كل عام وانتم بسبع أرواح - مقال لغادة السمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 12:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2016, 07:36 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كل عام وانتم بسبع أرواح - مقال لغادة السمان

    06:36 PM Jan, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    كنت أنوي افتتاح سنتي الجديدة مع القارئ بشيء من المرح والحبور كعادتي ولكن تقويماً سنوياً (روزنامة) أرسلتها لي الاديبة الفلسطينية رنى ميشيل سنداحة من عمان وعنوانها «بانوراما القدس» أطاحت بخططي الضاحكة وجعلتني افشل في ذلك، وأنا ناجحة في «فن الفشل» حين يتعلق الأمر بحبي وجرح قلبي، وفلسطين جرح كبير في قلبي وسواي، وعاصمة النزف عندي تدعى القدس!
    الروزنامة أصدرتها «جمعية يوم القدس» كعادتها كل عام ربما لدس إصبع ديناميت في الذاكرة العربية التي بدأت بالترهل بل كادت تدخل في مرحلة الغيبوبة، لإنشغالها بحروب محلية نستحق عليها في الكثير من اقطارنا «جائزة نوبل» في الحماقة السياسية. روزنامة هذا العام تتضمن شهورها لوحات تمثل القدس في الفترة بين القرن الخامس عشر والقرن العشرين.. لوحات تاريخية واحدة لكل شهر، وليس فيها ما يشير إلى المزاعم الاسرائيلية (النتانياهونية) بل فيها ما يفندها على نحو عفوي تارخي غير مباشر.
    تستطيع هدم المسجد لا هدم جذوره
    عنوان التقويم: «بانوراما القدس» اي بانوراما قلوبنا، وصلتني يوم قراءتي للإعلان العدواني الاستفزازي لنتنياهو ان في مقدوره هدم المسجد الاقصى لو رغب. وهو ليس كاذباً فهو يتحدث عن الجرافات الآلية وينسى أنه ليس بوسعه اقتلاع جذوره من القلوب.
    وهذه الغطرسة (النازية) لا تدهشنا ممن يتبنى إحراق اطفال فلسطين وهدم بيوتهم بذرائع مختلفة والتوسع في بناء المستوطنات وبالذات في الجولان السورية حيث وطني الأم.
    موسى ميشيل سنداحة
    أعود إلى الروزنامة التي فجرت ذلك الحزن كله، وأهدتني إياها رنى سنداحة، وهي ابنة بيت نضالي راقٍ، ورحيل والدها الاديب ميشيل سنداحة آلم قبيلة المحبة والطيبة والوفاء لفلسطين وكان يعمل في جمعيات انسانية وطنية وحقول متعددة وقد حل اليوم ابنه موسى وهو كما وصفته أخته الأديبة رنى «خير خلف لخير سلف» حاملاً الرايات العديدة التي لم يمنع والده الاعتقال الاسرائيلي له ذات يوم والسجن من متابعة رسالته الوطنية الانسانية فيما بعد هو ابن القدس وهذا جميل وليس بغريب عن الروح الفلسطينية التي عرفتها عن قرب عبر صداقتي والشهيد غسان كنفاني، الذي كان يصف بلفور ووعده لليهود بأنه: «أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق». والروزنامة «بانوراما القدس» شاهدة على ذلك التراث الانساني والديني والحضاري في القدس التي تعيش في وجدان العرب وعقولهم من مسلمين ومسيحيين.
    وشكراً لرنى سنداحة التي أهدتني ذلك العمل الجميل النادر الذي تستحق لوحاته معرضاً قائماً بذاته في عواصم الغرب.
    لحظة وفاء حزينة مع غازي قهوجي
    كتاب «مكدوس وماكدونالد» للاديب اللبناني الساخر في «قهوجياته» غازي قهوجي كان من المفترض ان يضحكني بل انني كنت قد اقتصدته للكتابة عنه بمناسبة البدء بسنة جديدة 2016 مع الابتسامة الساخرة لو لم يرحل مؤلفه عن عالمنا ويتحول المقال الاحتفالي إلى رثاء.. والكتب الساخرة لغازي توحي لي بأن على المواطن العربي ان يكون بسبع أرواح لكي يظل على قيد الصحو والتعقل خارج الجنون الذي يحرضه مسرح اللامعقول العربي الذي نحياه.
