فى بيت السفير السودانى بالقاهرة عماد الدين حسين - كاتب صحفي شبكة وادي النيل الاعلامية ( AWA) الأحد 10 يناير 2016
بدعوة كريمة من السفير السودانى بالقاهرة عبدالمحمود عبدالحليم ذهبت مساء السبت الماضى إلى دار سكنه ــ التى تقع فى الجزء الذى لايزال راقيا بحى المعادى ــ لمقابلة وزير الخارجية السودانى الدكتور إبراهيم الغندور ضمن مجموعة من السياسيين والكتاب والصحفيين.
شعرت بالسعادة أن مستوى الحضور كان مرموقا. كان هناك عصام شرف، وعمرو موسى، ونبيل فهمى، ومصطفى الفقى، والسيد البدوى، ومكرم محمد أحمد، ومنير زهران، وأمانى الطويل، وغالبية محررى الشئون العربية فى الإعلام المصرى، إضافة إلى نخبة مهمة من مسئولى وزارة الخارجية السودانية المرافقة للوزير، الذى يزور القاهرة للمرة الأولى لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب بدعوة من السعودية على خلفية قطع علاقتها مع إيران. أهمية زيارة الغندور للقاهرة أنها تأتى فى وقت يتزايد فيه الجدل بشأن تأييد السودان لبناء سد النهضة الإثيوبى، وأن هناك رغبة سودانية فى التصعيد مع مصر على خلفية موضوع حلايب وشلاتين، مقابل شكوى سودانية من بعض الحملات الإعلامية المصرية. الحضور المصرى المميز فى بيت السفير قرأته باعتباره رسالة مصرية شعبية فى المقام الأول خلاصتها أن المصريين على اختلاف توجهاتهم يرغبون فى علاقات مميزة مع السودان. وكلمات كبار الحضور عكست هذا المضمون. الوزير الغندور ــ الذى شغل منصب مدير كلية طب الأسنان بالخرطوم، ورئيس اتحاد عمال السودان وإفريقيا ــ تحدث عن علاقات البلدين، فقال إن الأوضاع تتجه للاستقرار فى السودان، وأنه ليس سعيدا بحجم التبادل التجارى بين البلدين حيث لا يزيد على ٨٥٠ مليون دولار فقط، مضيفا أن القتال توقف فى دار فور، وهناك حوار وطنى يشارك فيه الجميع. عمرو موسى تحدث عن «الاستدارة الكبيرة» فى السياسة الخارجية السودانية، ثم عرج إلى النزاع المفتعل والمدفوع بين السنة والشيعة فى المنطقة العربية، وعصام شرف سأل عن السبب الذى يعطل التعاون المصرى السودانى على الأرض، قائلا إن أول زيارة خارجية له أثناء توليه منصبه كانت إلى الخرطوم، وهو نفس ما فعله الوزير نبيل فهمى أيضا، فى حين دعا الدكتور السيد البدوى الإعلام المصرى إلى عدم الإساءة إلى السودان، وتمنى الدكتور مصطفى الفقى أن يكون شعار علاقات البلدين «أن نفوز معا» وإيجاد ديناميات جديدة تجعل العلاقات تستمر قوية، لأن الأجيال الجديدة لا تعرف حكاية العلاقات الأخوية والأزلية. فى حين قال مكرم محمد أحمد إنه لا يزال يؤمن بإمكانية وحدة البلدين لكن على أسس مختلفة وعملية. الوزير السودانى استمع إلى كل مداخلات الحاضرين وأسئلة الصحفيين، وقال إن بلاده ليست وسيطا بين مصر وإثيوبيا وتعرف جيدا أهمية النيل لمصر، لكن كثيرا مما يكتب فى الإعلام المصرى عن سد النهضة يجافى الحقيقة ساخرا من قول أحد «الخبراء المصريين» إن هناك ٤٠ مليون سودانى تظاهروا ضد حكومتهم لأنها منحازة ضد مصر علما بأن سكان السودان أقل من عدد المتظاهرين!!! وكذلك الزعم بأن السودان نصبت صورايخ إيرانية وعراقية لضرب السد العالى. قال الوزير إن بلاده مطمئنة إلى سلامة سد النهضة، وإن إعلان المبادئ بين البلدان الثلاثة يضمن تماما ويحفظ حقوق مصر وحصتها من المياه. ونفى الوزير تماما وجود أى عنصر من «الإخوان المسلمين» المصريين فى السودان. الغندور قال إن مصلحة السودان هى وجود مصر قوية وينبغى أن تسعى مصر إلى وجود سودان قوى، ملمحا إلى أن بعض الأجهزة المصرية قد لا تود تفعيل تعاون البلدين. ودعا إلى حل مشكلة حلايب بالحوار أو التحكيم الدولى. من الوارد أن تتوتر العلاقات أحيانا بين البلدين لأى سبب، لكن ينبغى أن يكون واضحا لدى مسئولى البلدين والنخبة هنا وهناك أننا لا نملك ترف الخصام والهجر. علينا فى مصر أن نبذل كل الجهد لنضمن أفضل العلاقات مع الأشقاء فى الخرطوم، وأن تصل إليهم رسالة واضحة بأن علاقتنا معهم تسمو فوق أى علاقات أخرى. هم فعلا عمقنا الاستراتيجى وحل كثير من مشاكلنا يبدأ من السودان خصوصا مشاكل المياه والغذاء. قد تخطئ الحكومة السودانية فى بعض الملفات، لكن علينا ألا ندعهم يذهبون بعيدا.. المصالح القومية تحتم علينا ألا نتوقف عند أمور صغيرة وتافهة.
=================== شبكة وادي النيل الاعلامية ( AWA) WhatsApp:(+249) 113 113 031 http://http://www.facebook.com/awasudanwww.facebook.com/awasudan
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة