مقتطفات من كتاب "من المفكرة" لـ د.ابراهيم القرشي عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 01:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2013, 04:04 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقتطفات من كتاب "من المفكرة" لـ د.ابراهيم القرشي عثمان

    جزء من مقال (ولد ولا بت؟).......

    والنساء فى ساعات المخاض والولادة ينتظرن بقلق شديد فان كان المولود ذكرا سمعت الزغاريد تمزق صمت الليل , وان كان بنتا قالوا
    (البحل امو كلو سمح او البطن البتجيب البت بتجيب الولد).وقالوا بشر اعرابى بمولودة فقيل له:نعم المولودة مولودتك,فقال والله ماهى بنعم المولودة ,نصرتها بكاء وبرها سرقة.يعنى لاحيلة لها فى الشدائد ولاسلاح لها غير دموعها,وانها تسرق من زوجها-ان كان لئيما- لتبر والديها.
    ولكن حين بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بفاطمة قال:ريحانة اشمها ورزقها على الله
    وربما لام بعض الرجال نساءهم على انجاب البنات مع ان الواهب هو الله سبحانه وتعالى,لذلك تجد المرأة تحاول الاعتذار مرة والاقناع بالنصيب مرة اخرى,الا زوجة ابى حمزة الذى حين ولدت له الاولى وبخها,فلما ولدت الثانية اسمعها كلاما فاحشا وحين ولدت الثالثة رحل من الدار وسكن فى بيت مجاور فكتبت له ابياتا قالت فيها:
    ما لأبي حمزة لا يأتينا ** يظل في البيت الذي يلينا
    غضبان ألا نلد البنينا ** تالله ما ذلك في أيدنا
    ***** وإنما نأخذ ما أعطينا *****
    فألزمته الحجة بانها كالارض وانما تنبت الارض ما يبذر فيها,فرق لكلامها ورجع.

    ولجأت اخرى الى الجانب الجذاب فى البنت فقالت لزوجها حين لامها فى بنت ولدتها:
    تلومنى ان لم ألد غلاما نجدا هزبرا بطلا مقداما
    الا اكن ولدته قمقاما مواتيا مقدما إماما
    فانها تقتنص الضرغاما والملك المتوج الهماما
    وتاسر العقول والاحلاما
    وفى دى معاها حق!فكم من ظبية صادت اسدا,وكم من جميلة جندلت ملكا وكم من حسناء لعبت بالعقول والقلوب
    ولعل الله تعالى حين اختص نبيه صلى الله عليه وسلم بالذرية من فاطمة اراد - وهو اعلم-الاشادة بالمراة لكى لا يمضى الرجال فى نسبة الفضل الى الذكور خاصة.واراد انهاء الغم الذى كانو يجدونه حين يبشر احدهم بالانثى.وأهل الخبرة عندنا يرون ان الرجل اذا بكر بالانثى فتلك (بخاته)
    اى حسن حظ,وهذا الاعتقاد يوافق ما ذهب اليه بعض المفسرين . فقد قال وهب بن منبه ان الحكمة من تقديم الله تعالى ذكر الاناث على الذكور فى الاية (يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور),ان من يمن المراة وحسن طالعها ان تلد الانثى قبل الذكر , لذلك يقول اهلنا لمن يبكر بالبنت ان شا الله شايلا اخوانا) . والتجربة تريك ان بكر البيت اذا كان بنتا فانها تساعد فى حمل كثير من الاعباء فى وقت مبكر.
                  

02-07-2013, 04:05 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثمان (Re: احمد سيد احمد)

    فى مقال اخر بعنوان : مع روضة الحاج والعثيمين

    عجبنى الجزء دا :-

    فى احدى قصائدها تقول الاستاذة روضة الحاج:

    سافر معى .... او ثر ومرنى بالبقاء
    احتاج احيانا لبعض بداوة
    تقصى التحدى عن دمي
    وتعيدنى قسرا الى خدر النساء

    فعلق الدكتور ابراهيم القرشى على هذه الابيات بقوله :

    ولا اسمى هذا استسلاما و لا هو اعتراف منها بأنها تركب رأسها احيانا ولكنه تصديق لما ذهب اليه علماء النفس من ان المرأة مهما علا شأنها وقويت شوكة شخصيتها لا تستغنى عن عنفوان الرجل ولا اقول عنفه والامر عندى فى النهاية عودة صادقة الى رحاب الانوثة الوادعة المتكئة على الفطرة ..... فما بال بعض اخواتنا يكابرن.
                  

02-07-2013, 04:07 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)

    من مقال مارس شهر الكوارث اقتطف لكم هذا المقطع الجميل

    تنبيه قبل ايراد المقطع:
    الدكتور ابراهيم القرشى طبعا هو خريج كلية الاداب جامعة الخرطوم 1980 بمرتبة الشرف وعين استاذا فيها , فهو فى هذا المقال يتحدث عن اساتذته والذين اصبح هو زميلهم بعد تعينه لكنه يقول :

    ..........وفى جامعة الخرطوم كانت الدرجة الواحدة كفيلة بتصنيفك فى اصحاب الراءات repeap and reseat
    وكانت صرامة الاساتذة تضايقنا كثيرا, ولكنا لما زاملناهم ( طبعا زمالة بحسب الوظيفة اما من حيث المكانة فسنظل امامهم كعشب بأصول نخل طوال ). اقول لما شاركناهم الوظيفة نفسها وجدنا تلك الصرامة هى ميزتهم التى اكبرناها فيهم. فلو دخلت المجاملات والتساهل فى مجال التعليم فسد الطالب والمطلوب.

                  

02-07-2013, 04:09 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)

    مقتطفات من مقال بعنوان : كلام حبوبات

    ولعل علماء النفس والاجتماع والتربية يقيمون وزنا كبيرا لكلام الحبوبات واثره في التنشئة بزرع القيم والمثل وتوسيع الافاق والمدارك وتقوية اواصر اللُحمة العائلية.ولكن قبل الخوض في هذا لماذا يريد الرجل من المراة ان تكون شابة على الدوام ويجعلها ويجعل كلامها من سقط المتاع اذا تقدمت بها السن؟لعل من فادح ظلمنا للمراة اننا نهيم بالتغزل بها والتقرب اليها حين تكون غصنا يانعا وننصرف عنها حين تحمل الثمر.أليست لدى المراة متعة للرجل سوى تلك المتعة؟أليس في عقل المراة وفكرها متعة وفائدة ام اننا نسير على هدى سخرية الجاحظ الذي لا يعتد بشهادة المراة ومعلم الصبيان؟
    نعم الشباب ربيع العمر ولكنه ربيع جسدي لا يخلو من طيش.فما اكثر ما يقضي الزوجان الشابان حياتهما خناقا وعراكا فيما يستحق وما لا يستحق فاذا تجاوزا هذه الفوره وتقدما في السن قليلا استقرت الحياة وصار كل شي هادئا هانئا.لذلك قالوا: (إن العوان لا تعلم الخمرة) يريدون بذلك المراة التي اكتسبت خبرة في خاص الحياة وعامها.
    وللانسان قيمة في كل مرحلة من مراحل حياته فالمراة حين تكون طفلة فهي كالريحانة تُشم وتُضم فاذا نضجت صارت ثمرة وبعض الثمار يزداد طيبا كلما ازداد نضجا,بل بعضها يزداد طيبا حين يجف.وصناع المُدام يرون ان النبيذ كلما تقادم عهده تعتّق وازداد طيبا.لذا فمن القسوة ان يقول احدهم في مواصفات الزوجة:

    فإن اتوك وقالوا انها نَِصَفٌ
    فإن احسن نصفيها الذي ذهبا
    والنَصَف هي (نص عمر ) .قيل لبعض الخبثاء سمعنا انك تزوجت ان شاء الله تكون صغيره.فقال : والله ما صغيرة لكن استعمال مغترب (أهي سيارة يا بعيد؟)؟
    هذا لمن اراد ان يؤسس حياة جديدة وهي نظرة جسدية فانيه لان نصف المراة الاول اذا كانت فيه المتعة التي تتولد منها الثمرة التي تحفظ جنس البشر فان النصف الباقي هو الخبرة التي تغذي الثمرة وهذا اشبه بشاة عائشة رضي الله عنها حين قالت للنبي ص : لم يبق الا كتفها فقال بل بقيت كلها الا كتفها.فالذاهب من عمر المراة غير ماسوف عليه عند العقلاء قياسا بالباقي النافع من عمرها.
    ولم اجد من كتابنا و شعرائنا من مجّد المراة بعد سن الشباب الا بعض ابيات يغنيها الاستاذ مبارك حسن بركات لم اقف على شاعرها يقول في بعضها مثمنا خبرتها في حسن ادارة دفة البيت:
    حاويه من الانوثة معاني
    ومهما ابقى مُر بالعاني
    وهي بعيدة عن النكد تساعد زوجها على الصلاح والاستقامة:
    منها قط خلاف ما حصل لي
    بس ازعاجا لي قوم صلي
    وقد عبر ببلاغة عن خلو اسلوبها في الحياة من الازعاج مطلقا . بل فيها خصال هي راسمال الحياة المستقرة السعيدة وضمان استمرارها:
    مي العزايه دائما سادّه
    مي اللهفانه بي ورا المادة
    مي الغبشه المبره حادّه
    دي اللي شبابها دايما مواده
    اما عقول النساء فالمشهور انها تتجلى وتبدع في الحيلة الدهاء والمكر والتراث قديمه وحديثه ينضح بذلك.اما في الحكمة والراي والمشورة فالغالب عندنا تسفيه راى المراة حتى قالو في الشورى الضعيفة (شورة مرا) اي لا قيمة لها ولا تعويل عليها.ولكن تراثنا السوداني والتراث القديم يثبتان للمراة نصيبا من الحكمة ورجاحة العقل.فقد ذكر القرطبي في تفسيره ان ان النبي ص امر المعتمرين يوم الحديبيه حين حبسهم الكفار ان ينحروا ويحلو,ففقعلوا بعد توقف كان منهم اغضب الرسول فقالت له ام المؤمنين ام سلمة لو نحرت يا رسول الله لنحروا فنحر رسول الله ص هديه ونحروا بنحره

    وكان المحلّق احد المغمورين في الجاهلية وكان بائسا وله ثلاث اخوات عوانس,ولايملك الا ناقة يعيش بلبنها ,وبردين نفيسين ورثهما عن ابيه.فمر بهم الاعشي الشاعر في زممان كان فيه بيت واحد من الشعر يرفع قبيلة ويحط اخرى فجاءته عمته واشارت عليه بان يستدين زق خمر من احد التجار ويدفعه مع الناقه والبردين الى الشاعر فعساه اذا اعتلج (اشتغل ) الخمر والكبد والسنام في جوفه ان يمدحه بابيات تغير مجرى حياته.ففعل بعد تردد ولما وصلت الهدية الى الاعشى قال لرسوله لئن اعتلج الخمر والكبد والسنام في جوفي لاقولن فيه شعرا لم اقله في غيره قط(وما اظن الكبد والسنام الا( نيّه) على طريقتنا السودانيه)وبالفعل مدحه بابيات جاء فيها:
    تُشّبَّ لمقرورين يصطليانها
    وبات على النار الندى والمحلّق
    فلم تمضى ايام حتى زوّج اخواته الثلاث واقتنى ثروة جعلته بين من يشار اليهم بالبنان.
    بل ان الاعشى نفسه نجا من الموت بسبب نصيحة عجوز اخرى,فقد ذكروا انه هجا علقمة بن علاثة سيد بنى عامر وزعيمهم بقوله:
    علقم ما انت الى عامر
    الناقص الاوتار والواتر
    بل هجا القبيلة كلها بقوله:
    تبيتون فى المشتى ملاءً بطونكم
    وجاراتكم غرثى بيتن خمائصا
    اي جائعات البطون.فغضب علقمه واهدر دم الاعشى الذي ساقته الاقدار في واحده من سفراته حين اخطا دليله وقائده فنزل به في حي بنى عامر فأوثقوه وسلموه لعلقمه فدخل على امه وقال : لقد امكنني الله من هذا الاعمى وسأقتله شر قتلة,فقالت له : يابني ,لقد كنت ارجوك لقومك عامة.....(يعنى خاتاك لاكبر من دي) انما الراي ان تكسوه وتمنحه وتسيّره الى بلاده,فانه لا يمحو عنك ما قال الا هذا.فنزل على راى امه واكرمه واطلقه فمدحه الاعشى بابيات غسلت الهجاء زسارت بين العرب نها قوله:
    علقم يا خير بنى عامر
    للضيف والصاحب والزائر
    الضاجك السن على همه
    والغافر العثرة للعاثر
    وفي التراث السوداني ايضا عظيمات صاحبات راى.فقد ذكروا ان المك نمر لمل انحاز من وجه الاتراك توجها الى الحبشه اعترضته بعض القبائل فقاتله بعضها وترك له الطريق اخرون فلما مر بدار العطيش بلد غالب ود بشر الغول الحمدي اراد ان يمنعه,فقالت له عمته:إحذر ان تعترض طريقه بل عليك اكرامه فالملوك اخوان الملوك.فرجع عنرايهواخلى حلته وانزل بها المك نمر وجماعته وذبح لهم امام كل بيت ناقة حتى شبعت الكلاب من اكباد الابل فحفظها له المك نمروالجعليون وحفظ دماء قبيلته.هذا وقد كانت لنا عمّة هي بمثابة (الحبوبه) للاسرة كلها,وكانت حكيمة عاقلة محبوبة,زهي زوجة الوالد وكنا ابناء علات (ضرائر) ولكن ما احسسنا يوما انها ضرة لامهاتنا.شاركت في تربيتنا مشاركة حقيقية,نقضى من اوقات الانس معها اكثر مما نقضيه مع امهاتنا.وكانت خبيرة الاسرة وحكيمتها رحمها الله.فكان الطفل اذا بكى تقول (خلوهو بوسِّع) ,وكنا نعجب لصبرها.فوجدت بن قتيبة يذكر خبرا يؤيد ما ذهبت اليه عمتنا,قال أُتي عبد الملك بن مروان برجل من الخوارج ليُقتل امامه فأُدخِِل علي عبد الملك ابن له صغير وهو يبكى,فقال الخارجي:دعه يا عبد الملك فان ذلك ارحب لشدقيه واصح لدماغه وابعد لصوته واحرى الا تأبى عليه عينه اذا حفزته طاعة الله فاستدعى عبرتها.فأُعجب عبد الملك بكلام الخارجي وقال له متعجبا:اما يشغلك ما انت فيه عن هذا؟فقال الخارجي:ما ينبغى ان يشغل المؤمن عن قول الحق شيء.فأمر عبد الملك بحبسه وصفح عن قتله.فانظر ثبات هذا الخارجي وشجاعته وعقله رغم السيف المصلت على عنقه,وانظر الى ادب الخليفة زتقديره للعقل والمعرفة والشجاعة,وتأمل خبرة عمتنا رحمها الله فان قولها (خلوهو بوسِّع) قاعدة في التنشئة صدّقها كلام هذا الخارجي الذي زعم ان البكاء يوسع الاشداق ويوسع مدى الصوت ويصحح الدماغ وينفى القسوة واللظة.ويبقى راى الطب بفروعه في المسالة.
    اخيرا ليس كلام الحبوبات كله تخريفا.والحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها.
                  

02-07-2013, 04:11 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)


    مقتطفات من مقال بعنوان:
    مَرَارهْ في خَشُمْ سَكَارهْ


    بعد مقدمة حكى فيها الدكتور انه كان يقرا مقالا للاستاذ فيصل محمد صالح عن الماكولات والمشروبات فخرج بقراءه من حرافة الحلو مر الى حداقة الشطة وتوابعها من مسيلات اللعاب ومجريات الدموع المجهشات المبكيات.
    وعند قراءة الدكتور لمقال فيصل المذكور جاءه تلفون من الباحث بربر محمد توم...وخلال المحادثة قال له بربر محمد توم في ثنايا اطراءه لمقالات الدكتور القرشي ما يلي:
    اقولك كما قال الفكي لامراة توسلت اليه ان يدعو لبناتها باولاد الحلال فقال لها:ان شاء الله ربنا يجعل بناتك مراره في خشم سكاره.
    وهي دعوة ان استجيبت فهي امان من البوره والتعنيس بلا شك.فعجبت لاتفاق ما اقرا مع ما اسمع – مقال فيصل ومكالمة بربر حيث كلاهما كان عن الاكل-.والفقرا مع ما يتهمون به من عدم الالمام بثقافة المرارة واخواتها الا انهم (اذا لم يضوقوا الموت فقد شقوا المقابر).واسالوني عنهم فانهم ابرع خلق الله في تذوق مثل هذه الطيبات لانها ربما صادفتهم "فَنّة في الدهر" فتكون من باب "فصادف قلبا خاليا فتمكنا".ألم يقل المثل: عواره عواره اكل الفكي للمرارة,يدليها بي ريقو ولا بموية ابريقو؟",يعني لا يحسن بالفكي اكل المرارة لانها ليست من طعامه وانما هي طعام الذين يحسنون اكلها فيدلونها بالعرقي والمريسة فتنزل سائغة ويسهل هضمها.قال لي احدهم-وكان ذوّاقاً للمطايب- يا اخي لقد ضيقوا واسعا,الفكي ده حجر؟ما يشرب بيرة خالية من الكحول!!وكان شديد الضيق من حكاية "المؤمن حلوي" فقلت له:في احد لقاءات التلفزيون القديمة في الثمانينات طلب الاستاذ حسن ابشر من الاستاذ احمد المصطفى –رحمه الله- اداء مقطع من اغاني عبد الوهاب فذكر الاستاذ احمد ان احدهم كان يعترض عليه في ذلك ويقول له:انت حينما تغنى لعبد الوهاب كمن يطعِّم المرارة بالسكر.وهذه طبعا خلطة متنافرة,فقال لي مولانا:الشطة في موضعها اطعم من السكر في موضعه.ألم اقل لكم ان الفقرا خبراء؟وهذا يحكمه اهل المزاج والقعدات.
    وبعد استطراد يرجع الدكتور فيقول:
    ثم اختتم بالعودة الى صاحب فيصل ومحمد خير الذي تجري دموعه حين يرى الشيه والكبدة وهو يذكرني باخ لي كان يتضايق من قريب لنا اذا راى سراويس المرارة والشية بانواعها يطلق ضحكة عالية بلا مناسبة(يتضاير) لها اخي حرجاً وكان يدخل في (اضافرينو) حين يراه يبدا في حل ازرار البنطلون,حتى طيبت خاطره وقلت له الشغلة دي قدية ولا حيلة لك فيها ألم تسمع قول الاول:


    ذو دُرْبةٍ طَبٌّ اذا برزتْ له بُشَرُ الطعام بدا بحلِّ المئزر

    وهو من النوع الذي حين ارادوا اشغاله عن كثرة الاكل قالوا له:احك لنا قصة سيدنا يوسف فقال لهم:"ولد راح من ابوه".وكان من الذين ياكلون بالعين والفم واليد والراس والرجل لو سئل عن اسمه ما ذكره ولو طلع عليه ولده الغائب ما عرفه.كأنه لم يسمع بطاووس اليماني الزاهد الذي رأى مرةً روّاساً(بائع رؤوس مشوية) يخرج راسا من التنور(الفرن) فاغمي عليه مع انه كان يصلي الصبح بوضوء العشاء اربعين سنة.اين هذا ممن سمنوا واسمنوا براذينهم واهزلوا دينهم ونسوا ان وراءهم عقبة كأداء لا يجوزها الا المُخِِفّ.هل تصدق ان هذه العبارة قالها مجنون هو صباح الموسوس من اهل البصرة؟ولذلك قالوا خذوا الحكمة من افواههم.أخيراً قال لي خبير بالاطعمة :ان اكل الفسيخ مع فحل بصل في العشا هو طعام العزابة والمحرومين من طيبات الليل!اللهم لا شماتة.
                  

02-07-2013, 04:16 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)



    مقتطفات من مقال بعنوان:

    الله ينْعَلْ أبو دَه كوبري

    يحكي الدكتور ابراهيم القرشي ان الفنان ابراهيم الكاشف-رحمه الله- قضى شهرين يحاول ايجاد لحن لأغنية (الزيارة)وقد شغلته شغلاً شديداً,وحين عثر على اللحن اسرع الى احد اصدقاءه وايقظه في الثالثة صباحا وقال له:لقيتو.فقال له صديقه:بسم الله الرحمن الرحيم,لقيت شنو؟قال:اللحن.
    بل ان بعض الناس تشغلهم الملاهي البريئة كلعب الورق(الكتشينة)والضمنة والشطرنج ويتنافسون فيها تنافسا يصل حد المشاحنة وربما الى القطيعة,ويحتد بعضهم في المنافسة حتى تكون الهزيمة او (الغُلب)اشد عليه من الهزيمة في الحرب.وكان لنا عم – رحمه الله – من اهل البراري من الذين يبتهجون بالانتصار في الضمنة ويغتمون بالهزيمة.ويبدو انه غُلِب ذات ليلة فلما انصرف الى داره هرب النوم من جفونه هرب الامن من فؤاد ال######## كما قال المعري.واخذ يعيد شريط تلك اللحظات التعيسة فنهض من فراشه فجأة عند الثانية او الثالثة صباحا وتوجه الى منزل زميله الذي غلبه وهو في اخر بري الدرايسه وطرق الباب بعنف فخرج اليه ذلك الزميل منزعجاً,فعندما فتح الباب بادره قائلاً:انا كان قبيل ختي ليك الشيش ما كان بتغلبني,ثم رجع الى بيته يجتر (المغصة) بقية ليلته.

    ومما يدخل في باب المبالغة ما يروى عن بعض الناس حين تقطع رؤوسهم لجرم ارتكبوه فان تلك الرؤوس قد تتكلم ساعة وقوعها على الارض,فقد ذكروا ان سعيد بن جبير –احد التابعين – قتله الحجاج الثقفي في من قتل.وما كان على الارض اعلم منه – رحمه الله – قيل فلما قطع راسه وانفصلعن جسده كان لسانه لايزال يلهج بالشهادتين.
    بل ان احد الشعراء العذريين واسمه هُدبة بن الخشرم كان شجاعا مقداما فطلبه الوالي في دم رجل قتله,ودفع اهله 120 ناقة حمراء دية لاهل القتيل فرفضوا ورفض الوالي.قالوا فثبت هدبة ثباتاً عجيباً,فلما قادوه الى التنفيذ كان رابط الجأش ينشد الشعر (ولا عليهو) قال لزوجته:
    ولا تنكحي اذا فرّق الدهر بيننا اغم القفا والوجه ليس بأنزعا
    لم يمنعها الزواج ولكن اوصاها الا تتزوج غبيا خاملا.فاخذت سكينا وجدعت (قطعت) انفها وقالت له: هل فيَّ مطمع لرجل؟
    فقال لها هدبة : الان طاب ورود الموت.ثم قال لقومه:تفقّدوني(عاينو لي) فاذا قُطِع راسي فسوف اقبض لكم يدي وابسطها.قيل فلما قطع راسه نظروا اليه فقبض يده وبسطها.ولك ان تقارن – عزيزي القاريء – بين هذا الموقف وموقف صاحبنا الذي ساقوه الى المشنقة فجزع وبكى وولول حتى اخجل اهله.فقال له احدهم:ياخي ده قدر وانت ميت ميت وبتخلي وراك فضيحة ام جلاجل للقبيلة دحين ارجل وشد حيلك.فقال :والله نبكو ونكوركو ونهُرُّو والما عاجبو يجي يبدلني

    ولكن الذي يعيد لك تلك الروح الشجاعة ماذكره الرواة من ان محمد نور ود تلبخان الفونجاوي كان كان مع ابراهيم ود سلاطين ود ابو لكيلك فلما قتلوهما اخذ محمد نورراسه بيده وابعده من الدم وكان رجلا شجاعا.
    بل ذكر المؤرخون ان بعض ملوك الجعليين لما ضربت رؤوسهم على يد ملوك سنار كان الواحد منهم ياخذ راسه بين يديه حتى اذا قطع جذبه الى حِجرِهِ(عِبِّه) لئلا يسقط على الارض فيدلع لسانه (يعنى يتدلدل) ياخي ان شاء الله يطلع من لغاليغو وهل يضير الشاة بعد الذبح سلخها؟نعم,انها الشجاعة والحرص على التاريخ الناصع (في العُقُب).

    وقد كنت مرة ذكرت خفة روح المُدّاح وطرافتهم ووعدتكم باتحافكم بشيء من ذلك وسافعل ان شاء الله.ولكني ما ضحكتُ في بقعة مقدسة مقدار ما ضحكت في مدينة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) حين لقيت امير المداح وظريفهم واستاذهم الشيخ الامين القرشي-يحفظه الله- وذكرته باسمه لانه من الحريصين على التوثيق. قلت مرت بنا مناسبة ونحن خارج الحرم النبوي فقال لي شيخ الامين ذكرتني هذه المناسبة بقصة الرجل الذي ركب عربة في طريقه الى كوستي,وكان كوبري كوستي القديم على حالة مشهورة من الضيق وصغر الحجم,ولكن الراكب لا يعرف هذه الحقيقة فلما توسطت العربة الكبري شاهد شيئا اثاره فاخرج راسه من النافذة وفي ثوان معدودة قطع درابزين الكوبري راسه,فوقع الراس على الارض وهو يقول:الله ينْعَلْ أبو دَه كوبري!!


                  

02-08-2013, 00:23 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثمان (Re: احمد سيد احمد)

    وفي مقال بعنوان : المُدّاح وملحق العلوج

    يورد الدكتور هاتين الطرفتين عن المداح


    والمُدّاح فوق ما يقدمونه من المتعة الروحية بمدح المصطفى صلى الله عليه وسلم فانهم اصحاب ذوق رفيع وظرف مشهور وخفة روح محبوبة ونكتة لطيفة وبديهة حاضرة,فقد فرغوا مرة من المديح في احدى الليالي على مشارف الفجر وفي اثناء دعاء الختام صاح ديك في الدار.فقال المادح وهو يدعو على الفور (اللهم اجعل قبره في بطون المُدّاح).


    وكان اكثر الرواة و المدّاحين انما يتفرغون للمديح بعد الفراغ من اشغال الزراعة وما كانوا متبطلين كما يشاع عنهم,وكان احدهم اعمى ويقضي شهوراً من العام يطوف البلدان فيلقى غاية الاكرام خصوصاً في ألوان الطعام والشراب فرجع مرة الى بلده وهو مرهق من السفر فنام قبل العشاء فجاءه اهل بيته بالموجود من الطعام وايقظوه فانزل يده في الطعام ولا يزال النوم غالباً عليه.فوجد الطعام بارداً (كسره بي مويه) فقال لمرافقه وقائده:نحن وين آخوي؟فردّ عليه:نحن في اهلنا يابا!فقال له بألم الله ينعل ابو اهلنا!!
                  

02-08-2013, 00:26 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)

    مقتطفات من مقال (هجرة الجواميس)

    فقد شاهدت فى بعض افلام الحياة البرية تحركات قطعان الجاموس البرى فى هجرتها السنوية تخوض الاوحال وتقتحم الادغال متدافعة فتندق اعناق بعضها ويموت بعضها فى الزحام فاذا نجت من ذلك كانت السباع والضوارى فى انتظارها.وهى بذلك فى صراع ابدى يكون البقاء فيه للاقوى او للمحظوظ فى نهاية المطاف.فمر بخاطرى اثناء ذلك مصطلح (الطيور المهاجرة) الذى يطلق على المغتربين فقلت والله ان هذا المنظر المذكور انسب لحالهم وان مصطلح (الجواميس المهاجرة) اقرب لمآلهم لفرط ما يناطحون من اجل البقاء. وقديما كنت آسى واحزن واستاء لمنظر المهاجرين الكبار (الشياب) وبمروور الزمن ادركت ان اكثرهم مثلى هاجروا شبابا ثم طال عليهم الامد.وكنت فى اول عهد الاغتراب كتبت ابياتا لزميل عزيز بالسودان قلت فيها :

    وقضيت خامسة السنين وما اشتريت (أُليف) طوب

    فرد على جافا ساخرا قائلا (وقاعد تسوى شنو؟) ووكيلك الله لحق بى بعد ذلك باعوام ولايزال يصارع والله اعلم كم ألف طوب اشترى؟ اما ابيات الشعر فما رأيت مؤهلا فى الغربة يعمل مضطرا فى غير حقل تاهيله الا تذكرت قول ابن مفرغ:


    وما كنت حجاما ولكني أحلني. بمنزلة الحجام بعدى عن الأهل

    فالغربة ذل وكربة.وما جلب الهم والغم لآكثر المغتربين الا مهنة (الراعي) التى جعلت اكثر حامليها زورا يعملون حجامين وان لم يكونوا حجامين بين اهليهم. وليس لآحد منهم حجة الا (ايه رماك على المر قال الامر منه) ومع ان فى تراثنا قناعة وتنفيرا من الغربة حتى فضلوا الموت عليها من النجعة وسكنة الغربة--افضل لى دفنة التربة). ولكن لعل بعض الذين ركبو موجة الهجرة كانوا مدفوعين بجانب من التراث يدعو الى الاغتراب ايضا ابتداءا بابيات الامام الشافعى المشهورة (سافر تجد عوضا عمن تفارقه) وقول الاخر (سافر ففى الاسفار خمس فوائد),و(اذا نبا بك منزل فتحول),و(خير البلادما حملك), بل بعضها يحارب حب الوطن علنا ويدعو للهجرة :

    حبك الاوطان عجز ظاهر فاغترب تلقى عن الاهل بدل

    وبعضها يدعو الى الاستكانة والخضوع:

    اذا نلت فى ارض معاشا وثروة فلا تكثرن منها النزاع الى الوطن
    فما هى الا بلدة مثل بلدة وخيرهما ما كان عونا على الزمن

    نعم ربما صادف بعض النس نجاحا فى غربته وهم قليل ولكن دارت الدائرة على كثيرين ممن لم يكونو محتاجين للهجرة اصلا ولكن جرفهم التيار والمظاهر الخادعة فلا طالو بلح الشام ولا عنب اليمن بل تردوا بعد العز برداء المهانة.فكم من مهاجر فى هذا الزمان كان ملء السمع والبصر فى وطنه فان لقيته فى المهجر استغربت كيف هاجر هذا وامثاله خصوصا الجيل الحديث من ابناء المشايخ والاعيان والاثرياء (ابناء العز) .فمعظمهم كان فى بلده تبرا فاصبح ترابا وكان عودا عطرا فعاد اشبه بدخان الطندب ولئن كان المتنبى قال : (وكل مكان ينبت العز طيب) فإنا نقول :

    العز مطلوب وملتمس واعزه ما كان فى الوطن

    ووالله ما قرأت ابيا الشاعر القديم الا تخيلت انه ما قالها الا فى السودانيين الذين اصبحوا من بين شعوب الدنيا هم خلفاء الخضر عليه السلام فى تدويخ البلاد , اسمع قوله:

    بكل بلاد بل بكل مظنة اخو امل منا يحاول مطمعا
    كأنا خلقنا للنوى وكأنما حرام على الايام ان نتجمعا
    أليس هذا هو حالنا ؟

    والمصيبة ان وصف مرارات الغربة لايقنع ولايسر الذين لم يجربوا الاغتراب ولا يصغى اليه الراغبون فيه,فلا يرون قائل مثل هذا الكلام الا حاسدا او حاقدا او عديم مروءة لا يريد المساعدة حتى تحملهم الامواج الى اللجة وهناك يستبين النصح ويبدا صراع النجاة حيث لاينفع الندم,ويدخلون فى المسلسلات التى لاتنتهى كمسلسلات امريكا الجنوبية المدبلجة.والناس لا يرحمون المغترب ولا يعذرونه وهو عندهم كما يقول البحارة (مجبور الريس يجيب الريح من (قرونه) . اصيب احدهم بارتفاع ضغط الدم فاستغربت لانه لايحمل مؤهلات هذا المرض , فقال ان السبب (زعلة) . فقد اجتمع فى اول اجازته مع خاصته من اخوانه واقاربه واخبرهم انه مفلس وانما جاء به السواق واستدان تكاليف السفر ليزور هم ويبر والديه ولايملك شيئا يساعد به احدا ابدا. قال فتفرقوا ثم صار كل واحد منهم يختلس غفلة الاخرين ويدخل عليه قائلا : ( القمرية ما بتعذر التقا ) . انا اوضاعى كذا وكذا واريد المساعدة . فيقول يعنى انتو ما مصدقين كلامى,فيقولون : نحن مصدقين لكن ( حجر الضبعة ما بخلا من العضم ) قال والله كدت (اطرشق ) ومنذ تلك الاجازة صنفت فى المصابين بمرض العظماء. ولا يخلو الامر احيانا من طولة لسان احيانا فقد ذكر بعضهم انه ارسل مبلغا لقريبه فطلت مدة وصوله وكرر السؤال عنه فلما ( زهج ) المرسل اليه قال له بكل ( مساخه ) : ( والله قروشك دى لو كنت ارسلتها على ظهر نملة لكانت وصلت ) . وقد يتعرض بعضهم للاستنزاف فقد ذكروا ان مغتربا كافح واشترى قطعة ارض ثم اوكل من يتولى بناءها من اهله واصبح يحول ( التحويل فى ضنب التحويل ) حتى كل ومل فقال للوكيل : ياخى باختصار البنيان وصل وين ؟ فقال يعنى ارتفع من الاساسات قدر متر . فرد عليه بحزم شديد : خلاص اعرشوه ( اسقفوه ) .
    ولا يسلم المساكين من الابتزاز خصوصا ابتزاز بنى جلدتهم , فكل من يقدم خدمة او سلعة اذا عرف ان الزبزن مغترب فانه سينبذ كل موروث الاصالة والذمة والورع فى سبيل الفوز بكمشة من مال هذا المسكين كأنه ( ما ضاربو حجر دغش ) فى هذا المال . اوقف احدهم سيارة الافراج المؤقت بعيدا ولكن البايع رآه ( كحلو ) , ثم وقف ينتظر حتى بايع الزبون الموجود سأله عن سعر الطماطم فأعطاه السعر مضاعفا فاحتج المسكين يا اخى انت هسع بعت للزول القدامى ده بى ربع القيمة , فرد عليه ببرود : والافراج داك ما ليهو قيمة ؟.

    ومن اوهام الناس عندنا انهم يظنون ان كل مغترب غنيا وكل راكب سيارة انما جلبها معه ترفا وهم لا يعلمون ان من ياتى بالسيارة لا يملك سيارة فى السودان , وان هذه السيارة ستعينه على تحركات اسرته ومواصلة ارحامه وترفع عنه ابتزاز سيارات الاجرة وتوفر له وقت الاجازة القصير. وانه لما ( ضرب بتشديد الراء) قيمة التذاكر لاسرته المباركة وتكاليف الرحلة وجد ان السفر بالبر اوفر له والا فما ضرورة ركوب البحر لساعات قد تقارب العشرين احيانا فى عارات ( بواخر ) عديمة الاهلية ( حدفه ) عليها تشجيع الناقل الوطني ( الخطوط البحرية السودانية ) وقد جربتها وارجو الا اجربها ثانية رغم ما يشاع من تحسن اضاعها. ثم اذا خرج من البحر وقع فى طريق لا يخلو من خطورة ووعورة , ثم يقع المسكين فى سلسلة الرسوم والجبايات المتتابعة. وبعضها همبته صريحة فقد استوقفنا احد العساكر فى منطقة مقطوعة فاشفقنا عليه فاقتطعنا له شيئا من ( زوادتنا ) فرفض واعترض طريقنا مطالبا بملابس واشياء اخرى!


    ويمتد مسلسل الابتزاز حتى لمن يشاركونهم الغربة فانك ما تدخل على صاحب متجر لسلعة سودانية الا وجدت جشعا وطمعا بغيضا حتى ان السلعة احيانا لتباع باضعاف ثمنها وما ذلك الا تعويضا لعقدة الوهم القائل بان المغترب يدفع ولا يهتم. او رغبة فى الثراء السريع الذى بدل ( اخلاقيات ) السودانيين فاصبحت فئات كثيرة منهم تعج بها سجون الخليج خاصة بسبب التزوير والاخلاس والمسكرات وبيع الشرف
    وغير ذلك مما لم يكن للسودانيين به سابق عهد. لآن الذين اغتربوا فى بادىء الامر كانوا مؤهلين ثم جاءت افواج اخرى فى الوقت الضايع ابتدأ معها الخلل من داخل السودان حيث افلتوا بالرشوة والتزوير والغفلة من اوضاع لا تسمح لهم بمغادرة السودان ثم كان ما كان.
    ومصيبة المغترب الكبرى ان دائرة همومه تبدأ فى الاتساع كلما تقدم الزمن وكلما طال امد اغترابه فتشمل الابناء والزوجة اذا كانوا مقيمين معه, الابناء تلقى بهم رياح التعليم فى اغتراب اخر دخل الوطن بعيدا عن الوالدين . والسعيد من كان قريبا من بقية اسرته من جدود وحبوبات ونحوهم. اما البقية فتتناهبها الداخليات والمطارات جيئة وذهابا. فيطير من عقل الاب ما لا يرجع اليه ابدا من هموم الغربتين المضاف اليها ضغوط العمل وهواجس ( التفنيش ) وشبح رسوم التعليم الخاص الذى يكتوى به اكثر المغتربين تحقيقا لرغبات الابناء ونزولا قسريا للوائح التعليم والقبول الجائرة. علاوة على الجبايات من زكاة لا تجب على اكثرهم وضرائب ورسوم وغيرها ثم هموم بقية الاسرتين فى الداخل والخارج. ولا تخلو الزوجة بالتاكيد من الهموم نفسها فان بقيت مع الزوج تقطعت كبدها على المغتربين فى الوطن ومن ابنائها . وان حزمت امتعتها وقررت العودة الى الوطن بقى قلبها مع الزوج ان كان وحده او كانت معه بقية من فلذات كبدها اضافة الى ما ينتظرها هناك من ( البهدلة ) ووظيفة الامومة والابوة فى وقت واحد اى معادلة معقدة هذه؟! هذا اذا لم يطارد المرأة شبح اخر اصبح عظيم الخطر فان المرأة كلما تقدمت بها السن ازدادت وتيرة الغيرة عندها والرجل تزداد عنده وتيرة الحنين الى الشباب. وربما اصابته الوحشة فيطمح فيمن يبدد تلك الوحشة فان فكر فى الزواج وليس مستبعدا فتلك الطامة الكبرى.
    تعطلت سيارة احدهم مرة فتبرع بعض زملائه فى العمل بإيصاله الى منزله وفى الطريق عرف منه ان اسرته كلها فى السودان بحجة تعليم العيال. فقال له : اذن هذه فرصة ما دمت عازبا تناول معى الغداء . فقال له : لا ياخى انا بعد الاولاد الكبار سافروا سويت لى واحدة تانى ( تزوج ) . وهذا تطبيق للمثل القائل ( كان غلبك سدها وسع قدها ).

    انتهى مقال هجرة الجواميس

                  

02-08-2013, 00:29 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)


    وهنا مقال بعنوان:

    امرأة مختلفة جداً

    في احتفاء المرأة بعيدها في الشهر الماضي قرأت عموداً في صحيفة الخرطوم (الثلاثاء 8 مارس 2005) بعنوان " امرأة مختلفة" للاستاذة مشاعر عثمان.وانتظرت طويلاً أملاً في ان تثني الكاتبة وتواصل خواطرها حتى أتبين شيئاً من طريقة تفكيرها ومن على شاكلتها من النساء,ولكنها لم تعد.وكنت وعدت بالتعقيب على خواطرها تلك.وها انا ذى افى بوعدي.
    أرسلت الاستاذة مشاعر نفسها على سجيتها وبلغة جيدة واسلوب مشرق وحرأة محببة وحسن قصد استهلت بمقطع لنزار قبانى يقول :
    (علمني حبك سيدتي أن أتصرف كالصبيان....)
    ثم قالت : وهذا اعترافاً "هكذا" من الشاعر الكبير الراحل المقيم داخل كل امرأة...نزار قباني بأن المرأة تجعله يتصرف كالصبى الصغير,وأراهن على ان كل رجال الدنيا يتصرفون كنزار ويفعلون فعل الصبيان امام حسناواتهم,ولكنهم يمارسون عنف الكبرياء ويمتطون صهوة جياد الانفة بدافع (الرجالة) . ورغم أن حديثي هذا غير معمم ولكن غالبيتهم يترجلون على المرأة بغنج...ألى آخر حديثها الذى بدأ ثائراً ثم هدأ.
    ويبدو ان الامور فيها اختلاط . أولاً لم يقل رجل من الرجال انه لايرسل نفسه على سجيتها مع امرأته والفطرة السليمة تملى عليه ذلك بل وتوجبه عليه نصوص الشرع.غير ان مربط الفرس وبيت القصيد هو اين يكون المرح والتبسُّط والدعابة والصبيانية ومتى يكون ومع من يكون؟
    نحن نقدر لنزار قباني شاعريته وخصوبة خياله ولانعترض على ان يملك اى شاعر من الشعراء قلوب نساء الدنيا ولكن اذا عرضنا الاسئلة السابقة على شعر نزار أتتنا الاجابة محبطة وتثير فينا الغيرة ويحزننا جداً ان يقيم مثله فى قلب امراة واحدة من نسائنا.
    ولكن قبل الخوض فى نماذج من شعر نزار (الراحل المقيم داخل كل امرأة) هل كان إرثنا الثقافي الجنسي والاجتماعي مفتقراً الى ( وصفات ) القباني فى العلاقات الخاصة؟ لقد قال تراثنا ما لم يقل نزار مثقال حبة من خردل منه ولكنه قيل بأسلوب آخر وبطريقة مغايرة.قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : "ينبغي للرجل ان يكون مع اهله (زوجته) مثل الصبي فاذا التمسوا ما عنده وجدوه رجلاً". وكان الحجاج بن يوسف الذى اشتهر بالبطش والشدة متزوجاً بأربع نسوة فقيل له : أيمازح الامير أهله (زوجته) ؟ قال : ما تروننى الا شيطاناً.والله ربما قبّلت أخمص إحداهنّ.والاخمص هو باطن القدم.بل وجدت افعالاً يجيز الفقهاء ان يمارسها الرجال مع نسائهم وفى كتب التفسسير كالقرطبي لو اننى ذكرتها هنا لصودر المقال.
    أليست هذه هى الصبيانية التى ارادها صاحبنا نزار بالنص.ولكن مع من كانت؟إنها ليست مع العشيقات.ثم هل كانت هذه الصبيانية ديدناً ومنهج حياة؟ لا إنّ لها اوقاتاً معينة لآن الحياة ليست عبثاً ولهواً كالذى تطفح به اشعار نزار.فحين عبرت القوات المصرية خط بارليف اليهودي فى سنة 1973م احتفل نزار بذلك الحدث على طريقته الخاصة فى منظر اشبه بمصارعة ثيران على حلبة سرير كما قال بعض النقاد فقال لعشيقته:
    حين استمعنا معاً لبيان العبور
    ألاحظت كيف احتضنتك مثل المجانين
    كيف اعتصرتك مثل المجانين
    كيف رفعتك ثم رميتك ثم رفعتك ثم رميتك
    ألاحظت كيف اندفعت اليك
    ألاحظت كيف التحمنا وكيف لهثنا وكيف عرقنا
    وكيف عبثنا كأنما نمارس فعل الغرام لأول مرة؟
    وما اكثر ما يدعو نزار صويحباته الى الصراع العنيف حتى لايوصفن او يوصف بالبرود لذلك تسيل اشعاره ( عرقاً ) لدرجة الغرق,قال فى بعضها :
    سيلي عرقاً موتي غرقاً كى لايروى عنى اني كنت أغازل شجرة
    وحتى هذه الحالة التى يستجديها استجداء من صويحباته ويراها ظاهرة صحية فى احوال اهل الغرام كانت ولا تزال امرا طبيعيا عند الناس دون الاعلان عنها. قالوا دخلت احدى نساء الاعيان على زوجة احد الامراء فوجدتها فى خباء لها مع زوجها فجلست تنتظرها فسمعت شخيرا ونخيرا وحركة وجلبة . ثم خرجت صاحبة الدار وجبينها يتفصد عرقا و (نفسها قايم ) فعرفت الزائرة ما كان يدور فعاتبت صديقتها قائلة : أما تستحين من الخدم والحشم وهم يروحون ويجيئون وانت بهذه الحالة؟ فأجابتها بكل جرأة : ( الرجال كالخيل لا يشربون الا بالصفير ).هنا الفرق الكبير بين معرفة جنسية فطرية وبين أدب وأدب.
    وكانت العرب لا تكره تفاحش المرأة مع زوجها و(العروب) عندهم هى المرأة المتحببة الى زوجها والتى تظهر له من الكلام ما حقه الاخفاء (وهى اقوال وافعال لها مسمياتها عندنا). قال الفرزدق :
    يأنسن عند بعولهنّ اذا خلوا واذا هم خرجوا فهنّ خِفَارُ
    يعني (يأخذن راحتهن) مع ازواجهن ويلزمن الحشمة اذا خرجن للناس.بل ورد فى بعض الحديث:خير النساء المتبذلة لزوجها الخفِرة فى قومها.
    نحن لا نفتقر الى الثقافة الجنسية ولكنما نميل الى الحديث عنها بأسلوب لا يخدش الحياء فالتهذيب جميل. وقد افاض القران الكريم والسنة المطهرة فى الحديث عن العلاقات الخاصة ولكنها وردت بألفاظ شريفة وبأساليب عفيفة. فقال عن الفعل الجنسي (الجماع),وعن الممارسة (الملامسة) وسماها الغشيان,وسمى الرحم (المستودع والقرار المكين),وسمى المني (ماءً),وسمى الحيض (قُرءاً) وسمى انقطاعه (طهراً). وقال الرسول الكريم : (لايقع احدكم على امرأته كالبهيمة) يريد الملاطفة والمقدمات وقال للمرأة التي زعمت ان زوجها ليس معه الا مثل هدبة الثوب وارادت ان تتطلق منه وتعود لزوجها الاول (كلا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك).بل ان اللغة العربية تعرف للفظ الجنس المشهور ثلاثة وثلاثين لفظاً يصل بها المتحدث الى مراده ببراعة لا كما نراه من ألفاظ نزار المباشرة التى مهما غلفت بأساليب البيان فإنه يترك مفتاح النص معلقاً على بابه كما فى قوله:
    شهوتى سيف حجازي...ونهداك كأرض الروم...
    مَنْ مات على اسوارها كفّر عن كل الخطايا...
    وانا من حسن حظي انني عاصرت نهديك....
    وقدمت ولائي لهما مثل ملايين الرعايا....
    كل رجل فى الدنيا يمكنه ان يقول اكثر من هذا لزوجته فى خلوته اما على الملأ ومع العشيقات فتلك هى الفوضى وليست الحرية والمساواة بأى حال.
    لقد قامت قيامة بعض الناس على الطيب صالح فى سرده الواقعي لمغامرات (بت مجذوب ) وذكريات صباها مع زوجها وذلك جانب افردنا له دراسة لا نريد فض ختامها قبل ان تنضج.ولكن الفرق كبير بين الجرأة المحببة ال وحسن القصد وارسال النفوس والشخوص على طبيعتها وبين الخبث والحيوانية وفساد الطوية وسوء النية.

    وقد تحدث البروفيسر عبد الله الطيب رحمه الله فى المرشد عن الزمن وتطور الاخلاق ومر بألفاظ الفحش وذكر ان محلها الادب شعره ونثره ولكنه اراد صراحة لا تبلغ حد الشذوذ والتحدى فتكون ثورة من النوع الفاسق المخمور او الضاحك المستهتر الى درجة ال######ية والذى نراه فى اكثر شعر نزار ففيه قصد واضح الى تحدى الشعور الاخلاقي والمقاييس الاجتماعية.
    "ان نزار الذى يعده بعض الناس نصيرا للمرأة ومحررا لها هو اكثر من نزل بالمرأة الى الحضيض وفسق بها وبصق فى وجهها"
    نحن كما قدمت نقر انزار بالشاعرية المحلقة ولكنا نقر له ايضا بإفساد نساء الدنيا حين يجعل المرأة جسدا فقط .وجتى فى جانب (المرأة الجسد) نحن لسنا فى حاجة الى اخذ القدوة من نزار ,فالتراث ناضج بالثقافة التى لا يجدها اهل الاهواء الا عنده.
    وينبغى ان ننبه المرأة فى عيدها الى انها ينبغى ان تطالب الرجل باحترام عقلها قبل احترام جسدها.لأن احترام الجسد غريزة إشباعها لايحتاج الى مجهود اما احترام العقل فيحتاج من المرأة (شغل) نحن لا نريد للمرأة ان تكون قطار ليل يترجل عنه كل راكب حين يصل الى محطته.وستخسر اخواتنا الرهان اذا ظنن ان حرية المرأة ومساواتها هى عن طريق مناهج المدرسة القبانية المتمثلة فى الطرق العنيف على باب الخاص والمكشوف المتعري.وانما يحترم الرجل المرأة اذا وجد فيها العقل الناضج والسلوك المسؤول اما الجرأة الزائدة وتجاوز الخطوط الحمراء للذوق والحشمة والادب فهى امور لاشك ترضى الرجل ولكنها ترضيه فى زمن مخصوص ومكان مخصوص مع شخص مخصوص


                  

02-08-2013, 04:06 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب andquot;من المفكرةandquot; لـ د.ابراهيم القرشي عثم (Re: احمد سيد احمد)


    المرأة لا دخل لها بتحديد جنس الجنين .. فهى تحمل نوع واحد من الكرومسومات الجنسية تسمى X .. أما الرجل فيحمل زوجين من الكروموسومات X و الثانى Y .. فإن صادف Y جاء المولود ولد وإلا فبنت ..

    متى يفهم القوم أن المرأة لا دخل لها بالموضوع لا من قريب أو من بعيد.

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de