جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْلة الصُّور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 04:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2016, 03:07 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْلة الصُّور

    02:07 PM Jan, 16 2016

    سودانيز اون لاين
    بله محمد الفاضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر

    جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْلة الصُّور
    [مختارات شعرية]
    ترجمة وتقديم: رشيد وحتي


    كان لـميلاد جوُرْجْ شحادةْ، 02.11.1905، في الإسكندرية كمدينة كوسموپوليتية أثرٌ كبير، أعطى شعْرهُ مسْحةً كونية، طيْفيّةً، لا تقرنه بجغرافيا محددة [لن تُصادف أعلام أماكن في شعْره أبدا]، إضافة لـميول سريالية في تركيب الصورة لا تجعله بالضرورة في صلب الحركة السريالية، ولكن تدرجه ضمنها كمميزات أسلوبية [بلاغية] مُعجّنة بالحكمة الـمشرقية [يرى الشاعر الفرنسي آلان بوصكي أن قصائده مُطرّزة بالأمثال]، مع شبهٍ كبير بأپولينير من ناحية إسناد الإيقاع لجملة تخلو من كل علامات التنقيط مطلقا وترتكز فقط على الوقْف وتشطير الأبيات. أما عدم عنْونة القصائد فيمكن عزْوُهُ لخيارات شعرية كانت رائجة خلال الـمنتصف الأول للقرن الـ 20 كدلالة على صعوبة/استحالة القبض على الـموضوع والجوهر الشعريين في عبارة استهلالية مُقْتضبة. عالم شحادة الريفي — غالبا في وقت برْزخيّ [أصيلًا أو غسقًا] — يكاد يكون مُشابهًا لـما هو عليه في قصائد شوقي أبي شقرا، مع الاستناد لـمعجم صغير، بسيط، مُجرّد يكاد يكون، في نبْرته الخافتة، مُمهّدًا لشعرية الراحل بسام حجار. القصائد التالية لذكرى وفاته في 17.01.1989
    — الـمترجم —

                  

01-16-2016, 03:09 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)

    أشْعارٌ I
    [1938]

    لا قِرَدَةَ قبْل كُلّ شيْءٍ خلْف الْوُروُد
    ثمّة طفْلٌ عيْناهُ كَدِرتان
    *
    * *
    ألْخُصْلاتُ الّتي تُمثّلُ عُمْر الْحُبّ
    كالنّبيذ الساّئل في الْأصابع
    تذكّرْ تذكّرْ زُهوُر الْأرْض
    كانت الـْمذلّةُ تحْملُ رأْسك في كيسٍ
    ألْفُ انْهيالٍ كان يُوقّعُ خُطاك
    أنْت هُنالك عاليًا على الرّبْوة
    حيْثُ يضعُ الْقمرُ أَرَاغِنَهُ الْكبيرة الْباردة
    ألْأشْجارُ ترْتعشُ كقناديل الْبحْر
    لكنّك لا تُصدّقُ هاته الصّرخات الطّبيعيّة
    لوْ كان للْجبال أنْ تمسّ الْهواء
    ووصْل الْـمواسم عبْرهُ
    لـمشيْت على طريق السّماء
    *
    * *
    هي في سنّ الْعشْرين رعْشةٌ
    أنْ ترى عيْنيْك في ماء النّساء
    للْغُرْفة زينةُ الْبحْر
    كطائريْن ينْسَحِقَانِ وهُما يحُومان معًا
    بصمْت الْأعْشاش الْخطير
    مزج اللّيْلُ عُمْريْنا
    أيْ نغْمة حجر الْجُزُر
    *
    * *
    إنّها الْقيْلُولةُ
    ألْقُبّراتُ لوحاتٌ بيْضاءُ
    ضعْ رأْسك في الْعلف حيْثُ يتضايقُ الْحصانُ
    بحافره الْأرقّ
    ها الْقمرُ
    ليْس كُرويًّا إلّا لأنّك حزينٌ
    ألْقصبُ وحيدٌ
    والشّجرةُ الّتي تُنوّمُ النُّجُوم
    يرُجُّها الْعُشُّ
    *
    * *
    هاته الْـمرْأةُ الّتي تحْلُمُ وسْط سراويلها
    لنْ أراها ثانيةً في الْأنْشاد
    سأتزوّجُ يديْها
    — صغيرةٌ جدًّا هي هذه الذّكْرى منْ أرْض الْجليل
    كان ثمّة ماءٌ وأنا لوحْدي
    *
    * *
    أُمّي الّتي كانتْ أشْعر منّي
    أُمّي كانتْ تكْتُبُ لشقيقتها:
    كأرْضٍ عذْبٌ هُو الصّوْتُ

    على خدّه ورْدةٌ على خدّه كتابٌ
    *
    * *
    عنْدما يرْتعشُ الْخريفُ على الْجبل
    ضعْ في رقبتك عيْن الْبجعات
    ألـْمفاتنُ في الرّيح والسّاعةُ سوْداءُ
    أُحبُّك قيل لي ذلك
    *
    * *
    ألْـمطرُ أرقُّ منْ قُطْعانٍ ضاربةٍ للْحُمْرة
    ألْـماءُ أكْثرُ بياضًا على كتفيْه من الْفجيعة
    لا أدْري إنْ كان علامةً أوْ عذابًا
    هذا الصّوْتُ في طُفُولتي كتُفّاحةٍ.
    ثمّة شقاءٌ عظيمٌ في الْأرْياف!
    *
    * *
    لنْ تكُوني يتُها الْخشْخاشاتُ الزّهْرة الْباطلة
    لقدْ أحبّتْ بإفْراطٍ الْعُيُون الْـمُتفتّحة
    ها هي الْيوْم أكْثر بياضًا منْ موْتها
    أللّيْلُ يقْصفُها بالْأحْجار
    تبْقى الْعيْنان زهْرتيْن خارقتيْن
    *
    * *

                  

01-16-2016, 03:10 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)

    أشْعارٌ II
    [1948]

    ثمّة حدائقُ لمْ يعُدْ لها منْ موْطنٍ
    تكُونُ والْـماء وحيدةً
    تعْبُرُها يماماتٌ زرْقاء ودُونما أعْشاشٍ

    لكنّ الْقمر بلّوْرُ فرحٍ
    والطّفْلُ يتذكّرُ فوْضًى عارمةً شفيفةً
    *
    * *
    للطّفْل الّذي يعْدُو في غابةٍ مُتْرعةٍ
    بصفير الْحرير
    أقُولُ بأنّي أُوْثرُ
    ذاك الّذي ينامُ في حديقة حُزيْران
    مع أسًى خفيفٍ
    منْ أجْل عُزْلة الصُّور
    والْفجْر وسُرّاق الْـماء
    *
    * *
    كمانٌ أعْمى كان يبْكي منْ أجْلنا
    فُسْقيّةً منْ حجرٍ
    ألشّتاءُ الْفصْلُ بلا ملامح
    عنْدما تكُونُ الْأعْنابُ سوْداء
    *
    * *
    سأبْسُطُ أساريري في بُسْتان تُفّاحٍ
    في ماء الرّيف هذا
    ذي الْخُطى الْبكْر
    ومنْ أجْلك أيْ صديقة صفْصافات الْـموْت
    ألْيماماتُ الّتي تطيرُ دُونما هواءٍ
    والْغيْبةُ أطْولُ من السّنين
    *
    * *
    إنْ كُنْت جميلةً كمجُوس بلدي
    أيْ حُبيّ فلنْ تسْعيْ لبُكاء
    ألْجُنُود الْقتْلى وظلالهُمُ الهاربة من الْـموْت
    — ألْـموْتُ بالنّسبة لنا زهْرةُ بنفْسجٍ

    ينْبغي الْحُلْمُ بالطُّيُور الْـمُهاجرة
    بيْن النّهار واللّيْل كأثرٍ
    عنْدما تنْأى الشّمْسُ في الْأشْجار
    ويصْنعُ منْ أوْراقها مرْجًا آخر

    أيْ حُبيّ
    لنا عُيوُنُ الْـمساجين الزُّرْقُ
    لكنّ جسدنا معْشوُقُ الْأحْلام
    مُضْطجعيْن نحْنُ سماءان في الـْماء
    والْكلامُ غيابُنا الْوحيدُ
    *
    * *
                  

01-16-2016, 03:11 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)


    أشْعارٌ III
    [1949]

    ستعُودُ النّجْمةُ فوْق الْحديقة الْخربة
    شبيهةً بقطْرة ماء الْولادات
    ستتفتّحُ الطُّيُورُ الّتي فقدتْ صبْرها
    وسيكُونُ حُلْمُ اللّيْلة الْأُوْلى

    أنا أيْ حُبّي في مرْجٍ
    رفْقة أشْجارٍ منْ عُمُري
    لكنّ الْغزْلان تمُرُّ في الرُّمُوش النّائمة
    ألْـموْتُ هذا الْـمساء كبنْت الزّمان الْـمعْشُوق
    *
    * *
    عنْدما يتمزّقُ الطّائرُ مع نشيده
    فأوْراقُ سوْداويتهما غيْر الْأكيدة
    تُوْقفُ أحْيانًا شكْواها
    ينْتهي الْهواءُ بعيدًا ولا تعُودُ لهُ رغْبةٌ في الْإصْغاء
    نمُرُّ ساعتها صُحْبة كلابنا كلاب الْآحاد
    فوْق السّماء وفي الْبُسْتان
    ومنْ أجْل منْفى صُورنا
    نهبُ ظلًّا لكُلّ واحدٍ منْ أطْفال الْـمساء
    *
    * *
    كُنْتُ أقْرأُ كتاب الْـممالك الْعتيق
    — كُنْتُ مجْنُونًا كالسُّلّم الْبهيّ

    خارجًا كان اللّيْلُ يجْرُفُ معهُ الْأبْراج
    — كُنْتُ أقْتفي أثر الْخُرافات
    *
    * *
    أقُولُ إنّ الْكُنُوز أبْناءُ النّباتات
    ما منْ كدٍّ يسْبقُ النّسيم
    طالـما أُوْقدت الْقناديلُ
    طالـما الْـموْتى زُهُورٌ
    *
    * *
    تلْك الْـمعْقُودةُ حُنُوًّا بأشْياء الرُّوح
    ذلك الْغائبُ بأُعْجُوبةٍ
    كُلُّ شيْءٍ حُلْمٌ غُبارُ حُلْمٍ
    ألْقُطْعانُ الّتي عمّرتْ ألْف سنةٍ بسبب الْقمر
    وهذه الْجبالُ الّتي ترْتعشُ مع حبّات جوْزٍ
    *
    * *
    تحْت أوْراق شجرٍ غيْر مُكْترثةٍ بالطّائر الْأجير
    أقُولُ إنّ التُّفّاحات دقيقةٌ وجميلةٌ
    في حزن الصّباح
    أتحدّثُ عنْ ورْدةٍ أثْمن
    منْ تجاعيد الْبُسْتانيّ

    لأنّ الْكُتُب في الْغُرف
    لأنّ في جسد الْعُشّاق ماءً
    *
    * *
                  

01-16-2016, 03:12 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)

    أشْعارٌ IV: إِنْ لَاقَيْتَ حَمَامَ الْوَرَشَانِ
    [1951]

    إنْ لاقيْت حمام الْورشان
    في حُرْجٍ بالغ الْفُتُوّة بحياة ثلْجه
    عنْدما تعْني الْعُيُونُ عُقْدتي الْـمساء
    إصْنع اسْتراحةً منْ كُلّ ما هُو لهُ
    عُمُرُ الْغابة أيْ حُبّي حُلْمٌ
    *
    * *
    في النّوْم لـمامًا
    تُوْقظُ الْبذْراتُ الظّلال
    يأْتي أطْفالٌ صُحْبة عوالـمهمْ
    خفيفين كعظام زُهُورٍ ميّتةٍ
    ساعتئذٍ في بلدٍ أقْرب بلواعج الرُّوح
    ولوصْل خشْخاش الْجُفُون الْوديعة
    تسْتحيلُ أجْسادُ اللّيْل بحْرًا
    *
    * *
    [إلى سانْ-جُونْ پّرْسْ]
    أُعْطُوهُ جذْر إكْليل الْغار
    لا أزْهارًا مضى عليْها يوْمٌ تنْثُرُ رمادًا

    شاعرُ الثّلْج والسّاعة الرّمْليّة
    عنْدما يكُونُ ما ابْيضّ شرفًا للْـموْت
    *
    * *
                  

01-16-2016, 03:13 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)

    أشْعارٌ V
    [1972]

    كان قدُّ الْبنات الْفتيّات يُرفْرفُ في الرّيح
    لمْ يكُن الطّيْرُ ذُو الْعيْن اللُّؤْلُؤُة يتْرُكُ أثرًا
    كان ذاك عصْر الْـملائكة آه أتذكّرُ
    كان النّهارُ واللّيْلُ طفْليْن للْأرْض السّعيدة
    كان الْغيابُ يحْفظُ الْبسْمة والْكلام
    كان كُلُّ شيْءٍ منْ لا شيْء: الْعُشْبُ والْقنْديلُ
    ما خلا حصانًا حرُونًا كان يُلوّحُ بقبْضتيْه
    ويصيحُ نحْوي:
    ما يحْصُلُ مرّةً واحدةً ليْس في حُكْم الْعادة فيما خلا الْـموْت
    آه أتذكّرُ
    *
    * *
    أُوْلاء السّاهرُون حتّى آخر اللّيْل
    في غُفْران الدّياجير الْعميق
    بعيدًا عن الْقناديل السّاخنة في الْعيْنيْن
    في الْهواء الْعاري
    ثمّة مُسافرُو الْـمُسْتقْبل
    والنُّجُومُ تُدْركُ ذلك جيّدًا إذْ تتوقّفُ عنْد نوافذها
    تاركةً سلالم برّاقةً
    في الْفجْر عنْدما يتْرُكُ الصّيّادُون ثُقبًا
    في صمْت الْأرْياف
    *
    * *
    نعمْ ولا
    عصوان
    إحْداهُما تنْثني
    والْأُخْرى تنْكسرُ
    — أيُّهُما؟

    هكذا يتحدّثُ الْحكيمُ
    مرّةً من اثْنتيْن
    — أيُّهُما؟
    *
    * *
    في رُقاد بنْتٍ صغيرةٍ
    يكْمُنُ بهاءُ إبْرةٍ ولُغْزُها
    ليخْرُج منْ كمانٍ
    رجُلٌ فتيٌّ صيّادٌ يرْقُبُها
    — آهٍ غطُّوا جيّدًا هذا الْولد النّائم
    لأنّها بالْخارج
    بيْن شَارِبَيِ اللّيْل
    *
    * *
    ثمّة حديقةُ حزنٍ في قفص عُصْفُورٍ
    مع كُلّ سوْداويّة بيْتٍ

    ألْأجْنحةُ ورقاتٌ خضْراءُ
    في النّهار الْـمُقتّر والْـمُنْكسر
    كفُتاتٍ

    أتذكّرُ تلْميذًا بئيسًا
    عنْد النّافذة
    *
    * *
    لا الْأملُ ولا الْحظُّ
    بلْ في الزّهْرة الصّغيرة النّاشفة في كتابٍ
    لمْ يبْق منْها إلّا رمادُ الْحُبّ

    — كيْف لنا أنْ نمُوت
    عنْدما نكُونُ بعْدُ قادرين على الْحُلْم
    *
    * *
    ليْستْ وشْوشةُ الْـمحّارة وشْوشة الْبحْر
    ولا رحْلة الرّيح
    بلْ نشيد النّوْم وقبْرهُ

    بم أنّ الْأشْواك عبراتُ الْورْدة في الصّباح
    والزّنْبقة ذكْرى الْـمُلُوك
    يا لكثْرة السّوْداويّة الّتي تكْتنفُ الْأشْياء
    *
    * *
    هُنالك بعيدًا
    في آسْيا الْفارعة ببهاءٍ
    سبّاحُ حُبٍّ فريدٍ
    *
    * *
                  

01-16-2016, 03:14 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)

    أشْعارٌ VI: سبّاحُ حُبٍّ فريدٍ
    [1985]

    كانتْ تمْشي في بُسْتانٍ
    كانتْ تسّاقطُ من الْأشْجار مقاطعُ صوْتيّةٌ عذْبةٌ
    ولمْ يعُدْ للْهواء لوْنٌ

    هي ذي ولادةُ الْـمساء
    نداوةُ الْأعْشاش الْأُوْلى
    كانت الْبنْتُ الْفتيّةُ تحْلُمُ قليلًا
    وهي تنْظُرُ منْ حوْلها

    أللّيْلُ الْآن يتكرّرُ لا نهائيًّا
    ألْأشْجارُ تخْتبئُ في أوْراقها
    والصّمْتُ يأْتي منْ بعيدٍ
    *
    * *
    [تحيّةً للْأخ أنْجيليكُو التّشْكيليّ]
    كانتْ أُمّي تُسمّي الْـملائكة بأسْمائها:
    جبْرائيلُ ذُو أصابع الْكمان
    ذُو جناحي الْـمحار
    ومرْيمُ، مرْيمُ في بيْتها وحيدةً
    مُسْدلة الْعيْنيْن على وجْهها
    كُلُّ هذا في غُرْفةٍ لا شيْء فيها
    رُبّما وفقطْ
    خُبْزٌ وماءٌ للْعرْفان
    *
    * *
    عيْنُ ماءٍ كانتْ تبْكي كانتْ تحْكي

    عنْدما ستُغادرُ بلد الْقناديل
    ذات ليْلةٍ كابْنٍ للْبرْد
    سيأْتيك رُبّما ملاكٌ
    بالْحبْر
    لكتابة ما تراهُ:
    ألـْماء الْجاري الّذي يسْتحيلُ ظلًّا
    ألشّجرة الّتي تُضيّعُ طريقها
    *
    * *
    مع الرُّقاد
    كانتْ شقيقاتُ أُمّي يتكلّمْن بصوْتٍ خفيضٍ جدًّا
    بحيْثُ يصيرُ كُلُّ شيْءٍ ظلًّا
    وُجُوهًا وأصْواتًا
    حتّى السّاعةُ الْحائطيّةُ في قفصها
    الّتي لمْ يعُدْ لها نشيدٌ
    فجْأةً يلْتمعُ عُودُ ثقابٍ
    وبوُسْعنا أنْ نتبيّن
    خالاتي جاثيّاتٍ على رُكبهنّ
    في قطْرة ذهبٍ
    *
    * *
    كانتْ لكُلّ نافذةٍ سماءُ مرْجٍ
    في هذا الْبيْت الْـمنْسيّ
    وثمّة أيْضًا أطْيارٌ مُحمّلةٌ بالْبشائر
    وفي الْأحْلام طفْلٌ يحْكي حياتهُ

    أيْ حُبُّ
    أيْن ليالي الشّتاء
    ألْقنْديلُ الرّقيقُ في فُسْتانه الزُّجاج
    والسّاعةُ الْحائطيّةُ تدُقُّ وتُنادي
    طفْلًا نائمًا فقطْ
    *
    * *
    منْ خلال ذهب الشُّمُوع
    في أزْيائك في كامل خِضَابِك الْحمْراء
    ألْقاك في كنيسةٍ ليْلًا
    أيْقُونةً ذات صبْرٍ بالغ الرّقّة
    فمن الْجُنُون أنْ أكُون أكْثر قُرْبًا منْك وألّا أرى
    في عيْنيْك الْـمُتواضعتيْن كما اللّيْل وأكْثر سوادًا
    هذه الْقصيدة الّتي لمْ تُكْتبْ بعْدُ
    *
    * *
    مع طُلُوع النّهار
    يشْرعُ الْحمامُ في خُطْواته
    بالْباحة

    كان يسّاقطُ الْـمطرُ
    مُذرّيًا بزْرات ماءٍ
    على الْبلاط
    *
    * *
    هُو الْخريفُ ثانيةً
    ألْحديقةُ تعْدُو خلْف أوْراقها

    ما بقي منْ أحدٍ هُنا:
    ألنّوافذُ النّاسُ
    بل الرّيحُ

    ثمّة قمرٌ منْسيٌّ
    في السّماء كوجْهٍ

    ذكْرًى للصّيْف الْجميل
    أنا ظمْآنةٌ قالتْ فُسْقيّةٌ
    *
    * *
    عنْدما تضيعُ الْعيْنان في النّوْم
    كما في قعْر بئْرٍ الْوُجُوهُ
    يأْتي منامٌ صُحْبة مناظره
    منْ فوْق نائم اللّيْل
    وها في سماءٍ هاربةٍ منْ نُجُومها
    نافذةٌ على الْغسق
    مع رأْسٍ مُشْرئبّةٍ لامْرأةٍ
    تبْقى في الْحُلْم لُغْزًا
    *
    * *
                  

01-16-2016, 03:20 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوُرْجْ شحادةْ: أسًى خفيفٌ منْ أجْل عُزْل� (Re: بله محمد الفاضل)



    من صفحة الشاعر:

    https://www.facebook.com/profile.php؟id=100007176948072andfref=ufihttps://www.facebook.com/profile.php؟id=100007176948072andfref=ufi


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de