|
|
حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم
|
(لولا المشقة لكتب الناس كلهم) عندما تأخذك متطلبات المعايش والقوت الضروري تصبح الكتابة مستحيلة .. وترضى بالقسمو ليك ربك ..
حصلت قبل شهر على نسخة أنيقة من: ديوان هضلبيم عن الأنهار وضفافها بشرى الفاضل الصادر في 2013 عن مدارات للنشر والتوزيع - الخرطوم
فأصبح أحد ملاذاتي في السوانح القليلة المتوفرة .. أقلبه حتى يقع نظري على إشارات ورموز توحي بعلاقة بريئة بين القصيدة وأشواقي:
مقطع من قصيدة:
في البلاد الكسيرة تمشي الهزيمة مشي إنتصار مهاب إخطبوط المصيبة يفتح أذرعه كي يضم إليه مواليده من حشود المصائب بعد يتم (أويل) انشطار (قلول) و(محمد قول) في البلاد الفقيرة التصاريف محكومة بالرغائب الموارد مزروعة في الهدر لست تملك ؟ (وهـ!) لست مندرجا في صنوف البشر. ================================================== لم أنسى الموضوع الرئيس لهذا الخيط:
الحوار الذي أجراه المستشار الاقتصادي محمد عبدالمنعم مع الدكتور بشرى الفاضل .. السيرة /الهم الثقافي/ الهم العام و(تشابها فتشاكل الأمر) ..
حوار مع بشري الفاضل أجراه محمد عبد المنعم
س1 عُرفت شاعراً منذ ( الفقس) وحتى الديوان . ثم أشتُهرت قاصاً للقصة القصيرة وكذا الطويلة أيضاً، وكتبت الرواية ، ثم أنت ناقد تساجل نفسك وغيرك وتزمع الآن نشر أعمالك بألوانها العديدة ، إلي جانب أنك حالياً صحفي كاتب في السياسة والفكر وغيرها من هو بشري الفاضل من كل ذلك ؟
ج1 عرفت ... أشهرت ... تساجل ... تزمع .. كاتب .. ها أنت يا صديق وبكلمات دقيقة ترصد حركتي لأنك تعرفني وتلخصها منتقداً من يبن السطور . فلا شك أنك تقول كغيرك أنني لم أحقق نفسي شاعراً ( سينس) أن القصة فرضت نفسها وألقت بظلالها علي مجمل إنتاجي . حسبك أن تعلم أنني مقل في هذه الجبهات جميعها وأن ما أكتبه هو شي واحد مع ذلك وكله يندغم في طوبة محجوب شريف ( أنا طوبة ما سويت) وليس هذا عن تواضع بل عن معرفة بما يفعله الزمن بالكتابات جميعها وإن تطاولت . آمل أن يحفظ لي الزمن حين نلتحق بدورة الكربون القصيدة الواحدة والقصة الواحدة والأجزاء من الرواية وإن كان أدائي في هذا الضرب الأخير تعثر كثيراً رغم المحاولات . أحياناً أحس بأنني كاتب ذو صوت بعده واحد ( مونو) وبالتالي فلا أقوى علي تعقيد وتعددية أصوات الرواية كما ينبغي وهو طلب عسير وشاق . لست ناقداً كما تعلم وأعلم ولكنني أعكس قراءاتي علي الورق وأكثر ما أكتب عنه يصدر عما أحبه من أعمال الشباب وكم من أمنياتي أن أتصل بالكتابات الجديدة وأفكار الشباب الطالع . لكن تصدني عوائق كثيرة من بينها عدم الخروج حتى الآن من جب حياتي الخاصة الشائكة . ولك أن تعجب إن علمت بأنني حتى الساعة لم أقرأ لشباب جرى التنويه عنهم وفازوا بجوائز وأشاروا لأقدامهم الراسخة في مجال السرد أمثال الصويم . وبي توق شديد لقراءة الأعمال الكاملة للشاعرة المميزة نجلاء عثمان التوم وكذا الشاعرة ميرفت . أنت أشرت للديوان علي استحياء هكذا غفل عن اسمه وهي لغة مهذبة فيك أعرفها منذ ربق الحداثة ذلك لأنك قرأت أنت المجموعة الشعرية ولم يقرأها القراء لأنها لم تصدر لذا جاءت تسميتك الظريفة له كما لو أنه كتاب سيبويه . المهم يا عزيزي هي مجموعة أشعاري كلها منذ السنة الثانية بكلية الآداب جامعة الخرطوم وحتى اليوم ولك أن تدهش إذا علمت أن كل الشعر الذي سأضمنه المجموعة من فترة الجامعة ثلاث قصائد فقط هي ( هكذا أبصر نفسي) والفقس وإنني أرنو لصيد) أما بقية الشعر فسأسقطه وكدت أسقط الفقس أيضاً لكن سأثبتها ضمن المجموعة لتاريخيتها لأنها فازت ضمن نصوص الشعراء الشباب لعام 1975م . لأن فيها بصمتي تقييم الشاعر الراحل المجذوب رئيس لجنة التحكيم وروح الكاتب الراحل عبد الله حامد الأمين وهو من كد فأقام تلك المسابقات التي كانت سنوية . أما القصيدة الأولي مما ذكرت هنا فلأنني ثبتها علي باب غرفتنا بداخلية السوباط بالبركس وكانت كلها أبيات قليلة تقول :
هكذا أبصر نفسي عاثر الخطو " عيياً" وخجولاً كتب الوالد في دفتر يومياته : ( يرتجي منه ولكن ليس في كل الأماكن) هل خبرتم ثمَ شخص ناضر في قلبه والعود ساكن ؟
كلمة " عيياً " الواردة في السطر الثاني هنا أدخلها أستاذي وصديقي عبد الله بولا حين اطلع علي القصيدة فيما بعد عام 1975م مستبدلاً بها كلمة أخرى أقل جودة لم أعد أذكرها . وكما تري يا عزيزي محمد فكتابتي الشعرية كما النثرية تغري بتدخل الأصدقاء فيصلحون ما عن لهم وينسبون الشعر أو النثر لي . لقد تدخل أصدقائي في جامعة الخرطوم في القصص الأولي التي كتبتها ( حملة قيوم أول قصة وذيل هاهينا ثاني قصة وحكاية البنت ثالث قصة وقد كتبتها جميعاً بعد تخرجي من السنة الخامسة بكلية الآداب . ويقول كثيرون أنني لم أعد أكتب مثلها فربما يعود ذلك للسبك الذي أتاحه التأليف الجماعي لهذه القصص .
يتبع ..
|
|

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
س2: لطالما اصطدم لدينا الثقافي بالسياسي ، وفي أنحاء الدنيا الأخرى الثقافي أقنوم بذاته والسياسي والإداري مضمار آخر . ذاك بإبداعه وقوانين تطوره وهذا بخطابه وأدواته . نسأل وفي بالنا قول لك في ندوة الصحفيين السودانيين بالمملكة السعودية بأن قامة المبدعين السودانيين أطول من قامة وزارة الثقافة . أتري أن الدولة عبر أجهزة الحكومة مسئولة عن رعاية الإبداع والمبدعين ثم الإنتاج والنشاط العقلي في مجموعه ؟
ج2 : دعني أقتطف لك قولاً أتحفنا به الأستاذ أبوبكر الأمين قبل أيام فيما يخص اصطدام الثقافي بالسياسي . وهو قول علي جمال عباراته لا أتفق معه كما لا أتفق مع بادرة السؤال عن الاصطدام فمن قال لأبي بكر بأن يترك للسياسة بأن تأخذه كل هذا المأخذ لماذا لم يقم وهو الفنان الذي أعرف في نواح شتي بأن يقدم لأجهزتها التي عمل فيها أو بقربها العطاء الأمثل بالطريقة التي تريحه . يقول أبوبكر : ( هاهي السياسة تأخذنا بعيداً عن الأغنيات لكوننا علقنا علي مشجبها آمالاً كبيرة وأحلاماً كثيرة وهي تعدنا بنبيذ وحفنتين من العطاء ولكنها إذ تأخذنا – تأخذنا أخذاً وبيلا – ينسينا دوماً أننا نملك معها بعض الأدوات الأخرى الصالحة أيضاً للمساعي النبيلة . تريدنا السياسة أن نحملها " أجنة واحدة" متعددة الأغراض لتنوب عن كل حقول المعرفة وساحات الفعل . لكن السياسة ، رغم كل شئ حفظتنا فلولاها لتهنا في وادٍ غباش يتراقص سرابه فوق بعض ) .
فيما يتعلق باستهلال السؤال فإنني أري أن السياسي ثقافي . فالأساتذة نقد والصادق المهدي ومنصور خالد والخاتم عدلان مثقفون وساسة في الوقت عينه . أما أقنوم الثقافي في الغرب الذي تقول بنايه في بعض أنحاء الدنيا ولعلك تشير إلي العالم المتقدم فربما يكون أمره صحيحاً فيما يخص المثقفين المهنيين غير العضويين أما من تستحثهم ضمائرهم لقول شئ فيما يجري حولهم من سياسات فمثقفون ساسة . أحياناً يوشك هؤلاء أن يصبحوا ساسة – مثقفين كما في حالة اللساني الأشهر نعوم تشومسكي فيما يتعلق بموقفه من السياسة الأمريكية المعاصرة وموقفه من عدوان إسرائيل . كلنا نذكر موقف الفيلسوف برتراند راسل من السلاح النووي وحرب فيتنام وموقف انشتين والعديد من مفكري وعلماء وأدباء العالم من قضايا مماثلة .
أما الفرعية من سؤالك عما قلته أنا خلال ندوة الصحفيين السودانيين بمدينة الرياض ( العاصمة ) ! – أنظر كيف أصبحنا نحتاج لتعريف الأسماء بصفات بسبب غفلة بعض السلطات في بلدنا في تسمية الأحياء وترك الحبل فيها علي الغارب – ما قلته في تلك الندوة هو إن قامة الأدباء أطول من قامة وزارة الثقافة . وإجابة علي سؤالك أقول نعم يجب أن تكون الدولة مسئولة عن رعاية المبدعين سيما في بلد مثل بلدنا جل إن لم يكن كل مبدعيه من الفقراء . أنظر كيف قضي معاوية محمد نور وخليل فرح ما كابده التجاني يوسف بشير والمجذوب وهؤلاء مجرد أمثلة . حتى من حالفه الحظ في النشر من كتابنا أمثال الطيب صالح باتوا يشكون في الآونة الأخيرة مما جناه عليهم أغلب الناشرين من سوء في النشر ومنع لما ضمت عليه الأيادي من دنانير . ما ضر أن تقوم وحدة في وزارة الثقافة للنشر المجود والترجمة بحيث تطبع ربع مليون نسخة بالإنجليزية ومثلها بالعربية ومثلها بالفرنسية لعمل يتفق مجلس مخصوص من المحكمين علي جودته وليس بالضرورة أن يكون من أعمال من سلفوا فليكن من أعمال الشباب : شاعرة شابة أو شاعر ، ناثر شاب أو ناثرة ولدينا من هؤلاء نجباء عديدون . ما ضر لو جاءت المحصلة النهائية ولو بعد عقد مبالغ طائلة فلنعظ منها المبدع المنتج 10% مقدماً من قيمة سعر الغلاف . هذا كفيل بأن يجعله متفرغاً لعمله مدي الحياة ويضمن له الضمان الاجتماعي . الوزارة أيضاً يجب أن تقوم بإحياء الإصدارات القديمة : مجلة الخرطوم ، مجلة الثقافة كما يمكن أن تشتري حقوق الإصدارات الخاصة التي كابد بعض الأدباء ممن رحلوا علي إصدار أعداد يتيمة أو قليلة منها : مجلة القصة لصاحبها الراحل عثمان علي نور ومجلة القلم وغير ذلك كثير . أين الغاليريهات الحكومية ؟ أين مسارح الدولة علي أحدث المواصفات العالمية في كل عاصمة من عواصم الولايات ؟ وقس علي هذا الكثير .
يتبع ...
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
س3 : في الساحة أصبح مؤخراً لكل جماعة أو لون من الفن والاهتمام منتديً . هل تتابع المنتديات في الوطن ؟ في رأيك : هل تجدها تيارات تغني الحصيلة النهائية وتحقق ثراء التعدد أم تري فيها تفرق يضر بحركة الفن والثقافة إنتاجاً وتلقي ؟
ج3 : للصديق هاشم محمد صالح قصيدة من زمن الطلب حيث درسنا معاً بالثانوية بحنتوب يقول في ختامها : ( فلتزدهر الشموس علي كل المدارات ) هاشم لم ينشر قصيدته تلك ولم ينشر كل شعره ولم يتبق له فيما يتعلق بمسألة نأيه عن النشر والقراء إلا أن نعرفه بأنه هو الشقيق الأكبر للصحفي المعروف فيصل محمد صالح . لكن لا بأس . شعر هاشم موجود وربما يعود يوماً من حالة اللا أدرية أو عدم الرضا المندغمة في النزوع نحو الإتقان فينشر شعره البديع للناس . نعود من الإستطرادة مستندين علي عبارة هاشم فنقول فلتزدهر شموس المنتديات والمنابر علي كل المدارات هذا من علائم الصحة والعافية لحياتنا الثقافية وواقعنا المتعدد المنوع الخصب الذي لا يمكن أن تحتويه نظرة آحادية . ثقافتنا موجودة في شبكة ثقافات وتعبر عنها عدة أجيال في آن واحد ويعتريها تغير مستمر فإذا ألهمت الرد تشكل في كلمات أخرى – كما يقول عبد الصبور في مأساة الحلاج – تبغي رداً . في تضاريس رقم 54 وهي حلقات من عامود في الأفكار الأدبية والنقدية أداوم علي نشرها كل اسبوع بصحيفة الرأي العام أطلقت دعوة أهلية لتنظيم الحياة الثقافية السودانية وتطرقت لهذا الموضوع من طرف فقلت : مما لا شك فيه أن الفوضى وعدم التنظيم مما تتسم به معظم جوانب الأداء السوداني تصيب برشاشها الحياة الثقافية السودانية فالإصدارات تنشأ وما تلبث أن تتعثر وتجارب إنشاء جمعيات أهلية للمثاقفة تكرر نفسها هنا وهناك . أحياناً تكون لحركية ناشط شأنها في قيام جمعية لا تلبث أن يخبو بريقها بخفوت صوت ذلك الناشط أو مجموعة الناشطين . وتقوم جماعات جهوية ببث حبهم المعلن عنه للمكان الذي نشأوا فيه خلال جمعيات ثقافية تجد أن اسم المكان المنطقة ، المدينة ، الحي يلعلع عبر مكبرات الصوت بأكثر من الفعالية الثقافية المثبتة في أضابير أوراق تلك الجماعة . لا يمكن لكاتب واحد مهما أوتي من قدرات ومن فسحة في الوقت أن يطلع علي الإرث الإنساني العلمي الفكري الثقافي . ومن هنا تجئ ضرورة قيام جماعات أهلية طوعية عديدة تطلع كل جماعة منها بقسم من أقسام ذلك الإرث تعاقبياً وآنياً . وفي ظل غياب ريادة جسم حكومي يحفز قيام مختلف تلك الجمعيات وأعنى وزارة الثقافة فإنه يمكن لاتحاد الكتاب السودانيين أن يسهم في ذلك وفي رأيي إن أكبر فجوة في هذه الثقافة حالياً هي تلك التي نحن ننتمي إليها مثلاً أو ربما بأكثر من غيرها وإن أبعدتنا عنها السياسات الغشيمة واعني فجوة نأينا عن الثقافة الإفريقية . وفي خطوة عملية فإنني أدعو اتحاد الكتاب وغيره من المنظمات الأهلية التي تشاركه الهم الجسيم إلي فتح نوافذ لترجمة الكتابات المتميزة في الثقافة الإفريقية والتعريف بها وبكتابها وإقامة جسر قوى متصل بين كتابنا وهؤلاء الكتاب لا يكون جسراً من ورق المناسبات بل من اسمنت الوشائج التي بيننا . صحيح إن الكثير من تلك الكتابات يصلنا لكنه يصل إما بصورة متقطعة غير منتظمة أو عبر لغات أجنبية وللمتخصصين . ما أعنيه هو أن تكون تلك الصلة مبذولة للتيار الرئيس من القراء السودانيين وهؤلاء سيقومون بايصاله من بعد لنسيج المجتمع السوداني ككل . والشئ نفسه ينطبق علي آداب الأمم الأخرى كالأدب الصيني والأدب الياباني وآداب أمريكا اللاتينية والأدب الروسي وآداب أمريكا واوربا واستراليا . فلو كان في مقدورنا تحفيز جماعات من الشباب مادياً لدراسة تلك الآداب والثقافات أي دراسة الإرث الإنساني دراسة منهجية فإن ذلك سيختصر الطريق أمام الأجيال الصاعدة كما يقينا شرور تكرار وإعادة التجارب . ولا ينبغي حصر مثل هذا المجهود الشاق علي مقاعد الدرس في كليات الجامعات . لايمكن لكاتب واحد أن يقضي عمره بين أضابير الكتب فمتي يا تري سيكتب ؟ لكن ذلك الكاتب يقيناً ستصدر فكرته ناقصة وإن كانت موهبتها بائنة إن لم يتم صقلها عبر المضاهيات بما سبقها أو شابهها من أفكار لذا فإن جملة جمع رحيق العالم التي أدعو لها هي الكفيلة بإنتاج عسل سوداني طبيعي ومنقي والأهم من ذلك أنه سيتم صنعه عبر الفلترة ، عبر التنقية والمثاقفة وهذا هو السبيل الذي أري أنه سيؤدي إلي نضج كتاباتنا وأفكارنا . والشئ نفسه ينطبق علي اجيالنا الطالعة في القري والبوادي البعيدة فالمثاقفة أي إدخال عنصر التعليم في الثقافة يدرأ الكتاب الشباب من إعادة إنتاج عيسي الحلو ببذل الجهود لإيصال كتابات هذا الكاتب الكبير المثابر إليهم حيثما كانوا عن طريق إحياء المكتبة المدرسية وعلي هذا قس فبقية المسائل كلها تفاصيل .
يتبع ....
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: بله محمد الفاضل)
|
تحياتي يا بله .. كاملا وهناك المزيد .. كن قريبا
===============================================
س4 : سأل عيسي الحلو : " من أهم النقاد الذين ناصروا الكتاب الجدد ؟ " أجاب بركة ساكن " هناك النقاد الشباب .. وهناك بشري الفاضل .. فقط " هل أنت شاب مستمر ! هل هي رفقة حانية ؟ وكيف يكون الكاتب الجديد ومن الكاتب القديم ؟
ج 4: أنا لست شاباً مستمراً بالتأكيد . لكن بسبب قلة ما نشرت فأبدوا كما لو أدخل ساحة الكتاب لأول مرة حتى للكثير من كبار المبدعين . هناك طبقة شمع بين الأجيال المختلفة ساهمت في زيادة سمكها الأنظمة الشمولية . حسبك أن تعلم أنني وعلي الرغم من سنوات عمري المتقدمة لم أظهر عبر شاشة التلفزيون السوداني إلا مرة يتيمة عندما سعي إليَّ الكاتب المصري صنع الله إبراهيم عام 1986م واستضافني مشكوراً في حلقة أعدوها له في تلفزيون السودان . بهذا الغياب أكون كاتباً جديداً في الظهور والنشر فقط لكل من يطالع هذا الحوار ويتعرف علي َّ لأول مرة وذلك بسبب طبقة الشمع آنفة الذكر وبسبب قصر القامة مما ذكرت أيضاً وبفعل الاستقطابات الآيدولوجية . لو قدر لي وكنت مسؤولاً عن مؤسسة ثقافية لأسقطت الحمولة الآيدولوجية في التعامل مع المبدعين إلي حد الصفر فحتى من قمع الناس فكرياً يمكن هزيمته بالفكر لا بالمنع . تمتعني كتابات بعض الشباب الجديد وأري رأي المجذوب الذي لم تتح لي فرصة لقائه قط إلا مستمعاً عندما كنت طالباً بالسنة الأولي بآداب جامعة الخرطوم رأيه الذي يقول بأن الأجيال الجديدة أفضل منا . وهذا القول يؤكده الواقع والمنطق فهم ورثة التراث ويضيفون إليه لكن ذلك لا يعني أنهم ( عزاز من جم ) ، هناك طفرات تاتينا بخليل فرح فالدوش فمحجوب شريف فالقدال وحميد فعاطف خيري وهؤلاء علي سبيل المثال وهناك طفرات تأتينا بملكة الدار فرقية وراق فنجلاء التوم فميرفيت كمثال على مبدعات كثيرات.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
س5 : أنت رثَّاء مشهود وبكاء معدود ، نثراً وشعراً ، تمثُل مرثياتك في علي المك وأبي ذكري شواهداً علي الدموع . لا نود أن نقف عند حدود المناحة في فجيعة أبي ذكري ، غير أنك ألقيت فيها من الأسئلة ما يتوجب أن تتوفر لها الإجابات عند نفر قليل : ( من رجَّ إحباطاتنا الكبرى وقد سكنت بقارورات مهجته فكدرها ؟ ) ( أمن حزن علي وطن تباعد من مخيلته يكون الموت ؟ أم صمت النشيد ؟) الافتراض أن بشري الفاضل من ذلك النفر القليل عن الراحل ( تري من رمد الأشياء في عينيه ؟ ) ( هل صفصافة تنبيك ؟ ) أو تنبينا ؟
ج 5: قال لي فلاديمير زوجالوف وهو الأستاذ المشرف علي رسالة أبي ذكري للدكتوراة وكانت عن : ترجمات أعمال تشيخوف ( تقرأ تشيخف بفتح الخاء ) في الوطن العربي إن أبا ذكري كان مكتئباً في الشهور الأخيرة قبل حادثة وفاته الفاجعة وقال لي إنه كان يشكو من عودة قصر نظره وإنه كان محبطاً . وتأسي زوجالوف من أنه لم يكن يدري أن حالة أبي ذكري كانت ستقوده لما أقدم عليه . قال لي أحد طلاب الدراسات العليا وهو عربي كان يسكن في حجرة مجاورة للحجرة التي كان يسكن فيها أبو ذكري أنه شاهد أبا ذكري وهو يلقي بأوراق كثيرة بعضها محروق من خلال مصب القمامة في الطابق الثالث عشر بالبناية التي كانوا يسكنون بها في شارع ( استرا بيتيانوفا) وهي نزل تابع لكلية الاستشراق إحدي كليات أكاديمية العلوم السوفيتية . قال لي الطالب السوداني ( شان) وهو كان رئيس عام اتحاد الطلاب السودانيين بالاتحاد السوفيتي ويسكن ببناية قريبة من البناية التي حصل فيها الحادث كلمات طيبة عن أبي ذكري وأنه أي شان فوجئ بما جري وهو أول شخص يصل بعد المسؤولين السوفيت لجثمان الراحل ووصفه لي مما كان أكبر باعث علي قصيدتي التي ذكرت أنت مقطع منها هنا . أبو ذكري إنسان رقيق وحساس للغاية وهو يشعر بأن وطنه جني عليه إذ أنه جاء للسودان لتلقي العزاء في وفاة والده في ديسمبر عام 1982م ومنعوه من العودة للدراسة حتي توسط له الشاعر الراحل عوض أحمد خليفة فعاد بعد محاولتين عاثرتين وكانت الطائرة تجئ من موسكو للسودان مرة كل شهر . أقسم لي بعدها في موسكو بعد عودته أنه لن يعود للسودان قط . وهو وعد أنجزه إذ لم يعد للسودان إلا وهو مسجئ . وإذا نظرنا إلي ظروف بعثته وقطع الموارد المالية الحكومية عنه حين غير تخصصه وقفل من رومانيا حيث ابتعثوه لدراسة الفلكلور وجاء إلي موسكو لدراسة الأدب الذي يحب وإذا نظرنا إلي حالات الفقد التي مني بها : موت الوالد موت المجذوب وموت الانتفاضة ، وموت عبد الحي في فترات متقاربة فضلاً عن نزوعه للانكفاء علي ذاته فربما نحرز مسببات موته . لدي قصيدة أخرى جاءت بالعامية عنه : أبو ذكري .. عطرك ... والناس قيام
كأنك مدير الكلام وصوتك غلالة حزن حرير القوافي البسيل من نسيجك مدام وحسك تسير بيهو ركبان محكم ضلوعا الشجن نزكيهو لي شول غناوة وطماية ... بصوت زي يزن رأيتك معلق علي باب زحام كأنك هدير الكلام فقمت وجريت أصارع عقارب الزمن أبو ذكري برداً علي الصيف من الحرقان كلامك ولا فيهو زلة لسان رزانة رصانة وقوف دوغري زي قيف من الفيضان كأنك مدير الكلام رحيلك مع الليل سكوت نور ملعلع في وسط الظلام اكتوبر 1999م
يتبع .....
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
س6 : ثم رحل عديد من المبدعين ، النور والطيب أقرب حدثاً في الفقد . أتري أن الرحيل يقطع اكتمال المشروع ؟ هل انعقد لكل راحل اطاره الابداعي في حياته بما نقول عما هو أكثر من خانه كل منهم من حيث الإنتاج كثرة أو قلة ؟
ج6 : في العقدين الأخيرين فقد السودان العديدين من رموزه الإبداعية في المجالات جميعها ممن تركوا بصماتهم الواضحة في مسيرة الثقافة السودانية آخرهم في مجال الكتابة الإبداعية كانوا الراحلين النور عثمان ابكر وخوجلي شكر الله والطيب صالح. ظل الراحل خوجلي شكر الله في الداخل بعيداً عن الأضواء ، ذلك لأن الأضواء كانت منشغلة كثيراً بالطبول والضجيج.أضاف شكر الله كثيراً للوعي بفن القصة وانقطاعه بمثابة نموذج ومؤشر لحالة عدم تواصل الأجيال وأخشى أن يكون لدى المقربين منه ما لم ينشره وما ظل حبيساً ينتظر مع الحسرة غب الأدراج . أما غربة النور والطيب صالح الطويلة فقد مس ضررها الأجيال الجديدة من حيث نقصان التثاقف مع هذين الرمزين وتبادل الأفكار. فكلا الراحلين يؤثر عنه حسن المؤانسة وحسن التخلص من الثرثرة و حسن نقل الأفكار عبر هذه المؤانسة. كلمات النور من شعره ستظل أبداً يقظى يرن صليل أجراسها فينا فهي منسية في الصورة الشعرية فقط لكنها في حضور تام وزاه بين الأجيال. رنا نجم الطيب صالح نحو أفق بعيد ثم خبا وقد سار إبان حياته أطول شوط يبلغه مبدع سوداني في اتجاه هذا الأفق البعيد .
أنتهى الحوار المنقول .. فاليبدأ الحوار حول الحوار وشكرا لصبركم وحسن قراءتكم
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
شكرا أخي وأستاذي محمد عبد الجليل على الحوار البديع العميق والإجابات الحصيفة الثرية التي تليق بقامة الأديب بشرى الفاضل ...
أتمنى أن يدور نقاش فعال ومثمر حول محاور هذا اللقاء ...تسهم في ثرائه التوثيقي ...وربما نحظي ببعض الدرر التي يختزنها أستاذنا بشرى الفاضل في مخزنه " الأوفر سيز " حد قوله ...أو شئ من نشارة ربما يكون غفل عنها في زاوية ذاكرته أو ركن حجرته ...
سأعود لقراءة ثانية أكثر تمعناً ...وألقي ما يمكن إلقاؤه من حجارة التساؤل في بركة النقاش ...
شكرا لك محمد وشكرا للمحاور القدير ...وليت الحوار كان مسجلاً على فيديو أو صوتي ...( وليت تفتح باب التمني ..مدى الخيال ) .
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: ibrahim fadlalla)
|
محمد عبدالحليل شكرا ايقظتنا من ثبات عميق وعمي وطناش من القراية العميقة ورزينة يعلم الله اكتر من كذا سنة ماقريت شئ فهمنا كمل يامحمد حتي في البوستات دي قلبنا النسوي المطر في كل حتة واحلامنا تتشابه اصبح كل واحد يري الحلم التاني الا وهي الضروريات فقط ------------------ تقبل مروري واهو مشاركة ياصابة ياخابت
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: احمد الامين احمد)
|
لا يفتى عن حركة الأدب في السودان وأحمد الأمين بينناو (قل لصحائف الحوار استعدي)، وها هو د. بشرى قد إنضم وآمل أن يواصلا لنمضي بالحوار نحو الأعمق.
من حسن طالعي أني كنت حاضراً للندوة التي شارك فيها بشرى متحدثاً رئيساً قبل عدة سنوات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض والتي مر ذكرها في الحوار "موضوع هذا الخيط". كان من بين حضور تلك الندوة القنصل الذي قال في مداخلة موجهاً الكلام لبشرى:
ياخي إنتو المثقفين ديل أهل لأن تديروا الشأن الثقافي بشكل أكفأ من الحكومة فأفعلوا، فجاء رد بشرى صاعقاً، لكين الحكومة "وزارة الثقافة" عندها القروش المخصصة لهذا الغرض ويتم صرفها في أمور أخرى .. أو كما قال!!
طبعاً مداخلة القنصل كانت طويلة ورد بشرى أكثر إحكاماً مما أوردت هنا ولكن .. ماذا ستفعلون مع من يكتب مستنداً على ذاكرة ثقبتها المشاكل التوالي، ولا تنزعجوا فقد تم التوثيق لتلك الندوة في هذا المنبر ولا بد من الرجوع إليها ولو بعد حين فهي على صلة قوية ببعض محاور حوار محمد عبدالمنعم مع بشرى.
مرحبا مجدداً بالإخ الأستاذ / أحمد الأمين أحمد .. وقلمه المعتاد على إضاءة المتناسى في خارطة الأدب السوداني .. ولو كان البعض يتحدثون عن ضرورة إعادة كتابة التاريخ السياسي، فنقول والاجتماعي وتاريخ الأدب (برضو) فالرؤية الضيقة قد أوردت البلد الحال الذميم الذي تعرفون.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: ibrahim fadlalla)
|
التحية لك إبراهيم فضل الله ولكل الموقنين بخطورة دور الثقافة في رتق فتوق واقعناالحلوك. ولا بد أن نقول لبشرى كن قريباً وساهم في تعميق ودوزنة الحوار، فالطريق لبناء الوطن الحلم (فارشو شوك) قصار وسنين، وإبراهيم يسأل عن إمكانية توفير الحوار مسجلاً ويعد بطرح الأسئلة .. وكل الوجع في جوف السؤال الصاح فلا تنسانا من صالح المشاركة المتمهلة لنمضي نحــــو الأعمق والرهيفة بتنقد بتنقد.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
يا محمد عبدالجيل والشكر يمتد للمشاركين الشاعر بلة محمد الفاضل والأساتذة إبراهيم فضل الله وأحمد الأمين وباسط المكي وكل مشارك . هذه المقابلة أجريت قبل ثلاث سنوات ونشرها الأخ محمد عبدالمنعم عبدالله بصحيفة الأحداث التي توقفت بعد ذلك بفترة. وللاسف يا إبراهيم لايوجد تسجيل صوتي لها لأن الأسئلة وردت لي مكتوبة ورددت عليها من هنا من جدة. يا أحمد الأمين توسط الشاعر عوض أحمد خليفة ذكره لي أبوذكرى شخصياًفي أول لقاء لنا بعد عودته من السودان.وهناك قصة طريفة عن سفرته تلك لتقبل العزاء في وفاة والده وعلاقتي بها ذكرتها في إحدى البوستات هنا عنه ربما البوست الذي افترعته ست البنات عن (إبو ذكرى) قبل سنوات.قوقل.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Bushra Elfadil)
|
بشرى الفاضل رغما عن قلة ظهوره في الإعلام إلا أنه يفرض نفسه بقوة ككاتب مجوّد ومقروء . وقد كتب بشرى الشعر والقصة والورواية والنقد والمقال .. لكنكم لا تعرفون محمد عبدالمنعم عبد الله كما وصفه الأخ محمد عبدلحليل فهو الخبير الاقتصادي .. وهو مثقف حقيقي قولا وعملا وكتابة وأداء محمد قارئ نهم وحصيف ومتابع وعصري .. كنت أساله أين كنت منذ فترة كذا وكذا ؟ فكان يرد : والله كنت فاتح لي حوار كده مع أحمد عبدالمعطي حجازي . ومحمد لطيف وخلوق وغاية في الاحترام يقيم علاقاته بزملائه وأصدقائه على الصدق والمودة والحميمية ، وقد زارني مرة في منزلي وقابل ابنتي وجلست معه لدقائق وهي ما تزال منبهرة به وبطريقته عند اللقاء والمؤانسة وقالت ابنتي : يابابا جيلكم ده تاني يلقوهو وين بقي أن أذكر أن أصدقاء وزملاء محمد عبد المنعم يدعونه ب فوكس لشدة ذكائه ولطفه وظرفه ... لمحمد عبدالمنعم التحية من هنا ، والتحية للصديق والزميل ( سينير ) بشرى الفاضل .. والتحية للجميل محمد عبد الجليل
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: ودقاسم)
|
كتب الأستاذ/ ودقاسم:
بشرى الفاضل رغما عن قلة ظهوره في الإعلام إلا أنه يفرض نفسه بقوة ككاتب مجوّد ومقروء . وقد كتب بشرى الشعر والقصة والرواية والنقد والمقال .. لكنكم لا تعرفون محمد عبدالمنعم عبد الله كما وصفه الأخ محمد عبدلحليل فهو الخبير الاقتصادي .. وهو مثقف حقيقي قولا وعملا وكتابة وأداء محمد قارئ نهم وحصيف ومتابع وعصري .. كنت أساله أين كنت منذ فترة كذا وكذا ؟ فكان يرد : والله كنت فاتح لي حوار كده مع أحمد عبدالمعطي حجازي . ومحمد لطيف وخلوق وغاية في الاحترام يقيم علاقاته بزملائه وأصدقائه على الصدق والمودة والحميمية
الأخ ود قاسم شكرا للإضاءة حول الأستاذ/ محمد عبدالمنعم، وحواره مع بشرى هنا يكشف أن الرجل مهموم بالشأن الثقافي ومتابع لمسيرة المبدعين وجاء كلامك من سبأ بنبأ داعم عن مشروع الرجل الباحث عن الابداع في مظانه كلها.
