| 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
       
   
 
       
      
 
        
        
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 | 
  
  | 
  
  
     Re: ليس هنالك دكتاتور مطلق بل هناك أربعة ركائ� (Re: صديق مهدى على)
   | 
   
   
  سلامات  يا صديق .. إن شاء الله تكون مريت على الرسالة  دي  ..  Quote:  هل تعرفت على  خصمك ؟ بقلم : أ / محمد علي طه الملك بعد يوم طويل ومرهق تغيب شمسه بعد التاسعة والربع ، جلست أغالب رهقي  ، وأشغل بالي منتقلا بين القنوات الفضائية التي  لم يعد يحصى برامجها زمني ، ذلك  حتى يحين وقت العشاء ، فاقضي فرضي  وأسلم جسدي للسرير ، ولكن ما أن وضعت رأسي فوق وسادتي ، حتى طاش بي ذهني اللعين في تأملات موضوعية وفلسفية ، اجلستني في نهايتها على عـرصــات  أحوال الشعوب ، وتلك النظم السياسية  التي جسمت على صدرها عقود تلو عقود ، في عالمنا هذا الذي اصطلح  على تعريفة بالعالم الثالث أو الدول النامية ، وبعد تقييم دلالي وموضوعي مسهب ، وجدت نفسي وأنا اعدّل وضع جسدي نحو جنبتي اليمنى ، أردد سرا ( كما تكونوا يولى عليكم .. كما تكونوا يولى عليكم ... كما تكونوا يولى عليكم ... كما  تكـ .. كونوا  .. يو.. . ولي .... عليـ ... ك .........ــــــــــــــ . وما أن أسفر الفجر وجه صبحه حتى نهضت مسرعا لأكمل فروضي ، ثم جلست أكتب إليكم هذه التأملات  التي أرقت ليلي ، علها تسهم ولو بقدر في الإجابة على السؤال الذي وضعته عنوانا لهذه الرسالة ، دون أن يعتريكم الأرق.  بداية ربما لا يوجد بين من تتحاح لهم قراءة هذه الرسالة ، من لم يدرك بعد طبيعة مفاهيم  نظم الحكم السلطوية و الشمولية  ، مع ذلك فلا مندوحة من استعراض مختصر للمفهومين. مصطلح النظام السلطوي هو نفسه ما عرف بالنظام الدكتاتوري ، حيث يتولى السلطة فرد بصفته العسكرية يعاونه مجلس عسكري أو نخبوي ، يحتكر السلطة السياسية في البلاد ، أما النظام الشمولي لدى علماء السياسة ، فهو احتكار حزب أو تنظيم سياسي للسلطة في البلاد ، ويتحكم من خلاله على سائر أوجه الحياة السياسية والاقتصادية  والاجتماعية من تعلم وفن وأخلاق . ولو أجلنا النظر حول النظم الحاكمة  في الدول النامية ، سواء في محيطنا الإقليمي أوالعالمي ،  لن يغرب عن بصيرتنا طبيعة تلك النظم ، بدء من شمالي ووسط أفريقيا إلي آسيا الوسطى والشرق الأدنى ثم أمريكا اللاتينية ، غير أن الذي يدفع إلي الحيرة ، ذلك القدر من الخلط المفاهيمي الذي وسم ممارسات وتجارب تلك النظم ، بحيث لا  يتبين المرء بوضوح ما إن كانت تلك النظم سلطوية أم شمولية أم خليط بينهما .  لعل الثابت من تجارب  ممارسات الحكم في تلك الدول ، أن نمط الحكم  في الغالب الأعم يستمد قوته   وبهرجه من كاريزما القائد الملهم  ، لا من الأيديولوجية التى يدعيها ،  أو التنظيم السياسي الذي يبدو في حقيقته مجرد ديكور ، والمثال الأقرب نلتمسه في تلك النظم  التي  وصفت نفسها بهتانا بالنظم الجمهورية ، بكل من مصر والسودان  وليبيا وتونس والعراق وسوريا في محيطنا العربي  ، وسأكتفي في هذا المقام باستعراض موجز لتجربتين هما نظام يوليو في مصر ،  ومايو في السودان. في أعقاب الانقلاب الذي قاده ضباط في الجيش المصري على الحكم الملكي في 23 يوليو 1952، أنشأ الإنقلابيون نظاما ملامحه شمولية ،  قطعوا به  حبال مسيرة حركة التنوير والثورة الشعبية ضد النظام الملكي ، تلك المسيرة الجماهيرية التي  كانت تمضي  وفق استراتيجية متدرجة ، نحو بناء تنظيمات المجتمع المدني و أحزابه  الجماهيرية  أولا ، ثم الصعود بها حتى تسترد حقها  في حكم نفسها بوسيلة سلمية من النظام المكي المسيطر ، متخذة من  منهج التطور الدستوري منبرا سلميا تحشد به الجماهير ، و توقظ وعيها و تضع  لبنات البناء  السياسي على درب غايتها العليا ، أي تطبيق الحكم المدني  الديموقراطي بآلياته  الجماهيرية  ، غير أن حركة يوليو الانقلابية عطلت مسيرة التطور الدستوري  ، ونقلت البلاد من نظام ملكي مسيطر إلى نظام شمولي  قابض أضحى المنهج الثابت لنظام  الحكم فيما بعد ، غير أن  التجربة والممارسة  الواقعية كانتا تدلان بوضوح  أن نظام الحكم يستمد عنفوانه  من كارزما القائد الملهم  ولا أحد سواه ، أما الأفكار الأيديولوجية التي تمسحوا بها طوال عهدهم  من يمين ويسار ، كانت لا تتعدى دورها المظهري  كإدعاء للمنهجية الفكرية ، لذا سرعان ما كان  القائد الفذ ينبذ تلك المنهجيات الفكرية ،  ويرمي  بها في سلة مهملاته كلما تعارضت مع مصالحه ونزوته  السلطوية ، بدا ذلك جليا  لأن مجمل الايديولوجيات التي تشدقت بها قيادات حركة يوليو من اليمين إلى اليسار ،  لم تكن أي منها  الرحم الذي ولدوا منه . نعم لقد صعدوا إلى الحكم  وأكفهم مستندة على كتف تنظيم الإخوان المسلمين بايديولوجيته اليمينية  ، وربما كان بين نخبتهم من  يستأثر الأيديولوجية اليمينة  ، غير أن روح القائد القذ تلبستها نزوة السلطة ، فأنزل غضبه الماحق على قيادات ومفكري الإخوان المسلمين ، وأشبعهم قتلا وحبسا وإقصاءا ، ثم عاد يستأثر  أيديولوجية آخرى عرفت بالقومية العربية  ،  كان قد بزع نجمها في المبتدأ عندما احتدم الصراع العربي  في وجه سلطات الحكم التركي العثماني  ، ثم غدت أيديولوجية  تلفحت بها سائر الأنظمة  الجمهورية في الوطن العربي. لم تصمد حتى هذه الأيديولوجية  ذات النزعة  العروبية  في مصر ، فما أن أنتقلت القيادة إلى الرئيس السادات حتى تحول عنها ، وسام قادتها من القوميين والاشتراكين صنوف الاقصاء ، وفي عهد الرئيس  المصري المخلوع  محمد حسني مبارك ، فتح النظام أذرعه مرة أخرى  ليحتضن تنظيمات  اليمين الاسلامي  ، ومثلما فعلت مصر فعلت تونس عندما صعد لحكمها  زين العابدين بن علي ، ولما سقط النظامان تحت ضربات  جماهير الربيع العربي ، كانت تلك التنظيمات الإسلامية الأكثر جاهزية  لحصاد  أيجابيات  الربيع العربي  في الجمهوريتين ، ذلك قبل أن تنتبه الجماهير وتغل أيديهم المتطاولة نحو السلطة  فكانت المحصلة في مصر عودة الجيش مرة أخرى إلى السلطة .  بلادنا بدورها  لم تكن بمنأى عن طبيعة تلك الجمهوريات الشمولية ، التي تحكمت لعقود في مقدّرات  العدد الأضخم من شعوب المنطقة العربية ، وكان نصيبنا الأوفر في نظام الحكم المايوي  الذي لم يفقه وفرة غير نظام الانقاذ الحالي ، لقد صعدت إلانقاذ مثل سابقتها مايو إلى سدة الحكم بانقلاب عسكري ، ولإن استند قادة انقلاب مايو عند صعودهم إلى السلطة على كتف اليسار السوداني ، فقد صعد  قادة انقلاب الانقاذ على كتف التظيم الإسلامي  ، ومثلما تغلبت نزوة القائد الملهم الفذ في تجربة  حركة يوليو المصرية ، طابقتها  نزوة القائد الملهم  في تجربة  مايو ، حيث انقلب على رفاقه من  الشيوعيين وأشبعهم  قتلا وحبسا وإقصاءا إثر محاولتهم الانقلابية عليه ،  ليعود من بعد  مستنصرا بأيديولوجية عروبية  ذات منهج اشتراكي ، غير أنه وكعادة القائد الأوحد الذي لا يكترث بنخبته السياسية ولا تنظيمه ولا أيديولوجيته ، عاد ليحتضن الحركة الاسلامية بقيادة الدكتور المرحوم حسن الترابي ، ويشرع أمامهم أبواب العمل التنظيمي والسياسي والاقتصادي ، بل مضى إمتثالا لنزوته في القيادة في تبنى مشروع أسلمة التشريعات ، ونصيب نفسه إماما للمسلمين ، غير أن إمامته الإسلامية لم تحول دون إعدام زعيم الحزب الجمهوري  ، والغدر بقيادات تنظيم  الحركة الاسلامية  وزجهم في السجون ، ولولا  أن شاءت إرادة الله أن يسقط النظام  بانتفاضة الشعب السوداني ،  لشهدنا تراجعات مهولة  وربما مجازر بشرية ، كان قد فلسف لها بمقولة  متعنجهة ( الثورة تراجع ولا تتراجع ) !!! ولك الآن أيها القارئ الكريم  أن تقيس حال  النظام الكائن في بلادنا  ، وتدرس مسيرته على ضوء  ما استعرضته أمامك من وقائع و أحداث ، اتسمت بها  تجارب النظم الشمولية ، ولن تخطئ  بفطنتك المتقدة عن استشراف حقيقة ( المتغتي بالشمولية  راقد عريان ،  والطين الفى الرجلين عمرو ما ببقالك نعال) . ترى هل وصلت لإجابة  لسؤال هذه الرسالة ؟ أم كان الأصلح لي  أن أضجع على سريري مرددا كما تكونوا ......؟.     |  
  	
  
   
   |  |  
  
  
  
      
           
  
 
 
 | 
 | 
   |   
  |   
  |   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                
                
                    
                 
            
            
 
 
 
 
         
  
  
 | 
 
 
 |