تواترت التقارير الإخبارية عن ممارسات، تعابير و كتابات متنوعة ذات طبيعية عنصرية معادية للسود، المسلمين و المهاجرين بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة. لم تكن تلك الأفعال العنصرية في الولايات المتحدة وحدها بل حتي في مدينة تورنتو و هاملتون بأونتاريو في كندا و غيرها. من يمارس تلك الأفعال أو الأقوال أو الكتبات العنصرية هم بيض من فئات عمرية مختلفة و من الجنسين. من المؤسف أن أقول أنه بعد انقضاء ستة سنوات علي إقامتي في كندا و حصولي علي الجواز الكندي أن العنصرية المبنية علي تفوق الإنسان الأبيض ماثلة و تمم ممارستها في جو من تساهل الشرطة مع الجناة و المخالفين للقانون من الخواجات . ليكن معلوماً لدي الجميع أنه بناءً علي الدستور الكندي أو الأمريكي أنه من حق أي انسان التعبير شفاهة عن أي فكرة حتي و لو كانت الفكرة عنصرية تستهدف أي مكون من مكونات المجتمع و ليس من حق ذلك الشخص كتابة أو نشر تلك الأفكار فهذا يدخله تحت طائلة جرائم الكراهية. هزمت الهجمات الأرهابية فكرة الحريات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و طالت حقوق التعبير و حرية الفكر و المعتقد و حرية ممارسة الشعائر الدينية و كمثال لذلك ما يسمي بمشروع قانون C-51 المجاز في كندا أيام حكم سيء الذكر استفين هاربر اليميني المتشدد. تمّ تفصيل قوانين شبيهة تحاصر انشطة المسلمين المختلفة و تعرضهم لمخاطر مصادرة الحقوق و لأن المُشَرِّع كالذي يمشي في مكان تنتشر فيه قطع الزجاج المكسور تمت صياغة تلك القوانين بنوع من التعميم لكنها عند التفسير في المحاكم أو عند الشرطة و المخابرات ليست أكثر من حزمة قوانين للنيل من المسلمين تحت دعاوي مثل الأرهاب المستولد داخلياً و المقصود به ابناء و بنات الجاليات المسلمة الذي تبدر منهم افكار او ممارسات ذات صلة بثقافة الحرب الحديثة بين الغرب و الهوس الديني في الشرق الأوسط و افغانستان و باكستان و غيرها من الدول التي تنشط فيها تنظيمات الهوس الديني أو ما يسمي بالأرهاب. في هذا الاستطراد يجب أن أؤكد أن مايتم بين القاعدة و الغرب أو بين داعش و الغرب هو حرب من نوع جديد و بطبيعة جديد حرب ليس فيها تحديد لساحة المعركة و ليس فيها تحديد للأهداف حرب تبخس من قيمة الجيوش و تمتحن مباديء الأوربين ذوي الخبرة الطويلة في الحروب العادية التي تمارسها الجيوش ( وردت هذه الفكرة عندكاتب مغربي لا أذكره). من أوجب واجبات الدولة في الغرب حماية المواطن و السهر علي أمنه و سلامته و في هذا المأمن قد ضربت التنظيمات الأرهابية الغول الإمبريالي و مرغت أنفه بالتراب فالدولة باتت عاجزة تماماً عن حماية مواطنيها و صون ترابها من اليافعين الذين يفجرون انفسهم أو أولئك الشباب الذين يخططون و ينفذون الهجمات الأرهابية. الحرب علي الأرهاب بالمنطق الغربي تدور خارج الغرب بالطيران و الجيوش و داخل الدول الغربية يتم الرد من قبل الأرهابيين المسلمون و في داخل الدول الغربية تمت ممارسات كثيرة تطال العديد من الأبرياء بسبب قوانين علي شاكلة مشروع قانون C-51. لم يعش الغرب الأمبريالي نوعاً من هذه الحروب فالعدو في العراق و في افغانستان و له جيوبه في البلدان الغربية و يمارس تقتيله للابرياء في باريس و لندن و نيويورك و بطرق تشبه افاعيل العاب البلاي استيشن كان لا بد من ذلك الإستطراد عن الأرهاب حتي يتضح الجو العام الذي يعيشه المواطن الابيض (الخواجة) في الغرب فهو في تهديد مستمر من عملية انتحارية او تفجير ينسف وجوده و استقراره للأبد. هذا الإنسان المسجون في مخاوفه لا ينفعه رئيس غير الأراجوز ترامب الذي يدغدغ مشاعرهم و اعصابهم البايظة بأن نهاية الأرهاب ستكون علي يده و جميعنا يعرف أن هذا الكلام غير دقيق لأن انهاء الأرهاب و منظماته عمل طويل و مشروع أكبر بكثير من مقدرات ترامب أو الولايات المتحدة. لينتهي الأرهاب الإسلامي لا بد من أصلاحات كثيرة في الدولة الإسلامية علي شاكلة الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة و صون السيادة الوطنية و الكثير من الإصلاحات الإقتصادية و بسط خدمات الصحة و التعليم و الإسكان و الأهم صيانة حقوق الإنسان و هذا أمر يعني مواطني الدول الإسلامية وحدهم و ليس الغرب أو العالم ما يلي الغرب الإمبريالي من مسئوليةهو أن يتوقف عن ممارسةعلاقاته الشوهاء مع الدول في آسيا و أفريقيا حيث يحرص الغرب الأمبريالي علي مصالحه التجارية و يحرص علي وجود انظمة حكم فضائحية في بدائيتها كانظمة الحكم في الخليج مثلاً أو السودان لتحرس تلك المصالح الشوهاء.هذا الوضع المربك يعرض الغرب باستمرار و انسانه لأن يكون هدفاً للهجمات الإرهابية و يعرض خواجاته الابرياء لمخاطر العيش تحت تهديد الأرهاب الدائم لأن بتلك الدول سوالف أخري. الناخب في الغرب الإمبريالي مرعوب و خائف من هجمة ارهابية مسلمة وشيكة و غادرة. و لمن لا يعرف الخواجات فهم لا يدخلون معركة إلا بعد أن يضمنوا تفوقهم العسكري فيها ( إدوارد سعيد) و لقد تمت هزيمة هذه العقلية الإستبدادية و الباحثة عن الضحايا عن طريق أولئك اليافعين المفجرين لأنفسهم فالسلاح الآن ليس مدفعاً او طائرة أو دبابة السلاح الآن انسان و هذا أمر معجز و خرافي بالنسبة للخواجة العادي من ناس قريعتي راحتذلك الحريص علي عشائه و سهرته في الويكاند. و من هنا نبتت شجرة الإسلاموفوبيا وارفة الأغصان و حولت صدروهم إلي غابات تسكنها الوحوش الكاسر علي شاكلة الكو كوكس كلان. عندما يعلن مثل ترامب أن سيخلص الأمريكان من الأرهاب الإسلامي فإنه يخاطب لاوعيهم و يرفع عن نفوسهم خوفاً سبب لهم الأهوال و أطار النوم من عيونهم. لا، و يقول لهم أنه بطرده للمهاجرين سيوفر لهم الوظائف و بذلك يكون قد زال الخوف و ليس عند الخواجات غير التأمل فيما يلتبس السبيلين من دغدغة و هناء بعد استقرار الراتب النصف شهري. بذلك القول و ذلك الإيهام ترجع للخواجة أوهام سيادته فيتنمر علي السود و المسلمين و المهاجرين من مواطنيه و هذا هو سبب الممارسات العنصرية الأخيرة فلقد وجد الخواجة أخيراً مكاناً "يضرط فوقو" و لو علي سبيل الوهم.
طه جعفر
11-16-2016, 01:33 PM
طه جعفر طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7427
المجتمع في الولايات المتحدة منقسم فهنالك افاعيل اليمين المسيحي المتشدد من مضايقات للمهاجرين و اسلاموفوبيا و هنالك الألم المستمر الناتج عن استداف الشرطة الدائم للشبان و الرجال السود بالقتل علي اساس الإشتباه و الأزمة الإقتصادية الطاحنة و البطالة و إقفال المصانع و تسريح العمال لفتح المصانع حيث العمالة الرخيصة و التكاليف القليلة في دول مثل بنغلاديش و دول افريقية أخري ( هجرة رأسمال)
حملة ترامب الإنتخابية أدارتها كوادر عليمة بعلم النفس الإجتماعي و عرفوا كيف يتلاعبون بمشعاعر البسطاء من البيض ناقصي التعليم و عرفوا كيف يستفيدون من مخاوفهم الماكثة من الأرهاب و المستقبل و عرفوا كيف يستغلون الإنقسام و الأستقطاب الحاد في المجتمع
حملة ترامب الإنتخابية تجسيد للمقولة الدراجة " السياسة لعبة قدذرة" و نقول فقط عن الساسة القذرين أمثال ترامب
11-16-2016, 01:58 PM
طه جعفر طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7427
تقال عن التضايق من الحاضرين في مجلسٍ ما أو مكانٍ يقترح المقال انطباق هذه المقولة علي البيض العنصريين و هم يمارسون عدوانيتهم ضد مكونات المجتمع الأخري.
ظهرت في إيست يورك هنا حوالي 100 ملصق بحجم A4 الصقت علي اعمدة الكهرباء معنونة لشخص " أيها الإنسان الأبيض" و تتكلم بشكل سلبي عن المهاجرين و العارفين لتورنتو يعلمون أن يورك الشرقية منطقة تركز للمهاجرين ، خاصة الآسيويين لدرجة أنو هنالك جزء اسمه كراتشي الصغيرة واحد من أطرف الملصقات يقول لماذا يجب علي الغرب الأبيض أن يكون متنوع ثقافياً يبدو أن كاتب الملصق نسي أنه هو نفسه مهاجر لأن كندا لها سكانها الأصليين حالها حال استراليا و الولايات المتحدة و أيسلندا و نيوزلندا و أن التنوع الثقافي لم يتم الكلام فيه و انتهاجه نتيجة للمهاجرين الجدد في كندا إنما نتيجة لوجود الفرنسيين و البريطانيين و البرتغاليين و غيرهم من المستوطنين و المحتلين الأوئل هذا غير الأكاديين و هم هجين العرق الأبيض و السكان الأصليين و الأخيرون بالمناسبة يخضعون لتمييز رهيب تمّ الإعتراف في الدستور باللغتين الإنكليزية و الفرنسية في قسمة جغرافية ضيزي و هنالك غبن عند البرتغاليين و الاسبان و غيرهم من المان و لموم اوربي آخر. التنوع الثقافي ليس من أجلنا نحن إنما من أجل المحتلين القتلة من الأوربيين الأوائل الملصق يعكس درجة نقس التعليم عند البيض العنصريين و حالة الجهل التي تلتبس اطروحتهم العدوانية
فلنفهم مخاوفهم قبل أن نفكر في الإنفعال بممارساتهم الرعناء و نبلغ عنها الشرطة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة