عليك الله ما جاك إحساس كده بأنك بقيت من أهل الكهف؟ أنا قبل كده مريت بتجربة مشابه. ناس شفع لقيتهم بقوا رجال ما عرفتهم وناس في عنفوان شبابهم لقيتهم عجزوا شديد وناس ربنا يرحمهم وفي تغيير في المباني وفي العادات والتقاليد وظهور جيل جديد
09-12-2017, 09:35 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: عليك الله ما جاك إحساس كده بأنك بقيت من أهل الكهف؟ أنا قبل كده مريت بتجربة مشابه. ناس شفع لقيتهم بقوا رجال ما عرفتهم وناس في عنفوان شبابهم لقيتهم عجزوا شديد وناس ربنا يرحمهم وفي تغيير في المباني وفي العادات والتقاليد وظهور جيل جديد
أهلاً بالأخ aosman، متعك اللهُ بالصحة والعافية.
إذا شاء الكريم سأرفد إجابة على كلِّ تساؤل ورد فى مداخلتك الكريمة، وهى كلها فى الحسبان على وجه الدقة.
كل الأمتنان.
09-12-2017, 09:54 PM
ست البنات
ست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639
(إعترانى كلُّ ما يعترى المرءَ لحظةَ سَوْقِه، وكأنَّ مانعَ العَوْدِ قدِ استُلَّ من بدنى استلالِ الروح؛ فكان بصرى على وطنى حديداً، فَفِقْتُ كمن نَشِطَ من عِقال!) يا لها من لغة رفيعة !!!
واصل الحكي... ست البنات.
09-12-2017, 10:23 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: (إعترانى كلُّ ما يعترى المرءَ لحظةَ سَوْقِه، وكأنَّ مانعَ العَوْدِ قدِ استُلَّ من بدنى استلالِ الروح؛ فكان بصرى على وطنى حديداً، فَفِقْتُ كمن نَشِطَ من عِقال!) يا لها من لغة رفيعة !!!
واصل الحكي... ست البنات.
حباب ست البنات لاحَدَّهِن، زادكِ اللهُ رِفعةً ومجداً وسؤددا.
شكراً على الإطلالة والإطراء والتشجيع يا أصل التكوين على هذا الكوكب. لِمَ لا وتحليلات الـ DNA وجدت أقدم الجينات على أرضنا لأمهات سودانيات. فانعمنَ بمجدكنَّ المؤثَّل الذى حباكنَّ به بديع السموات والأرض.
قديم المَعَزَّة والإحترام.
09-12-2017, 11:01 PM
محمد الحسن حمدنالله
محمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 852
الحبيب حسين أحمد حسين التحية والإحترام حمدلله علي السلامة وعوداً حميداً منتظرين تفاصيل مشاهداتك أثناء فترة الإجازة وهل تطابقت الصورة الذهنية مع الواقع الذي شاه تن أم أن هناك فرق وإن كان هناك فرق هل لصالح الأحسن أو الأسوأ مودتي وتقديري
09-13-2017, 09:12 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: الحبيب حسين أحمد حسين التحية والإحترام حمدلله علي السلامة وعوداً حميداً منتظرين تفاصيل مشاهداتك أثناء فترة الإجازة وهل تطابقت الصورة الذهنية مع الواقع الذي شاه تن أم أن هناك فرق وإن كان هناك فرق هل لصالح الأحسن أو الأسوأ مودتي وتقديري
الحبيب محمد الحسن حمدنا الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
التحية والتجلة والعيد مبارك عليكم وإن شا الله عيداً ترجو داير يا سعادتك. وعن البلد والمشاهدات؛ فقد كنتُ حريصاً أن أرى بعينى وأختزن المشاهدات، دون أن أقرأ صحيفةً أو كتاباً خلال هذه الأيام القليلات. والآن نبدأ مرحلة إعادة الإنتاج، وأرجو أن أكون عند حسن الظن يا عزيزى.
المعزة التى تعلم.
09-13-2017, 09:17 AM
مني عمسيب
مني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691
قلتُ: "اعترانى كلُّ ما يعترى المرءَ لحظةَ سَوْقِه، وكأنَّ مانعَ العَوْدِ قدِ استُلَّ من بدنى استلالِ الروح؛ فكان بصرى على وطنى حديداً، فَفِقْتُ كمن نَشِطَ من عِقال!"
طلبت إجازة متقدمة من سنة 2018 بحسبان أنَّى استنفدت كل إجازاتى لهذا العام (35 يوماً)، فقيل لى مازال عندك 15 يوماً متبقية (من أى زمنٍ تبقت لا أعرف)، قلت لهم ممكن آخد إجازة من بكرة، قيل لى مع أن الأمر شورت نوتِسْ، ولكن خدمتك الطويلة معنا تخول لك ذلك؛ فأنت فى إجازة إعتباراً من غداً. دلفت إلى موقع سكاى - سكانر، فجدتُ أحسن العروض تذكرة على الأثيوبية مع "لاى - أُوفر" تسعة ساعات بأحد فنادق الوردة البيضاء الراقية، فقطعت التذكرة - كان ذلك يوم الإستثناءات فى حياةٍ جعلت منها العجلة الرأسمالية واقعاً رتيباً.
وبعد ظهر الغد توجهت إلى هيثرو، وعند التاسعة مساءاً كنتُ على متن الطائرة الأثيوبية.
كنداكتنا، أُستاذتنا، توب مرقتنا، حنداكتنا بقريتها البرمائية منى عمسيب تحياتى وعيدك مبارك يا فنجرية.
أعادنا اللهُ وإياكم إلى وطنٍ معافىً ومستبرءٍ من الفقرِ والجهلِ والتوهان، ومن الكوليرا والأخوان، ومن السرطان ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ومن اختلاط ماءِ الشربِ بماء الخيران، ومن العواصم التى كلُّ من عليها سريعاً فان، إذا لم يتداركها اللهُ برحمةٍ منه وإحسانٍ وتحنان.
معلوم معزتنا وكدا.
09-13-2017, 11:55 AM
عبدالله عثمان
عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
Quote: إعترانى كلُّ ما يعترى المرءَ لحظةَ سَوْقِه، وكأنَّ مانعَ العَوْدِ قدِ استُلَّ من بدنى استلالِ الروح؛ فكان بصرى على وطنى حديداً، فَفِقْتُ كمن نَشِطَ من عِقال!
ياخ حسين دي لوحة جميلة شديد أضمها لعدد ممن يشبهها ما حالات "النوستالجيا" إياه أهديك هذه لمتصوف ليبي غاب عن أهله
سقيا لملاعب الصبا، و مغاني الشباب، ما أحلاها، و ما أمرها على قلوبنا، اذا عدنا إليها، بعد طول الاغتراب، لتراها بعيون غشاها المشيب بسحب من الوهن...إنها تثير، في صدورنا، زوبعة من الذكريات، يعتلج فيها الأنس و الحنين و الأسف و الوحشة و الحزن و الجزع و اليأس و التأسي، فيلذ لنا، في غمرة هذه الكآبة الحلوة ، أن نبكي... على أنفسنا، و على أولئك الذين فارقونا، و الذين أوشك أن نفارقهم، بكاء المسافر النازح، الذي لا يخفف من لوعته، على فراق أحبة أعزاء، إلا أمل بلقاء أعزاء آخرين، ينتظرونه في بلد بعـــــــــــــــــــــــــــــــيـد بعـــــــــــــــــــــــــــــــيد === واصل يا حبيب قشة ما تعتر ليك
09-13-2017, 02:50 PM
ابوحراز
ابوحراز
تاريخ التسجيل: 06-27-2002
مجموع المشاركات: 5515
من هيثرو الى الخرطوم وبعد 15 عاما ولمدة 15 يوم اعتقد انه طيلة هذه الفترة سيرتفع لديك انزيم الدهشة اشياء كثيرة ستجدها قد تغيرت يبدو لي ان اهل الكهف حينما استيقظوا من ثباتهم كان معهم بضع قريشات وحينما ارسلوا صاحبهم للمدينة وجد ان العملة قد تغيرت شكلك كده ما ح تفرز الخمسين من العشرة !! حمدا لله على السلامة ياخ سردك ممتع وجميل اكثر من اكل الاقاشي عشان الناس ماتشحدك قرووووش
09-13-2017, 09:50 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: من هيثرو الى الخرطوم وبعد 15 عاما ولمدة 15 يوم اعتقد انه طيلة هذه الفترة سيرتفع لديك انزيم الدهشة اشياء كثيرة ستجدها قد تغيرت يبدو لي ان اهل الكهف حينما استيقظوا من ثباتهم كان معهم بضع قريشات وحينما ارسلوا صاحبهم للمدينة وجد ان العملة قد تغيرت شكلك كده ما ح تفرز الخمسين من العشرة !! حمدا لله على السلامة ياخ سردك ممتع وجميل اكثر من اكل الاقاشي عشان الناس ماتشحدك قرووووش
الأخ الكريم أبو حراز تحياتى، وممنون لك التعاطى مع هذا البوست المتواضع؛ وبعد:
لقد كانت الدهشة صفر فى الحقيقة، فكل شئ تغير قد تغير فى الإطار المرصود له. وذلك لعمرى من كثرة الإنشغال بالهم العام؛ وحتى العملة لم يُدهشنى تغييرها خاصةً أنِّى قد عملت كخادم مدنى لشعبى من نافذة وزارة المالية والإقتصاد الوطنى لفترة ليست بالقصيرة.
ويا عزيزى أجدنى فى غاية الإمتنان على الإهتمام والتقريظ والحمدلة؛ وإن شا الله نجيك فى السمِح.
كل الود.
09-13-2017, 11:01 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: ياخ حسين دي لوحة جميلة شديد أضمها لعدد ممن يشبهها ما حالات "النوستالجيا" إياه أهديك هذه لمتصوف ليبي غاب عن أهله
سقيا لملاعب الصبا، و مغاني الشباب، ما أحلاها، و ما أمرها على قلوبنا، اذا عدنا إليها، بعد طول الاغتراب، لتراها بعيون غشاها المشيب بسحب من الوهن...إنها تثير، في صدورنا، زوبعة من الذكريات، يعتلج فيها الأنس و الحنين و الأسف و الوحشة و الحزن و الجزع و اليأس و التأسي، فيلذ لنا، في غمرة هذه الكآبة الحلوة ، أن نبكي... على أنفسنا، و على أولئك الذين فارقونا، و الذين أوشك أن نفارقهم، بكاء المسافر النازح، الذي لا يخفف من لوعته، على فراق أحبة أعزاء، إلا أمل بلقاء أعزاء آخرين، ينتظرونه في بلد بعـــــــــــــــــــــــــــــــيـد بعـــــــــــــــــــــــــــــــيد === واصل يا حبيب قشة ما تعتر ليك
الأستاذ الجليل عبدالله عثمان تحياتى، والعيد مبارك عليكم، ومتعكم الله بالصحة والعافية.
شكراً عزيزى على إرفادك لمواجيد الحنين لهذا الشيخ الصوفى الليبى، وليتنا عرفنا اسمه. ولعل لذاكرة الطفولة والأمكنة شئٌ مثل المد والجزر مع وضوء القمر. وانظر الشاعر الفذ أبا تمام ماذا يقول:
البينُ جرعني نقيعَ الحنظلِ والبينُ أثكلني وإنْ لم أُثكلِ ما حسرتي أنْ كدتُ أقضي إنما حَسرَاتُ نَفْسي أنَّني لم أفْعلِ نقلْ فؤدكَ حيثُ شئتَ من الهوى ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ
المحبة التى تعلم.
09-13-2017, 11:59 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
كأنَّنا فى قاعة اجتماعات لمنظمة الإيقاد وشركائهم. وقد غمرتنى سكينةٌ مهيبة، انخمدَ معها جحيم الهُوية إلى درجة الصِّفر. وللمضيفاتِ وجوهٌ طلِقة، طابعُها الصباحةُ والملاحة، والإبتسامُ مندوبُها الدائم إلى ضيوفِ الأثيوبية.
Quote: الكريم/ الاخ حسين .. ... ونحن فا انتظار مزيد من سردك الرشيق .. كابن عربي نعول علي الانثي -كفردوسك الاعلي - تشرق لنا من بين حنايا الحروف
الأستاذ عوض عمر تحياتى،
مدين لك على كلماتك الطيبات، ومن لا يُعوِّل على الأنثى يا عزيزى لا يصلح لإنجاز أىِّ مشروع إنسانى أو ثورى. وعن الوطن ذلك الفردوس الأعلى حسبنا ما قال الصيدح التجانى سعيد: " رحلت وجيت فى بعدك لقيت كل الأرض منفى".
خالص شكرى وتقديرى.
09-15-2017, 09:52 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358
Quote: هذه لغة لا تلهث وراء المعاني ولكنها تدرك المعاني بيسر فادح, أو لعل المعاني تنقاد اليها انقيادا, لا أعلم ولكن... ثمة شيء ساحر هنا !!!
الدكتور محمد حيدر المشرف تحياتى، وكل السنة أنت ومن يليك بألف خيرٍ وعافية.
يا عزيزى تُشكر على الثناء الذى أرى أنِّى لا أستحقه. وهو بحال يضعنى أمام مسئولية التجويد والحَزْق وشحذ الهِمَّة، وأرجو أن أكون عند حُسنِ هذا الظنِ والأشواق؛ خاصةً حينما يأتى كلُّ ذلك من لَدُن شخصٍ هُوَ مَنْ هُوَ قَدْراً واقتداراً فى ضروبٍ شتَّى من نواحى الحياة المُهمَّة.
ما أنِ اعتدلت الطائرة من صنقعتها، وفعلت بأرجلها عكس ما يفعل أبو حنيفة النعمان فى حضرة الباهت الطرير، حتى أُوقدتِ المصابيحُ وطغى لونُنا القهوىُّ الحميم على مشهدِ القاعة المحمولة جواً؛ خِلافاً لغلبةِ لونِ المدينةِ التى تركناها تحتنا.
وفجأةً، يقفز سيد عبد العزيز إلى ذهنى بخريدته "مسو نوركم شوفو المن جبينة صباح، والصباح إن لاح لا فايدة فى المِصباح"، وذلك حين التقت عيناىَ بعينَىْ أُولى المضيفات التى تحركت بيننا تبثنا الطمأنينة والتواصل. كنتُ حريصاً على أثْيبة كلَّ شئٍ حولى، فدلفتُ أستمع إلى مطربة العاشقين أستير أويكى.
وفى الوقتِ الذى بدأتُ أغرقُ فى كلِّ ما هو أثيوبى فإذا بشابين صوماليَيْن فى مؤخرة الطائرة يهمسان إلى بعضهما البعض بصوتِ من يتحدثان إلى بعضهما البعض كلٍ منهما على الضفة الأخرى للنيل. ...
طلبتُ من المضيفة أن تتحدث إلى الشابين ليخفضا من همسهما المُجلجِل الذى أقلق راحة الجميع خاصةً الأطفال والمسنين الأجانب الذين ذهب تفكيرهم إلى أبعد من مسألة الإزعاج. قالت لىَ المضيفة أنَّها تحدثت إليهما ليسكتا ولكنهما قالا لها لا نستطيع أن نسكت إلاَّ حينما نتناول الطعام. إمرأة إنجليزية فى العقد السابع طلبت من المضيفة أنْ يُبحَث لها عن مقعد آخر.
وفى ظل منتهى عدم اللياقة والذوق العام هذا، لم تغيِّر أىٌّ من المضيفات طلاقة وجهها أو ابتسامتها؛ فتعجبت لمرونة هذا الشعب؛ أو لعلَّه فن إدارة الأزمة حينما يكون المُقام بين السماوات والأرض الذى لم أشهده من قبل. جِيئَ بالطعام ولكنهما لم يصمتا بعد، جِيئَ بالمشروبات المتنوعة؛ فإذا بالصوتِ يهدأ قليلاً بعد أن تناولا قارورتين صغيرتين بلونٍ بنىٍّ داكنٍ مليئتين بكحول الجن.
غير أنَّ قارورة من ذات الكحول جعلت إمرأة زيمبابوية جميلة ومرتبة تتكلم "برَّا من راسا". وما ذهبَ رجلٌ أو إمرأة إلى الحمام إلاَّ وجادت عليه/ا بِهَقْ (بضمَّةٍ) حميمةٍ يحولُ بينك وبين إلتصاقِ قدِّها الرشيق بكَ نهدانِ موتورانِ ممتلئانِ كمنقةِ قلبِ التور. ... الله يعدى هذه الرحلة على خير.
ودعت أستير أويكى وبدأت فى متابعة خط سير الطائرة من لندن إلى أديس أبابا؛ والذى يمر بعد المتوسط بجزءٍ من ليبيا ومصر والسودان (السودان؛ بلدى يا فردة جناحى التانى وكت الناس تطير لى عالما؛ كما يقول الحبيب حميد عليه السلام).
... على ذِكر ليبيا؛ يخطر ببالى أنْ أخطر الجنرال خليفة حفتر بأنَّ عدم نصرهم يكمن فى أنَّ جهات متنفذة من جيرانهم فكَّت شفرة طباعة عملتهم الدينار حينما اختاروا أن يطبعونها عند ذلك الجار، وطبعت منه مليارات الدينارات الليبية وما زالت تفعل، وراحوا يشترون كل العملات الصعبة الموجودة بالبلد ويعطون جزءاً للإسلاميين هناك لتمويل عملياتهم ضد الجنرال حفتر ورهطه، والجزء الآخر يذهب حيثما يذهب (وا مختاراه).
وللمرةِ الأخيرة نقول للسيد الجنرال حفتر وصحبه لن تنتصروا على تنظيم الأخوان المسلمين العالمى فى بلدكم مالم تُغيروا عملتَكم. فإنْ فعلتم فخيرٌ لكم، وإن لَّم تفعلوا على كَيْفكم؛ ... اللهْ غالبْ إيش نَدير لها.
يُتبع ...
09-17-2017, 02:04 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... دخلت الطائرة الأثيوبية الأجواء المصرية، فتأبطتِ المُضيفاتُ حقائبَهنَّ اليدوية كمزيدٍ من إجرآءات السلامة الزائدة إذا لا قدَّر الله وحدثَ هبوطٌ اضطرارى قِبالةَ أُمِّ الدنيا وسارقةِ التاريخِ والمياهِ والجغرافيا.
ولكن علىَّ أنْ أُلوِّحَ بالتحية هنا لأستاذى الجليل بروفسير إبراهيم أحمد نصر الدين مدير معهد الدراسات الفريقية والآسيوية بالقاهرة الذى حينما ذكر فى محضارةٍ فى النصف الأول من ثمانينات القرن المنصرم بأنَّ مصرَ تأخذ أكثر من حصتها من مياه النيل على حساب حصة السودان، ضربته المخابرات المصرية ضرباً مُبَرِّحاً، وتركته بين الحياةِ والموت.
وسوف أُلَوِّح بالتحية للأستاذ الجليل بروفسير على عبد القادر على الذى اضطرته ظروف القهر ببلده ليترك قصره المنيف بالسودان، ليشترى بيتاً بالقاهرة يقضى فيه حياته المعاشية بعيداً عن بلده الذى أحب، بعد أن ترك معهد التخطيط العربى بالكويت. وهو، يا مِصرُ، عندى ليس أقلَّ من سمير أمين وسائر منظرى مدرسة التبعية.
والتحية لأُستاذتى المصرية الجليلة بروفسير منى عبد الفتاح خليفة المقيمة بلندن الآن، والتى أطعمتنى علم الإحصاء والإقتصاد القياسى إطعاماً، والتحية لبنتها الروائية السودانية الرفيعة ليلى فؤاد أبو العلا التى رفعت رأسنا عالياً بين الأمم.
والتحية لكثيرٍ من الأصدقاء والصديقات هناك والمعارف، ولكلِّ من حىَّ سيدى بُرعى الزربية بمصر المؤمنة من أولياء صالحين؛ قدَّس الله أسرارهم، ونفعنا اللهُ بِبَرَكتِهِم.
... وفجأة انتابتنى قشعريرة جعلتنى فى وضعية القومة ليك يا وطنى، وفى حضرة جنابك يطيب الجلوس.
إنَّها وضعيةٌ وحال، لو رآنى فيها الفريق توفيق صالح أبو كدوك رحمه الله (كما رأى ذلك الجندى الهارب من التدريب حينما رفع السلك الشائك وانحنى ليخرج)، لقال لى: "إنْ جلستَ مرفود وإنْ وقفتَ مرفود". كان ذلك الحال أوانَ دخول الطائرة الأثيوبية الأجواء السودانية من جهة جبل عوينات الذى يحتله مزعزو الأمن فى مصر والسودان وليبيا الحفترية. وجبل العوينات وجبل العطرون والواحة تبعد مسيرة ثلاثة أيام بالجِمال من مدينة الدبة التى نتسوَّق فيها؛ فهى المركز والمحافظة وعُكاشة (وعُكاشة النوبى العظيم هو ناظر المدرسة الثانوية العليا فى سبعينات القرن الفائت، والذى كان يقولُ معتداً بذاته إذا غضِب: أنا الدَّبة) رحمه الله بالرحمة الواسعة.
وأرجو ألاَّ يتبادر إلى ذهنكم يا سادتى أنَّنى أكتبُ فصلاً من رواية، بل أنا أصف لكم ما حدث لى بالضبط. ... قاتل اللهُ مقطوعة الطارى النوستالجيا.
يُتبع ...
09-17-2017, 07:42 AM
عبدالله عثمان
عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
Quote: بامانة جاني تنبيه من صديق في قروب وجيت لقيت الدراي جن ده واتحكرتا منتظر المزة هسع ناس القروب يقولو سررربتا المهم بي سببي كباية جن واحدة تاني بسرررب
الكريم حامد بدرى تحياتى،
ياخى من أين للحسين بالثقافة والكتابة مع أساطين الحرف الذين يزينون هذا المنبر الفريد، إنَّه فقط يُحاكى الرجال حتى مبلغ الرشد.
فأهلاً بكَ وبمن دلَّك ونبَّهك على هذا البوست على عِلاَّت تواضعه وفواصله الكثيرة. وأعِدك بالكتابة بدون فواصل حين تفآجُّ السانحات، بالرغم من أنَّى أكتب بين شقوق الشغل والمدارس وصوارف الحياة العديدة.
لكَ المودةُ كلُّها.
09-17-2017, 10:19 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... لم ألبثُ وقتاً طويلاً حتى اعترانى فيضٌ من حنينٍ عميقٍ وجذبةٍ إلى الأرض، تُماثلُ ذلك الشعورَ الذى يحسُّهُ المرءُ حين يأخذه المصعد فجأةً إلى أعلى. فطفقتُ أفِجُّ خريطة سير الطائرة، كما فجَّتْ تلك الحسناء الشاعرة النادرة حبيبها (أنا يانى البِنيَّة الفَجَّتَك)، ولكن على طريقة بابا الفاتيكان حينما يُنثُرُ الماءَ المقدَّس على زوَّارِه. ويأخذنى المشهد لِأتعجب من صبرِ الفنان مايكل أنجلو الذى زيَّن سقفَ مبنى الفاتيكان بأجمل الرُّسومات الآخَّاذة وهو يرقدُ على سقالة لمدة ثمانِ سنوات دون أن يشكوَ من قُرحةٍ سِقالية.
وبينما أنا أفِجُّ الخريطةَ بأصابعٍ بابوية، فإذا بالطائرة على سماء الجابرية الكبرى التى تجمع بين مسقط رأسى ومسقط رأس الحبيب الأول، وصدقَ الشاعر الفذ أبو تمام أنَّ الحنين دائماً لِأوَّلِ منزلِ، وأنَّ الحبَّ دوماً للحبيب الأولِ. زرفت العينُ كثيراً من الدمع وأنا أستمع من اللابتوب لقصيدة الشاعر عبد الله محمد خير التى يقول فيها مشتاق للحسيناب أسِّقة وبِكِرا:
كما قرأتُ على نفسى آخر قصائدى للحبيبِ الأول التى كُتِبَتْ عام 1982:
15 يوم ما بتقضاك حتكون فغر فيها فمك بس وترجع .. تحياتي
وعليكم السلام والرحمة والبركات، الأخ الكريم الطيب عباس.
فى قرية أىُّ فرد فيها جده الخامس حسين، توفِّىَ فيها أكثر من 250 شخص خلال الخمسة عشر عاماً المنصرمة (فى بيتنا وحده توفىَ والدى وثلاث من عماتى) رحمهم الله جميعاً وأحسن إليهم، فإنَّ 15 يوماً ما كنت كافية حتى لرفع جميع الفواتح، دعك عن أن يقع بصرى على ما يُدهش ويفغر الأفواه.
غير أنَّى كما ذكرت بعاليه، توجد فى البال مساحة لتمدد البلد أفقياً ورأسياً، وعلى صعيد الإقتصادى والإجتماعى وغيره، وقد كتبتُ عن ذلك أكثر من عشرين مقالاً هنا وهناك، وبالتالى الدهشةُ عندى عدمية. وفى الحقيقة كان جُلُّ اهتمامى منصباً على آليات التعايش الإجتماعى (Coping Mechanisms) مع هذا الواقع المُزرى، وهو محط السطور القادمة من هذا البوست إنْ شاء الكريم.
شكراً على التواصل يا عزيزى.
09-19-2017, 03:19 AM
Abureesh
Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
تمت ستة ايام على البوست ولا ذكر للسودان ألا لماما.. غايتو يشفعوا ليك حاجتين.. الاولى ذكرك للشيخ الاكبر محى الدين بن عربى (بدون الف ولام) والشيئ التانى إنك من الجابرية.. بعد الدبة فى إتجاه دنقلا.. اول مرة منذ 1973 أسمع شخص يذكر إسم الجابرية. وقد تشرفت بزيارتها فى ذلك العام وهذه بوست بحاله.
تحياتى.
09-19-2017, 08:29 AM
عبدالله عثمان
عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
أم السعد أوتحسب حقاّ يا ولدي أني هاجرت و تركت ورائي أحلامي و فتاة تسكن عينيها الدنيا و رفاقا أثمن من دنيا و أهالينا و قرانا السمر و صحرانا و شواطينا لأعيش بقية أيامي من غير حبيب
أوتحسب حقاّ يا ولدي أني هاجرت و تركت ورائي فرساناّ في عمر الورد و صبايا، رائحة المسك الغالي و مذاق الشهد و بلاداّ تسكن عينيها أيام السعد
أو تحسب أني يا ولدي غادرت مراعي أغنامي من غير وداع و حدائق أشجار الطلح الظامي من دون وداع و هجرت جواداّ يألفني و ركبت البحر أتصدق أن البحر يروض بدوياّ مثلي لم يعرف حتي ما معني النهر
أوتحسب يا ولدي أني هاجرت أتظن بأني ضقت بأحزاني و مللت هواجس جيراني و ملامح صبية جيراني
أتصدق يا ولدي إن قالوا إني هاجرت أتصدق أقدر أن أنسي ذات العينين السوداوين المأمونة أتصدق أن أترك روض الأطفال، و جاراتي و جموع السمر المحزونة و أعيش بقية أيامي من غير حبيب
لا ، أبداّ يا ولدي لا ما هاجرت لكني خيمت بعيداّ عن عرس الهم أحزنني جداّ يا ولدي في العرس الهم لكن العيد سيقبل يا ولدي في يوم العيد و أجيء بلادي مشتاقاّ في يوم الوعد سأجيئك يوماّ يا بلدي خذ هذا العهد سأجيئك يوماّ يا أمي يا ذات العينين السوداوين يا أم السعد
09-19-2017, 11:53 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: أم السعد أوتحسب حقاّ يا ولدي أني هاجرت و تركت ورائي أحلامي و فتاة تسكن عينيها الدنيا و رفاقا أثمن من دنيا و أهالينا و قرانا السمر و صحرانا و شواطينا لأعيش بقية أيامي من غير حبيب
أوتحسب حقاّ يا ولدي أني هاجرت و تركت ورائي فرساناّ في عمر الورد و صبايا، رائحة المسك الغالي و مذاق الشهد و بلاداّ تسكن عينيها أيام السعد
أو تحسب أني يا ولدي غادرت مراعي أغنامي من غير وداع و حدائق أشجار الطلح الظامي من دون وداع و هجرت جواداّ يألفني و ركبت البحر أتصدق أن البحر يروض بدوياّ مثلي لم يعرف حتي ما معني النهر
أوتحسب يا ولدي أني هاجرت أتظن بأني ضقت بأحزاني و مللت هواجس جيراني و ملامح صبية جيراني
أتصدق يا ولدي إن قالوا إني هاجرت أتصدق أقدر أن أنسي ذات العينين السوداوين المأمونة أتصدق أن أترك روض الأطفال، و جاراتي و جموع السمر المحزونة و أعيش بقية أيامي من غير حبيب
لا ، أبداّ يا ولدي لا ما هاجرت لكني خيمت بعيداّ عن عرس الهم أحزنني جداّ يا ولدي في العرس الهم لكن العيد سيقبل يا ولدي في يوم العيد و أجيء بلادي مشتاقاّ في يوم الوعد سأجيئك يوماّ يا بلدي خذ هذا العهد سأجيئك يوماّ يا أمي يا ذات العينين السوداوين يا أم السعد
شكراً الحبيب عبد الله عثمان على هذا القصيد النَّضيد، الممتلئ بالشجن والعَبَرات. ولا مُحالة من العودة إلى وطنِ أم السعد وإن طال الشتات يا عزيزى؛ ودوام الحال من المُحال. ... لقد أرغمونا - نحن العشرة مليون مهاجر سودانى - على الهجرة من وطننا، فتناسل الوطن لأكثر من عشرة مليون ضعف.
المعزة التى تعلم.
(أيها النَّاسُ نحن من نفرٍ عمروا الأرضَ حيثما قطنوا)
Quote: تمت ستة ايام على البوست ولا ذكر للسودان ألا لماما.. غايتو يشفعوا ليك حاجتين.. الاولى ذكرك للشيخ الاكبر محى الدين بن عربى (بدون الف ولام) والشيئ التانى إنك من الجابرية.. بعد الدبة فى إتجاه دنقلا.. اول مرة منذ 1973 أسمع شخص يذكر إسم الجابرية. وقد تشرفت بزيارتها فى ذلك العام وهذه بوست بحاله.
تحياتى.
الأخ الكريم أبو الريش رِدفُ التحايا لك ولمن يليك.
عفواً يا عزيزى، ذكر السودان سيجئُ تِباعاً، ولكن ربما الدافع وراء التأجيل نفسى وهو الهروب من حالة الضعف والإنهيار الذى أصابنى وأنا أنزل من الطائرة على الأرض السمراء، ولربما أنَّنى مازلت فى حالة الإستلاب الإثيوبى. ولكن على أىِّ حال ذانك الصومالييْن قد أخرجاننى من ذلك الإستلاب، فَفِقتُ على فصٍ من فصوصِِ الوطن. فجاء ذكر الجابرية الكبرى التى تشرفت هى الأخرى بزيارتك، ومن قبل جاء ذِكر الشيخ الأكبر مُحى الدين إبن العربى.
وعلى فكرة أخى أبو الريش "أل" الشيخ الأكبر إبن العربى أسقطها الفقهاء لحاجةٍ فى أنفسهم، ولِيُفرقوا بينه وبين إبن العربى الفقيه؛ وقد فعلوا ذلك رغم تطابق إسميهما فى الألف واللام. ... ولك منا بوسطى ومدرسة وسطى لأجل المحبة والتواصل.
ممنون لك.
09-20-2017, 09:01 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... ونحن فى جابريتنا الكبرى، كنا حين نرى الطائرة "النَّفَّاثة" فوق رأسنا نقول: " هَبَى، هَسِّى تكون وصلت مكة"؛ وهى بعد فى مرصد العين، وربما نَفْثُها عندنا وجسمها فوق البركل الكوشى العظيم، الذى عند مدخله كتب خاليوت بن بعانخى قسم الحُكم الكوشى الرشيد قبل 4000 سنة (وفى رواية قبل 7000 سنة) قبل الميلاد. ذلك الحكم الرشيد الذى لطالما تنطع به المتنطعون من الغربيين وزبانيتهم فى القرن الواحد وعشرين بعد الميلاد. ... يقول جدُّنا خاليوت رحمه الله بالرحمة الواسعة:
(إنَّنى لا أكذب، ولا أعتدى على ملكية غيرى، ولا أرتكب الخطيئة، وقلبى ينفطر لمعاناة الفقراء، إنَّنى لا أقتل شخصاً دون جرمٍ يستحق القتل، ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعى، ولا أدفع بخادم استجارنى إلى صاحبه، ولا أُعاشر إمرأة متزوجة، ولا أنطقُ بحكم دون سند، ولا أنصب الشراك للطيور المقدسة "أو أقتلُ حيواناُ" مقدساً، إننى لا أعتدى على ممتلكات المعبد - الدولة، أُقدمُ العطايا للمعبد، إنَّنى أُقدم الخبز للجياع، والماء للعطشى، والملبس للعُرى. أفعلُ هذا فى الحياة الدنيا وأسير فى طريق الخالق، مبتعداً عن كلِّ ما يغضب المعبود، لكى أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون من بعدى فى هذه الدنيا وإلى الذين يخلُفُونهم وإلى الأبد).
Quote: خاصةً أنِّى قد عملت كخادم مدنى لشعبى من نافذة وزارة المالية والإقتصاد الوطنى لفترة ليست بالقصيرة.
تحياتى
خادم مدنى لشعبى
يا له من تعبير رائع تعبير رائع للمعنى الحقيقى لمهام الموظف الحكومى.. .تعبير بمثابة جسر لنهضة الامة ......طبعا انقرض هذا الفهم .......وعكسه تماما هو ما تجده حاليا فى الدواووين الحكومية فى السودان ......
09-21-2017, 08:31 AM
الفاضل يسن عثمان
الفاضل يسن عثمان
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 3279
استاذنا حسين احمد حسين حمدا بسلامة العودة والاطمئنان علي الأهل والاصحاب بالسودان والأستاذ حسين للذين لا يعرفونه ، فهو صاحب خلق نبيل وأديب أريب بالحديث وروحه تفتح النفس ضلفتين عندما تلتقيه وللأستاذ حسين مشاريع ومبادرات قيمة لسودان التغيير بنك المهاجرين من خلال رؤية متكاملة ودراسة جدوي جرئية بالإحصائيات مازالت رواءه ومبادراته محل تقدير ونقاش بين أصدقائه واصحابه . التحية علي لغتك الرفيعة استاذنا حسين ، فقد استمتعنا بالمتابعة ومازلنا
09-21-2017, 09:04 AM
نصر الدين عثمان
نصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920
يا سلااااااااام.............. [وذو الشوق القديم وإن تعزى مشوقٌ حين يلقى العاشقينا]
وعليكم السلام والرحمة والبركات أستاذنا نصر الدين عثمان،
ومن بلاغة هذا الشاعر يا عزيزى وأستاذى نصر الدين، أنَّه لخصَ كلَّ القصيدةِ فى بيتٍ واحدٍ فقط. وانظر إلى شبه الجملة "وإنْ تعزَّى" والتى تساوى ثلاثة أبيات بالقصيدة. ثمَّ أنَّك أيُّها الرجل فلفالٌ وعزَّال، وتسبقُ بصرَك بصيرةٌ - ما شاء الله تبارك الله - مكتملة النضج.
ممنون لك على التواصل.
09-22-2017, 01:24 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: استاذنا حسين احمد حسين حمدا بسلامة العودة والاطمئنان علي الأهل والاصحاب بالسودان والأستاذ حسين للذين لا يعرفونه ، فهو صاحب خلق نبيل وأديب أريب بالحديث وروحه تفتح النفس ضلفتين عندما تلتقيه وللأستاذ حسين مشاريع ومبادرات قيمة لسودان التغيير بنك المهاجرين من خلال رؤية متكاملة ودراسة جدوي جرئية بالإحصائيات مازالت رواءه ومبادراته محل تقدير ونقاش بين أصدقائه واصحابه . التحية علي لغتك الرفيعة استاذنا حسين ، فقد استمتعنا بالمتابعة ومازلنا
أهلاً بالحبيب الإستاذ الفاضل ياسين عثمان، وكل السنة أنت والأهل والعيال بألفِ خيرٍ وصحةٍ وعافية.
ويا عزيزى أنا ممتن لك على التشجيع المتواصل، وعلى حسنِ ظنك بى، وعلى الإطراء الذى لا أستحقه. وهو عندى يعكس سماحةِ ذاتك قبل أن يمدح شخصى الضعيف الذى يُجارى الرجال ولما يصل. وأين أنا من الرجال أهل الشأن والرأى ، وليتنى أقتاتُ من خشاشِ نعلِهم لِأدركَ مقاماتِهم الرفيعة.
زادك اللهُ رِفعةً وسؤدداً أخى الفاضل الفاضل، وأرجو أن أكون بما يوازى كل هذه الأشواق والمرجوَّات.
المعزة التى تعلم.
09-22-2017, 00:57 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
يا له من تعبير رائع تعبير رائع للمعنى الحقيقى لمهام الموظف الحكومى.. .تعبير بمثابة جسر لنهضة الامة ......طبعا انقرض هذا الفهم .......وعكسه تماما هو ما تجده حاليا فى الدواووين الحكومية فى السودان ......
الأستاذ محمد الحسن محمد آلاف التحايا،
ولك منى صيغة منتهى الإمتنان يا عزيزى وأنت تلتقط هذا المعنى وتضفى عليه من خصب الدلالات ما يجعل القارئ شريكاً أصيلاً فى استمرار النص بعد موت الكاتب. وما ذاك إلاَّ أنَّك مليحُ العقلِ - طَلْعَة، وقارئٌ ذو مواهب شاهقة.
وشكراً على الإهداء الراقى من الصديق الحبيب حميد عليه شآبيب الرحمة والمغفرة. وسوف أرد لك ذات الهدية يا عزيزى بصوت الفنان الرفيع عادل عثمان الطيب فى ثلاثة أجزاء:
الجابرية تحيىِّ الثورة
مع خالص شكرى وتقديرى.
09-22-2017, 11:19 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... الطائرة الآن على تخوم كسلا وأروما وبورتسودان، حيث تسكن زينة بنات عثمان، ويا ام عيناً كما الفِنجان ... شراب موية التلج مابْ برِّدْ الحارقنى فى الوجدان .
والآن تهبط الطائرة قليلاً قليلاً إيذاناً بقرب دخول أثيوبيا - أديس أبابا، والهبوط على أعلى مطارات العالم. وقد بدأتْ تتغشَّانا برودة محبَّبة، ورذاذٌ يسيل على نوافذ الطائرة كما يسيلُ الندى من جسدِ امرأةٍ طابقةٍ للبوخة.
إنَّ أثيوبيا فينوس عظيمة.
يُتبع ...
09-23-2017, 11:29 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... المُضيفاتُ الجميلات على متن الطائرة ودعننا بابتسامتهنَّ الأزلية، وأسلمننا إلى ابتساماتٍ أُخريات أعمق رسوخاً وليس فيهنَّ شيئاً مجلوباً، وذهبنَ بنا إلى الفندق. ولعلِّى سأعودُ يا سادتى للأثيبة والإستلاب من جديد، وسوف أغرق هنا لمدة تسع ساعات (Lay over) فممنوع الإزعاج.
ولكن لفت نظرى - أنا طالب الإقتصاد المضارع - إعلان مهم على أحد الكبارى الطائرة منطوقُهُ يقول: "يوجد تمويل لأىِّ مشروع صناعى".
يُتبع ...
09-23-2017, 02:44 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
نسيتُ أن أخبركم بأن أربعةَ كنديين - مصريين متجهين إلى مصر، كانوا بِلِحى عظيمة حينما ركبوا معنا الحافلة إلى الفندق. ولكن حينما أيقظونا لتناول وجبة الغداء أَتَوْا إلى المطعم بوجوهٍ خالية حتى من الزَّغَب. فقلتُ فى نفسى إنَّ أمرَ السيسى لفُرُطَى؛ فأخذتُ طعامى من البوفيه (أنجيرا بالشطة، سمك، أرز بالدجاج، سلطة خضراء، سلطة فواكه، عصير الباباى بالبطيخ) المُعد لنا وانتبذتُ مكاناً قصياً.
بعد الغداء والشاى والقهوة، حملتُ اللابتوب وحقيبتى وذهبنا بذات الحافلة إلى المطار، حيث أقلعنا عند الرابعة وخمسٍ وعشرين دقيقة إلى فردوسنا الأعلى (وطنى لو شُغِلتُ بالخلدِ عنه .. نازعتنى إليه فى الخلدِ نفسى، وكلُّ دارٍ أحقُّ بالأهلِ إلاَّ .. فى خبيثٍ من المذاهبِ رِجْسِ - ما أعظمك يا شوقى!).
يُتبع ...
09-24-2017, 11:37 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... الهضبة الأثيوبية وتانا عنوان للخَصْب والنماء والجمال والحب، ومن هنا ينبع النيل الأزرق فيسقينا ويروينا خصباً ونماءاً وجمالاً وحبّا.
هذا ما عَلِقَ بذاكرتى من أثيوبيا التى أزورها لأول مرة. واستبطنتُ كلَّ هذه المعانى ونحن على وشك أن ندخل أجواء كسلا مروراً بضريح سيدنا النجاشى عليه المحبة والسلام. وهنا أُشْرِعَت الرادارات اللَّدنية وتفتَّحت كل المسام لالتقاط الإشارات الحَسَنية لتلقِّى الإذن بدخول كسلا من أهل الشأن الحقيقيين؛ حتى قيل: "إدخلوها بسلامٍ آمنين". ورحم اللهُ خليفتَها - وطيَّب اللهُ ثراه - الذى قبل أن أُفكرَ فى السفر بسنين عددا قال لابنةِ عمِّى (التى تقطن كسلا وقتها) مرتين بينهما إثنى عشرة شهراً سيُنجب لولدكم حسين أحمد حسين أبناءاً وراء البحار؛ والحمد لله والشكر لله الذى جعلَ رؤياه حقاً أبلجاً.
شغلنى عن هذه الذكريات الحميمة على سماء هذا الجزء الحبيب من السودان رجل أعمال هندى يملك عدداً من الشركات فى الدول الأفريقية بما فيها السودان وتعمل فى مجال الإتصالات. ولما عرف أنِّى بريطانى - سودانى غائب عن البلد 15 سنة أخذ راحته فى الكلام، وراح يُحدثنى عن متطلبات البِزِنِس وما يُعانى منه المستثمر الأجنبى.
... تبادلتُ مع الهندى بِطاقات الأعمال (Business Cards) ومن ثمَّ طفق يُحدثنى عن موجبات اجتذاب رأس المال الأجنبى براءٍ فى حديثِهِ ملثوغة بفرقعة خفيفة، وأنا أُحدثه ببالٍ مشغولةٍ بالحنين والشجن والشوقِ للأهل والعشيرة، وتشويشٍ باهتٍ من بريانكا تشوبرا التى إنْ جلستْ مع الأطفال صارت أجملَ الأطفال، وإنْ جلستْ بين النساءِ صارت ملكة جمال العالم.
قال الرجل إنَّ أول ما يلفت نظر المستثمر الأجنبى لحال البلد أمران:
إنَّ إصدارَ حكمٍ بالإعدام على الوطنِ والمواطن، وفى الراهن على الطالب عاصم عمر فى لا جريرة، يؤهل الشعب السودانى بالكامل فى تنفيذ إغتيالات وتصفيات جسدية مباشرة وسط كلِّ رموز هذا النظام الفاشستى القمئ بلا استثناء، فى كافة بقاع السودان. ... بل الأمرُ تأخرَ كثيراً.
Quote: إنَّ إصدارَ حكمٍ بالإعدام على الطالب عاصم عمر فى لا جريرة، يؤهل الشعب السودانى بالكامل فى تنفيذ إغتيالات وتصفيات جسدية مباشرة وسط كلِّ رموز هذا النظام الفاشستى القمئ بلا استثناء، فى كافة بقاع السودان. ... بل الأمرُ تأخرَ كثيراً.
يا زول قول بسم الله .... مالك خربت الحكي الطاعم دا بدون مقدمات دا حكم اولي تتبعه كثير من الاستئنافات والطعون التي تؤتي اكلها ... فالحكم الاولي دائما تأديبي مفزع ... غايتو سليت روحنا لكن نتابع معاك : : : : : : : مع التحيات لله الزاكيات
09-25-2017, 09:29 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: يا زول قول بسم الله .... مالك خربت الحكي الطاعم دا بدون مقدمات دا حكم اولي تتبعه كثير من الاستئنافات والطعون التي تؤتي اكلها ... فالحكم الاولي دائما تأديبي مفزع ... غايتو سليت روحنا لكن نتابع معاك
بسم اللهِ الرحمن الرحيم،
يا أخى الكريم ما يجعلنى أخرج من الحكى الطاعم هو خروج أرواح بريئة بلا طائل، فى لا جريرة، وبدمٍ بارد. ما بال نظام يقول الآتى
ثم يسرف فى القتل. والتائب من الذنب وهو مصرٌ عليه كالمستهزء بربه. : : التحيات لله والطيبات لله، وقاتل النفس المؤمنة لن يستلم كتابه بيمنه أصلاً، وكفى بنفسك عليك شهيدا.
ومتعك الله بالصحة والعافية .. سرد رائع .. وبوست مريح .. يغنيك عن متابعة بعض البوستات المقرفة ...
وهاك اسمع الاغنية دي واستمتع ..
عااالم بطااالــــــــــــــــة ,,
وعليكم السلام والرحمة والبركات، الأخ الكريم محمد مجيدو.
وزادك الله بسطةً فى الصحة والعافية والعيش الرغد. وشكراً على المتابعة والتشجيع والإطراء. ... وشكر خاص على الأغنية الجملية من الفنانة النوبية الجميلة ملاذ غازى.
ومشَّاية العيد دى ما حا ترجع فاضية:
مع خالص ودى وتقديرى.
09-26-2017, 07:41 AM
بدرالدين بابكر مصطفى
بدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492
يا سلام .. يا سلام ياحسين على البوست دا .. يا سلام على اللغة والتعابير المدهشة فيه .. حتى الأغنيات الجايبنهن انتقيتوهن بعناية خاصة غنوتين : أستر أويكي والبت الحلوة الاسمها ملاذ دي .. شكراً جزيلاً ياخ
09-26-2017, 10:27 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: يا سلام .. يا سلام ياحسين على البوست دا .. يا سلام على اللغة والتعابير المدهشة فيه .. حتى الأغنيات الجايبنهن انتقيتوهن بعناية خاصة غنوتين : أستر أويكي والبت الحلوة الاسمها ملاذ دي .. شكراً جزيلاً ياخ
وعليكم السلام والرحمة والبركات، الأستاذ بدر الدين بابكر مصطفى.
ممنون لك على القراءة وعلى التقريظ وعلى التأمين على روعة المبدعتين أستير أويكى وملاذ غازى. فأستير أويكى لها شأن عظيم بين الأثيوبيين فى أثيوبيا وأمريكا. وسيكون لملاذ غازى مستقبلاً مُبهراً بإذن الله.
مع خالص الود.
09-26-2017, 08:07 AM
الزبير بشير
الزبير بشير
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 1770
Quote: وعُكاشة (وعُكاشة النوبى العظيم هو ناظر المدرسة الثانوية العليا فى سبعينات القرن الفائت، والذى كان يقولُ معتداً بذاته إذا غضِب: أنا الدَّبة) رحمه الله بالرحمة الواسعة.
يا لهذه اللغة الرفيعة يا أخي الأديب؛ لغة لا تخرج إلا من بين ثنايا النخيل الصامدة ما بين قوشابي وكرمكول أو قل بين كرمة والجابرية مرورا بالدبة أيام ناظرها الباشا عكاشة رحمه الله. ما شدني أكثر ذكرك للراحل ناظر مدرستنا الدبة ولا شك أنك من دفعتي أو من أمامي أو ربما من ورائي. دفعة 1979-1978 أيام أبي زيد وكنتينه المليء بالطحنية ووراق أستاذ التاريخ وصديق الدبة ممرضنا ومغنينا.
متابع بشغف...
09-26-2017, 12:33 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: يا لهذه اللغة الرفيعة يا أخي الأديب؛ لغة لا تخرج إلا من بين ثنايا النخيل الصامدة ما بين قوشابي وكرمكول أو قل بين كرمة والجابرية مرورا بالدبة أيام ناظرها الباشا عكاشة رحمه الله. ما شدني أكثر ذكرك للراحل ناظر مدرستنا الدبة ولا شك أنك من دفعتي أو من أمامي أو ربما من ورائي. دفعة 1979-1978 أيام أبي زيد وكنتينه المليء بالطحنية ووراق أستاذ التاريخ وصديق الدبة ممرضنا ومغنينا.
متابع بشغف...
أهلاً بالشاعر الصيدح، والأديب الأريب، والزميل الحبيب عبد الإله زمراوى؛ ونعم أنا من دفعة 78-79. ويا لهاتيك الأيام وشجونها وجنونها يا عزيزى، ويا لهاتيك القُرى التى تبدو خرزاً أخضراً فى مِسبحةِ النيل العظيم. ورحم الله أستاذنا الجليل الباشا عُكاشة، ورحم اللهُ الأستاذ وراق عبد العزيز، وشفى اللهُ أستاذنا صديق أحمد التاجر، وأرجو أن يكون السيد ابزيد بألف خير.
كم أنا سعيد أنَّ زميلى عبد الإله ذاك، هو ذات أديبنا عبد الإله الذى يملأُ أدبُهُ وشعرُهُ المُصادم الآفاقَ الآن؛ وهذا مُبعِث للسرور والفخر والإعزاز؛ وللهِ درُّكَ يا صديقى.
المعزة التى تعلم.
09-26-2017, 11:22 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
اعدام عاصم ظلم بين ، الاغتيالات تتنافي مع مبادئ جدكم و لد بعانخي .
سلام من الله يغشاك ، كلامك و سردك ممتع جدا
الزبير
أهلاً بالأخ الكريم الزبير بشير، وسلمكم الله من كلِّ سوء يا عزيزى.
مشكور على الإطراء سيدى. ويعلم الله أثيوبيا توقِّف القلب عِدِل. وأنا مبهور بإنسان أثوبيا لدرجة الترف، وأشعر بالإنتماء أكثر لهذا الشعب من أؤلئك المصريين الممسوخين كما بيَّن أستاذنا الجليل د. النور حمد فى عدد من بحوثه.
أمَّا من يعدم الطالب عاصم عمر بهذه الطريقة فهو لا محالة مُنحرِف الخلق والضمير والإنسانية والمِهنية. ومازال الكل يتساءل، هل هؤلاء من سلالة من قال قبل 7000 ألف سنة قبل الميلاد: "إنَّنى لا أقتل شخصاً دون جرمٍ يستحق القتل، ... ولا أنطقُ بحكم دون سند"؟ واللهِ أنا فى شكٍّ عظيم.
بل لعلَّ هؤلاء سلالة ذلك الرجل الذى قال عنه حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى صحيح مسلم: "يَخرجُ من ضِئضِئِ هذا قومٌ يتلون كتابَ اللهِ رطباً لا يُجاوز حناجرهم، يُمرِّقون من الدين كما يُمرَّقُ السهمُ من الرمية ... لئن أدركتهم لأقتُلَّنَّهم قتل ثمود".
لك عظيم امتنانى.
09-26-2017, 03:38 PM
نعمات عماد
نعمات عماد
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 11404
... هل قلتُ: تشويش باهت من بريانكا تشوبرا ... ملكة جمال العالم،
قلتُ ما قلتُ؛ ويعلم الله لا أعرفُ حدوداً لعشقى للمرأة السودانية. لِمَ لا، والسرمدُ مأهولٌ بجيناتِ حُسنها وروعتها، وطفراتُ جمالها امتدت شعوباً فى فِجاجِ الأرض. فإنْ شغلتنا فريانكا تشوبرا عنكِ يا سيدتى، فهو انشغالُ جدٍ بحفيدة كما تقول أبحاث الـ DNA
يُتبع ...
09-27-2017, 00:02 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... كنتُ أقولُ لجارى الهندى بين السماواتِ والأرض حينما أسرف فى تعنيفِ بلدى: وطنى بُراء. وينبعُ هذا القول من لا - وعىٍ مرتبطٍ بمفهوم الدولة، وليس مرتبطاً بوعيى لمفهوم الحكومة التى بينى وبينها تار بابكر الصديق (رضى الله عنه وأرضاه).
وفجأة أعلنتْ كابينة القيادة أنِ اربطوا الأحزمة استعداداً للهبوطِ على مطار الخرطوم. وكان ذلك آخر عهدى بوعيى، إذِ صار الدمع ينزل من عيونى بلا كابح، وبلا - إرادية امرأة فقدتْ للتوِّ وحيدَها. وبدلاً من أن أأخذ أغراضى من خزانة الأمتعة الداخلية وجدتنى أخلعُ حذائى مخافة أن أطأ به سجادة الوطن المقدَّس؛ رامياً بعرض الحائط كلَّ ما قال صديقنا الهندى الذى انتهرنى قائلاً: ماذا تفعل؟ فقلتُ: ماذا فعلتُ؟ قالَ لى إنَّك تخلع نعليك! فلا تغالى يا هداك الله (For Goodness sake don't overdo it)، فانتبهتُ لنشازى.
قالت لىَ امرأةٌ رقيقة؛ وقعَ بعضُ دمعى على كتفها حين وقفتُ: البركة فيكم يا خوى. فقلتُ: شكراً سيدتى والبركة فى الجميع.
يُتبع ...
09-27-2017, 03:16 AM
سيف النصر محي الدين
سيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995
الدموع الهميلة دي اصعب حتة في الموضوع يا حسين، الدموع اللعينة التي تجعلك تكتشف فجأة أن هناك غدة صغيرة في العينين يتحكم في الجهاز العصبي اللا ارادي واذا قررت تشتغل فحتما حتشتغل بدون اي اعتبار للقالب الذي قررت انت أن تضع شخصيتك داخله. المهم من سردك يبدو أن السودان لم يغادرك قيد انملة طوال فترة غيابك عنه :)
09-27-2017, 10:29 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
Quote: الدموع الهميلة دي اصعب حتة في الموضوع يا حسين، الدموع اللعينة التي تجعلك تكتشف فجأة أن هناك غدة صغيرة في العينين يتحكم في الجهاز العصبي اللا ارادي واذا قررت تشتغل فحتما حتشتغل بدون اي اعتبار للقالب الذي قررت انت أن تضع شخصيتك داخله. المهم من سردك يبدو أن السودان لم يغادرك قيد انملة طوال فترة غيابك عنه :)
الأستاذ سيف النصر محى الدين تحياتى،
لقد كنتُ أنيقاً لملاقاة وطنى فى ذلك اليوم، ولكنِّى مبلَّلٌ بالدمعِ والضعفِ والنَّشيج. كلُّ شئٍ يحدثُ رغماً عنِّى ولا إرادياً، والنَّاسُ حولى فى حيرة: مَنْ ذا الذى يلبس بدلةً ويبكى كأنَّه مسكونٌ بأربعِ خنساوات! كنتُ أول النازلين من الطائرة، ملأتُ رئتىَّ من هواءِ بلدى ورُدَّتْ إلىَّ روحى، وعادت إلىَّ سكينتى التى غادرتنى يوم غادرتُ فردوسىَ الأعلى؛ غير أنَّ الدمعَ لم يسكنْ ولم ينحبِس.
ويعلم اللهُ يا عزيزى لم يغادرنى السودانُ قيد أُنمُلة؛ فقد كنتُ مهوساً به لدرجة الجنون، وأنا أعنى ما أقول. وقد وصل بىَ الأمرُ أن كنتُ أتطبب من هذه الحال (Home sickness). لقد كنتُ أتحدث إلى الأحياء والأموات، أزرع القمحَ وأحصده، وأُعَلِّق النوريق لفصل حبوبه عن قندوله. كنتُ أحضر طار المسيد كلَّ خميس؛ وباختصار كنت آكل وأشرب وأمشى فى الأسواقِ والأفراحِ والأتراح.
شكراً على هذه القراءة الدقيقة لهذه الحال.
09-27-2017, 11:01 AM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... زلَّتْ قدمى وأنا أصعدُ إلى البص؛ فالدمع قد أوجدَ فى العينِ غياية، فلم أُقَدِّر لرجلى قبل الخطوِ موضعها. وشكراً لمن حال بينى وبين السقوط. وبعد دقيقتين نزلنا من البص ودخلنا المطار، كان المطار عندى أوسم مطارات الأرض على الإطلاق، وكلُّ مَنْ خلفه أهلى وأحبابى اللَّدنيُّون.
وصلتُ رجل شرطة المطار الذى أمامى فى ممر الأجانب وأنا حالى حال. قدمتُ جوازى البريطانى وأنا فى غاية الخجل من هذا التجنُّس الرَّغيم. طالبنى بالإستمارة التى تُملأ بواسطة الأجانب على متن الطائرة فقلتُ: لم أعْطاها. أعطانى واحدة من عنده لأملأها، تنحيتُ لأملأها فنادانى رجلُ وامرأة قائلين: أنتَ فى وضع لا يسمح لك بذلك؛ فقط أرفدنا بِبَياناتِك ونحن سنملأها لك. شكرتهم وأعطيتهم بياناتى ففعلا. ناولتها لرجل الشرطة أخذها وختم على جوازى واشار إلىَّ من أىِّ الأبواب أدخل، فدخلت إلى مكان السير الذى يحمل عفش الطائرة الأثيوبية. ... كلَّ هذه الإجرآءات تمَّت فى أقل من خمسِ دقائق.
يُتبع ...
09-27-2017, 10:45 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... سمحوا لأحد أخوانى بالدخول إلى مكان سير الأثيوبية لمساعدتى لأنِّى كنتُ فى غاية الإعياء/الإنهيار. وأنا فى انتظار أخى، أقدم نحوى رجلٌ فى عقده السابع يدفع ترولِّى فعرض علىَّ خدماته نظير أن أدفع له ما بين 10 إلى 20 جنيه فقبلت. فى هذا الأثناء وصلنى أخى فانتحبنا حد الإغماء. دفع أخى بالترولِّى للرجل ودفع له خمسة أضعاف ما سأل فرحاً بعودتى. فدعى الرجل لنا دعاءاً عريضاً ما سمعته لعقودٍ عديدة.
المهم، أنِّى فى غضون 15 دقيقة أخذت عفشى والتحمتُ بأحبابى وأهلى وعشيرتى الذين ينتظروننى بالخارج معزياً ومسلماً إلتحام النيل الأزرق بالنيل الأبيض، ثم سال نهر العشيرة فى وادى أولى لك فأولى حيث استوقفتُ مستقبلىَّ لأقف على قبرِ أمِّى بمقابر الصحافة قبل أن أذهب للبيت. ... أُمِّى التى قلتُ فيها ذات زيارة مماثلة:
على قبرِ أُمِّى عليها السلام ________________
المكان حديقة الآخرة، والزمان انتعالُ النَّخيلِ للظِّلِّ، حالُ الحياةِ لسانٌ يُؤدِّى صلاةَ المطر. ________
على قبرِ أُمِّى عليها السلامُ، قرأتُ بسورةِ الفُلِّ والفاكهة.
نَضَحْتُ على قبرِها نَتْحَ وَجْدِىَ بِكراً، فَسَحَّ الغمامُ، وخَرَّتْ جميعُ الجوارحِ فى سجدةٍ والِهة.
على قبرِ أُمَّى الحمامُ، ومِسْكٌ وندٌّ وأُتْرُجَتان.
Quote: على قبرِ أُمِّى عليها السلام________________المكان حديقة الآخرة،والزمان انتعالُ النَّخيلِ للظِّلِّ،حالُ الحياةِ لسانٌ يُؤدِّى صلاةَ المطر.________على قبرِ أُمِّى عليها السلامُ،قرأتُ بسورةِ الفُلِّ والفاكهة.نَضَحْتُ على قبرِها نَتْحَ وَجْدِىَ بِكراً، فَسَحَّ الغمامُ،وخَرَّتْ جميعُ الجوارحِ فى سجدةٍ والِهة.على قبرِ أُمَّى الحمامُ،ومِسْكٌ وندٌّ وأُتْرُجَتان.وَعِشٌّ لطيرِ الفراديسِ، عينانِ نضَّاختان.أُسجِّى على قبرِها بالغِناءِ .. فقالتْ هديلاً:حبيبى وَزَيْنى، وقُرةُ عيْنى، وسرُّ التواصُلِ بيْنى وبيْنى،سلاماً ربيعاً، فَبَرْزَخُنا أُقْحُوان.رِياضٌ من الرَّوْحِ فى سُنْدُسٍ، بُطِّنَتْ أرائكُها الرَّفْرَفَ الخُضْرَ، والعَبْقَرِىَّ الحِسان.بِتوْقِيتِنا البَرْزَخِىِّ، أنا الآنَ أصغرُ مِنْ ذى زمان.وتكْبُرُنى يا حبيبى بخمسةِ عَشْرِ ثوان.فللهِ دَرُّ الغناءِ على آخرِ اللَّيلِ،فالْزَمْ كمنجاتِهِ العَشْرَ حتى تَرَان.
فاق حد الروعة والإندهاش....لا بد أنه قد تمّ تعميدك بوادي عبقر عند منحنى النيل. شعر مدهش غاية في الجمال والصولجان يا دفعة... رحم الله الوالدة رحمة واسعة...**قدر ما حاولت اردد اسمك في سري أبت ذاكرتي الخربة أن تستفيق؛ فلربما تتداعى الخواطر بيني وبينك ونعود نتذكر....
فاق حد الروعة والإندهاش....لا بد أنه قد تمّ تعميدك بوادي عبقر عند منحنى النيل. شعر مدهش غاية في الجمال والصولجان يا دفعة... رحم الله الوالدة رحمة واسعة...**قدر ما حاولت اردد اسمك في سري أبت ذاكرتي الخربة أن تستفيق؛ فلربما تتداعى الخواطر بيني وبينك ونعود نتذكر....
شكراً أستاذنا وشاعرنا عبد الإله زمراوى على الإطراء والتشجيع، وأرجو أن أكون بما يوازى هذه الأشواق والتطلعات. والرحمة والمغفرة لمن سلف من أبائنا وأُمهاتنا أجمعين يا عزيزى.
وفيما يتعلق بدفعة 78 - 79، فقد كنا دائماً حبيسى القاعات نقرأ ونذاكر. فلسنا من مشاهير السلة وكرة القدم كعماد قنتِّى، ولسنا أثرياء كإبن عمنا غريب مُجلد القوى المُفتَّل، ولسنا مشاغبين كأعضاء لجنة الطعام وعلى رأسهم سيكا. ولكن ربما وجدتنا مع أستاذ تركمان عبد القادر تركمان نلعب الكتشينة. وكدى أسأل أبو بكر زمراوى (الفتيحاب) فلربما جسَّر عليك الشُّقَّة.
ممنون.
09-28-2017, 08:40 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
أستاذنا عبد الله عثمان تحياتى، ولعلَّ من تهواهُ باقٍ على العهدِ.
الرحمة والمغفرة لمن سلف من آباء وأمهات الجميع هنا، ولمن سلف من الإنسانية جمعاء، ونسأل الله أن يرحمنا إذا ما صرنا إلى ما صاروا إليه. ليس ثمة ما يُخزى يا عزيزى، وستحين لحظة الإفاقة من مواجيد الحنين هذى. Let us give things their sequence.
ممنون.
09-28-2017, 10:58 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... غادرنا الوالدة رحمها الله بحديقة الآخرة بالصحافة، ودلفنا إلى شقتنا التى نستأجر بـ "أبو آدم" بين ظهرانيْ ثِقل الأهل والعشيرة هناك؛ والتى سبقتنى إليها أسرتى الصغيرة قبل شهرٍ من وصولى.
كانت الشمسُ فى احتضار، مالت بمقدار 85 درجة من جِلستها العمودية، وضعت رأسها على خط الأفق، ثمَّ توارت بالحجاب. وقتها قال لى إبن خالتى: "أها جيت للبلد الوسخانة أم أكياس نايلون طايرة دى؛ الله يكون فى عونك". قلتُ له: "واللهِ أكياس النايلون حقتا دى هناك، أشوفا عناقيد عنب - عناقيد عنب".
ولما كان الشئُ بالشئِ يُذكر، فقد حكى لى ما دار بين المرحوم والده وعمنا المرحوم بخيت منصور قرافى زوج عمتى رحمهما الله حين عاد من مصر بعد 25 سنة غربة، فحينها قال له الناس: "أها هسع تخلى مصر بى حالة تجى راجع لى ساقة قرافى الملانى حلافى دى". فقال قولته المشهورة المحفورة فى ذاكرة المنحى الجماعية هناك والتى أسمعها لأول مرة من ابن خالتى: "واللهِ حلافيها دى هناك أشوفو منقة شايلى". وذلك لعمرى ليس تجاوزاً لِأخطاء القائمين على الأمر، ولكنَّه تجسيد الحنين كما حدثتكم عنه فى بوست سابق.
وصلنا الشَّقَّة، سلمتُ على حبيبتى ورفيقة دربى، التى سبقها إلىَّ بنتاى، اللتان سبقهما مستقبلاً لى بالمطار مع أعمامه وأخواله إبنى محمد. ثم سلمتُ على حبيبتى ونسيبتى التى أبطأتها السنون عن مجاراة ابنتها وأحفادها. ... والآن أشعرُ بفيضٍ غامرٍ بالدفئِ والمحبةِ والحنان.
استأذنتُ أهلَ بيتى بعد أنْ صلينا مغرباً هالكاً أنَّنى لن أضع ظهرى على مِخدع، قبل أنْ اُسلِّمَ على خالتى. فخرجنا ميممين بيتها، وصلناها فاستقبلتنى بالدمعِ والزغاريدِ والشعرِ والنضديد؛ وتلك قصة أخرى. قبلتُ رأسها وقدميها وقفلتُ راجعاً إلى بيتنا المؤقت.
وهنا هالنى ما لاحظت للوهلة الأُولى، وهو نحول زوجتى وأطفالى بشكلٍ مُلفتٍ للنظر، وهُمُ بعد لم يتجاوز مُكوثُهُم بالبلد ثلاثين يوما.
... ثلاثون يوماً كادت أن تهلِك أسرتى، فكيف بشعبٍ يرزح ثلاثين عاماً تحت ظلم الإنقاذ! لكم الله يا أحباب، لكم الله.
أرسلتْ لى بنتى الصُغرى رسالة نصِّية قبل أن أتحرك من بريطانيا: "يا بابا جيب لَىْ معاك فول". أخذنى العجب مأخذاً جعلنى أدرج عبارة بنتى فى عِداد دَلَع البنت الحِتالة. فقلتُ لها: "حااااااااااااضر يا سِت ابوها". قلتُ ما قلت، وأنا فى قمة السخرية مِمَّن يطلب الفول فى بلاد الفول؛ وعلى فِكرة عشقى الأبدى هو الفول والكسرة بالطماطم والتَّقلية (القاف اليمنية لو سمحت/ى). ولكن "حاااااضر" الواقفة ألِفا مِتِل عيدان السِّلِك دى أجبرتنى أن أشترى بضعة عِلَب فول أُطّيِّب بها خاطر بنتى.
فتَّاح يا عليم، رزَّاق يا كريم؛ صباح فاطنى على أبوها، مرَقتا (القاف اليمنية برضو) ثانى يوم وصولى وأنا أُمَنِّى النَّفسَ بطعم آخر فول أكلته قبل خَمِسْطاشر سنة. وفى ذهنى طعم لفول أكلتُهُ فى دكان أوف شارع على عبد اللطيف، فى صفحة السفارة الأمريكية من الناحية الجنوبية؛ وفول ذلك المطعم الذى كنَّا نحُجُّ إليه من وزارة المالية ويقع إلى الشمال من سِنجر وغربى هابى هوم؛ وفول أستاذ الخرطوم؛ وأماكن لا حصر لها ولا عدَّ تبيعُ فول السليم، وفول العَقَبَات.
فَضْلَة خيركم؛ طُفتُ كلَّ قدور الدكاكين بأبى آدم: من شارع إبراهيم شمس الدين إلى جهة منزل المرحومة أديبة (عليها شآبيب الرحمة والمغفرة)، ورجعتُ بِخُفَىْ "حُسَيْن".
فتحنا أربعَ علب فول الخلطة السعودية بالكُشنة (وتمنيتُ لو أحضرتُ طَنَّاً من عينته)، وضربنا فولنا الما يغَبانا. غير أنَّ نسيبتى قالت: "الفول السَّمِح دا لقيتو وين يا ولدى؛ عشرة سنة ما ضُقتا الطعم دا؟ قلتُ لها: "دا فول لندن يا حاجة".
وَبَّخنى رأسماليان حديثا عهد بالنعمة قائلين: "لو داير فول سمِح تمشى لذيذ فى الرياض، أو وين كدى ما تعرف فى أمدرمان". مِن أبو آدم أمشى الرياض أو أُمدرمان عشان أجيب الفول السمِح!!! قلتُ فى نفسى - أنا الضيف الذى لم يمضِ على مجيئه نصفُ يوم: "مَن ذا الذى يحتكر فول السليم وفول العقبات ليبيعه للناسِ فى موقعين اثنين فقط بالعاصمة القومية؟"
ما يدفعه المرءُ لقضاء الحاجيات المصاحبة لهذه الذبائح، وما يُجلَبُ منها مقابل ما يُدفع، يُنْبِتُ داخلك للوهلة الأولى بذرةَ إحساسٍ بالإبتزازِ، يُغالبُها كرمُ الإحتفاءِ بكَ وسعادةُ النَّاسِ بعودتك وملاقاتك. بل ويتبدَّد ذلك الإحساس الخافت بالإبتزاز كليةً حينما تذهب للسوق لوحدك وتكتشف أنَّ للحاجيات شكلٌ مختلف، وطعمٌ مختلف، وجودةٌ مختلفةٌ عن سابقِ عهدنا بها. ويبدو أنَّ قانون الإرذال السنوى قد فعل فعلته فى كلِّ شئ خلال الـ 15 سنة الفائتة. غيرَ أنَّ النَّاسَ هناك يضحكون ويسمرون فى سخريةٍ غامضةٍ من الحياة ومسلماتها التى لم تتوقف من أجل أحد.
كلُّ ما يؤكلُ أو يُشرَبُ فى السودان ممسوخ؛ فإن لَّم يكن محوَّراً وِراثياً فهو محوَّراً أخلاقياً بواسطة رأسمالية إسلاطفيلية لا تَرْقُبُ فى ما سواها إلاَّ ولا ذِمَّة.
10-01-2017, 10:36 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... ذهبت إلى سوق لفة القبة، فأدركتُ لماذا يعجُّ المستشفى التركى بمرضى الكوليرا، ذهبتُ إلى السوق المركزى فلم يكن الحال بأحسن مما سواه؛ فهو يغذى تلك الأسواق الفرعية التى تمدُّ المستشفيات بالمرضى من شتى صنوف الأمراض. ذهبتُ إلى المدعوَّة عفراء؛ فخضارها لا يُجلب من السماء.
وليكن معلوماً لدى القارئ الكريم فأنا لآ أقارن الخضروات هنا بخضروات بريطانيا، ولكن بالتى كنا نزرعُ فى حقولنا؛ وأنا فلاحٌ وابن فلاح. لم تكن تعنينا خضرواتُ وفاكهةُ الشتاء، فقد تركناها خلفنا، ولكن كنا نبحث عن كل ما هو مدارى: كسرة الفيتريتة والرجلة والبامية والجرجير والطماطم البلدية والمانقو والبرتقال والقريب فروت والرطب؛ ولكنَّ لُعابَنا لم يَسِلْ.
يُتبع ...
10-01-2017, 10:56 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... أجمل المبانى هى مبانى القوات النظامية: الأمن والجيش والشرطة والدفاع الشعبى؛ ولا ادرى أين يتمركز حميدتى.
وأجمل العربات هى عربات النافِذين المظلَّلة (عليكم بقراءة قصة الزجاج لِلُطفية الدُّلَيْمى فى مجموعتها القصصية: "إذا كنتَ تحب" لتتعرفوا على ماهية من هم خلف الزجاج المظلَّل)، التى تدلُّكَ عليهم ألوانُ سايريناتها الزرقاء وأصواتُ هورناتها المبحوحة التى تستخدم ليفتح لهم النَّاسُ - الراجل منهم والراكب - الطريق. ويُضاف إلى ذلك عند المشاكسة، إنزالُ السائق لزجاج السيارة المظلَّل، وإحداجةٌ من فوق النظارة كما يفعل مدراء المدارس، ونحنحةُ إكمال الشخصية.
دليلُك للتفريق بين الأخوانوى والإنسان العادى فى المكاتب الحكومية:
1- ليست اللحية والتحليق والجزاكَ - اللهْ - خير؛ فهى معلومة من الإخوانوية بالضرورة، بل هى ميكانيزمات مواكبة قد يلجأ إليها من هو ليس بإخوانوى لتحقيق مأرب ما.
2- بل خصوصية الفارق بين الإخوانوى والإنسان العادى تكمن فى التعامل الدَّلَمى. كأنْ تسلِّم على أحدهم ولا يردَّ السلام عليك، ويتظاهر بالإنشغال عنك ولا يُعيرك أىَّ اهتمام، وإذا قصصتَ عليه مشكلتك لا يعبأ بك.
حكى لنا رباطابى عام 2001 جمعتنا به رحلة أمجاد من أمدرمان إلى الخرطوم، بأنَّ له قطعة أرض بها مشكلة وبقدرة قادر حصل على مواعيد مع د. شرف الدين بانقا. فذهب لمدير مكتبِهِ وسلَّم عليه ولم يرد، قال له يا أخى أنا عندى مواعيد مع الدكتور ولم يرد، سأله هل دكتور شرف الدين موجود فلم يرد. قال: قلتُ يا ربى أنا فى المكتب الخطأ! قال ثم أخذتُ بعضى واتجهتُ إلى باب الخروج. ولما وصلتُ الباب قال لى: ياخينا مالك مشيت؟ قال قلتُ له: نان أسويلك شنو! سلمتَ عليك ما رديت، سألتك ما رديت، حكيت لك قصة حياتى ما رفعت راسك عاينتَ لَىْ! أها أسويلك شنو شان تعبرنى! أصليلك استثقا.
فضحكنا ضحكةً مُجلجلة، جعلت من الأمجادِ مِنطاداً عظيماً طار بنا وهبطَ فى ميدان الأمم المتحدة.
يُتبع ...
10-02-2017, 06:49 PM
حسين أحمد حسين
حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
... واللهِ العظيم لو لم يَزِد حبيبنا رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فى رسالته كلِّها على معنى المقولة ذات الكلمتين: "الدِّين المعاملة"، لَشَهِدتُ أنَّه رسولُ اللهِ حقَّاً، بلَّغَ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحً الأُمَّة، وجاهد فى اللهِ حقَّ جهاده.
اللَّهُمَّ صلِّ وسلم وبارك عليك يا حبيبى يا سيدى رسول الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة