مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس " منارات"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2014, 10:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس " منارات"

    asdf.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    --------------
    قليلون هم الذين ينهضون , ينهضون معنا و يمضون باسمين
    -----
    سنحييك أيها البحر تحية يبقى ذكرها طويلاً كذكرى قلب يستريح
    ------
    انا الحامل عبء الكتابة , سأمجد الكتابة . كمن قدم نفسه عند تأسيس عمل نذوري عظيم لتدوين النص و اعلانه والتمسته جمعية الواهبين , لانه الوحيد المهياً لذلك . ولم يعرف احد كيف ابتدأ العمل : ربما في حي قصابين او صهاري معادن في فترة هياج شعبي بين اجراس منع التجول و طبول فجر حربي
    ------
    الحال بائس على الارض , لكن ملكي هائل على البحار و غنيمتي على موائد ما وراء البحار لا تحصى
    -------
    يحيط بي البحر الشامل . الهاوية الملعونة نعيم لي و الانغماس فيها إلهي
    -------
    يا حلماً لم يخلق .. وانا المخلوق الذي لا يعرف .. ماذا نفعل على هذه الشواطىء غير ان ننصب لليل شباكنا ؟
    -------
    كتبنا مقروءة . احلامنا مغلقة . أكان هذا كل شيء ؟ إذن أين الحظ أين المخرج إذن ؟ متى افتقدنا الشيء و ما العتبة التي لم نطأها ؟
    -------
    سنعاشر هذا المساء ملح المأساة العتيق .. البحر الذي يغير لغته الدارجة عند ابواب الامبراطوريات .. وهذا البحر الذي يسهر على ابواب اخرى وذلك الذي يسهر فينا ويبقينا في الدهشة
    -------
    سيتذكر ذلك ابناؤكم .. سيتذكره ابناؤهم و بناتهم .. وسوف يتذكرون جيلاً جديداً على الرمال يواكب بعيداً خطواتنا نحن العذارى المعصومات
    -------
    ثمة .. ثمة اشياء لتُقال تحية لعصرنا . ثمة في انقصاف الاشياء طعم طين يابس وانية حديدية مفرداً ضارساً ككسرة السيف سيغري دائما شفة الوليد الكريم الاصيل
    -------
    و العذوبة في الانتظار لا في النفس و لا في النشيد .. وهذه اشياء قلما تروى .. ونحن الوحيدات اللائي لا نكاد ندركها الا لمحاً .. خير لنا أن نصمت و أفواهنا مرطبة بأصداف صغيرة
    -------
    من لم يحب نهاراً سيحب هذا المساء .. ومن يولد هذا المساء
    -------
    في قلب الانسان الوحشة .. غريب هو الرجل بلا شاطىء قرب المراة الشاطئية .. وانا نفسي بحر لشرقك .. مثلي لرملك الممزوج بالذهب .. فلأذهب ايضا و لأتباطأ على شاطئك في الانتشار البطيء جدا لحلقاتك الطينية .. يا إمرأة تتكون وتتهدم مع الموجةالتي تبدعها
    -------
    ضيقة هي المراكب .. ضيق هو الاتحاد ! .. واكثر ضيقا قدك يا جسد الحبيبة الامين .. وهل هذا الجسد ذاته الا صورة مركب وشكله ؟ قارب وكجداب ومركب نذوري حتى شقه الاوسط مروض في شكل غاطس مكيف وفقاً لتموجاته طاويا قنطرة العاج المزدوجة على هوى التموجات وليدة البحر للذين يجمعون هياكل السفن في كل زمن
    --------
    ايتها السفينة .. يا سفينتي الجميلة التي تستسلم لحبالها وتحمل عبء ليل الانسان .. انت لي سفنية تنقل الورود
    --------
    آه ! لا تكن لي سيداً قاسياً بالصمت و الغياب .. ايها الربان البارع .. ايها العاشق المفرط الهم ! خذ .. خذ مني اكثر مما تعطيك نفسك .. ألا تحب ايها العاشق أن تكون المعشوق أيضاً ؟
    --------
    ساحكم ضغط يديك على معصمي انا العاشقة .. وسيكون معصماي بين يديك مثل معصمي مصارع تحت طوقهما الجلدي .. سترفع ذراعي المربوطتين الى ما وراء جبيني و سنضم كذلك جبهتينا كما لو اننا نحقق معاً اشياء عظيمة على الحلبة
    -------
    نواح امرأة على المنبسط الرملي .. حشرجة امرأة في الليل ليسا الا هديل عاصفة هاربة على المياه .. يا يمام العاصفة والجروف ويا قلباً يصطدم بالرمال ما اكثر البحار ايضا في نعيم العاشقة الباكي ! و يا انت الجائر يما من تطؤنا مثل افراخ السماني وفيض الاجنحة المهاجرة هل ستقول لنا من يجمع بيننا ؟
    -------
    لا طمأنينة أكبر مما هي في نوم العاشقة
    -------
    ليل البحر على وجه هذه التي تنام في النهار أيضاً .. مرآة فجر لا وجه له .. وانا اسهر على شاطئها .. يعذبني كوكب من العذوبة .. سكون عندي لاجل هذه التي لا تسمع الكلمات التي لم يقلها رجل
    -------
    من أنت إذن أيها السيد ؟ نحو اي شيء تتجه حيث لا نصيب لي ؟ و على اي شاطىء للروح تستوي كأمير بربري على سرجه .. او كهذا الذي يتنشق عند النساء حموضة الأسلحة ؟
    --------
    كيف أحب . بحب إمرأة تحب , من لا يقدر احد ان يفعل شيئاً من اجله ؟ و ماذا يعرف عن الحب من لا يعرف الا أن يترصد في معجزة الجبين هذه الغلطة النسائية المفردة التي يولدها ؟
    --------
    لا تكن لي سيداً قاسياً بالغياب و الصمت أيها الوجه العاشق بعيداً عن التعبة .. في اي مكان تكافح بعيد بعداً يحول دون ان اكون فيه ؟ .. من اجل قضية ليست قضيتي ؟
    --------
    أيها العشاق العشاق من يعرف دروبنا ؟ سيقولون للمدينة ليبحث عنهم انهم يتيهون .. وغيابهم مأخذ علينا
    --------
    نحن مع اولئك الذين إذ يضهبون يتركون على الرمال اخفافهم .. مع اولئك الذين اذ يصمتون يفتحون دروب الحلم التي لا عودة منها
    --------


    https://ar-ar.facebook.com/notes/mahmoud-aghiorly/مقتطفات-من-ديوان-منارات-لسان-جون-بيرس-ترجمة-أدونيس/10150666623666769




    من باب خدمة المواهب الشابة في بلدي/ هذا البوست.
                  

04-19-2014, 10:51 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: ن سيد النجوم و الملاحة:

    "سموني الغامض، وكان حديثي عن البحر.

    السنة التي أتحدث عتها أن هي السنة العظمى : البحر حيص سأل هو البحر الأعظم.

    الخشوع لشاطئك ، أيها الجنون، يا بحر اللذة الأعظم

    الحال بائس على الأرض، لكن ملكي هائل على البحار،

    وغنيمتي على موائد ماوراء البحار لا تحصى.

    المساء المزروع بالأنواع المضيئة

    يبقينا على شاطئ المياه المتموجة كما تبقينا آكلة الخبازي على طرف غارها.

    تلك التي اعتاد الربابنة الشيوخ الذين يرتدون ثيابا من الجلد الأبيض

    ورجالهم الكبار المحظوظين حاملو الأدوات الحربية و الكتابات،

    أن يحيوها بهتاف، عندما يقتربون من الصخر الأسود المزين بالقباب.

    هل سأتبعكم، أيها المحاسبون، يا أساتذة الرقم و أتبعك، أنت يا ألوهات خفية و ماكرة أكثر مما هي، قبيل الفجر، قرصنة البحر؟


    تجارة الأوراق المالية البحريون ينخرطون بغبطة في المضاربات البعيدة،

    المراكز تفتح، عديدة، في نار الخطوط العمودية

    أكثر من السنة الشمسية المفتوحة على آلاف آلافها.


    يحيط بي البحر الشامل. الهاوية الملعونة نعيمٌ لي، و الانغماس فيها الهي.

    و النجمة التي لا وطن لها تشق طريقها في مرتفعات العصر الأخضر.

    وامتيازي في البحار هو أن أحلم لكم هذا الحلم عن طريق الواقع..

    سموني الغامض وكنت أسكن البرق


    http://www.anfasse.org/index.php/2010-12-30-16-21-59/2010-12-30-16-36-22/311-
                  

04-19-2014, 10:59 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    بل هو جميل تقدمه لعواجيز مدمنين علي مطالعة الاوراق،،،لو اجد لي براحا ان اعرج علي حديقة وردك البهية،،،عامرة هي بكل زهر حلو فواح،،
    اشكرك انا نيابة عن الباحثين عن سمح الكلام...
    ايها الجميل الملئ بالاشراق
    ياحميد يابرنس يا حامل المسك في الفجاج.
                  

04-20-2014, 06:25 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبدالعزيز عثمان)

    عبدالعزيز أخي:

    حياك الله. وذلك كرم لا أستحقه من سارد كبير ظللت به جاهلا حتى عهد قريب. ولو تدري قصة "منارات" معي. أدركته للأسف في كندا في سن متأخرة نسبيا. جاءني صديق عراقي يكتب الشعر زائرا ومعه ذلك الكتاب. أخذته منه شاكرا وألقيت به إلى حين ميسرة. كنت وقتها مدمنا على قراءة الأناجيل. أحملها معي في السيارة أينما ذهبت (رثيت تلك السيارة لاحقا حين انتقلت إلى أستراليا. باقي فلان ولوف). وذات يوم أخذت أتصفح في الكتاب المهمل الذي أحضره لي العراقي. وليأكلني الشيطان ثم ليرمي بعظامي في بيت النمل الأبيض إن عني لي وقتها اسم سان جون بيرس ما يستحق العناء. يا لجهلي يا عبدالعزيز بخيرات هذا العالم. إذ فجأة وجدتني أمام شاعر لا يولد إلا في كل ألف عام مرة. ولم يفارقني إلى أن خالجتني نفسي بالسوء: "مع أفضل الفروض أمشي للعراقي وقل له ديوانك في ذمة الله". وزجرتها بالكاد. لكنها لم تفلت الديوان إلا وقد صار نسيجا من تكوينها الداخلي. هكذا, حين رحل الطيب صالح كانت منارات سان جون بيرس وسادة عزاء.
                  

04-20-2014, 12:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote:
    "انما فخر الحياة في اقتحامها لا في استهلاك الشيء ولا في تملكه"
    "الإنسان يرسم ظله على قارعة طريق البشرية. ودخان الإنسان فوق السقوف وحركته دائبة على الطريق..إنه لأمل مبذور بالعيون، وربما لم يعهده الناس من قبل، ونضوج مفاجيء لعالم آخر في أوج ظهيرة ليلنا.. وكل الذهب المكدس في مصارفكم وفي خزائن الدولة لا يكفي لشراء مثل هذا الصيد".



    " ألا ترون فجأة أن كل شيء يتدانى ،
    - كل ما يزن المركب وكل ما يجهزه والقلاع جميعا تحجب وجهنا
    - وكأنها شقة كبرى من الإيمان الميت
    - وكأنها شقة كبرى من ثوب العبث ومن غشاء الزيف
    - وأن الأوان قد آن لنمسك بالفأس فوق سطح المركب؟"
    ضيقة هي المراكب
    ضيق سريرنا
    ليدخل البحر من النوافذ
    للبحر وحده سنقول
    كم كنا غرباء
    في أعياد المدينة.

    أعاصير الرغبة زاحفة
    والبرق يحشد
    من كلِّ صوب
    نبوءاته



    "مما قاله سان جون بيرس "
    • على الفلاسفة أن يتعلموا من الشعراء
    • لقد نصبنا في الأعالي فخاخنا للسعادة.
    • لقد راحت خواطرنا تعسكر تحت أسوار أخرى.
    • كل مكان عديم الجدوى ماسخ الطعم يضطجع فيه مذاق العظمة.
    • كل أنواع البشر في دروبهم وأساليبهم: آكلي الحشرات وثمار الماء.
    • الوحدة في قلب الإنسان. يا له من إنسـان غريب بلا شاطيء، يعيش بجوار امرأة تعيش على الشاطيء.
    • يجب أن نقدر مصير هذا النهر الشاحب الذي لا معنى له،شاحب بلون الجراد وقد سحق في لحائه.
    • " أيتها اللغة تقفين كالشجرة الباسقة . أنت أيضاً الهمس المغمغم لفرد وحيد , أكمة يتجول في متاهات المعرفة ."
    • الكتب قد قرأناها والأحلام انتهت، أهذا كل ما في الأمر؟ أين هو الحظ إذن وأين المخرج؟.. إن العرافة قد كذبت !
    • وأنت، يا بحاراً كنت تقرأين الأحلام الأكثر اتساعاً، هل ستتركيننا ذات مساء إلى منابر المدينة، بين الساحة العامة وقضبان البرونز؟
    • دهون! أنفاس مسترجعه، وبخر جمهور مريب
    – لأن كل مدينة تحتضن أوساخها فوق منور الحانوت – فوق قمامات ،
    الملاجئ – فوق شذا النبيذ الأزرق في حي البحارة
    – فوق النافورة المنتحبة ،في فناء مركز الشرطة
    – فوق التماثيل الحجرية النخرة وفوق الكلاب الضالة
    – فوق الصبي الذي يصفر بفمه، والمتسول بخديّة المرتجفتين على فكّيه الغائرين
    • دهون!ورائحة رجال مستعجلين، ماسخة كرائحة مجزر!حموضة أجساد النساء تحت التنورات! يالك من مدينة فوق السماء!



    "كرنولوجيا أليكسيس ليجيه - سان جون بيرس "
    ليجيه :الشاعر والمواطن - من المواطنين البيض - الذي شغله شاغل الهوية ،السياسية والمجتمعية ،الضاغطة على تفكير الإنتلجنسيا الأنتيلية ، وهوية المواطنة الحقة فيما قاله : هل نحن سود فرنسيون أم ترانا أفارقة أنتيليين؟
    • في عام 1887، ولد أليكسيس سان ليجي - سان جون بيرس - في "جزيرة الغوادولوب" التي تشكل, بمعية جزيرة المارتينيك وحفنة من الجزر الصغيرة المتناثرة, إقليما فرنسيا لما وراء البحار يسمى بجزر الأنتيل الفرنسية, حيث انتماؤه الفعلي, تعايش مع أحفاد العبيد الأفارقة الذين تم استقدامهم مكرهين, في غضون موجة التهجير الرهيبة والمشينة التي شهدتها القرون الماضية القريبة لتولي أعمال السخرة في العالم الجديد.
    • في عام 1898 ،انتقل إلى فرنسا لدراسة الحقوق بمدينة بوردو.
    • في عام 1911، أصدر المجموعة الشعرية ،ذائعة الصيت " مدائح " .موقع باسمه المستعار "سان جون بيرس "
    • في عام 1912 سجل انقطاعه ، لمدة ثلاثة عشر سنة عن الوسط الشعري الفرنسي باستثناء صديقيه الشاعر بول كلوديل، والكاتب فكتور سيغالين .
    • في عام 1914 إلتحق بوزارة الخارجية حيث تولى عدّة مناصب دبلوماسيّة في بيكين وواشنطن حتى ترقى إلى منصب السكرتير العام لوزارة الخارجيّة.
    • في سنوات العشرينات دعا جون بيرس الدبلوماسي لـل"مصالحة الفرنسية- الألمانية من أجل ضمان فرنسا ثم أوروبا".
    • في عام 1923 أصدر مجموعته الشعرية الثانية "صداقة الأمير" بتوقيع سان جون بيرس.
    • في عام 1924 نشر قصيدته "آناباز".من خلالها ارتقى عالميا. ، حيث انهمك عدد من كبار شعراء العالم، في ترجمة قصيدته "آناباز- تعبير إغريقي قديم يعني -رحلة الى داخل الذات " إلى لغاتهم، فنقلها ت. اس. إليوت الى الإنكليزية، وبرنارد غروتويزن بالتعاون مع والتر بنجامين الى الألمانية، وشاعر ايطاليا اونغاريتي الى الإيطالية.
    • في عام 1924, أصدر المجموعة الشعرية "سفرة استكشافية صوب الدخيلة"
    • في عام 1925 سجل انقطاعه الثاني ، لمدة ثمانية عشر سنة
    • شغل ولمدة ست سنوات ، منصب سكرتير السفارة الفرنسية في بكين
    • ثم قضى بعض الوقت في الولايات المتحدة مشاركاً في مؤتمر عالمي لنزع التسلح.
    • في عام 1936 ، كان كمستشار لـ "ليون بلوم" عندما وصل إلى رئاسة الحكومة الفرنسية في عهد "الجبهة الشعبية" كان يستشيره حول العديد من المواضيع.
    • في عام 1938 شارك ديبلوماسياً في مؤتمر ميونيخ ، رفع صوته احتجاجاً على ضم تشيكوسلوفاكيا الى ألمانيا، ما دفع حكومة فيشي بعد ذلك بسنتين الى طرده من وظيفته وسحب جواز سفره الفرنسي. لكنه كان في ذلك الحين هاجر الى الولايات المتحدة.
    • في عام 1940 جرّد "بول رينو- وزير خارجية فرنسا " سان جون بيرس من مهامه في الوزارة فاعتبر ذلك إهانة له ورفض الوظيفة المقترحة عليه وقرر أن يرحل إلى الولايات، متخذا ـ" درب المنافي "
    • في عام 1942 نشر قصيدته "منفى "بالتوازي في ثلاث مدن كوسموبوليتيّة هي: شيكاغو وبوينس إيريس ومرسيليا- كما ظهرت بباريس في طبعة سريّة.
    • في عام 1943 نشر "قصائد إلى الغريبة "
    • في عام 1944 نشر قصيدته "أمطار"
    • في عام 1944 نشر قصيدة "ثلوج"
    • في عام 1946 نشر قصيدة رياح
    • في عام 1948 كان حلمه الأكبر أن تنشر صورته على الصفحة الأولى من "النيويورك تايمز"، وهذا ما حصل .
    • في عام 1953 جمع كل قصائدة الطويلة في كتاب مفرد عنوانه أعمال شعرية.
    • في عام 1956 أصدر قصيدة "ضيّقة هي المراكب"
    • في عام 1957 أصدر مجموعته الشعرية "منارات"
    • في عام 1960، حاز على جائزة نوبل للآداب ، كتتويج عالمي لجهده الإبداعي الاستثنائي.
    • في عام 1960 أصدر مجموعة " شعر"
    • في عام 1962، أصدر المجموعة الشعرية " طيور"
    • في عام 1968، نشر قصيدته "أنشدته التي كانت هنا "
    • في عام 1971، أصدر المجموعة الشعرية " نشيد من أجل ربيع رائق"
    • في عام 1972 قبيل وفاته، و كمجازاة لألمعيته الشعرية، قامت منشورات غاليمار الفرنسية بإدراج أعماله، على الغرار من آثار فطاحلة الأدب الفرنسي و نابغيه، في سلسلتها النخبويّة و التّشريفية الضيقة "لابليّاد"
    • في عام 1973 نشر قصيدته "ليليّة"
    • في عام 1974 نشر قصيدته "يباب"
    • له العديد من الدراسات والمترجمات والمقابلات الصحفية والمراسلات فائقة القيمة.
    • في عام 1975، مات الدبلوماسي اللامع سان جون بيرس ، وأحد كبار الشعراء الفرنسيين في الجنوب الفرنسي بجزيرة جيين. أليكسيس ليجيه , وريث التقاليد الأرستقراطية المفطور على زبدة النبالة الفكرية والأخلاقية الفرنسية, رجل الدبلوماسية المتأنق, المحنك, واللبق, ، الدبلوماسي الرفيع - الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية- حرك سياستها الخارجية لسنوات عدة ، فاستبعده الماريشال بيتان ، والسائح النبيه في أمصار المعمورة, يُعَلم آثارها وشواهدها القارّة بعظمة الانسان، المعروف في الأوساط الشعرية والثقافية باسم الشهرة " سان جون بيرس " ليكتب به الشعر على أنه " عصر ازدواج الإنسان"!
    • في عام 1980 تم أصدار طبعة ثانية من "لابليّاد" .



    "أليكسيس ليجيه و.. "
    "ديغول"
    مرّ سان جون بيرس بطريقه إلى أميركا، بلندن ،حيث لم يتصل أبدا بالجنرال ديغول الذي كان يعتبره "فاقدا للشرعية" رغم أن نظام فيشي، المتعاون مع الألمان، جرّده من جنسيته الفرنسية وحذف اسمه من قائمة الحائزين على "ميدالية الشرف". حاول الجنرال ديغول كسب ليجيه إلى جانبه لكنه رفض تماما، الأمر الذي لم يغفره له الجنرال أبدا. هذا إلى درجة أنه رفض تهنئته عندما حصل عام 1960 على جائزة نوبل للأدب.



    الشاعرة والناقدة الأميركية "كاترين بيدل" قالت عنه:
    • في عام 1944 أعلنت كاترين بيدل تولي ،أسفها الصريح لاحقا لـ"ميل سان جون بيرس إلى الكذب". والحديث عن "الضيق" الذي كان يسبب سلوكه لها أحيانا. فقد كتبت عام 1951 ما مفاده: "لقد أرغمني على البقاء واقفة بجوار الهاتف 45 دقيقة". وتذكر أيضا "ميله الفرنسي للتحدث دون توقف". علماً بأنها هي من "عبأت شبكات معارفها"، كي يحصل سان جون بيرس على وظيفة "مستشار" في مكتبة الكونغرس الأميركي. كما كانت وراء منحه مساعدات من العديد من المؤسسات الأميركية، وهي التي قامت بتمويل المنزل الذي اشتراه الشاعر.
    "وقالت عنه في كتابها"
    اليكسيس ليجيه،" الرجل الغامض " الدبلوماسي الفرنسي لدى وزارة الخارجية الفرنسية ،معروفا عنه "حدّة خطابه" و"حبه للسر"، قادر على أن يُظهر "صورة مختلفة عنه" لكل متحدث. هذا على خلفية نوع من "التحليل النفساني" الذي يقوم به وقدرته على "جذب الآخرين وما يمتلكه من قوة سحرية". ويتوّج ذلك كله بمهارة عالية في "إخفاء ما يدور بداخله من أفكار".
    فقد كانت تعرفه "من الداخل" تؤكّد أنه كان رجلا "مسكونا بخدمة مساره الأدبي وشديد الاهتمام بأبسط مقال يُكتب عنه وهدفه كان الشهرة". لقد كان يريد أن يعطي عن نفسه صورة شاعر لا يهمه سوى فنّه، وأنه لا يريد نشر أعماله بينما كان "يرسل مخطوطاته" سرا "لناشرين أو لمجلات أدبية مختصّة. باختصار "كان يسعى إلى النشر دون إعطاء الانطباع بذلك"..



    "أدونيس ":
    - نَفسه ملحمي ،يتدفق في لغة غنائية كونية، ينصهر فيها الحِسُّ والذهن، الواقع والمخيلة، المرئي واللامرئي، الشعور والفكر، المجرد والمحسوس، على نحو مُدهش. وللمناسبة، لا يحبه الشعراء الفرنسيون الشبان، ولا الشعراء المتأثرون بالشعر الأميركي الراهن. يكاد أن يكون معروفاً في الشعر العربي، أكثر منه في أي شعر آخر، راهن، ولا أستثني الشعر الفرنسي الراهن ذاته.

    "في سيرة حياته كتب ألكسيس سان ليجيه، عن جاكلين كنيدي":
    "في نيويورك كانت السيدة جاكلين كينيدي, بما أنها كانت في عين المكان, تشاهد ما تبقى من مزرعة عائلة الشاعر في جزيرة الغوادولوب, من إقامة جوزيفين التي طو ح بها الإعصار الأخير, وتكو ن انطباعات شخصية غائرة الأثر ستحملها معها عند عودتها"
    واعتمادا على العاطفة الرقيقة وآداب اللياقة الممكنة التي أبانت عنها جاكلين كينيدي وهي تقف على ذلك الدمار المهول فإنها ستفاجأ عند سماعها سان جون بيرس وهو يقول بصوت مسموع: "هذا أفضل حالا! لم يعد يهمني أي شيء! مصير الأشياء هو أن تذهب دوما مع الريح! ".



    "قراءات "
    • ليجيه :هو أحد مرتبي أوزان الشعراء الرمزيين وأرقاهم في النصف الأول من القرن العشرين.
    • يمتاز شعر سان جون بيرس بغنائيّة وبملحميّة لا نظير لها بين معاصريه. على المستوى التقني نجده يستعيض عن البيت الشعري بالمقطع الشعري؛ أي أنّه يستبدل بحور الشعر الفرنسي التقليديّة مثل السكندري ذي الإيقاعات الإثناعشريةّ بإيقاعات متتالية، إيقاعات قد تتجاوز في طولها البيت التقليدي وقد تقصر عنه، بيد أنها تقدّم و في كل الحالات إيقاعه الخاص، موسيقاه الخاصّة.
    • ليجيه :أشد المجترحين عزيمة في السجلات اللغوية الباذخة وطرق الموضوعات العصية وابتكار الأخيلة البعيدة الشأن.
    • يحفل شعره بالقلق الأنطولوجي الموجع,وبالرغبة العارمة في التجذر الكياني في أرض شعرية ، رمزية بعيدة المنال.
    • قصيدته محصورة, من منظوره, بين حدين اثنين متكاملين هما: تمجيد الكينونة الإنسانية وتبجيلها ثم التعرية عن دواخلها وإنارة عتماتها.
    • في غالبية مقاطع ديوان "مدائح", هناك تحويرات تمس صيغ التلفظ - إحلال ضمير المتكلم محل ضمير المخاطب - مما سيؤدي إلى تغيير في مواقع بعض الترصيفات اللغوية.
    • ليجيه : تسمو خبرته الشعرية بقدر عال من التراكب والتعقيد؛وأن كان ذلك على صعيد التوسل الأدائي ،أو من حيث كيفية بناء الاستبصارات وتدبير شأنها الشعري, فإننا نلفيها ذات قرابة ملموسة بمجموعة من الشعريات المتقدمة: فهي تتماس مع الأفق الشعري الذي انضوى إليه نداه الرمزيان الشهيران, جان بول فاليري وبول كلوديل.
    • ليجيه ، ذا ذهنية شعرية تضاهي ذهنية الشاعر الأمريكي عزرا باوند ، مفتوحة على التيارات العقدية والفكرية الكونية ، في إلتقاطه النبض الحي لروحية الشرق الأقصى العتيق ويدمجه في صلب قصيدته,التي تنضح بالخلفية الإيمانية المسيحية ،والثقافة الإغريقية - اللاتينية ، جاعلا منها كالمطهر الرمزي للذوات والأشياء والأزمنة ومصائرها .. وبمثابة نشيد نشوان ، يبدد كثافة ليل العالم ووحشته المطبقة.
    • تخطت سمعة ليجيه الشعرية النطاق الفرنسي المحدود ، واخترق صوته الشعري الكثير من الآداب الوطنية الحديثة, الأوروبية والأمريكية واليابانية والزنجية - الإفريقية والعربية -كتأثيره الكبير على الشاعر والناقد أدونيس .
    • كان مهتما بثقافات وحضارات الشعوب ولا سيما ثقافة الشعب الصيني وحضارته، وحين كتب " آناباز" جاء في أخيلته صورة الشعب الصيني وهم يأتون إلى السهوب، كبدو جوالين، منطلقين نحو شواطئ البحار. فوقع على القصيدة باسمه المستعار "سان جون بيرس"، وليس أسمه الحقيقي والدبلوماسي.
    • كان يهرب من المدن الضخمة ،متأبطا حلمه الذي يعبّر عنه بقوة في القصيدة، حيث لايوجد أي ارتباط للإنسان بالقوانين أو بالنشاطات البشرية المعتادة: حلم هو اشبه بتنفس يدفع الحالم الى استنشاق هواء البحار وهواء الهضاب العالية ذات الوجود السابق على أي فعل تأسيسي. ومن الواضح ان هذا الحلم يبتعد بأقصى ما يمكنه عن كل عاداتنا وقوانين حياتنا الحضارية.
    • وكان لايهتم بــ" الحلم الغرائبي" لإنسان المدينة، حتى وإن كان حلماً يدفعه الى كراهية هذه المدينة. ما يهمه هو اللاوعي، هو التوق الى البعيد وإلى الالتحام بالطبيعة المتنوعة وعناصرها.



    " قراءة غليسان في "صداقة الأمير "، قال :
    " إن العمل الإبداعي البيرسي ينشأ عنه زمن يشارك في موسيقية النص المندغمة في بنيته, دليل هذا الجدوى السردية الناتجة أصلا عن مسرحة الأصوات الراجحة وتمريرها عبر طبقات بوليفونية بغاية إعادة بناء المصير السديمي للشخصية الروائية الأساسية. إن هذه الممارسات النصية, التي تعمد, وذلك على أكثر من صعيد, إلى سحب النص الأول من مهاده الأصلي, يبدو أن شاغلها الفعلي هو إدماج مقاطع شعرية في لب نصوص روائية ونقدية وتحطيم, بالتالي, الحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية, إنها, وهي تعد ل المعنى الأول لصالح معنى النص الثاني, إنما تدخل, من حيث تعي أو لا تعي, تحويرات جسيمة على حمولة شعر سان جون بيرس, بما هو شعر معد لإسناد أمل كوني نذر له الشاعر نفسه, وتنحشر, بفعل هذا وخلافا له في نفس الآن, في هيئة مقطعية تسخر لإسناد قيم الثانوي, الجزئي, المحلي, أو المختلف في كلمة جامعة, وتغذية جماليتها. وبالمناسبة فإن هذه النقطة بالذات, الوثيقة الصلة بتطبيقات التهجين النصي, تلوح بمثابة تدريب على/ إعادة تكوين, صفتها الشمول والإطلاقية, لرؤية الشاعر للعالم التي لا تند , كغيرها, عن التأويل, وغير المعصومة, بأي حال, من العيوب, وبالأساس عيب مفارقتها التاريخية, بحيث سيجمع كتاب الإنسية البيضاء الأنتيلية كون الشاعر لم يحاول إيجاد تناغم بين تشذرات المختلف وظل, على امتداد حياته الحزينة, المنكسرة, متعلقا بالمافوق, بالأمور المتسامية, مغلقا عليه الباب بكتابة استهامها كلمات مأهولة بالبشر«.



    "الخطابات الأنتيلية ":
    هو التزاوج بين الكتابات النقدية والتلقينية التي أنتجها كتاب جزر الأنتيل: دراسات, مقالات, وأنطولوجيات, وبأخذنا في الحسبان درجة الانفجار التي عرفتها الأجناس التقليدية المرفوع سهمها من لدن غليسان متبوعا بكل من شاموازو وكونفيان يغدو في مكنتنا إدراج كل التضمينات المتسربة إلى النصوص الخيالية والمقاطع التلقينية, التي تعالج موضوعا بعينه وتعمل في نفس الوقت على تطويره منهجيا, بمقولة الخطاب.
    فالخطاب الأنتيلي يضع نصب عينيه, وبطريقة لا مراء فيها, سمة الشاعر الأنتيلية, الشاعر الذي يمتنع عن التصنيف والموزع بين محاولتين تسعيان إلى اختزاله وتنميطه: تلك التي تود اجتثاثه من تربته الأم (هو المترحل العميق), والأخرى المتحمسة لإبراء ذمته من انتمائه إلى الإنسية البيضاء.
    هنا يجب الإشارة إلى أن مختلف الخطابات الأنتيلية تكاد تتساوى في ولائها لما يصح نعته بقضية الرفض والاختلاف في إطار وضعية فرانكفونية محلية معطاة.
    وبمنأى عن أي انبهار سافر يعمد غليسان إلى تسليط الضوء على مجموعة من الاختلافات, المختلفين ضمنيا, جاعلا منها موضوع تأمل ناضج وحصيف باعتبارها مجموعة من الانزياحات الدالة على بناء خطاب أنتيلي مسخر لخدمة شعرية مخصوصة.
    علما بأن غليسان لا يشاطر تماما فكرة الانطلاق الأدبي رأسا نحو الأفق الكوني.



    "مناوئي فكرة الجوهرية :"
    يشترطون أن تكون هناك نزعة أنتيلية وأخرى تعبر عن الإنسية البيضاء الأنتيلية فإن الحركتين كلتيهما - والثانية بوجه أخص - تحكمهما, بما يكفي من الوضوح, تطلعات ملموسة إلى مواراة الأبنية المعاد تشييدها, هذه الأبنية التي تقترح, مرات كثيرة, مجموعة من الترسيمات التحديدية الملزمة بوصفها منجزات أو قيما لا غبار عليها مع أن الحاجة الموضوعية تقتضي وضعها, من قبلنا في أضعف الأحوال, موضع تدقيق واختبار.



    " شعر سان جون بيرس الإبداعي بين مؤيد ورافض "
    " الناقدة البنيوية والسيميائية الفرنسية جويل تامين"، تقول :
    "حول ماهية النص الأدبي الأنتيلي وموجوديته وحدوده.. صفائه وهجنته.. طرائق التشييد النصي وتقنيات الإعمال التخييلي.. أو لنقل حول زوايا النظر المتباينة إلى هذا النص, وضمنيا بصدد علاقة كتاب جزر الأنتيل بنص سان جون بيرس: محطات هذا التعالق وتمفصلاته البارزة, مفاعيل النص البيرسي في النسيج الشامل للمتن الأدبي الأنتيلي.. وفي كلمة واحدة حول مناحي تدبر ما يمكن دعوته بعقدة سان جون بيرس في الوعي الأدبي الأنتيلي الراهن"



    "الروائية والكاتبة ماري غالاغير" قالت عنه :
    "إن إنسية الشاعر البيضاء الأنتيلية, الأنتيلية القحة, ما فتئتا تطرحان أكثر من إشكال وإلا كيف يمكننا تبرير الحضور المكرور لتمظهرات بيرسية شتى في الأدب الأنتيلي الجديد? وأيضا كيف نستطيع حصر الشعريات التي تجعل من هذه التمظهرات قرينة رمزية لها؟"


    "بيرنابي, شاموازو, وكونفيان"، اتفقوا على أن:
    " لا وجود لأدب أنتيلي بعد, فنحن ما زلنا في وضعية ما قبل أدبية, نعني وضعية إنتاج كتابي يفتقر إلى متلقين في عين المكان, أي محليين, يمكنهم الإسهام في معادلة المؤلفين / القراء الكفيلة بإنضاج أيما أدب".



    " شاموازو وكونفيان "
    سعا الى اختلاق مصادفة بين العمل الشعري لبيرس وبين سيرته الحياتية ما دام كل ديوان من دواوينه الشعرية يختص بتصوير فترة معينة من حياته. طفولة الشاعر الأنتيلية ثم فترة النفي والاغتراب ، لكنهما أغضا طرفهما عن حرمان الشاعر من حقوقه الوطنية في عهد حكومة فيشي, الشيء الذي يشوه النصوص يلحق بها ضررا فادحا ويسيء, كما لا يخفى, إلى صاحبها إساءة بليغة.



    " باتريك شاموازو, رافائيل كونفيان، قالا:
    " لم يلبث بيرس أن غدا مصدر عظمة ومثار إعجاب في الجانب الذي يسميه غليسان بالعلاقة الكونية, أو الجذبة المتعالية للعالم. إن مساره الذي كان خطيا خلال مشروعه الأولي (على شاكلة مسار التطور الأوروبي- الغربي) سوف لن يتأخر عن اتخاذ صبغة دائرية, وذلك بإيقاع متدرج, أم ا الشاعر فسيأخذ, مثله مثل نحلة أنوفة, في ادخار ما هو مختلف والاقتيات عليه" .



    " ماريز كوندي "
    قدمت دراسة في ديوانه " مدائح " :
    تستهل, وعلى نحو مفارق, بتصريح بالنوايا يمركز سجية رفض مطلق قالت :
    "كنت أبغض دوما غطرسة المنتصرين, سواء كانت حقيقية أو متوهمة, وأمقتها, فهي محض كلمات صادرة عن أرستقراطي وديبلوماسي, كلمات محشوة بكثير من الرياء والمداهنة مما لا يشذ عن موضوعات سان جون بيرس وذلك منذ كتاباته الباكرة, كلمات هو من صمم, إن توخيت الدقة, على إبقائها على مبعدة مني"
    وأيضا :
    "إن ما يبديه بعض المارتينيكيين من عناية بسان جون بيرس يظهر لي بمثابة لفتة مفتعلة نحوه, أو سلوكا ماكرا يراد منهما التعتيم على سيزير, الصنم الشعري الأشم في ذلك الأوان .. لقد استخلصت, من خلال ما أمدني به بعضهم من إفادات, أنه عاد مؤخرا إلى الوسط الأدبي وهو ما أعده مبعث قلق, واغتياظ كذلك, بالنسبة لي".



    "ريجين روبان ":
    وعن تصريح من يشكك بوجود الادب الأنتيلي، لم يتقاعس ريجين عن الجزم بحيوية استحصال استقلالية ما وتحقيقها بإزاء أدب مرجعي ذي طبيعة هيمنية يلزم الأدب الوليد أن ينضوي على علاقة فرعية, مرتضاة أو محترز عليها لا فرق, مع الأسلاف الأدبيين, ومن هنا, ومثلما نص على ذلك الكتاب والمبدعون المحسوبون على الإنسية البيضاء الأنتيلية, فلا مفر لهذا الأخير من استحداث أسلافه الخاصين والعمل, أحيانا, على قولبتهم ضمن شعاريته. وعندما يهم الأمر الثقافة الخالصة المسماة إمبريالية فإن كافة الأشياء تتخذ لبوسا تخريبيا, وتصبح مادة تستوجب الإبقاء على مسافة واقية منها, لكن حالما نقوم بالنبش في ثقافة الآخرين, أولئك الذين لا يتوانون عن هدم ما هو خيالي تشرع كل الفرضيات ذات الصلة بجوهرية الاختلاف في تلمس فضاء يسنح لها, في آخر المطاف, بإبداء التقدير, التام غير المنقوص, للثقافات المغايرة .



    "الكاتب الفرنسي أدوار غليسان"
    كتب في مصنفه عام 1969،" الانتواء الشعري" ؛يعد سان جون بيرس الأكثر أهمية من بين الشعراء الأحياء ، الذي يسربل شعرية العلاقة بروح رسولية. وأنه شاعر الجوهر وخاتمة نوابغ تحرير الأعمدة الصحفية .
    يدشن غليسان, من حيث يقصد أو لا يقصد, منحى لم يتوقف, في غضون العقود الموالية, على التوسع والتجذر في نسيج الآداب الأنتيلية. ولعلهم قلة, الكتاب الكاريبيون ممن يكتبون باللغة الفرنسية ولا يحيلون, بهذه الكيفية أو تلك, على سان جون بيرس (اسمه الحقيقي أليكسيس سان ليجه) الذي سوف يتمتع, وإن رمزيا, بمواطنة مسقط الرأس. فقد جرى الانعطاف به عن منبع إبداعه الأصلي وبقدر ما يلازم نثره ،نثر كثيرين أتوا بعده لم تكف لغته الشعرية, من جهتها, عن تغذية جملة من الكتابات"


    وقال أيضاً:
    -إن الانسلاخ عن الجذور لا يستهويني.
    -إن حلم هيا ننصرف لا يليق برجل مثلي.
    لكنه سوف لن ينثني عن مغالبة فكرة الكونية الحاملة, وفقا لتحليله, لمطبات الشمولية والتعميم. ثم إن وثوقه من هويته الأنتيلية المتنورة سيمنحه حصانة ضد استشعار ذاته مختزلة في ترسيمات غربية تقع في منزلة بين المجرد والمدرك ويحفزه على مسائلة الأسس الاجتماعية - العرقية لشعرية سان جون بيرس.
    ويقايس المسافة التي يخمنها فاصلة بينه وبين بيرس, بل ويقر, دونما تحرج, بانتسابه إلى أولئك الذين يجسدون, في ديوان "مدائح" :الديكور البشري لطفولة الملك الصغير: أنا لست غير واحد من تلك الوجوه الخامدة الطنين, المطلية بلون العنب الهندي وبالحزن.

    " وصرح أيضا":

    "هذا المكان مكانهم, سان جون بيرس وكامو حملاه معهما كما لو أنه ينبوع حزين وراعش. وإن ديوان "مدائح" ونص "زفاف في تيبازا" مغموران بشعرية فائقة, ويتسمان ببعدهما التجريدي داخل وضعية مغايرة, بعد الانجلاء المسنن كرأس حسام واعتدال المزاج الكوني"



    "من الآثار الكاملة منشورات جامعة بروفانس"
    عن العمل الابداعي لبيرس
    - "إن البعد الكوني لعمله الإبداعي هو ما يفسر تساميه بالانتماءات تفسيره لإمكانية قراءته خارج الأطر المكانية والزمنية التي رافقت ولادته, وكل قراءة أو استعمال, مابعد حداثيين, لهذا العمل لا محيد لهما, بقوة الأشياء, عن الاصطدام, من جانب, بحدودهما الضمنية الحاجزة إن هما صرفا نظرهما عن هذا البعد المتحصل بدعوى خلفيته التآمرية على ما هو ثانوي, جزئي, محلي, أو مختلف, والخلوص, من جانب آخر, إلى الاقتناع بأن القيمة الكونية الوحيدة قد تكمن في انتفاء أي ما نزعة كونية, ودرء مجازفة اختزال "
    -" كل مرة وحين إلى مجرد لازمة موسيقية تنزع, باستمرار, عنوة من مناخها الأصلي من أجل توطينها في مناخ مغاير خدمة لمقصدية لم تخامر قط تفكير الشاعر."



    "أما الكتاب المارتينيكيين" :
    ما لبثوا يغذون علاقة أكثر استقامة وصفاء مع الشاعر سان في حين يتسم موقف نظرائهم الغوادولوبيين بعزوفهم عن بيرس, بل والاعتراض المتطرف عليه ملحين على نسبه العرقي - الاجتماعي, لكن في الحالتين معا يظهر أنه من العسير الآن الاستنكاف عن اتخاذ موقف, في الجوهر, من تراث رهن التوصيف والبناء المتلازمين.



    "معكم ماراق لي من روائع سان جون بيرس " أليكسيس ليجيه"

    • من ديوان "مدائح":
    "كانت خادمتي خلاسية لها حساسية شديدة تجاه زيت الخروع, ولطالما رأيت حبات من عرق متلألئ تنعقد فوق جبينها, وحوالي عينيها, كانت, وهي تحاذي الغدير عند الظهيرة, دافئة, يفوح من ثغرها أريج التفاح المورد"

    • وأيضا :
    أيّها اللازورد، بهائمنا غصّتهم صرخة.
    أستيقظُ، حالماً بالفاكهة السوداء لشجر الأنيب العطر بقِمعه المبتور المتثألل... سراطين البحر أتت على كل الشجرة ذات الثمر الرخي. وشجرة أخرى مملوءة بالندوب، أزهارُها كانت تنمو، ريّانة، عند الجذع. وأخرى، لا يمكننا مسَ يدها، كما نفعل مع شاهد، من دون أن تبكي من الذباب والألوان! نساء يضحكن وحدهن في حقل من شوك الغنم، هذه الأزهار الصفراء المبقع أسفلها بالأسود والبنفسجي، التي نستخدمها لوقف إسهال البهائم ذات القرن. والعضو طيب الرائحة. العرق يتفتح طريقاً منعشاً، رَجلٌ وحيد سيضع أنفه في ثنية ذراعه. الأنهار هذه تنتفخ، تتهاوى تحت طبقات من حشرات ذوات أعراس غير منطقية. تَبرعمَ المجداف في يد المجدّف. ###### يعيش على طرف الناب أفضل طُعم لسمك القرش...
    - أستيقظُ حالماً بالفاكهة السوداء لشجر الأنيب، بأزهارٍ في علب تحت إبط الأوراق.



    • من قصيدة "آناباز"
    - تعبير إغريقي قديم يعني -رحلة الى داخل الذات "
    عند سان جون بيرس : هي تلك الرحلة في الداخل،وفي الخارج، وليس لفرد واحد بل لجماعة من الناس. لشعب، لـ «كل أنواع البشر في دروبهم وأساليبهم: آكلي الحشرات وثمار الماء».
    " تحكي القصيدة منشدة ذلك الصعود نحو الأراضي المرتفعة الذي يقوم به شعب بدوي جوّال يحركه حلم لا يمكن تحديده أو تعريفه. حلم يدفع ذلك الشعب دائماً وأبداً للذهاب أبعد وأبعد، حتى اللحظة التي يقيّض فيها للشعب ان يؤسس مدينة او امبراطورية. والذي يحصل حين تؤسس هذه الحاضرة (بصرف النظر عن حجمها أو اسمها) هو ان عملية التأسيس والاستقرار نفسها تعاش، من جانب الشعب، كلحظة حنين الى ما مضى... لحظة حنين الى زمن التجوال «حيث كان من المستحيل على أي شيء ان يتعفن، كل شيء كان مثل السماء والريح والنور والعطور والليل والطيور». إذاً، فالمدينة هنا إشارة الى انهيار الأحلام الخالدة... المدينة هي هنا «زمن الأشياء العابرة واللامجدية، زمن المهن التي تحول الإنسان الى اعتبارات ########ة ووظائف".



    • "أنشدته التي كانت هنا"
    أيّها الحبُّ آه ياحبّي، لا نهائيّا كان اللّيل، ولا نهائيا كان سهرنا.
    حيث وجود كثير تَلفَ.
    أكون لك المرأة، وبدلالة كبيرة، في ظلمات قلب الرّجل.
    ليل الصّيف يستضيء في خصاص شبابيكنا المغلقة، والعنب الأسود يزرقّ. في الأرياف، ونبات الكَبر على حوافّ الطرق يُظهر لحمه الوردي، وشذى النّهار يستيقظ في أشجاركم ذات الرّاتنج.
    أكون لكَ المرأة، آه يا حبّي، في صموت قلب الرّجل.والأرض، لحظة يقظتها، إهتزاز حشرات تحت الأوراق :
    فهي إبرٌ ونبالٌ تحت كل الأوراق...
    وأنا أصغي، آه ياحبّي، لكل الأشياء تمضي إلى نهايتها: بومة بالاس الصغيرة
    تُسمع زقزقتها في شجرة السّرو، وسيريس ذات اليدين الرقيقتين تفتح لنا ثمار شجرة الرّمان وجوز كيرسي، والفُرنب الصّغير يبني عشه في أيك شجرة كبيرة، والجراد الحاج ينبش التراب حتى قبر إبراهيم.
    أكون لك المرأة - حلم كبير في كل مجال قلب الرّجل :
    بيت منفتح على الأبد، وخيمة منصوبة على عتبتكم، واستقبال حفيّ وانحناء لكلّ
    وعود العجائب.
    مراكب السماء تهبط التّلال، وصيّادوا الوعول كسروا أسيجتنا، وأنا أصغي فوق رمل
    الممشى إلى ضجيجَ محاور الإله الذهبيّة التي تعبر سياجنا ... آه ياحبي ياذا الحلم الكبير، كم صلوات أقيمت على عتبات بواباتنا ! وكم أقدام عارية عبرت فوق جليزنا وفوق قرميدنا!...
    أيّها الملوك الكبار الرّاقدون داخل توابيتكم الخشبيّة تحت البلاطات البرونزية،
    هاهو، هاهو بعض من قرباننا لأوراحكم المتمرّدة :
    إنحسار الحياة في كل الأخاديد، ورجال منتصبون فوق كل بلاط، والحياة تسترجع
    كل الأشياء تحت جنحها!
    شعوبكم المبادة تنبثق من العدم، ومليكاتكم الطعينات يتحوّلن إلى يمامات في العاصفة، في اقليم الصواب عاش آخر فرسان القرون الوسطى، ورجال العنف ينتعلون المهاميز لأجل العلم. وبكتابات التاريخ الهجائية تلتحق نحلة الصّحراء، وعزلات الشرق تمتلئ بالخرافات. والموت ذو القناع الإسبيداجي يغسل يديه في ينابيعنا.



    • " سيد النجوم و الملاحة" من "منارات ":
    "سموني الغامض، وكان حديثي عن البحر.
    السنة التي أتحدث عتها أن هي السنة العظمى : البحر حيص سأل هو البحر الأعظم.
    الخشوع لشاطئك ، أيها الجنون، يا بحر اللذة الأعظم
    الحال بائس على الأرض، لكن ملكي هائل على البحار،
    وغنيمتي على موائد ماوراء البحار لا تحصى.
    المساء المزروع بالأنواع المضيئة
    يبقينا على شاطئ المياه المتموجة كما تبقينا آكلة الخبازي على طرف غارها.
    تلك التي اعتاد الربابنة الشيوخ الذين يرتدون ثيابا من الجلد الأبيض
    ورجالهم الكبار المحظوظين حاملو الأدوات الحربية و الكتابات،
    أن يحيوها بهتاف، عندما يقتربون من الصخر الأسود المزين بالقباب.
    هل سأتبعكم، أيها المحاسبون، يا أساتذة الرقم و أتبعك، أنت يا ألوهات خفية و ماكرة أكثر مما هي، قبيل الفجر، قرصنة البحر؟

    تجارة الأوراق المالية البحريون ينخرطون بغبطة في المضاربات البعيدة،
    المراكز تفتح، عديدة، في نار الخطوط العمودية
    أكثر من السنة الشمسية المفتوحة على آلاف آلافها.

    يحيط بي البحر الشامل. الهاوية الملعونة نعيمٌ لي، و الانغماس فيها الهي.
    و النجمة التي لا وطن لها تشق طريقها في مرتفعات العصر الأخضر.
    وامتيازي في البحار هو أن أحلم لكم هذا الحلم عن طريق الواقع..
    سموني الغامض وكنت أسكن البرق"



    • "ابتهال"
    وأنت، يا بحار..
    وأنتِ ، يا بحاراً، كنتِ تقرأين الأحلامَ الأكثر اتساعاً، هل
    ستتركيننا ذات مساءٍ إلى منابر المدينة، بين الساحة العامة،
    وعناقيد البرونز؟
    أكثرُ رحابةً، أيها الحشد، مجلسُنا على هذا المنحدر من
    عصرٍ بلا انحدار: البحر، هائلاً وأخضرَ كفجرٍ في شرق البشر،
    البحر معيّداً على أدراجه كأنشودةٍ من الحجر: بَيْرمَونُ وعيدٌ
    على تخومنا، صخبٌ وعيدٌ بعلوِّ البشَر - البحر نفسه سَهرُنا،
    كأنّه إيذانٌ إلهيّ...
    عبير الوردة المأتميُّ لن يحيط بعد بسياج القبر؛ الساعة
    الحية في النخيل لن تُسكتَ بعد روحها الغريبة.. وشفاهنا الحية هل
    كانت أبداً، مرةً؟
    في نيران اللجّ رأيت الشيء الكبير المعيِّد يبتسم: البحر
    محتفلاً بأحلامنا، فِصْحاً من العشب الأخضر وعيداً يُعيّد،
    البحر كله يُعيِّدُ عيد التخوم، تحت مصقرتهِ من الغيوم الكثيفة
    البيضِ ، كمنطقةِ عبورٍ وكأرضٍ موقوفة، كإقليم عشبٍ مجنونٍ
    قُومِرَ به...
    اغمز، أيها النسيم، ولادتي! ولتتّجْه رعايتي إلى ملعب
    الحدقاتِ الأكثر اتساعاً! حراب الظهيرة تتمايل عند أبواب
    الفرح. طبول العدم تنحني لمزامير الضوء. والمحيط، من كلّ
    صوبٍ ، يَدُوسُ عبثه من الورود الميّتة،
    وفوق شُرُفاتنا الكلسيّة يرفع رأسه الوالي!



    • "المدينة "
    الإردواز يغطي سقوفهم، أو القرميد
    حيث ينمو الطحلب
    وعبر أنابيب المداخن تتسرّب أنفاسهم
    دهون!
    ورائحة رجال مستعجلين، ماسخة كرائحة مجزر!
    حموضة أجساد النساء تحت التنورات!
    يالك من مدينة فوق السماء!
    دهون! أنفاس مسترجعه، وبخر جمهور
    مريب – لأن كل مدينة تحتضن
    أوساخها فوق منور الحانوت – فوق قمامات
    الملاجىء – فوق شذا النبيذ الأزرق
    في حي البحارة – فوق النافورة المنتحبة
    في فناء مركز الشرطة – فوق التماثيل الحجرية
    النخرة وفوق الكلاب الضالة – فوق الصبي
    الذي يصفر بفمه، والمتسول بخديّة المرتجفتين
    على فكّيه الغائرين،
    فوق القطة المريضة بجبهتها ذات الغصون الثلاثة.
    يهبط المساء على أبخرة البشر
    - المدينة خلال النهر تسيل في اتجاه البحر
    كدمل…
    كروزو!- في هذا المساء، بالقرب من جزيرتك،
    ستأتي السّماء لتلقي مدائحها للبحر، والصمت
    سيضاعف من تعجبات النجوم المتوحّدة.
    أنزل الستائر، ولا تشعل الضوء:
    إنه المساء فوق جزيرتك ومن حولها، هنا وهناك،
    في كل مكان حيث يستدير إناء البحر استدارة تامة،
    إنه المساء لون الأجفان، فوق الدروب
    المنسوجة من سماء وبحر
    الكل مالح، الكل لزج وثقيل
    كدم حي،
    الطائر يتهدهد في ريشه تحت حلم زيتي
    الفاكهة المنخورة تسقط في ماء الخلجان
    نابشة ضجتها، ومن قلبها تندفع الحشرات.
    الجزيرة تغفو في خليج المياه الواسعة،
    مغسولة بالتيارات الحارة، وبالغدد الدسمة
    لذكور السمك، في تآلف مع الأوحال المزهوة.
    تحت الشجيرات المائية التي اتسعت بها
    الجزيرة، يتكاثر في الحمأة السائلة
    سمك بطيء مبقع كالزواحف، يسهر الليل – الأوحال
    ملقحة – أسمع اصطكاك الحيوات الجوفية
    في قواقعها- هناك فوق طرف
    من السماء الخضراء دخان يتحرك
    إنه رف مرتبك من البعوض- الجراد
    تحت أوراق الشجر يتنادى بخفوت- ودويبات
    أخرى عذبة، يقظى في المساء، تغني غناء أصفى
    من تباشير المطر: تلك هي اللآلئ في أصدافها
    تزدرد صافرة بحنجرتها الذهبية.
    صرخة الميلاد تنبعث من دوامات المياه الساطعة!
    تويجات، أفواه توتياء، لون الحداد الذي
    يظهر نقطاً ثم ينتشر! إنها أزاهير تتحرك
    في السفر، أزاهير تحيا الى الأبد، ولن
    تتوقف عن النمو عبر العالم
    ياللون النسائم الدوارة فوق المياه الساجية،
    سعفات النخيل التي تخفق!
    وليس من نباح ###### بعيد يدل على الكوخ، والدخان
    المسائي والصخرات الثلاث السوداء القابعة تحت
    شذى الفلفل.
    لكن الوطاويط تمزق المساء القهوائي بالصرخات الصغيرة.
    الفرح! أيها الفرح الناحل في ارتفاعات السماء!
    كروزو! أنت هنا ووجهك قربان لإشارات
    الليل، ككف مقلوبة.

    • وفي آه كلّ الأشياء القديمة آه! كل الأشياء التي عرفناها، وكل الأشياء التي عشناها، وكل ما يجمعه خارج الحلم زمنُ ليل الإنسان، ليكُنْ قبل النّهار نهبًا وعيدا ونار جمر لرماد المساء!



    أعماله الإبداعية للتحميل :

    • سان جون بيرس - الأعمال الكاملة ترجمة أدونيس.
    http://www.4shared.com/file/26258984/f0f6c338/___-____.html?...PwdVerified=9635ac8b


    • 1960 منارات
    ومن أهم عناوين هذا العمل الأدبي نذكر: اللغة التي كأنتها الشاعرة، وهذه الأنثى عند الكهان، أيها الغريب، يا من شراعه، يا بحر البعل، يا بحر مأمون، الجنوب، وحوشه، مجاعاته، من سيد النجوم، والملاحة، مدن عالية كانت تستضيء على امتداد وجهها البحري.
    http://www.4shared-china.com/document/59MsOzBx/1960_____.html
    أو

    http://www.4shared.com/document/-xOR7V-5/_-___.html

    سيرته وأعماله
    http://www.answers.com/topic/saint-l-ger


    عندما سُئل سان جون بيرس: من هو أعظم شاعر في فرنسا الآن؟ أجاب: «إنه فيكتور هيجو مع الأسف»!

    ___________________________
    الأدب العالمي - المكتبة الإلكترونية


    المصادر :

    سيرته وأعماله
    http://www.answers.com/topic/saint-l-ger

    http://pippoetry.blogspot.com/2010/06/saint-john-perse-alexis-saint-leger.html


    حياته
    http://www.liberation.fr/livres/0101306404-la-vie-revee-d-alexis-leger

    صفحة سان جون بيرس الشخصية

    "أنشدته التي كانت هنا " - قصيدة سان جون بيرس- تقديم ترجمة : خالد النّجار-مجلة ايلاف

    سان جون بيرس من الداخل - يوميات غير منشورة لصديقة أميركية 1940-1970

    "آناباز" لسان جون بيرس: حنين الى البداوة - ابراهيم العريس

    حوار أدونيس مع عبده وازن ,الحلقة الرابعة,2-8-2010

    سيد النجوم و الملاحة، ابتهال: ترجمة أدونيس

    كتاب جزر الأنتيل ونص سان جون بيرس ألاعيب البناء والتحري عن شجرة النسب - الكاتب

    فيرونيك بوني - ترجمة بنعيسى بوحمالة مترجم وكاتب من المغرب


    المدينة - سان جون بيرس - ترجمة: أحمد عبدالمعطي حجازي



    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=287244
                  

04-20-2014, 01:54 PM

الطاهر الطاهر
<aالطاهر الطاهر
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    عبد الحميد يابرنس
    ( ارجو ان لا اكون قد اقترفت خطأ في مناداتي لك بهذه الطريقة ،، الله هو الشاهد اني احببت مناداتك بهذه الطريقه لحبي لك في شخصك ولكتاباتك )
    اعود لموضوع البوست
    وقبل ان اتوغل في الحديث عن ( منارات ) دعني اولا اقدم جزيل شكري للمترجم ادونيس وكل مترجمين الادب بصوره عامة
    لعلمي انه وعبر العصور اثيرت شكوك كبيرة حول امكانية ترجمة الاعمال الادبية ، وقد تم التاكيد على هذه الشكوك مرات عديدة
    انه من غير الممكن لاي شخص ان يترجم الى لغة اخرى افكارا وعواطف واسلوبا وشكل ملحمة اوقصيدة غنائية او مسرحية شعرية
    او حتى رواية نثرية ،
    ادرك تماما ان فن الترجمة لا يزال يمارس حتى الان في جميع انحاء العالم ، ولو لاه لما وجدنا انجازات ادبية كثيرة لأدباء
    استطاعو بمساعدة بعض المترجمين الماهرين ان يصلو بادبهم الى كل العالم
    لابد في المقام الاول اعتماد القارئ على المترجم ان اراد التعرف على اداب العالم فدور المترجم هام جدا في
    انتقاء الكلمات التي تسهل ايصال الاحاسيس والعواطف قبل الافعال للقاري
    ولعل احد الامثلة اللافته للنظر هي الترجمة الالمانية لاعمال شكسبير
    والتي تعرف عادة بترجمة ( شليغل وتيك )
    فالمعلوم ان ويلهلم شليغل يعود الفضل له في ان جعل من شكسبير شاعرا المانيا كلاسيكيا يقرأ ويمثل ويستشهد به مثله مثل الادباء الالمان الكبار وقتها

    لي عوده ..
                  

04-20-2014, 05:43 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: الطاهر الطاهر)

    الطاهر الطاهر:

    ذلك كرم لا أستحقه. ولك سيدي ما تشاء من طرق مناداة العابرين لتقاسم قطعة من خبز الفكر أوشربة من ماء التأمل. والأهم أن يثمر الحوار شجرا على جانبي الطريق لتصبح أقل وحشة للمسافرين من بعدنا. وبعد: يقال أحيانا أن الترجمة خيانة مهما كانت على تلك أوهذه الدرجة من البراعة. وشيخي الطيب صالح طيب الله ثراه يقول إنها تكسبك أشياء وتفقدك أشياء. على العموم, لا أحد بوسعه أن يعبر النهر كما تعلم مرتين. وأنت حين تحول مادة ما وضعية إلى أخرى لن تكون كما أتصور على حالتها الأولى. لكن الفرق في تصوري المتواضع بين ترجمة جيدة وأخرى رديئة لا يكمن في درجة التمكن من اللغة بقدر ما يمكن في ما يمكن تسميته "حساسية اللغة". مثلا, قبل سنوات تزيد على العقد, في القاهرة, طلب مني صديق وناشر مصري مراجعة مسودة رواية مترجمة من اليابانية. وأذكر أن المترجم كان أستاذا جامعيا للغة اليابانية أورئيسا لها في جامعة ما. أعطيت الناشر بعد فترة نتيجة مراجعة الصفحات 1- 5 تقريبا. كما لو أنك فرغت للتو من تصحيح كراسة تلميذ في عامه الدراسي الأول. وأراه الناشر نتيجة عملي لطلب موافقته للمضي قدما. وكنت قد هدمت جملا وفقرات معيدا صياغتها على ضوء ما رسخ في ذهني أنه روح النص. غفر الله لذلك المترجم. كنت أتابع عملي على مسودة ترجمته داعيا الله من صميم قلبي أن ينزل على رأسه ألف صاعقة.
                  

04-20-2014, 08:04 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: " منارات " الأعمال الشعرية الكاملة - سان جون بيرس ..الحائز على جائزة نوبل - ترجمها عن الفرنسية _ * أدونيس *

    من سيد النجوم و الملاحة:
    "سموني الغامض، وكان حديثي عن البحر.
    السنة التي أتحدث عتها أن هي السنة العظمى : البحر حيص سأل هو البحر الأعظم.
    الخشوع لشاطئك ، أيها الجنون، يا بحر اللذة الأعظم
    الحال بائس على الأرض، لكن ملكي هائل على البحار،
    وغنيمتي على موائد ماوراء البحار لا تحصى.
    المساء المزروع بالأنواع المضيئة
    يبقينا على شاطئ المياه المتموجة كما تبقينا آكلة الخبازي على طرف غارها.
    تلك التي اعتاد الربابنة الشيوخ الذين يرتدون ثيابا من الجلد الأبيض
    ورجالهم الكبار المحظوظين حاملو الأدوات الحربية و الكتابات،
    أن يحيوها بهتاف، عندما يقتربون من الصخر الأسود المزين بالقباب.
    هل سأتبعكم، أيها المحاسبون، يا أساتذة الرقم و أتبعك، أنت يا ألوهات خفية و ماكرة أكثر مما هي، قبيل الفجر، قرصنة البحر؟


    تجارة الأوراق المالية البحريون ينخرطون بغبطة في المضاربات البعيدة،


    المراكز تفتح، عديدة، في نار الخطوط العمودية
    أكثر من السنة الشمسية المفتوحة على آلاف آلافها.




    يحيط بي البحر الشامل. الهاوية الملعونة نعيمٌ لي، و الانغماس فيها الهي

    .
    و النجمة التي لا وطن لها تشق طريقها في مرتفعات العصر الأخضر.
    وامتيازي في البحار هو أن أحلم لكم هذا الحلم عن طريق الواقع..
    سموني الغامض وكنت أسكن البرق


    http://alexandra.ahlamontada.com/t713-topic
                  

04-21-2014, 01:26 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: شرفة على العصر
    سان - جون بيرس بين الأمس واليوم
    بيرس
    بيرس
    عيسى مخلوف

    احتفلت "المكتبة الوطنية في فرنسا" بالشاعر سان - جون بيرس الذي عرفته اللغة العربية من خلال ترجمات عدّة أبرزها وأكثرها إثارة للجدل الترجمة التي وضعها الشاعر أدونيس. جاء الاحتفال بمرور خمسين عاماً على نيل بيرس جائزة نوبل للآداب، وشارك فيه عدد من الشعراء والكتّاب والأكاديميين ومن بينهم بيار برونيل، بيار أوستير، روجيه ليتل وكاظم جهاد حسن. كانت المحاور على الشكل التالي: "بيرس شاعر الأمس والحاضر"، "التأثير العالمي لنتاج بيرس"، "نقل بيرس إلى المجال التربوي والتعليمي"، و"بيرس في مواجهة المبدعين اليوم". وقرأ عدد من الممثلين المعروفين مقاطع من نتاجه. كما افتتح داخل المكتبة أيضاً معرض حول الشاعر وحياته ومساره الإبداعي.

    "يحيط بي البحر الشامل" يقول سان جون بيرس في كتابه "منارات". رحّالة كبير لا تتّسع جغرافيا لرؤيته ولدروب حلمه الذي لا يرتوي. هذا الذي فتح صواريه للريح، اصطفته نجمة خضراء وتوّجته أميراً للمنافي.

    ولد سان - جون بيرس (اسمه الأصلي ألكسي ليجيه) عام 1887 في جزيرة "سان ليجيه لي فوي" في الغوادالوب، المستعمرة الفرنسية في بحر "الكاريبي". ولقد جاءت عائلته إلى فرنسا إثر زلزال أصاب جزيرته وجزر أخرى مجاورة عام 1897. أقامت العائلة في مدينة "بو" حيث تابع الشاعر دراسته الثانوية، ثم التحق بجامعة مدينة "بوردو" فدرس الحقوق، وانفتح، في الوقت نفسه، على جميع مظاهر المعرفة: شعر، موسيقى، فن، فلسفة، طب، جيولوجيا، أنتروبولوجيا.. عام 1904، كتب قصيدته "صُوَر إلى كروزويه" (نشرت في "المجلة الفرنسية الجديدة" عام 1909). عام 1911 نشر قصيدته "مدائح" في المجلة ذاتها.

    دخل السلك الديبلوماسي عام 1914، وبدأ مهماته في بكين، ومنها انتقل إلى فرنسا فالولايات المتحدة الأميركية، فأماكن كثيرة أخرى من العالم. عام 1940، وبعد أن تمّ فصله من منصبه الديبلوماسي، أصبح مستشاراً أدبياً في "مكتبة الكونغرس" في واشنطن. حاضَرَ في جامعة "هارفارد" عام 1946 وحصل على جائزة نوبل عام 1960. توفي في فرنسا عام 1975. قبل وفاته بثلاث سنوات، نشرت دار "غاليمار"، ضمن سلسلة "البلياد"، أعماله الشعرية الكاملة وكان الشاعر راجعها بنفسه. من القصائد الطويلة التي تتضمّنها هذه الأعمال الكاملة إضافة إلى ما سبق أن ذكرنا: "أناباز" (1924)، "منفى" 1942، "أمطار" 1942، "ثلوج" 1944، "رياح" "1946"، "منارات" 1957..

    يؤسس سان - جون بيرس لتقاليد شعرية جديدة تجعله صوتاً متفرداً في الشعر الحديث. معه ينكسر الحدّ الفاصل بين الشعر والنثر، بين الميثولوجي والمقدّس. تصبح الكتابة تعبيراً عن تجربة إنسانية وكونية كبرى. يصبح الشعر نشيداً. كسِفر تكوين يتقدَّم، كموسيقى عظيمة ماحية أمامها كل شيء.. قد يكون أفضل مدخل لقراءة هذا الشعر هو تمثّله بالموسيقى، حركة وإيقاعاً. فكل قصيدة من قصائده المطوّلة تتألف من جملة من الحركات تتمحور حول حركة مركزية واحدة. كل قصيدة جزء من نتاج كبير واحد يشبه في اندفاعه تدفُّقَ البحر وهديره.

    تتغيّر العلاقة بين الإنسان والعالم في شعر سان - جون بيرس. تتبدل المواقف أحياناً، داخل المشروع الشعري الواحد. سيّد الأرض وراعي العزلات في "صور إلى كروزويه"، المنبهر بسحر الجزر في "مدائح"، هو أيضاً قائد حملات عسكرية عجيبة. وهذا ما يطالعنا في قصيدة "أناباز" التي تقوم على خلفية بطولية تفوح منها رائحة الفتح والأسلحة وتؤكّد على قدرات الإنسان وجبروته: "على البحار مَجدي، وبينكم قوّتي!/ مَوعود لأقدارنا هذا الهبوب القادم من ضفاف أخرى،/ وهذا البريق الحامل لبذور الزمن بعيداً،/ بريق عصر عند بزوغه على أذرعة الموازين" (...) لقد نصبنا في الأعالي فخاخنا للسعادة..." (ترجمة علي اللواتي).

    إزاء هذا العالم الصاخب الذي يذكّر بأجواء الملاحم الإغريقية، تأتي "أمطار" و"ثلوج" فتغطّي العالم بقشرة رقيقة من الحلم. وإذا كانت قصيدة "رياح" تعيد إحياء المشهد الذي جاء منه الغزاة والفاتحون وفي مقدمتهم كريستوف كولومبس الذي فتح باب المنفى الكبير على مصراعيه، فإنّ قصيدة "منارات" التي نقلها أدونيس إلى العربية وتركت أثراً كبيراً على عدد من الشعراء العرب الحديثين، جاءت كصرخة عالية في النشيد. صرخة لم ترتفع من قبل بهذه الصيغة إلاّ مع الشاعر لوتريامون الذي نادى البحر قائلاً: "يا أيها العازب الكبير".. وبينما يلتزم لوتريامون الضفاف، يراقب ويتأمل وينادي، يطالعنا صوت سان - جون بيرس وهو يتّحد بصوت البحر ناطقاً بلغته ومفرداته. "منارات" ملحمة البحر - الرحم وتململ الأجساد العاشقة: "... نقيّة تحت لسانك أسناني، تهيمن على قلبي وتحكم أعضائي. سيّد السرير، أنت، يا حبّي، كمثل سيّد السفينة. ليّن مقبض الدفة في قبضة الربّان، والموجة وديعة في قوّته. وها هي أخرى، فيَّ، تئنّ مع عدّة السفينة... موجة واحدة إلينا، بعيداً جداً في العالم وعمره... وكثيرٌ من التموّج، ومن كلّ صوب، يصاعَدُ ويتوالد حتى فينا..." (ترجمة أدونيس).

    من يقرأ العبارة الأولى في هذه القصيدة كمن يركب موجة تأخذه إلى اللجج... العبارة، هنا، لا يمكن اقتفاء أثرها دون الغرق داخل هذا الطوفان والاسترسال في حركة أمواجه المتعاقبة. إنه التدفّق الذي لا ينتهي. إعلان بداية دائمة للتجربة الإنسانية، بكل أبعادها وتحولاتها. تفرغ من قراءة "منارات" وطعم الملح في فمك. ينتابك الشوق إلى الحالات القصوى.

    يستعمل سان - جون بيرس إمكانات اللغة إلى أقصى حدّ مفجّراً طاقاتها الإيحائية الكامنة. لكنّ شاعرية سان- جون بيرس لا تتبلور فقط من خلال طاقاته اللغوية، بل كذلك من خلال حدسه وثقافته الموسوعية الكبيرة. وهو يحاول، عبر تجذّره الكوني والصوفي، أن يعقد الصلة مع البعد السرّي والميتافيزيقي للعالم.

    يقول سان - جون بيرس عن الشاعر اللبناني باللغة الفرنسية جورج شحادة إنّه "سليل ذرّيات آدمية لا يُعرف فيها من الورد إلا الرحيق".. وكم ينطبق هذا الكلام أيضاً على كاتبه حين يتعلّق الأمر بالشعر فحسب.

    http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:http://...0/article590078.html
                  

04-22-2014, 09:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: عالم سان جون بيرس
    إمدادات هذا الكاتب نعيم عبد مهلهل 19 سبتمبر 2005
    في الشعر تلبس الحرب أجمل المعاطف وتقيم ودا مع ما نملك من مدارك بسيطة عن الوجود الذي نحن فيه وهي شيء من ألم مكتوم.وقدرتها على التعاطي مع الحدث الإنساني كبيرة وكثيرة إلى الحد الذي تتوفر لك فيه قدرة على أن تقرأ وتسمع وتتعلم أكثر من أي مرحلة من مراحل حياتك.والشعر واحد من هذه الملاذات الآمنة التي تحتمي بها من مزاجات الحرب الملونة والمجنونة التي قد تكلف حياتك وترمي بأطفالك إلى اليتم ومراجعة دوائر القاصرين فقط لمجرد أنك نزلت مع البغل لتملا الماء من النبع.
    يوحد الشعر قدرتنا على الرؤيا وهو حدث ثنائي التأثير حيث ينتج لك شجن الكلمات في حالتي السعادة والحزن ، ويمتلك طبيعة كونية تستطيع بها أن تحدث ألفه ما مع موجودات الطبيعة كلها وانك معه تستطيع أن توقد الشمعة دون الحاجة إلى عود ثقاب وتقدر أيضا أن تأتى بمن تريده دون الحاجة إلى بساط الريح.فهو رأي مكتمل في قدرته الروحية على تحضير رغبتك كلما أردت أن تفعل شجارا مع ضجر الحرب لأنها كما يقول بسمارك ( آفة تقتل المشاعر فقط ) لكننا بفضل الشعر أبقينا على هذه المشاعر دون أن نصوب أطلاقة واحدة على الشاخص البعيد الذي يفترض أن يكون عدونا كما تقول نشرات الأخبار.وما ذكره اللوح السومري القديم والقائل ( إن من الخطيئة أن تذهب بشاعر إلى الحرب ، فهو لا يحسن سوى قتل نفسه.أما أعداؤه فسوف يرميهم بالقصائد مثلما ترمي حنجرة البلبل الأناشيد ).
    قديما كانت هناك حرب.ينبغي أن نتناسى الحرب ولا ننساها لأنها بئر التجربة.فهي أكلت أصدقاءنا ، وكهلت أمهاتنا سريعا وأحرقت نخيلنا وعلمتنا كتابة الروايات ونوعية جلود البساطيل وآخر ما تعلمناه منها هو كيف يؤذي الإنسان نفسه ، عندما يتعمد أحدهم برمي قدمه بأطلاقة رغبة منه بالحصول على شهر إجازة.في مناخات مثل هذه عاش الكثير ، مات البعض وبقي الآخر.أنا واحد من الذين عاشوا والذي استطاع أن ينأى بليل الشمال وحروبه القاسية متلذذا بقراءة واحد من أهم شعراء القصيدة الحديثة ، حيث أدركت مع هذا الشاعر الشيء الذي يبعدنا عن غربة الحرب وتلك القدرية التي جعلتني أخاف من سطوة الأمراء وسادة الحرب عندما قرأت ذلك المشهد التاريخي والذي يقول ( في أحد الأيام كان فرديك الكبير يتنزه في ساحة المعركة بعد انتهاء القتال ، فرأى أحد جنوده في النزاع الأخير يمد ذراعيه نحوه وعيناه ممتلئتان بالدموع.عندئذ غضب الملك وفرقع سوطه باتجاه المحتضر ووبخه قائلا : أيها الشقي ، هل تريد أذن أن تعيش إلى الأبد ؟ ).لهذا نأيت من شاعري المفضل لأقرأه ولأدرسه فهو كما يقول عنه اليوت : شاعر يكتسب مهارة الإمساك باللغة والجمال أيضا.
    سان حون بيرس هو الشاعر الذي اقصده وقد جاهدت كثيرا لكي اصحب معي إلى ربيئة ثدي الغزال كل ما ترجم له ابتداءا من قصيدة اناباز التي ترجمها الأديب احمد الباقري في مجلة الأقلام وانتهاءً بأعماله الكاملة التي ترجمها اودنيس في مجلدين.وقبلها كنت قد تعرفت على سان جون بيرس في مقال قديم كتبه د. أنور لوقا في مجلة المجلة المصرية التي يرأس تحريرها الأديب يحيى حقي صاحب الرواية المهمة قنديل أم هاشم ، وعنوان المقال ( دنيا سان جون بيرس ) بمناسبة فوزه بجائزة نوبل للشعر عام 1960.
    يفترض شعر بيرس لنفسه مكانات نائية داخل الذائقة الروحية لمتلقي الشعر ، وهو يسيطر على إيقاع القراءة بغرائبية يصنعها سحر تلك النبوءات التي يطلقها الشاعر في داخل أعماقنا من خلال المشهد المصور بعناية ، فهو من الذين يحسنون إمساك المفردة بخيط الضوء الذهبي الذي ينشر بريقه على مساحة لا تنتهي في عالم الورقة الواسع ، ويبدو فيها انه يضع خيارات متعددة للوجود الغير مكترث للمتغيرات التي تصيب العالم.لهذا فان مثل شعر سان جون بيرس واحد من العيارات الثقيلة في مفاضلات الشعر الجديد والشعر الرديء برغم انه لم ينتم إلى أي مدرسة أو مذهب.لقد بقي وفيا لتلك الأزلية التي أقام عليها الشعر ممالكه ولم يتحيز إلا بقدر شعوره بإحباط ما عندما فتش البوليس السري الألماني ( الجستابو ) شقته وصادر جميع أوراقه.كنت أضع أمامي أشعار سان جون بيرس وخاصة في أماسي البرد الذي لا يرحم.وكان الق المساء المتجمد من السحر بحيث يغيب رؤى الذين حولك فلا تشعر بخطورة ما.كنت وقتها اجلب قصائد بيرس وأحاكي الوجود الكوني فأحس أن الرجل يريد أن يصل بأشعاره إلى شيء من التصوف الروحي الصعب.فلقد مثل شعره في الفته مع الأشياء المحيطة أنموذجا لحالة أن يكون الحاكم على رؤانا السائبة بين مداخلات بيانات الحرب وأحلام نهاياتها التي خلقت لدينا قناعات ما بأنها لن تأتي.لهذا كان شعر سان جون بيرس بالنسبة لي شيئا من القناعة التي تبعد تلك الآثام التي نرتديها جراء مشاركتنا في الحرب.لهذا كنت أسعى معها كي أجد مخرجا للكآبة الوليدة توا عندما يعلن في السرية أن الأجازات ستتأخر أسبوعا أخرا.فكانت قصائد بيرس وصورها المحكومة بجمال خاص وهي تعيد للمنكسرين هيبة أن يبقى الإنسان أنسانا رغم هذا الوجع الطاغي الذي تتفنن الحروب في صناعته ليصير حالي مثلما تقول قصيدته : ( يا لذلك السكران .. يبتعد عن نفسه خيطا رفيعا ليتأرجح بعقارب الزمن ).
    ولان الزمن بأشعار بيرس مأخوذ بحكمة روما القديمة استطاع أن يوحد إيقاع العقارب الراكضة إلى تخوم المنافي مثل ابر الخياط الملكي.حيث غلبت فلسفة الشدو عند الشاعر كل الفلسفات وصارت بيانات صعبة لمشاريع جمال عجزت عن اكتشافه أقلام المهتمين بمتعة الروح.فكانت قصائده كما أراها نزوحا إلى العميق الذي فينا.وهو كما فعلها في اناباز عندما إعادة القائد الإغريقي إلى الداخل أراد أن يعدنا إلى الهوة العميقة التي تسكننا والتي تأثرت كثيرا بالمتغيرات.وهي كما وصفها الناقد الفرنسي غاتيان بيكون في مديحه الذي لا ينتهي لسان جون بيرس وشعره ( أصالة تتدفق مثلما الشلال على ذاكرتنا أن قصائده وحي لم نستعره من كتب الديانات القديمة.لقد كان بيرس جديدا وناضجا وحكيما أيضا ) وربما كنت أنا في قراءتي المتكررة هذا الشاعر الصعب مأخوذا بتلك الهالات المشرقة كما يراعات الجبل عندما يتصاعد الإيقاع الاوبرالي لقصائده ليتصيد فينا كل لحظات الإصغاء بدءا من أول قصائده وحتى نهايتها التي سيطر عليها مديح لا ينتهي لكل موجودات الكون حتى حملت اغلب دواوينه أسماء هذه العناصر التي لا يمل الحديث عنها مثل ( رياح ، أمطار ، ثلوج ) فيما مثلت إيقاعات الطفولة لديه بعضها من عوالم السحر المستعاد وهو القائل : ( أن لم تكن هي الطفولة فماذا كان هناك قديما ولم يعد له وجود ، هذه المساحات الساحرة من الأشعار هي في تكويناتها عالم تندرج فيه المسميات إلى رقي الفكرة فالرجل يمثل في تراثه الذي اثر به أن يكون منعزلا عن الأضواء والصالونات وهو وليد الطفولة الأرستقراطية.أراد أن يكتم وهج الشعلة في أعماقه ويصنع منها أرجوحة تتفيأ بتلك الارادات الحرة التي تعيد ألينا وهج أثينا كما يقول هو في واحدة من رسائله.لهذا بقية بيرس يمثل على هذه الشاكلة واحدة من أكثر الأنماط الشعرية متانة.وهو محكوم بالمتغيرات ليس بوعي ماركسي بحدث الكوني إنما ثقافته أحكمت فيه مخيلة الشاعر ما أراد أن يصل أتليه في أجواء رومانية خالصة ولكنها تمتلك إنسانيتها مثلما تمتلك الهرة صغارها النائمين على سرير الريح كما يقول بيرس في واحدة من قصائده التي ركبت أطروحتها وسافرت بنا إلى المخيلات المفتوحة وكأنها تريد أن ترينا المواطن الحقيقية للجمال الروحي الذي يصنعه الشعر قبل الفلسفة وكانت تلك المخيلات هي النمط الجديد من مرويات الشعر الساحرة التي أراد فيها الشاعر أن يرينا الداخل الأزرق الذي يوجد في كل واحد منا.
    أن هذه الصور المرئية واللامرئية في الوقت نفسه تمثل شمولا وجوديا وبرهانا على قدرة الإنسان لخلق عالم مواز للعالم الذي يعيشه على طبيعة ، عالم السحر والذي اتخذ من الشعر أداة للاكتشاف.فالرجل كان في حياته العادية مجرد دبلوماسي ، ولكنه في حياته الأخرى هو سيد ميتافيزيقيا مذهلة نكتشف فيها أسرار لغة تنحدر من سلالات لا نقرأها في أسفار ، بل نشاهدها في شعر بيرس والذي عبر عن كيانه الروحي والفلسفي في ديوانه ( رياح ) :
    ( نحن نمضي وضلالنا وأعمال عظيمة ، ورقة ، ورقة أعمال عظيمة تنشا بصمت في مثاوي المستقبل ) هكذا قدر للشاعر أن يكون ويصنع عالمه الذي يسير بموازاة كل شيء عظيم ابتداءً من البحر وانتهاء بالمنفى ، وبين هذين العالمين بسطت فراشات بيرس السحرية أجنحتها ودونت بأصابع من الورد حكاية وجود البشر ولكن بحروف لا تعرف الضياع بقدر ما تعرف العري.أن سر اللغة في عالم بيرس يبدأ من اللحظة الأولى ويقودك إلى المتاهة العظيمة تلك التي لا نحس بها أول الأمر إلا ونحن غرقى في سبات من الأحلام والهلوسة ، وهذا ما دفع الأكاديمية السويدية إلى أن تنظر أليه بإجلاء ومنحة جائزة نوبل للشعر وسط عصر يعج بالصراعات والصواريخ المنصوبة والحرب الباردة.انه اعتراف بقوة الشعر وتفضيله على الكثير من موجودات العالم الجميلة.ورغم هذا سار شاعرنا بصمت ولم تبهره كاميرات الأضواء و لا مديح النقاد ، بل اثر العزلة حيث يعمل مستشارا بمكتبه الكونجرس ؛ وقد فهم الشعر على أن الإنسان الإغريقي الأول الذي قال أسطورته ومضى كقوله : ( فليسمع الشاعر صوته ).
    شعر سان جون بيرس شعر صعب.ما يميزه الصور الشعرية التي تفاجئك بالشيء الذي هو قربك ولكنك لن تكتشفه إلا مع شاعر مثل سان جون بيرس كتلك الصور المنتقاة من شعره نختم به مقالنا عنه :
    ( لقد راحت خواطرنا تعسكر تحت أسوار أخرى ) ( حشرة تنتظرني للتفاوض ) ( جالس في ألفة مع ركبتي ) ( ينبغي أن نخدم مثل حبل قديم ) ( وعلى الفور اسمع الثياب المنشاة تبعث صوتا ناعما)

    ::. نعيم عبد مهلهل
    أور السومرية 2005


    http://www.doroob.com/archives/?p=1871
                  

04-22-2014, 08:55 PM

الطاهر الطاهر
<aالطاهر الطاهر
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: وكنت قد هدمت جملا وفقرات معيدا صياغتها على ضوء ما رسخ في ذهني أنه روح النص. غفر الله لذلك المترجم. كنت أتابع عملي على مسودة ترجمته داعيا الله من صميم قلبي أن ينزل على رأسه ألف صاعقة.


    عبد الحميد يابرنس
    هنا يكمن سر براعة المترجم الحقيقي ، غير اني اعيب عليك سكوتك تجاه سلب حقك ..!
    جميل جدا ما فعلت فالترجمه ليست بالضرورة ان تكون كلمه لكلمه ولكن هي ما يجب اخضاعها للحواس ( مبدأ عدم الحرفية )
    وبالفعل وكما قيل ان المترجم قد يسبب كثيرا من الاذى وبطرق عديدة
    اولا قد لا يصيب في انتقاء الاعمال ، اي ان يتجاهل من عدم معرفة او قصد اعمالا ادبية معينه جديرة ان تعرف بصورة افضل
    وهنا يأتي دور الحس لدى المترجم في انتقاء الاعمال التي تكون لها ميولا لدى القارئ
    واعتقد لو لا الاحساس المرهف لدى بعض المترجمين امثال ادونيس وغيره في انتقاء ماهو ملائم لاذواق القراء لما عثرنا على
    منارات , مسرحيات شكسبير , ومسرحيات جيرهارت هاوبتمان ، وغيرها ...

    كلها اعمال ادبية تمت ترجمتها لعدة لغات
                  

04-23-2014, 12:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: الطاهر الطاهر)

    عزيزي الطاهر الطاهر:

    أنت تشير, بذات براعتك السردية, إلى أشياء مهمة خطفا, كما لو أنك لا تعنيها. سأتناول ذلك لاحقا. لكنني لحظة أن قبلت إعادة صياغة تلك المادة المترجمة من اليابانية, كنت أعتبر الأمر برمته, لا خدمة وحسب إلى صديق ناشر يواجه صعوبات ما, بل كذلك ممارسة لما أعتبره تمرينات جمالية, وفي هذا يكمن بالضبط ذلك النوع من المتعة المتولدة من مقاربة العنت طوعيا. ولعل ما تكرمت أنت بتسميته "مبدأ عدم الحرفية" ينطبق أكثر على الأعمال الأدبية وعلى وجه الخصوص, لا لأن الكلمات في سياقاتها التاريخية والاجتماعية لها دلالتها المفارقة, بقدر أوآخر, على صعيد دلالتها المقابلة في اللغة المترجمة إليها وحسب, بل لأن الأدب كما يقال "استعارة كبرى", خاصة إذا تحدثنا عن الأعمال الأدبية الكبرى عن حق, إذ تتيح بطاقتها الإبداعية المكثفة إن جاز التعبير مدى واسعا للتأويل والتفسير أولتعدد وتنوع القراءة. والواقع أن مسألة نجاح الترجمة, كما أتصور, لا تعود فقط إلى قوة الإحساس المرهف لدى مترجمين ومبدعين كبار أمثال سامي الدروبي وأدنيس وجبرا إبراهيم جبرا, بل ترتبط كذلك بمدى قوة أوضعف الوسط الثقافي وبأي موضوعية تعالج داخله المنتوجات الثقافية أوالإبداعية, وقوة أوضعف الوسط الثقافي ذات ارتباط وثيق بطبيعة السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي الأشمل.
                  

04-23-2014, 12:10 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    من باب خدمة المواهب الشابة في بلدي/ هذا البوست.

    ***

    الفائدة عميمة يا البرنس ، حتى للكهول من أمثالنا

    دمتم بخير
                  

04-24-2014, 10:27 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: ابو جهينة)

    شكرا, أبا جهينة, لبهاء الحضور وتواضع العارف, وهنا مزيد:


    Quote: ابتهال

    وأنت، يا بحار..

    1

    وأنتِ ، يا بحاراً، كنتِ تقرأين الأحلامَ الأكثر اتساعاً، هل

    ستتركيننا ذات مساءٍ إلى منابر المدينة، بين الساحة العامة،

    وعناقيد البرونز؟

    .

    أكثرُ رحابةً، أيها الحشد، مجلسُنا على هذا المنحدر من

    عصرٍ بلا انحدار: البحر، هائلاً وأخضرَ كفجرٍ في شرق البشر،

    .

    البحر معيّداً على أدراجه كأنشودةٍ من الحجر: بَيْرمَونُ وعيدٌ

    على تخومنا، صخبٌ وعيدٌ بعلوِّ البشَر - البحر نفسه سَهرُنا،

    كأنّه إيذانٌ إلهيّ...

    .

    عبير الوردة المأتميُّ لن يحيط بعد بسياج القبر؛ الساعة

    الحية في النخيل لن تُسكتَ بعد روحها الغريبة.. وشفاهنا الحية هل

    كانت أبداً، مرةً؟

    .

    في نيران اللجّ رأيت الشيء الكبير المعيِّد يبتسم: البحر

    محتفلاً بأحلامنا، فِصْحاً من العشب الأخضر وعيداً يُعيّد،

    .

    البحر كله يُعيِّدُ عيد التخوم، تحت مصقرتهِ من الغيوم الكثيفة

    البيضِ ، كمنطقةِ عبورٍ وكأرضٍ موقوفة، كإقليم عشبٍ مجنونٍ

    قُومِرَ به...

    .

    اغمز، أيها النسيم، ولادتي! ولتتّجْه رعايتي إلى ملعب

    الحدقاتِ الأكثر اتساعاً! حراب الظهيرة تتمايل عند أبواب

    الفرح. طبول العدم تنحني لمزامير الضوء. والمحيط، من كلّ

    صوبٍ ، يَدُوسُ عبثه من الورود الميّتة،

    .

    وفوق شُرُفاتنا الكلسيّة يرفع رأسه الوالي!

    *

    ترجمها عن الفرنسية أدونيس

    من كتاب: منارات (الأعمال الشعرية الكاملة)

    دار المدى، 1999



    http://www.adab.com/world/modules.php?name=Sh3eranddoWhat=shqasandqid=83421andr=andrc=3
                  

04-24-2014, 11:36 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)


    Quote: نحن مع اولئك الذين إذ يضهبون يتركون على الرمال اخفافهم .. مع اولئك الذين اذ يصمتون يفتحون دروب الحلم التي لا عودة منها



    سموني الغامض وكان حديثي عن البحر ...
    ------
    -------
    سموني الغامض وكنت أسكن البرق ....


    شكرا يا برنس على التعريف بهذا الشاعر مترامي الأطراف ...تماما كالبحر ..في تقلبه ..وسحره .. واتساعه ...كالسماء في لا نهائيتها..وبريقها وغموضها ...

    أعجبتني تعبيراته الفريدة والغامضة والعميقة ...والتي تبدو أكثر إهتماماً بالحكمة والتأملات الفلسفية ...منها بقوانين الشعر وجمالياته اللفظية .

    --------------------------------------------------------------------
    جاني إحساس بأنو كان زول " مهود " شديد ...وشادي رحالو للبعيد ...
                  

04-24-2014, 12:11 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: ibrahim fadlalla)

    وهو القائل (يا إبراهيم) في (منارات):

    Quote: «أيها الغريب، يا من شراعه حاذى طويلاً شواطئنا، ويُسمع أحياناً في الليل صريرُ بكراته.

    هل ستقول لنا ما بليتك ومن يدفعك، في أكثر المساءات دفئاً، لكي تهبط بيننا على الأرض الأليفة؟»


    وهو القائل في سياق آخر من (منارات):

    Quote: «ريشة بيضاء في الماء الأسود، ريشة بيضاء في اتجاه المجد».

    «سببت لنا فجأة هذا الألم الكبير، لأنها بيضاء إلى هذا الحد ولأنها كذلك، قبل المساء...».


    ولعل هذا التدفق الإبداعي الجميل تجد مصدره أعلاه, في قول الشاعرة والناقدة الأميركية "كاترين بيدل", سواء أكانت دقيقة في أقوالها, أم تحركها نوازع خفية ضد هذا الشاعر (الألفي). أي قولها إن الهم الإبداعي كان الدافع الأساس في سكون وحركة سان جون بيرس:

    Quote: الرجل الغامض " الدبلوماسي الفرنسي لدى وزارة الخارجية الفرنسية ،معروفا عنه "حدّة خطابه" و"حبه للسر"، قادر على أن يُظهر "صورة مختلفة عنه" لكل متحدث. هذا على خلفية نوع من "التحليل النفساني" الذي يقوم به وقدرته على "جذب الآخرين وما يمتلكه من قوة سحرية". ويتوّج ذلك كله بمهارة عالية في "إخفاء ما يدور بداخله من أفكار".
    فقد كانت تعرفه "من الداخل" تؤكّد أنه كان رجلا "مسكونا بخدمة مساره الأدبي


    ولعل ذلك الوفاء الأكثر ندرة للإبداع في العالم ما دفع ماركيز عبر المقابلة تاليا إلى التصريح أنه كان دائما على استعداد أن يموت في سبيل أن يظل كاتبا:


                  

04-24-2014, 12:33 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    ملحوظة (هامش): الرجل الذي قدم ماركيز في المحاضرة الواردة آخر الفديو كان كارلوس فوينتس. وهذا حدوتة لوحدها كما يقال في مصر. ولا غرابة أن يذكره ماركيز كثيرا. أعتذر من هذا الاستطراد المقحم.
                  

04-25-2014, 11:39 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من ترجمة أدونيس لديوان سان جون بيرس andquot; مناراتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote:


    سان جون بيرس: "شعرية العصر النووي"



    تقديم وتعريب : محمد العرجوني *
    ثقافات


    سان جون بّيرس، إسم الشهرة، أو كما يظن البعض، إنه قناع سيسمح لحامله بالتألّق و لشعره الذيوع. إسمه الحقيقي هو: ألكسيس سان ليجي. ولد في جزيرة الغوادلوب (بحر الكرايبي)، إحدى المقاطعات الفرنسية لما وراء البحار، عام 1887 و توفي بجزيرة جيين عام 1975. عاش وسط التقاليد الأرستقراطية الفرنسية، وورث منذ ولادته أبّهتها، وكما يقولون، فطر على زبدة النّبالة الفكرية والأخلاقية. أصبح فيما بعد ديبلوماسيا، الشيء الذي سمح له بأن يصبح السائح النّبيه في أمصار المعمورة. كتب المجموعات الشعرية: "مدائح" (1911)، "أناباز" (سفر استكشافي داخل البلاد) (1924)، "منفى" (1942)، "أمطار" (1944)، "ثلوج" (1944)، "رياح" (1946)، "مرارة" (1956)، "وقائع" (1960)، "شعر" (1961)، "طيور" (1962)، ""من أجل دانتي"(1965)، "نشيد من أجل اعتدال" (1971)، "ليليّ" (1973)، "جفاف" (1974)... و سوف تتوج أعماله الشعرية المتفرّدة بجائزة نوبل للآداب سنة 1960.
    يعتبر من أبرز الشعراء الرمزيين الفرنسيين الذين بصموا النصف الأول من القرن العشرين. هناك من يصنفه ضمن الشعراء السرياليين انطلاقا من مراسلاته مع أندري بروتون وجان بولان. إلا أن شعره يشكل وحده مدرسة عصية، نظرا لموضوعاته القصيّة وصوره الباذخة المرتبطة بالطبيعة، حيث نجد أسماء الطيور والنباتات والحشرات إلخ...يعتبر فلكا وسط المدار الشعري الذي يدور وسطه كل من جان بول فاليري وبول كلوديل، من فرنسا، وفريدريش هولدرين وغيورغي تراكل من ألمانيا، وراينر ماريا ريلكه من النمسا. تتجلى وظيفة الشعر، بالنسبة إليه، في كونه تجميد للكينونة الإنسانية وتبجيلها وسبر أغوارها لكشفها وإنارة عتماتها. سوف نجد شعره متشبعا بروحية الشرق الأوسط، مندمجة في ثقافته الإغريقية واللاتينية المسيحية. الشيء الذي ربما أعطى لشعره نكهة خاصة، تنطلق صوره من الخيال وإلى الخيال عبر لغة نصفها واضح والنصف الآخر غامض تعتمد على التضاد والصور المفتولة واللامتناهية، تثير الدهشة تلو الدهشة لدى القارئ الذي عليه أن يكون أديبا وعالم طبيعة وطيور وفلك وأسطورة..


    لقراء هذه الترجمة/الخيانة، لقصيدة: نشيد من أجل اعتدال. هي خيانة أتمناها أن تكون جميلة لتقريب القارئ العربي بهذا الشاعر الذي يستعصى حتى على القراء باللغة الفرنسية، وعلى الفرنسيين أنفسهم. ولأن الشعر نفسه يعتبر ترجمة للأحاسيس، أجد نفسي واعيا تمام الوعي أن ترجمتي هاته، ما هي إلا ترجمة للترجمة، وبالتالي فإن النص المترجم يصبو إلى أن يكون إبداعا جديدا، على مستوى الدرجة الثالثة...

    and#8195;
    نشيد من أجل اعتدال ( 2 )
    ***
    قصيدة:
    سان جون بيرس
    ***

    في ذاك المساء كان الرعد يدوي، وفوق الأرض ذات القبور لذاك الجواب المدوي كإعلان للإنسان أرخيت أذني، موسوم بالاختصار كان، عبارة عن ضوضاء.

    يا صديقتي،كان وبْلُ السماء حليفنا، وليل الرب تقلبات أجوائنا،
    وبكل الأمكنة، كان الحب يرتقي نحو ينابيعه.

    أعرف، لأني رأيت: الحياة ترتقي نحو ينابيعها، و البرق يجمع أدواته بالمقالع المهجورة،
    ويتكدس الصواح الأصفر، في زوايا السطوح،

    وباليمّ تلتحق نطفة الإله بطبقات عَلقِ البحر البنفسجية.
    ويصبح الإله المبدد مثلنا متعددا.

    ++

    مولاي، سيد الأرض، انظر الثلوج تتساقط، والسماء من غير تصادم، والأرض محررة من كل بردعة:
    أرض شيت(3)، وشاول(4)، أرض شي هوانغ-تي(5)، وخوفو(6).

    إن صوت الإنسان بالإنسان، وصوت الفولاذ بالفولاذ، وهناك في مكان ما بالعالم
    حيث لم يكن للعالم صوت ولا للعصر حِرص،
    ازداد مولود بالعالم لا علم لأحد بعرقه ولا بمرتبته،
    وسددت العبقرية ضربات موفقة بفصوص جبهة طاهرة.

    أيتها الأرض، يا أمنا، لا تقلقي من هؤلاء الرعاع: فإن العصر سريع، والعصر حشد، والحياة تتابع مجراها.
    نشيد يعلو بداخلنا لنبعه جاهل ولن يكون له مصب بالمنون.

    اعتدال لمدة ساعة بين الأرض والإنسان.

    1971

    (1) عنوان لدراسة حول أعمال سان جون بيرس: لهنرييت لوفيلان وميراي ساكوت، باريس، يناير 2005، كلنكسيك (Klincksieck)
    (2) منشورات كاليمار 1975Chant pour un équinoxe, édit. Gallimard,
    (3): Seth
    (4): Saül
    (5): Che Houang-ti
    (6): Cheops


    http://www.thaqafat.com/News.aspx?id=4544andtt=%D8%B3%D8%A7%D9...86%D9%88%D9%88%D9%8A-
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de