فشل المغاربة الفرنكفونيين في الحصول علي جائزة غونكور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 00:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2015, 06:30 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فشل المغاربة الفرنكفونيين في الحصول علي جائزة غونكور

    05:30 PM Dec, 16 2015

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    إنّها أكبر جائزة في فرنسا أسَّسها أواخر القرن التاسع عشر الأديب الفرنسي إدمون دو غونكور (1822- 1896) لتخليد ذِكرى شقيقه وشريكه جول ألفريد هوت دو غونكور (1830-1870(. فأوصى ببيع كل ممتلكاته بعد وفاته وتخصيص فوائدها لتأسيس أكاديمية غونكور وتمويلها وإنشاء جائزة تُمنَح سنوياً لأفضل عمل أدبي نثري خيالي. قال في وصيته: «أمنيتي العليا أن تمنح هذه الجائزة للشّباب، لابتكارات المواهب، وللمحاولات الجديدة والجريئة فكرا وشكلا».
    وتلبية لوصيته، أُنْشِئت أكاديمية غونكور سنة 1902وأطلِق عليها اسم «مجتمع غونكور الأدبي». وبعد نحو سنة من تأسيس الأكاديمية، تمَ إنشاء جائزة غونكور. فمُنحت أوّل جائزة للكاتب لجون أنطوان ناو لكتابه «قوات العدو» يوم 21 ديسمبر/كانون الأول1903.
    ومع مرور الزمن أثارت هذه الجائزة اهتمام الأدباء وصارت حلم الكتاب الفرنكفونيين بما في ذلك الكتاب الذين يكتبون باللغة الفرنسية في الدول العربية، لا سيما بلدان المغرب العربي تأثّرا بحقبة الاحتلال الفرنسي. فها هو الكاتب الجزائري كمال داود 2014 ثم الكاتب التونسي هادي قدّور 2015 يشاركان فيها لكنهما لا يفوزان بها، فقد كان الفوز عام 2014 من نصيب الكاتبة الفرنسية ليدي سالفير، وهذه السنة من نصيب الكاتب الفرنسي ماتياس إينار. وها هي خيبة أمل الكتاب الفرنكفونيين المغاربة تتكرّر مرة أخرى. ومرة أخرى تُثَارُ تساؤلات عن أسباب هذا الفشل المتكرّر وعن مدى مصداقية جائزة بهذا الحجم وهذا التاريخ العريق.
    إنّنا إذا فحصنا قائمة الفائزين بهذه المسابقة منذ إنشائها في مطلع القرن العشرين، شاهدنا هيمنة تكاد تكون مطلقة للكتاب الفرنسيين. فإن نظرنا على سبيل المثال إلى الفترة الممتدة من مطلع القرن الحالي إلى هذه السنة، وجدنا أن كلّ الفائزين من جنسية فرنسية، أو من أصل فرنسي، انطلاقا من الكاتب جون جاك شوهل سنة 2000 إلى الأديب ماتياس إينار سنة 2015.
    فما سرّ تفوّق الأدباء الفرنسيين في هذه المسابقة على أدبائنا؟ هل يا ترى فرنسا تفضّل أبناءها على أبناء مستعمراتها القديمة في الضفة المقابلة للبحر الأبيض المتوسط، وتقطع أمام هؤلاء سبيل الارتقاء إلى هذه الجائزة، أم ثمّة حجج أخرى؟
    يقول بعض المشكّكين في مصداقية الجوائز: «للجوائز نوافذها وأبوابها المغلقة وغرفها السرية». ويقول بعضهم الآخر: «لا تُمنح هذه الجوائز لأمثالنا ممن يدافع عن هويته ودينه وإنّما لمن يخدم المصالح الغربية والتوجهات المعادية لمقوماتنا، كأن يثور الكاتب على التراث ويتهجّم على المعتقدات وما شابه ذلك».
    وما زال مثل هذا الكلام يلفت الاهتمام وما زالت هذه الاحتمالات واردة في ظل الغموض الذي يكتنف توزيع الجوائز ومفاجآتها المتكرّرة. وستبقى كل الأمور ممكنة، لا يمكننا نفيها أو تجاهلها، إلى أن تتّضح مقاييس توزيع الجوائز، أو ربما يفوز بها «المغضوب عليهم» من حماة الهوية والمتمسكين بالعقيدة، لتفنيد ادعاءات المشككين في نزاهتها. فمن مفاجآت الجوائز فوز الكاتبة الصحافية البيلاروسية سيتلانا أليكسيوفيتش هذه السنة بجائزة نوبل للآداب، متفوقة على كل أدباء الدنيا، مع أنّها لم تكن معروفة في العالم الإنكليزي ولا الفرنسي ولا العربي ولا حتى الروسي، بشهادة الجمهور الروسي نفسه، وهذا مجرّد مثال عن إشكالية الجوائز!
    لكن، أيعقل أن تخضع الجوائز للاعتبارات السياسية، فتكون بذلك لعبة تتحكّم فيها الحكومات والقيادات بعيدا عن الاعتبارات الأدبية التي أنشئت من أجلها؟ أيعقل أن تغضّ لجان مسابقات الجوائز أنظارها عما تحمله الأعمال الأدبية المرشحة من قيم أدبية وفكرية وحضارية؟ أيعقل أن تهمل هذه اللجان الجهود التي يبذلها الأدباء في سبيل إعداد الأعمال الأدبية، وخدمة الأدب والإنسانية؟ ألم تمنح لجنة جائزة نوبل جائزتها للكاتبة البيلاروسية تقديرا لجهودها وهي التي أنفقت نحو 40 سنة من عمرها في دراسة المواطن في الاتحاد السوفييتي ومعاناته، إضافة إلى تغطية الحرب الروسية الأفغانية وما تحمله الحرب من معاناة ومخاطر؟
    إنّنا إذا قارنا ممثلي البلدان المغاربية بممثلي فرنسا والبلدان الفرنكوفونية في مسابقة هذه الجائزة وجدنا عدّة معطيات ليست للأسف في مصلحة ممثّلينا.
    فبينما ينشأ الكاتب الفرنسي في محيط فرنسي لغته الأمّ الفرنسية، فإن الكاتب المغاربي الفرنكفوني المستقل عن فرنسا ينشأ في محيط مختلف تماما، يتحدّث خليطا لغويا يتميّز بالفوضى ولهجات عامية لا تخضع لأحكام، وهو ما يؤثر سلبيا في مستوى الأديب المغاربي اللغوي وأسلوبه في الكتابة إلى حدّ ما. لا أحد يشكّك في إتقان كتابنا الفرنكفونيين اللغة الفرنسية التي يكتبون بها، وإن لم تكن مؤلفاتهم تخلو من الأخطاء، لكن لا يمكننا تجاهل أنّ الفرنسية ليست لغتهم الأمّ مثل الكتاب الفرنسيين أو كتاب أفارقة تعتبر الفرنسية لغتهم الأم ولغة أوطانهم الرسمية ينشأون في كنفها ويتحدثون بها منذ سن الطفولة إلى اللحد، وربما لا يعرفون لغة غيرها. ثم إذا نظرنا إلى عدد الكتاب الفرنكفونيين في بلدان المغرب العربي بالمقارنة مع عدد الكتاب الفرنسيين، فشتان شتان! فما نملكه من أقلام فرنكوفونية ليس إلا قطرة ماء في البحر، ومؤلفاتهم لا تصل إلى فئات واسعة في المجتمع وتكاد تكون محصورة في الطبقة المثقفة المهتمة باللغة الفرنسية، على عكس الأدباء الفرنسيين الذين تلقى كتبهم رواجا كبيرا في كامل أنحاء فرنسا وخارجها. وبينما يشكل الكتاب الفرنكفونيون فئة قليلة في البلدان المغاربية، فإنّ عدد الكتاب الفرنسيين في الفترة بين، 2004 و2009 قد ارتفع من15000 إلى أكثر من 180000 فأين نحن من هؤلاء وما هي فرصنا في التفوق على كل هؤلاء الأدباء ولغتهم الأم الفرنسية ولغتنا الأم لهجات عامية؟ لا يمكننا تجاهل الكم في مثل هذه الحسابات لأنّ لكل قلم من هذه الأقلام الفرنسية وزنه وكلمته وفرصته في مثل هذه المسابقات، والفوز للأفضل.
    إضافة إلى هذا الرقم القياسي في عدد الأدباء، تعدّ فرنسا اليوم بطلة أوروبا في النشر، فقد ارتفع عدد مؤسسات النشر في فرنسا من 8976 إلى 9839 في الفترة بين 2002 و2007 وهذا رقم قياسي لا تملك الدول العربية مجتمعة شيئا منه! فالحقل الأدبي والثقافي في فرنسا وبلدان فرنكفونية أخرى يبدو أخصب لجني أجود الثمار.
    وبينما ينأى الكاتب المغاربي عن محيط مجتمعه وحضارته ويثور على ثقافته ويتهجّم على تراثه، ويسبح بعيدا في عالم البوليوود، ها هو الكاتب الفرنسي ماتياس إينار الفائز بجائزة غونكور هذه السنة يردّ الاعتبار للتراث الحضاري العربي من خلال روايته الفائزة «البوصلة». فضباب أوروبا لم تحجب عنه شمس الحضارات الشرقية التي ظلت مشرقة يسطع نورها في كتاباته. فقد صرنا اليوم نتطلع إلى ما تكتبه الأقلام الأجنبية عن تراثنا وحضارتنا بعد أن خاصمها أبناؤها وعزلوا أنفسهم وكتاباتهم عنها! وها هو الشرق حاضر في روايات إينار الأخرى ومنها رواية «شارع اللصوص» (2012) بعد أن هجرته أقلامنا.
    وخلاصة القول إن كان السبيل إلى الفوز بالجائزة هو جودة الأعمال الأدبية فكرة وأسلوبا، يحزنني أن أقول إنّ الأدباء الفرنسيين والفرنكفونيين الأفارقة يبدون في وضع أنسب للفوز، فهم يعدّون بآلاف ولكل واحد منهم صوته ومكانته في الساحة الأدبية ونحن فئة قليلة ثابتة، والفرنسية لغتهم الأم ولغتنا نحن لهجات عامية. من دون أن ننسى ما حققته مجتمعاتهم الواعية فكريا من منشآت أدبية وثقافية ورقي حضاري.
    وإن كان سبيل الفوز من خلال «نوافذ وأبواب مغلقة وغرف سرية»، فإن أدباءنا سيعثرون على منفذ إليها لا محالة من خلال توجهاتهم وثورتهم على هويتهم والقديم …
    كاتب جزائري مقيم في بريطانيا
    مولود بن زادي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de