِأحلامِي
    أضعُهُ، فيتراشقُ زهرُ عِنايتكِ معَهُ
    أسرارَ النُّهوضِ
    ونحتفِي.

    106
    يشغلُوننِي
    قلبِي والكلِماتُ والخطو والظِلُّ والأنفاسُ...
    بِكِ
    وحين أقولُ هلُمّ بِي
    ينشغِلُونَ عنِّي بِكِ!!

    107
    الحبِيبُ ينشقُّ من القلبِ
    لِيستوِيَّ قلباً سويّا.

    108
    كُلُّ المُوسِيقَى: أُحِبُّكِ
    فأصابِعُ العازِفينَ تنقُرُ على قلبِي.

    109
    رُدُّ قلبِي كُلّ صباحٍ
    عن البابِ
    خشيةَ ألا تدعَهُ المسامِيرُ
    يلتحِقُ بِالحبِيبةِ
    خشية أن يعلقَ في الخشبِ

    110
    وأجعلُ قلبِي بابَ مسالِكِهَا
    فهي جمِيعُ العابِرينَ.

    111
    أخبرُونِي أنكِ آتِيةٌ
    فجرى البابُ من يدِي قبلِي
    واِستحالَ غابةً.

    112
    وهواجِسِي أحرقتْ جانِباً من القلبِ، وكُنتِ تُطفِئنهُمَا
    بِظِلِّ ضِحكتِكِ.

    113
    لم أتحدّثْ عنكِ لأخيلتِي الحرامِ، وهل كانتْ الأخيلةُ حلالاً؟ بِإِجفالٍ ركضتْ إِليكِ من حيثُ أعرِفُ وتعرفِينَ والنّاسُ، أطرقتِ في حياءٍ فنهضتْ إلى بابِ قلبِكِ تتودّدُ إِليهِ بِشُوكُولا الكلامِ، أنتِ جفّفتِ على حوافِّكِ الصُّدُودَ فأضحَى صلداً، وأخيلتِي الحرامُ شدِيدةُ البأسِ في طِلابِهَا، رنتْ إليكِ في جُزءٍ من مدى رُوحِكِ الكثيفِ، فهل لعثماتُ رُوحِي تفاقمتْ جرّاءَ اِستِجابتِكِ؟ لن أعرِفَ فقد افلتتْ الأخِيلةُ الحرامُ ولم تعُدْ بخبرٍ، أهي بِحجرِكِ أم أهلكُهَا الصّدُّ؟

    114
    أينما لحِقتْ تاءُ التّأنِيثِ بِكائِنٍ فإِنّهُ يكُونُ أجملُ ما يُمكِنُ!!

    115
    يا سيّدتِي
    الحياةُ عادِلةٌ في كُلِّ شيءٍ
    لكِنّا من يُنشِئُ الظُّلمَ، يُنمِّيهُ
    ويُوزِّعُهُ على أحاسِيسِهِ.
    يا سيّدتِي
    أعرِفُ أنّكِ فاكِهةُ الرُّوحِ
    ألوانُهَا المُستساغةُ
    عِطرُ المسافاتِ، المكانُ والزّمانُ
    أعرِفُ
    لكِنّي لا أشبعُ.

    116
    عسى أن نُرتِّبَ لِلفوضَى المقعدَ اللائِقَ
    لِتهبَ أيامَنَا المُسربلةَ بِاللُّهاثِ
    بِوُحُوشِ الوقتِ
    بِخشخشةِ الرُّعبِ الذي ترعاهُ مفاصِلُ الرُّوحِ.

    117
    يكتُبُ قلبِي
    لأنَّ حبِيبتِي ليستْ في مُتناولِ يدِي.

    118
    مرّتْ قريةٌ كامِلةٌ بِرأسِي
    فأُصِيبتْ بِالنّجاةِ
    حتى لامسَ بيتٌ بِأطرافِهَا النّائِيةِ قلبِي
    فاِحترقَ حطبِي اليابِسُ.

    119
    يسعى البابُ لإِقناعِي بِالنِّسيانِ
    بصرِيرِهِ ومفاصِلِهِ وأُكرتِهِ العاصِيةِ
    يسعى الشّارِعُ بِالغِبارِ
    والنّاسُ بِالنّظراتِ التي لا تعنِينِي
    والعملُ بِتشابُكاتِهِ
    والخُطُواتُ
    والسُّوقُ
    ومُصافحاتُ الأصدِقاءِ
    يسعى المِدادُ
    حتى رائحتُهَا المدسُوسةُ في عُرُوقِي تقُولُ
    عِناقُ الرّائِحةِ رُوحٌ أيها المُشرّدَ في متاهاتِ المسافةِ
    ولكِنّي، وقد كافحتُ الموتَ بالموتِ، والنُّضُوبَ بِالنّهرِ، والشّجنَ بِالعَرقِ، ....
    جرى في القلبِ رحِيقُ يدِهَا
    وما من عِناقِ العينِ لِلعينِ بُدٌّ.

    120
    آهٍ
    كم هي بعِيدةٌ أصابِعُكِ
    بعِيدةٌ
    بعِيدةٌ
    بعِيدةٌ
    ب
    ع
    ي
    د
    ة
    آهٍ

    121
    جرَّبتُ الوُقُوفَ
    فاِقتادتْ الأوقاتُ هشاشاتِي
    وجرَّبتنِي
    بِالبُعدِ والقُربِ.

    122
    مشيتُ كثِيراً في حلمٍ مُنهارٍ
    كُلَّما طهتْ أيَّامِي لِرعشتِهِ نخباً
    اِحتسى قاعَهُ واِستدار.
    واِمرأَةٌ من شفةِ الموتِ
    تمنحُنِي قُبلتَهَا الأخِيرةَ
    ثم تُرتِّبُ بِيتاً على ضِفَّةِ عِشقِي
    تُعرِّشُهُ من جُبِّ حنِينِي بين جنبيهَا
    لِتأخُذْ رعشاتَ الحُبِّ
    وتأتِي لِلعالمِ بِالأخيار.

    123
    كُلّمَا نظرتُ خارِجِي قُلتُ رحلُوا
    فإن قفلتَ آيباً لِقلبِي وجدتْهُمْ يكبُرُونَ أكثرَ...

    124
    تطلِينَ أوقاتِي بِالحنِينِ
    فيبرُقُ قلبِي حرباً
    وأنفجِرُ.

    125
    أنا في دفترِ الصُّورِ القدِيمِ
    اِسمُكِ، والخارِجُ إلى مِشوارٍ
    وداخِلٌ في صمِيمِ الصُّراخِ
    أُفتِّشُ
    أين صُورتُكِ؟

    126
    جسدِي حِذاءُ الأناشِيدِ
    ورُوحِي طائِرتُهَا المُحدِقةُ بِالظُّنُونِ
    بينما النّبضُ أنتِ.

    127
    هذه البهجةُ بِقُبلاتِ الحُرُوفِ
    حُرقةٌ، واِكتِمالُ الأناشِيدِ
    إِحراقٌ وإِخلاءُ غابةٍ لِغاباتٍ شائِكةٍ
    تتخفَّى في الظِّلالِ.

    128
    في الحربِ
    لن أفقِدَ سِوى جُثّتِي التي
    كُنتُ أتجوّلُ داخِلَهَا من موتٍ لِموتٍ.

    129
    أبداً لا حاجةَ لِلاِنتِحارِ بِي
    فالجُثثُ التي تمشِي بِقدمِيّ
    تحمِلُنِي من قبرٍ لِقبرٍ.

    130
    نسِيتُ يا أُمِّي ضِحكتِي التي تُسمِّينَهَا: الفضِيحةُ
    حينَ لا ترغبِينَ معرفةَ النّاسِ حُضُورِي فيستقطِعُونَهُ عليكِ
    والأنَ
    أودُّ حقاً لو أجِدُهَا قُدّامِي
    فأصطحِبُهَا لِبعثِي

    131
    جعلتُ في قمِيصِ النّهرِ مراياكِ
    وبِقفزاتِ السّمكِ المرِحةِ
    دوزنتُ أناشِيدَ الهوى
    فأنعكسَ على الفورِ
    صدى النّدى في القلبِ
    خفّ ضغطُ الحربِ على جنباتِهِ
    خرجَ الموتُ عن ثوبِهِ
    ثم تبدّدَ اللّيلُ.

    132
    أقُولُ لِلنِّسيانِ اِسمِكِ
    فيُصبِحُ فوراً ذاكِرةَ الكونِ.

    133
    طفِقتْ تنتحِبُ على صدرِ جُثّتِهِ، وهو يُقهقِهُ ويقُولُ:
    المِسكينةُ، كانتْ تظُنُّنِي حيًّا!

    134
    اِنهضْ يا صدِيقِي لِلبحرِ، المركبُ يُوشِكُ على الإِفلاتِ من براثِنِ الحياةِ، وأنتَ لازِلتَ تظُنُّ الموتَ يأتِي لِمحلِّكَ!

    135
    الموتُ دائِماً بِغيرِ سُترةٍ واقِيةٍ تُجنِبَهُ تنشِينِنَا المُستمِرُّ عليهِ، عارٍ، صدرَهُ عالٍ، في عجلةٍ من أمرِهِ، وكُلُّ أجسادُ الموتَى عالِقةً أبداً بِقدميهِ.

    136
    لا زالَ من تحتِ السُّطُورِ يلفحُنِي جلِيدُكِ بينما جسدِي يحترِقُ.

    137
    رابِضةٌ داخِلَ الجُرحِ
    مُوسِيقَى جنائِزِيّةٌ، نحِيبٌ هادِرٌ، وحشٌ يكبُرُ، وجيشٌ جرّارٌ مُقدِّمتِهِ في الأصابِعِ.

    138
    لم أنتَ حزِينٌ هكذا ظِلِّي؟
    أبتهِجَ يا رفِيقِي، ها نحنُ معاً حتى في القبرِ.

    139
    مشغُولُونَ حقًّا بِالطّحنِ
    أفواهُهُمْ مغاراتٌ، وبُطُونُهُمْ هواءٌ
    مشغُولُونَ ولن ينتبِهُوا البتّةَ لِلموتِ الآتِي من تحتِهِمْ.

    140
    تأتِي الكِتابةُ عاصِفةً تكادُ تقتلِعُ رأسَ الميّتِ وتُعِيدَهُ لِدورةٍ جدِيدةٍ من المهالِكِ المُطّرِدةِ.

    141
    أُرِيدُ أخذَ نُقطةٍ أخِرَ ما سطرتِهِ لِزِيارةِ رِفاقِيَّ الموتَى
    فواصِلِي النّحِيبَ حتى أُرجِعُهَا.

    142
    أوشكتُ على إِغلاقِ الدّائِرةِ
    لكِنّمَا الموتُ يا ولدِي وقفَ حائِلاً بين البدءِ والاِنتِهاءِ.

    143
    والجِراحُ فرط التّعبِ، فرط الموتِ...
    تهربُ من أرواحِنَا الجارِحةِ
    لِترتاحَ على الفِراشِ
    حتى نهُبُّ، فتلتحِقُ بنا كارِهةً مُرغمةً.

    144
    لا، لن أذهبَ رفقةُ العالمِ إلى أحضانِ عامٍ جدِيدٍ، سأهرعُ عكسَهُ، أحاوِرُ ساعةَ مِيلادِي وأمضِي لِلعدمِ.

    145
    أذكرُ كُلَّ شيءٍ يا حبِيبتِي
    كُلُّ شيءٍ، كُلُّ شيءٍ
    كُلُّ شيء...

    ديسمبر 2017























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de