وإنتا يا ود قاسم مالك مختفى من السوح .. فلا زالت الذاكرة تحتضن بإحترام ركنك الثقافي في ملعب الرابطة الرياضية الصالحية (لا زالت عامرة بالرياضة) ولكن الجانب الثقافي قد تراجع قليلاً ولا بد من عودة لذلك الطقس الجميل حيث كان التثاقف فرض عين على جمهور الرابطة.. لك التحية وللأٍســــرة وآمل أن نراك مرارا عبر هذا الخيط وأيضا في الخرطوم خلال الفترة القريبة القادمة بمشيئة الله.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: ودقاسم)
|
عزيزي محمد عبدالباقي ودقاسم شكراً يا زميل حنتوب في الدفعات( الورانا ).اذكرك بالخير.وعاتب عليك أنك قبل سنوات تركت الجمل بما حمل وعدت من الرياض دون اخطارنا.أين أنت الآن؟ شكراً على تعريف القراء بالأستاذ محمد عبدالمنعم ومجهوده وقد سكنا معاً بعد سكناك معه وكنا في كوبر في الشارع الممتد شمالاً خلف السجن هناك شهد محمد معي مولد أول قصة قصيرة اكتبها بعد تخرجي من الجامعة. وقصيدة (أيها البائت هذه الليل في بيت الأفاعي ) التي نشرها محمد عبدالجليل هنا كنت كتبتها له بعد عودة له من إحدى غيباته المفاجئة وكنت ظننت أن سجون أمن نميري تخطفته .هذه القصيدة كان يحتفظ بها محمد وقد نسيتها تماماً فسلمني نسخة منها في مارس الماضي فضمنتها المجموعة المنشورة حديثاً. يتمتع الأستاذ محمد عبدالمنعم بنشاط ذهني ملحوظ وبقدرات في تفجير اللغة وقدرات إحصاء فذة فضلاً عن حميميته. لك الشكر مجدداً يا ودقاسم.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Bushra Elfadil)
|
مداخلة القنصل العام بسفارة السودان بالسعودية الأستاذ أحمد يوسف في الندوة المشار إليها في الحوار.. قال:
ان الندوة قد تناولت بشكل عام رؤوس الإبداع في السودان، وينبغي والحديث عن الحراك الإبداعي في السودان أن يتم التركيز على منظمات المجتمع المدني التي أصبحت أكثر حضورا في تسيير الشأن الثقافي من الدول والحكومات، وتناول أهمية التركيز على ترويج الإبداع السوداني خارجياً، وأن دور منظمات المجتمع المدني يتجاوز دور وزارات الثقافة.
وجاء ضمن رد د. بشرى :
لو لم يتم تنظيم نشر كتاباتنا الإبداعية في داخل الوطن فلن يتسنى الانتشار خارجيا، وينبغي أن يتركز النشر حسب جودة العمل وأقول للأستاذ أحمد يوسف أن منظمات المجتمع المدني فقيرة ووزارة الثقافة لا تنشر حسـب الجودة .. وقد ظلت وزارة الثقافة تفتح أبوابها دائماً لأهل الولاء وليس لأهل الإبداع.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار مع بشرى الفاضل أجراه محمد عبدالمنعم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
جاد في الحوار:
مما لا شك فيه أن الفوضى وعدم التنظيم مما تتسم به معظم جوانب الأداء السوداني تصيب برشاشها الحياة الثقافية السودانية فالإصدارات تنشأ وما تلبث أن تتعثر وتجارب إنشاء جمعيات أهلية للمثاقفة تكرر نفسها هنا وهناك . أحياناً تكون لحركية ناشط شأنها في قيام جمعية لا تلبث أن يخبو بريقها بخفوت صوت ذلك الناشط أو مجموعة الناشطين . وتقوم جماعات جهوية ببث حبهم المعلن عنه للمكان الذي نشأوا فيه خلال جمعيات ثقافية تجد أن اسم المكان المنطقة ، المدينة ، الحي يلعلع عبر مكبرات الصوت بأكثر من الفعالية الثقافية المثبتة في أضابير أوراق تلك الجماعة . لا يمكن لكاتب واحد مهما أوتي من قدرات ومن فسحة في الوقت أن يطلع علي الإرث الإنساني العلمي الفكري الثقافي . ومن هنا تجئ ضرورة قيام جماعات أهلية طوعية عديدة تطلع كل جماعة منها بقسم من أقسام ذلك الإرث تعاقبياً وآنياً . وفي ظل غياب ريادة جسم حكومي يحفز قيام مختلف تلك الجمعيات وأعنى وزارة الثقافة فإنه يمكن لاتحاد الكتاب السودانيين أن يسهم في ذلك وفي رأيي إن أكبر فجوة في هذه الثقافة حالياً هي تلك التي نحن ننتمي إليها مثلاً أو ربما بأكثر من غيرها وإن أبعدتنا عنها السياسات الغشيمة واعني فجوة نأينا عن الثقافة الإفريقية . وفي خطوة عملية فإنني أدعو اتحاد الكتاب وغيره من المنظمات الأهلية التي تشاركه الهم الجسيم إلي فتح نوافذ لترجمة الكتابات المتميزة في الثقافة الإفريقية والتعريف بها وبكتابها وإقامة جسر قوى متصل بين كتابنا وهؤلاء الكتاب لا يكون جسراً من ورق المناسبات بل من اسمنت الوشائج التي بيننا . صحيح إن الكثير من تلك الكتابات يصلنا لكنه يصل إما بصورة متقطعة غير منتظمة أو عبر لغات أجنبية وللمتخصصين . ما أعنيه هو أن تكون تلك الصلة مبذولة للتيار الرئيس من القراء السودانيين وهؤلاء سيقومون بايصاله من بعد لنسيج المجتمع السوداني ككل .
| |

|
|
|
|
|
|
|