الانقلاب في الحركة الشعبية : تقرير المصير- فزاعة قميص عثمان1

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-01-2025, 10:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2017, 10:20 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانقلاب في الحركة الشعبية : تقرير المصير- فزاعة قميص عثمان1

    09:20 AM July, 02 2017

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    كتب صديقي والروائي أحمد ضحية
    (1)
    مقدمة
    الحركة الشعبية/ شمال، ليست مجرد حزب سياسي أو حركة ثورية عسكرية، كغيرها من الحركات المسلحة والقوى السياسية، فهي أداة وبرنامج سودان المستقبل الموحد، الذي تنتظمه التنمية والعدالة والمواطنة والسلام.
    وهي حاملة مشاعل نهضته في تنوعه، الذي تسعى وجيشها، لتفجير طاقاته وإمكاناته الخلاقة، لخير هذا الوطن الكبير وانسانه. كيما يصبح قادرًا بالفعل على التفاعل مع إنسان العالم الواسع، و مساهما أصيلا في حضارة الإنسان.
    بهذا التصور العام، ظلت الحركة الشعبية، أحد أكثر الحركات المسلحة فعالية وتأثيرا، من الناحية العملية على المشهد السياسي، وعلى مستقبل النظام والإسلام السياسي، لما تميزت به (رؤية السودان الجديد) التي طرحها القائد الراحل دكتور قرنق من جاذبية وتأثير، على قطاعات واسعة في المركز والأطراف.
    ولما تميزت به من انفتاح على التطوير، بما تجلب وتجابه من رؤى وأفكار متجددة وجديدة ومتنوعة.. الحركة الشعبية إذن وبكل المعايير بشقيها المدني والعسكري، ليست تنظيما عاديا كغيره من التنظيمات، بما ينطوي عليه من (روح التحرر الوطني) من الاستعلاء والتهميش والاستبداد وافق المستقبل الواعد.
    كما أن رؤية السودان الجديد، كرؤية نقدية للسودان القديم، نهضت في تفكيك عناصر هذا التهميش والاستعلاء، وسطوة النظام الإيديولوجي، الذي ظل ينتج دولة تحكمها مجموعات المصالح والطفيلية والانتهازية، سواء عبر نظم عسكرية استبدادية، أو ديمقراطية تم تفريغها من مضمونها الاجتماعي والتنموي!
    ولذلك هم قادتها الحقيقيون، ليس تقلد الوظائف الاعتبارية، أو ربح المعارك الانتخابية، أو معارك التعيين للمناصب داخل التنظيم وخارجه.. بل (تمليك الوعي بالسودان الكبير الواحد الموحد) لجماهير هذا الشعب، التي هي صاحبة القرار الأخير في وطنها المتنوع والمتعدد، الذي لا يمكن أن تسمح فيه، لاثنية محددة أن تحدد مصيره ومستقبله، سواء كانت مركزا (إسلاموعربيا) او (نوبويا) او أيا كانت الاثنية التي ترغب بعض النخب المنسوبة اليها -حقا أو جزافا- استغلال (مواردها المعنوية) للهيمنة على الآخرين المختلفين عنهم، مضمرين كفرهم، برؤية السودان الجديد، التي هي الخلاصة أو الثمرة، لعملية نقدية عميقة للواقع السياسي في السودان، الذي ظل يعيد إنتاج نفسه في نسق دائري: من ديموقراطية إلى انقلاب والعكس.. بحيث أهدرت مصالح الشعب، في هذه الحلقة الجهنمية، التي ظلت تتغذى من مشاريع الإسلام السياسي الفاسدة، والطائفية البغيضة، والنزوع الاثني المتخلف!
    ولذلك عندما نقرأ الأزمة الراهنة، التي كشفت عنها استقالة الحلو، وما إلى ذلك من قرارات لمجلس التحرير ج. كردفان، وما ترتب على ذلك من بوادر استقطاب واستقطاب مضاد.. عندما نقرأ هذه الأزمة نستصحب معنا، الأزمة العامة للمشهد الحزبي في السودان.
    فالحركة الشعبية ليست (القندول الذي شنقل الريكة)، وأزمتها الراهنة، وجه من الوجوه الكثيرة، لما يعترض الإصلاح الحزبي من عوائق، لعوامل بعضها ذاتي وبعضها الآخر موضوعي.
    العوامل الموضوعية التي حالت دون أن تتم عملية الإصلاح داخل الحركة، تنقسم إلى جزئين:
    (1) الجزء الاول تشترك فيه الحركة ك (تنظيم مدني) مع كل القوى السياسية الأخرى، التي تعاني من عدم توفر الشروط الملائمة، لعقد مؤتمرات حقيقية تعالج إشكالاتها المتراكمة، في ظل استهداف النظام لها، بالاختراق والتجزئة والتفتيت. يسهل مهمته في ذلك عوامل غير موضوعية، تتمثل في الرفاق ذوي القدرات المحدودة والطموحات الكبيرة، بغبائنهم الشخصية واحنهم وعداوتهم وتكالبهم وانكبابهم على التفكير في الحلول المرحلية المؤقتة، على حساب الحل الاستراتيجي الدائم، وربما -أيضا- سوء ظنهم في القيادة الشرعية. اضافة الى ان الحركة الشعبية تنظيم محظور ابتداء، و ليس كغيره من التنظيمات!
    (2) الجزء الثاني يتعلق بطبيعة الحركة الشعبية، كتنظيم ثوري عسكري مقاتل (الجيش الشعبي) نهض أساسا في الأسس العسكرية، لطبيعة المشروع نفسه (السودان الجديد، بمعنى إعادة البناء الثقافي والمعنوي على أنقاض سودان الراهن، بكل ما يمثله من قيم إقصاء وتهميش وفساد وتمييز)، ومؤكد ان الحركة الشعبية كقوة مدنية، تأثرت عميقا بالطابع العسكري.
    لذلك ليس غريبا أن تنفجر الأزمة ابتداء، في الذراع العسكري، ثم تلقي بظلالها على التنظيم المدني، وتلك مفارقة، فالطبيعي أن تحدث الأزمة في القطاع المدني، وتنتقل -او لا تنتقل- إلى العسكري، ولكن لاختلال التنظيم حدث العكس! وتطور إلى حالة من الاستقطاب والاستقطاب المضاد؟!
    على خلفية ما تقدم.. الأزمة ليست جديدة، فالجميع يعلمون بوجودها، وأسهموا في صناعتها بمقادير متفاوتة، لكن ظلوا يغضون عنها الطرف، وعندما برزت للسطح، حاولت مجموعة الحلو تحميل وزرها للقيادة الشرعية، التي كان هو جزء منها (أبريء نفسي من دمه براءة الذئب من دم ابن يعقوب) قبل استقالته معفيا نفسه، من تحمل مسؤولية أخطاء أسهم فيها بنصيب الأسد، ولذلك لا يمكن تحميل وزرها للرفيق عقار أو عرمان.
    كما لا يمكن إعفاء قيادات الصف الأول، والقيادات الوسيطة أو المستويات الدنيا، من مسؤولية هذه الأزمة، التي لاشك توشك أن تتحول إلى انقسام كامل. فالجميع لهم دور في هذه الأزمة، وهم جزء منها بشكل من الأشكال، وبالتالي جميعهم جزء من الحل!
    وإذا كانت استقالة الرفيق الحلو، قبل أن يتم توظيفها بطريقة (اخلع عليا كما خلعت خاتمي هذا، وأثبت معاوية كما أثبت خاتمي هذا)، قد ألقت حجرا على بركة ساكنة في البدء، إلا أنه تم توظيفها فيما بعد، بصورة سيئة أفضت للوضع الدراماتيكي المأزوم الراهن، الذي يبدو واضحا أنه ثمرة تخطيط، وليس مجرد استقالة فحسب كغيرها من الاستقالات. ومن المؤكد والحال كذلك، أن أجهزة الحركة المعنية بأمنها، فشلت في إدراك هذا المخطط، لضرب الحركة، لذا لم تتعامل مع استقالة الحلو بما تستحق من إجراءات صارمة لحصار تداعياتها!
    ربما أن توقيت الاستقالة الأخيرة -وقطعا هو توقيت مقصود- إذ تمت في وقت يمور فيه جسم الحركة، بأزمات التنظيم، وبفراغ مؤسساته وهياكله وعيوب دستوره ولوائحه، وطغيان النشاط العسكري والسياسي والتفاوضي، بحيث يصعب الالتفات للمشكلات الداخلية، التي تبدو صغيرة إزاء ما يتم من أعمال كبيرة، بل وتبدو الأزمة كأنها لا وجود لها؟
    واقع الأزمة لا يعني عدم وجود الحركة الشعبية، لكنه بالضرورة يعني أن دورها، وتحقيق غايتها معطّلان، رغم نشاطها السياسي والتفاوضي العسكري البارز، فاستمرار النبض في الجسم لا يعني أنه غير معتل!
    إذن المشكلة وكما عبر رفاق كثر غيري، كانت تقتضي مراجعات في المنفستو والدستور والبناء التنظيمي. والاعداد للمؤتمر العام. وقبل ذلك إنجاز أوراق هذا المؤتمر، التي تشخص مشكلات الحركة، بشقيها المدني والعسكري، وتراجع رؤية السودان الجديد وتوجد الحلول.
    وذلك لأن هذا النوع من الأزمات ليس جديدا، فالازمات وسمت التأسيس نفسه، ولكن الشخصية الكاريزمية للزعيم الراحل دكتور قرنق، استطاعت امتصاصها وتحصين التنظيم. وهو الدرب الذي مضى فيه المجلس القيادي، الذي تولى إدارة الأمور في ظل ظروف معقدة، ضاعف من تعقيداتها، ما أفضى إليه (مبدأ تقرير المصير) من واقع (دولة منفصلة) تعاني (الاحتراب الاثني)!
    في تقديري الشخصي أن تداعيات الأزمة، على النحو الماثل الذي نراه الآن على وسائل الإعلام المختلفة، بصورة أساسية نتج عن أن عناصر فاعلة ومؤثرة داخل التنظيم، أو خرجت على التنظيم، ليس لديها إيمان كافي ب (السودانوية) التي ينادي بها مشروع الحركة، كبديل للانتماء الاثني. وهي العناصر التي تسعى الآن، من حيث تدري أو لا تدري ل (نبونة) إذا جاز التعبير، الحركة الشعبية والجيش الشعبي، فقط على خلفية أن النوبة، مركز ثقل هذا الجيش، وإن رحى الحرب تدور في أرضهم، وتقتل اهلهم.
    وإن غير النوبة من أعضاء الحركة الشعبية، لم تسهم قبائلهم بمقاتلين! وهو منطق مختل تماما، فرؤية الحركة أساسا ضد القبائلية، كما أن النظام الحاكم حربه التي ظل يشنها، لم تستثني بقعة واحدة في السودان الكبير.. إن لم يكن ضحاياه يقتلون بنيران الأنتونوف، كما في الأطراف، فإن ضحاياه يموتون بالكوليرا الآن، في قلب مركزه.. ويموتون بالسرطانات وسوء التغذية والأمراض المنقرضة تاريخيا. حرب النظام ضد الشعب لم تستثني أحدا، تعددت أشكالها واختلفت أساليبها!
    ولذلك ما يحدث الآن من تحولات، في المعسكر الداعم للحلو بدفع من (القوميين النوبة) سيتمخض بمرور الوقت، عن عملية ردة كبيرة واضحة المعالم، تسعى لتحويل النوبة إلى (مركزية إثنية) تتوافر فيها كل شروط استعلاء وهيمنة واستبداد وتخلف المركزيات الاثنية. ستثبت الأيام مدى خطأ وخطورة هذا التوجه، الذي يهزم مشروع السودان الجديد داخله، ويعقد مشكلة السودان أكثر مما هي عليه، وإن زعم وبصم انه يتبناه و يتمثله!..
    ولنا أن نتساءل: هل هذا التوجه (القوموي النوبوي) هل هو أحد الأسباب الأساسية للأزمة؟ أم أنه أحد نتائجها، ام ظل سببا كامنا في رحم التنظيم، يسهم في استمرار أسباب استمرارها، كأزمة.. جعلت من الدينكا من قبل، مصدر سخط من قبل قبائل الجنوب!
    لو أن هناك “محكمة مركزية” تحاسب وتحاكم لما تطورت الأزمات، ولكن كيف تشكل محكمة مركزية دون مؤتمر عام؟ ومن سيحاسب من؟ وما هي إمكانية استجابة من يخرق أعراف وتقاليد التنظيم لهذه المحكمة، ومن يستجيب لما قضي به، ولسان حاله يقول: (انا في منعة من اثنيتي، والجيش جيشي، وتكليفي من مجلس التحرير الإقليمي (وليس القومي) قميص البسونيه فلا اخلعه!!)
    وإذا تفاءلنا بحدوث معجزة، ترد الانقلابيين الى الطريق الصحيح، فهل يعني ذلك استعادة المشروع لعافيته، في تقديري أن عودتهم لصوابهم لن يتم إلا بتعافي الطريق الداعم للقيادة الشرعية نفسه! وليس العكس. بالمبادرة والآن فورا بترتيب البيت الداخلي، وتخطي أخطاء الماضي بتصحيحها بإعادة بناء الحركة الشعبية/ شمال على نحو مؤسسي ومعرفي وأيديولوجي، يكشف لجماهير الشعب، مدى وعيها بهذه البلاد الكبيرة، التي في كل شبر منها كنز، كما أدرك ونجت باشا من قبل، وفقا لرسائل ومدونات 1910.
    ما يجعلنا نقول الآن وبكل ثقة، أن وجود الانقلابيين عموما أو عدمه، ليس الا نتيجة وليس سببا! فقد انقلبوا من قبل على مشروع المنور الغربي! ومع ذلك يُزعم عرابيهم ومفكريهم المزعومون الآن، تبني الحداثة والتنوير، ويحدثونك عن المركز والهامش لدرء خيبة عنصريتهم الفضيحة!
    يجب ان ندرك مسبقا كيف نتجنب ابتداءا، معالجة مثل هذا النزوع مبكرا! ويجب أن نتفق، اننا لسنا حركة عادية بل مشروع نهضة هذا الوطن، الذي يجب أن نكون بحجم مسؤولية إعادة تأسيسه وبنائه.
    نواصل
    mailto:[email protected]@aol.com
                  

