المؤتمــــــــر التنشيطي للحـركة الإسلاميـة الخرطوم : أم سلمة العشا- عناق وابتسامات واشواق متبادلة، بين الحضور بقاعة أرض المعارض بضاحية بري أمس رسمت على وجوه الكثيرين، تعبيراً عن ما يجيش بدواخلهم وهم يشكلون حضوراً أنيقاً بزيهم الأبيض، ورغم الفتور الذي شاب الحركة الإسلامية، إلا أن رابطاً ودافعاً قوياً وحميمياً كان القاسم المشترك بينهم، فقد شكل وجود اللافتات ملامح الترابط والتآخي فيما بينهم على نحو الحركة الإسلامية، وظل ممدوداً وإرثاً محموداً..ومداً متصلاً.. وسلاماً والتزاماً.. صدقاً في النوايا لبلوغ الغاية.. نظام وترتيب انتظمت الشوارع سيارات النجدة والمرور تنظيماً للدخول الى مقر المؤتمر، وتوقفت الحركة المعتادة بشارع المعرض مع الستين وانتشرت سيارات النجدة والمرور لتنظيم حركة الدخول هذا الى جانب الجهد الذي بذلته اللجنة العليا التي أشرفت على تحضير المؤتمر العام، وكانت المفاجأة بتخصيص مركز إعلامي متكامل للإعلامين لرصد المؤتمر دون الرجوع الى مقار صحفهم التي اعتادوا عليها نهاية كل تغطية او منشط. امر لافت للغاية على غير العادة بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بشكل مختلف ومغاير تماماً لما شهدناه في بقية المناسبات، كان في العادة أن نستمع لتلاوة آيات من شخص واحد غير أن هذه المرة كانت لمجموعة من تلاميذ الشيخ حسين حامد يوسف من شمال كردفان، فقد شغف الجميع بسماع أصوات رنانة وعذبة حيث كانت قراءات مختلفة لآيات الذكر الحكيم، كانوا جلوساً على الأرض، وبأياديهم ألواحاً كُتبت عليها آيات قرآنية فقد كان الجميع أكثر شغفاً لسماع هذه الأصوات. مشاركة واسعة رغم الخلاف الظاهر للكيانات السياسية بمسمياتها المختلفة على مجمل قضايا السودان في ظل التحديات والتعقيدات التي تعيشها الأمة العربية من تشرزم وشتات وفرقة بسبب الحروب والاختلاف، فقد شكلت احزاب سياسية حضوراً في المؤتمر العام التنشيطي للحركة الإسلامية من بينهم رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى، وممثل للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل احمد سعد عمر، وحركة الاصلاح الآن د. اسامة توفيق، والصافي نور الدين ممثلاً لحزب المؤتمر الشعبي، بجانب حضور ثاوث فيلب فرج عن الطائفة القبطية. مقتطفات للحضور كان رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفي أكثر حرصاً على الحضور، وما أن ولجنا الى الصالة كان يتوسط الصف الأمامي، وظل الرجل يتبادل السلام مع كل القادمين والى جنبه مدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا، وفي المقابل جلس جنباً الي جنب النائب الاول بكري حسن صالح والنائب السابق علي عثمان محمد طه حيث كانا يتهامسان بين الحين والآخر ويطلقان البسمات حتى بدأت أسنانهما ظاهرة للعيان، وقد جلس في الصف الثاني كلٌ من ولاة ولاية شمال كردفان احمد هارون وقاسم بركة واحمد خميس ولم تفارقهما الابتسامة والضحكات بعد طول غياب. دموع نافع ذرف مساعد الرئيس السابق د. نافع علي نافع دموعاً فاضت حتى استخدم منديلاً لتجفيفها حينما أنشد المنشدون أناشيد إسلامية، وبالرغم من أن الرجل عُرف عنه التماسك والقوة والحدة في القول، هذه الدموع استمرت كثيراً مما عكس حالة الرجل في أن بكائه وقتها ربما كان بسبب البعد والتباعد الذي حدث للحركة طيلة الفترة السابقة، خاصة وأن المؤتمر على لسان رئيس مجلس الشورى مهدي إبراهيم أكد على انه مؤتمر تذكيري، هذا التأكيد هل يشير الى أن الحركة ضلت الطريق الذي بدأت به وأتت من أجله؟ لحظات حماس وما أن بدأت الفرقة الغنائية تعزف ألحاناً ذات مفردات حماسية تحمس معها المؤتمرين على إثر أنغام الموسيقى، حيث اجتمعت جموع غفيرة شملت النساء والرجال أمام المنصة التي أمت كل من الرئيس البشير رئيس الجمهورية والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن ورئيس مجلس شورى الحركة مهدي إبراهيم، وهم يلوحون بأياديهم ويرددون ذات الألحان الأولى التي عرفت بها الحركة الإسلامية، تذكيراً بالأغاني الجهادية، والشهداء الذين قدمتهم الحركة في الحروب والمعارك السابقة، وكان لافتاً لبعض المفرادات لنشيد (أقبل على دربنا إن كنت حيرانا واقبل على دمعنا إن كنت ظمأنا)، بجانب (ما بنتنازل عن شرع الله ولا بندلا ولا بنذلا)، فكان وقتها التعاضد والتلاحم للأعضاء الذين انتظموا القاعة وهم يؤكدون على وحدة الحركة الإسلامية وبقائها، فقد أبكت من أبكت وتماسك من تماسك، وامتزج حضور النساء مع الرجال وتصافحت الأيادي وتعانق الجميع على إثر تلك الأنغام التي أطربت الجميع. حزن عميق هدوء ورزانة اتسم بهما رئيس مجلس شورى الحركة مهدي إبراهيم حينما اعتلى المنصة مخاطباً الجمع الكريم بكل حزن على تصدع الأمة العربية، قتال بين المسلم والمسلم، وخلاف بين العربي والعربي، والإفريقي والإفريقي، حيث بلغ هذا الخلاف درجة الإخوان، ومضى متأسفاً على القوى التي تقصف أرض عروبة الإسلام ومراكز الأنبياء والصالحين وتمزق نسيج الأمة المسلمة في كل من النيجر ومالي والصومال، فقد بلغ أكثر من «11» مليون من سوريا و«6» ملايين من العراق نازح ولاجئي. وتساءل مهدي أين نحن من كل ما يحدث، وقال إن الحركة الإسلامية السودانية وصفت بالتطرف الإسلامي، غير أنه أار الى أن كل من الجماعات التنظيمية والحركات المتشددة «داعش وبوكو حرام» تصدت لهذا التطرف، وزاد إن إطلاق الرئيس لمبادرة الحوار الوطني، هو أول عمل منذ «60» عاماً على تاريخ السودان منذ الاستقلال، وأنه ليس حدثاً عابراً وفيه تحديات كثيرة. فالأمر برمته يتعلق بوحدة الصف الوطني تحقيقاً للمعاني. مناخ التحديات كان ختاماً للجلسة الافتتاحية حديث الرئيس البشير الذي قال إن المؤتمر يأتي في مناخ محتشد ومليء بالتحديات، وطنياً واقليمياً، في المقابل تشهد الساحة السودانية دوراً كاملاً وصولاً الى رؤية، في ظل انعقاد الحوار الوطني الذي تشهده الساحة السودانية، مشيراً الى إنه يعالج قضية السلام، قائلاً نأمل في استكمال حلقاته لتوحيد كل الطاقات للبناء والإعمار. ومضى البشير في حديثه الى ظاهرة الغلو والتطرف، مبيناً أن التطرف أصبح موجوداً في كل المجتمعات، وزاد إن الاهتمام بالإنسان أصبح التحدي الأكبر، ونصح الجميع بأن المستقبل هو الدين فسيروا عين الله ترعاكم، قائلاً لن تنهزم أمة متحدة ولن ينكسر صف مؤتلف ودعاهم الى أن يكونوا فكراً متجدداً وعملاً متحركاً. همسات بكري وطه جلس النائب الأول لرئيس الجهورية الفريق أول بكري حسن صالح يمين النائب الأول لرئيس الجهورية السابق الأستاذ علي عثمان محمد طه، وظلا طيلة جلسات المؤتمر في حالة حديث وهمس بينهما، وحينما تحدث الأستاذ مهدي إبراهيم عن من ترجلوا عن الجهاز التنفيذي طواعية وأشار الى علي عثمان ود. نافع والحاج آدم وأسامة عبدالله وأحمد إبراهيم الطاهر والآخرين، همس علي عثمان في أذن بكري ضحكا بعده سوياً. عبد الرحيم والخضر حضر والي الخرطوم الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين متأخراً كثيراً عن بداية الجلسة الافتتاحية، اللافت للأنظار كان دخول الوالي الأسبق للخرطوم عبد الرحمن الخضر بمعية عبد الرحيم وجلسا سوياً. أمين أمانة الإعلام بالحركة الإسلامية الأستاذة مها الشيخ، ظلت في حالة حراك دائم قبل المؤتمر، وحينما بدأ لم تكتفِ بالجلوس فحسب، بل ظلت توزع الأوراق هنا وهناك لكثير من القيادات الموجودين بالمقاعد الأمامية او من هم بالمنصة ومن بينهم الطيب إبراهيم محمد خير ومهدي إبراهيم والزبير أحمد الحسن.. سعاد تمسح دمعة الأستاذة سعاد الفاتح البدوي (أم إفريقيا)، طافت على الحضور أثناء إنشاد عدد من الأناشيد الإسلامية، وحينما وصلت الى بكري حسن صالح قبلها على رأسها، بينما قبلت هي يد علي عثمان، فيما مسحت دمعة نزلت على خد د. نافع علي نافع حينما أنشد المنشد (أنا المسلم .. أنا المسلم). البشير ومهدي الرئيس عمر البشير ظل في حالة حديث متواصل أثناء الجلسة مع رئيس شورى الحركة الإسلامية مهدي إبراهيم خلال جلوسهما في المنصة، حيث كان حديث البشير مصحوباً بإشارات بيديه بينما ظل مهدي يستمع منصتاً لحديث البشير. مسافات طويلة الطيب إبراهيم محمد خير، قال في كلمته إن أمين الحركة الحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن عقد «3» آلاف اجتماع أثناء المؤتمرات التنشيطية بالخرطوم والولايات، وقطع مسافة لو تم تحديدها لوجد أنه قطع مسافة تبلغ «7» مرات مساحة السودان. حضور ولائي جلس ولاة شمال كردفان أحمد هرون وغربها الأمير ابوالقاسم بركة، ووالي غرب كردفان السابق اللواء احمد خميس جلسوا مع بعضهم البعض، بينما جلس والي النيل الأبيض عبدالحميد موسى كاشا ووالي غرب دارفور د. خليل عبدالله، بينما غاب والي الجزيرة محمد طاهر ايلا والبحر الأحمر علي حامد وجنوب دارفور آدم الفكي، وشمال دارفور عبدالواحد يوسف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست