احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 06:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2012, 03:17 PM

عصام دقداق

تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 1714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3)

    [g "
    أحمد محمد يوسف الدالي ، من أبناء بحر أبيض ولد بالقردود ريفي الدويم ، وهو أحد الأسراب المهاجرة التي حملت حقائب الرحيل مبكرًا و حمل معه هم الوطن والفن و رسم لنفسه بصمة خاصة في تحريك إبداعات السودانيين بالمهجر و حاول أن يصنع لهم منابر إبداعية عبر منتديات ثقافية و فنية و اجتماعية كان لها الدور الكبير في التواصل بين المغتربين ، عمل الدالي مديرًا للشؤون الإدارية بأسواق و حراج الأمير متعب ، و يعمل العمل حاليًا في منصب المدير التنفيذي لشركة الثروات – فرع مياه نبع بقين الطبيعية بالمملكة العربية السعودية " زاوية حصاد الغربة " التقته و تبادلت معه بعض قضايا الثقافة و الفن و كافة أشكال الحراك الاجتماعي .
    حوار عصام دقداق

    كيف و متى بدأت هجرتك ؟
    هاجرْتُ إلى المملكة العربية السعودية في العام 1982م حيث قدمْتُ معتمرًا قبل الحصول على بطاقة الإقامة التي تكفل لحاملها الإقامة النظامية في المملكة حسب القوانين المتبعة في بلاد الحرمين حرسها الله .

    ما هي الدوافع التي أدت للهجرة ؟
    عندما تُوفِي خالي المرحوم محمد آدم الدالي و الذي قام بتربيتي بعد وفاة والدي ، فترك أولاد قُصَّر ، ولم يكن أمامي خيار غير الهجرة ، فقمْتُ بتربية كل أبنائه و تزويجِهِم و لله الحمد .

    ماذا أضافت لك الغربة و ماذا خصمت منك ؟
    لا شك أن الغربة قد أضافت لي الكثير خاصةً أنها في بلد الحرمين الشريفين و الأراضي المقدسة ، و بها جالية سودانية تُعتبَر من أكثر الجاليات نشاطًا حيث تداخلت مع عدة أجناس . وكما هو معلوم فإنَّ الفردَ يأخذ من الجماعة الثقافات و العادات و القيم النبيلة ، و كل واحد من هؤلاء الناس يُريدُ أن يكونَ سفيرًا لبلدِهِ ، ومع ذلك فإن الغربة قد خصمت مني الكثير حيث عشْتُ فترة عنفوان شبابي خارج بلادي التي لها عليَّ فضلٌ كبير في تربيتي و تعليمي ، و مع ذلك كنتُ حريصًا وسط هذا الكم الهائل من البشر أن أكونَ سفيرًا شعبيًا للسودان و قد وفِقْتُ في ذلك و لله الحمد .

    ما هي المُعينات الوظيفية التي توفرت لك بالمِهْجر و لم تجدْها بالوطن ؟
    لم أتقدم لوظيفة في بلدي ، حيث خرجْتُ من السودان مُبكرًا و أُتيحَتْ لي وظيفة طيبة بالمملكة العربية السعودية ، حيث وجدْتُ رجل خير صادق و متديِّن وهو الشيخ / محمد سعد عطية الله الحربي شيخ أسواق و حراج الأمير متعب سابقًا ، و قد أعطاني مطلق الصلاحية و التصرف لثقتِهِ الكبيرة في شخصي بعد عشرة دامت سنوات طويلة و مازالت حتى الآن .