07-04-2017, 02:42 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانقلاب في الحركة الشعبية: تقرير المصير – فزاعة قميص-2 (Re: زهير عثمان حمد)

    لقد تعلمنا التحليق في الجو كالطيور، والغوص في البحر كالأسماك، لكننا
    لم نتعلم أبسط الفنون: ألا وهو (فن العيش معا) كإخوة و كأخوات“
    مارتن لوثر كينج
    ما دعاني للكتابة بهذه (الشفافية): نقدا لأنفسنا ابتداء، لدرجة الخوض في
    أمور داخلية، محلها التنظيم. ذلك لأن الشفافية هي إحدى الوسائل الأساسية،
    التي تجنبنا الأزمات الخطيرة، كالأزمة الراهنة.

    وبذات الشفافية سنواصل كتابتنا، في هذه السلسلة التي ابتدرناها في
    المقال السابق، بحديث عام، عن (الاستقالة الأخيرة) للرفيق الحلو، والتي
    ليس لدينا أدنى شك في (عدم مبدئيتها)، و ان الرفيق الحلو قدمها ك (تكتيك)
    فقط لإحداث تعديلات محددة، في موازين القوى داخل التنظيم لصالحه. وما لم
    يضعه في اعتباره أن السحر، كثيرا ما ينقلب على الساحر، إذ يبدو واضحا
    الآن، أنه يعجز عن السيطرة على هذا (التكتيك) غير محسوب العواقب! فعمليا
    تجاوزت الأمور، حد (تعديل في التوازنات) إلى إحداث (انقسام في التنظيم
    والجيش) بدخول لاعبين آخرين: كالقوميين النوبة و الإسلامويين، و (توجيههم
    للاستقالة) بما يخدم أغراضهم!

    هل نحن نفتري على (القومويين النوبة)، الذين لا يتعدون عدد أصابع اليدين
    والقدمين، والذين في الحقيقة لا يخفون انتماءاتهم للتوجه القديم للحزب
    القومي- فيليب غبوش، و الذي واجهه من قبل القائد الراحل (يوسف كوة) بقوة،
    إدراكا منه لخطورة هذا التوجه، على قضايا النوبة كمجموعة لها خصوصيتها في
    السياق العام للتنوع السوداني، من جهة وكمكون غني بثقافته وارثه ومعارفه،
    بين مكونات الأمة السودانية، من جهة أخرى.

    هل نفتري عليهم، عندما نتهمهم أنهم ومجموعة محدودة من ذوي التوجه
    الإسلاموي، عمدوا إلى توظيف استقالة الرفيق الحلو، لتمضي في هذا الاتجاه
    الانقسامي الخطير، الذي لا يخدم سوى مصالح النظام؟

    وهل نحن نفتري على هذه المجموعة المحدودة نفسها، عندما نزعم أنها هي التي
    ظلت في الخفاء، تتناغم مع الحملة المسعورة، التي شنتها أجهزة النظام
    وابواقه، لتشويه صورة الحركة وقادتها، بتلفيق الأكاذيب التي يجيدونها؟
    لثقتهم التامة، أن الرفيقين عقار وعرمان، يقفان حجر العثرة القوي، أمام
    طموحاتهم الشخصية، التي في سبيلها بذل بعضهم بالفعل للغرب وعودا مستجدية
    ل (إطلاق يده في الموارد) مقابل (دعمه لحقهم في تقرير المصير) فبئس
    التوجه وبئس الطموح!
    اذا كان متوقعا من ذوي الانتماءات السابقة (المعلنة) للجبهة الإسلاموية، بما تشكل عليه وجدانهم الاسلاموي الانتهازي الطفيلي، الذي لا ينتمي من
    الأساس لوطن، أن ينشطوا في هذا الوقت بالذات، حتى ليتكشف سلوكهم عن خلايا
    كانت نائمة، ونشطت ابتداء من اللحظة التي تسربت فيها (الاستقالة الأساسية
    الأولى) التي قدمها الحلو للرفيقين ياسر عرمان ومالك عقار، والتي (تلت
    الاستقالة الشفاهية) التي كان الحلو قد قدمها في اجتماع بكبار الضباط،
    الذين اقنعوه وقتها أن يقبر الموضوع ويدفن، تفاديا للبلبلة في ظل الظروف
    المعقدة، التي ظلت الحركة تمر بها، وظل هذا الحدث طَي الكتمان!

    إذا كان هؤلاء الإسلامويين، المختبئين داخل عباءة النوبة، يتماهون الآن في القومويين، بحيث يصعب الفصل بينهما.. فكلاهما ينشط في تبني قرارات، ضد رؤية الحركة، هي في الحقيقة قرارات (مؤتمر كل النوبة ٢٠٠٢) التي عالجها
    مفاوضو الحركة -وقتها- في نيفاشا وطرحوا بديلا لها (صيغة المشورة الشعبية) كحل للمنطقتين، فالمرجعية الجغرافية هي حدود ١٩٥٦، وبذلك تم
    إخراج المنطقتين، من حسابات تقرير المصير.. وتلك كانت علامة فارقة في براعة مفاوضي الحركة وحرصهم على وحدة السودان، و تكشف عن صدق الانتماء لهذا الوطن الواحد الموحد الكبير، كما تكشف عن المبدئية والأخلاقية في التعاطي مع قضايا وطننا المصيرية.

    ولكن هل صمت القومويون وبقايا الإسلامويين، أو خلاياهم النائمة، على هذه الهزيمة النكراء لمشروعهم الانقسامي؟ قطعا لا، فمنذها يحاولون اقحام (حق تقرير المصير) في (مانيفستو الحركة ودستورها) حتى يتمكنوا من إعطاء هذا
    المبدأ مشروعية قانونية؟!

    وعندما فشلت كل محاولاتهم، قرروا فرض (تقرير المصير) (بالانقلاب) على القيادة الشرعية..
    وبطبيعة الحال ينشط أيضا في مثل هذه الظروف المعقدة، الانتهازيون وأصحاب
    الأغراض من غير الإسلامويين والقومويين، لتصفية حساباتهم (غير الموضوعية) مع الرفيقين ياسر عرمان وعقار، وبعض الرفاق الآخرين، يخدمون بذلك توجه
    السلطة والقومويين، سواء أرادوا ذلك أو لم يريدوا!

    وقطعا ان مثل هذه التوجهات الانفصالية، البائسة شعب النوبة وحده، قادر على اسقاطها. فضلا عن المجموعات التي تساكنه، والتي تعي تماما أهمية مشروع الحركة الشعبية لمستقبل المنطقة في إطار السودان الكبير.

    ان مصدر قوة مشروع الحركة الشعبية/ شمال في استلهامه لهذا التنوع الكبير لبلادنا الكبيرة، والذي تسعى جاهدة لعكسه خارجها، كمصدر قوة خلاقة لهذه الأمة، وليس عاملا لاضعافها وإذكاء نيران الانقسامات الاثنية والثقافية،
    التي بعد كل ما خاضته بلادنا من حروب لتحقيق المواطنة الحقة، يجب ألا نتنازل عنه بسهولة..

    فالتنازل عنه لصالح الاثنيات، يعني ابتداء: أن دماء الآلاف المؤلفة من الشهداء في الهامش ضاعت هدرا. وان احزان ودموع ملايين الأرامل واليتامى لا تعني شيئا.. بل وإن نضالات القوى الوطنية الديمقراطية، التي تمثل
    أفكارها روافدا لمشروع (الحركة الشعبية كتيار أساسي له رؤيته المتجددة، التي تتفاعل مع رؤى القوى الأخرى، لخير هذا الوطن)، وما واجهه مناضلو هذه القوى الديموقراطية، من بطش وقمع وتعذيب في المعتقلات وبيوت
    الاشباح، حد القتل ليس لها ثمن! وان.. حتى أرواح قتلى الأوبئة والأمراض والفقر والجوع، التي تحلق فوق رؤوسنا، مضت إلى بارئها مجانا!

    لذلك الأزمة الراهنة، لا تخص الحركة الشعبية وحدها، فهي تخص أيضا القوى الوطنية الديمقراطية، وتضعها أمام مسؤولية كبيرة تجاه قضايا الوحدة
    والانقسام، الذي كما علمتنا التجربة، يبدأ في الحزب وينتقل إلى الجسم العليل لهذا الوطن المنهك!

    بل وتطرح الجدية في السعي يدا بيد، وكتفا بكتف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de