|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
ود المبروك اشواقى ياصديق و برضو عبر نافذتك للصديق البروف عبدالله على ابراهيم وياصاحب شفت كيف الزمن دوار اصحابك ودالفكى ولبيد بدرالدين اضحو مغتربين في دولة قطر والالفا بتاعهم حمزة بلول ودا طبعا ببركات سيدى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: بدر الدين الأمير)
|
كتب بدر الدين الامير ...
Quote: ود المبروك اشواقى ياصديق و برضو عبر نافذتك للصديق البروف عبدالله على ابراهيم وياصاحب شفت كيف الزمن دوار اصحابك ودالفكى ولبيد بدرالدين اضحو مغتربين في دولة قطر والالفا بتاعهم حمزة بلول ودا طبعا ببركات سيدى |
: يا امير ليك الوحشات والله ... وتحاياك للبروف تصله في ميسوري حيث يقيم .. كتابة طاعمة كما سنرى من الحلقات التي سأنزلها تباعاَ .. فعلا زمن مرّ سريعا وفي عجل و "دارات دورة الايام ونحن مع الزمن اغراب " في قول البلابل ! بركات السيد لاحقة .. واصلة .. بعثرت القافلة شذر مزر .. تحياتي لمغتربي قطر ودالفكي ولبيد وحكم والألفة بلول ولمرشد الفصل والحكايا .. حضرة جنابك !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: أحمد الشايقي)
|
Quote: شكرا للمقال الثر
نتابع
أحمد الشايقي |
الشايقي يا هلا ومرحب بيك وتسلم الف على المرور والمزيد من سلسلة البروف في الطريق .. اهو ننشط حضورنا في البورد بالعودة لمنابع الإتحاديين الأولى .. تحياتي وعلّك بالف خير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
عزيزي محمد الأمين مبروك تحياتي في فبراير الماضي قابلت الكاتب السوداني مصطفى مبارك الذي درس مع (أبوذكرى) وزامله في الجامعة والعمل بمصلحة الثقافة وابتعثا سوياً لدراسة الفلكلور برومانيا لكن (أبو ذكرى) قطع بعثته وذهب لموسكو لدراسة الأدب الروسي . أكمل كلاهما دراسته فوق الجامعية .وفي عام 1989م كانت حادثة سقوط (أبو ذكرى) من الطابق الثالث عشر بنزل اكاديمية العلوم السوفيتية قسم الاستشراق حيث كان يسكن.هذا السقوط الذي عده الكثيرون انتحاراً قال عنه مصطفى مبارك أنه ليس انتحاراً. قال مصطفى إنه رأى إبان ملازمته لأبي ذكرى انه يصحو من نومه وهو مصاب بحالة توهان لايعرف فيها الاتجاهات ولا يستطيع خلالها الخروج من باب الغرفة. ويعتقد مصطفى ان أبا ذكرى مات وهو مصاب بتلك الحالة الغريبة. كرر أمام مسامعي أكثر من مرة قوله : أبوذكرى لم ينتحر.أبو ذكرى لم ينتحر. طلبت منه أن يجري معي مقابلة بهذا الشان يطرح فيها تصوره لحالة موته ووعد بذلك. لكنه سافر للدوحة ووعده لا زال قائماً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: عزيزي محمد الأمين مبروك تحياتي في فبراير الماضي قابلت الكاتب السوداني مصطفى مبارك الذي درس مع (أبوذكرى) وزامله في الجامعة والعمل بمصلحة الثقافة وابتعثا سوياً لدراسة الفلكلور برومانيا لكن (أبو ذكرى) قطع بعثته وذهب لموسكو لدراسة الأدب الروسي . أكمل كلاهما دراسته فوق الجامعية .وفي عام 1989م كانت حادثة سقوط (أبو ذكرى) من الطابق الثالث عشر بنزل اكاديمية العلوم السوفيتية قسم الاستشراق حيث كان يسكن.هذا السقوط الذي عده الكثيرون انتحاراً قال عنه مصطفى مبارك أنه ليس انتحاراً. قال مصطفى إنه رأى إبان ملازمته لأبي ذكرى انه يصحو من نومه وهو مصاب بحالة توهان لايعرف فيها الاتجاهات ولا يستطيع خلالها الخروج من باب الغرفة. ويعتقد مصطفى ان أبا ذكرى مات وهو مصاب بتلك الحالة الغريبة. كرر أمام مسامعي أكثر من مرة قوله : أبوذكرى لم ينتحر.أبو ذكرى لم ينتحر. طلبت منه أن يجري معي مقابلة بهذا الشان يطرح فيها تصوره لحالة موته ووعد بذلك. لكنه سافر للدوحة ووعده لا زال قائماً. |
--في البداية تحياتي لك دكتور بشرى الفاضل واسعد الله مساءك ! وما تفضلت بذكره هنا عن حادثة الشاعر المرهف عبدالرحيم ابوذكرى يناقض ما اتفق عليه اغلب المهتمين بأن ابا ذكرى انما "استبق القدر" وارتحل منتحرا والرواية المشهورة هي : توفي د. عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم أبو ذكرى بتاريخ 16 أكتوبر 1989م في صباح لم تستبن ملامحه بعد إذ ألقى بنفسه من شرفة شقته التابعة لأكاديمية العلوم السوفيتية و التي كانت تطل على شارع استروفياتفا من الطابق الثالث عشر وكان سقوطه و ارتطام جسده عنيفاً بين الرصيف والأعشاب على جانب الطريق ... : ما ذكره مصطفى مبارك يعد رواية جديدة ذات مصداقية ومصدرها -كما تفضلت - كان ملازما لأبي ذكرى تلك الايام ! نأمل ان يتم وعده معك وان نسمع منه تصوره لما حدث .. رغم ان "إنتحار ابو ذكرى" صار الى نادرة ثقافية اريق حولها وعنها حبرُ كثير ! : تحياتي لك مجددا .. سعيد بمرورك الأنيق !--
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
نواصل --ربما اختلس علي الشيخ البشير نظرة عجلى وبفمه ماء إلى العلم السوداني غض القماش والذي لم يرفرف لغير 24 ساعة من الزمان. فلربما أراد أن يكحل عينيه بهذا الذي: كنا ننميه سراً في جوانحنا حتى استحال إلى الإجهار والعلن أو كما قال الأستاذ علي نور شاعر مؤتمر الخريجين. ولم نزل بحاجة إلى علم أوفى بكيف تعلق قلب علي الشيخ بالوطن وكيف رف هذا العلم بالذات في خاطره قبل أن يستحيل حقيقة فوق سارية عنت له رقاب أعلام استعمارية انطوت بعد عتو وارتحلت بعد إثقال. نعرف أن علي الشيخ من أسرة من غمار الناس من شندي. و تعلم بمدارس المدينة حتى الوسطى ثم ارتحل إلى الخرطوم بحري التي ربما سبقه إليها والده أو الأسرة. وعمل بمصلحة حكومية ربما كانت هي المصلحة الطبية. ثم ولع بالوطن. والتحق بشباب حركة الأشقاء. وكان في طليعة التظاهرات ضد قيام الجمعية التشريعية في 1948. فأعتقلوه وحكموا عليه بالسجن شهوراً. وخرج من السجن ليتفرغ للعمل الوطنى كسجية جيله. وقرر في عاقبة يوم الاستقلال أنه ربما كان من الخير له أن يختم حياته وقد استوى العلم الحلم وأفرد جناحاً أنيقاً على سماء البلاد.كانت رحلة الرجل من الحلم إلى الموت قصيرة جدا. ومات وبفمه ماء. -
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
جاء كتاب الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه " الحركة السياسية السودانية" بأفضل سياق سياسي لبروز علي الشيخ كعنصر قيادي في حركة الأشقاء. فقد أطل اسمه أول مرة في سجل التاريخ في حيثيات انقسام حركة الأشقاء إلى جناحين: جناح الزعيم الأزهري وجناح السيد محمد نورالدين في 11 يوليو 1951 . ووقف علي الشيخ بجانب نور الدين بصورة صميمة ومستقيمة. ففي ذلك اليوم فصل الأزهري الأستاذ المهندس خضر عمر من منصبه كسكرتير للحزب بل ومن عضويته كذلك. واستند الأزهري في قراره إلى حق الرئيس في الأحزاب الديمقراطية في التخلص من الناشزين من معاونيه. وفي 14 يوليو حل السيد يحي الفضلي محل خضر عمر سكرتيراً للحزب. واستدعى الحزب خضر عمر للمثول أمام مجلسه الأعلى للنظر في مدى استمراره بالمجلس الأعلى للحزب وعضويته. وبارك المجلس خطوة رئيسه وقال إنه لا وجه لخضر عمر ليحتج عليها لأنه سبق له استخدام سلطة الرئاسة هذه حين فصل المعاندين له من الحزب. وقال المجلس إن خضر عمر نفسه، حين أناب عن الأزهري خلال سفرة له إلى القاهرة، فصل السيد أمين المرضي سكرتير شباب الأشقاء والسيد محمد عبد الجواد سكرتير الأشقاء ببورتسودان استجابة لرغبة السيد محمد نورالدين والسيد أحمد عبد الله أرباب قطبيّ الحزب. وزاد المجلس بأن حمّله تبعة الركود في نشاط الحزب وسيادة روح الانحلال والفوضى. كما أخذ عليه نشاطه المعادي للأزهري والتكتل ضده. كما نقده في اتصاله ونور الدين بقيادات مصرية والاتفاق معها على خطط معلومة بمعزل عن الحزب. وقيل إنه، في سياق تكتله ضد الأزهري، اجتمع بمندوبيّ مؤتمر لجان الأشقاء الفرعية الذي انعقد في عيد الفطر بحضور السادة أحمد خير وحسن أبو جبل وعثمان خاطر وهاجموا الأزهري ومجلس الحزب الأعلى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
وقصة نزاع خضر عمر ويحي الفضلي في حزب الأشقاء قصة طويلة ومحزنة. فقد بدأت بزمالة وثيقة ثم انتهت إلى خصومة القت بظلها العكر على الحزب لزمن طويل. فقد جاء عند الأستاذ على حامد في كتابه "صفحات من تاريخ الحركة الوطنية السودانية" أن خضر عمر انضم إلى حركة الأشقاء بسنجة التي عمل بها مهندساً بالري السوداني بعد تخرجه من كلية غردون. وجاء إلى الخرطوم بعد استغنائه عن العمل بالري وباشر عمله الهندسي من مكتب صديقه يحي الفضلي. وكان يحي هو الذي رشحه لسكرتارية الأشقاء برغم اعتراض البعض في قول السيد أحمد محمد ياسين في كتاب مذكراته. وربما كان ذلك لميله اليساري كما قال علي حامد. ولم يتأخر خضر عمر لحظة واحدة لتغيير حركة الأشقاء منذ تسلمه عنان قيادتها. فقد نادى أول من نادى بضرورة وضع برنامج للأشقاء. واتفق في ذلك مع جماعة من أصدقائه وهم عبد الرحيم أحمد ومن كانوا يجتمعون به به بمنزل بحي العمدة بأم درمان، هو منزل علي حامد، لمناقشة تفاصيل البرنامج. وقال صاحب المنزل، على حامد، إنه انضم إلى خضر خلال هذه الهمة جماعة من ذوي الميول اليسارية مثل حسن أبو جبل وعبد الرحمن حمزة وأحمد عبد الله المغربي وعبد الرحيم أحمد وميرغني علي مصطفى وأحمد محمد خير ومحجوب محمد عبد الرحمن وخططوا لإنقلاب يساري داخل الحزب. ونتيجة لهذا الحشد أصبح خضر عمر سكرتيراً للأشقاء ودخل لجنة الحزب من شيعته عبد الرحمن حمزة وحسن أبو جبل وأحمد عبد الله المغربي وعثمان خاطر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
وأول ظهور نجم على الشيخ في سماء الأشقاء كقائد وصحفي كان بعد انقسام الأشقاء الذي تأسس عن ضيق الأزهري بخضر عمر وفصله عن الحزب كما رأينا. واحتج نور الدين على فصل خضر عمر واجتمع عليه نفر كثير كون بهم جناحه للأشقاء. وكان على الشيخ بينهم. بل كان في طليعتهم. فقد اختاره نورالدين ليرأس صحيفة "الأشقاء" التي طرد منها السيد محمود الفضلي رئيس تحريرها الذي هو من شيعة الأزهرى. ولم يصدر من جريدة أشقاء نور الدين سوى عدد واحد. ولم ير هذا الوحيد حتى نور التوزيع. فأصبح علي الشيخ بذلك رئيس تحرير ليوم واحد مما سنفصله في باب تال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
Quote:
وأول ظهور نجم على الشيخ في سماء الأشقاء كقائد وصحفي كان بعد انقسام الأشقاء الذي تأسس عن ضيق الأزهري بخضر عمر وفصله عن الحزب كما رأينا. واحتج نور الدين على فصل خضر عمر واجتمع عليه نفر كثير كون بهم جناحه للأشقاء. وكان على الشيخ بينهم. بل كان في طليعتهم. فقد اختاره نورالدين ليرأس صحيفة "الأشقاء" التي طرد منها السيد محمود الفضلي رئيس تحريرها الذي هو من شيعة الأزهرى. ولم يصدر من جريدة أشقاء نور الدين سوى عدد واحد. ولم ير هذا الوحيد حتى نور التوزيع. فأصبح علي الشيخ بذلك رئيس تحرير ليوم واحد مما سنفصله في باب تال.
|
الأخ محمد أمين مبروك تحياتى
أزهرى (فصل) خضر عمر من سكرتارية وعضوية الحزب وخضر عمر (فصل) المرضى وعبد الجواد من الحزب ومحمد نور الدين (طرد) محمود الفضلى من رئاسة تحرير جريدة الأشقاء
الصراع الخلا داك فصل ودا طرد شنو !!!!1 مع أن الحالة الأخيرة تناسبها كلمة الإعفاء أو الفصل أما الأولى والثانية فيناسبهما الفصل أو الطرد !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: عبير خيرى)
|
Quote: الأخ محمد أمين مبروك تحياتى
أزهرى (فصل) خضر عمر من سكرتارية وعضوية الحزب وخضر عمر (فصل) المرضى وعبد الجواد من الحزب ومحمد نور الدين (طرد) محمود الفضلى من رئاسة تحرير جريدة الأشقاء
الصراع الخلا داك فصل ودا طرد شنو !!!!1 مع أن الحالة الأخيرة تناسبها كلمة الإعفاء أو الفصل أما الأولى والثانية فيناسبهما الفصل أو الطرد !!! |
الاستاذ نادر الفضلي .. تحياتي ورمضان كريم عليك والأسرة الكريمة ملاحظتك على هذا الجزء من نص بروف عبدالله ملاحظة شيقة واثارت عندي حاسة تقصي وهي ربما تقع في باب تفكيك النص وميول الكاتب وهو البروف عبدالله على ابراهيم وإليك اجتهادي -وليت البروف يكون في الجوار - حتى نسمع الغناء من خشم سيدو عندي ان استخدام البروف للكلمات بين الأقواس يقع تحت تفسيرين الأول: عناية الكاتب باللغة جعلته يتوخى عدم التكرار ..تكرار كلمة فصل فتوزعت بين (فصل) خضر عمر والمرضي وعبدالجواد و(طرد) محمود الفضلي .. تفاديا للتكرار ليس إلا ! الثاني : من سياق المقالات كلها فإن الكاتب ربما اشفق ومال الى جماعة بطل القصة وهو على البشير وخصوصا ان كتاب (الأزاهرة-جماعة الأزهري ) عند بروف عبدالله ملئ بالتجاوزات (راجع مقالاته عن مؤتمر الخريجين) وعليه وقع المجاهد الأكبر محمود الفضلي (كما يسميه الأشقاء) في قيد (الطرد) لا (الفصل) ولا ( الإعفاء ) ... وهذا محض اجتهاد مني مع خالص الود !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
-نواصل الحلقة الرابعة والأخيرة بعنوان : رئيس تحرير ليوم واحد : 4- رئيس تحرير ليوم واحد من رأي من فسروا انتحار علي الشيخ بناء على حياته الحزبية أنه شقي من إجراءيين في الحزب الوطني الاتحادي. فقد تنازل الحزب عن مبدا الوحدة مع مصر طلباً لإجماع الأمة. وهو المبدأ الذي ناضل الأشقاء للحرية من تحت رايته وفدوه بالنفس والنفيس ولا مس شغاف نفوسهم. وقبل محبو مصر في الحزب قرار الاستقلال على مضض وذرفوا الدموع في اجتماع انعقد مع الزعيم الأزهري لمساءلته عن خطه الاستقلالي. واحتقنوا من ذلك وباتوا على رأيهم حتى سنحت لهم سانحة التمرد على قيادة الأزهري لاحقاً فخرجوا عليه وتشقق الحزب. وكان علي الشيخ البشير من بين هذه الفئة التي هواها مع مصر بحكم أنه عضو أصيل في جناح الوكيل محمد نور الدين الذي انشق على زعامة الأزهري للاشقاء في 1951. وكون الأشقاء جناح نور الدين مؤتمر السودان في اجتماع بنادي الخريجين بالخرطوم كواجهة ينافسون به مؤتمر الخريجين الذي دان لأشقاء الأزهري وأصبح صورة أخرى لحزبهم. وتفرقت سبل الرجلين حتى أزفت بشائر الحكم الذاتي فسعت مصر لتجميع الفصائل الاتحادية في حزب واحد في نوفمبر 1952 بالقاهرة. وكان على الشيخ هو من مثَّل جناح نور الدين في مفاوضات الوحدة كما رأينا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: نادر الفضلى)
|
Quote: البروف عبد الله على إبراهيم مثله مثل دكتور فيصل عبد الرحمن على طه يتحدثا عن خلاف الأشقاء وما سمياه جماعة الأزهرى وجماعة نور الدين بما يوحى ويعطى إنطباعاً بتواجد جناحين إمتدا لسنوات وفى تكافؤ أدى لشرخ أثر سلباً عرقلة لمسيرة األأشقاء .. والواقع أن نمور الخلا لم تقوى على أسود البيت .. وهذا أيضا يمكن أن تستشفه من بعض ما تفضل من ذكر وقائع بروايته عن البطل على الشيخ .. ليتمعن القراء فى تفاصيل الرواية للوصول لما أعني. |
- مقتبس من تعليق نادر الفضلي عزيزي نادر ... سعيد بإفاداتك الفخيمة على متن الرواية وابطالها على البشير ومحمد نور الدين والأزهري والفضلي .. وكما ترى فإن قراءة التاريخ من زوايا مختلفة يمشهد مناظر مغايرة لكل ناظر .. وفي ذلك سنرى فيما تبقى من الحكايا كيف ان على البشير تناوشته كل هذه الصراعات في وجهها فأختار ان يعبر عن احتجاجه بروحه كما لا يفوتنا ان نقدر لبروف عبدالله عنايته بأخذ القصة من مصادر ذات ثقة .. وهو بذلك قمين : تحياتي والى بقية الحكايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
Quote: كما أننى ساعود أيضاً لأعلق كشاهد عيان أو ما علمته من مصادر موثوقة عن الجانب الإنسانى والإجتماعى بين هولاء الرواد الأجلاء حيث السرد التاريخى لوقائع خلافهم قد يوحى بقطيعة وعداوة دائمة، بينما الواقع غير ذلك.
كذلك عمن صنفهم محبى مصر ومنهم بطل القصة ومحمد نور الدين لإزالة أى سؤ فهم تجاههم من بعض معاصرينا من القراء الذين يسهل عليهم تعميم تنميط الأفراد بالعمالة والخيانة خاصة فيما يتعلق بمصر. فالرواية ذكرت إحتمالات أسباب إنتحار بطلها منها حبه لمصر، وأن نور الدين إختلافه مع الأزهرى من أجل حب الأول لمصر !
مع تقديرى لك وللبروف
- نادر الفضلى |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
- دلني السيد عبد الله عبيد على أن علي البشير كان من رواد نادي الخريجين بالخرطوم. بل كان هذا النادي هو الذي انعقد فيه تأبين المرحوم في يناير 1956 . ولما كان على الشيخ من سكان الخرطوم بحري وبوسعه الإنتماء إلى معقل الخريجين بالمدينة أو بشيخ أندية الخريجين بأم درمان لو شاء. ولم يستقم لي خيار على الشيخ إلا حين نظرت في ذيول صراع الأشقاء. فقد انتقل نزاع جناحي الأزهري ونور الدين إلى مؤتمر الخريجين. فرتب أشقاء الأزهري اجتماعات لهيئات المؤتمر الستينية في أغسطس 1951 تقدمت فيها اللجنة التنفيذية باستقالتها. واعتقد نور الدين أن جماعته الأقلية باللجنة هم من قصدتهم الاستقالة ليخلو الجو للأزهري لانتخاب لجنة جديدة تستبعد أنصار نورالدين. وكان ما حدث في اجتماع عاصف انسحب منه أنصار نور الدين بعد اعتراضات على حيادية الإجراءات. ولم يخرج نور الدين من النزاع بخفي حنين. فقد نجح أنصاره في السيطرة على نادي الخريجين بالخرطوم. فاجتمعوا وقرروا إلغاء مؤتمر الخريجين وقيام مؤتمر السودان بدلاً عنه. والمشاهد أنه قل اهتمامنا بتاريخ المؤتمر بعد تغلب الاشقاء على قيادته في 1944. فقد انفردوا به وصار بعض فضاءات صراعهم وأدواته. وتكوين مؤتمر السودان (وهو مؤتمر الخريجين جناح نورالدين) شاهد مغيب شمس المؤتمر في غيهب الأشقاء. وقد ادهشني بل وأزعجني أن مؤتمر الخريجين أصبح واحدة من الفصائل الاتحادية يقوم على أمره بينها السيد حسن طه. وجره الاتحاديون كهيئة اعتبارية لمباحثات وحدتهم في القاهرة في 1952. وقد أنب الضمير مبارك زروق ويحي الفضلي في البداية بأنه لا يصح ان يختلط المؤتمر، وهو هيئة تعليمية ثقافية، بالأحزاب.ولم يدم ذلك الأرق الأشقائي طويلاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
- بسط الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه في كتابه الرجيح "الحركة السياسية السودانية والصراع المصري البريطاني بشأن السودان" (1998) تحليلاً سخياً لمنشأ هذه النزاع تجاوز به كونه مجرد زحام على المناصب أو مما سولته لهم المطامع الشخصية. وجاء فيصل برواية أحمد خير التي طرحها بدار اتحاد طلاب كلية غردون في 5 أغسطس 1951. وقد أخذ احمد خير على الأشقاء عزلتهم (ومؤتمر الخريجين الذين سيطروا عليه) مما جعل الجماهير تنصرف عنهم. فقد غاب الحزب والمؤتمر عن حركة العمال والمزارعين والبوليس التي تصاعدت مطالبها وتحرطاتها فغط الساحة الي غاض عنها الأشقاء. كما ذكر استنكار الأشقاء لمظاهر الثراء التي ظهرت بوضوح على بعض قادتهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
- سنعثر بعلي الشيخ في مسارح الجهد المصري لتوحيد التيارت الاتحادية المتنازعة. وكانت بدأت منذ وقوع انقسام 1951 ومصر ملكية ولم تثمر إلا في نوفمبر 1952 ومصر جمهورية على رأسها للواء محمد نجيب. ففي ذلك اليوم النوفمبري خرج إلى الوجود الحزب الوطني الاتحادي الذي لم شعث شيع الإتحاديين. وكان قطب رحى انقسام الأشقاء هو مركز سكرتير الحزب الذي تنازع حوله السيدان يحي الفضلي، من شيعة الأزهري، وخضر عمر، من شيعة نورالدين. ولم تعتن مباحث التاريخ كثيراً بشخصية خضر عمر وعاطفته السياسية اعتناءها بيحي الفضلي على أن خضر حامل جينات سياسية راديكالية قد تعنينا على إجلاء غموض خروج أهل الحمية من أمثاله (حسن الطاهر زروق، عزالدين على عامر، حسن سلامة وغيرهم) من الحركة الاتحادية إلى الحزب الشيوعي بصورة حاسمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
-نغمة توحيد الأحزاب الاتحادية قديمة عاودتهم في 1945 ثم 1948 و1950 و1951. ولكن محاولات الوحدة في بحر عام 1952، بعد توقيع اتفاقية القاهرة للحكم الذاتي في السودان في فبراير من ذلك العام، وفقت بالفعل في قيام الحزب الوطني الاتحادي الجامع للفصائل الاتحادية. بدأت اجتماعات التوحيد في سبتمبر 1952. وجاء علي الشيخ لمساع توحيد الاتحاديين بالقاهرة ممثلاً لمؤتمر السودان وهو "واجهة" أشقاء نورالدين يضاهون بها مؤتمر الخريجين. واصبح علي عضواً بلجنة الاختصاص المنبثقة عن اجتماع التوحيد التي اختصت بالنظر في مشروع دستور الحزب الواحد المرتجى. وأجاز اجتماع الأحزاب الدستور وسموا الحزب "المؤتمر الوطني الاتحادي" ثم "الحزب الوطني الاتحادي" ولم يقبلوا من أشقاء الأزهري تعديلات كان ضمنها أن يكون اسم الحزب "جبهة الأشقاء الاتحادية". وحمل رجال الصف الأول من الاتحاديين مناقشاتهم عن التوحيد إلى مصر في أكتوبر 1952 ليرعاها محمد نجيب من تلك النقطة فصاعداً. وواضح أن على البشير كان من بين رجال الصف الأول. فتصالح الأزهري ونورالدين ويحي الفضلي وخضر عمر على يد صلاح سالم لتبدأ وثائق التكوين الجديد للاتحاديين. ولم يظهر اسم علي الشيخ بين اللجنة التنفيذية الجديدة ولا هيئة المكتب وناب عن أشقاء نور الدين ومؤتمرهم كل من نور الدين وأحمد خير وحسن ابو جبل. واستبعد القائمون بأمر القوائم كلاً من يحي افضلي وخضر عمر بقصد منحهما فترة نقاهة لا يحملان فيهما جرثومة الخلاف إلى الحزب الوليد عديم المقاومة. وأثار التكوين الجديد ثائرة أشقاء الأزهري الذين رأوا انهم بخسوا في التمثيل في مواقع القيادة وهم كثرة. وربما لم يعجبهم خلو القوائم من نجمهم و"دينموهم" يحي الفضلي. ولكن الأزهري تدارك الأمر واقنع مؤتمر للجان الحزب بواقعية الاتفاق بل حمل مؤتمر الخريجين ليحل نفسه ويدخل الحزب الجديد "برغم ما حاق به من حيف في تكوين الحزب". ولم يسلم الاتفاق من لسان جناح نور الدين. فوصفه أحمد خير بالاتفاق "المجرم" ومن شارك فيه خائن فالساحة هي لعراك المستعمرين لا لدخول مؤسساتهم الطلية للحكم الذاتي. وعاد من عاد إلى كنف الحزب إلا أحمد خير وخضر عمر. ففصلهما الحزب الجديد "لقيامهما بنشاط مضاد معاد للحزب". --
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
--- إما الإجراء الحزبي الآخر الذي شقي به علي الشيخ فهو تغيير السياسات والمواقع لصحافة الحزب الوطني الاتحادي في سياق تحول زعيمه وبعض صفوته من الاتحاد مع مصر إلى خطة الاستقلال التام. وستقودنا إزاحة الغطاء عن متاعب علي الشيخ المهنية والسياسية كصحفي متفرغ بالحزب، وهي التي يٌرَجح البعض أنها سبب وداره، إلى تاريخ قصير لصحافة الحركة الاتحادية.
--- أول ما ظهر اسم علي الشيخ في سياق خلاف الأشقاء كان في الطلب الذي تقدم به السيد محمد نور الدين في 1951 للسكرتير الإداري يعينه فيه رئيساً لتحرير الأشقاء بدلاً عن السيد محود الفضلي الذي أبعده نورالدين ومعه السيد علي حامد سكرتير التحرير. وجاءت تحركات نورالدين تلك بعد اجتماع للأشقاء من شيعته فصل فيه الأزهري من رئاسة الحزب ومن تواطؤوا معه في الخطأ والانحراف وهم السادة يحي الفضلي وإبراهيم المفتي وبدوي مصطفي وعلي حامد ومحمود الفضلي. ولم تتأخر شيعة الأزهري عن فصل نورالدين في 16 يوليو 1951 ووصفته بالخروج عن الحزب وفصلت معهه من شايعوه: أحمد خير، وحسن ابو جبل، وعثمان خاطر. واصطرع الفريقان حول ملكية جريدة الأشقاء. فادعاها نورالدين وفَصَل من فَصَل وثَبَّت عي الشيخ على رئاسة تحريرها تنازعت طوائف الأشقاء ملكية صحف الحركة. وكان علي الشيخ في الطرف الخاسر على مرتين. ففي الأولى صار رئيس تحرير إحداها ليوم واحد وجردوه من رئاسة تحرير ثانية بقوة الأشقاء في الحكومة. ولصحف الأشقاء قصة رواها يحي محمد عبد القادر في الجزء الثالث من كتابه "شخصيات سودانية":
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
. وانشق الاتحاديون، وهم في سدة الحكم، في مايو 1955 إلى اتحاديين هواهم مصري على التزام الحزب الأصلي وإلى استقلاليين. وكانت جريدة العلم تمثل الاتحاديين بينما مثلت الاتحاد الجانب الاستقلالي. وفي مايو نفسه طلب اسماعيل الأزهري رئيس الحزب من الأزهري وزير الداخلية أن يستغني عن أحمد السيد كرئيس لتحرير العلم وأن يحل علي حامد محله وأن يعطل صدور جريدة الاتحاد. وقد كان. واستفاد جناح الأزهري بأن تخلص من اسم الاتحاد المناقض لتوجه الحزب الجديد جملة واحدة كما تخلص من النشاط المناويء للاتحاديين. ويبدو أنه لم يكن بوسع إنسان في شباب وحماسة وأحلام علي الشيخ التعاطي مع كل تلك النكسات. وانتهز سانحة الاستقلال ليعرض وجهة نظره في مجريات الأمور في حزب الوطنية والوطن على صفحة النيل الأزرق . . الهاديء
النهــــــــــــــــــــــــــــــاية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات اتحادي .. إنتحر ! (Re: محمد امين مبروك)
|
سلامُ عليكم يدوم ،،، ربما يكون مفيداً في سياق حكاية الإنتحار وعلاقته بحقل السياسة ان نقف على اشهر الراحلين .. شيبون ! ادناه جانب من مقال لنفس الكاتب .. دكتور عبدالله على ابراهيم .. شيبون : جمر الجسد، صندل الشعر ،،، :
Quote: شيبــــــون عبد الله علي إبراهيم (4) شيبون : جمر الجسد، صندل الشعر لو أخذنا الأشياء بالظاهر لم يكن ذلك اليوم من أكتوبر 1961 يوماً أوحت دلائله بإقدام الشاعر الشيوعي شيبون (1930-1961) علي الانتحار فيه. فلم يكن بين تلك الأيام والليالي العديدة التي استوحش فيها الشاعر عن نفسه ومحيطه وحشة استحلي بها الموت. ولكنه اختار ذلك اليوم بالذات ليعلق نفسه بعمته من مرق سقف بدار السيد أحمد جابر بمدينة الحصاحيصا ليرحل إلي دار البقاء. ولم يمت الشاعر قليل الجثة بكسر العنق بل اختناقاً. كان اليوم الإكتوبري يوماً تكنفه دفء الأسرة. فقد ودع أمه وأخته عند محطة سكة حديد الحصاحيصا بعد إجازة قضياها معه ببندر رفاعة حيث كان يعمل بمدرسة "الأمل" الوسطي للبنات لصاحبها مجتبي عبد الله. وربما رتب لهما زوادة لرحلة عودتهما لديم أبي زبد بكردفان بشيء من كنتين المحطة: جبناً وطحنية وطعمية وخبزاً وموزاً وعلبة من عسل الأسد البريطاني. وكما تقتضي طقوس الوداع ومواقيته ربما انتظر شيبون حتى صفير كمساري القطر له بالرحيل ليدس في يد الوالدة بالمصروف ويري كيف سرت كهرباء القبول علي وجهها القديم مشرقاً بالعفو والرضا والإجازة. لو أخذنا بالظاهر لم يكن انتحار شيبون مما يتمخض عن يوم في بر ذلك اليوم ورضاه. ولربما تأخرنا طويلاً جداً في تحري هذه الواقعة الفاجعة واكتفينا بقشور منها. فقد توارثنا واقعة هذا الموت الغاشم عن المرحوم صلاح احمد إبراهيم، صديق صبا شيبون وزميله في الحزب الشيوعي في الخمسينات، كبينة أخري علي لؤم أستاذنا عبد الخالق محجوب وحزبه الشيوعي. ونحن إذ نجدد النظر فيه نستلهم كلمة الأستاذ كمال الجزولي الغراء عن انتحار المرحوم الشاعر عبدالر حيم أبو ذكري الذي انقذف من مبني عال بموسكو في ابريل 1990. ولم يمنع حرج المسألة المعلوم كمالاً من الخوض في موت أبي ذكري من حالق بكلمة مكتوبة بماء الحساسية. وهي الكلمة التي قال كمال أنها من فروض ولائنا لأبي ذكري. وأضاف أنه من حقه علينا أن نأخذ المهمة العسيرة التي لا بد منها وهي تحري اغتياله بجدية وأن لا نسمح بانتزاع "واقعة انتحاره من مجري التاريخ الأدبي في السودان لتقبرها في طوايا الحياء الاجتماعي المتخلف والنجوى الخاصة المحضة ولا خير في كثير منهما." ولم نزدد بفضل تحري كمال الوثيق علماً بموت الشاعر فحسب بل و بجغرافيا العوالم الغراء التي ناشدها يوماً أن تنتظره: إنتظرني، فأنا أرحل في الليل وحيدا موغلاً منفردا في الدهاليز القصيات إنتظرني في العتامير وفي البحر إنتظرني إنتظرني في حفيف الأجنحة وسماوات الطيور النازحة وقت تنهد المدارات وتسود سماء البارحة إنتظرني ولسنا نرمي من وراء تحرينا لانتحار شيبون تبرئة أحد طالما تواتر الدليل علي تورطه في اغتيال الشاعر. وغاية المأمول من تجديد ذكري شيبون هو هز راكد عقيدتنا عن موته كما أرادها لنا صلاح ومن تبعوه بإحسان وبغيره. فمتى زللنا ميدان التحري من عقابيل العقيدة الصماء السائدة انفتح الباب علي مصراعيه للنظر الطليق ما التزم الدليل والبرهان. حين يموت الشاعر "ينفصل الجمر عن صندل الشعر" كما قال محمد المكي إبراهيم في مرثيته للمرحوم المجذوب. ولو فهمت مغزى البيت فود المكي أراد القول أن جسد الشعر يذهب إلي مستقر له ويبقي الشعر فينا. والحال غير ذلك حين ينتحر الشاعر. فجمر الجسد يبقي كأنه يستصرخنا الثأر ممن اغتالوه خلال تأديته لواجبه الرسمي في فتح الكون بالقصيد، في عبارة بليغة للتيجاني يوسف بشير. وأراد شيبون بالفعل أن يبقي جمر جسده صقيلاً مشعاً. فلم يكن انتحاره مثل انتحار الشاعر الروسي الثوري مايكوفسكي (1929) الذي التمس من أمه وأخوته ورفاقه ألا ينشغلوا بموته أو يلاحقوا من حمله عليه. فهذا عنده لغط وهو لم يكن من اللاغطين. خلافاً لذلك قصد شيبون أن يشهر بمن نغصوا عليه حياته بمضاضة التجني علي وقد جسده وجمره. فلما جاء بوليس الحصاحيصا ليتحرى انتحاره وجد في جيبه مذكرة عن ضيقه بالحياة بسبب تجنى ثلاثة من زملائه المدرسين بمدرسة الأمل وذكرهم بالاسم. واستجوب البوليس المدرسين المذكورين ولم يجد بينة يقيم عليهم بها جرماً بموت الشاعر. وأطلق سراحهم. وكان المدرسون الثلاثة من أعضاء الحزب الشيوعي أو من العاطفين عليه. واتضح لاحقاً أنهم كانوا حرباً عليه. فقد كانوا عيروه بسقوطه من شاهق التفرغ للحزب والقضية، أي ما وصفناه ب "الأفندي المضاد" ليصبح أفندياً آمناً بماهية ومربوط ماهية وآخر صرفية. كان ظاهر يوم انتحار شيبون نجاحاً يتمنى المرء أن يدركه. ولكنه كان غير ذلك عنده. كان يوماً تحسب له وخشي منه كما ورد في مقال له بجريدة الأيام (10 أو 25 إبريل 1960 حسب روايتين مختلفتين للتاريخ). ففي المقال كشف شيبون عن اضطرابه بين أن يكون افندياً أوأفندياً مضاداً. وقال أنه وطن نفسه علي أن يكون الأفندي المضاد في تجربة جاسرة بين الكادر المتفرغ في الحزب الشيوعي بين 1952 وحتي نحو 1958. وقد طلب بهذه التجربة الحرية من قفص الأفندي الذي كان منتهى طموح وديدن كل خريج مثله. ولكن تداعت التجربة التي تناصر علي هدمها مجتمع لا قبل له بالأفندي المضاد ورفاق خذل. وما أن انطوت صفحة هذه التجربة الجاسرة الخاسرة، التي أصبح بعدها افندياً وجيهاً، حتى تنفس الجميع الصعداء وتراصوا يشيرون له بالبنان. وختم شيبون كلمته بما حياهم به وهو : "عاشت بلادنا . . . بلاد الأفندية!" حين عبأ شيبون قفة زوادة أسرته بالجبن والطحنية وعسل الأسد البريطاني ومدها بنافذة القطار ثم أودع المصروف كف الوالدة علم شيبون أنه قد بلغ من الأفندية مبلغاً لا يريد بعده أن يقطع النيل من الحصاحيصا إلي رفاعة. لم يرد أن يري شماتة أولئك المدرسين الشيوعيين. فسينهض طقس "تسفير" الأم والأهل دليلاً علي هروبه من وعثاء الأفندي المضاد لينعم بأمن الأفندي. وقد وصف لي أحدهم الأفندي المضاد يوماً بأنه حالة خاصة من عقوق الوالدين. وربما قصد شيبون بانتحاره في يوم سؤدده كأفندي أن يحتج علي سوءات "بلاد الأفندية." ولكن ليس قبل أن ينحت علي جمر جسده أسماء عصابة الثلاث التي حالت دونه والنيل الأزرق ومدرسة "ألأمل" التي أجرت عليه رزق الأفندية المهين. أي موت؛ ناهيك عن الموت انتحاراً، لم يسأل بعده حبيب أو قريب ما الذي هجس في خاطر الميت قبل أن يلقى حتفه. ولسنا ندري لماذا يؤرقنا حصاد الخاطر الأخير هذا. وقد زكي لي الأستاذ عبد الوهاب سليمان أنه ربما هجس لشيبون خاطر من قصة ترتبت عن تكليف أستاذنا عبد الخالق محجوب لهما عام 1955 بمهمة حزبية ما. يذكر عبد الوهاب أن أستاذنا، الذي كان كثيراً ما يغشي منزل صديقه أحمد سليمان شقيق عبد الوهاب، سأل عبد الوهاب أن يذهب إلي دار شيبون بحي البوستة ليأخذا معاً متفرغاً بالحزب من أهل رفاعة مسه شيء من ناس بسم الله إلي مقابلة نظمها أستاذنا مع المرحوم التيجاني الماحي. ويتذكر عبد الوهاب أن الرفيق كان صعباً وحملاه حملاً علي ركوب التاكسي وظل يهرف بقول غير مفهوم طوال المشوار. وما بلغا عيادة التيجاني حتى وجدا في الانتظار بها صحفي معروف من حزب الأشقاء. وأثارت مخائل جنون متفرغ الحزب والصحفي الشقيق كوامن شيبون فمضي يحدث عبد الوهاب عن الضغوط الاجتماعية علي من يحترف السياسة وكيف تفضي به إلي اختلال النفس وعلل الوجدان. وكان عبد الوهاب علي معرفة بمثل هذه الضغوط المفهومة من أسرة شيبون عليه بحكم أنه كبير الأولاد الذي خطبت وده الوظيفة فجافاها ركضاً وراء مغامرة أخري. وكان يتفادى السفر إلي أبي زبد خشية أن يرى بأم عينيه تلك الحاجة الأسرية التي صبأ عنها إلي السكة الخطرة. ربما أبترق في خاطر شيبون الغبين وهو يلفظ أنفاسه انتحاراً مالآت الصحفي من الأشقاء الذي رآه في قائمة المنتظرين ذلك اليوم في عيادة التيجاني الماحي للأمراض العصبية. فقد انتحر الرجل يوم عيد الاستقلال الأول من يناير 1956 والعلم الذي اشتهاه أبداً قد استقر فوق السارية. فقد كان الصحفي الشقيق يريد للملأ أن يقرأ انتحاره علي خلفية خفوق ورفيف هذا العلم المقدس طوي. ومثله أيضاً أراد شيبون الرفيق أن يقرأ الناس انتحاره من بين أضابير دولة الأفندية وبحيثيات زملائه الشيوعيين في مدرسة "الأمل" برفاع
|
| |
|
|
|
|
|
|
|