السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 05:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2014, 07:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار

    السودان رهينة

    محمد كريشان
    November 4, 2014


    الطريق باتت سالكة الآن أمام الرئيس السوداني عمر البشير للترشح رسميا لولاية رئاسية جديدة لخمس سنوات ليصل عهده إلى ثلاثين عاما كاملة، فما مبارك ولا القذافي ولا صالح بأفضل منه. لم يتعظ، وهو الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 1989، بالمآلات المأسوية من حوله لبقاء رجل واحد وحزب واحد طوال هذه السنوات بعد أن تكون الشعارات اهترأت والمصداقية تلاشت والفساد ازداد والاستبداد استفحل.
    أما السودان فباتت الطريق سالكة أمامه نحو مزيد من العزلة : رئيس مطلوب للعدالة الدولية منذ أن أصدرت عام 2008 محكمة الجنايات الدولية مذكرة بتوقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وبلد مدرج منذ سنوات طويلة ضمن القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب. كما أن دولا عديدة، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا إشترطتا، على ما سربته مصادر برلمانية سودانية، عدم ترشح البشير لولاية رئاسية جديدة للتخفيف من أعباء ديون البلد البالغة أكثر من أربعين مليار دولار.

    كما لن يُسمح للسودان أن يكون شريكا في المطالبة برفع العقوبات عنه، ولن يسمح له بالمطالبة بالدعم التنموي الأوروبي. يحدث هذا في وقت يئن فيه الناس من أوضاع معيشية صعبة مع تراجع متواصل للجنيه السوداني أمام الدولار بطريقة جنونية: حين استلم البشير السلطة كان الدولار الأمريكي يساوي 12 جنيها سودانيا، وقتها قال أحد رفاقه إنه لولا ألطاف الله و»ثورة الإنقاذ» لوصل الدولار إلى 20 جنيها. تخيلوا اليوم أن الدولار الأمريكي يعادل تقريبا…. 90 ألف جنيه !!!

    وقبل هذا وبعده، رجل لم يمانع في انفصال نصف بلده، دفع جنوبه بالأساس رشوة لإنقاذ رأسه ومع ذلك لم يفلح. وهو إلى الآن يواجه تمردا مسلحا في ولايتي جنوب كردفان والنيل الزرق مع صعود ونزول دائمين لوتيرة العنف في دارفور غرب البلاد منذ 2003. وحتى حين دعا إلى حوار وطني شامل، لم تستجب له الأطراف الفاعلة لا سيما تلك التي ما زالت تحمل السلاح في وجهه لأن الحد الأدنى من الإجراءات الواجبة لتنقية الأجواء السياسية في البلاد تمهيدا لإنجاح هذا الحوار لم يتم اتخاذها. حتى الحوار الوطني الواسع أراده على هواه وبما يمهد، على ما يرى معارضوه، لإعادة ترشحه رئيسا للبلاد وليس شيئا آخر.
    إذن رئيس استمر في الحكم خمسة وعشرين عاما ويطمع في المزيد مع أنه لم يضمن استمرار الوطن كما تسلمه ولا أمّن له ازدهارا ولا تنمية ولا عيشا كريما لمواطنيه ولا أمنا واستقرارا ولا صيتا دوليا. أي واحدة من هذه العيوب كفيلة لوحدها بإسقاط أعتى رئيس إن اقترفها في فترة واحدة من فترات حكمه فكيف إن كانت مجتمعة ومتلاحقة تجر إحداها الأخرى. مع ذلك لا يشعر هذا المؤتمن على البلد بأي حرج وهو من يقودهم بكل «تألق» من فشل إلى آخر!

    قد يقبل الناس بالتنمية والرفاه الاجتماعي والأمن حتى وإن كان ذلك كله مغمسا بذل الدكتاتورية، أما أن يفقدوا كل شيء مقابل لا شيء فهو ما لا يطاق، لا سيما عندما يتقدم المسؤول الأول عن كل هذه الكوارث المنفردة والمجتمعة ويرى نفسه الأكثر جدارة بـ «مواصلة المسيرة»! حين تبحث في كل ما يقوله أنصار البشير الآن من محاولات التبرير لكل ذلك لن تجد أكثر من هذين التبريرين : الأول أن الرجل هو صمام الأمان لوحدة حزبه المؤتمر الوطني الحاكم والثاني أن الجيش لن يقبل بمرشح آخر للرئاسة من خارجه. تبريران سقيمان وكل واحد منهما أسوأ من الثاني لأنهما يعنيان في الأساس أن الرجل أمـّــن طوال حكمه من شبكات المصالح ما جعل الجيش والحزب سنديه الحقيقيين عوض أن يكون الشعب وما وفره له من مكاسب ملموسة، مع أن التجارب أثبتت في الجوار السوداني، ودون البحث بعيدا عنه، أنه إذا خرجت الناس غاضبة لا تلوي على شيء فلن يشفع لأعلى هرم الدولة لا الجيش ولا الحزب طبعا.
    باختصار نحن نرى الآن رجلا واحدا، مع كل ما يمثله من شبكات انتهازيين ومصالح، يأخذ في وضح النهار بلدا كاملا رهينة محتميا به لإنقاذ رأسه من ملاحقة دولية لن يفلت منها. إنه يحاول فقط تأخيرها… فإما أن يأتي أجلها أو أجل الله.
                  

11-05-2014, 07:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    الصادق المهدي في حوارٍ خاص لـ المدائن: انتفاضة شعبية تنتظر النظام السوداني بسبب ممارساته الإخوانية

    القاهرة - أحمد حسين - فرحان الفرهود
    السعودية ومصر عليهما مسؤولية قيادة العالم العربي نحو "مشروع نهضوي"

    "إعلان باريس" يستدعي دوراً عربياً فاعلاً في السودان وأدعو المملكة إلى دعمه

    تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" صنيعة الغرب لتقسيم العالم العربي

    الضربات الجوية ضد "داعش" مؤثرة ولابد من تدخل بري للقضاء على التنظيم

    لابد من "قوات تدخل سريع" تحمي العالم العربي من براثن الجماعات الإرهابية

    نظام البشير محاصر دولياً وداخلياً والحوار هو أفضل وسيلة لتصحيح الأوضاع

    النظام السوداني سبب الكوارث واستغرب تمسكه بالبقاء في السلطة

    الغالبية العظمى من الشعب السوداني ترفض الفكر الإخواني القائم على رفض الآخر



    الضيف في سطور..

    الصادق عبد الرحمن المهدي، رئيس الوزراء السوداني الأسبق بالانتخاب فترتي (1967 ـــ 1969، 1986 ــــ 1989)، مفكر إسلامي ورئيس المنتدي العالمي للوسطية، له عدد كبير من المؤلفات أبرزها "مسألة جنوب السودان"، "العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي"، و"جهاد من أجل الاستقلال"، وهو رئيس حزب الأمة القومي المعارض منذ أبريل 2003.

    أكد زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان، الصادق المهدي، على أن مصير كل تجارب الإخوان في الحكم في العالم العربي، سيكون الفشل، متوقعاً إندلاع انتفاضة شعبية هائلة ضد نظام عمر البشير، بسبب سياسته الإقصائية وفشله في مواجهة التحديات الخارجية، وحصاره على المستوى الدولي.

    ودعا الصادق المهدي في حوارٍ خاصٍ مع صحيفة "المدائن"، المملكة السعودية إلى لعب دور أكبر في السودان، مؤكداً أن جولات الحوار الوطني بين النظام والمعارضة، لن يكتب لها النجاح دون دعم قوي من المملكة السعودية، باعتبارها قوة عربية مؤثرة في قضايا العالم العربي.

    وشدد المهدي على أن المملكة السعودية ومصر تمتلكان القدرة على قيادة العالم العربي نحو "مشروع نهضوي"، قادرة على مجابهة المشروعين التركي والإيراني، الساعيان إلى تقسيم المنطقة العربية، والسيطرة على مقدراتها وخيراتها.

    وحول تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، أوضح المهدي أن هذه التنظيمات المتطرفة هي "صنيعة الغرب"، لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تفتيت العالم العربي، داعياً إلى ضرورة إنشاء "قوات تدخل سريع"، تحمي الدول العربية من هذه الجماعات الإرهابية.

    الوضع في السودان، والقضايا الساخنة على الساحة العربية، ودور التحالف السعودي ــــ المصري في التصدي للمخططات الدولية والإقليمية في الدول العربية، هي محور اللقاء مع رئيس حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، فإلى نص الحوار الكامل.

    نبدأ من الوضع في السودان، كيف تقيمون "إعلان باريس"، الذي وقعه حزب الأمة القومي والجبهة الثورية (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، وهل ترونها خطوة جادة في سبيل توحيد صف المعارضة السودانية؟

    إعلان باريس الذي وقع في 10 أغسطس 2014، أسس لخمسة معاني جديدة، الأول هو أن القوى السياسية السودانية تتفق على العمل من أجل إيجاد نظام سياسي جديد بوسائل خالية من العنف، والثاني أن السودان الجديد المنشود يكون موحداً وعادلاً بين جميع طوائفه ومكوناته، دون الحاجة إلى مبادرات "تقرير المصير" من جديد.

    والثالث يتعلق بأن هناك قوى في المركز والأطراف كانت مختلفة في المواقف، وأصبحت الآن متفقة في الأهداف والرؤى، وهذا بدوره خلق توازن قوى جديد بين النظام وجماعات المعارضة.

    المعنى الرابع والأهم، هو أن "إعلان باريس" وضع دوراً لجامعة الدول العربية في القضية السودانية، ففي السابق، كانت المبادرات المتعلقة بالسودان تتم عن طريق الاتحاد الأفريقي أو الولايات المتحدة، لكن "إعلان باريس" يستدعي دوراً عربياً في السودان، تمثله الجامعة العربية، بالإضافة إلى إعادة استدعاء الدور المصري الذي كان غائباً لفترة طويلة عن التطورات في السودان.

    وأهمية "إعلان باريس"، لا تقتصر فقط على هذه المعاني السابقة، لكنه حظى بموافقة ودعم مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، وهذا يعكس أنه يمكن البناء عليه، لحل المشكلات التي تتعرض لها السودان.

    لكن النظام السوداني يرفض بشدة هذا الإعلان، ويدعوكم إلى التبرؤ منه لاستكمال جلسات الحوار الوطني، كيف إزاء موقف النظام الرافض له، البناء على "إعلان باريس"؟

    موقف النظام التي يزعم رفضه لـ"إعلان باريس"، يأتي في إطار المناورات السياسية، لذا ففي تقديرنا، سيضطر النظام في النهاية إلى الموافقة عليه، والدخول في جلسات حوار مع فصائل المعارضة، لبناء نظام جديد يقوم على الوقف التام للحرب، على أساس اتفاق سلام عادل وشامل، يتضمن مرحلة انتقالية، لأنه ليس أمام النظام سوى مناقشة خارطة الطريق التي وضعها "إعلان باريس" واتفاق "أديس أبابا في 5 سبتمبر 2014"،، ورفضه لهذه الإجراءات سيعقد من الأزمة، ويعيد عدم الثقة بين المعارضة والنظام.

    بإيجاز ما هي بنود خارطة الطريق التي يتبناها حزب الأمة القومي، والتي تمخضت عن "إعلان باريس" و"اتفاق أديس أبابا"؟

    مبعوث الاتحاد الأفريقي "ثابو مبيكي" تلقى منا رسالة رسمية تتضمن خارطة الطريق التي يتبناها حزب الأمة القومي، وذلك لعرضها على القيادة السودانية، لإبداء موقفها، حيث تتضمن خارطة الطريق عدة مراحل:

    المرحلة الأولى: إجراء حوار بين النظام والجماعات المسلحة، للاتفاق على إجراءات لوقف القتال.

    المرحلة الثانية: تتضمن قيام النظام السوداني باتخاذ إجراءات لإعادة بناء الثقة مع كافة القوى السياسية، مثل إطلاق سراح المعتقلين، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات.

    المرحلة الثالثة: تتضمن الاتفاق على إعلان مبادئ تحدد أهداف اتفاقية السلام، ونظام الحكم، ثم عقد مؤتمر قومي دستوري، لوضع كل هذه الخطوات في إطار شرعي وقانوني، من أجل الاتفاق على كتابة دستور جديد للبلاد.

    لاشك في أن الدولة السودانية تتعرض لمشكلات وأزمات خانقة في عهد نظام عمر البشير، من وجهة نظركم هل ترون أن النظام لديه المبررات الكافية للاستمرار في السلطة، بعد كل هذه الكوارث التي حدثت وتحدث في عهده، أم أنه لا يعترف أصلاً بوجود هذه المشكلات؟

    نظام عمر البشير، كما هو معروف، ذو مرجعية إخوانية، وأوجه التشابه بينه وبين تجربة جماعة الإخوان في مصر كبيرة، أبرزها تطبيق مبدأ "عزل الآخر والتمكين للذات"، بمعنى أن التجربة الإخوانية تقوم على الاستحواذ على كل المناصب التنفيذية، ولا تعترف بأي حق للقوى السياسية الأخرى في مشاركتها في الحكم.

    لذلك أؤكد على أنه مثلما فشلت تجربة الإخوان في مصر، فإن مصير تجربة الإخوان في السودان سيكون مصيرها الفشل، لأنها تقوم على عدة أفكار مغلوطة، على رأسها رفض الآخر واحتكار التكلم باسم الإسلام والرغبة المستمرة في السيطرة على كل شيء.

    ويكفي أن نؤكد على أن تجربة الإخوان في السودان ويمثلها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وراء كل ما تعانيه البلاد من أزمات وكوارث، منها كارثة تقسيم السودان إلى شمال وجنوب في يناير 2011، وانعزال النظام عن العالم الخارجي، إثر اتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور وجنوب السودان، بالإضافة إلى الحروب الداخلية والفشل الأمني والاقتصادي والاجتماعي.

    وأستغرب لرغبة النظام الذي يحكم منذ أبريل 2010، في الاستمرار في السلطة، لاسيما أنه خلال هذه الفترة، تجرعت البلاد الويلات والمشكلات والحروب، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فخارجياً النظام محاصر، إذ تم إصدار أكثر من 61 قراراً من مجلس الأمن الدولي ضده، معظمها بموجب الفصل السابع، الذي يؤكد على أن "نظام البشير يمثل خطراً على الأمن والسلم الدوليين".

    هذه الأزمات التي تكاد تعصف بالنظام، هي التي تدفعه بين حين وآخر إلى أن يطرح مبادرات للحوار الوطني مع قوى المعارضة، لكنني أرى أنه غير جاد على الإطلاق، في إحداث إصلاح سياسي شامل.

    وماذا لو أصر النظام على موقفه الرافض لإحداث تغيير سياسي شامل، يضمن مشاركة كافة القوى والفصائل السودانية؟

    أؤكد على أن إصرار النظام وعدم رؤيته لهذه المشكلات التي تسبب فيها، وتماديه في اتباع سياسة "العناد والانفراد"، ينذر بانتفاضة شعبية هائلة، تقتلعه من السلطة، وعليه فنحن نرى أن خياراً واحداً فقط أمامه، وهو الاستجابة لتطلعات الشعب السوداني.

    كيف ترون العلاقات بين السودان ومصر، خاصة مع التغيرات التي شهدتها مصر، فيما يتعلق بسقوط حكم الإخوان إثر ثورة شعبية، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

    لابد أن نفصل هنا بين النظام السوداني والشعب السوداني، فالنظام إخواني، كما ذكرنا، والشعب السوداني في معظمه يرفض هذا الفكر، وبالتالي يتسبب ذلك في أزمة حادة بين النظام والشعب.

    وإذا انتقلنا إلى العلاقات مع مصر، فسنجد أن نقاط الاختلاف أكثر من مناطق الالتقاء، فرغم الزيارة التي أجراها مؤخراً عمر البشير لمصر، مازالت القضية الليبية من أكثر المواقف الخلافية بين الجانبين، فمصر تدعم البرلمان الليبي المنتخب وتعمل بكل الوسائل لاستقرار الأوضاع في ليبيا، في حين تدعم الحكومة السودانية الجماعات المسلحة، وأبرزها "فجر ليبيا"، وأعلنت ليبيا ذلك صراحة واتهمت حكومة الخرطوم بمساندة وتسليح هذه الجماعات المسلحة.

    ورغم محاولات مصر استعادة علاقاتها مع السودان، على أساس التعاون المشترك، مازالت الخرطوم لم تتخذ بعد إجراءات بناء الثقة مع مصر، وفي حزب الأمة حذرنا النظام مراراً وتكراراً من استمراره في المسار الإخواني، وأكدنا له أن هذا المسار سيكرس من العزلة والكراهية بينه وبين الشعب من ناحية، ومصر وليبيا وكل دول الجوار من ناحية أخرى.

    كيف تقيمون الدور السعودي في دعم الحوار الوطني في السودان؟

    كما قلت، كان هناك تغييباً للدور العربي في السودان، وجاء "إعلان باريس"، ليستدعي ويطالب بدور عربي فاعل، وهذا يفتح الباب واسعاً أمام كل الجهود وعلى رأسها جهود المملكة السعودية، للعب دور قوي ومؤثر في استقرار الأوضاع في السودان.

    وخلال الفترة القادمة، سألتقي الأشقاء في المملكة السعودية، حتى أطلعهم على جهود الوفاق الوطني، والاتفاقات التي وقعتها جماعات المعارضة، لأن هذه الجهود لن يكون مصيرها النجاح بدون دعم قوي من المملكة السعودية، باعتبارها قوة عربية مؤثرة في قضايا العالم العربي.

    في الفترة الأخيرة، قمتم بجولات خارجية في عدد من الدول، مثل الإمارات وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والأردن، هل هذه الجولات لها علاقة بالوضع في السودان؟

    نعم ... بعض هذه الزيارات تتعلق بالشأن السوداني، مثل زيارتي لأثيوبيا لتفعيل اتفاق "أديس أبابا"، وبعضها يتعلق برئاستي للمنتدى العالمي للوسطية، حيث نتبنى فيه فكرة عقد مؤتمر دولي يضم كل الدول العربية والإسلامية، لمناقشة نقاط التقاطع بين العالمين العربي والإسلامي، مثل تقاطعات السنة والشيعة، أو الإسلام الحركي وغير الحركي، وكل التقاطعات التي تؤدي إلى تمزق الجسد الإسلامي.

    واتفقت مع عددٍ كبيرٍ من العلماء المسلمين على فكرة إطلاق منتدى بعنوان "نداء لاستنهاض الأمة"، يسعى إلى طرح برنامج عمل يقضي على كافة الخلافات بين الأمة الإسلامية، خاصة وإن هذه الخلافات هي القنطرة التي يعبر عليها الغرب، لتنفيذ مخططات تقسيم وتفتيت العالم الإسلامي.

    على ذكر التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي، كيف ترون ظاهرة التطرف والإرهاب التي ظهرت على الساحة العربية، ويمثلها تنظيم "داعش" المتطرف في سورية والعراق، ومن المسؤول عن ظهور هذه الجماعات المتطرفة؟

    التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، ليس لها أي علاقة بالإسلام، وكان ظهورها حين وجدت الأفكار المنحرفة طريقها إلى المجتمعات العربية، حيث قامت قوى دولية وإقليمية بنشر ودعم هذه الأفكار في العالم العربي، وبالتالي فهذه الجماعات هي "صنيعة الغرب".

    والغرب يسعى من ورائها إلى تحقيق مصالحه وأطماعه، وفقاً لسياسة "التقسيم"، لتحويل الدول العربية إلى دويلات صغيرة، يسهل التحكم فيها، وفي نفس الوقت لا تستطيع مواجهة إسرائيل.

    وليس ببعيد دعم الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، لمواجهة الاتحاد السوفيتي السابق، ثم انقلاب التنظيم على المصالح الأمريكية، أي أن الغرب هو من يؤسس هذه الجماعات المتطرفة، وهو من يكتوي بنارها في نهاية الأمر.

    إذن ما هي السبل الكفيلة بالقضاء على الجماعات المتطرفة التي تغرر بالشباب وتستغل الأوضاع في سورية على وجه الخصوص، لدفعهم إلى السفر إلى الخارج بحجة الجهاد؟

    لابد أن نعترف جميعاً بأن التعامل مع مثل هذه الأفكار التي تجد من يروجها ويخدع الشباب بمزاعم لا تمت للإسلام بصلة ، لن يكتب له النجاح، إذا اقتصر على التعامل الأمني، لأن الطريقة الأمنية من الممكن أن تحجم هذه الأفكار المتطرفة، دون أن تقضي عليها تماماً.

    وعليه فلابد للنظر إلى هذه المسألة من منظور أوسع، يقتضي مشاركة كافة المؤسسات في محاصرتها وتبصير الشباب بخطورتها على المجتمع، ولابد أن يعي الشباب أن الأفكار المنحرفة هي أحد وسائل تقسيم وتدمير العالم العربي.

    علاوة على ضرورة إصدار القوانين المجرمة لمن يرتدون عباءة الدين، ويقومون بتضليل الشباب والتغرير بهم، ولعل ما تقوم به المملكة السعودية في هذا الإطار، من الخطوات الجيدة، التي تعكس استشعارها لخطورة هذه الأفكار الضالة على المجتمع.

    في أي سياق تقرأ التحالف الدولي ـــ العربي ضد تنظيم "داعش" المتطرف في سورية والعراق، وهل ترى أن الغارات الجوية وحدها كفيلة بالقضاء على عناصر هذا التنظيم المتطرف؟

    لاشك في أن أفعال وممارسات تنظيم "داعش" المتطرف، "الهمجية والوحشية والبربرية"، هي من أفرزت التحالف الدولي ــــ العربي ضده، وهي في الحقيقة أفعال لا تمت للإسلام بصلة، والغرض منها تشويه صورة الإسلام في الغرب، وتقديمه على أنه دين يحث على القتل والسلب والنهب، لأن التنظيم للأسف الشديد معروف إعلامياً وغربياً باسم "تنظيم الدولة الإسلامية"، ويطلق عليه اختصاراً "داعش".

    وأرى أن ظهور هذه التنظيمات المتطرفة في الدول العربية، تستدعي منا ضرورة الإسراع في إنشاء "قوات عربية للتدخل السريع"، تكون عربية خالصة، تتولى مهمة حماية العالم العربي من هذه الجماعات المدعومة من الغرب وبعض القوى الاقليمية مثل إيران، وتكون قادرة على التدخل البري للقضاء على "داعش" و"جبهة النصرة" في العراق وسورية، جنباً إلى جنب مع الغارات الجوية التي يشنها التحالف، وفي هذه الحالة يمكن القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية، والحيلولة دون ظهورها مرة أخرى.

    تقولون أن بعض القوى الاقليمية مسؤولة عن ظهور هذه الجماعات في سورية والعراق، كيف ذلك؟

    التنظيمات المتطرفة ظهرت في البداية في العراق، بسبب السياسات الطائفية لرئيس الحكومة الأسبق، نوري المالكي، المدعوم من إيران، وخلال رئاسته للحكومة عمل على تهميش أهل السنة، لصالح الميليشيات الشيعية، وقامت هذه الميليشيات بالاعتداء على رجال الدين السنة واستهدفت المساجد، فكان رد الفعل هو انتفاضة سنية في وجه المالكي، فقام تنظيم "داعش" باستغلال مظالم السنة، لكسب مؤيدين في العراق، ومنه دخل إلى سورية.

    إذن السياسات الطائفية التي زرعتها وكرستها إيران في العراق، هي من ساعدت على ظهور التطرف والإرهاب، ومن ثم فإن القضاء على الطائفية يؤدي بطبيعة الحال إلى القضاء على الجماعات المتطرفة.

    كيف ترى تطورات الأوضاع في بلدان الربيع العربي، خاصة مع استمرار حالة الاضطراب وعدم الاستقرار، وهو دفع البعض إلى وصفه بـ"الخريف العربي"؟

    الانتفاضات العربية قامت ضد الظلم والفساد، ولكن القوى التي قامت بالتغيير توقفت عند نقطة إزالة رؤوس النظام، دون أن تطرح البديل المناسب، ورغم هذا الوضع لا يمكن وصف حالات التغيير السلمي التي حدثت في بلدان الربيع العربي بـ"الخريف".

    فالمعضلة الرئيسية التي تعرض لها "الربيع العربي"، هي بروز الخلافات الداخلية، خاصة مع انتهاء القبضة الأمنية للأنظمة السابقة، وهذه الخلافات تراوحت بين السلمية والعنف، فالكل يريد أن يستأثر بالسلطة، رغم أن هذه القوى ثارت على الانظمة، بسبب احتكارها للسلطة.

    لكن هناك بعض البلدان التي استطاعت تعديل المسار، ومنها مصر وتونس، حيث نجحت القوى السياسة المدنية في مصر في تنحية حكم الإخوان، كما استطاعت القوى في تونس أن تحرز تقدماً وانتصاراً كبيراً في الانتخابات الأخيرة، لتعطي كل هذه المؤشرات دلائل على فشل تجارب "احتكار السلطة ورفض الآخر" في العالم العربي.

    أخيراً، ما هي رؤيتكم لمستقبل السودان ومنطقة الشرق الأوسط، وسط هذه المتغيرات المتسارعة؟

    المنطقة العربية غنية بالموارد، لكن ينقصها "مشروع نهضوي" يرتكز على الفهم الصحيح للإسلام والعروبة والعلاقة مع العالم الخارجي، وما يمر به العالم العربي من فرقة وخلافات واضطرابات، نتيجة مؤكدة لغياب هذا المشروع.

    وأرى أن المملكة السعودية ومصر لديهما القدرة على قيادة العالم العربي نحو هذا "المشروع النهضوي"، الذي تلتف حوله الشعوب العربية، وكلما إزدادت سخونة الأحداث في العالم العربي، كلما كانت الحاجة ملحة إلى هذا المشروع، الذي يجعل الدول العربية لاعباً أساسياً على مسرح السياسة الدولية.

    وسيقف هذا المشروع كذلك حجر عثرة أمام المشروعات الاقليمية التي تتبناها تركيا وإيران، الطامعة والراغبة في الاستيلاء على المقدرات والخيرات العربية، وأن تكون الدول العربية "مناطق نفوذ" لهذه القوى، لذا فإنني أدعو المملكة السعودية ومصر لأخذ زمام المبادرة، وطرح "مشروع نهضوي" للعالم العربي، قبل فوات الأوان.
                  

11-05-2014, 09:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    بل تحديات المرحلة تستوجب ذهاب البشير





    11-04-2014 11:35 PM
    قال السيد علي عثمان محمد طه في حوار مع صحيفة (الرأي العام): ( إن صفات الرئيس البشير الايجابية تجعله قادراً على مواجهة تحديات المرحلة) وأشار لصعوبة انتقال قيادة البلاد في ظل الظروف الحالية إلى قيادة مدنية كاملة الدسم!! قطعاً السيد علي عثمان يدرك في قرارة نفسه أن هذا الحديث عارٍ تماماً عن الصحة، ولن نذهب بعيداً في كشف مدى الإلتفاف على الحقائق الذي يحاول أن يمارسه على الوقائع الماثلة أمامنا, فرئيس الجمهورية بحكم موقعه مسؤول عن صون سيادة البلاد ووحدتها وأمنها واستقرارها, أول انتهاك جسيم حدث في عهد البشير هو انفصال الجنوب وإندلاع الحرب في (7) ولايات والتعدي على السيادة الوطنية في حلايب في ظل صمت مريب من نظامه, وتدمير مؤسسات البلاد الاقتصادية والاجتماعية وتشريد اهلها وإفقارهم ودفعهم للهجرة كبديل لا يمكن تفاديه.

    ستطول القائمة اذا أخذنا في سرد التفاصيل المؤلمة, لكن يكفي الإشارة للمساعي المحمومة التي يقودها الرئيس بنفسه وبدعم ظاهر من السيد علي عثمان لمزيد من “مركزة” السلطة في يد رئيس الجمهورية ليوجه آخر ضربة للنظام الفيدرالي بعد أن تم إفراغه من محتواه الديمقراطي بالسيطرة على الموارد المالية وحرمان الولايات إلا اذا حازت على رضاء السلطان.

    السيد علي عثمان محمد طه يقول ذلك لصالح أن يستعيد جزءاً من سطوته التي تراجعت بسبب صراع السلطة داخل حزبه, لكن ذلك لن يكون على حساب شعب السودان، فهو يملك الوعي الكافي ليقيِّم تجربة حكم البشير، وقد فعل وعبَّر عن موقفه بشتى الوسائل أخرها هبَّة سبتمبر 2013التي تمت مواجهتها برصاص القناصين, إن الوصول للدولة المدنية الديمقراطية لن يحدث هِبةً أو مِنحةً من طاقم الانقاذ بل بإرادة الجماهير, فهذا عصر الشعوب عصر الديمقراطية واختيار الحكام بإرادة حرة.

    الميدان
                  

11-05-2014, 10:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    وكيف تحبط حكومتنا مخطط إسرائيل؟!
    الهندى عز الدين



    { سلمنا جدلاً ومعلومات أن (إعلان باريس) بين الجبهة الثورية والإمام "الصادق المهدي" تقف وراءه إسرائيل، فما هو الترياق (الحكومي) المناسب لإفشال هذا المخطط؟!
    { وجود السيد "الصادق" خارج السودان ليس من مصلحة الحكومة في كل الأحوال، سواء باضطراره للعمل من خلال هذا المخطط (الإسرائيلي).. (لديّ تحفظي الخاص على هذا الافتراض)، أو حتى من خلال أية حركة أو مقابلات دبلوماسية خارجية ولو عابرة في العواصم الأوروبية، فـ"الصادق" يسبقه-رضينا أم أبينا- لقب (رئيس وزراء السودان المنتخب قبل 30 يونيو 1989).

    { لقد وصلت (الإنقاذ) إلى مرحلة متقدمة من التسوية السياسية مع حزب الأمة القومي بعد جهد جهيد أسفر عن عودة "المهدي" من معارضة المنافي في العام 2000م، فهل ترتد الحكومة الآن لوضع كان قبل (14) عاماً طويلة؟! هل نتقدم نحن.. أم نتأخر؟!

    { هب أن إسرائيل هي التي رعت وهيأت للاتفاق بين الجبهة الثورية وحزب الأمة في "باريس"، فهل نساعد إسرائيل على تنفيذ المخطط أم نحبطه؟! وهل نحبطه بالسياسة أم بالقوة العسكرية؟ وهل قوتنا تكافئ نزراً يسيراً من القوة الأعظم في الشرق الأوسط لدولة الكيان الصهيوني؟!
    { تخيلوا أن الحكومة أعلنت في مؤتمر صحفي رسمي لأي من قياداتها أنه: رغم ما توفر لديها من معلومات مؤكدة، عن ترتيبات لإسقاط النظام عبر (إعلان باريس) بتمويل ودعم الدولة العبرية، فإنها تدعو السيد "الصادق المهدي" إلى العودة سريعاً للبلاد والانخراط في آلية الحوار الوطني، وأن مقعد الحزب ما يزال شاغراً، وتؤكد الحكومة أن رئيس حزب الأمة سيجد كل الضمانات لحريته وحمايته الشخصية، ولن تتعرض له أية جهة رسمية أياً كانت.

    { ماذا سيحدث في اليوم التالي أو الذي يليه؟
    { سيعود "الصادق" إلى السودان، لسبب بسيط دعك من أسباب السياسة، وهو أن (مزاج) الرجل وهو على عتبة (الثمانين)- شأنه شأن غالب السودانيين- لم يعد متصالحاً مع (الاغتراب) إلا مرغماً عليه. ثم سيتفكك تحالف باريس تحت ضغط المتغيرات والمواقف المتحركة، وسينساه الموقعون عليه قبل الرافضين له كما نسوا إعلان كمبالا.. ميثاق الفجر الجديد، والنتيجة إحباط المخطط الإسرائيلي الذي كشفت عنه الحكومة.
    { أنا أعلم أن البعض في (المؤتمر الوطني) لا يريد عودة "الصادق"، وكذلك آخرون في (المؤتمر الشعبي) بالإضافة إلى رافضين لعودته داخل حزبه (الأمة) نفسه.. متطرفين ومتوترين وغيرهم، ولكننا لن نستطيع إصلاح حال البلد بالانسياق لرغبات وأمزجة هؤلاء وأولئك.
    { سنظل نهاجم السيد "الصادق" بعنف في موضوع محكمة (لاهاي) بخمسين مقالاً قادماً، ولكننا سنظل أيضاً ندعو للإبقاء عليه رمزاً سياسياً لا يمكن تجاوزه في أية تسوية لمجرد الاختلاف معه.
    { بصراحة، شعرت بانقباض وإحباط وأنا أشاهد مائدة الحوار بقاعة الصداقة مزدحمة برؤساء أحزاب (فكة) باسم حزب الأمة..!! الأمة الفيدرالي.. الأمة الإصلاح والتجديد.. الأمة الوطني.. الأمة القيادة الجماعية.. بينما يغيب عن المائدة الحزب (الأصل) صاحب الجلد والرأس!!
    { هل يضحك المؤتمر الوطني على نفسه؟!

    (عدل بواسطة الكيك on 11-05-2014, 10:59 AM)
    (عدل بواسطة الكيك on 11-06-2014, 04:57 PM)
    (عدل بواسطة الكيك on 11-06-2014, 05:00 PM)

                  

11-05-2014, 10:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    حزب الامة القومي يدرس مقاضاة "البشير بعد اشانة سمعة "المهدي"





    وصف البشير بـ " الأهوج" وقال انه لا يصلح لرئاسة آلية الوفاق
    11-04-2014 08:54 PM
    الراكوبة - الخرطوم هدد حزب الامة القومي بفتح بلاغ اشانة سمعة في مواجهة عمر البشير، على خلفية اتهامه لرئيس الحزب الصادق المهدي بالتخطيط للاستيلاء على الحكم "من خلال عمل عسكري، بالتعاون مع الجبهة الثورية، وبرعاية اسرائيل".

    ووصفت الامين العامة لحزب الامة سارة نقد الله، المشير عمر البشير بالكذاب، ودمغت حديثه بانه "افك بائن"، وقالت في بيان تلقته (الراكوبة) ان حزبها لن يسكت على المشير البشير وهو يوزع الاتهامات الكاذبة والمستفزة. مشددة على ان حزبها لن يسمح بان تمر إشانة السمعة والأكاذيب دون مساءلة سياسية، وإعلامية، وقانونية.

    وكشفت ان حزب الامة يدرس فتح بلاغ إشانة سمعة ضد البشير، واردفت تقول: "نناشد كافة المحامين الوطنيين التضامن لرفع هذه القضية، والتصدي لهذه الاتهامات الخرقاء الكاذبة".



    وفي ما يلي نص البيان

    مساء الأحد الموافق 2 نوفمبر الجاري أطلق المشير عمر البشير، وهو يخاطب اجتماع (الجمعية العمومية للحوار الوطني السوداني)، تصريحات إشادة بمجهودات الرئيس التشادي والوسيط الإفريقي لإقناع الحركات المسلحة بالانضمام للحوار، وشجب لـ(إعلان باريس) الذي وقعه حزبنا مع الجبهة الثورية السودانية واصفاً إياه بأنه (خط أحمر)، وأنه كان بوساطة إسرائيلية، ويهدف إلى استلام السلطة بالقوة واحتلال (الفاشر) حاضرة شمال دارفور، وإعلانها عاصمة قومية للسودان وتنصيب رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي رئيساً.

    إزاء هذا الإفك البائن يود حزبنا مخاطبة الرأي العام السوداني والمهتم بالتالي:

    أولاً: نحن نرحب بالوساطة الإقليمية والدولية التي تساعد في جمع كلمتنا ومساعدة الشعب السوداني لمساعدة نفسه، ونؤكد أن الشعب السوداني بكافة فصائله الآن مؤمن بالحوار باستحقاقات معينة فصلها (إعلان باريس) وتم استصحابها في (اتفاقية أديس أبابا). والحاجة ليست لإقناع الحركات المسلحة بل لإقناع المؤتمر الوطني ورئيسه بضرورة دفع تلك الاستحقاقات.

    ثانيا: يدرك حزبنا أن الإجماع العريض وطنياً وإقليمياً ودولياً على الإعلان قد سحب البساط من تحت قدمي المؤتمر الوطني ورئيسه مما جعله يفقد التوازن ويشيد باتفاقية أديس أبابا في نفس الوقت الذي يشجب إعلان باريس الذي أنتجها.

    ثالثاً: إعلان باريس والاتصالات واللقاءات التي مهدت إليه وطنية مائة بالمائة وهي امتداد لصلاتنا التي لم تنقطع يوما بالجبهة الثورية حتى نحتاج لوسيط أصلاً، واتهاماته الباطلة لإعلان باريس بأنه بوساطة إسرائيلية، تؤكد فقط مدى السقوط والتمادي في التزوير الذي وصل له. فإعلان باريس جعل الجبهة الثورية تقف مع الوحدة وليس تقرير المصير بل سعى لوحدة كونفيدرالية مع جنوب السودان مستقبلاً، وجعل الجبهة الثورية تنحاز للتغيير بالوسائل السياسية لا العنفية، مما يهزم المخطط الصهيوني لتفتيت البلاد.

    وما ذكره عن عمل عسكري يرتكز على الفاشر كذلك محض أكاذيب، وإشانة سمعة. فحزبنا ورئيسه ليسوا صيادي سلطة وإلا لكنا قبلنا عروضهم السخية من قبل، ولا يناسبنا عرشاً قائماً على جماجم أهلنا ودمائهم مثلما يفعل هو وزمرته. والحقيقة هي أن إسرائيل متمددة تحت حكمه وممسكة بتلابيب نظامه، قصفته في بورتسودان والخرطوم أربع مرات بغطاء داخلي، فما زاد نظامه عن الحديث حول (احتفاظ بحق الرد)، والنظام الحالي هو المنفذ الأنجع للسياسات الصهيونية الرامية لتمزيق البلاد لخمس دويلات.

    رابعاً: هذا الانفعال الأهوج دليل على عدم صلاحيته لرئاسة أية آلية للوفاق، فالرئيس عليه أن يدير الأمور بحياد لا أن يتصرف بانحياز ويوزع الخطوط الحمراء، منتصراً لغضباته الذاتية مستبعداً أي نظر للمصلحة الوطنية في (إعلان باريس) والتي رآها القاصي والداني حتى البعض داخل حزبه.

    خامساً: لا يمكننا أن نسكت وهو يوزع اتهامات كاذبة ومستفزة، فتارة يصف مواطنين بأنهم حشرات، وتارة يضع دولاً عظمى تحت حذائه، وهي عبارات تعود للسودان بالضرر، وتعود للمصلحة الوطنية بالضرار.

    سادساً: حزبنا يدرس فتح بلاغ إشانة سمعة ضده، ونناشد كافة المحامين الوطنيين التضامن لرفع هذه القضية، وبعد دراسة الأمر سنتصل باتحادات المحامين العرب والأفارقة للتضامن معنا، إذ لا بد من التصدي لهذه الاتهامات الخرقاء الكاذبة.

    سابعاً: نخاطب كافة القوى المعارضة التي قبلت بالاستمرار في هذا الحوار الأعرج لرفض رئاسة تفرض على الحوار رؤية حزبية ضيقة، والاعتراض على توزيع الاتهامات على مجهودات وطنية مخلصة فقط بسبب الغيرة السياسية، ضربا للمصلحة الوطنية بعرض الحائط. ونسأل هؤلاء: كيف يكون مثل هذا الرئيس حريصاً على تفاوض من أجل السلام وهو يصرف الاتهامات الظالمة على من يريد دعوتهم للحوار؟

    وفي الختام نؤكد وقوفنا القوي خلف الأجندة الوطنية التي تسعى لحل سياسي شامل متفاوض عليه باستحقاقاته على غرار الكوديسا، أو الانتفاضة الشعبية التي تدك عروش الظلم والظلام، ونكرر إننا لن نسمح بإشانة السمعة والأكاذيب هذه أن تمر دون مساءلة سياسية، وإعلامية، وقانونية.

    والله أكبر ولله الحمد


    سارة نقد الله

    الأمينة العامة لحزب الامة القومي

    أم درمان في 4 نوفمبر 2014م

    (عدل بواسطة الكيك on 11-05-2014, 11:00 AM)
    (عدل بواسطة الكيك on 11-05-2014, 11:02 AM)

                  

11-05-2014, 05:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    الرئيس وعقدة اعلان باريس



    11-05-2014 02:32 PM
    حسن احمد الحسن

    لوكنت مكان الرئيس لاستشعرت مسؤوليتي الوطنية وتساميت على الغرض الحزبي والذاتي والغيرة السياسية البدائية واعترفت بأن الذي انجزه المهدي في باريس انجاز يستحق الإشادة والتقدير . وكما قال المهندس الطيب مصطفى خال الرئيس كان من واجب الحزب الحاكم ان يقيم تمثالا للمهدي في قلب الخرطوم تكريما له على ما انجزه في باريس ، لأنه جسر المسافة بين حملة السلاح تحت لواء الجبهة الثورية والقوى السياسية المدنية التي تدعو إلى حلول سياسية خالية من العنف ووحد بين رؤاهم حول مستقبل البلاد .

    ولأنه اقنع الجبهة الثورية التي تحمل السلاح بالتخلي عن الحلول العسكرية والالتزام بالأسلوب النضالي السياسي المدني .
    ولأنه ألفّ بين الهامش والمركز في ابلغ تعبير وأقوى معنى ولأنه وحد الأهداف وجسد التطلعات لكل أهل السودان في رؤية مشتركة تسعى إلى تحقيق تحول ديمقراطي وتبادل سلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة وعادلة لا كتلك التي يسعى إلى إقرارها وفرضها الحزب الحاكم بموظفيه وأحزابه الوهمية فضلا عن مجموعات الإسلاميين بدرجاتهم المختلفة .

    أما اتهام الرئيس لإعلان باريس بأنه نتاج لوسيط يهودي او إسرائيلي اتهام ساذج وفطير لا يقبله عقل ولا يليق برئيس الدولة ، واتهام من وقعوا على الإعلان ، بالعمل على اسقاط النظام بالقوة أمر لا يرقى لوعى السودانيين ولا يحترم عقولهم . فجوهر البيان والاعلان يناقض ما ذهب إليه الرئيس وما هدف إليه الإعلان . بدليل ما حظى به من التأييد الدولي والإقليمي والشعبي .

    ويرى كثيرون أن انفعال الرئيس واصراره على قيام الانتخابات بسوءاتها بعد كشف عورتها رغم حالة الشك والعزوف الجماهيري البائنة فمرده إلى استيئاس النظام نفسه من تزييف الواقع لتزايد وعي الناس وادراك القوى السياسية لواجباتها الوطنية بضرورة انجاز حوار وطني حقيقي غير مزيف بغية الاستهلاك السياسي لتمرير مخططات النظام واشباع رغباته في التعلق بالسلطة والتشبث بها غير آبه لما آلت إليه أوضاع البلاد وما تعيشه من عزلة وازمات أصبحت حديث القاصى والداني بل مادة غنية لكل كتاب العالم .

    أما حديث الرئيس عن رفضه لأي حوار او اعلان او اتفاق خارج السودان في عواصم اجنبية أمر مثير للدهشة في الوقت الذي لايزال فيه النظام يتخذ من اثيوبيا مقرا لمفاوضاته ومن الاتحاد الافريقي وسيطا لأزماته ويسعى للاتحاد الأوربي سائلا ومترجيا وطالبا لود الولايات المتحدة الأميركية في كل سانحة بل كل ما مر طيف أميركي في المنطقة يهودي او غير يهودي .
    بل ان الحوارات والاتفاقات التي مهرها النظام جميعها كانت خارج السودان منذ ابوجا ونيروبي ونيفاشا واديس ابابا واسمرة والقاهرة وألمانيا وكلها عواصم اجنبية وليست باريس بدعا لأن العبرة بالنتائج ومايتم التوصل إليه لا بأسماء العواصم ولغاتها او قاطنيها.

    اما العداء والموقف من إسرائيل فليس جديدا وهو موقف كل السودانيين والمحاضرات التي قدمها الصادق المهدي حول عدوانية إسرائيل في عواصم العالم ومواقفه الوطنية والعربية مشهودة ولا تحتاج إلى دليل .

    أما موقف النظام من إسرائيل فهو موقف بائس وبئيس وقد أغارت إسرائيل بطائراتها اربع مرات ودمرت منشئات البلاد فلم نسمع من الرئيس حديثا يدين إسرائيل او موقفا محددا يتناسب مع ما قامت به من عدوان إلا الاحتفاظ بحق الرد ولا نزال محتفظين به حتى الان .

    وبالطبع فإن اتهام القائمين على اعلان باريس بالخيانة ورمي الإعلان بأنه بوساطة يهودية إسرائيلية ليس ردا على إسرائيل .
    أما السؤال الجوهري فخامة الرئيس هو ماهي مصلحة إسرائيل التي تسعى إلى تمزيق السودان وإضعافه في انجاز إعلان باريس والذي دعا إلى توحيد السودانيين المركز والهامش وتوحيد أهدافهم وماهي مصلحتها في ان يكون السودان حرا وديمقراطيا وموحدا ومستقرا وآمنا لا حروب فيه ولا أزمات تقوم فيه الحقوق والواجبات بين المواطنين على أساس المساواة وان لا يكون محاصرا ومعزولا او مديونا وأن يكون رئيسه غير مطلوب لأي محكمة دولية وأن يكون متعاونا مع جيرانه وكريما لشعبه وهذا جوهر الإعلان .

    لقد أطلق الرئيس بحديثه الانفعالي رصاصة الرحمة على حواره الذي صنعه وعلى كل رجاء بالتوصل إلى حل سياسي ومخرج سلمي بل انه وضع الجميع ممن تحلقوا حوله في المائدة المستديرة التي جمعت كل أصحاب المصلحة امام خيارين اما قبول رؤية حزبه للحوار ومفهوم الحوار ونتائج الحوار ونتائج الانتخابات التي يصنعها بيده ورؤيته لمستقبل البلاد وفق مصالح المؤتمر الوطني أو ان يشربوا من البحر فهل سيشرب اهل المائدة المستديرة من البحر أم على نخب رغبات المؤتمر الوطني ؟
                  

11-06-2014, 10:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    وبدأ الهجوم القطري على البشير يتقدمه سلاح الألسنة
    November 6, 2014
    أكرم محمد زكي

    يبدو أن ترلة السودان والتى يقطرها قندران الإنقذ الإسلاموي بقيادة الرئيس المثير عمر البشير قد وصلت الى مفترق طرق رئيسي بل وحرج جدا ربما يكون الأحرج الذي يقابلها طوال رحلتها التي امتدت بنجاح منقطع النظير منذ يونيو 1989 وحتى الآن .
    لقد أسفرت التفاعلات و الصراعات و المحاور و حالات الإستقطاب و التفجر والتطرف والتحزب و التمكن و الحشد العسكري والشحن الإعلامي والخطاب الديني والنفوذ المالي اسفرت عن مخاض انتظم المنطقة العربية كلها وامتد الى ما فوقها وما دونها ، تارة ربيعا وأخري صيفا حارقاً فولد هذا المخاض معسكرين بدت ملامحهما تضح سريعا الا وهما : معسكر الإسلام السياسي وتقوده دولة قطر وتركيا ومايسيطر عليه التنظيم الدولي للأخوان المسلمين من بضع من دول ومؤسسات وحشود مقابل المعسكر الآخر والذي يقاوم المد القادم للإسلام السياسي والذي تتزعمه المملكة العربية السعودية والأمارات العربية والبحرين وبشكل اقل الكويت حيث حقق المعسكر الثاني إنتصارا مؤخرا حين استطاع أن ينتزع مصر من براثن المعسكر الأول ويعيدها الى صفه لكن الصراع بين المعسكرين لا زالت نيرانه متأججة في ليبيا بشكل أوضح ثم في العراق وسوريا واليمن وتونس وامتد الصراع حتى وصل الى دواوين إدارة السياسة والأموال والنفوذ في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لا سيما وأن المعسكرين لهما هنالك من الأموال والممتلكات ما يمكنهما من زعزعة إقتصاديات تلكم الدول وعكننة استقرارها .

    السودان وتحت قيادة الرئيس عمر البشير ظل يستغل عدم إهتمام طرفي الصراع بالسودان وتهميشه وذلك في أيام ( الغشامة ) الأولى ، ولكن بعد إحتدام الصراع ونضج أهداف واستراتيجيات المتصارعين واتضاح الأبعاد الحقيقية بدأ كل معسكر يكتشف أن نظام الإنقاذ يلعب على ( عنقريب حبال ) به كمية من الحبال . . حيث يسترضي الجميع . . ويحصل على دعم الجميع ثم لا يفيد الجميع ويضحك على الجميع بما فيهم شعب السودان نفسه !

    لهذا قرر الطرفان مؤخرا الظفر بالسودان كل الى صفه مما وضع حكومة البشير أمام هذا المفترق المصيري . . إما المعسكر القطري . . أو المعسكر السعودي الإماراتي . .
    المعسكر السعودي الإماراتي المصري يتميز بأنه معسكر ال hardware حيث تنفق حكوماته على تسليح جيوشها وتجهيزها بأحدث المعدات وهي بالتالي قادرة بقوتها هذه على أن تشكل ضغطا مباشرا على شخص ونظام الرئيس البشير ، أما المعسكر القطري فيمتلك فاعلين على أرض السودان من أتباع التنظيم العالمي للأخوان المسلمين منهم قيادات على أعلى مستوي في هرم الدولة والحزب الحاكم بيدهم سلطات وأموال وموالين كما يستطيع أن يمول ويحرك بعض القوات العسكرية وبعض القوات المعارضة على الأرض ولكن تبقى قوته الأكبر في سلاح الألسنة الطويلة . . فهو بما يمتلك من معلومات سرية عن البشير وأسرته وفسادهم وجرائمهم ومؤامراتهم و بقية قيادات النظام مع ما تملكه من جهاز إعلامي كبير ممثلا في قناة الجزيرة يستطيع أن يشكل كابوساً على البشير وعلى القابضين على مقاليد السلطة في الخرطوم . . ليس خوفا من إفشاء أسرارهم وفضائحهم ولكن خوفا من تلفيق أكاذيب وتهم حيث أن صناعة الكذب و الفتنة والكراهية كانت مما يبرع فيه الإسلام السياسى .


    لقد كان المقال الذي نشره صحفي الجزيرة محمد كريشان بالأمس تحت عنوان ( السودان رهينة ) هو بمثابة عينة من مخزون ضخم يمكن لحكام قطر أن يقذفوا به حكومة البشير مما سيتسبب في فضحها وإثارة الفتن بين أفرادها قبل أن تكون مع غيرهم ، قد تأكل نيرانها ماتبقى من السودان .
    كريشان في مقاله المملوء بالبديهيات و التي تشكل قهر وابتذال ووجع لكل مواطن سوداني والتي كانت ومازالت قناته الجزيرة تصر على تجاهل هذه البديهيات ىبينما تصرخ مطالبة بالحرية لمجموعات وإثنيات بعينها ، كتب الآتي عن البشير والسودان :
    ( قد يقبل الناس بالتنمية والرفاه الاجتماعي والأمن حتى وإن كان ذلك كله مغمسا بذل الدكتاتورية، أما أن يفقدوا كل شيء مقابل لا شيء فهو ما لا يطاق، لا سيما عندما يتقدم المسؤول الأول عن كل هذه الكوارث المنفردة والمجتمعة ويرى نفسه الأكثر جدارة بـ «مواصلة المسيرة»! حين تبحث في كل ما يقوله أنصار البشير الآن من محاولات التبرير لكل ذلك لن تجد أكثر من هذين التبريرين : الأول أن الرجل هو صمام الأمان لوحدة حزبه المؤتمر الوطني الحاكم والثاني أن الجيش لن يقبل بمرشح آخر للرئاسة من خارجه. تبريران سقيمان وكل واحد منهما أسوأ من الثاني لأنهما يعنيان في الأساس أن الرجل أمـّــن طوال حكمه من شبكات المصالح ما جعل الجيش والحزب سنديه الحقيقيين عوض أن يكون الشعب وما وفره له من مكاسب ملموسة، مع أن التجارب أثبتت في الجوار السوداني، ودون البحث بعيدا عنه، أنه إذا خرجت الناس غاضبة لا تلوي على شيء فلن يشفع لأعلى هرم الدولة لا الجيش ولا الحزب طبعا.


    باختصار نحن نرى الآن رجلا واحدا، مع كل ما يمثله من شبكات انتهازيين ومصالح، يأخذ في وضح النهار بلدا كاملا رهينة محتميا به لإنقاذ رأسه من ملاحقة دولية لن يفلت منها. إنه يحاول فقط تأخيرها… فإما أن يأتي أجلها أو أجل الله ) إنتهى الإقتباس
    ونحن نقول يا كريشان أنكم تعلمون كل هذا منذ وقت طويل . . لكن نصححك بأن الشعب السوداني ومنذ كوش الأولى لم يقبل بالتنمية والرفاه الإجتماعي والأمن مغموسين بأي نوع من أنواع الذل . . لكن يمكنه أن يعيش متوسداً الأرض وملتحفاً السماء . . بعزة و بكرامة . . وأنصحك أنت ورؤساءك وأولياء نعمتكم بأن تفرقوا بين أفراد الإنقاذ . . وأفراد الشعب السوداني . . ولا أنصحكم بالإستخفاف أو العبث في كرامة الشعب السوداني . . وأنتم تبدأون حملتكم لإخضاع البشير يتقدمها سلاح الألسنة الطويلة . . مصحوبا بشبح الفوضي . . حيث أن الشعب السوداني القديم . . لن ترهبه معادلة ( نحن أو الفوضى ) . . العبوا غيرها . .
    اللهم ارحمنا أجمعين
                  

11-06-2014, 10:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    تهمة المؤامرة الصهيونية سلاح عمر البشير في وجه المعارضة
    November 4, 2014
    (ميدل ايست اونلاين)

    قابل الرئيس السوداني عمر البشير مطالب قيادات سياسية مشاركة في الحوار الوطني باعتماد “إعلان باريس” بانفعال لافت، واعتبره “عملية خطيرة وخط أحمر” مؤكدا ان إسرائيل تقف وراءه في محاولة لإزاحة النظام بالقوة وإعلان زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي رئيسا انتقاليا.

    ووقع كل من الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي “إعلان باريس” في الثامن من أغسطس/اب، وينص الإعلان على “توحيد قوى التغيير ووقف الحرب وبناء دولة المواطنة والقيام بعملية دستورية جادة مع شرط توفير الحريات والوصول إلى ترتيبات حكم انتقالي”.

    وأطلق الرئيس السوداني مبادرة للحوار الوطني منذ يناير/كانون الثاني، لكن العملية تعرضت لانتكاسة بعد انسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة من الأساس.

    وقال البشير، رئيس اللجنة العليا للحوار الوطني، في مخاطبته الجمعية العمومية للحوار مساء الأحد، إنهم يملكون تفاصيل ومعلومات بشأن ملابسات توقيع إعلان باريس وزاد “نحن مسؤولين عن حماية البلد وهؤلاء يريدون أن يعملوا خارطة طريق علينا”.

    وذكر إن الجبهة الثورية كانت تحتاج لرئيس لمجلس الحكم الانتقالي، لذا أتت بالصادق المهدي باعتباره شخصية قومية.

    ويري مراقبون أن الرئيس السوداني يرمي الاتهامات جزافا محاولة منه للخروج من المأزق الحالي بعد أن توحدت قوى المعارضة واتفقت على ضرورة تغيير النظام.

    وأفاد هؤلاء أن البشير يناور لتقليص حجم الضغط المسلط عليه، والتجاءه لهذه الأساليب هو دليل يثبته موقعه الهش وليس العكس.

    بدوره اتهم رئيس حركة “الإصلاح الآن” غازي صلاح الدين الحكومة والمؤتمر الوطني الحاكم بفرض الواقع الماثل بخوض العملية الانتخابية على القوى السياسية وتوقع عدم مشاركة حزب الأمة في الحوار بعد وصف الرئيس اتفاق باريس بالخط الاحمر .

    وطالب صلاح الدين في تصريحات صحفية الحكومة بتوضيح تلك الخطوط الحمراء مشيرا إلى أنها تعمد إلى تضليل القوى السياسية حيث أنها لم تقدم حتى الآن للمعارضة براهين وأدلة تؤكد وجود مؤامرة للاستيلاء على السلطة.

    وفند البشير مطالبات لقادة تتعلق بإتاحة الحريات وإطلاق سراح المعتقلين، واعتبر الحديث عن تحجيم الحريات مجرد “كلام لا صحة له”، مستدلا بأنه لا يوجد حزب أتاهم شاكيا بمنع نشاطه، وأشار إلى ان كل القوانين سارية، “وأي زول عندو كلام يجئ يقولو جوه اللجان”.

    ودانت عديد المنظمات الحقوقية الوضع الهش لحقوق الإنسان في السودان، مع تزايد التضييق على الحريات ومصادرة الصحف المعارضة واستعمال المقاربة الأمنية للدفاع عن النظام.

    وشدد الرئيس السوداني على استعداد الحكومة لمواجهة المتمردين في الميدان، وللحوار مع من يريدون الحوار، مؤكداً ترحيبهم باتفاق أديس أبابا الموقع بين موفدي آلية “7+”7 للحوار الوطني والآلية الأفريقية برئاسة ثابو أمبيكي والحركات المسلحة في دارفور، رغم أن موفدي آلية الحوار، غازي صلاح الدين وأحمد سعد عمر، لم يكونا مفوضين للتوقيع.

    وأشار البشير إلى جهود يقودها الرئيس التشادي إدريس ديبي لإقناع قادة حركات دارفور المتمردة بالمشاركة في الحوار، ودعا الرافضين للحوار من المسلحين والمعارضين للالتحاق بالعملية السلمية.

    وقال، إنه لا يمكن تأجيل الحوار الوطني، من أجل جهات لم تحدد موعد حضورها بعد أن أعلنت موافقتها المبدئية الرافضة للمشاركة فيه، لكنه أكد استعداد الحكومة لقبول من ينضم للحوار في أي وقت.

    وفوضت الجمعية العمومية للحوار الوطني آلية “7+7″ لتحديد موعد بدء الحوار الوطني، الذي قال الرئيس، إنه لن يتجاوز نهاية نوفمبر الحالي، وإن أمده يتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر، مبينا ان مخرجاته ستجمع كلها في خارطة طريق حقيقية قابلة للتنفيذ.

    وأجازت الجمعية العمومية أداء الآلية في الفترة الماضية وخارطة الطريق للحوار واتفاق أديس أبابا، بجانب تقارير اللجان الفرعية للآلية التنسيقية العليا “لجنة الحوار الشامل، ولجنة الاتصال الخارجي ولجنة الإعلام”.

    وشهدت قاعة الصداقة التي ضمت لقاء الجمعية العمومية للحوار الوطني بمشاركة 83 حزبا، خلافات لافتة بشأن قيام انتخابات 2015 في موعدها.

    وأغلق البشير الباب نهائيا أمام أي تأجيل لانتخابات أبريل/نيسان المقبل وقال مخاطباً الجمعية “من يضمن وصولنا الى نهاية الحوار قبل الانتخابات وتصبح البلاد في مرحلة فراغ دستوري”.

    وقطع بأن عملية التحضير للانتخابات مستمرة ولا يوجد أحد باستطاعته أن يوقف إجراءاتها وأكد التزامهم التام بمخرجات الحوار الوطني.


    التعليقات
                  

11-06-2014, 11:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    المؤتمر الوطني... يسعى لحتفه بترشيح البشير بقلم إبراهيم سليمان/ لندن

    صوت من الهامش

    mailto:mailto:[email protected]@gmail.commailto:[email protected]@gmail.com

    من المؤكد إن جدد المؤتمر الوطني رئاسته ودفع برموز أقل تلوثاً سيربك بذلك الأوساط السياسية والثورية ، سيما ذي القلوب الرحيمة وقصيري النفس النضالي ، لكنه أعان المعارضة على نفسه بتجاوز الدستور وإعادة ترشيح راس النظام الذي نكص بتعهداته وعاد للرئاسة منكسرا ليربك حسابات حزبه وحلفائه من فلول حركة الإخوان العالمية.

    أدرك رأس النظام أن خلفه المحتمل لا يحظى بمقبولية تؤهله لحمايته من الجنائية الدولية ، وأن إعلان باريس تحرك جدي ومهدد حقيقي لنظامه المتهالك ، وأن إستمرار تحالف نظامه مع إيران وقطر باهظ التكلفة ، وإن المعركة الحاسمة مع الخصوم قد اقتربت ، ومن الأفضل أن يخوضه بنفسه ، هذه التحولات كانت غائبة عنه عندما أعلن عدم الترشح الذي اعتبره كثيرون انه كان جديا ، وإلا لما تمسك به بعض رموز ومنظري النظام أمثال أمين حسن عمر وغازي صلاح الدين وغيرهم إن كانت مناورة حزبيه.

    بات حال رأس النظام بعد إعتماد ترشيحه يثير الشفقة ، فقد تبرأت منه حركة الإخوان المسلمين العالمية شخصيا على لسان نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني ، وهو يعتبر اكبر ضربة معنوية وأخلاقية له ولنظامه ، وأحرجه الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بإستقالته مؤقتا وتسليم نفسه للجانية الدولية ، وحاصرته إنتفاضة بوركينو فاسو التي أجبرت رئيسها بليز كومباوري على الإستقالة والفرار ، حالته اليائسة هذه هي مرد إعلان إفلاسه برمي خصومه بالعمالة لإسرائيل ظناً منه أن هذا السلاح لا يزال ساري المفعول وأن هنالك من يصدقه.

    بهذه الخطوة أكد حزب المؤتمر الوطني للجميع أنه مفلس سياسياً، ومعدوم فكرياً، وأنه مُصر على المضي قدما على نهج الأنظمة الاستبدادية الغابرة حذو النعل بالنعل، هذا الطريق معلوم نهايته مهما طال وسلم المسير.

    هذه الخطوة دفعت بكتل من اليأس في داخل كل مواطن ، يأس من تبدل الحال ، والانعتاق من ضيق العيش ، يأس من الفكاك من سيطرة حزب المؤتمر الوطني على مقدرات البلاد ، يأس من محاربة الفساد واستفزاز الشعب ، يأس من بسط الحريات والأمن ووقف الحرب ، يأس من فك الحظر الذي يضيق يوما حول البلاد.

    بلا شك ان هذا الياس القاتم سيفجر طاقات جهنمية في اوساط الشعب السوداني لمواجهة اجهزة النظام ، وسيؤجج وقود ثوري متعاظم لدى حاملي السلاح ، وخلق بلبلة ######ط علني لدى كل من شبع من عضوية حزبه ، ومستتر لدى كل ######## ، هذه الانتكاسة الإصلاحية بكل تأكيد ستزيل الفوارق بين قوى المعارضة ويوحد جهودها في إفشال الإنتخابات العبثية المقبلة

    ويبدو ان المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الاوربي قد يأس من إصلاح النظام، واصبح مهيأ للتعاون في تضيق الخناق عليه واحتوائه لصالح المعارضة التي باتت على وشك الانضواء تحت إعلان باريس ، هذه الخطوة سترجح كفتها إن اجرى النظام انتخابات أحادية "مخجوجة" او ظل بدون شرعية

    ليس لرأس النظام ما يفعله في دورته الرئاسية الاضطرارية لتجاوز أزمات البلاد المستفحلة سوى تكرار تجارب حزبه الفاشلة ، وسيظل يراهن فقط على الأقدار والغيب لإيجاد الحلول ، ويبدو أنه صدّق بلة الغائب وإستمرأ ترهاته لذا نجده غير مبال

    منذ إنتفاضة سبتمبر العام الماضي والنظام يسير في حقل ألغام مرتعداً من تفجير غضب شعبي في أية لحظة ودون ان يحتسب ، والحال كذلك لم تعد اجهزته التنفيذية قادرة على إتخاد اية خطوة من شانها المساس بحياة الناس ، وهي عاجزة عن وضع حدٍ للغلاء المتصاعد والذي بلا شك سيجبر الشارع المحتقن بشدة على الإنفجار

    في تقديرنا أن هذه الخطوة تعتبر أكبر هدية للشعب السوداني عامة ، وقوى الهامش التي استهدفها نظام الإنقاذ بصورة أكثر وحشية ، والمؤتمر الوطني بالضرورة مدرك لهذا ولكنه وجد نفسه رهيناً لأخطاء البشير ، ودجل على عثمان طه السياسي أكمل الناقصة ، وخلافا للتوقعات فإن تقارب النظام مع عراب "الكيزان" شيخ الترابي سيثير وسط عضويته الشكوك وإنعدام الثقة ، ويزيد من عزلته الإقليمية والدولية ، ورأس النظام إن خسر نافع ومجموعته النافذة في مفاصل الدولة سيصب ذلك في صالح دعاة "الإصلاح" نكاية في غريمه على عثمان والذي من المحتمل أن يكون من المقربين، ولكن رأس النظام سيفشل بكل تأكيد في الجمع بينه وبين شيخه سابقا الترابي ، مما يعنى انه سيغرق في صراعات داخلية اشد ضراوة إلى أن تحل بهم جميعا الطامة.

    أراهن ان رأس النظام لن يكمل دورته الرئاسية هذه وإن تمسك بأسباب السماء ، قد يضطر في اللحظات الحاسمة الدعوة إلى تشكيل حكومة قومية انتقالية برئاسته خاصة إذا فشلت الإنتخابات ، ولا أظن ان هنالك معارض حصيف سيقبل بهذا العرض ساعة احتضار النظام، حينها سيدرك راس النظام أن سجون الجنائية الدولية ارحم له من كرسي رئاسي ملتهب ومهترئ.

    للإطلاع على المقالات السابقة
                  

11-09-2014, 10:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)


    كمال الجزولي


    هَلْ كانَ مُمْكِناً فَوْزُ نَافِع عَلى البَشير؟! .. بقلم/ كمال الجزولي طباعة أرسل إلى صديق


    الأحد, 09 تشرين2/نوفمبر 2014 10:59


    (1)
    لا يسيغ عندي، عقلاً، أن جميع من صوَّتوا للبشير، في جلسة المؤتمر العام الإجرائيَّة الختاميَّة للحزب الحاكم في السُّودان، والتي انعقدت بأرض المعارض بضاحية بُرِّي بالخرطوم، في 25 أكتوبر 2014م، وعددهم 4425، بنسبة 94.21% من جملة المصوِّتين الـ 4606، وبنسبة 73.25% من إجمالي عضوية المؤتمر، فأعادوه رئيساً لحزبهم، ومرشَّحاً أوحد لرئاسة الجُّمهوريَّة، في الانتخابات التي يزمعون إجراءها في أبريل القادم، وذلك أخذاً بتوصية مجلس شورى الحزب التي استبق بها المؤتمر (سونا؛ 25 أكتوبر 2014م)، ليسوا مدركين لما لا يعجز عن إدراكه راعي الضَّأن في الخلاء من أنهم إنَّما صوَّتوا لرئيس سلخ ربع قرن بأكمله من الفشل غير المسبوق في قيادة البلاد، حدَّ التَّفريط في ما لم يجرؤ على التفريط فيه حاكم قبله ـ وحدة وسلامة أراضيها، وهو الذي كان قد صوَّر الحرص على "ألا تُنتقص أرض البلاد من أطرافها"، في استلاف فجٍّ من لغة القرآن، كأحد أهمِّ أسباب انقلابه التي ساقها في بيانه الأوَّل فجر الثلاثين من يونيو عام 1989م،

    فإذا بثلث الوطن يطير، في عهده، كما لو بضربة سيف! دّعْ ما استشرى، في طول البلاد وعرضها، من فقر، ومرض، وفساد، وحروب أهليَّة، وانعدام للأمن، وتدهور في القيم، وخلخلة للبنية الاجتماعيَّة، وتردٍّ في الخدمات الصِّحيَّة والتَّعليميَّة، فلا يُعقل، بعد كلِّ ذلك، أن يكون بمستطاعه النَّجاح، الآن، في إصلاح أيِّ شئ، مهما دقَّ وصغُر، رغم ما بَذل من تعهُّد، لدى انتخابه، بأن يقود السُّودان إلى برِّ الأمان، ويحقِّق تطلعات شعبه في السَّلام والأمن والرفاهية (اليوم التالي؛ 26 أكتوبر 2014م)؛ وبالحقِّ، هل تكفي 5 سنوات لإنجاز ما أعجزه إنجازه طوال 25 سنة؟!


    واضح، بطبيعة الحال، أن كلَّ تلك الوعود لا تعدو كونها محض "بُنْدُق في بحر"، كما في بعض أمثال المستعربين السُّودانيين، ومن ثمَّ فإعادة انتخاب الرَّجل بموجبها ليست غير ضرب من "تجريب المجرَّب" الذي لا يُورث، في العادة، غير "الندامة"، كما في المثل الآخر. فما هي، إذن، حقيقة تصويت القوم لإعادة انتخابه؟! ولِمَ ظلَّ يؤكد شخصيَّاً، لأكثر من ثلاث سَّنوات، ويؤكد معه الكثير من قادة حزبه، أن إعادة ترشيحه غير واردة البتَّة؟! من، تراهم، كانوا يخادعون: أنفسهم؟! أم معارضيهم؟!
    (2)
    في الإجابة على هذه الأسئلة أُهرق مداد كثير بلا جدوى، إذ لم يفلح شئ منه، في رأيي، ولو في ملامسة قدر يسير من التفسير المقنع، بأيِّ مستوى، لتلك الحالة المفارقة لمنطق الأشياء. فمن ناحية، لا يُعقل أن يبلغ خداع النفس درجة أن يصدِّقه ضواري الحزب أنفسهم، فيروحوا يعدّون العدَّة للخلافة! ومن ناحية أخرى، لا طائل وراء خداع المعارضين، إذ لا فرق لديهم بين أن يكون على رأس النظام البشير أو نافع أو بكري أو علي عثمان، طالما أن هؤلاء، جميعاً، يتشبَّثون بالنِّظام الحاكم ذاته، ويخدمون المصالح الطبقيَّة نفسها! وإذن، مهما انطوى كلٌّ منهم على طموحه الشَّخصي، وإن تكتَّمه في العلن، ومهما انغرز بصره في كرسي الرِّئاسة من زاويته الخاصَّة، إلا أن وعدهم هو، في النهاية، نفس الوعد، ومشروعهم أجمعهم واحد، وبرنامجهم متطابق.

    فالبشير، في نظر الشَّعب، لم يحكم، ربع قرن، وحده، بل حكموا معه كلهم؛ ولم يخض تجربة الفشل الذريع بمفرده، وإنما خاضوها من ورائه أجمعين؛ ومن ثمَّ لا جديد يمكن لأحدهم أن يزعم قدرة على التفرُّد بتقديمه، بعد كلِّ ذلك العمر الذي سلخوه، كتفاً لكتف، وهم يتنكبون سبل الرَّشاد من إخفاق لآخر. وبالتالي، لئن وُجد بينهم من يأنس في نفسه كفاءة أخرى، فهو وشأنه؛ ولئن كان ثمَّة من يتحيَّن فيهم سانحة للقفز على "الكرسي الأوَّل"، فذلكم ليس من شواغل الشعب بأيِّ قدر!
    وهكذا، فإن أسئلة انتخاب الرَّجل، بعد أن ظلَّ يستبعد، ويستبعد قادة حزبه، ترشيحه لدورة جديدة، تبقى شاخصة تبحث عن إجابات مقنعة نحاول، هنا، أن نلقي ببعض الضوء في مداخلها؟!
    (3)
    رغم تساوق المصالح، إلا أن الفرق شاسع بين ذهنيَّة وسايكولوجيَّة القوى الاجتماعيَّة الطفيليَّة المستفيدة من السُّلطة الشُّموليَّة، الدَّاعمة، بالمقابل، لها، المتحلقة حول مركزها، والتي تشكل قواعد حزبها الحاكم، وبين الذِّهنيَّة والسَّايكولوجيَّة اللتين تحركان طموحات الكوادر العليا فوق ربوة سنام هذا الحزب وسلطته التنفيذيَّة، في كلا المجالين المدني والعسكري.


    إن أقصى ما "يُقلق" قوى الطفيليَّة في قاعدة هرم النظام أن تستيقظ، ذات صباح، فتجد مكاسبها الاقتصاديَّة ـ السِّياسيَّة ـ الاجتماعيَّة التي تكون قد تحصلت عليها بحكم "امتياز" ولائها للسلطة، مهدَّدة بالزَّوال. والمعادل الموضوعي لهذا "الزوال"، عندها، هو اختفاء "القائد الأوحد الملهم"، شاغل "المنصب الأوَّل"، من مشهد الحكم، بعد أن اعتادت على ألا شئ يطمئنها مثل اختزاله الأكمل في شخصه للسُّلطة السِّياسيَّة والتنفيذيَّة! فهو، في نظرها، صمَّام الأمان لتماسك المؤسَّسات التي تدين له، وحده، بالولاء الكامل: الحزب، والحكومة، والجَّيش!


    لقد ظلَّ البشير، بالفعل، يشغل "المنصب الأوَّل"، طوال سنوات، بلا منازع في الظاهر، لعدَّة أسباب معلومة. لكن، ولعدَّة عوامل، لعلَّ أهمَّها تطاول نزاعه مع المحكمة الجَّنائيَّة الدَّوليَّة دون أمل في تسويته، أضحى الرَّجل يُحسب، منذ حين، ضمن عناصر أزمة النظام نفسه مع المجتمع الدَّولي، بينما أضحت تتناقص فرصته في أن يكون أحد عوامل معالجة هذه الأزمة كما يُنتظر مِمَّن هو في مثل موقعه. فالدُّول الكبرى ما تنفكُّ تمارس ضغوطها، خصوصاً الاقتصاديَّة والماليَّة، على النِّظام، بينما تلوِّح، في ذات الوقت، بأن الديون يمكن أن تُعفى، وسيف العقوبات يمكن أن يُرفع، وإدراج البلاد ضمن برامج الدَّعم التَّنموي الأوربي يمكن أن يتم، فقط إذا ما تمَّت "إزاحة" الرَّجل من موقعه، ما يعني، ضمناً، إمكانيَّة تسوية قضيَّته مع الجَّنائيَّة الدَّوليَّة! ورغم أن تلك خدعة مكشوفة، إلا أن إغواءها، مع ذلك، وبفعل اليأس الناجم عن تكاثف تلك الضُّغوط، يمكن أن يكون كبيراً بالنِّسبة لنافذين كبار، ضمن مفردات نخبة السُّلطة، بل حتى بالنِّسبة للرَّجل نفسه، حدَّ أن تدفعه لتجريب اللعب بأوراقها .. عسى بل لعلَّ!
    هكذا، وفي محاولة لتلمُّس إرهاص الجِّدِّيَّة في وعود الغرب، واختبار مدي قابليَّة مواقفه المتشدِّدة للتَّليين، راح الرَّجل يعلن، دون جدوى، طوال السَّنوات الثلاث الماضية، قراره بعدم الترشُّح لدورة جديدة في الانتخابات القادمة، مثلما انطلق نافذون كبار حوله يروِّجون، بلا طائل، لما قالوا إنه قرار الحزب الحاكم بعدم ترشيحه مجدَّداً، بل وينثرون، صحفيَّاً وإعلاميَّا، ما يشي بصعود نجم هذا أو ذاك من عناصر النخبة كمرشَّح لشغل المنصب! فهل كان هو جادَّاً، وهل كانوا هم جادِّين؟!
    …..............................
    …..............................
    المؤكد، حسب منطق الأشياء، وطبيعة سير الأمور في الحياة العاديَّة، أن الرَّجل، من ناحيته، لم يكن جادَّاً، البتَّة، في قراره بعدم إعادة التَّرشُّح لدورة أخرى، ما يعني أن قراره كان قد قرَّ، منذ البداية، على إعادة التَّرشُّح، حتى لو تكبَّد النِّظام تعديلاً مفضوحاً للدُّستور، فليست تلك بالمعضلة الكبيرة، حيث أنه يدرك يقيناً، ولا بُد، أن من شأن ابتعاده عن المنصب أن يكشف ظهره، ويعرِّضه لمجابهة الجَّنائيَّة الدَّوليَّة بلا أيِّ درع واقٍ!
    أما كبار النافذين المتماسِّين، المندغمين في أعلى مستويات القيادة المركزيَّة، والذين خاضوا في حديث عدم إعادة التَّرشيح، فالدَّوافع التي تحرِّكهم، وإن تكن متشابهة على الصَّعيد العام المتعلق ببقاء النِّظام، إلا أنها جدُّ متناقضة على صعيد الطموحات الشَّخصيَّة. وقد أكدت الأحداث أنهم ليسوا، في الغالب، على قلب رجل واحد "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"!

    فبعضهم جاد، يستشعر فداحة الاستمرار في تحدي المجتمع الدَّولي، الرَّسمي والشَّعبي، عبر بوَّابة المواجهة الخطأ مع الجَّنائيَّة الدَّوليَّة، لذا يلتمس في قرار عدم الترشيح مخرجاً ملائماً للنظام؛ أما البعض الآخر فينظر للأمر كسانحة ينبغي اهتبالها لتحقيق مصلحته الشخصيَّة! ولأن الطموح السِّياسي لعناصر نخبة الحكم الشُّمولي العليا عادة ما يكون بلا حدود، فلا يندر أن يرتفع سقفه لديهم حدَّ طلب "المنصب الأوَّل" نفسه، حتى لو اقتضى الأمر التوسُّل إليه بأيِّ أسلوب، حيث لا يُستبعد حتى التلويح للغرب بإمكانيَّة "إزاحة" الممسك به، المطلوب للجَّنائيَّة الدَّوليَّة، فتنفتح الأبواب على مصاريعها لشتَّى الصِّراعات التي ربَّما تتخذ، في بعض اللحظات، أعنف أشكال المواجهة بين تكتلات عسكريَّة تدعم مراكز قوى سياسيَّة، أو قبليَّة، أو جهويَّة.
    (4)
    صراع المعارضة مع السُّلطة، بصرف النظر عن قوَّته أو ضعفه، ظلَّ قائماً دائماً. لكن هذه المعارضة لم تكن، يوماً، طرفاً في أيٍّ من الصِّراعين "الدَّاخليَّين" اللذين احتدما، قبل وأثناء مؤتمر الحزب، في ما بين مفردات السُّلطة نفسها: الأوَّل بين البشير وعناصر النخبة العليا المدفوعة بطموحاتها الشخصيَّة، والآخر على جبهة منافسي البشير أنفسهم، كصراع نافع وعلي عثمان، ما جعل الأخير ينقلب، لحسابات شديدة التَّعقيد، من منافس للبشير، إلى قائد لحملته الانتخابيَّة، إضعافاً لفرص نافع الذي نافس بقوَّة، وجاء ترتيبه الثاني!
    أما القوى الاجتماعيَّة الطفيليَّة المستفيدة من السُّلطة الشُّموليَّة، والتي تشكل قواعد الحزب الحاكم، فما أن أتيح لها فصل الخطاب، حتى صوَّتت غالبيَّتها للرَّجل الممسك بـ "المنصب الأوَّل"، والذي يفزعها اختفاؤه من على مسرح القيادة بعد كلِّ تلك السَّنوات الطوال من خبرتها معه، واطمئنانها إليه، فليس ثمَّة ما يحملها على تجريب القفز في الظلام، أو ممارسة ألعاب الحظ السِّياسيَّة!


    وربَّما ليس ثمَّة ما هو أدلُّ على أن تلك كانت هي حقيقة الصِّراع من أن البشير عُني، في أول ظهور له بعد "انتخابه"، بمخاطبة "الدَّاخل"، بالأساس، منذراً بتطبيق ما وصفه بـ "المعايير الصَّارمة للأداء .. والمحاسبيَّة داخل الحزب"، ومهدِّداً بقوله: "لن نسمح بوجود مراكز قوى!" (الجريدة؛ 26 أكتوبر 2014م).
    (5)
    انقلاب "الإنقاذ" بوَّأ الطفيليَّة موقع القيادة بالنسبة لأقسام الرَّأسماليَّة السُّودانيَّة، مثلما بوَّأ البشير "المنصب الأوَّل" في قمَّة سنام نخبة الحكم. لذا فلا البشير يمكن أن يقبل، من جانبه، بمغادرة كرسيَّه، طائعاً مختاراً، كي يقع لقمة سائغة في يد المحكمة الجنائيَّة الدَّوليَّة، خاصَّة وهو يرى أهمَّ القادة الأفارقة يتنصلون عن الوفاء بالتزامهم بمقاطعتها، ولا القوى الاجتماعيَّة الطفيليَّة المستفيدة من نظامه، والتي تشكل قواعد حزبه، يمكن أن تقبل، من جانبها، باختفائه من واجهة السُّلطة التي ظلت تؤمِّن لها مكاسبها، تحت قيادته، طوال ربع قرن؛ فـما لها والمغامرات الخطرة، والقفز غير المأمون في الظلام، حتى لو كان بعض ثمن ذلك، حسـب تسريبات برلمانيَّة عن دوائر أمريكيَّة وبريطانيَّة، إعفاء ديون السُّـودان التي تفوق الـ 40 مليـار دولار، ورفع العقوبات عن كاهله، وإدراجه ضمن برامـج الدَّعـم التَّنمـوي الأوربي؛ بل وما يسـوى كـلُّ ذلـك، أطـال الله عمرك، في ميزان المصالح الطفيليَّة الخاصَّة؟!
    ***
    mailto:[email protected]@gmail.com
                  

11-10-2014, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    البشير يتقلد دور «مُعلم» وطني يحاور تلامذته في انتظار تلامذة جُدد

    محجوب حسين٭
    November 9, 2014


    في الوقت الذي قرر فيه كهنة لوبيات المصالح الحاكمة في الخرطوم على المضي قدما في التجديد لرمز الديكتاتورية بالبقاء خمس سنوات اخرى، تضاف الى خمسة وعشرين عاما مضت، هيمنة وفسادا وحربا، كمرتكزات ثابتة لمنظومة الاستبداد. ترأس الديكتاتور السوداني، في ما يشبه الملهاة خلال الاسبوع قبل الماضي، مؤتمرا موسعا بثه التلفزيون الحكومي، عُرف بانه جلسة الانعقاد الاولي لفاعليات «الجمعية العمومية للحوار الوطني»، ويأتي هذا على اثر نداء «الوثبة» لمعالجة عِلل الدولة السودانية، عبر الحوار الوطني الذي طرحه الرئيس السوداني قبل شهور خلت لمعالجة قضايا البلاد.
    الناظر الى المشهد العبثي الذي تمت الاشارة اليه بـ»الجمعية العمومية» للحوار او بالاحرى لهو الرئيس مع ذاته والاخرين، مُستغِلين اومُستغَلين، يعرف عندئذ وبدون ادنى اجتهاد كيف تُدار وتحكم وتُسير البلاد، الجلسة التي التأمت في قاعة مستديرة، كجانب من اعمال الشكل المطلوبة، جمعت لفيفا من اصحاب اللحى وقيادات الحرب والفساد والشركات والأمن، لا نستثني منهم الا اثنين او ثلاثة من مجموعة ثمانين عنوانا، يمثلون كما تم تقديمهم، لافتات لاحزاب قيل انها احزاب سياسية، لم يسمع بها الشعب السوداني من قبل. كما اعتقد جازما بانهم هم انفسهم لم يسمعوا أو يعرفوا بعضهم بعضا. المتلقي عبر الشاشة كثيرا ما يركز على معرفته بصور الافراد اكثر من اللافتات، والمؤكد في هذه الحالة ان رئيس جمعيتهم المنعقدة لا يعرف عنهم شيئا. جمعية الثمانين رجلا الوطنية شبيهة بجمعية «رجال حول الرئيس او رجال الرئيس» بدون معرفة الرئيس بهم. امام كل شخص وضعت لافتة، قالوا انها اسم الحزب المعني بالحوار/المسجل والمعتمد، الامر شبيه بارقام السيارات في شارع مزدحم، وقيل في زاوية اخرى انها اسماء لـ»كوتة» الصرف عند الصراف، وهو المسجل التجاري للاحزاب، يبدو ان الموضوع سهل، فقط عليك ان تأخذ عنوانا تاريخيا لاحد الاحزاب الوطنية الديمقراطية المعارضة، وتعمل حسب اجتهادك وذكائك باضافة اي نعت اخر لفائدة الفرز،

    كأن تقول مثلا «حزب المؤتمر الوطني ضد محكمة لاهاي» او «حزب استباحة دم اوكامبو»، كلها صحيحة ولها وقع خاص، ولما لا اموال خاصة، وهو الشيء الذي دفع بزعيم سوداني سياسي بارز، الى تشبيه منظر العبث السياسي بمثابة «شقق مفروشة» للرئيس! ويلحظ انه في مجموع هذه الشقق المفروشة غابت الجبهة الثورية السودانية، جناح السلام، كما غاب حزب الرئيس مجهول الاسم والمكون من الرباعي، وزير دفاعه ورئيس جهاز أمنه وراعي ميليشياته الامنية ومسؤول مفتاح خزينته المالية، مالية الدولة، هو غير معلوم وبالطبع ليس هو وزير المالية..

    ذلك مظهر من مظاهر رسم اللعبة بالبلاد، جاء تحت اي عنوان، فيه رئيس الجمع، محط اشكاليات البلاد ومأزقها الراهن كرس او مثل دور الرئيس، المعلم، الاستاذ الديكتاتوري امام تلامذة في احدى الفصول التوجيهية، قام بتوزيع فرصة او فرصتين لاصحاب «النعم»، بعدها حدد خطوطه الحمراء والزرقاء، التي ينبغي عدم الخروج عنها لوطن امتلكه، وبتوجيهات ديكتاتورية فرعونية صارمة عنيفة، ليطوي بعدها جلسات الخواء الوطني في عملية دراماتيكية تنفع لفصل من فصول مسرح الشارع، الثابت فيها ان رئيس البلاد غير معني البتة بشؤون البلاد التي لا تدخل ضمن اجندته الا بقدر استفادته منها. حصانة للحماية ومال للفساد ومكابرة في الخطيئة، غير عابئ بأي قيمة انسانية او سياسية او قانونية او دستورية او اخلاقية في البلاد السودانية.
    ان مسرحية الحوار الوطني الجارية ما هي الا فصل من فصول شرعنة الاحتكار للدولة، شأنه شان ترشيح الرئيس لذاته وتماديه في اجراء انتخابات اقرب الى ملء الفراغ لحاكم عاطل عن العمل، ليس له جديد يضيفه الا المزيد من انتاج عقل الفشل، والادهى مؤتمر الرئيس، المُعلم الديكتاتوري وتلامذته، ينتظر فيه قوى المعارضة الوطنية للانضمام، داعيا لجنته الحسابية المعروفة بـ «7+7» للذهاب الى العاصمة الاثيويبة، اديس ابابا، لاقناع قوى المعارضة العسكرية والمدنية التي تشكلت، في نقلة وتحديث سياسي عبر «اعلان باريس»، يمكن ان يشكل، مدخلا لصياغة المطمح الوحدوي القومي الطوعي وبالمرة خطوة استباقية لرسم ملامح المشروع الوطني عبر كتلة وطنية تاريخية، سوف تذهب بالرأس المتعالي في الدولة الى مقصلة العدالة، اراد ام لم يرد.
    مما سبق، كان طبيعا ان يحدد الديكتاتور اهم خط احمر لتلامذته،

    هذا الخط الاحمر العريض والخطير يتمثل في قوى «اعلان باريس»، التي اصبحت مرجعية وطنية قد تؤسس للدولة السودانية من جديد، عبر حل كل اشكالياته البنيوية، واهمها بنية السلطة والبحث عن مشروعيتها وشرعيتها التي يجب ان تقع. والمؤسف عند تحديد خطورة هذا الحلف انه اعتمد على معلومات استخباراتية مضللة تقدمها اجهزته في الحكم لا نعلم عن قصد او غير ذلك، جاء ذلك في قوله ان وراء اتفاق باريس بين الجبهة الثورية والسيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي كان هناك «اسرائيلي»، بدون ان يسأل نفسه هل يحتاج المهدي لاسرائيل لكي يلتقي قوى وطنية من بلاده، او العكس. يضاف الى ذلك التبرع في كشف معلومات قال انها خطيرة امام جمعيته للحوار، المخصصة حول اجندته الشخصية، عوض اجندة الوطن المعلومة، وان قوى اعلان باريس تسعى للسيطرة على مدينة «الفاشر» غرب البلاد، واعلانها عاصمة وتنصيب المهدي رئيسا فيها، يقول ذلك وان قوى الجبهة قررت، وقف الحرب في الاطراف، وهدفها موقع حكمه مباشرة ومعنية بالخرطوم فقط لا غيرها من مدن السودان الاخرى وذلك لتحرير البلاد من الاستعمار الاسلاموي الداخلي واستعادة الدولة.

    ٭ كاتب سوداني مقيم في لندن

    محجوب حسين٭
                  

11-10-2014, 03:03 PM

صلاح حمد
<aصلاح حمد
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 989

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: الكيك)

    Quote: وان قوى الجبهة قررت، وقف الحرب في الاطراف، وهدفها موقع حكمه مباشرة ومعنية بالخرطوم
    فقط لا غيرها من مدن السودان الاخرى وذلك لتحرير البلاد من الاستعمار الاسلاموي الداخلي واستعادة الدولة.

    ٭ كاتب سوداني مقيم في لندن

    محجوب حسين٭
                  

11-11-2014, 05:28 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان اصبح رهينة البشير ..اعلامى من قناة الجزيرة ..يفتح النار (Re: صلاح حمد)

    152530.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

11-11-2014, 06:09 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قطر (خلاص فتحت) للبشير والحشاش املا شبكتو!! (Re: الكيك)
                  

11-24-2014, 04:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قطر (خلاص فتحت) للبشير والحشاش املا شبكتو!! (Re: هشام هباني)

    الانتخابات والفراغ الدستوري المزعوم .. !!بقلم: نور الدين عثمان
    الأحد, 23 تشرين2/نوفمبر 2014 19:50
    منصات حرة
    * مفوضية الانتخابات هي النموذج الامثل لجسم يتم تحريكة بالتعليمات وحمرة العين ، لكم ان تتخيلوا بعد ان فشلت كل الجهود لانجاح عملية تسجيل الناخبين المضروبة في الاساس ، ان تقوم مفوضية الانتخابات الحكومية بزيادة عدد 1.7 مليون ناخب وتزعم ان هذا العدد هو حصيلة تسجيل هذه الجولة التسجيلية وبهذا يصبح العدد الكلي 13 مليون ناخب لهم سجل انتخابي دائم ، يعني قاموا باضافة 11مليون ناخب من الدفاتر القديمة باعتبار انهم مسجلون في الاساس وهذه والله العظيم مضحكة ما بعدها مضحكة ، وتناست المفوضية ان اضعاف هذا العدد غادروا البﻻد من تاريخ الانتخابات المخجوجة الاخيرة ، يعني بكل الحسابات ﻻيمكن حل معادلة المفوضية المشاترة .. !!


    * لم يتوقف الامر فقط باضافة اعداد وهمية جديدة لاعداد وهمية قديمة ، بل اصبحت المفوضية تقدم النصح الديمقراطي وتتحدث عن حدوث فراغ دستوري في حالة عدم قيام هذه الانتخابات في موعدها ، وقالت ان هذه الانتخابات محددة على ضوء دستور 2005م وليس عبطا ، وتناست المفوضية ان دستور 2005م ذات نفسه اصبح غير دستوريا بعد انفصال الجنوب ، وتناست ان دستور 2005 م هذا ينص على الحريات السياسية والاعﻻمية ولكن الحكومة ﻻ تنفذ هذه البنود وتصادر الصحف وتعتقل الناشطين وتمنع قيام الندوات السياسية كما تمنع حتى منح التصاديق لقيام ندوات ، هذا ما نسميه التﻻعب بعقول الناس ، ولكن والحمد لله ليس لنا قنابير في رؤوسنا لنصدق هذه التخريفات الفطيرة ، وليس من الاخﻻق الاصرار على تنفيذ بعض بنود الدستور وتجاهل البنود الاخرى ، الدستور كتلة واحدة يجب ان يحترم كامﻻ او يلغى كامﻻ ، ولن تصبح هذه الانتخابات دستورية وشرعية حتى لو اصبح الاصم سميعا و ولج الجمل سم الخياط ، فالبﻻد تعيش في فراغ دستوري منذ انقﻻب الإنقاذ الذي صادر الحريات واستلم السلطة بقوة السﻻح ..

    !!
    * ثم لنا ان نسال المؤتمر الوطني ، الا يكفيه كحزب كل ما ياخذه من اموال الدولة ومن استغﻻل مباني الدولة ، حتى ياتي ويصرف المزيد من هذه الاموال ليثبت ديمقراطيته المزعومة عبر انتخابات مضروبة ، يعنى حتى مساحيق التجميل يدفعها هذا الشعب المسكين ، لكم ان تتخيلوا مبلغ 800 مليون جنيه كتكلفة اولية للانتخابات وضعتها مفوضية الانتخابات التي تدعي القومية ، وهذه الاموال سيدفعها المواطن المسكين من عرق جبينه غصب عنه وبالقوة ، فالامر والنهي واصدار صكوك الصرف بيد المؤتمر الوطني الواحد الاحد الذي ﻻ شريك له في حكم البﻻد ولن يكون له شريك ، طبعا الفاس وقع في الراس وستصرف هذه الاموال ولن نستطيع ايقاف ضياعها في الفارغة ونحن في اشد الحاجة اليها في كل المجالات صحة وتعليم وخدمات ولكن سنظل نردد ﻻ حل الا بمرحلة انتقالية تفكك خﻻلها دولة الحزب الواحد وكفى .. !!
    مع كل الود
    صحيفة الجريدة
    نورالدين عثمان
                  

11-30-2014, 05:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قطر (خلاص فتحت) للبشير والحشاش املا شبكتو!! (Re: الكيك)

    لم يبقِ العَار مُزعة لحَم في وجُوهِنا! .. ب

    قلم: فتحي الضَّـو طباعة


    الخميس, 13 تشرين2/نوفمبر 2014 11:02

    mailto:[email protected]@hotmail.com
    ما الذي جرى لنا.. ما الذي أصابنا.. بل ماذا دهانا.. هل وصلت بنا اللا مبالاة إلى هذه الدرجة التي تدعو للرثاء؟ هل هو انكسار ينعي إنسانيتنا أم خنوع دخل في قاموس الأمة التي طالما افتخرت بقيم الشجاعة والبسالة والشهامة؟ هل فعلاً أعاد الأبالسة صياغتنا بمثلما نطقوا وخططوا ونفذوا كالنازيين؟ لماذا صارت الدهشة رد فعلنا الوحيد أمام مصائبنا التي تكاثرت وصارت كالموج يدفع بعضه بعضاً. ما أن تتلاشى واحدة حتى نعود لممارسة ذات الدهشة البلهاء مع موجة أخرى؟ ما الذي جعل العُصبة الحاكمة تستمرأ فينا أفعال السوء بكل أشكالها وموبقاتها حتى لم تُبقِ لنا مُزعة لحم في وجوهنا نقابل بها وجه هذا الوطن الرؤوم؟ كيف لا ندرك بعد أن تكسرت النصال على النصال، أن ما تقوم به العصبة من جرائم وخطايا هو عمل ممنهج القصد منه تدمير السودان بما فيه ومن فيه. وإذا سأل سائل عن الغرض، ستجيبه عِبَر التاريخ التي لا يتعظ بها الغافلون، وستقول إن الأنبياء الكذبة استنسخوا تجارب الأمويين والعباسيين والتتار، وأن الذين اندهشوا لممارسات وأفعال داعش في بلاد الشام والرافدين، تناسوا سابقتها في بلاد السودان. لم يجتهد نافع علي نافع كثيراً، ولم يتطلب الأمر منه شيئاً سوى تحضير روح أبي العباس عبد الله بن محمد أول الخلفاء العباسيين، الذي اعتلى المنبر يوم توليه وخطب في الناس خطبته الدموية وختمها بقوله «وأعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منا حتى نسلّمه إلى عيسى بن مريم عليه السلام» وعندما يقول علي عثمان طه يوم الخميس الماضي في نادي الشرطة، بعد حصاد ربع قرن في دولة المشروع الحضاري «إن إقامة الدولة الإسلامية لا يعني نهاية الجوع والوصول للرفاة» هل يظنن أحد أنه نقص حرفاً مما نطق به يزيد بن معاوية يوم جاءته الخلافة تجرجر أذيالها؟ إننا يا سادتي أشبه بمن دخل دهليزاً وأغلق الباب على نفسه ووضع المفتاح في جيبه في انتظار أن يُفتح له الباب من الخارج!
    (2)
    نعيد قراءة الحدث للذين قرأوا ولم يبالوا، أو الذين قرأوا وهم لاهون، أو حتى الذين قرأوا وتوسدوا أحزانهم وهم غير ملومين. خبر طاف الدنيا في لمح البصر لأنه يُعد بكل المقاييس من الأخبار التي تزلزل الضمير الإنساني، لأنه عرف ويلاتها وذاق مرارتها وأدرك مالآتها، حدث ذلك بعد أن تواترت أنباء باغتصاب نحو 200 إمرأة، بينهن متزوجات وبنات يفع وأطفال قُصر في قرية (تابت) وكالعهد بنا أخرج كل حزب وتنظيم ما في كنانته من بيانات الشجب والاستنكار، كأننا في مباراة لتأكيد الذات الوطنية. حدث بالقطع لم تشهد الدولة السودانية له مثيلاً إلا في ظل العصبة نفسها التي كررت ما فعلته في مدرسة طويلة الثانوية بنات العام 2004 وما ظل مستمراً بين الفينة والأخرى. وقد أعاد للأذهان أيضاً ما فعله التتار ببغداد بعد استباحتها، وما أقدم عليه الصرب في البوسنة بعد تواطؤ القوات الأممية، وما فعله الهوتو بالتوتسي في رواندا على غفلة من المجتمع الدولي. فنحن في دولة الأبالسة بتنا لا نبحث على الأمثال من كثرة ما تناوبت علينا البلايا ونحن صامتون. وطالما الشيء بالشيء يذكر، خرج بالأمس مئات الآلاف من الهنود للاقتصاص لبنت لقت حتفها بعد أن اغتصبها ستة من البلطجية، ولم يعد المتظاهرون لمنازلهم إلا بعد أن أخذت العدالة مجراها ومرساها. وتلك قصة أعادت لنا حمية المعتصم بالله (أبو اسحق محمد بن هارون الرشيد) التي اشتعلت فجيش جيوشه واتجه صوب عمورية بعد أن استغاثت به إمرأة من بني هاشم لطمها رجل من الروم، أي أنه لم يغتصبها كما هو حال نسائنا وفتياتنا، اللائي بحت أصواتهن وهن يستغثن بمعتصمٍ خرُس لسانه، واستغشى ثيابه حتى لا يسمع أنينهن ولا يرى خيبته في وجوههن!
    (3)
    ما الذي حدث؟ تقول الروايات التي ثبتت من كثرة تداولها، إن قوة عسكرية أعادت لنا سيرة (حملة الدفتردار الانتقامية) دخلت قرية تابت مساء يوم 31/10/2014 بذريعة البحث عن جندي مفقود، وعلى مدى تسع ساعات قضتها عاثت في القرية فساداً، ثمَّ انسحبت فجر اليوم التالي مُخلِّفة وراءها الضحايا المغتصبات وأحزانهن والعار الذي سارت به الركبان. وبعد يومين يعود قائد القوة العسكرية الرائد سعد عبد الكريم ليقدم اعتذاراً، كأنما الذي حدث كان نزهة للترويح عن النفس. هنيهةً وطرق الموضوع أبواب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (اليوناميد) فتحركت قوة منها حاولت الوصول للقرية، إلا أن السلطات العسكرية منعتها من مباشرة مهمتها، فعادت لموقعها. وكالعهد بها لجأت لوسيلة العاجز وأصدرت بياناً وضَّحت فيه المنع وملابساته. لكن خبراً كهذا لا يمكن أن يظل رهين المحبسين، الجدران والصدور. فعلى عكس ما عملت سلطة الدفتردار بغية محو آثار العدوان، انتشر الخبر وسرى في أركان الدنيا الأربعة، فالتقطته بعض الدوائر الرسمية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي تقف بالمرصاد لنظام جُبل على ممارسات السوء. وفي نفس الوقت كان الأنبياء الكذبة قد شرعوا في تفعيل آلياتهم المعروفة في الفهلوة والتجديل. وفي يوم 9/11/2014 أي بعد نحو تسعة أيام من الواقعة، اتفقوا مع مجموعة أخرى من قوات اليوناميد تحت غطاء السماح لها بتقصي الحقائق، أي حتى يقال إنهم من الذين يسمعون القول ويتَّبِعون أحسنه!
    (4)
    دخلت بعثة اليوناميد القرية وانتشر أفرادها، ولكن في معية كل منهم خمسة أفراد من العسكريين، بينهم واحد من جهاز الأمن وآخر من الاستخبارات، وإمعاناً في الشفافية كان الأخير يحمل كاميرا لتصوير المُستطلعين، ربما للذكرى والتاريخ! عندئذٍ كان من البديهي أن يلتزم الضحايا الصمت خشية مزيد من الكوارث التي لا يُخاف عُقباها. على إثر ذلك خرجت البعثة الأممية ببيان هزيل لم يقنع حتى رئاستها في نيويورك، حيث قال جاري كوينلان رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر «إن زينب بانجورا ممثلة الأمين العام المختصة بالعنف الجنسي في مناطق الصراعات، وعدداً من أعضاء مجلس الأمن، أبدوا قلقهم إزاء تواجد جنود سودانيين أثناء استجواب ضحايا الاغتصاب» وتعلمون أن محصلة كهذه تعد من المسلمات التي لا تحتاج (لدرس عصر) كما نقول في عاميتنا الدارجة. ولكن دعني أقول لك ما هو أكثر إيلاماً – أيها القارئ الصبور – إن هذا التضارب والتذبذب والتناقض ليس بجديد في سيرة بعثة حفظ السلام الهجين، فذلك مجرد غيض من فيض، فقد غمرتنا البعثة بفسادها المتجذر في أركانها حتى لم يبق من درنها شيء، وهو الفساد الذي كشفت نذراً منه السيدة عائشة البصري، والمحزن أن موقفها هذا لم يجد منّا التقدير اللائق، ولكن تلك قصة نرجئها لمقال آخر حتى لا نكثر على القراء تقليب المواجع. على كلٍ بعد تسعة أيام جفَّ فيها الضرع والدمع والماء المهين، ختم (الناكر الرسمي) الصوارمي خالد سعد بضخ أكاذيبه التي ألفتها الأذن حتى حفظناها عن ظهر قلب، فلم يكن منظوراً منه غير النفي المعتاد.. وكالعادة دون أن يطرف له جفن!
    (5)
    هذه جريمة شنعاء تعد من أبشع الجرائم اللا إنسانية. فهي لا تكتفي بحيونة المرأة، وإنما إذلالها ببذر كائن غريب في رحمها لتحمله وهناً على وهن وهي كارهة له. هل ثمة شعور أقسى من ذلك؟ هل تخيل أحدنا نفسه مكان ذاك الأب الذي أُقتيد عنوة ومن ثم اغتصبت بناته أمام ناظريه؟ هل استشعر أحدنا توسلات تلك الطفلة للوحوش بأن يتركوها لأنها يتيمة؟ هل أدركنا كيف يكون الانكسار الذي سيتبع الضحايا كظلهم حتى يوم يقبرون؟ إذن ما جدوى الحياة؟ ولكن لأن الحائط المائل لا يسقط فجأة، هل أقول جزى الله الشدائد عنَّا كل خير، فلربما ذكَّرنا ما حدث بضرورة تسمية الأمور بمسياتها الصحيحة، التي تُوجه فيها أصابع الاتهام لموضع الداء دون تلجلج أو تلكَّع أو مداراة. أليس رئيس الدولة السنيَّة وحامل أوزار النظام هو من أعطى الاغتصاب معنىً مغايراً، وقال إنه شرف ينبغي أن تتباهى به نساء الإقليم المنكوب؟ لم ينفطر قلبه عليهن من حرب ثكلن فيها الزوج والإبن والأخ والعم والخال، ولم تدمع عينيه وهن يرزحن في معسكرات الذل والهوان عاماً بعد عام. ومن عجبٍ هو ذات الرئيس الذي وقف متنبراً وقال بالنص «أحسن يسمعوها مني مباشرة.. أنا قاعد رئيس ما في قوات أممية بتدخل دارفور.. لأنه أنا أسهل لي مليون مرة أبقى قائد للمقاومة في دارفور ضد القوات الأجنبية ولا رئيس جمهورية» فتأمل سيرة من أصبح مسليمة مجرد تلميذ صغير في مدرسته!
    (6)
    صفوة القول دعونا نخلص إلى مباديء نسوقها بأضعف الإيمان لعلها تكون ترياقاً للجرح النازف:
    أولاً: نقول للذين برعوا في إصدار بيانات الشجب والاستنكار ذلك يكفي. فالمسألة أكبر من أن تصبح مزاداً في مضمار الوطن والوطنية. وإذا كان المقصود بها مخاطبة الرأي العام السوداني، فالرسالة قد وصلت، وجزاكم الله عن المكلومات خير الجزاء، وليت الأمر بعدئذٍ ينتقل من دوائر التنظير إلى دوائر التفعيل!
    ثانياً: عوضاً عن ذلك لعل الحادبين يعمدون إلى مخاطبة المنظمات الدولية بمذكرات ضافية، وعلى رأسها الهيئة الأممية، ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان، والمنظمات الإقليمية كالاتحاد الأفريقي ومنظمة دول الإيغاد والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وكذا الاتحاد الأوروبي وتحديداً دول الترويكا، وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا، للنهوض بموقف دولي حازم، لا يتمثل في القيام بتحقيق تتوفر فيه عوامل النزاهة والاستقلالية والشفافية فحسب، وإنما ينحو إلى معاقبة فجور النظام وتماديه في إنتاج الخطايا حيال الشعب السوداني!
    ثالثاً: ليس صدفة أن السيدة عائشة البصري التي صوبت سهامها مباشرة نحو فساد قوات حفظ السلام العاملة في السودان، وفرت لنا فرصة تاريخية بحيثيات تستطيع القوى السياسة المعارضة النهوض بها إن شاءت تسجيل مواقف تزيح عنها عبء الركود والعجز واللا مبالاة!
    رابعاً: لا يخفي على أي مراقب أن الحادثة مهدت الطريق نحو المحكمة الجنائية لمزيد من شد الأنشوطة حول رقاب أركان النظام وعلى رأسهم رئيس النظام!
    خامساً: علاوة على ذلك أمام الحركة الشعبية قطاع الشمال، وكذا الجبهة الثورية فرصة أخرى، يمكن استغلالها لوضع حد لعبث واستهتار النظام بمصائر الشعب السوداني، ذلك ما يمكن أن يتأتى عبر تعليق المفاوضات التي من المنظور أن تبدأ اليوم مع الأولى في أديس أبابا برعاية تامبو أمبيكي رئيس لجنة الوساطة المكلفة من الاتحاد الأفريقي، أو تلك غير المباشرة مع الثانية، وإلا فإن مضيهما في هذا الطريق سيعد مخاتلة وخنوعاً إن لم يكن مباركة لجرائم الاغتصاب!
    سادساً: في تقديري يجب الانتباه للتوابع التي تلت الزلزال. فنحن نخطيء كثيراً عندما نقول المغتصابات الدارفوريات، إذ إنهن سودانيات في المقام الأول بحكم الهوية القومية التي لا تمنحها دارفور بالهوية الجغرافية. فتلك من ترهات النظام الذي يجد في القبلية والجهوية والمناطقية ملاذاً لهدف يضمره في أجندته الخفية كما تعلمون!
    سابعاً: بنفس القدر نقول ليت المنظرين يكفون عن ترديد ما نضح به قاموس النظام في تقسيم جغرافيا السودان بين مركزٍ وهامش، ففي ظل الدمار الشامل الذي لم يستثن شبراً، تصبح هذه المصطلحات غير واقعية بل ليست بذي جدوى، هذا إن لم نقل إنها ترمي في اتجاه تغذية مسارات التفكيك المحدقة بالوطن، سيَّما، وأن البعض بدأ يجنح عنوة إلى تحميل الشعب كله أوزار العصبة وهم براء. لكن تبعاً لذلك لو شئنا تصحيفاً لتلك المصطلحات، فلا بأس من تلبيس السلطة صفة المركز طالما أن أبناء وبنات الشعب (الفضل) ظلوا في هامشها يدورون!
    ثامناً: لقد قتلت الديكتاتوريات الحس الوطني فينا أو تكاد، ومع ذلك لن نكون ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم. فما جدوى القلم إن لم ينزف دماً كذاك الدم المهراق، وما جدوى الكتابة إن لم تكن ممزوجة بعرق الكادحين والبؤساء والمساكين، وما جدوى الحديث إن لم يكن معطوناً بمحنة وطن ومعجوناً بمأساته... فيا ويح قلبي وقلمي معاً، إن كانت تلك صرخة في وادٍ بذي قفر!!
    آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!
    ////////////



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de