اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما الصدى, قولوا خواطركم هنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-03-2025, 00:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2016, 03:05 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما الصدى, قولوا خواطركم هنا

    03:05 AM May, 26 2016

    سودانيز اون لاين
    HAYDER GASIM-كندا , مديرية أونتاريو, مدينة تورنتو
    مكتبتى
    رابط مختصر

    خاطرتي ... أنه إنقلاب إستعطف الظرف العام والمحيط الذي هيأته حركات التحرر الوطني
    من حولنا, أكثر من أوضاع السودان وأكثر من سلم التدرج الذي كان ينبغي وأن يعتلى درجاته
    السودان, لحسب أوضاعه ولموجب مسارات ومنعطفات تجربته الذاتية. لكن إنقلاب مايو قطع
    الطريق أمام التطور الطبيعي للتجربة السياسية السودانية. وقد حدث هذا لأن طلائع التغيير
    المايوي كانت مخلوبة بنمطية التحرر الوطني كحركة عالمية, وكترس صغير إدعى أنه كبير
    في خضم مناخ الحرب الباردة آنها. فصاروا جمعيا ضحايا وصاروا أكثر غربة عن مجتمعاتهم
    لما حطت الحرب الباردة أوزارها ... فمايو ... كانت تغيير مرتجل وترتبت عليه تبعات عظمي,
    غض النظر عن إرتباطات وإنحلالات مايو عن مختاراتها ... يسارا ... أو ... يمينا

    مع ملاحظة مهمة متعلقة بحركات التحرر ونفوذها ... حينها, هي أنه لم يكن يهمها نمط التغيير
    ولا آلياته ... فأي إنقلاب أو ثورة أو تمرد أو إنتفاضة تضع طاقم يساري في السلطة, فهذا كل أمرها.
    لهذا في إمكاني القول بأن كنا ضحايا الرهان على الثورية أكثر من السعى والتصالح مع الديمقراطية,
    فذهبنا جميعا بذهاب الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي. وإلا ... فأين مثلا الحركة التي كانت يوما
    ما تمثل رئتنا السياسية التي نتنفس بها وزادنا النضالي والمعنوي الذي كان {حركة عدم الإنحياز}

    مايو في ظني ... نموذج واضح لإستغلال المؤسسة العسكرية لخدمة أهداف سياسية, لها أهلها
    ولها أحزابها ولها عزمها الثوري, فقط هو يقصر على الوصول إلى السلطة, ولأنهم في نهم ضالع
    لتلك السلطة فقد كانت المؤسسة العسكرية هي ... تلك المطية

    شعب السودان لم يختر مايو, ومايو أعاقت مسيرة شعب السودان نحو مواجهة أحواله ومصائره,
    وقد كانت تلك من {الإنابات} البشعة التي ما يزال شعب السودان يدفع أكلافها ... وكثيرا
                  

05-26-2016, 05:34 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

                  

05-26-2016, 07:32 AM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    رجلٌ من بلادنا

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (صدق الله العظيم)

    ذات شتاء و الستينيات من القرن الماضي تلفظ أنفاسها جلستُ الى ثلة من الزملاء الصحافيين في مقهى السليماني في الخرطوم 2 بالقرب من دار جريدة الصحافة. كان النهار قد انتصف و ارتفعت درجة الحرارة ارتفاعا ملحوظا أرغم بعضنا على التخفف مما ثقل من أردية، فشتاء العاصمة السودانية، هو صيف بلاد تعرف تفاصيل الفصول و تؤرخ للمواسم. في الخرطوم يصفع وجهك هواء بارد فجرا طيلة أيام طوبة و بعض أيام أمشير حينما يعمي الغبار العيون و يملا الخياشيم و الأفواه، و لكن تلسعك أشعة الشمس بسياط من "عنج" فور بزوغ قرصها أو توسطه قبة السماء. كانت مجموعة الصحافيين وحدها هناك مسترخية تحت شجرة المقهى الظليلة، لا تأبه ببعض مما تساقط من أوراقها على المنضدة أو فوق رؤوسهم و أكتافهم. كانت المائدة فارغة من أية أكواب أو أقداح أو صحون، فالشهر كاد أن ينصرم و الجيوب شبه فارغة. أحكم الزميل صديق محيسي قبضته على مجلتي "شعر" و "دراسات عربية"، و أبى على الآخرين تصفحهما خشية ان يذهب احدهم باحداهما أو كليهما. إلا ان المجلتين لم تشغلاه عن متابعة حديث يدور بين عبدالرحمن احمد و يحي العوض و شيخ إدريس بركات و يوسف الشنبلي حول مشروع الدستور الاسلامي المقترح و تصرف الكتل النيابية في الجمعية التأسيسية و الأحزاب غير ذات التمثيل النيابي حيال ذاك المشروع. كان صاحب الأخبار، الصحافي الكبير رحمي محمد سليمان، ينصت الى ما يدور بلا تعليق، و يتلفت يمنة و يسرى مترقبا وصول بقية المدعوين الى مأدبة غداء في منزله، و يبتسم بين فينة و أخرى لملاحظة ساخرة بليغة رمى بها محمود محمد مدني بصوت خفيض من غير اكتراث. ثم جاء مصطفى عابدين الخانجي حاملا كومة من الصحف الإنجليزية، أتى بها من مكتبه في السفارة اليوغسلافية القريبة من المقهى، و لكن تأخر عن الحضور سكرتير تحرير جريدة الصحافة، الزميل شريف طمبل، و قد كان مهنيا بارعا صبورا يدقق في السطور و العبارات و الكلمات و الحروف و الفواصل و النقاط.

    فجأة أطل الفنان حسن عطية دون ان ينتبه احد من أين أتى؛ فحرك رتابة الجلسة، إذ نهض الجميع هاشا باشا بمقدم أمير العود، ثم تحلق الجمع حوله. كان حسن عطية، كدأبه، في كامل أناقته، يرتدي حٌلةً زاهيةً، و ربطة عنق حريرية، و على رأسه قبعة بنيّة اللون من الجوخ الإنجليزي الرفيع تلائم الحُلّة و تكملّها، و ينتعل حذاءً لامعا، يبدو انه من صنع “شيرش". حينئذ نفضت الجيوب عنها خيوط العنكبوت لتتزين المائدة بأكواب الشاي و أقداح القهوة. دار الحديث حول رحلته الأخيرة الى لندن و مشاهداته هناك و الذين قابلهم من السودانيين و ما سجله للقسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية. و بينما نحن في هذا الحديث عبرت الشارع – آتية من الجنوب و متجهة نحو الخرطوم - سيارة عبدالخالق محجوب، الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني، متخطية المقهى ببضعة أمتار، إلا انه التفت يميناً فرأى الجالسين في المقهى. أوقف السيارة و عاد بها الى الوراء حتى حاذى الشجرة من الجهة الأخرى و ترجّل. كان "راشد" يرتدى حُلة لونها يماثل لون سيارته الصغيرة و هو لون الى شراب الكاكاو المخلوط بقليل من الحليب أقرب. قاد عبدالخالق طيلة الفترة التي عرفه الناس فيها "فولكس واقن" كانت شركة سفريان، وكيل الشركة الألمانية المصنّعة، تبيع الواحدة منها بثلاثمائة جنية سوداني، بما يعادل تسعمائة دولار اميركي وقتذاك، أقل أو أكثر.

    عبر عبدالخالق الشارع الى حيث نحن و صافح الجميع بوجه بشوش ثم جلس الى جانب حسن عطية. كانت تلك سانحة لمعشر الصحافيين يسألون فيها الرجل عن موقف الحزب الشيوعي من مجريات الأمور في البلد المحتقن. لكن حسن عطية لم يمهلهم فابتدر الحديث دون ان يلتفت الى الجالس بجانبه. قال الأمير: لم يتح لي ان أدلي بهذا من قبل، إذ لم يسألني صحافي قط و لم تسنح مناسبة سابقا. لكن لابد أن تعرفوا ان الفضل يرجع الى عبدالخالق محجوب في إلمامنا – أنا و جيلي - باصول الموسيقى. لقد كان الرجل يحثنا على سماع الموسيقى العالمية و تعلم النوتة حتى ننهض بالغناء السوداني. كان يخصص لنا وقتا يشرح فيه مؤلفات كبار الموسيقيين الكلاسيكيين دون كلل و لا ملل، فهو من العارفين بأسرارها و جمالياتها و تأريخها. و هنا قال احدنا بخبث، و من خلال الموسيقى، كان يشرح لكم التعاليم الشيوعية. فرد حسن عطية بالقول: ان الرجل لم يأت على سيرة كارل ماركس أو لينين مطلقا أثناء تلك اللقاءات، بل لم يذكر لنا اسم موسيقار روسي واحد حتى سأله التاج مصطفى عن شايكوفسكي و بحيرة البجع. عبدالخالق محجوب من العالمين بالغناء السوداني، مضى أمير العود الى القول و أسهب في ذلك، بينما الدهشة تعلو وجوه مستمعيه. لم يعلق الزعيم الوطني الكبير على ما قاله الفنان المخضرم، إلا بسؤال واحد: أما زلتم تستمعون الى الكلاسيكيات؟ ثم استأذنا سويا، و انصرفا معا. و بعدها بقليل اكتمل عقد المدعوين و ذهبنا الى دار رحمي سليمان الذي كانت تنتظرنا فيه وجبة شهية أعدتها والدته، و ما يُستوجب تناوله مع مثل تلك الوجبة الدسمة من شراب و سياسة و صحافة و أدب و فن و مِلَح و طرف. كان رحمي سليمان أعزباً معظم حياته، لكنه أدرك قطار الزواج متأخرا.

    كان عبدالخالق من أهل النهى يسعى الى بذل معارفه الى كل أهل السودان و غيرهم حيثما حل و في أي بقعة حط رحله، و لذلك ظل ذكره حاضراً عند كل ملتقى و مناسبة.

    يوم عُقد اللقاء الصحافي العالمي لإحياء مئوية لينين في ليننقراد (سان بترسبرق حاليا) في نوفمبر/تشرين الثاني العام 1969، و هي من الفعاليات العديدة التي سبقت الاحتفال الرئيس في العام 1970، كنت و محمود محمد مدني من السودان، و من مصر احمد حمروش و حسين فهمي (رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم حينئذٍ، و ليس المشخصاتي المعروف)، و واثق الشاذلي من اليمن "الجنوبي"، و حسين العودات من سورية نجلس في أروقة قاعة المؤتمر أو في أرجاء الفندق الى لفيف من الصحافيين و الكتاب من شتى المشارب و العقائد و المذاهب أتت بهم الرياح الأربع الى قصر سمولني و فندق سوفتسكايا الذي أنشئ حديثا يومذاك. لم يكن لينين هو محور النقاش، بل عبدالخالق محجوب و رؤيته الى الأحداث في سودان 25 مايو/أيار، و موقفه من حركة اليسار الجديد في أوربا، و تداعيات ما بعد ربيع براغ، و مساومة برلينقوير التاريخية و موقف حزبه منها جميعا و من الانقلابات العسكرية. كان رواد تلك الحلقات من سيرلانكا و السويد و جزر الرأس الاخضر و الاروقواي و الفلبين و إيران و غيرها. يذهبون ثم يأتي غيرهم من أماكن اخرى و الموضوع واحد، و هكذا دواليك، طيلة أيام الاجتماع. و بالقرب من تلك الحلقات كانت تنتثر في مناضد تتوزع الممرات و الأروقة، صحف و مجلات و كتب دعائية سوفيتية بلغات مختلفة، إلا ان ما لفت الأنظار هو العدد الأخير من مجلة (أنباء موسكو) بمختلف اللغات و هو يحمل في الغلاف صورة ثلاثي فرقة (البلابل) السودانية، و في داخل العدد تحقيق صحافي واسع عنهن مع صور اخرى. كان ذلك التحقيق في بعض الأحيان مدخلا الى حديث يدور عن السودان ثم يدلف الى الحزب الشيوعي السوداني و زعيمه و يقف هناك فلا يبرح الى موضوع آخر.

    ظل راشد محط احترام الجميع من مختلف التيارات السياسية و غيرها. كان ذلك واضحا جليا في جلسات الجمعية التأسيسية أو في مقصفها، قبل دخول القاعة أو أثناء الاستراحة بين الجلسات، و حينما ينعدم النصاب لتغيب أعضائها. في هذه الأحايين، كان رئيس الوزراء، محمد احمد محجوب، يصحب عبدالخالق الى الركن الشرقي من المقصف لينضم إليهم زعيم جبهة الميثاق الاسلامي، حسن الترابي، و قطب حزب الأمة، اسحق محمد الخليفة شريف، و الشريف زين العابدين الهندي، و أحيانا زعيم المعارضة، محمد إبراهيم دريج. انقسم حزب الأمة آنذاك الى قسمين يقود احدهما إمام الأنصار حينذاك، الهادي المهدي، و الأخر ابن أخيه الصادق الصديق المهدي؛ و كان أحمد إبراهيم دريج من قسمة الصادق. الى ذلك الركن يُهرع الصحافيون ليشهدوا حديثا في الفكر و الأدب و المشاكسة السياسية و الحوادث و النوادر و الطرائف و المزاح الرفيع. لذلك لم يكن مستغربا البتة ان ينعى محمد احمد محجوب في كتابه "الديموقراطية في الميزان" الصادر عن دار النهار البيروتية في العام 1973 عبدالخالق و يصف اغتياله الخسيس بأنه نهاية عهد التسامح في السودان. ورد في ذلك الكتاب ما يلي:

    "ان إعدام زعيم الحزب الشيوعي السوداني يشكل نهاية عهد التسامح و الحلول الوسطى في حياة السودان السياسية. إنني أعرف عبدالخالق محجوب منذ 20 سنة. كان يتحلى بنزاهة و شجاعة بالغين، و كانت الأخلاق السودانية تأتي في الطليعة في تفكيره السياسي، و قد ساهم كثيرا في إيجاد توافق بين تاريخ السودان الاسلامي و الآراء الماركسية الثورية، و هذا ما جعلني دائما اصف الحزب الشيوعي السوداني بأنه حزب سوداني لا يدين بالولاء لموسكو أو أي بلد شيوعي آخر في العالم."

    كلام صريح و واضح سطّره احد رموز اليمين المستنير في السودان، و أحد الذين دانوا بالولاء لإحدى الطائفتين الإسلاميتين الكبيرتين اللتين صبغتا المشهد السياسي و الصوفي بألوانهما و ما زالتا، ألا و هي طائفة الأنصار التي يتوارث مرجعيتها الدينية و السياسية آل المهدي، مثلما يرث المراغنة مرجعية الطائفة الختمية. و لهذا فقد كتب بازل ديفدسون مؤلف كتاب " أفريقيا تحت أضواء جديدة" - الذي ترجمه الأديب و الدبلوماسي الراحل، جمال محمد احمد(1) - في معرض نعيه لعبدالخالق "انه قد استطاع تأسيس طائفة ثالثة في السودان الى جانب الطائفتين الدينتين الرئيسيتين، الأنصار و الختمية". و أردف القول ان تلك الطائفة التي أسسها عبدالخالق محجوب كانت تضم مريدين من كل أبناء السودان بمختلف انتمائهم القبلي أو الديني أو الطائفي أو الجهوي أو العرقي، و هو ما تفتقده طائفة الأنصار و منافستها طائفة الختمية. نشر بازل ديفدسون نعيه في "أفريكا كونفدينشيال"، و هي نشرة غنية، تصدر نصف شهرية و تطبع في أوراق زرقاء اللون تشبه أوراق الرسائل البريدية و في حجمها، و ترسل الى المشتركين فقط. أطلعني على هذا النعي - و الخرطوم تحت قهر ُبسطار العسكر الجامحين الذين ما كانوا يتسامحون مع من يحمل مطبوعة فيها مثل هذا الكلم - الزعيم الإرتري عثمان صالح سبي، و كان من المشتركين فيها، تأتي إليه في مقره الدمشقي. كان سبي في زيارة الى الخرطوم يومئذ يحاول مرة بعد مرة مع رفاقه الآخرين رأب الصدع الذي أصاب جبهة التحرير الإرترية و أسال دماء ما كان لها ان تسيل في غير سوحها، و ما زالت الى يومنا هذا، للأسف، تهدر بين الإخوة الأعداء في غير طائل، سوى نهم السلطة و شراهة لا مثيل لها الى سبل التسلط و القهر و المال الحرام. لكن تلك المحاولات، التي بذلها و رفاقه، ذهبت سدى، و سدت في وجهها سبل الوفاق و فتحت أبواب الشقاق الى يومنا هذا.

    اعتدت و اسحق محمد الخليفة شريف ان نمشي الهوينى عصرا من مبنى الجمعية التأسيسية في شارع الحلواني بالخرطوم الى وكالة الأنباء الإقليمية (رويتر) في عمارة أبي العلاء. و نتوقف في الطريق لتحية هذا و مجاملة ذاك. و يطول وقوفنا في ظلال المصرف التجاري السوداني، الذي قام على أطلال مقهى الحلواني الشهير، حينما نلتقي بالمحامي عبدالوهاب بوب.

    كان اسحق رجلا جسيماً، لكنه رقيق الحاشية، خفيف الظل، ساحر الابتسامة, دوما يسبقه عطره. فقد ظل الناس يعرفون بمقدمه قبل ان يروه من عطره الفريد النفاذ. كان شاعرا مرهفا، كتب الشعر بالعربية و الانجليزية و الفرنسية، و له، حسبما أذكر، عمل مشترك مع الشاعرة الفلسطينية، سلمى الخضراء الجيوسي، لعله عن انطولوجيا الشعر العربي. حينما يلتقي اسحق و عبدالوهاب تتدفق الفرنسية منهما سلسبيلا، و أنا أجاهد في فهم بعض الكلمات و العبارات الباريسية القحة الدارجة، فيفوتني المعنى لأسأل عنه اسحق حينما نتابع الطريق. و اسحق هو الذي عرفّني على أعمال شعراء عرب كتبوا بالفرنسية و منهم جورج شحاده. فبينما كنت اكتب حصيلة نهاري من أخبار لرويتر أو وكالة أخبار الخرطوم، كان يقرأ هو شعره بلغة من اللغات الثلاث أو شعرا بالفرنسية لآخرين، مشيرا الى مواضع القوة أو الضعف في تلك القصيدة أو منهج ذلك الشاعر. كنت أدرك بعضه و يفوتني الكثير، و أنا أسابق الزمن لأرسل ما لدي من أخبار، قبل ان يسبقني المنافسون.

    ذات صباح، كانت الجمعية التأسيسية قد انفضت مبكراُ، فذهبت الى حال سبيلي ثم عدت الى مكتبي عند الظهيرة لأجد اسحق في انتظاري، يقلب أوراقا في يده. حياني الرجل ثم مد يده بالأوراق وقال: "جئت لسببين، الأول أن ادعوك الى حفل شاي في منزلي الأسبوع القادم تكريما لعبد الخالق محجوب. سيحضر الحفل لفيف من المثقفين، و أهل السياسية، و الصحافيون الانجليز الذين يزورون البلاد هذه الأيام. أعلم ان وزارة الإعلام لن تضع في برنامجهم مقابلة هذا الرجل المفكر الكبير، و لذلك سأقوم بهذه المهمة بدلاً منهم. أما السبب الثاني، أريد منك أن تقرأ ما كتبت عن النقاب، و تحاول ان تجد من ينسخه لي على الآلة الكاتبة، حتى ابعث به الى الاسبكتاتور.” كان المتعلمون السودانيين، على عادة الانجليز، يحتفلون بالناس بإقامة حفلات الشاي في الخامسة عصراُ أو يدعونهم الى فطور صباحي.

    قرأت ما كتبه هذا الشاعر المرهف بانجليزية رفيعة و أسلوب سلس. كان المقال عن تاريخ النقاب و بعده عن صحيح الإسلام، بل رده الى عصور الانحطاط عند المسلمين أتى به غير العرب من سلاجقة و عثمانيين الخ.. و قد جعل "النقاب" عنوانا للمقال. انتظر الرجل بصبر حتى فرغت من قرآة المقال الطويل، و استمع إلي ما قلتُ فيما كتبَ؛ ثم دلفنا الى خبر إيداع بعض أعماله الشعرية باللغة الانجليزية مكتبة الكنغرس، و قد حدث ذلك في تلك الأيام. كتابة ذلك المقال أتت استجابة لطلب رئيس تحرير مجلة الاسبكتاتور، و هي مجلة يقرأها المثقفون، و أهل الرأي و الصفوة و من هم مثلهم، غير المجلات و الصحف الأخرى التي يطلع عليها عامة الناس، و العوام و غير العوام. و أظن ان رئيس تحريرها أو احد محرريها كان من بين أعضاء ذلك الوفد الزائر. ثم أمسك بسماعة الهاتف و أملى على بعض الصحف المحلية خبر حفل التكريم الذي سيقيمه لزعيم الشيوعيين السودانيين، فنشرته في اليوم التالي في صفحات الاجتماعيات. إلا ان علة طارئة حالت بيني و بين حضور ذلك الحفل، و ان عرفت ما دار فيه من نقاش و ملخص للكلمات التي ألقيت ترحيبا بالمحتفى به من اسحق نفسه و من آخرين حضروا ذلك الحفل. دونته في أوراق تركتها خلفي في حي العمدة بامدرمان، لا أدري ان كانت باقية أم ذوت. و لكني أدعو من حضر ذلك الحفل أن ينشر ما دار فيه قدر المستطاع. فهو وقفة سمحة من تاريخ السودانيين الحديث، لو يرجعوا إليها في زمن الإسفاف و الضحالة و الهرج و المرج هذا.

    و في ذات السنة رزق الشاعر عزيز اندراوس، صاحب "الشاطئ المهجور" الذي صدر في خمسينيات القرن الماضي، طفلا، فنشر في صفحة الاجتماعيات انه قد أطلق على مولوده اسم "عبدالخالق" تيمنا بالأستاذ عبدالخالق محجوب. إلا انه بعد أسبوع تراجع عن ذلك و نشر "تصحيحا" ان الاسم قد أطلق تيمنا بعبدالخالق حسونة، الأمين العام لجامعة الدول العربية يومئذ. كنت في بعض الأحيان أتوقف عند "مكتبه" و أنا في طريقي الى الجمعية التأسيسية، فيدعوني لتناول القهوة. كان الرجل يكسب رزقه من الوساطة (كومسنجي) لا من الشعر. و ذات يوم سألته عن هذا الاختلاط، إذ ان الخبر لم ينشر في صحيفة الحزب الشيوعي (الميدان)، بل نشر في صحف اخرى. بدى الرجل محرجا. قال انه تعرض الى ضغوط و الى اتهامات، بل الى تهديد بالمقاطعة التجارية، و خصوصا من جاليات معينة، كانت تنشط في مثل هذه التجارة. فقلت له لماذا لم يختر عبدالخالق ثروت ان كان لابد من التراجع عن اسم عبدالخالق محجوب عثمان، بدلا من اسم رجل بلا دور و لا اثر و لا ظل. ثم أنشدت بعض أبيات قصيدة له و انصرفت:

    لا تفزعي ... لا تجزعي

    هاتي الربابة و اسمعي

    لحن الفؤاد الموجع

    ُطبع "الشاطئ المهجور" على ورق صقيل، و انتشرت بين صفحاته صور عزيز اندراوس مع أصدقائه في مصر، من القاهرة الى الإسكندرية.

    كان عبدالخالق عصامياً موسوعياُ اصمعياً، شملت علاقاته جميع الناس و على كل المستويات. فهو يخوض في حوار عن الرياضة مع قطب نادي المريخ، شاخور، بذات الجدية التي كان يتحدث بها عن إحداث الساعة، و يتجاذب الحديث طويلا مع مالك دكان يمني عن دقائق تقاليد يمنية و ما يقابلها من موروثات سودانية. و كانت معارفه تحوي السياسة و الفلسفة و الفنون و الأدب بمختلف ضروبه و الرياضة و الاجتماع و العلوم و هلمجرا.

    ظل دار الحزب الجمهوري في شارع الموردة يشهد اكتظاظا لا مثيل له حينما يطل عبدالخالق إبان أزمة حل الحزب الشيوعي السوداني. كان محمود محمد طه، زعيم الجمهوريين الذي لقي على يد الجلاد نفسه ذات المصير، يسبقه حينا و يليه على المنبر أحيانا، و خطباء آخرون من مختلف الاتجاهات السياسية و التنظيمات النقابية. تفيض دار الجمهوريين بالناس و يضيق الشارع بهم أثناء تلك الليالي السياسية. و لم يكِّن بابكر كرار، رغم الخلاف الفلسفي و السياسي و المنهجي بين الرجلين، احتراما و تقديرا لأحد من رجال السياسة في البلاد، سوى لعبدالخالق محجوب. فبابكر كرار ما تردد أبدا – و هو رجل لا يلجم لسانه قط إذا ما دعا الداعي، أو حتى بدون دعوة من أحد، لان يبدي رأيا في الطبقة السياسية - في وصف السياسيين بالجهلة، و لكنه يستثنى منهم الأمين العام للحزب الشيوعي , لقد ربطت بين الرجلين صداقة حميمة ادهشت الكثيريين من الذين كانوا لايعرفون الناس الا من وجوهها , كنا حين نبحث عن عبد الخالق لتصريح صحفي هام فلا نجده الا في بيت طيني بالعباسية حيث يقطن بابكر كرار, وكنا حين نحتاج بابكر فلا نعثر عليه الا في مكتب عبد الخالق بصحيفة الميدان بالقرب من مطبعة ابوزيد, كانت تلك علاقة فريدة وعجيبة بين مفكريين عملاقين لم يعرف زماننا هذا لها مثيلا, فقد اعدم عبد الخالق بسبب راسه , ومات بابكر كرار بنزيف في راسه , وانظر كيف يموت بعض قادة اليوم , انهم يموتون من بطونهم , فالرؤوس هنا تستخدم فقط للثراء الحرام وغسيل الاموال وصناعة مصادرة الراي وكل شيء يفسد الحياة

    سيظل اغتيال عبدالخالق محجوب عملا خسيسا دنيئا، و جريمة نكراء بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، و إهانة بالغة و تجاوزا لكل معايير العدالة، و نقطة سوداء في تاريخ القضاء العسكري السوداني، على المؤسسة العسكرية ان تعمل جهدها لإزالتها بمحاكمة ما جرى في معسكر "الشجرة"، حتى تحتفظ بسجلها ناصعا و بمناقبية أفرادها لا تشوبها شائبة. فقد كان ذلك اليوم، يوما عبوسا قنطريرا. لقد روت لي ما جرى صحافية مصرية من مجلة المصور حضرت تلك المأساة الى جانب قائد زمرة 25 مايو و أطلعتني على صور لم تنشر من قبل. التقيت بها في دار نقابة الصحافيين المصريين في العام 1988، حينما كنت و زميلي سجاد الغازي إسماعيل، نشرف على دورة صحافية نظمها اتحاد الصحافيين العرب في القاهرة ربيع ذلك العام. كانت تلك أول فعالية عربية منذ مقاطعة العرب لمصر بعد زيارة السادات الى القدس، و لذلك احتفل بها المصريون أيما احتفال. رأيتها يومئذ و قد ارتدت الحجاب. قالت لي ان رئيس نظام 25 مايو/أيار كان مخمورا، لا يتوقف عن تناول الاسكتلندي العتيق من الزجاجة مباشرة، و كذلك بقية زملائه. لقد رد حكم المحكمة مرارا، طالبا الاعدام لعبدالخالق، و كنت أظنه في وقت من الاوقات انه سيطلب من رئيس المحكمة ان يحكم على نفسه ايضا بالاعدام. تلك الهستيريا، قالت لي، لم اشاهدها حتى في افلام الغرب الاميركي، التي تصور المكسيكيين سكارى، أجلاف، و وحوش كاسرة و مغتصبين. هنا رويت لها ما درسناه في مقرر التاريخ للصف الثاني من المرحلة الوسطى عن فيليب المقدوني. قلت لها ان القصة التي رويت لنا حينذاك هي عن ريفي أتى يشكو ظلامة الى فيليب، والد الاسكندر ذي القرنين، و كان فيليب قد استبدت به بنت الحان فأصدر حكما جائرا على ذلك الريفي، الذي صاح انه سيستأنف. هنا استشاط ملك مقدونيا غضبا و صاح في وجه الرجل: ستستأنف لمن؟ فقال الرجل: سأستأنف حكم فيليب السكران الى فيليب الصاحي. هنا أدرك ذلك الملك ما أتى فعفى عن الرجل. قالت لي بسخريتها المصرية: يبدو ان صاحبنا كان غائبا عن المدرسة يوم تعلم زملاؤه ذلك الدرس!

    كان راشد رجلا من بلد يكثر فيه الذكور. جمع بين الشجاعة و الرأي السديد. تجلى ذلك، على سبيل المثال، في مؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد منتصف ستينيات القرن الماضي لمناقشة مشكلة جنوب السودان. لمّا فزع قادة الأحزاب الشمالية من طرح مسألة تجارة الرقيق، تصدى لها بقول يصدق اليوم على ما يدور في البلاد و ما يشتجر فيه الناس في هذا الأوان:

    "ان التغييرات التي شملت بلادنا امتدت ايضا لمفاهيم الدوائر السياسية المختلفة، فانتصر صوت العقل و أصبح هناك اتفاق جماعي حول وجود مشكلة و قضية في الجنوب، و ان الحل الديموقراطي السلمي هو السبيل، بعد ان عانينا سنوات عدة من سياسة الإرهاب و البطش و إراقة الدماء. و كنا نأمل لو شملت تلك التغييرات مفاهيم بعض إخواننا هنا الذين يسمونا بأحفاد الزبير باشا، و نحن نقول بصراحة و وضوح: نعم نحن أحفاد الزبير باشا، فنحن لا نتهرب من تاريخنا، لكننا ننظر إليه نظرة موضوعية ناقدة، و في غير مرارة، نستفيد منه الدروس و نستقي منه العبر. فتجارة الرقيق التي تتحدثون عنها كثيرا كانت مدفوعة من المستعمر الأوربي و لمصلحته، و هي عار عليه في تلك العهود و عار على كل من نفذها."

    هكذا يشرق الوعي و ينبئ، فالإنكار لا يجدي، و الاعتراف عودة الى الجذور الأصيلة المنسية. و في أضابير و سجلات و محاضر لجنة الاثني عشر المنبثقة من ذلك المؤتمر ما يطفئ النيران و يخمد لهيبها لو ثابوا الى رشدهم... و لكن هيهات فإضرام الحرائق يعود عليهم بالأصفر الرنّان.

    (1) حينما كنت اعمل في جريدة "سودان استاندرد" اليومية التي صدرت عن دار الصحافة بعد استيلاء الدولة على دور الصحف، كان جمال محمد احمد، رئيسا لمجلس إدارة الدار. و قد ذهبت إليه في شأن يتعلق بترجمة رواية للأطفال كتبها احد الأشقاء الجنوبيين الذين عادوا من منفاهم بلندن صحبة الأديب الكبير. ثم تسرب بنا الحديث الى شؤون و شجون اخرى. حينها قال لي ان الفضل في ترجمته لكتاب بازل ديفدسون يعود الى عبدالكريم قاسم، رئيس العراق الذي أطاح بالنظام الملكي في بغداد العام 1958. و روى لي ان قاسم منع التجوال في بغداد بعد صدامات دامية بين القوميين و الشيوعيين، فلزم جمال بيته، و كان سفيرا للسودان في العاصمة العراقية، ليمضي لياليه في نقل الكتاب الى العربية. و تلك، قال جمال ضاحكاً، مأثرة لعبدالكريم قاسم.







    إعلانات








    أخبار .. تقارير ..

    •أخبار News
    •تقارير Reports





    Think Tanks


    Sudan Crisis
    Brooking Institute Studies
    International Crisis Group
    Congress Library





    تواصل Interaction



    Youtube
    Sudatube
    Facebook






    دورات تدريبية

    •صحافة : تحرير Reporting
    •صحافة : دراسات جدوى Studies
    •صحافة : رسائل ماجستير
    •علاقات عامة





    إعلان Advertisement








    اختر لغة الموقع



    Arabic English








    مركز التوثيق والدراسات والنشر2008
                  

05-26-2016, 02:50 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 18014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: sadig mirghani)

    تحياتي أخ حيدر قاسم ــــ كتبت:-
    Quote: مايو في ظني ... نموذج واضح لإستغلال المؤسسة العسكرية لخدمة أهداف سياسية, لها أهلهاولها أحزابها ولها عزمها الثوري, فقط هو يقصر على الوصول إلى السلطة, ولأنهم في نهم ضالعلتلك السلطة فقد كانت المؤسسة العسكرية هي ... تلك المطيةشعب السودان لم يختر مايو, ومايو أعاقت مسيرة شعب السودان نحو مواجهة أحواله ومصائره,وقد كانت تلك من {الإنابات} البشعة التي ما يزال شعب السودان يدفع أكلافها ... وكثيرا
    بداية دعني أؤكد رفضي لكافة الإنقلابات العسكرية ـ في وطني ـ إيا كانت عقيدتها السياسيةوالفكرية ـ وإيا كانت إجندتها وأهدافها ــ بعد هذه المقدمة الضرورية أعرج علي التاريخ ــ والسياقات والظروف الموضوعية التي كانت طاغية في الخسسينات والستينات ـ إي عقب إنهيار جدار الإستعمار وصعود نجم حركات التحرر الوطني * ربطت معظم حركات التحرر الوطني ورواد الإستقلال ـ مابين الإستعمار ومابين الديموقراطيةكمنتوج غربي ـ وإعتبروا أن تلك الصيغة ليست محائدة ــ وأنها إفراز لثقافة الغرب الإستعماري ـ وأن الديموقراطية السياسية مُعبر عن مصالح الطبقات المتحكمة إقتصاديا ـ إي القوي التقليدية المرتبطة بالإستعمار ــ بإعتبار أن ليس من مصلحتها ـ إحداث تغيير إجتماعي ـ يهدد مصالحها-إي محاربة الأمية والجهل والتخلف والإستغلال والعمل علي التنوير وبث الوعي والتحديث ، راهن قوي التحرر علي صيغة الحزب أو الجبهة الطليعية بإعتبارها المعبر الحقيقي عن مصالح الجماهير ـ ركزت تلك القوي ــ علي التغيير الإجتماعي والإقتصادي ـ وتقوية القطاع العام والعلاج والتعليم ــودعم السلع الأساسية ــ والإهتمام بقضية الثقافة والفنون ـ وقدمت مشروع إعترف بحقوق المراة ـ ولم ينحاز لدين أو عرق ــ إي كان أقرب للعلمانية ، ولكنهاأغفلت قضية الديموقراطية * نقد المشروع - إغفلت تلك القوي حقيقة أن الديموقراطية مشروع ـ إنساني وكوني ــ مرن وقابل للتطوروالتوطين ــ وإنها الديموقراطية علي علاتها أفضل تصور سياسي ـ ولايوجد إي بديل لهاوإنها المدخل الموضوعي لحل المشكلات والأزمات وأن الحرية قيمة أساسية في حياةالإنسان والمجتمع ــ وهي علاوة علي ذلك تعترف بالتعدد والتنوع ــ وتتيح التداولالسلمي للسطة وتكفل حق الإختيار والمفاضلة ــ_* مشروع الحزب والجبهة الواحدة يشكل وصاية علي الجماهير وينطوي علي العجلة في التغيير وبالتالي يعد مدخلاللشمولية والديكتاتورية ،، كان يمكن لقوي التحرر أن تطرح مشروعهاعبر آليات الديموقراطية وتتحلي بالصبر ـ وعدم القفز علي المراحل ـــ والرهان ــ عليقضية الوعي والتنوير ــ وفي هذا أشيد وأثمن علي تجربة ــ حزب المؤتمر الهندي وحزب المؤتمرالجنوب أفريقي ــ بإعتبارها حركات تحرر راهنت علي الديموقراطية والتعدديةأواصل ..........

    (عدل بواسطة كمال عباس on 05-26-2016, 02:51 PM)

                  

05-26-2016, 03:52 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 18014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: كمال عباس)

    أواصل .......... قلنا لابد من قراءة وإستقرا التاريخ ــ والسياقات والظروف الموضوعية التيكانت طاغية في الخسسينات والستينات أو فهم الحدث في صياغاته * الأزمة والإنقلابات لم تبدأ بإنقلاب مايو ـ فقد قامت بعضا من القوي التقليدية والقديمة ـ بالإنقلاب عليالتجربة الديموقراطية الأولي ــ حيث قام عبد الله خليل ( خلفيته عسكرية وهو أيضا يميني محافظ) بتسليم السلطة للعسكرـ حينما تعالي نفوذ قوي الوسط -الوطني الإتحادي ـ واليسار ضدحكومة السيدين ـ ورفضت التوجه نحو حلف بغداد والمعونة الأمريكية وتحالف القوي القديمةالمرتبطة بالإستعمارــ وجاء عبود يمينيا محافظا- قام بوأد الديموقراطية الوليدة ـ كما قام بالمساهمة مع الإستعمار ـ في التأمر علي ثورة الكنغو ومد القوي اليمنية والإنقلابية بالسلاح للإطاحة بلوممبا ! * ملحوظة قام الأخوان بقيادة مرشدهم الرشيد الطاهر بكر ـ بمحاولة الإنقلاب علي عبود* مايو إستقرأ التاريخ يقودنا لحقيقة ــ أن الإنقلاب بدأ بالردة علي شعارات إكتوبر وتعمق ـ حينماقامت القوي التقليدية بإنقلاب ـ مدني كامل الدسم ـ إنقلاب علي الدستور ــ وعلي نظام فصل السلطات ــــ أعني مؤامرة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه ـــ ورفض حكم القضاءوخرق الدستورـ ثم جاءت كارثة محكمة الردة الأولي ضد الأستاذ محمود ومشروع الدستورالإسلامي ــ والذي تقول مداولاته ـ بعدم أحقية المراة وغير المسلم في تولي الرئاسة !* ماحدث 1965 كان إنقلاب علي الديموقراطية ـ وديكتاتورية مدنية ــ خلق مناخا سالبا أفرز إنقلاب مايو ــ فقد إستغلت قوي وعقليات إنقلابية ـ قومية ويسارية وتيار إنقلابيفي الحزب الشيوعي هذه الظروف ــ ووظفتها لمصلحة التغيير الإنقلابي ــ ( و للحقيقة فقدأيد الحزب االشيوعي ـ ككيان شعارات مايو وشاركت بعض كوادره فيها ) ثم جاء إنقلاب هاشم العطا ــ ثم أعقب هذا أكبر محاولة إنقلابية دموية ـ ماسمي بحركة المرتزقة ـ إنطلقت من دولة أجنبيةوتم تمويلها خارجيا ـ وقد كان حصادها مقتل الالاف معظمهم من المدنين !* لم تنتهي مايو في محطة اليسار ــ وإنما إنتقلت يمينا ـ المصالحة الوطنية ـ دخول الإمام الصادق المهديالإتحاد الإشتراكي ـــ ومشاركة بعض رموز حزب الأمة لفترة في مايو !وتزاوج جماعة الترابي مع مايو ـ الترابي مستشارا وأحمد عبد الرحمن وزيرا للشئون الداخليةوعلي عثمان رائدا لمجلس الشعب ــ هذه الحقبة إتسمت بالفساد وإهدار موارد الدولة وبروزالرأسمالية الطفيلية ـ إي إقترن الفساد بعلة الإستبداد ــ ثم جاءت قوانين سبتمبر لتتم الناقصة* حاشية صرح ـ الترابي مؤخرا بأن إنقلاب الإنقاذ بدأ التخطيط له منذ 1975 إيإن حيثيات ومبررات الإنقلاب لها بقصور الديموقراطية الثالثة فهذا أمر دبر بليل وسبق تخطيطه ميلاد التجربة الديموقراطية الثالثة!* الخلاصةالديكتاتورية ـ مرفوضة ـ وإن تسربلت بالقومية أو إرتدت مسوح الإشتراكية أوالوطنية أو تمسحتبالدين ـ ! ــ في هذا الإتجاه أري أن الإنقاذ ـ نظام ديكتاتوري ـ يرفض بطبعه إي تحول ديموقراطي حقيقي ـ يرفض التغيير عبر آليات الديموقراطية أو الحوار أو الإتفاقات
    Quote: المؤتمرالوطني وهو من يرفض الحوار المفضي للإعتراف بالتنوع والتعدد ودولة القانون والمؤسيية ،يرفض النأيعن الهيمنة علي مفاصل الدولة وإطلاق الحريات العامة والسلام العادل والشامل، يريد من المحاور أن يكون مجردكومبارس وتابع يبصم ويرتضي بالفتات ، يريد إستسلاما لإ إحتكاما للديموقراطيةوالعدالة والمساواة.... هل تقول مقررات وتوصيات حوار الوثبة هذه بمصادرة حق التعبير والتظاهر ومصادرة الصحف والقمع وتكميم الأفواه ؟؟ ....... ؟؟........ علي الإنقاذ إن كانت جادة في الحوار أن تلتزم بأبجديات الحوارومسؤلياته وتسديد فواتيره ومستحقاته وتوفير المناخ الصحي -إطلاق الحريات السياسية وكفالة حق التنظيم والتعبير والتظاهر وفك الإرتباط بين الدولة والحزب الحاكموالإعتراف بالتنوع والتعدد والتوزيع العادل للسلطة والثروة والنأي عن الإقصاء والتهميشوالهيمنة ا لإلتزام بمبدأ المحاسبة والشفافية و الجلوس مع الآخريين كحزب إقلية يقف علي مسافة واحدةمع بقية القوي السياسية /الإلتزام بم نصت عليه الإتفاقات السابقة
    هذه شهادة الرمز الإنقاذي .ـــ د. الجميعابي
    Quote: حديثي هذا ربما يغضب ثلة من اخواني بالمؤتمر الوطني ولكنني اوكد بلا ادني تستر او مواربة ان الدولة السودانية اذا انتقلت لنظام سياسي تعددي فيه قدر كبير جداً من الشفافية والحرية.. لن تجد واجهات الحركة الاسلامية طريقها للحكم على الاطلاق لا وطني ولا شعبي.. فقد انفض الناس من حولهم وتركوهم قازمين وليس لهم رصيد جماهيري يستندون اليه عند ملمات الانتخاب نعم.. المؤتمر الوطني يحكم بما تبقى لديه من ادوات السلطة وليس بسبب رصيد فكري.. وادوات السلطة هي التي تجمع الناس علي المنافع وعلي الوظائف والمغانم الي آخر قائمة النصيب من الدنيا.. ليس هناك حماس للفكرة لا من قريب او بعيد.. ولانني قريب جداً من نبض الشارع اعرف من كثب ما هو ايجابي وما هو سلبي وفيما يفكر هذا الشارع وماذا يقول عن الحركة الاسلامية وعن الانقاذ.
    الإنقاذ هي أسوأ نظام إنقلابي حكم الوطن ـ وبالتالي ـ سيطالها ماطا ل بقية الديكتاتوريات فهي ـ ليست محصنة ضد التغيير والثورة !

    (عدل بواسطة كمال عباس on 05-26-2016, 03:54 PM)

                  

05-27-2016, 02:32 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: كمال عباس)

    أخوتي الكرام:

    بكري أبوبكر

    صادق ميرغني

    وكمال عباس

    تشكروا على معروضكم هنا,
    والدعوة قائمة لمن لم يحضر

    فهم الوطن ... يتخذ

    وشكرا {خاصا} لسيد الحوش على رفع
    هذا البوست إلى الصدارة... وعشمنا
    الأعظم ... صدارة الوطن
                  

05-27-2016, 02:52 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)
                  

05-27-2016, 11:43 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    كانَ بدايةً للخراب الذي وصل إليه السودان اليوم !
                  

05-27-2016, 03:42 PM

عماد الشبلي
<aعماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: Hani Arabi Mohamed)

    https://www.youtube.com/watch؟v=QS7q86cYmcIhttps://www.youtube.com/watch؟v=QS7q86cYmcI

    في حكاياتنا مايو

    محمد وردي
                  

05-27-2016, 03:47 PM

عماد الشبلي
<aعماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: عماد الشبلي)

    لو امكن واحد حريف

    يصلح الفديو دا

    (عدل بواسطة عماد الشبلي on 05-27-2016, 03:49 PM)

                  

05-27-2016, 03:54 PM

عماد الشبلي
<aعماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: عماد الشبلي)

    https://www.youtube.com/watch؟v=DjbPUmdrmS8https://www.youtube.com/watch؟v=DjbPUmdrmS8

    يا حارسنا وفارسنا

    محمد وردي
                  

05-30-2016, 02:18 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: عماد الشبلي)

    شكرا للأعزاء ...

    بكري أبوبكر,
    هاني عربي
    وعماد الشبلي

    البوست بوستكم ... وخدوا راحتكم

                  

05-31-2016, 03:49 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    إن إعتبرنا {موضوعيا} إنقلابي 25 مايو 1969
    و30 يونيو 1989 أهم وأخطر الإنقلابات العسكرية
    في السودان, لكنهما يتحدان جوهريا في شيئين:

    أولهما, الإنقلاب على وضع ديمقراطي ... أيا كان,

    ثانيهما, قطع الطريق أما مشروع سياسي غير مرضي
    عنه من الجهات الإنقلابية

    ف 25 مايو ... قامت لقطع الطريق أمام مشروع الدستور الإسلامي
    المروج له حينها

    و 30 يونيو ... قامت لقطع الطريق أمام مشروع علماني, على خلفية
    إتفاق الميرغني وقرنق

    فالإحتباس الإيدلوجي هو طامة السودان الكبرى, من غابر الأزمن وللآن

                  

05-31-2016, 04:27 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 18014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    تحياتي يا حيدر قاسم
    Quote: ثانيهما, قطع الطريق أما مشروع سياسي غير مرضيعنه من الجهات الإنقلابيةف 25 مايو ... قامت لقطع الطريق أمام مشروع الدستور الإسلاميالمروج له حينهاو 30 يونيو ... قامت لقطع الطريق أمام مشروع علماني, على خلفيةإتفاق الميرغني وقرنقفالإحتباس الإيدلوجي هو طامة السودان الكبرى, من غابر الأزمن وللآن
    إنقلاب مايو ليس سببه ـ مشروع الدستور الإسلامي( علي الرغم من أن مشروع دستور 1969 كان مشروع غير ديموقراطية لأنه يصادر حق المراة وغيرالمسلم في تولي الرئاسةـ ) بل المسألة كانت أعمق وأقدم من هذا ، إنقلاب مايو سببه أو مبرره الإنقلاب المدني علي الديموقراطية والردة عن شعارات إكتوبر . الإنقلاب بدأ بالردة علي شعارات إكتوبر وتعمق ـ حينماقامت القوي التقليدية بإنقلاب ـ مدني كامل الدسم ـ إنقلاب علي الدستور ــ وعلي نظام فصل السلطات ــــ أعني مؤامرة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه ـــ ورفض حكم القضاءوخرق الدستور** إنقلاب الإنقاذ بدأ التخطيط قبل قوانين سبتمبر ـ تم التخطيط له منتصف السبعينات ــ ولم يقوم بسبب المشروع العلماني ــ فالأحزاب صاحبة الثقل النيابي ـ أمة إتحادي ـ كانت تطرح مشروع إسلامي ــ ولم تكن تقبل بمشروع علماني ـ بل إنها رفضت حتي الغاء قوانين سبتمبر!والجبهة والتيارات الإسلامية كان أمامها ـ أقل من عشرة أشهر ـ للإنتخابات وكان تمارس نشاطهابحرية !!! لم يكن هناك أي حزب يدعو لفرض العلمانية 1989ــ بالقوة ـ بل إرتضوا الإحتكام لالياتالديموقراطية والتوعية والتنوير الجماهيري والسياسي بالبديل العلماني ــ ! ومع التثبيت علي الإختلاف النوعي مابين المناخ السائد في الستينات والثمانينات ـ وحجم الحريةالتي تتمتع بها كافة القوي السياسية قبيل إنقلاب الإنقاذ والإلتزام بالدستور ونظام فصل السلطات والتداول السلني للسلطة وقتها ! إلا أني أرفض ـ إنقلاب مايو علي الرغممنه إنقلب علي ديكتاتورية مدنية ونسف لدستور 1964 ــ ـــ

    (عدل بواسطة كمال عباس on 05-31-2016, 04:29 AM)

                  

06-01-2016, 04:17 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: كمال عباس)

    شكرا أخي كمال ...

    وشكرا للقراء ...

    فقط ... أتحرى مزيدا من الكتاب والقراء هنا,

    فمايو ... كانت علامة فارقة في تاريخ السودان
    الحديث ... وتستحق تقييما يتوالى مع مسيرتها
    ومختارتها وكامل فيضها وقيضها وأثرها فيما
    نحن عليه الآن
                  

06-01-2016, 05:16 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 18014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    سلام أخ حيدر قاسم.........
    Quote: فقط ... أتحرى مزيدا من الكتاب والقراء هنا,فمايو ... كانت علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث ... وتستحق تقييما يتوالى مع مسيرتهاومختارتها وكامل فيضها وقيضها وأثرها فيمانحن عليه الآن
    ..... نعم تجربة مايو تتطلب ـ رصد وتقييم ــ أكبر... مايو:- ــ الثورية ــ و اليسارية و الناصرية (االشعارات وبعضا من الإلتفاف الجماهيري) . ـــ ثم مايو السادتية واليسار المدجن ــ** مايو التنكوقراط ــ والمنظراتية ( عمر الحاج موسي ــ ومنصور خالد ــ جعفر محمد علي بخيت الخ)* ثم مايو "المصالحة " الوطنية والتوجه اليميني وضرب القطاع العام وبروز الرأسمالية الطفيلية* ومايو المغيب والأفول :-الإسلام السياسي ــ والمجاعة والفلاشا والتدهور الإقتصادي ـ ومحاكم التفتيش والعدالة الناجزة وقوانين سبتمبر ــ وااالقهر المتمسح بالدين والبطش والمتاجرة ـ بالدين إتخاذه مطية لتمكين السلطة وتبرير القهر وسلاحا لضرب الآخر ـ نميري إماما وأميرا للمؤمنين!ــ ثم جاءت صافرة النهاية ـ وإنطوت صفحة مايو ومات الإتحاد الإشتراكي مع موات السلطة !!ــحاشية مايو لم تصفي الخدمة المدنية والنقابات وإن مستها بالضرر ــ و لم تسيس الجيش والشرطة بصورة كاملة وممنهجة ـ ـ ولم تنسف مجانية العلاج والتعليم ودعم السلع ــ ولكنها أقامت جهاز أمن باطش ومسيس ـ ** هذه التجربة المايوية تحتاج ــ لمزيد من التناول والتحليل والتقييم ـــ

    (عدل بواسطة كمال عباس on 06-01-2016, 05:17 PM)
    (عدل بواسطة كمال عباس on 06-01-2016, 07:22 PM)

                  

06-03-2016, 03:44 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: كمال عباس)

    شكرا ... أخي ...كمال عباس,

    قدمت خلاصة طيبة ... لولا ... ما لا أود الخوض فيه ... فله زمانه

    عموم الأمر آنها كان يشي بأمرين ... شيوعية تتقدم وإسلام سياسي
    ينمو ... وينافح ... فالغريب في ذهني والحال لا يتعلق بالسودان
    وحسب ... هو غياب التدافع لأجل أجلى مستظهرات المنجزات الإنسانية
    حينها ... أي الديمقراطية لحيث هي ... والحضارة الغربية كإنعكاس لها

    فلماذا آثرنا الخوض في غمار {الأطراف ... يمينا ويسارا} وتمنعنا عن
    الإلتحاق الموضوعي والعقلاني بصروف العصر الديمقراطي وتياره
    العريض وإتجاهاته الرامية لإشاعة حرية الإنسان وحقوقه العليا ومختارات
    المجتمع ليكون كما يريد ... بالتصويت؟؟؟؟

    كان الأفضل أن نسكن عربة مجتمعنا {نيوترال} من الذهاب إلى الخلف

    ... فترانا نحصد ... من ثمار غلوائنا ... يباسا, أو قل ... علقما
                  

06-06-2016, 00:05 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    Quote: فلماذا آثرنا الخوض في غمار {الأطراف ... يمينا ويسارا} وتمنعنا عن
    الإلتحاق الموضوعي والعقلاني بصروف العصر الديمقراطي وتياره
    العريض وإتجاهاته الرامية لإشاعة حرية الإنسان وحقوقه العليا ومختارات
    المجتمع ليكون كما يريد ... بالتصويت؟؟؟؟

    عجبني عاليه ... لواقعيته ... في التعبير عن إختيارنا للإستثناء... من الأول

    شكارتا ... دلاكتا ...
                  

06-06-2016, 01:42 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 18014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: HAYDER GASIM)

    سلام ياحيدر قاسم......
    Quote: فالغريب في ذهني والحال لا يتعلق بالسودانوحسب ... هو غياب التدافع لأجل أجلى مستظهرات المنجزات الإنسانيةحينها ... أي الديمقراطية لحيث هي ... والحضارة الغربية كإنعكاس لهافلماذا آثرنا الخوض في غمار {الأطراف ... يمينا ويسارا} وتمنعنا عنالإلتحاق الموضوعي والعقلاني بصروف العصر الديمقراطي وتيارهالعريض وإتجاهاته الرامية لإشاعة حرية الإنسان وحقوقه العليا ومختاراتالمجتمع ليكون كما يريد ... بالتصويت؟؟؟؟
    الرهان والتثبيت علي الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة والتعددية قضية ـ جوهريةولكنها ليست محل خلاف بيننا ــ أنت تحدثت ياحيدر عن ـ تجربة حركات التحرر الوطني ويسارالخمسينات وتوجسهم من الديموقراطية التعددية وقاد الحوار لتجربة الإنقاذ ومايو اليمنية وأولمحاولة إنقلابية حزبية ــ قام بها الأخوان المسلمين بقيادة الرشيد الطاهر بكر 1959ثم الإنقلاب المدني عام 1965 الذي نسف نظام فصل السلطات وتغول علي إستغلال القضاء وخرق الدستور * قد أمنت علي خطأ كثيرا من تيارات التحرر الوطني واليسار حيث كتبت.
    Quote: أعرج علي التاريخ ــ والسياقات والظروف الموضوعية التي كانت طاغية في الخسسينات والستينات ـ إي عقب إنهيار جدار الإستعمار وصعود نجم حركات التحرر الوطني * ربطت معظم حركات التحرر الوطني ورواد الإستقلال ـ مابين الإستعمار ومابين الديموقراطيةكمنتوج غربي ـ وإعتبروا أن تلك الصيغة ليست محائدة ــ وأنها إفراز لثقافة الغرب الإستعماري ـ وأن الديموقراطية السياسية مُعبر عن مصالح الطبقات المتحكمة إقتصاديا ـ إي القوي التقليدية المرتبطة بالإستعمار ــ بإعتبار أن ليس من مصلحتها ـ إحداث تغيير إجتماعي ـ يهدد مصالحها-إي محاربة الأمية والجهل والتخلف والإستغلال والعمل علي التنوير وبث الوعي والتحديث ، راهن قوي التحرر علي صيغة الحزب أو الجبهة الطليعية بإعتبارها المعبر الحقيقي عن مصالح الجماهير ـ ركزت تلك القوي ــ علي التغيير الإجتماعي والإقتصادي ـ وتقوية القطاع العام والعلاج والتعليم ــودعم السلع الأساسية ــ والإهتمام بقضية الثقافة والفنون ـ وقدمت مشروع إعترف بحقوق المراة ـ ولم ينحاز لدين أو عرق ــ إي كان أقرب للعلمانية ،. ولكنهاأغفلت قضية الديموقراطية * نقد المشروع - إغفلت تلك القوي حقيقة أن الديموقراطية مشروع ـ إنساني وكوني ــ مرن وقابل للتطوروالتوطين ــ وإنها الديموقراطية علي علاتها أفضل تصور سياسي ـ ولايوجد إي بديل لهاوإنها المدخل الموضوعي لحل المشكلات والأزمات وأن الحرية قيمة أساسية في حياةالإنسان والمجتمع ــ وهي علاوة علي ذلك تعترف بالتعدد والتنوع ــ وتتيح التداولالسلمي للسطة وتكفل حق الإختيار والمفاضلة ــ_* مشروع الحزب والجبهة الواحدة يشكل وصاية علي الجماهير وينطوي علي العجلة في التغيير وبالتالي يعد مدخلاللشمولية والديكتاتورية ،، كان يمكن لقوي التحرر أن تطرح مشروعهاعبر آليات الديموقراطية وتتحلي بالصبر ـ وعدم القفز علي المراحل ـــ والرهان ــ عليقضية الوعي والتنوير ــ وفي هذا أشيد وأثمن علي تجربة ــ حزب المؤتمر الهندي وحزب المؤتمرالجنوب أفريقي ــ بإعتبارها حركات تحرر راهنت علي الديموقراطية والتعددية .... .............
    وعن رفض الإنقلاب والإحتكام للديموقراية تجدني قلت.
    Quote: بداية دعني أؤكد رفضي لكافة الإنقلابات العسكرية ـ في وطني ـ إيا كانت عقيدتها السياسيةوالفكرية ـ وإيا كانت إجندتها وأهدافها ، الديموقراطية مشروع ـ إنساني وكوني ــ مرن وقابل للتطوروالتوطين ــ وإنها الديموقراطية علي علاتها أفضل تصور ونهج سياسي ـ ولايوجد إي بديل لهاوإنها المدخل الموضوعي لحل المشكلات والأزمات وأن الحرية قيمة أساسية في حياةالإنسان والمجتمع ــ وهي علاوة علي ذلك تعترف بالتعدد والتنوع ــ وتتيح التداول السلمي للسطة وتكفل حق الإختيار والمفاضلة ـ
    والأهم من هذا أني لم إقصر رؤيتي علي الشق السياسي للديموقراطية وإنما تحدثت عن عمقها الفردي والإجتماعي .
    Quote: أنا أركز علي قضية الوعي والتنوير ـ مهمتي كفرد هي التنوير والتوعية ـ والعمل علي إحداث تغيير إجتماعي وسياسي ـوثقافي تحتي وقاعدي لامجرد الإكتفاء بالحديث عن تغيير البناء الفوقي, **ما أقوله هو أالديموقراطية هي المدخل للإصلاح وإن علاج سلبيات الممارسة الديموقراطية هو المزيد من الديموقراطية والمزيد من تراكم التجارب والخبرات وأن الديموقراطية هي الوسط الذي يكتسب عبره الوعي ويتم فيه التنوير والتوعية فالبديل هو إمتلاك الشعب لإرادته وحقه في لإختيار فليترك الخيار والإختيار للشعب - ولتملك الجماهير قراراها وتنتخب من تشاء فقد مضي زمن الصفوية والوصاية علي الشعب والتفكير نيابة عنه!! نحتاج وقبل المفاضلة والإختيار نحتاج لأسلوب حكم:-- دولة مؤسسات - نظام محاسبة وشفافية وفصل بين السلطات ورقابة وصحافة حرة - دولة مواطنة وحقوق إنسان وحريات عامة- دولة القانون والعدالة والمساواة ورفع الظلم والتهميش!!** لا إعتقد أني كنت في حاجة لإسترجاع هذا ولا إعتقد أنك تختلف معي فيه ،،
    ** المسألة المهمة والخلافية هنا إني لا أقوم- لحظة رصد معطيات وأحداث التاريخ ــ وتحليل الأحداث ــ بعمل موازانات ــ فأني أرصد وأقرأ الحدث كما هو ـ وأضعه أمام القارئ بلا رتوش ـ ولكني تحليليا أهتم بالسياقات والمقدمات والنتائج والمؤثرات ـــ أرفض الموازنات وأي محاولة للمساواة بين الإطراف ـ في فما جري ويجري ــ فكل يجب يتحمل نتاج مافعله وفق حجمه وتأثيره في الحدث ودوره السالب في كل مايجري ! وهو ماتجدني ركزت عليه في تقييم تجربة ماقبل مايو وماقبل الإنقاذ ــ وتجربة عبود وماسبقها ــ ......... ثم الموقف القوي السياسية الآني من قضية الديموقراطية ومافعلته وتفعله الإنقاذ الآن !! .

    (عدل بواسطة كمال عباس on 06-06-2016, 01:02 PM)

                  

06-06-2016, 10:02 AM

محمد عمر عقيد

تاريخ التسجيل: 06-27-2011
مجموع المشاركات: 83

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم ذكرى إنقلاب 25 مايو ... ما الصوت وما ال (Re: كمال عباس)

    الأخ حيدر والأخوة الكرام
    تحياتي
    الشكر لك لهذا البوست واعتبره يجيء في إطار التوثيق لتجربة مايو بخيرها وشرها ... (إذا كان فيها خير)
    السؤال الذي يطرح نفسه أولاً : هل كان مفجرو مايو ملتزمون عقائديًا بأي فكر (أقصد الذين نفذوا الانقلاب فعلاً)؟ حسب علمي وإطلاعي المكثف في هذا الموضوع اعتقد بأنّ معظمهم كانوا ضباط وطنيون ولا ينتمون لأي حزب أو فكر منظم ويطلق عليهم الضباط الوطنيون (إذا صحت التسمية) (باستثناء الشهيدين المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا وهم لم يشاركا أصلاً في تنفيذ الانقلاب) الضابط الوحيد الذي كان له التزام حزبي بينهم هو المرحوم الرائد أـبو القاسم هاشم وكان ينتمي للناصريين (وهو أيضًا لم يشارك في تنفيذ الاتقلاب وإنّما تم إلحاقه بمجلس قيادة الثورة بحكم أنّه كان السكرتير العام لتنظيم الضباط الأحرار) ويُعرف عن أبي القاسم هاشم أنّه كان أكثرهم ثقافة وهدوءًا وعقلانية ولم يكن يحب الظهور في أجهزة الإعلام وهو بالمناسبة الوحيد من أعضاء مجلس قيادة الثورة الذي لم يشارك في الاعتداءات التي تمت على أعضاء الحزب الشيوعي في معسكر المدرعات قبيل المحاكمات عقب فشل انقلاب هاشم العطا.، قد نأى بنفسه عن تلك المحاكمات ولم يحضرها ، وهو أيضًا الوحيد من أعضاء المجلس الضباط الذي لم تتم محاكمته بعد انتفاضة أبريل من بين أعضاء المجلس.
    ما أود قوله في هذه السانحة وبعد هذه المقدمة هو هل يمكننا أن نطلق على مايو بأنّها كانت فعلاً شيوعية تارة أو ناصرية تارة أخرى أو قومية وهكذا ؟؟؟؟ لا أظن أن مثل هذه التصنيفات تتسم بالدقة لأنّه لا توجد أدلة فعلية تؤكد تبنيها أطروحات الشيوعيين أو الناصريين ولكن يُمكن تصنيفها كحركة يسارية في بداية الأمر دون التزام ظاهر بالأيدولوجية الشيوعية أو الناصرية.

    (التعديلات لتصحيح بعض الأخطاء في الطباعة)

    (عدل بواسطة محمد عمر عقيد on 06-06-2016, 10:03 AM)
    (عدل بواسطة محمد عمر عقيد on 06-06-2016, 10:06 AM)
    (عدل بواسطة محمد عمر عقيد on 06-06-2016, 10:07 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de