في مديح الصخور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 07:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2016, 10:23 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في مديح الصخور

    09:23 AM Jan, 27 2016

    سودانيز اون لاين
    بله محمد الفاضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر

    في مديح الصخور
    للشاعرة التشيلية: جابرييلا ميسترال (جائزة نوبل 1945)
    ترجمة : محمد عيد إبراهيم




    تركع صخورٌ، وتسقط صخورٌ في مواكبَ، وما لا تريدُ أن تسقطَ، مثلَ قلبٍ تسأم.
    تستندُ الصخورُ إلى كواهلها كالمحاربين الموتى ـ تُبحر جراحهم مع الصمتِ النقيّ، لا مع الضماداتِ.
    تحملُ الصخورُ ملامحَ مبعثرةً كالأطفالِ التائهين: حاجبٌ فوقَ جبل(·)، كاحلٌ في مقعدٍ صخريّ.
    تذكُر الصخورُ وجهاً موحّداً وتريدُ أن ترقّعهُ معاً، ذاتَ يومٍ، لمحةً بلمحة.
    الصخورُ نومها ثقيلٌ، غنيّةٌ بالأحلامِ، مثلَ حبةِ فلفلٍ تحرسُ جوهراً صافياً، واهناً ونعسانَ، مثلَ شجرةِ الظروفِ، تمسكُ الصخرةُ بوحشيةٍ كنزها من الأحلام المجرّدة.
    تركع صخورٌ، تمتزجُ صخورٌ، وتسقط صخورٌ في مواكبَ، وما لا تريدُ أن تسقطَ، مثلَ قلبٍ تسأم.
    شاهدُ القبرِ محتومٌ لرقبةِ يعقوبَ، صخرةُ الحدادِ كالرقمِ ـ من دونِ حياءٍ ولا ندىً ـ فهي بالضبطِ كالرقمِ.
    صخرة مستديرةٌ ببساطةٍ هي جفنٌ كبيرٌ، بأهدابٍ، كأنها صخرةُ ميتوشالح(·). قمةُ جبالِ الأنديز المعقوفةِ المتصوّفة، شعلة لا تتراقصُ، تترنّحُ مثلَ سارةَ زوجةِ لوطٍ. لم تُرِد أن تجيبني وأنا صغيرة، وإلى الآنَ لا تجيبني.
    تومض صخورٌ بالذهبِ أو الفضةِ، يثقبها النحاسُ بغتةً، ترتاعُ من الفضولِ. وتغتاظُ صخورٌ من اللّوزِ المعدنيّ، مع أنها سِهامٌ خفيّة.
    تركع صخورٌ، تمتزجُ صخورٌ، تركض صخورٌ في كتائبَ أو جمهراتٍ، دون أن تصلَ إلى مكانٍ.
    صخورُ نهرٍ قديمٍ من شواطئَ زلقةٍ كالغرقَى؛ تتشبّثُ بالنباتاتِ الذاويةِ التي تلصَقُ سريعاً بشَعرِ الغرقَى. لكن، هناكَ صخورٌ رقيقة؛ تلمسُ مَن سُلِخَ جلدهُ مِن غيرِ أن تؤذيهِ. تمرّ على جسمهِ بلسانٍ كلسانِ أُمّهِ، ولا تتعب.
    صخورُ النهرِ الدقيقةُ حصىً ملوّنٌ كالثمرِ. آهٍ، قد تغنّي! مرةً، وأنا بالخامسةِ، وضعتُها تحتَ مِخدّتي؛ فاهتاجَت مثلَ جبلٍ طَفليّ يختنق، أو ربما كانت تدورُ وهي تغنّي حولَ نُواةِ أحلامي. كأسيادِها: جاءَت حُصِيّاً بعمرٍ غضّ إلى ملاءاتي لتلعبَ معي.
    لا تودّ بعضُ الصخورِ أن تبقَى شواهدَ قبورٍ أو نوافيرَ؛ تتفادَى أيّ لمسةٍ غريبةٍ وتأبى النقشَ التطفليّ لتظلّ إيماءاتُها نفسَها، لغةً غريبة، تنهضُ ذاتَ يومٍ.
    صخورٌ بكماءُ، توهَب قلوباً بعاطفةٍ ربما تُفشِي سرّها. لكيلا نُزعجَ هَجعةَ لَوزِها الدائخِ ـ وهكذا، تظلّ ساكنةً.
    ………………..
    (*) ميتوشالح: جدّ النبيّ نوح.
    (*) القصيدة، من ترجمتي لكتاب (مقدمة لقصيدة النثر)، هيئة الكتاب، 2014


    http://kasedat-elnathr.com/في-مديح-الصخور-جابرييلا-ميسترال-ترجم/http://kasedat-elnathr.com/في-مديح-الصخور-جابرييلا-ميسترال-ترجم/
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de