    أجل ! لم أكن أدري أن الصديق غازي قهوجي مريض جداً وكان عليّ ان احدس ذلك حين قرأت إهداءً استثنائياً منه لي في الصفحة الأولى من كتابه الاخير يقول فيه كرسالة وداع مشعة «الى العزيزة على القلب والعين والذاكرة، استشعر وجودك عن قرب، لك كل الوداد. لا زلت في كتاباتكِ تهبين مساحاتٍ للتنفس والضوء».
    كيف لم ألحظ انها رسالة وداع ولم يكتب لي يوماً ما يشبهها في اهداءات كتبه العديدة لي؟
    رسالة وداع لم ألتقط اشارتها
    أجل.. ندمت لأنني احتفظت بكتابه الساخر الرابع ذلك لإضحاك القارئ من جرحه لمطلع السنة الجديدة ولم اكتب عنه لحظة استلامي له. والنهايات تذكرنا دائماً بالبدايات.
    وكنت التقي بالشاب المؤلف المسرحي والمدير المشرف الفني العام لفرقة الرحابنة وفيروز والاستاذ الجامعي في فن الديكور والسينوغرافيا وعلم البصريات الفنية وسواها، كنت التقيه في (دائرة) الصديقة الفنانة الكبيرة فيروز .. واذكر أنني ذات يوم كنت أخطو عبر باب مكتب الرحابنة في «حرش ثابت» البيروتي حين ناداني من غرفة قرب الباب صوت يقول: تعالي يا غادة.. وتصادف مرور غازي قهوجي فقال لي: فيلمون وهبة لن يطلق سراحك بعدما هربتُ منه بصعوبة!
    وحين لبيت النداء ودخلت إلى الغرفة وجدت «فيلمون» خلف عوده وقال لي (دونما صباح الخير) اسمعي، أهذا اللحن على هذا النحو افضل ام هكذا افضل (وكان يضع اللمسات الأخيرة) على لحن اغنية فيروز: «يا دارة دوري فينا وظلي دوري فينا، تنسوا أساميهم وننسى اسامينا» وقبل ان انسى اسمي او أبدي رأياً فيما لست خبيرة به أنقذني غازي الذي قال لي: منصور الرحباني بانتظارك.
    ذكريات .. وندم
    أجل! كم أنا حزينة ونادمة لأنني لم أكتب عن كتاب: مكدوس وماكونالد» قبل رحيل غازي، وسبق لي ان كتبت عن «قهوجياته» بحب لأنني من عشاق «الأدب الساخر» الراقي فهو طفل الحرية والجرأة.
    وطفل الجدية التي تقوم بتحويل الجرح إلى ابتسامة مما يذكرنا بقول مارك توين: «النبع السري للضحك الساخر لا يكمن في السعادة بل في الحزن».. وعبارة اخرى: كن جاداً.. اضحك.. لكنني عاجزة اليوم عن الضحك لرحيل غازي قهوجي الكاتب خفيف الظل في زمن ثقيل الظل..
    ولكن «لو كنت اعلم» انه سيرحل.. وهي عبارة لطالما رددها سواي!
    ووداعاً يا غازي صديق المحبة الأخوية والصفاء واللقاء وعشق الوطن، وداعاً لفنجان قهوة شربناه معاً في مقهى «الهورس شو» البيروتي المنقرض في الحمراء، ولقاءات في «البيكاديللي» في مسرحيات المبدعة الكبيرة فيروز والرحابنة.. ومعذرة من القارئ لأنني لم أبدأ سنتي الجديدة معه بالفرح والضحك ولكنني ببساطة شعرب في اللاوعي أن لا خبر عربياً يثير التفاؤل هذه الأيام!!
    وكل عام وانتم بسبع أرواح في وجه زمن عربي فتاك ليس فيه ما يدعو للتفاؤل حضارياً!
    غادة السمان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de