    ما مدى ارتباط أبناء الأسر السودانية بالعادات و التقاليد السودانية في المهجر ؟
    ارتباطهم وثيق بعاداتهم و تقاليدِهِم السودانية ، لاسيما أنَّ أهلَنا و أرحامَنا من الدناقلة و المحس قد تركوا بصمة واضحة و سمعة طيبة من خلال حراكِهِم الاجتماعي والثقافي و الاحتفالات التي يُقيمونها حيث كانت هُناك أسابيع ثقافية و مهرجانات رياضية و تراثية و فنون تشكيلية و فلكلور سوداني و معارض للكتب السودانية ، و تمَّ تكوين لجنة فنية كُلِفْتُ برئاستِها، ضمت في عضويتِها نخبة طيبة من أهل الفكر و الأدب والثقافة أذكر منهم : الأستاذ / عبد الله عبد الدايم شفاه الله ، و النعيم الخير حسن ، عبد الهادي أحمد خليل ، الدكتور محمد عبد الله الريَّح ، الشاعر تاج السرعثمان الطيب ، و الأستاذ / عطا المنان علي بابكر ، و الباحث و الكاتب عبد الله أبُّو إمام ، و صلاح سري ، و الحاج آدم قُضّيم ، و الفنان التشكيلي و الصحفي المعروف محمد خير كباشي ، و كثيرون لا يسع المجال لذكرِهِم فلهم العُتبى ، كان ذلك في العام 1985م ، حيث قاموا بعمل كبير لربط أبناءِ المُغتربين بالوطن عبر الفنون التشكيلية و المسرح بقيادة أبو دليبة ، و كذاك السباحة و الفلكلور السوداني ، و قام عبد الله أبو إمام بجمع كل المؤلفات و الكتب السودانية والتي تم عرضُها في ركن الكتاب السوداني بالقنصلية ، فكان ذلك عمَلاً ثقافيًا مُوفَقًا . فالشكرُ لله أولاً ومن ثم للأخوين / عبد الله عبد الدايم و النعيم الخير اللَّذَيْن كانا وراءَ كل هذه النجاحات ولهم الفضل في ربط الأبناء بالعادات و التقاليد و التراث السوداني .

    وأنت أحد أعمدة الجالية كيف تُقيِّم الحراك الاجتماعي للسودانيين بالمنطقة الغربية ؟ه
    و حراك جماعي يقف خلفه أناس عُظماء مُولَعون بحب الوطن ، ساعدتهم هممهم العالية و نفوسهم الرضية في العمل بروح الفريق الواحد من أجل تحقيق الترابط والتعاون بين جميع السودانيين في بلاد المهجر وقد انعكس ذلك في تحقيق الكثير من النجاحات التي تمت خلال سنين الغربة الممتدة ، و كذلك كان لحضور مجموعات من الفنانين الكبار بالسودان - بطرق مدروسة و تنسيق مسبق – أعمق الأثر في نفوس أبناء الجالية ، و نذكرمن هؤلاء : الفنان عثمان حسين و عثمان الشفيع و سيد خليفة ، وأسطورة الغناء السوداني محمد وردي نسأل الله لهم جميعًا الرحمة و المغفرة ، و نذكر من الأحياء كل من الفنان الأستاذ / عبد الكريم الكابلي ، و محمد الأمين ، عبد العزيز المبارك و الطيب عبد الله و عبد الله البعيو و صديق سرحان و حمد البابلي و حمد الريح و صلاح ابن البادية و عبد الرحمن عبد الله ، شارك كل هؤلاء في إحياء ذكرى الاستقلال و في المناسبات الاجتماعية التي كانت تُقيمها الجالية السودانية ، فترك ذلك أثرًا كبيرًا في نفوس أبنائنا و ربطهم بالوطن ، كذلك كان لحضور الأدباء الكبار: الأستاذ / فراج الطيب و البروفسور صلاح فرج الله دور كبير في النواحي الأدبية و الثقافية من خلال مشاركاتهم المميزة في الأسابيع الأدبية و الثقافية . و حقيقةً كان هُناك حراك ثقافي اجتماعي رياضي فاعل ، كما أن الدورات و المهرجانات الرياضية ، و كذلك تكوين الفرق الرياضية بالجالية أتاح كل ذلك للسودانيين بمختلف سحناتهم و توجهاتهم فرصًا كبيرة للتلاقي و الترابط و التعاون فيما بينهم حيث كان الجو السائد في السابق جوًا صحيًا ومُعافى ساعد في الحفاظ على النسيج الاجتماعي وحمايته من عوامل الضعف و التمزق بعيدًا عن الحزبية و القبلية و الجهوية .

    السوداني سمعته كالذهب بالمملكة ما تعليقك ؟
    السوداني سمعته كالذهب هذه حقيقة وإرث عظيم حافظ عليه أبناء الجالية السودانية و ساعد على رسوخه أبناء الدناقلة و المحس الذين عملوا بالقصور الملكية و الأميرية و الديوان الملكي و ذلك بصدقهم و أمانتهم وإخلاصهم في العمل فضلاً عن الروح الطيبة التي يتحلون بها ، ثم جاء بعد ذلك أبناء السودان من كل الولايات فحافظوا على هذه القيم من خلال عملهم في الشركات و المؤسسات الحكومية فأضحى السوداني مثالاً للأمانة و الصدق و الإخلاص و أنموذجًا يُحتذى به في التعامل الراقي الذي يغبطهم عليه الآخرون . وكمثال على ذلك أنَّ زوجة أحد الدبوماسيين الخليجيين كتبت مقالاً قيِّما – في أيام حرب الخليج – بعنوان " الشعب الذي لا يصدأ " ذكرت فيه الكثير من الصفات التي تفرَّد بها الشعب السوداني ، و أتمنى من الجمبع المحافظة على هذا الإرث العظيم و القيم النبيلة المميزة للجالية السودانية دون سائر الجاليات .
                  

01-01-2013, 06:39 AM

عصام دقداق

تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 1714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3) (Re: عصام دقداق)

    الحلقة الثانية

    حدِّثنا عن صالون أحمد الدالي الثقافي و الأدبي ؟

    إنَّ أهداف الصالون هي امتداد للعهد الذهبي للجالية السودانية و هو عهد المغفور له العم ساتي صالح و تتمثل في المحافظة على القيم و العادات و التقاليد السودانية و غرسِها في نفوس أبنائِنا الصغار ، و كذلك التعريف بالشعر السوداني و الاستماع إلى الأغنيات السودانية الأصيلة و استبدال الهابط منها بأغنيات ذات مضمون و معاني تُناسب الذوق العام مع معالجة رتابة اللحن و السلم الخماسي . و عندما توقفت في العام 1993هـ الاحتفالات و المهرجانات في القنصلية العامة بجدة ، قمْتُ و معي مجموعة طيبة من أهل الفكر و الثقافة و الأدب بتأسيس صالون الدالي الثقافي الأدبي .

    ماذا أضاف الصالون في رصيد الثقافة و الأدب لأبناء الجالية السودانية ؟

    أضاف الكثير لأبناء الجالية و أهلنا بالوطن من خلال إقامة الليالي الأدبية و ليالي المديح في جناب المُصطفى صلى الله عليه وسلم مع إثراءِ الساحة السودانية بالسهرات الغنائية و الألحان الخالدة و بثها حية على استديوهات أم درمان و مباشرة على صالات العرض ، حتى أصبح الصالون منارةً للثقافة و الأدب و منه خرجت ثقافة تكاثر المنتديات في مدينة جدة ، و كذلك اقتراح تدريس مادة التربية الوطنية وإدراجها ضمن المنهج السوداني و من هنا أناشد الإخوة في رابطة المعلمين القيام بوضع خطة لمادة التربية الوطنية و عرضها على الجهاز القومي لتطوير المناهج ببخت الرضا .

    حدِّثنا عن ملكة الشعر لديك و متى كانت بداياتُك ؟

    ملكة الشعر هبة ربانية حبانا الله سبحانه و تعالى بها في قبيلة بني جرار حيث كان ذلك ضمن ما ورثناه عن أجدادنا من شعر الدوبيت ، و كذلك الشعر هو تجسيد للأحاسيس و المشاعر سواء كانت وطنية أو عاطفية أو حماسية ، حيث كانت بداية كتابة الشعر و تدفق عسل القوافي و أنا تلميذ بالصف الأول المتوسط ، فشاركتُ في أول جمعية أدبية لمدارس بخت الرضا و كانت المنافسة بين مدارس المعهد الثلاث " النيل الأبيض ، و الريفية و الدويم شمال " فكان لي شرف الفوز بالجائزة الأولى في تلك المسابقة ، و أيضًا فزتُ بالجائزة الأولى في الإلقاء الشعري بمدرسة النيل الأبيض الثانوية فقدَّم لي أستاذ الأجيال و المربي العظيم وفارس العربية و حامي حماها أستاذي الموقر/أحمد عرابي هديةً قيمة و من مكتبته الخاصة ديوان الشاعر الفذ إيليا أبو ماضي .

    هل للغربة تأثير في إبداعاتك الشعرية ؟

    تأثير الغربة كبير و أثرها لا يخفى على كل مَنْ أصبح بعيدًا عن دياره و مراتع صباه الأولى ، لاسيِّما الشعراء حيث تفيض إحاسيسهم و مشاعرهم فيترجمون ذلك شعرًا صادقًا نابضًا بالحياة فيهيمون بحب الديار و الحنين إلى الوطن و ترابه الغالي .

    دوركم كشعراء في نشر الثقافة السودانية ؟

    لعبنا دورًا بارزًا و مميزًا في نشر الثقافة السودانية بين أبناء الجاليات ، حيث كنتُ رئيسًا للجنة الفنية فقمْنا بالتنسيق مع الإخوة السعوديين و شاركنا في الاحتفالات التي أٌقيمت في نادي جدة الأدبي و نادي أبها و مهرجان أبها الثقافي ، و عملنا كذلك تواصل مع بعض الشعراء و الفنانين من الإخوة السعوديين حيث توطدت علاقاتُنا معهم فأصبحت على أحسن ما يكون و ذلك من خلال صالون الدالي الأدبي و منتدى السودان الثقافي ، و منتدى الإمام عبد الرحمن ، و ساهمنا كذلك في توصيل الثقافة السودانية من خلال مشاركاتنا الفنية و الشعرية و التراث و الفلكلور السوداني مع الإخوة في الجالية اليمنية بمملكة الخير .

    مع مَنْ تعاملتَ من الفنانين ، و هل لديك أعمال نالت حظَّها عبر وسائل الإعلام المرئية ؟

    تعاملتُ مع عدد كبير من الفنانين السودانيين ، حيث كانت البداية مع أخي الفنان حمد البابلي الذي شكل معي ثنائية ممتازة بين شاعر و فنان تغنى لي بأكثر من عشرة أعمال قام بتسجيلِها في الإذاعة السودانية و تلفزيون السودان ثم الفضائيات السودانية الموجودة حاليًا ، و أيضًا الفنان صديق سرحان و الفنان عبد الله البعيو الذي ربطتني به علاقة أخوة صادقة ثم أصبحت أسرية ، و كذلك الفنان كمال ترباس و الكابلي و زكي عبد الكريم . و آخر عمل نال حظه في وسائل الإعلام المرئية كانت أغنية أمي يا كنز العطا و التي تم تقديمُها في عيد الأم الأخير أداء الفنان الرائع الموهوب حمد البابلي حفظه الله و رعاه .

    ما هو دوركم في إعلام الجالية لمحاربة الظواهر السالبة بين أبناء الجالية السودانية ؟

    ساعدني التواصل الحميم مع الجميع على بناء شبكة علاقات واسعة مع أبناء الجالية السودانية مما أكسبني حبِّهِم و تقديرهم ، و بالتالي التعامل السلِس معهم و الاستجابة السريعة عندما أقوم بالتنبيه على الابتعاد عن أي ظاهرة من الظواهر السالبة ، ومن هُنا أحث الجميع على التحلي بمكارم الأخلاق و العفو و المسامحة و الترفع عن صغائر الأمور و النظر إلى الأمام بأفق واسع ، والترسيخ إلى ثقافة التعاون و التكافل و حل الخلافات التي تحدث من وقت لآخر بأسلوب ودي وحضاري .

    هل هناك تقصير من أمانة الإعلام في توصيل المعلومات من مِنَح سكنية و غيرها لأبناء الجالية ؟

    لا أرى تقصيرًا في هذا الجانب ، حيث قامت أمانة الإعلام بدور محسوس و ملموس في توصيل كل المعلمومات المهمة إلى أفراد الجالية السودانية من خلال الفضائيات و الإذاعة و الصحف وذلك بفضل العلاقات الطيبة التي تربطني مع الزملاء في وسائل الإعلام المذكورة ، و أمانة الإعلام هي الأمانة الوحيدة في الجالية التي كونت مكتب متكامل من الأخوة الإعلاميين و توزيع المهام على جميع أعضائِها فكان كل واحدٍ من أفرادِها أمينًا للإعلام له جهوده و بصماته التي تُميِّزه .

    ما هو تقييمك لمسيرة و أداء الجالية السابقة ؟

    تكونت الجالية السابقة بطريقة سليمة جدًا، حيث لعبت فيها الحكمة دورًا مهما ، ابتداءًا من اختيار اللجنة الفنية التي قامت بوضع الدستور و التي تم تشكيلُها من كل ألوان الطيف السياسي و من كل فئات المجتمع فكان عدد أفرادِها عشرين رجلاً و امرأتين ، ويقف خلف كل هذا النجاح الرجل الخلوق المتواضع والسفير المحترم أحمد التيجاني ، و نائبه عبد القادر عبد الله و المستشار إبراهيم قريشابي ، فكانت هذه هي الخطوة الأولى من نوعِها يتم بعدها وضع دستور نحسب أنه مواكب بمقاييس تلك الفترة ، حيث بذلت اللجنة الفنية في إعداده و صياغته جهدًا مقدرًا سهِرَت فيه الليالي حتى اكتمل و تمت إجازته و من ثم تكونت بموجبه الجالية السودانية من كلِّ الولايات و الفعاليات السودانية و الجمعيات المتخصصة و المهنية ، فكان ذلك نموذجًا طيبًا و نهجًا جديدًا في عمل الجاليات ، ثم تم تعميم الدستور في صياغته الأخيرة على جميع دول الاغتراب بواسطة جهاز شؤون العاملين بالخارج ، إلا أن الجالية بالمنطقة الغربية كانت مثالاً للجاليات بالعالم و هي غنية برجالِها و أعلامِها من الشخصيات السودانية السامقة في شتى الضروب و كان لي شرف العضوية في لجنة صياغة الدستور و تكوين الجالية السابقة .
    فالجميل أن الجالية السابقة قامت بأعمال جليلة و مقدرة منها مطالبة الدولة بإعفاء المغتربين من الضرائب و نجحت كذلك في استقطاع نصف المساهمة من دعم السلام " مبلغ المئة ريال " و حلت به الكثير من مشاكل السودانيين في هذه المنطقة حيث ساهمت في علاج العديد من الحالات المرضية و تسفير الأسر السودانية التي حصلت لها ظروف قاهرة و طارئة
    ، و قد تفردت الجالية السابقة بكونها تعمل بكامل مكتبها التنفيذي إلى أن انتهت دورتُها المحددة لها في الدستور و هي ثلاث سنوات ثم مدد لها مجلس الجالية سنة إضافية حسب نص الدستور ، عملت من خلالِها الجالية بكامل عضويتها في توافق تام ومشاركة فاعلة و تعاون وينعقد مكتبها التنفيذي بصورة منتظمة ، حيث كانت تلك الفترة تمثل العهد الذهبي للجالية ، بعد ذلك أصابت الجالية انتكاسة فدبت فيها الخلافات لغياب مجلسِها التشريعي الذي لم يجتمع و لو لمرة واحدة طيلة السنوات الأربع في الدورة الحالية المنتهية الصلاحية ، ومن هُنا بدأت الخلافات و حصلت الشلليات و تغيب المكتب التنفيذي الذي أصبح يتحرك بثلاثة أفراد يتصرفون في أموال الجالية و يتحكمون في إصدار قرارتِها المصيرية ، فأدى كل ذلك إلى انقسام الجالية إلى مجموعتين ، مجموعة اللجنة الثلاثية و مجموعة البرنامج الانتخابي المطروح للجالية الجديدة وهو برنامج عادل – في نظري – يكفل مشاركة كل ولايات السودان من خلال الروابط الولائية و الجمعيات المهنية و المتخصصة و الجاليات الفرعية و الفعاليات ، و تقسيم الأمانات في المكتب التنفيذي و اللجان في المجلس التشريعي بالتساوي بين كل هذه الكيانات ، و يتطلب ذلك مراجعة مسودة الدستور و معالجة الثغرات التي أدت إلى حدوث أوجه القصور التي صاحبت عمل الجالية السابقة .

    ما رأيك في التصعيدات الأخيرة لتكوين الجالية الجديدة ؟

    في رأيي أن التصعيدات الأخيرة قد تمت بطريقة صحيحة و منظمة وذلك بانعقاد جميع الجمعيات العمومية لتلك الكيانات و بإشراف تام من اللجنة المفوضة من قبل المكتب التنفيذي للجالية و بإشراف القنصلية العامة بجدة التي قامت بالتنسيق مع المكتب و تم تكوين لجنة مُتفق عليها سعت في حل الخلافات القائمة ما عدا مشكلة الولاية الشمالية التي ما زالت قائمة و لم يُحسَم أمرُها حتى هذه اللحظة ، و هي السبب الرئيسي في تعطيل قيام الجالية . ( نواصل )
                  

01-02-2013, 07:16 AM

عصام دقداق

تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 1714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3) (Re: عصام دقداق)

    الحلقة الثالثة :

    الدالي : لابد من المزج بين العناصر الشبابية و القيادات التاريخية ( 3 )


    ما هي الصعوبات التي تواجه تكوين جالية منطقة مكة المكرمة ؟

    من أهم الصعوبات أنَّ القنصلية – في ذلك الوقت - لم تلعب دورًا واضحًا في تكوين الجالية على الرغم من جاهزية المصعدين من مختلف الكيانات باستثناء رابطة الولاية الشمالية كما أشرتُ إلى ذلك فيما سبق ، أما الآن فقد اختلف الوضع ووجدنا كل اهتمام من سعادة القنصل السفير خالد الترس و نوابه الكرام الذين قاموا بدور مقدر و ملموس في هذا الاتجاه .


    ما هو دور القنصلية في لم شمل أطراف النزاع حول جالية منطقة مكة المكرمة ؟

    بعد وصول سعادة السفير خالد محمود الترس قام بتسليم ملف الجالية للسفير عصام محي الدين وتكوين لجنة مشتركة من القنصلية و أطراف النزاع قامت بحلحلة الكثير من المشكلات ومراجعة أسماء المصعدين و التوصل إلى حلول بموجب لوائح النظام الأساسي للجالية و الذي يحكم انعقاد الجمعية العمومية ، و توصلوا إلى نشر أسماء المصعدين في بورد القنصلية مع إتاحة الفرصة لتقديم الطعون و دراستها قبل نشر الكشوفات النهائية وكذلك تحديد موعد انعقاد الجمعية العمومية و إخطار جهاز العاملين بالخارج لحضور تلك الجمعية تمهيدًا لتكوين الجالية السودانية بمنطقة المكرمة .


    ألم يحِنْ الأوان لتجديد الدماء في الجالية و إفساح المجال للشباب لقيادتها ؟

    نحن مع التغيير و التجديد و إفساح المجال للشباب و مع ذلك لا يمكن الاستغناء عن أهل التجربة ، لذا فالحل يكمن في المزج بين أصحاب الخبرات و القيادات الشبابية الواعدة من أجل تكوين جالية فاعلة تلبي آمال و تطلعات السودانيين المقيمين بمنطقة مكة المكرمة .


    ما هو تقييمك للعمل العام بمنطقة مكة المكرمة ؟



    العمل العام بمنطقة مكة المكرمة جيِّد جدًا إن لم نقل ممتازًا و ذلك لوجود عقول سودانية لا يُستهان بها شاركت بآرائِها الصائبة و أفكارِها النيِّرة ووطنيتِها العالية في دعم مسيرة البناء و التنمية ، و لها مشاركات فاعلة حتى في مصير السودان من خلال دعمها لخطوات السلام الأولي و مؤتمر جدة خير مثال على ذلك حيث وظفت الجالية كافة إمكاناتها دعمًا للوطن الذي وجدها بجانبه عند أحلك الظروف فكانت لجنة المبادرة الوطنية مثالاً يُحتذى للمساهمة في وضع منهج السياسات الحالية للدولة ، و لها كذلك دور مشهود ومقدر أشادت به رئاسة الجمهورية .




    كيف تُقيِّم أداء جهاز شؤون المغتربين حول مختلف القضايا التي تهم المغتربين ؟



    جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج هو الراعي الرسمي و المشرف على كل الجاليات و الكيانات السودانية المختلفة ، و قد لعب دورًا بارزًا في دعم قضايا المغتربين ، حيث كانت له صولات و جولات في عهد الأستاذ / تاج الدين المهدي و أركان حربه الميامين ، و قد كانوا جميعًا متفهمين للقضايا التي تهم السودانيين في بلاد الغربة . و يُشرف على رئاسة الجهاز الآن أخونا دكتور كرار التهامي و معه مجموعة طيبة من الإخوة الذين نعرفهم جيدًا بحكم العشرة التي تربطنا بهم ، كما أنَّ معظمهم كانوا مغتربين بالسعودية و عاشوا هموم المغتربين لذا فهم يدركون تمامًا حجم المعاناة و الظروف الصعبة التي حلت بنا خاصةً في الآونة الأخيرة ، لذلك فهم خيارٌ من خيار و قادرين على معالجة القضايا التي تواجههنا ، ومع ذلك كله عليهم التحلي بالصبر و الحكمة لأننا نعول عليهم كثيرًا في حل مشاكل المغتربين ، و مساعدتهم في توفير الخطط السكنية من خلال التنسيق بينهم و بين حكومات ولاياتهم و ذلك بزيادة أفرع جهاز المغتربين بالولايات مع المساهمة في دعم العودة الطوعية و استيعاب العايدين في أجهزة الدولة بالولايات و الحكومة المركزية و الاستفادة من خبراتهم التراكمية في بناء الدولة الحديثة، مع إعفاء ممتلكات المغتربين الذين مكثوا أكثر من عشر سنوات من الضرائب .




    كيف يمكن للدولة الاستفادة من الخبرات المهاجرة ؟



    لا شك أنَّ السودانيين - في بلاد المهجر – قد اكتسبوا الكثير من المهارات و الخبرات فأصبحوا مؤهلين للقيام بالواجبات التي يمكن إسنادها لهم ، حيث أثبتوا جدارتهم كل حسب مجال عمله و تخصصه ، فنرجو من حكومتنا الرشيدة دعمهم و تسهيل استثماراتهم و منحهم إعفاء من الضرائب لاسيما أنهم قد ملوا الاغتراب و يريدون العودة و العيش في أرض الوطن .




    كيف تُقيِّم تجربتك في المِهجر ؟



    تجربتي في بلاد المهجر تجربة ناضجة وناجحة جدًا استفدْتُ منها الكثير و أكسبتني الخبرات و المهارات التي لا غنى عنها في الحياة ، كما أنَّ احتكاكي بالكوادر السودانية والجمعيات المنتشرة بين الدناقلة و المحس جعلني أُسجِّل أول جمعية خارج نطاق تلك الجمعيات و ذلك في العام 1987م سميتُها " جمعية أبناء القردود الخيرية " و القردود هي مسقط رأسي و قريتي التي ترعرعتُ فيها ، استطاعت هذه الجمعية أن تقوم بواجب المساهمة في توفير الكثير من الخدمات بالمنطقة من صحة وتعليم وتخطيط و كهرباء ، حيث تم تحويل الشفخانة إلى مركز صحي ، و تطوير المدرسة الابتدائية المختلطة إلى مدرستي أساس بنين و بنات و كذلك مدرستين ثانويتين ، ثم تخطيط القرية و إدخال الكهرباء و بالتالي تطويرها إلى مدينة يأتيها أهل القرى المجاورة للتسوق في يومي الثلاثاء و الجمعة من كل أسبوع و كذلك الاستفادة من خدماتها الأخرى ، و بفضل انتشار التعليم أصبح للقردود رابطة لخريجي الجامعات بها أكثر من ثلاثمائة خريج جامعي منهم الطبيب و المهندس و المستشار و المعلم إلخ ..




    العودة حلم كل المهاجرين أين أنت منه ؟



    لا شك أنَّ العودة هي حلم كل المهاجرين و أنا بالطبع واحد منهم ، تهفو نفسي إلى العودة و يقودني الشوق و الحنين إلى الاستقرار في وطني الذي عشتُ بعيدًا عنه مدة طويلة تجاوزت الثلاثين عامًا ، عشتُ فيها حياة حافلة بكل جميل و شاركْتُ خلالها في الحراك الثقافي و الاجتماعي و الرياضي وفي العمل العام عمومًا بين منظمات المجتمع المدني و عضوية الجالية السودانية في منطقة مكة المكرمة .




    هل تعتقد أن الانتباهة حققت قدرًا من الربط بين المغتربين ووطنهم ؟



    بالتأكيد أنَّ الانتباهة قد حققت قدرًا كبيرًا من الربط بين المغتربين ووطنهم بل أصبحت صحيفة المغتربين الأولى لذلك فإن لم يذهب الراغب في قراءتها باكرًا فلن يجد نسخة في مراكز التوزيع ، و قد غطت الانتباهة كل هموم المغتربين و معاناتهم حتى أصبحت في فترة وجيزة لسان حالهم تستنطقهم و تستطلع آراءَهم و تتعرف على أفكارهم و مقترحاتهم حول ما يدور في الغربة و أرض الوطن ، و خير دليل على ما ذكرت هذا الحوار المُطوَّل الذي أجرته معي الصحيفة في الوقت الذي لم تهتم فيه الصحف الأخرى بمثل هذا الحوار الذي ساعدني في أن أقول ما في نفسي و غيري كثيرون في صدورهم درر وجواهر يودون الإفصاح عنها فآمل من الانتباهة زيارتهم و محاورتهم .




    كلمة أخيرة



    أخيرًا و ليس آخرًا أقول و بكل صدق أنَّ الانتباهة قد أدهشت الجميع لما فيها من تغطية كاملة و شاملة لكل هموم و قضايا الوطن ، و اهتمامها المتواصل بالمغتربين و تخصيص صفحة كاملة لهم من خلال منبرها الصادق و المُعبِّر عن همومم و أشجانهم و الذي يُشرف عليه الصحفي القدير و الأخ المحترم / الأستاذ هاشم عبد الفتاح ، فنتمنى للانتباهة و القائمين عليها التوفيق و السداد ، و نتمنى للوطن التقدم و الإزدهار و الخير الوفير ، و أن يحفظ المملكة العربية السعودية حكومةً و شعبًا ، و أن يديم عليها نعمة الأمن و الأمان و نشكرشعب المملكة المضياف الذي ميزنا عن سائر الجاليات و نشكرهم على كلماتهم الجميلة التي قالوها في حق الجالية السودانية .
                  

01-23-2013, 08:43 PM

عصام دقداق

تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 1714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3) (Re: عصام دقداق)

    فوق
                  

01-24-2013, 07:30 AM

عصام دقداق

تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 1714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3) (Re: عصام دقداق)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de