ظواهر فاسدةبقلم د.عبدالله شمو عرف عن الأمة السودانية الإعتدال السلوكي والنفسي الذي ينعكس إيجابا على ما إتصف به الفرد ، من الأمانة والشجاعة والنصرة والتكافل المجتمعي وأواصر الأسرة الممتدة التي تحفظ كايانات البيوت من التحلل والتفكك والإنهيار، فضلا عن قيم العقيدة الإسلامية الغالبة والسائدة بين أهل الملة، والتي تحلى بها أهل السودان من خلال التقابة والزوايا والكتاتيب والخلاوي والمسيد وجماعات الطرق الصوفية والمدارس والجامعات... كل هذه المظاهر الحياتية وغيرها أفرزت مجتمعا تسوده الطمأنينة العفوية في التعامل بين الأسر الأمر الذي دعا إلى أن يكون النفاج معبرا لبيت الآخر دونما إستئذان وإن خالف ذلك الشرع الرباني ، ولكن تظل النفوس على إستوائها وفطرة جمالها نقية عفيفة متطهرة وسامية.. كفل الله تعالى من قبل كل قوانين الأرض وقوانين بني آدم حق حرية الحياة والعمل والتعلم واللهو وكل شيء أراده المخلوق (وهو ما تتنادى به شعوب الغرب كحقوق مدنية) وفق ضوابط تحد من عدم الإعتداء على الآخرين ظاهرا وباطنا.... والذي يقوِّي ويجاهر بسلوك طيب فهو طيب ، وبعكسه يكون الفاسد الخبيث.. لم يكن مدخلي هذا إلا للذي شاهدته بتسجيلات مصورة، تتداول بين العامة عبر الشبكة العنكبوتية والتواصل الإجتماعي تستشري كما النار في الهشيم ، وبسرعات فائقة .. وهي مظاهر دخيلة وجاهلة وفاسدة، تكبر وتنمو وتتمدد بين أوساط جنس الذكور ممن يدعون التحرر والتطور والمواكبة العالمية ... وقد خلق الله الذكر ليقوم بأعباء ومهام وأدوار لا تقدر عليها الأنثى.... تبدل الحال لنشهد ذلكم الذي يحمل (شاربا) ذكوريا أعلى شفته العليا، وقد إنحنى وإنثنى ليضرب على آلة (الدلوكة) بذات الخصائص الفسيولوجية للأنثى، وهي التي تتجمل بها لمن تحب وترضى وليس لكل الناس.. رأيت ذلك بأم عيني وتعجبت لهذه الظاهرة، وتساءلت:هل ماتت مغنيات (السباته) ليقوم مقامهم هذا الملتوي؟.وهل أصبحت الإناث لا يجدن غناءهن لينوب عنهن؟ ولم يؤد مثل هذا الغناء وفي حضرة جمهور كبير ومن غيرحياء وخجل؟ وهل يدفع له أصحاب المناسبة المعنية ليقوم بفعله هذا؟ ولم يغير في طبيعة صوته ليصار كما الصوت الأنثوي؟ وهل يرضى المجتمع بمثل هذا النموذج ليكون غدوة لآخرين يحذو حذوه القبيح؟ وهل فعلا يمكن لمثل هذا الخارج عن الطبيعة بتعليم ( رقص العروس)؟ وهل يمكن وصفه بالمغني الرسالي أو صاحب القضية التي تعلي من شأن من شؤون الناس؟وكم عدد جنس هذا الشاب (الشاذ) ممن يمارسون هذا الدور في بيوتنا ؟ وهل للأسر دور في إجتثاث مثل هذه الظاهرة ؟ وما هو دور مؤسسات الدولة التعليمية والأمنية والثقافية والإعلامية ؟ . ومن الظواهر الفاجرة تلكم التي إرتبطت بأنواع الرقص النسائي الذي تؤديه العروس (الأنثى ) في أيام زواجها لأهلها وأهل زوجها ومن الإناث فقط ، لينحرف المنحرفون ، وتصبح ظاهرة رقص العروس الخاصة جدا ، تؤدى بواسطة جيل جديد من جنس الذكور الذين لا يحملون من جنسهم إلا أسمائهم وشواربهم ... فتخيلوا معي شاب في ريعان شبابه يرقص وعلى الملأ وسمع الاذان والأبصار بكل حركات وسكنات وهمهمات وإيقاع ونغم أغنيات (رقص العروس) ...يا الله....والعياذ بالله .. يهز وسطه الأعلى والأدنى من دون حياء وندم ويزوي بعينيه يمنة ويسرة بخجل من تقدموا لخطبتها ، وجهه ضاحكا متبسما وهو يبث سمومه بين الحاضرين وليس بينهم من يؤنبه ويوبخه ويدعوه ليؤدي دوره الرجولي والطبيعي ..ماذا أصاب مجتمعنا..؟ ما الذي ألم بمثل هذا اللاواعي؟ وكيف يدخل (لبطن) البيت الذي خرج منه؟ وهل يمكن أن يكون له أبوين عالمين بما يفعل ؟وهل له إخوة ذكور وأخوات إناث يتمنى زواجهن وربطهن برجال يحفظوهن ويقيموهن ويقدروهن ؟ .. وقبل أن نحاسب هولاء الشباب مرشدين ومنورين ومحاسبين وموبخين ونافين ومعاقبين ..الخ، يجب دراسة هذه الظواهر بشكل علمي بحت لمعرفة أسباب وظروف ميلادها وجمهورها من المشتغلين بالغناء والموسيقى والرقص وروادها ومعجبيها الداعمين ،وحتى على مستوى النص الشعري الغنائي والذي لنا فيه حديث لاحق إن شاء الله..يجب دراستها عبر علماء الأسرة والطب النفسي ودراسات المجتمع وعلوم الإجتماع والفكر والفلسفة والقانون والأمن وكل علوم تتصل لتحديد أنواع العلل وطرائق العلاج وكيفية التخلص منها وعدم إنتشارها وتمددها...دعوة نبثها لنسهم في بناء مجتمع فاضل.. وبإنتشارها نحد من الجريمة والتحلل وأشكال إنهيارات المجتمعات وكفانا الله إياها... عذرا الأعزاء القراءتؤدى مثل هذه الظواهر في حضور الإيقاع والنغم والغناء(الموسيقى في عمومها)... فهل كل ممارسة تتم في حضرة الموسيقى مسؤولة عنها الموسيقى والموسيقيون؟ وهل للموسيقيين قضايا مجتمعية يجهلون أدوارهم فيها ؟ صدقا نعي أدوارنا ونعلم أحجامنا ولنا في الحياة رسائل لم نكمل نشرها.. وليمد الله في الآجال لنصدقكم القول...
12-12-2015, 06:00 AM
بريمة محمد
بريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة