من محمد علي إلى السيسي لماذا يكره حكام المحروسة أهلها؟… والفساد ماء الحياة للنظام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 09:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2016, 11:37 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من محمد علي إلى السيسي لماذا يكره حكام المحروسة أهلها؟… والفساد ماء الحياة للنظام

    10:37 PM April, 15 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بعيداً عن ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية على النحو الذي رأينا، والذي أسفر عن جدل واسع واحتراب غير مسبوق بين كتاب الصحف المصريين الموالين منهم للسلطة أو المعارضين لها، وبين أهل السياسة وأنصار الدبلوماسية.. فإن اللافت في القضية أنها تكشف بجلاء أن مصر باتت تدار من دون إرادة من أهلها في كل ما له علاقة بشؤونها الكبرى.
    تكشف ذلك سلسلة من الإجراءات المتتالية التي ظهرت للعلن، حيث كان الشعب غائباً في كل حدث مصيري عن دائرة صنع القرار، بدءًا من تدشين مشروع تفريعة قناة السويس، إلى التعامل مع أزمة سد النهضة، وكذلك الأمر بالنسبة للعديد من القضايا، آخرها أمر تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وهي القضية التي علمت بها إسرائيل، في الوقت الذي ظل الأمر طي الكتمان على المصريين طيلة عدة أسابيع.. اكتفى النظام فقط بأن يكون الوكيل الحصري عن طموحات الجماهير، من غير أن يمنحها حق الاعتراض، أو حتى مجرد إدلاء الرأي.. القضية الأخيرة الخاصة بترسيم الحدود كشفت عن أن السلطة القائمة تقيم، من دون أن تعبأ بالمواطنين، مزيدا من حواجز الكراهية، فهي تتعامل معهم باعتبار أنهم لازالوا دون سن الرشد، لذا فهي تستدعي كتاب الظلم كلما ألم في المشهد طيف أزمة جديدة.. وعلى الرغم من الترحيب الواسع الذي حظي به الرئيس السيسي بعد خطابه وسط مجموعات منتقاة من النخب والمواطنين، إلا ان آلة الإعلام الجهنمية التي دأبت في غسل أدمغة الأغلبية الكاسحة، بدت تبدي عجزاً كبيراً في القيام بمهمتها المقدسة على النحو الأمثل، وهو الأمر الذي سيتضح في مطالعتنا لشهادات وتقارير تلك الجرائد حيث ارتفعت وتيرة انتقاد الرئيس بشكل لافت خاصة في أوساط الصحف المستقلة. وإلى التفاصيل:
    كوارث السيسي الخمس
    بالأمس التقى السيسي بممثلين عن الشعب، حيث خطب فيهم تحت وطأة ضغط شعبي طالبه بالخروج للرد على عدد من القضايا المثارة، وقد اهتمت «المصريون» بسرد خمس كوارث جمعها للسيسي الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: «التقى رئيس الدولة بطيف ممن اعتبرهم يمثلون المجتمع المصري، لكنه ارتكب كوارث خمس، الأولى هي أن الرئيس استدعى قصته مع الإخوان ومع الإسلاميين عموماً، من دون سبب واضح أو مفهوم، إلا أنه مازال يعتقد – أو هو مازال يريدنا أن نعتقد – بأن مشكلته هي مع تنظيم الإخوان، وكأنه لا مشكلة بينه وبين تيارات أخرى في المجتمع المصري، لا علاقة لها بتنظيم الإخوان، بل قد تكون مناهضة تماماً له. الكارثة الثانية هي أن الرئيس مازال يفكر ويتصرف ويتحدث باعتباره منتمياً للمؤسسة العسكرية وممثلاً لها في الحكم.. مشيراً إلى أننا بصدد رئيس دولة لا يملك أي منظور سياسي مدني يسمح له بتنظيم دولة دستورية حديثة، تطلق الطاقات الكامنة للمصريين حتى لا نضطر – كما فعل الرئيس أمس – إلى أن نحمل الجيش مسؤولية المحافظة على مستويات الأسعار، أو الانخراط في مشاريع الثروة السمكية. الكارثة الثالثة هي أن الرئيس مازال يعيش ـ أو هو يريدنا أن نعيش – في قفص نظرية المؤامرة وحروب الجيل الرابع؛ فالعالم كله يتآمر علينا، لا يريد الرئيس الاقتناع بأن أداء مؤسسات الدولة ـ وأداءه هو شخصياً من خلال ما يتبناه من سياسات وتوجهات – هما السبب الرئيسي للأزمات. الكارثة الرابعة هي تصورات الرئيس الساذجة بأن الدول تدار علاقاتها الدولية بمنطق البعد عن إدارة الأزمات، وبأن التسليم الساذج بحقوق الغير سوف يدفع الغير للتسليم بحقوقك. لم توجد دولة في التاريخ تفتش في أرشيفها عن وثائق ومستندات – لتدعم بها موقف دولة أخرى في مواجهتها. الدول تبحث في أرشيفها فقط عن الوثائق والمستندات التي تدعم مصالحها في مواجهة الغير. الكارثة الخامسة هي إصرار الرئيس على أنه رمز الدولة».
    الفتنة على الأبواب
    تحولت الصحف المصرية وبرامج «التوك شو»، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للمعارك بين المختلفين على أمر جزيرتي تيران وصنافير، وهو الأمر الذي دفع الكاتب فهمي هويدي في «الشروق» إلى أن يحذر من عواقب الأمور: «أحذر من فتنة جديدة توقع بين الشعبين المصري والسعودي، بسبب قضية الجزيرتين تيران وصنافير. صحيح أن حدود الفتنة وتجلياتها محصورة حتى الآن في نطاق مواقع التواصل الاجتماعي وبعض البرامج التلفزيونية، إلا أن الدعوة إلى ضبط النفس واجبة في كل الأحوال، في حين أن الدعوة إلى وأد الفتنة وسد منافذها تظل أوجب. وربما أفادنا في هذا الصدد أن نلجأ إلى تحرير المشهد الذي أزعم أنه حافل بالمفارقات وربما التناقضات. ذلك أننا بصدد قضية اتفقت فيها حكومتا البلدين، لكن التنازع والتجاذب إزاءها انتقل إلى بعض شرائح المجتمع في البلدين، ثم إن الغضب فيها لم يكن في أصله موجها ضد الحكومة أو الشعب في المملكة، ولكنه كان غضبا مصريا موجها نحو السلطة المصرية. وفي حين علت أغلبية الأصوات في مصر متبنية موقف تبعية الجزيرتين للسيادة المصرية، فإن الحكومة المصرية هي التي بذلت الجهد لإثبات ملكية السعودية لهما.
    ورفع من وتيرة الغضب أن الطرف المصري الذي يفترض تقليديا ووظيفيا أنه يتولى تأمين الحدود والحفاظ عليها. هو الذي تخلى عن الجزيرتين وقرر إلحاقهما بالسيادة السعودية، ثم ضاعف من الغضب أن الرأي العام المصري اكتشف أن الحكومة الإسرائيلية علمت بالموضوع وحددت موقفا إزاءه، قبل أن يعلم به المجتمع المصري ومؤسساته التمثيلية.
    الشاهد، بحسب الكاتب، أنه لم تكن هناك مشكلة ولا حساسية من أي نوع لا ضد الحكومة السعودية أو ضد الشعب السعودي، وأن تفاعلاتها وأصداءها كانت مصرية خالصة، لذلك لم يكن هناك ما يبرر انتقاد الحكومة السعودية التي تحرت مصالحها، ولا انتقاد الشعب السعودي الذي لم يكن طرفا في الموضوع. من ثم أزعم أن توجيه سهام النقد أو الغمز في أي منهما يعد من قبيل الشطط غير المبرر».
    أولى حضانة
    لا يحتاج المتابع للشأن المصري على أن الرئيس يواجه مشكلة، خاصة بعد التنازل عن جزيرتين في البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية وكما يقول محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لـ«المصريون» فإن: «الضجة خطيرة وتتسع رقعتها، وحالة الغضب تتصاعد، أعرف أن الرئيس اضطر تحت ضغوط الرأي العام، إلى الظهور ليتحدث عن الأزمة.. يوم الأربعاء 13/4/2016، لكن المفارقة، هنا، أنه انتقى مجموعة «هلامية» ليلتقي بهم ويتحدث معهم بشأن الجزيرتين، وأعرف أيضا أن الرئيس ليست له علاقة بعملية الفرز والاختيار، فهي مهمة جهات معينة هي التي تختار وتوجه الدعوات.. وعادة ما تختار المتزلفين، والمأمون جانبهم، ومن لا رأي له إلا رأي الأجهزة الأمنية.. وهي خبرة سلطوية متوارثة، منذ استولى الضباط الأحرار على الحكم عام 1952.. فتظهر لقاءات السيسي، وكأنها صورة «شف» مستنسخة من «حركات» كل الذين تعاقبوا على السلطة من قبله.. فيما يشير المشهد إلى أنه لا يريد أن يسمع إلا ما يرضيه وحسب.. لاحظ هنا أنه «شخط» في أحد المتحدثين، وقال إنه لم يأذن لأحد بالكلام.. وقُطع الإرسال التلفزيوني بعدها.. لأن الحوار خرج عن «النص» الذي وضعه المخرج. ويتساءل الكاتب لا أدري لم لا يوجه الرئيس كلمته للشعب مباشرة؟ مؤكداً أنها لم تخل من الصدمات، حين حمل الإعلام والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية أزمة «ريجيني» وكان أكثر كلام الرئيس مثيرا للدهشة والصدمة، أن يطالبنا بأن لا يتحدت أحد عن موضوع الجزيرتين مرة ثانية. ويتساءل سلطان صارخاً يعني أيه.. هو أحنا في مدرسة ولا في ثكنة عسكرية؟».
    كيف للأبناء أن يحترموننا؟
    ومع القضية نفسها، التي هي محور الصحف المصرية كلها، وهذه المرة مع أشرف البربري في «الشروق»: «كيف لنا أن نربي أولادنا على قدسية الأرض وقدسية التشبث بها، وهم يرون حكومتهم تقبل تسوية نزاع يتعلق بالحق في الأرض بمثل هذه البساطة التي رأيناها يوم «الجمعة الحزينة» عندما وقع رئيس وزرائنا اتفاق التخلي عن تيران وصنافير للسعودية؟ الدول لا تتخلى عن الأراضي حتى إذا كانت محل نزاع مع جيرانها بهذه الصورة، ليس لأن تلك الأراضي قد تكون ذات قيمة اقتصادية، ولا حتى استراتيجية، ولكن لأن بقاء الأوطان مرتبط بالحفاظ على قيمة الأرض وقيمة التشبث بها في عقول ووجدان المواطنين. لذا فلا نكاد نسمع عن نزاع حدودي على الأرض تمت تسويته بمثل هذه البساطة في أي مكان من العالم. من خلافات الهند وباكستان إلى نزاعات الصين وجيرانها من اليابان إلى كوريا الجنوبية، ومن خلافات اليابان وروسيا إلى مشكلات المغرب وإسبانيا. وفي الحالات التي تمت فيها تسوية مثل هذه النزاعات كان التحكيم الدولي هو الخيار الأمثل للجميع. نظام الحكم لدينا ارتكب خطأ كبيرا عندما فاجأنا باتفاقية ترسيم للحدود تتخلى بموجبها مصر عن أراضٍ ظلت مصرية في عقل ووجدان المصريين، وكتب تاريخهم عقودا طويلة، ثم ينطلق النظام ومن والاه من الإعلاميين والسياسيين، لكي ينفي عن جزيرتي تيران وصنافير مصريتهما، ولكي يهاجم كل من يقول إن هذه الأرض «المتنازع عليها» مصرية، فيصاب أبناؤنا الصغار بحالة من فقدان البوصلة الوطنية عندما يرون هذا المشهد الذي يقاتل فيه مسؤولون وسياسيون وإعلاميون مصريون من أجل نفي صفة المصرية عن قطعة أرض ما زالت تحت الإدارة المصرية حتى اليوم على الأقل».
    ملاحظات لابد منها
    ولازال الجدل مستمراً حول لقاء الرئيس، حيث يرى عادل السنهوري في «اليوم السابع» أنه: «رغم توضيح الرئيس للموقف من الجزيرتين فإن بعض كلماته كانت تلمح إلى أن الإسراع في توقيع الاتفاقية وإعادتهما للسعودية، يعني أن معلومات ربما قد توفرت للدولة المصرية بأجهزتها، بأن هناك ترتيبات في المنطقة يتم إعدادها في تل أبيب وبموافقة أمريكية بشأن «كامب ديفيد»، وإعادة النظر فيها، ووضع إسرائيل يدها على الجزيرتين مع التصريحات الخاصة بإعادة النظر في وجود قوات حفظ السلام الدولية في سيناء؟ هل إعادة الجزيرتين للمملكة هو إنقاذ لأرض عربية كادت أن تضيع وتبتلعها إسرائيل، إلى حين الفصل في قانونيتها. ما بدا لافتا وجود عدد من أساتذة القانون الدولي منهم، الدكتور مفيد شهاب أحد مهندسي مفاوضات طابا مع إسرائيل، وأحد الخبراء الكبار في القانون الدولي لإضفاء الشرعية القانونية على حديث الرئيس بشأن الجزيرتين. الحديث ربما كان مطمئنا، رغم تحفظنا على سيناريو الإخراج للملف برمته، واستغلال قوى الشر والخراب لصمت أجهزة الدولة عنه طوال فترة دراسته، رغم تناوله في وسائل الإعلام السعودية، بغرض تهييج الرأي العام ضد قيادته وأجهزة دولته وإحداث الانقسام والفتنة. لأجل ما سبق يفضل الكاتب أن يطلق على حوار الرئيس بأنه «حوار وأد الفتنة» وإطفاء النيران المشتعلة، التي كان يجب عدم إشعالها منذ البداية بالإسراع في توضيح الأمور والتمهيد للرأي العام في مصر بملابسات وتداعيات القضية».
    فشل إعلامي
    ومن معارك أمس الصحافية تلك التي عرفت طريقها لنقد أداء الحكومة مع قضيتين يحدثنا عنهما كرم جبر في «اليوم السابع»: «لا أعرف هل أعذر الحكومة أم ألومها على فشلها الإعلامي الكبير في إدارة أزمتين تعرضت لهما البلاد في الأسبوعين الأخيرين، ريجيني والجزيرتين؟ أعذرها لأنها ورثت غابة من الفوضى الإعلامية، لا يحكمها قانون ولا مواثيق شرف، وتأخر حتى الآن إصدار قانون الإعلام، والتشكيلات التي نص عليها الدستور.. «مولد وصاحبه غايب» والحقائق تائهة وضائعة، والرأي العام رهينة للتوك شو، لكن ألوم الحكومة لأنها ضعيفة ومترددة، وتعيش في عصر إعلام الاتحاد الاشتراكي، وتخاف من الصحافيين والإعلاميين والمذيعين، وتكتفي بالصمت أو سياسة رد الفعل، وليس الإفصاح والشفافية والمواجهة. في موضوع الجزيرتين، استدعت الفضائيات قوات التحاليل المحمولة جوا، «اللي له في الموضوع واللي ملوش»، ورغم أنها قضية فنية تتعلق بوثائق تاريخية وقوانين بحرية لترسيم الحدود، إلا أن التحليلات قامت بتسييس الاتفاق المصري السعودي، وانقسم الرأي إلى فريقين، أحدهما يُقسم أنهما سعوديتان، والآخر يحلف أنهما مصريتان، والأغرب بحسب كرم أن الإخوان أعداء عبدالناصر استشهدوا بعبدالناصر، والثوريين كارهي مبارك ترحموا على أيامه، غير الخطاب الحماسي العاطفي عن دماء الشهداء على أرض سيناء، وتاهت الحقيقة وجلس الناس أمام الشاشات، كل يبني موقفه في حدود ما يسمع ويشاهد. غاب التمهيد المعلوماتي الذي يشبه تمهيد النيران في المعارك الحربية، لتهيئة مسرح العمليات وحماية الرأي العام من الشطط والمعلومات الغائبة، وملأ هذا الفراغ تحليلات وسّعت هوة الخلاف، وتركت ثغرة ينفذ منها نافثو السموم، ليس فقط للانقضاض على مشروع الجسر، ولكن أيضا لإفساد نتائج الزيارة وضخامة المشروعات ودفء العلاقات، ولم تأخذ الاستثمارات المقبلة حقها من النقاش، تماما بأسلوب السجادة الحمراء نفسه، وتاهت الرسالة المهمة للزيارة، وهي أن السعودية تقول للعالم إن مصر آمنة ومستقرة. ويرجو الكاتب أن يكون مجلس النواب على قدر المسؤولية، من خلال مناقشات عميقة، وأن يستعين بالخبراء المعنيين بالقضية، وليست لهم أهواء سياسية».
    الرئيس
    «خد الضربة الأولى في صدره»
    من وجهة نظر حمدي رزق في «المصري اليوم» فإن: «الرئيس ألقى الكرة في ملعب البرلمان باعتباره ممثلاً للشعب المصري، وكلف نوابه على مرأى من الشعب بالفصل في القضية التي تهتم بها معظم الأوساط ، اتساقاً مع المادة 151 من الدستور، وعليه سيفصل البرلمان في الأمر. إذا كان الرئيس «خد الضربة الأولى في صدره»، بعد هذه الإحالة الرئاسية، البرلمان صدره مكشوف للضربة الثانية، وإذا كانت هناك احترازات سياسية حجبت مسار عملية الترسيم عن الرأي العام، خشية تفشيل العملية في ظل ترصد معلوم من دوائر معلومة، فإن اتفاقـــية ترسيم الحدود بين أيدي نواب البرلمان مثل البضـــاعة المكشــــوفة، سيعف عليها ذباب كثير، وعليه لابد أن تتسم أعمال البرلمان في هذه القضــــية بالشـــفافية الكاملة، شفافية في تشكــــيل اللجان، وشفافية في أعمالها، وشفافية في ما تنتهي إليه، وهذا خليق بتجليس التكليف الرئاسي على نحو كاشف لهذا الترسيم الحدودي الذي قسمنا قسمة ظالمة. الخبراء الثقات المطلوبون في هذه المهمة، من هم في محل ثقة الشعب المصري، وهؤلاء متوفرون بكثرة، ولكن من المهم ألا تتحكم الألوان الســياسية في الاختيار، ولا فرق بين مصري ومصري إلا بخبرته في مثل هذه القضــــايا التي ترتبط بالأرض، والأرض عرض، وأذكركم بأن وفد مفاوضي طابا الثقات كانوا ممثلين للأمة المصرية حقاً، وأذكر أن عمدة المفاوضين كان من المعارضة المصرية، الدكتور وحيد رأفت نموذجاً وطنياً ومثالاً.
    يضيف رزق : فليضطلع البرلمان بمسؤوليته التاريخية ويعين لجنة الخبراء، ويحمّلها المسؤولية التاريخية، ويقف من تقريرها الذي سيقدم تالياً موقفاً وطنياً حراً وشجاعاً، لا يخشى في حق الوطن لومة لائم، وليتمتع نوابه بالشجاعة الواجبة والمسؤولية أمام الشعب، إذا كان الرئيس «خد الضربة الأولى في صدره»، فليستعد نواب البرلمان لمثل هذه الضربة، وأن يحتكموا جميعاً للأرض، من دون مزايدات سياسية لا تصح ولا تجوز في مثل هذا المفصل الوطني الجلل».
    الرأي العام لن يصمت
    لكن ماذا عن رد فعل الشارع، وهل يمكن ان يقف مكتوف اليدين؟ عبد القادر شهيب في «فيتو» يتابع: «أمس قال الرئيس السيسي في لقاء الأسرة المصرية، إنه آثر لمدة ثمانية أشهر عدم إثارة موضوع تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية علنًا أمام الرأي العام، لتجنب ما يمكن تسميته «اللغط» الذي ثار بعد إبرام هذا الاتفاق وتحمل بصدره هذا الأمر.. لكن ذلك يا سيادة الرئيس لم يكن هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع الرأي العام المصري بعد يناير/كانون الثاني 2011. الرأي العام المصري يحتاج ألا يترك فريسة لمن يريد أن يضلله أو يوجهه توجيهًا خطأ أو يخدعه ويغرر به.. الرأي العام المصري كان يحتاج في هذا الموضوع تحديدًا – موضوع تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية- أن يتم تحضيره من خلال إحاطته علمًا بهذا الأمر، حتى لا يصحو ذات يوم على من يقول له إننا فرطنا في جزيرتين من الجرز المصرية، ونخرج له مما يعتبره وثائق أو أحاديث تاريخية في هذا الصدد، بينما لا يخرج مسؤول مصري ليرد ويوضح الأمر بعد مرور أكثر من 24 ساعة. يرى شهيب أن أغلبية المصريين كانوا لا يعرفون شيئًا عن جزيرتي صنافير وتيران، ليس فقط الصغار في السن، هم الذين لا يعرفون، وإنما عدد ليس قليلا من كبار السن كان لا يعرف شيئًا أيضا عن الجزيرتين، حتى تم إبرام اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.. وهذا أمر كان يجب أن يضعه المسؤولون المصريون في اعتبارهم.. كان يتعين عليهم تمهيد الرأي العام لمثل هذا الاتفاق بإعلامه أولا بأمر الجزيرتين ووضعيتهما تاريخيًا، ثم بضرورة وأهمية تعيين الحدود البحرية، ثم بالمفاوضات الدائرة مع السعودية في هذا الشأن..».
    أفضل خطاب للرئيس
    الثناء على خطاب السيسي تزخر به الصحف القومية كافة وها هو صلاح منتصر يشيد به في «الأهرام»: «يعد خطاب الرئيس السيسي الذي وجهه إلى المصريين من خلال ممثلي فئات الشعب الذين اجتمع بهم أمس في قصر الاتحادية، واحدا من أنجح خطاباته. أولا لأنه جاء في الوقت المناسب تماما للرد على عاصفة يمر بها الوطن، اختلطت فيها قوى الشر الموجودة داخلنا وتحاول استغلال قضية جزيرتي تيران وصنافير، لإشعال فتنة وطنية «باع فيها الرئيس أرضه» مع مشاعر أصحاب النوايا الحسنة من المصريين البسطاء الذين انتفضوا عندما فاجأهم الحدث، وتصوروا، لعدم توافر أرضية مسبقة من الإعلام، أن الرئيس ردا على كرم الملك سلمان أهداه الجزيرتين! وهي مشاعر لا تغضب بل على العكس تؤكد إحساس المصري البسيط بقيمة أرضه واستعداده للتضحية من أجلها مهما تكن المغريات. الأمر الثاني أن الخطاب لم يكن عبارات إنشائية أو دبلوماسية تملأ لحظات حرجة يواجهها الوطن، بل كان خطابا موضوعيا يتحدث صاحبه بثقة وهدوء وإحساس من الفهم وحفظ كل ما يتصل بالقضايا العديدة التي تحدث فيها، بما يبين أنه متابع لأقصى درجة هموم الوطن.
    حديث يخاطب العقل والضمير والأهم يقنع المستمع . «يعنى سألتم كل واحد؟ والله والله سألنا كل واحد» قال الرئيس هذا وهو يتحدث عن الجهد الذي تم في مختلـــــف مؤسسات الدولة للاســــتفسار عن حقيقة الجزيرتين، وقد سمعت شخصيا مسؤولا من الذين شاركوا في هذه المهمة يقول إنهم كانوا ينتظــــرون حتى آخر لحظة أن تصلهم وثيقة واحدة تشكك في ملكية الجزيرتين (آخرها وثيقة من تركيا ترجمت صباح يوم توقيع الاتفاق) وقد جاءت كل النتائج بحق السعودية في الجزيرتين» .
    معركة القرن
    استيقظ قطاع كبير من النخبة المصرية والرأي العام على معركة دموية كبرى أكثر فتكاً من الفتنة الطائفية، وهي معركــة: هل جزيرتا تيران وصنافير تابعتان لسيادة مصر أم هما أصلاً جزيرتان ســــعوديتان؟ من جانبه لا يريد عماد الدين أديب أن يدخل في مصارعة الديوك حــــول هل همـــا مصريتان أم سعوديتان، ولكنه يقـــول في مقال له في «الوطـــن»: «أريد اليوم أن ألقي الضوء على أن هـــذه المسألة كانـــت كاشفة تماماً، وأكثر من غيرها من القضايا لحالة الصراع الهستيري الذي يسيـــطر على العقل السياسي المصري في السنوات الأخيرة. أول خطأ في هذه المسألة وفق الكاتب هو خطأ في توقيت وملابسات الإعلان عن حزمة الاتفاقيات بين القاهرة والرياض التي أعطت انطباعاً – غير مقصود- وكأن الجزيرتين جاءتا كجزء من حزمة، وأن الـ16 مليار دولار هي ثمن لهاتين الجزيرتين.
    ثانياً: إننا حتى الآن لم نحصل على أدلة مبسطة ولا توثيق واضح لحيثيات الاتفاق المصري ـ السعودي حول هاتين الجزيرتين. ويرى الكاتب ان المؤلم للغاية، والمحزن بشدة، هو منهج تناول المسألة من قبَل الرأي العام.
    معظم الذين أيدوا تبعيتهما لمصر جاء موقفهم من التربص والعداء والكيد والثأر لنظام الرئيس السيسي. ومعظم الذين أيدوا تبعيتهما للسعودية كان موقفهم قائماً على النفاق السياسي لنظام الحكم الحالي، وليس مبنياً على دراسة وبحث وفهم كامل للملف. وهناك قطاعات حائرة بين جنون المعارضة وسذاجة وضعف الدفاع عن الحكومة. المسألة وفقاً للكاتب لم تعد مسألة حقوق تاريخية ووثائق لا يرقى إليها الشك ولا دراسات متخصصة في قوانين ترسيم الحدود البحرية الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1982، لكنها مسألة إما ثأر وكيد، أو نفاق وتأييد أعمى؟ هذا المنهج من التفكير منهج مدمر وعبثي وعدمي ولا يمكن أن يصل بأي مجتمع إلى أي تقدم جوهري، بل هو طريق ذهاب بلا عودة إلى الانتحار الجماعي».
    يحتقروننا بدون مبرر
    اليوم قرروا التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، من دون أن يعرف أحد، ولمّا فوجئوا بغضب الشعب قالوا إنهم يناقشون هذا الأمر منذ ست سنوات! حسنًا… ولماذا لم تخبرونا؟ يتساءل ناصر عراق في «التحرير»: «والأدهى أنهم أبلغوا إسرائيل قبل أسابيع بشأن إعادة الجزيرتين للسعودية، كما ذكرت «الأهرام» في 11 أبريل (أفتح هذا القوس لأخبرك بأنني أكاد أجزم أن أمريكا تلعب الدور الرئيس في هذه العملية خدمة لمصالحها هي وربيبتها إسرائيل). أرأيت… إسرائيل تعرف وبرلمانهم يعرف، والشعب المصري والرأي العام المصري خارج الموضوع تمامًا. يتذكر الكاتب مقولة الديكتاتور المخلوع أمس أيضا قال مبارك (خليهم يتسلوا) لما قررت (المعارضة) تأسيس برلمان مواز رفضًا للتزوير الفج في الانتخابات البرلمانية عام 2010، في عبارة تكشف عمق احتقاره للمصريين. وقال أيضا أحمد نظيف رئيس وزراء مبارك إن الشعب المصري غير مؤهل بعد لممارسة الديمقراطية. وقديمًا تحدث محمد علي باشا مخاطبًا أحد أمراء الإنكليز قائلا: «لا تحكموا على مقارنة بالجهل الذي يحيط بي… لا يمكنكم أن تطبقوا القوانين نفسها في مصر وإنكلترا… تلزمنا سنوات طويلة لنبلغ المستوى الذي بلغتموه/ كتاب الفرعون الأخير للكاتب الفرنسي جيلبرت سينويه». إذن نظرة الحاكم المصري إلى الشعب المصري دائمًا تتسم بالاحتقار، ودائما يرنو الحاكم إلى الشعب بوصفه جاهلا، إذا كان هذا الكلام صحيحًا، وأظنه كذلك، فالسؤال المطروح بقوة يتمثل في: مَنْ الذي غرس بذرة احتقار الناس في نفوس الحكام؟ وهل من المحتم أن الرجل الذي يستحوذ على سلطة أو مال تنتابه مشاعر التفوق على قومه، فيظن نفسه أنه العبقري وأنه الأذكى، فيشرع في التعامل معهم باستخفاف؟ (اسمعوا كلامي أنا بس.. هكذا قال الرئيس السيسي مرة). ويعترف الكاتب بأننا في حاجة إلى علماء النفس ليشرحوا لنا لماذا يحتقر الحاكم المصري الشعب المصري طوال التاريخ».
    يشبه السادات في دهائه
    ومن تجليات الأمس تشبيه السيسي بالسادات على يد ريهام مازن في «الأهرام»: «من الواضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتمتع بذكاء الزعيم الراحل محمد أنور السادات ودهائه.. إذ يرى خبراء إستراتيجيون أن في إعلان بناء الجسر حركة ذكية جدا.. ويقولون إن من الهراء والجهل القول إن مصر تنازلت عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، لأن الأمر يتجاوز ذلك بكثير. الجزيرتان حديث العالم الآن، وهما تيران وصنافير.. تقعان في البحر الأحمر في مدخل خليج العقبة وبالتحديد في مضيق تيران، وهو المكان الوحيد الذي يسمح لإسرائيل بمنفذ من وإلى ميناء إيلات ويربطها جنوبا بباقي الدول على البحر. عام 1950، سمحت السعودية رسميا لمصر بوجود قواتها وحدها على الجزيرتين، حتى يتسنى لها الدفاع عن المنطقة ضد العدوان والوجود الإسرائيلي.. ولأن إمكانات السعودية البحرية لم تكن تؤهلها للقيام بهذا الدور، وقعت الجزيرتان في عام 1967 تحت الاحتلال الصهيوني.. إلى أن حان توقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي أزالت الاحتلال من الجزيرتين، ولكنهما دخلتا في المنطقة (ج).. بمعنى أن المنطقة لا يسمح فيها بوجود قوات عسكرية مصرية أو سعودية أو إسرائيلية، لأن المنطقة تحت إشراف قوات دولية ويسمح فقط بوجود شرطة مدنية مصرية بإخطار مسبق. بالتالي وكما تشير الكاتبة ومع وجود تحالف إسرائيلي تركي الآن، ومع تعالي أصوات عن رغبة في انسحاب القوات الدولية من المنطقة.. فإن هذه الخطوة ذكية جدا، فالترسيم المعلن الآن أمام العالم بين دولتين هما مصر والسعودية. أما الجسر البري، الذي أعلن عنه الملك سلمان بن عبد العزيز، وأطلق عليه الرئيس السيسي «جسر الملك سلمان» سيزيد من إمكانيات الاستثمارات بين الدولتين ويعتبر انطلاقة جديدة، إن شاء الله إذا تمكنا من مراقبته بشكل جيد».
    ماذا جرى للمصريين؟
    سؤال يطرحه محمد الشبراوي في «الشعب» بسبب ازدياد معدلات الفساد والجهل واستسلام الجماهير للظلم: «كثيرون يتساءلون هل أصبحت الدماء التي تجري في العروق المصرية فاسدة؟ أم أن موتا سريريا أصاب الشخصية المصرية فباتت تنتظر معجزة من السماء تبعث الروح فيها من جديد؟ إن سرطانا من نوع فتاك استشرى في جسد مصر، لا أظنها تبرأ منه إلا بدماء جديدة تُضخ في هذا الجسد، وإلا فإن الانحدار نحو الحضيض مستمر بلا هوادة. ما يحدث في مصر الآن يؤكد حقيقة المأزق الوجودي الذي تعاني منه منذ عقود حتى باتت في صغار وهوان يدفعها دفعا نحو قبرها، ما لا يجدي معه إلا الحلول الجذرية. ويؤكد الشبراوي أن مصر تقريبا في شتى التصنيفات الدولية في ذيل القائمة فشعبها ينتقل منذ عقود من فقر إلى ما هو أشد فقرا، تعليم دون المستوى وبطالة متفاقمة، وفشل اقتصادي، تدهور صحي احتلت به مصر مراتب الصدارة في أمراض وأوبئة فتاكة، فتدهور المستوى الصحي العام للشعب، وثروات أُهدرت، وفساد بلا حدود برعاية رسمية بلغ حد التقنين والشرعنة بما يؤكد أن الفساد ماء الحياة للنظام، وأنه لا حياة للنظام بدون فساد ولا وجود للفساد إلا مع هذا النظام. طبقية متفاقمة وعدل مفقود وظلم في أبشع صوره، بل وبالقانون مفروض؟ وتغلغل غير مسبوق للقوى والكيانات الكبرى والأقليمية، سحق استقلالية مصر ومحوريتها عبر تدرج من مرحلة الكنز الاستراتيجي للغرب والصهاينة إلى مرحلة من يمثل مغارة للكنوز الاستراتيجية لكل طامح وطامع أقليميا أو دوليا، وذهبت قوة مصر الناعمة أدراج الرياح فأصبحت أثرا بعد عين. ويتساءل الكاتب: هل أصبحت مصر على حد تعبير البعض دولة مريضة جيوبولتيكيا يسكنها شعب مريض تاريخيا ويحكمها مريض نفسيا؟ ثروة مصر الحقيقية تكمن في أبنائها لكن ما الذي أصاب الأبناء، وما الذي أصاب تلك الشخصية؟».
    حسام عبد البصير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de