في بداية الTeen من العمر، دخلت الثانوي العام كان ذلك منتصف العام 1974 كانت الحصيلة المعرفية والتي (انبهلت) عليَ طيلة الاعوام السابقة ( والتي كانت من مصادر متنوعة ) ليست بالقليلة كنت اقرأ كثيرا واذهب للسينما (ايضا كثيرا) و استمع للراديو.....الخ في تلك الفترة قلت لنفسي انني اريد ان اصبح شاعرا.....كانت كل معرفتي بالشعر انه يجب ان يكون موحًد القافية..... فكنت اتخير الكلمات ذات القافية الواحدة ...واكتبها امامي...ثم احاول ان ابني عليها (ابياتا) من الشعر.... بدأت المحاولات...الى ان استقر امري على (قصيدة) اعتبرتها هي الفاتحة.....اسميت القصيدة (التائب) القصيدة عن شاب اسمه علي خرج الى الشارع فرأى فتاة حسناء اعجبته ..واراد ان (يتودد إليها)...ولكنها صدته ...فرجع عن فعلته وندم عليها ..وتمنى ان يرزق بزوجة في اخلاقها بدأت القصيدة هكذا...
برز علي الى الشارع فوجد ملاك في ثوب بشر حسناء تخلب الالباب ووجهها صبوح و طافح بالبشر
ثم عدة ابيات تصف هذه الحسناء....وحالة الشاب ...وكيف اراد التودد إليها
وفكَر ان يذهب إليها حالفا انه لا يريد الضرر ولكنه تردد و خاف الا يجب ان يأخذ الحذر؟ وهمَ ان يذهب إليها من الخلف ولكن تمهَل هذا غدر
ولكن الفتاة لم تستجب له
فردته بحزم و قالت اي نوع انت من البشر؟
بعد ذلك ندم الشاب و اعلن توبته و تمنى ان يرزقه الله بزوجة مثلها
فهل لي بزوجة مثلها ... .هل لي، و هل يستجيب القدر؟
كتبت القصيد و كانت قد قاربت ال30 بيتا من الشعر ..الذي كنت فخور به وقتها ثم كتبت قصائد اخرز..ولكن قصيدة التائب لم تحز على رضى كل من قرأها وكان لي صديق طفولة اسمه الصادق محمد صالح (ان كتبت اسم والده و جده صحيحا) كان معجبا بها جدا...وقال لي انه يريد تقديمها في الجمعية الادبية للمدرسة. كنت انا وقتها رئيسا مناوبا للجنة الجمعية الادبية بمدرسة كوستي الاميرية الثانوية العامة...وكان معي في رئاسة اللجنة الاخ العزيز الطاهر عبدالرحمن النقر قدًم الصادق القصيدة على انها من تأليف عباس محمود العقاد ...واستغللت انا موقعي في اللجنة ...ووضعت القصيدة في جدول الجمعية وفات عليَ ان الطاهر عبدالرحمن النقر كان من ضمن الذين عرضت عليهم القصيدة سابقا ...ولم تعجبه...ولكنه لم يعترض على البرنامج وقتها...
وجاء اليوم الموعود ...واعتلى الصادق خشبة المسرح على انه سيقدم قصيدة من تأليف الشاعر عباس محمود العقاد
10-11-2017, 02:05 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2002
كنت انا في الكواليس الخلفية للمسرح.... وكان الطاهر النقر جالسا في الصفوف الامامية خلف الاساتذة مباشرة كان الاستاذ المشرف على الجمعية استاذا مهابا في المدرسة الجميع يخشونه و يتجنبون طريقه اسمه استاذ النعيم ...وكان يدرس تربية اسلامية و لغة عربية كان الطاهر النقر و شخصي من الطلاب المفضلين لديه ولذا كنا نحرص دائما على ابقاء سيرتنا (نظيفة جدا ) امامه
القى الصادق القصيدة ...ونقل لي الطاهر كل الانفعالات الغاضبة لاستاذ النعيم ...والذي صاب جام غضبه على اللجنة لسماحها بمثل هذا الغث يعرض في الجمعية.... وسألت الطاهر بقلق شديد ...هل علم استاذ النعيم بأنني صاحب القصيدة...اجابني الطاهر بأنه لا يدري عدت للمدرسة اليوم التالي (الجمعية الادبية عادة تقام مساء الاربعاء) وكان يوم خميس..واذكر انه و بعد حصة العربي طلب مني استاذ النعيم الحضور لمكتبه... وهناك سألني عن مواضيع الجمعية السابقة ..ومن هو الذي قام بالاختيار.... وبكل امانة اخبرته بالمواضيع التي اختيرت بواسطة الطاهر ..والمواضيع التي اخترتها انا..(وكانت من بينها القصيدة) وكان السؤال المتوقع...وهل تأكدت فعلا ان عباس محمود العقاد له قصيدة اسمها التائب؟
فما كان مني الا ان قلت كل الحقيقة..... صمت استاذ النعيم طويلا...وهنا دار في خلدي كيفية العقاب الذي سيلحق بي..كم (جلدة) ساجلد..وهل سيكون الجلد توا ام لاحقا.....الخ وفجأة قال لي استاذ النعيم ..هل كتبت قصائد اخرى وانفرجت اساريري برهة (فقد ابتعد شبح الجلد قليلا)...واطرقت برأسي ان نعم وطلب مني ان احضرها له يوم السبت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Zakaria Fadel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست