ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 12:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2012, 04:00 PM

Abdalla aidros

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني

    ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة

    الصحافة ـ رأي


    خلال الأسبوعين الماضيين تملّكتني مشاعر الفرح وكدنا أنا ودراجتي الفونيكس أن تنبت لنا أجنحة فنحلّق عالياً في شوارع عطبرة بعد مطالعتي لعمود (أما حكاية) بقلم الصديق العزيز البطري بتاريخ 14/12/2008م تحت عنوان: (اتبرا ترجو داير).. نحلّق عالياً لنُبلغ الصديق العزيز البطري باللوم الشديد من بدر الدين أحمد دفع الله أو عبد الرحمن قريشي في مسرحية الرجل الذي ضحك على الملائكة. وكذلك اللوم من صلاح حسن عبد المجيد ومصطفى عبدالعزيز البطل والمعز الجمري ابونورة وعبدالعظيم سر الختم وعمر القراي وهاشم فتح الرحمن الذي كان في ندواته يذكِّر الحضور بوصف الأستاذ محمود محمد طه لأهل عطبرة بأنهم أولياء وإن كل المدفونين في مقابر عطبرة أولياء لأنهم شهداء العيش الكفاف. واللوم والعتاب كذلك من أولاد أمبكول والموردة الذين بلغت بهم الشقاوة حدّ أن تقاسموا الأتبراوي النُص بالنُص وحددوا فيه مياهاً إقليمية تخص أمبكول والموردة من يتعداها شرقاً من أولاد أمبكول أو غرباً من أولاد الموردة فلا يلومنَّ إلا نفسه، حيث سيكون جزاؤه أن يتركوه داخل المياه الإقليمية التي حاول السباحة فيها، وربما عناهم محمد عبدالخالق حين كتب: فاض العطبراوي هذا العام يحمل إليكم الطمي والسمك النحيل أطفال الطليح عراة يجدلون التيار أغنية لعودة الآباء من ورش الكآبة من باع يا أبوي التعابة؟ واللوم موصول كذلك من العمة ست البنات بت حُمري مشجعة الأمل والتي كانت في يوم مباراة الأمل لا تدخل منزلها إلا بعد أن تعرف نتيجة المباراة، واللوم كذلك من العمة حليمة ماضي وأبنائها اللبودي وقاسم ابراهيم كامل.. قاسم الذي كان يؤكّد دوماً أن الشيوعيين في عطبرة في الخمسينيات من القرن الماضي كانوا يشجِّعونه لأنه حين يتحرّك بالكرة داخل الملعب يجدون الفرصة للهتاف: قاسم.. قاسم.. واللوم يصلك يا بطري من أستاذ الأجيال علي العبيد لأنك لم تعطه أكثر من سطر وكان الواجب أن تتذكّر أن الذين درسهم منذ ستينيات القرن الماضي في مدرسة عطبرة الجنوبية الأولية لا يقعون في أي خطأ نحوي إلى اليوم لأنهم كانوا حين يتلون القرآن جماعياً يتابعهم سواءً كان ماراً بالبرندة أو في مكتبه، فإذا وقعوا في أي خطأ يتدخّل رغم وجود أستاذ داخل الفصل ليذكّر التلاميذ -بعد أن يصفهم بأنهم جنس كلــب- يذكّرهم بأن أي خطأ في تلاوة القرآن الكريم تهتز له السماء والأرض في وقت واحد.. وكان لا بد تحت إدارته للمدرسة الجنوبية من أن يعاقب الكداري وعوض الحاج بالجلد إذا انهزمت المدرسة الجنوبية في مباراة لكرة القدم وكان يفضِّل أن ينادي الطلاب باسماء أمهاتم فهذا عوض ود الحرم وهو عوض سعيد المكي، وداك محجوب ود العِز (بكسر العين في العز)، لمحجوب سعد الذي حكى لي أنه وبعد أكثر من عشرين عاماً التقى بالأستاذ علي العبد في محطة السكة الحديد بورتسودان مساء تحت إضاءة خافتة فلم يتذكّره الأستاذ علي العبد، ولكنه قال له إذا ذكرت لي اسم والدتك سأتذكرك وبالفعل ما أن قال له محجوب إنه ود العِز حتى تهلل وجهه وقال له أيوة أيوة محجوب سعد. رحم الله الأستاذ علي العبد وجمعنا وكل الأصدقاء في ساعة خير.. واللوم يصلك أيضاً من الأستاذ حسبو خريج مدرسة جبيت الصناعية وأستاذ الأجيال الذي درَّس أجيالاً وأجيالاً في عطبرة اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية وهو يجيد العزف على الآلات الموسيقية ويمارس رياضة الكاراتيه بجانب نشاطه المسرحي. أطال الله في عمر الأستاذ حسبو ومتّعه بالصحة والعافية. كنت أحلِّق في سماء عطبرة بهذه المشاعر وبهذا الفرح الذي كنت أريد له أن يستمر لولا أنني فوجئت بالطفيليين يمارسون عادتهم القبيحة أو كما وصفهم حافظ عباس محمد نور عبر تساؤلاته في مقام الصدى: بلادك التي ستشتهي ترابها وحينما يخضك الأسى وأنت في البعيد يجيبك الصدى تبوّل الغزاة في دروبها وأولموا سكونها بإفكهم ومثلما يقول سفرنا القديم - إنهم إذا أتوا مدينة سيصبح الإماء سادة وتصعد المياه في الجبال فوجئت بهم يمارسون عادتهم القبيحة في التطفّل على تاريخ المدينة التي خلّد اسمها الحاج عبدالرحمن: أنا عطبرة يا نعم عاصمة الحديد إن جاء زرعي عاصفاً تنمو الأزاهر من جديد تطفّلوا على تاريخ المدينة وعلى سبيل المثال سطوا على شارع الشهيد قرشي الطيب أحد شهداء معارك النضال ضد الجمعية التشريعية في عام 1948م، وهو الشارع الذي يمتد من محطة عباس محمود غرباً وحتى المحطة الأخيرة من الحصا شرق. سطوا على هذا الشارع ليغيّروا اسمه إلى شارع الشيخ المحلاوي وبذلك يثبّتون تطفّلهم وجهلهم لتاريخ المدينة مرتين فلا الشارع شارع المحلاوي ولا المحلاوي كان شيخاً! إبراهيم المحلاوي يا سادة مناضل وطني يسجِّل له التاريخ أنه تقدّم باستقالته من وظيفته الحكومية ليتفرّغ للنضال الوطني في سبيل الاستقلال لأن القانون كان يمنع الموظفين من ممارسة العمل السياسي، ولا نزال نذكره يتجوَّل في شوارع عطبرة مرتدياً البدلة والقبعة، وكنا حين نهتف باسمه عاش المحلاوي يرد علينا عاش شباب الوادي حيث كان اتحادياً ينادي بوحدة وادي النيل. فيا أيها الطفيليون يكفيكم تطفّلكم على جيوب الناس وارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة أصابها منكم الكثير من الأذى وأعيدوا الشارع إلى قرشي الطيب، ويمكنكم أن تجدوا لطيب الذكر إبراهيم المحلاوي شارعاً آخر وهو يستحق أكثر من شارع ويستحق أن تسمى باسمه القاعات والمدارس بعد أن تحذفوا لقب شيخ من اسمه لأن هذا اللقب يحمل الكثير من الإيحاءات الأيديولوجية.

    - عطبرة هيئة مياه ولاية نهر النيل عبدالله الحاج القطيني
                  

11-01-2012, 07:00 PM

الزبير صالح الزبير
<aالزبير صالح الزبير
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Abdalla aidros)

    عبد الله عيدروس
    اسعد الله أيامك
    أسف ولكني اسأل عن شخص يدعي محمد عيدروس لست متأكدا من الاسم الاول لانه كان مشهورا فقط باسم عيدروس فصل من السكه حديد ايام النميري ففتح لة كنتين جوار النادي الاهلي ثم رجع للعمل بعد انتفاضة رجب ابريل المباركة ومنح منزلا حكوميا كان بالمصادفة بابه مقابل باب منزلنا رجل خلوق وكان مرشحا لدائرة عطبرة الجغرافية في انتخابات عام 1985 م
                  

11-01-2012, 07:29 PM

Abdalla aidros

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: الزبير صالح الزبير)

    العزيز الزبير تحياتي لك

    محمد عيدروس هو عمي

    لا زال شامخا كما النيل كما هو في مواقفه المساندة للحريات والمضادة للانقلابات الديكتاتورية

    فصل من عمله مرة اخري في بداية التسعينات ، وقام بفتح كنتين مرة اخري له الصحة وطول العمر


    تم تناول سيرته من خلال البوست الذي كتبه د. بلة موسي تجده ادناه


    شكرا لسؤالك

    (عدل بواسطة Abdalla aidros on 11-01-2012, 07:38 PM)

                  

11-01-2012, 07:42 PM

Abdalla aidros

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Abdalla aidros)
                  

11-01-2012, 07:57 PM

الزبير صالح الزبير
<aالزبير صالح الزبير
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Abdalla aidros)

    عبد الله الرابط دة ما شغال ارجو تعديله بحذف البداية المدبله
                  

11-01-2012, 07:49 PM

Barakat Alsharif

تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: الزبير صالح الزبير)

    الأستاذ عبد الله
    تحية طيبة مباركة
    درست في عطبرة الجنوبية وكان مديرها أو بالأحرى ناظرها، الأستاذ على عبد الله، وقد طبق وقتها نظاما فريدا في اللبس، فقد اكتفي بالعراقي البلدي زيا مدرسيا، ومنع ارتداء الجلابية لأنها مكلفة أكثر من العراقي، فكانت مدرسة عطبرة الجنوبية هي المدرسة الوحيدة ربما كانت في كل السودان لا تلتزم بالزي المدرسي المقرر، والعراقي يجب أن يكون من الدمورية ارخص انواع القماش. فكانت تجربة فريدة في الإنحياز للفقراء، ومن حسن الحظ فقد كانت المدرسة سودانا مصغرا، تكاد تجد فيها كل الاجناس السودانية من الجنوب والشرق والغرب والشمال، بل وطائفة مقدرة من اليمانية، وبما أن المدرسة والسينما الجمهورية تفصلهما امتارا قليلة عن بعضعهما البعض، فقد اضيف لقائمة الأصدقاء صديق جديد غير مدرسي هو شامي كابور من الهند، اسوة باصدقاء كتاب الجغرافيا، احمد في مصر، وسانشو في الارجنتين، وهري في الولايات المتحدة، وغرينتش في سويسرا...وكانت السينما صدمة حضارية لنا نحن القادمون من ارياف عطبرة.

    اليك مقالي عن عطبرة باسمي الحقيقي ( مبارك مجذوب الشريف)

    Quote: قطار الشوق…رحلة وجدانية في ربوع عطبرة التى كانت
    مبارك مجذوب الشريف...

    ونهر هائج فيه فورة شباب وهو آت في اندفاع وتهور وكأن لا أحد مثله، نهر تختلف أسماؤه بين البلاد، فهو في السودان (نهر عطبرة) وفي الحبشة (تكازي)، تعددت الأسماء والنهر واحد، ويلتقي الشاب المندفع بشيخ وقور هو النيل، شيخ صقلته تجارب المسافة الطويلة التي قطعها زحفا والتقى فيها بمئات القبائل وملايين الأفراد، مسافة تزود فيها برفد الروافد واتسع صدره لعبث الخيران إذ هي حاملة إليه الجيف والقاذورات، وما أن يتخلص النيل من رعونة النيل الأزرق واستهتاره إلا ويجد في عطبرة فتى متمرد آخر لا يظهر الخضوع له بل يعانده في إصرار ويضع خطا فاصلا بينهما إمعانا في التحدي، لكن وبعد مسيرة عدة كيلومترات يكتشف العطبراوي المغرور أن الصدام لا يجدي وأن التفاوض ممكن وأن مجرى الحياة يتسع للجميع، فتذوب الفواصل وتتلاشى الخطوط ويسير مع النيل مسيرة سلام طويلة .
    طيور تتراقص فوق صفحة العطبراوي تقتنص بعض سمك أعمى الطمي عينيه، والموسم دميرة، لكن لا دميرة عند العطبراوي، بل اكتساح سريع ثم انحسار أسرع منه، انظر حولي فأرى (أدروب) وثلة من قومه يكافحون لإنقاذ كمينة طوب وجه النهر إليهم إنذارا بإخلائها فانصاعوا مجبرين، أما الكوبري الهرم الذي يربط بين عطبرة والدامر الرابض على صفحة الماء فقد كان يرقب غير مكترث كل ما يدور حوله وكأنه مالك الحزين مادا لسانه ساخرا للنهر الهائج، لكن عدم الاكتراث هذا يتحول الى جزع وخوف عندما يخضع لسلطان قطار طائش يعبره ويهزه هزا عنيفا فإذا به يرتجف وتصيح قواعده وجوانبه ولا يتنفس الصعداء إلا بعد أن يمر القطار وكأنه كابوس ثقيل جثم على صدره فتصبح الدقائق المعدودة عنده وكأنها دهورا
    (الجو) قرب العطبراوي بقعة هي جنة السكارى ومأوى كل من ينشد الحرية ويهوى الانفلات من القيود، سماء ارض (الجو) غيومها خيالات (الطاشمين) وسحب الخريف التي تتشكل كما يحلو لها تصنع أزقتها الخاصة في السماء محاكية أزقة المكان المتعرجة، دلوكة (الجو) تهز الوجدان، وترانيم الشاربين و قهقهاتهم و ( الليلة هوي يا ليل) تنطلق في نشاز لا يلبث ان يتناغم عندما تحمله الأصداء بعيدا فلا تملك السحب إلا أن ترقص طربا، أصوات (الجو) الصاخبة لا تقول سوى شئ واحد: نحن أبناء عالم آخر، عالم يختبئ بين اليقظة والأحلام.. هنا تعطي رائحة البول والمريسة والعرقي المحتمية برائحة الشواء تعطي المكان نكهة قل ان تجدها في مكان آخر وتتدثر كل تلك الروائح برائحة شاطئ النهر المتخمرة وهو يجلب معه في فورة غضبه أرتال من الزبل المتعفن والنباتات والأعواد وجذوع الأشجار قاذفا بها في وجه ضفتيه رافسا صافعا وكأنه ينتقم منهما لتقييدهما حرية حركته في مجرى واحد، و لا يكتفي النهر بالرفس والصفع بل يدعو أفواج الذباب الى القدوم، ويلبي الذباب الدعوة فإذا به ليس ببارح غردا كشارب مترنم، بعضه بحجم عادي وآخر (جامبو) اخضر اللون، وتتشاكس أفواجه وتلهو ويتبارى أفرادها صعودا وهبوطا ورواحا وغدوا وكأن الجمع في مهرجان ، والنهر العنيد من موقعه غير البعيد عن المدينة، لا يفوته وفي جريه الأبدي، استراق السمع الى ضجيج المكان من صوت الصافرات المنطلقة من حناجر القاطرات وأجراس العجلات المرحة ذات الأصوات الأنثوية وأجراس الكنائس ونداءات المآذن و تغريد الذباب و دندنة الحالمين وعربدة الهاربين من عالم الأرض إلى جو (الجو).
    نخيل الطليح على أطراف المدينة ينظر من عليائه الى كل شيء يراقب النهر ويراقب البشر لكنه يلتزم الصمت لا يبوح لأحد بشيء مما سمع أو رأى، ومع وشوشة الريح يجيل النظر هازئا الى سحب الدخان المنبعثة من الورش و التي ترتفع مثله في الهواء لكنها ما تلبث أن تتلاشى، فيزداد يقينه أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وتتلقي سحب الدخان السوداء بسحب الغبار البيضاء التي تنفثها مدخنة شركة الاسمنت الرابضة على مقربة من الضفة الأخرى للنهر، وتتخذ سحب كل جهة أشكالا شيطانية محاولة تخويف الأخرى ليخلو لها الجو وحدها، لكن هذا العراك بين الأبيض والأسود ينتهي شأنه شأن أي عراك بتوقيع اتفاق على الشراكة في المكان فكما اتسع المجرى للنهرين فالفضاء يتسع للونين.
    ورش النجارين والبرادين و المخارط والعمرة والمرمة والمخازن والمطابع ومكاتب العموم والهندسة وغيرها، تشكل جسدا واحدا تتحرك أعضاؤه على إيقاع صافرة مبحوحة تدوي بانتظام وفي توقيت دقيق، تعلن مرة عن بدء العمل ومرة عن الانصراف للفطور و مرة العودة منه ومرة أخيرة عن انتهاء العمل، وكل هذه الإعلانات تتم دون كلل أو ملل ومع كل صافرة تتدافع آلاف العجلات عند البوابات دخولا أو خروجا فلا يخامرك أدنى شك إن ما من (عجلة ) خرجت للحياة من مصنع في هذا العالم إلا وكانت قبلتها عطبرة
    و(للعجلة) جمال لا يحسه إلا عاشقوها، فهم يتفننون في زركشتها وتطريز سرجها وتزويدها (بالمرايات) والأنوار وتلميعها والاعتناء بها عناية الخواجة ب###### أو قط، لكن لا ال###### ولا القط يمكن ركوبه ولا هو بقادر على توصيل صاحبه الى دار الرياضة ولا الى سينما الجمهورية او الى السينما الوطنية أو الى مسرح النيل او الى قهوة ود البيه، أو مركز شباب المربعات، ولا بقادر على توصيلك لحفلة تحييها فرقة جاز السكة الحديد يطربك فيها عبد الله دينق ويغنى ( هم نسونا وقالوا ما نسونا نتمنى دائما لو هم يجونا) فتدليل (العجلة) دين مستحق والعناية بها بعض وفاء. و(العجلات) أنواع فمنها العجلة (العادية) ومنها العجلة (الدبل) ومنها عجلة السباق وللعجلة الدبل هيبة ووقار لا تخطئه عين الناظر وحسن خليفة العطبرواى لا يتنقل في ربوع المدينة الا على عجلة (دبل)، ولما كانت الأقدار قد جرت بان لكل امرئ من دهره ما تعودا، فمن الطبيعي أن تكون عادة شرطة المرور في البلدة فرض الغرامات والجزاءات على كل عجلة أهمل صاحبها تزويدها بالفرامل أو الأنوار او جرس التنبيه، ولهؤلاء حاسة سادسة لا تضل فيلتقطون المخالف حتى ولو اتخذ شكل إبرة في كوم قش.
    لا يعترض أهل عطبرة على قول الشيعة ألا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على، لكن القول الفصل في عطبرة هو: لا عجلة إلا (رالي) ولا راديو إلا (فيلبس)، ويمكنك أن تضيف الى ذلك قائمة طويلة من اعتقادات راسخة لديهم مثل لا ساعة إلا (رومر) ولا فول إلا (اليماني) ولا باسطة إلا (عبد الفتاح) ولا تسالى إلا (الحارث) ولا عطار إلا (ابو شنب) و لا بطل إلا (ديجانقو) ولا خائن إلا (بران). و لا هندية مثل عائشة بارخ. ولا فيلم إلا (جانوار)
    من قشلاق البوليس حيث يقبع مطعم هناك قرب العطبراوي يجئ صوت محمد الأمين الهادر منطلقاً من اسطوانة، صوت يجارى النهر الفائر في قوته و يسير جنبا الى جنب معه:
    "جانا الخبر شايلو النسيم في الليل يوشوش في الخمائل
    هش الزهر وبكت الورود وسالت مشاعر الناس جدوال"
    ويا لها من مشاعر، سكبها بعضهم اسما فجاءت قرية (أمبكول) من ارض الشايقية وأصبحت حيا من أحياء عطبرة كتذكار عزيز "القلب شايلو"، وسكبها آخرون أحزانا فجاءت (زقلونا) صيحة احتجاج على التهميش، ثم تمسك هولاء الذين زقلناهم بحبل (الأمل) فأصبح فريقا جماهيريا له طبوله وراياته، ورافدا من روافد الكرة في السودان، أمدّ فرق الخرطوم والفريق القومي في العصر الذهبي للكرة السودانية في السبعينات بالكثير من اللاعبين، وفي مباراة نهائية لكاس الدوري في ذلك الزمن الجميل فاز الهدف فريق "الشوايقة" على الأمل فريق المستضعفين في الأرض، فخرج جمهور الشوايقة يغني مغايظا جمهور الأمل ( احمد سالم وين، قالوا لي سافر) على لحن اغنية الكاشف (أنا يا البلال وين قالوا لي سافر). واحمد سالم نجم عطبراوي اختطفه فريق المريخ من نادي الأمل ثم أصبح من مدافعي الفريق القومي. ويثأر الأمل من الهدف في دوري آخر ويرقص جمهوره العريض طربا على كلمات ( في كل سنة، لعبة أملنا ما أحسنا) وهو لحن مأخوذ من أغنية للفنان الشعبي فيصل الخير غناها لمايو، لا تعصب ولا تخريب بل أهازيج وأغاني تعبر عن السلام الاجتماعي الذي تعيشه المدينة، لسان هذا الجمهور وذاك الجمهور يقول "أغدا ألقاك؟" يا صديقي في مطاعم الفول أو في أكشاك الليمون و غدا سنلتقي أيها الأهل في الورش و في المقاهي و في بيوت العزاء و في صفوف "التنباك" و سنتبادل القفشات والحلف بالطلاق والتعليق على أحداث المباراة ولا مهزوم بيننا فالمنتصر هو الروح الرياضية وكلنا فخور بأحمد سالم وعوض الحاج وشوقي عبد العزيز وزغبير وعبد الله موسى والطيب سند وشاكر وغيرهم من أفذاذ اللاعبين الذين توجهوا من عطبرة نحو العاصمة ولا عبرة البتة من اى نادي جاءوا، من الأمل أو من الهدف، من الشاطئ أو من الشبيبة. يكفي أنهم من عطبرة
    ولا تنتهي قصة عطبرة مع الأمل فقد جاء الرشيد مهدي وأنتج اول فيلم روائي سوداني طويل وفي أستوديو إمكانياته شديدة التواضع وهو فيلم "آمال وأحلام" وكانت عطبرة سباقة في هذا المجال مثلما كانت سباقة في مجال الرياضة حين أقيمت أول مباراة في السودان تحت الأنوار الكاشفة في إستادها العريق.
    وقبل الرشيد مهدي ومن إحدى ورش السكة الحديد جاء محمد بشير عتيق، استمد هذا الشاعر الموهوب من جداول المشاعر السائلة قصائده التى خرجت رحيقا وشهدا ونغما من نبع الإلحان كرومة فاختلط ليل عطبرة بليل أم درمان، فإذا به يحول ليالي الأربعينات من القرن الماضي الى ليالي ساهرة، وقد انتقي عتيق من تلك الليالي (ليلة ساهرة) فريدة طبعت ذكراها في خياله وتجاوب معها كرومة فلحنها لحنا تكاد ترى -وأنت تسمع -ضجيج الحفل ورقص الفتيات وحركة الفتيان. "ليلة فيها من كل روضة عينة ومن كل عينة زهرة" ، روضة لابسة حلة وفيها الجمال تجلى و أنار ظلامه "فتيات مسفرات كالأهلة". لقد أتي هؤلاء الأوائل بما تقاصرت عنه همم ومواهب الأخير زمانهم جيل القرن الحادي والعشرين
    ويغير الجرسون الاسطوانة فتأتي "مريا" وصوت حمد الريح الناعم السلس الذي يماثل هدوء النيل يأتي مرددا:
    " ليت لي يا مريا أزميل فدياس وروحا عبقريا"
    فيخطر بالقلب صلاح احمد ابراهيم ويخطر بالقلب كبريائه وعزته
    "وأنا منجم كبريت يتلظى
    كلما اشتم على البعد تعال"
    وعطبرة كانت منجم كبريت انفجر مرات عديدة خصوصا في عهد مايو ومرة منها كانت ضد الوزير إبراهيم منعم منصور حين زاد سعر السكر نصف قرش، وخرج العمال يتظاهرون وهم يرددون (استقيل يا ثقيل) ويومها اضمر جعفر نميرى تمزيق عطبرة وكان له ما أراد، فوزع ورشها وشتت شمل عمالها وجاء بالكتيبة الإستراتيجية وهم عمال جاهزون للعمل لإفشال اى إضراب يقوم به العمال المتمردون. و رغم ذلك لم تنقطع احتجاجات العمال ضد نميرى وهتافاتهم ( لو إنت عنيد نحن حديد)
    كان للشيوعيين وجود كثيف في عطبرة قبل أن يدير الزمن لهم ولعطبرة ظهره، وسطعت في سماء عطبرة نجومهم اللامعة كالشفيع احمد الشيخ والحاج عبد الرحمن وقاسم أمين وكبج وغيرهم من كبار القوم، ولهم فيها قصص وطرائف لا تحصى، ومنها ان أجهزة الأمن في عهد نميري ترصدت ذات مرة مجموعة قيادية منهم بغرض اعتقالهم وهم متلبسون بجرم عقد اجتماع سري، وحددت الاجهزة نقطة تجمعهم وتابعت تحركهم بعجلاتهم نحو المكان المخصص للاجتماع، لكن قبل الوصول نحو المقر تفرقوا، لقد تم الاجتماع وهم على ظهور العجلات، إذ ناقشوا ما يريدون نقاشه أثناء سيرهم في الطريق ثم انصرفوا سالمين.
    في العام الميلادي 350 وعند ملتقى عطبرة بالنيل أعلن الملك عيزانا ملك مملكة "اكسوم " الحبشية عن عهد جديد، اعلن عن موت مملكة مروى وجاء إعلانه في نصب تذكاري كتب فيه
    ( انا عيزانا، ملك الملوك،ابن الأله، ملك "اكسوم" وحاكم حمير وريدان وسبأ وسالهين وسيدامو والبجة وكاسو المنتصر دوما)، وهذا يعني ان ملكه شمل اليمن والحبشة والسودان، ويقول في نصه إن الكوشيين أساءوا معاملة رعاياه من المانجورتو والهاسا وحنثوا بعهدهم فقام بقتالهم على مدى ثلاثة وعشرين يوما وقام بحرق مدنهم ونهب حبوبهم وأشار الى انه قام بالقضاء على النوبة السود والنوبة الحمر وطاردهم وسبى نسائهم وقتل رجالهم. ولا احد يدري ان كانت عطبرة قد أصابها بطش ذلك الملك او لم تكن في حيز الوجود، لكن وجود كنيسة تم بناؤها في العهود المسيحية في نفس المكان الذي وقف فيه عيزانا منتصرا، يمكن ان يستدل منه على أن المكان كان مأهولا وعامرا، ظلت آثار الكنيسة موجودة ثم أقيم في مكانها في عهد قريب سراى كان يمتلكه تاجر من عطبرة، وقد تم حرق السراي في ثورة أكتوبر، لم يكن الرجل صاحبه وزيرا ولا مرتشيا ولا علاقة له بالسياسة من قريب ولا بعيد، لكنها جماهير شحنت فلم تجد مكانا لإفراغ تلك الشحنة سوى ذلك السراى فاحرق ودمر، فكانت غضبة الفقير على الغني ولا شيء غير ذلك. وبررت الجماهير غضبتها بان الموقع كان يتخذ مرقصا.
    عطبرة بنت "كتشنر" هذا ما يقوله مؤرخو الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، لكن أهل الداخلة والسيالة وهما من أحياء عطبرة، يقولون غير ذلك، أنهم يقولون نحن اللبنة الأصلية ونحن النواة ونحن هنا قبل "كتشنر" وبكثير جدا، "كتشنر" لم يفعل شيئا سوى انه أقام ورش السكة الحديد عندنا، فالمكان كان مأهولا ومعروفا والقرى حول عطبرة تشهد لنا بذلك فقد كان لنا الكثير من العلاقات والمصاهرات معهم، خليوة وكنور والعكد وام الطيور والفاضلاب والهودي والمقرن، أما اسم عطبرة نفسه فتحمله قرية الى الجنوب الشرقي من عطبرة واسمها الحالي (اتبرة الفوق) وقريبا منها كانت المعركة بين محمود ود احمد وكتشنر وتحديدا في قرية النخيلة.
    السلام الاجتماعي في عطبرة كما أسلفنا أمر واقع و لا جدال فيه، نوبة ودينكا وجعليين وشايقية ومناصير وفلاته ورباطاب وبطاحين وشكرية وفور وبقارة وغيرهم من القبائل والعناصر، جاءت بهم السكة الحديد فاستقروا وتعاقبت أجيالهم ثم أصبحوا جميعا أصحاب مزاج عطبراوي، والمزاج العطبراوي ساهم في صنعه المسلمون والمسيحيون، فقد كان للأقباط دور مهم ومؤثر في حياة المدينة، في إدارة السكة الحديد وفي الحسابات والبنوك والصيدليات وكان الكثير منهم تجار أقمشة لا تبور لهم (طاقة) و لا يشق لهم (قماش)، لجودة بضاعتهم ومتانتها، ولا غرابة في هذا الجو المفعم بالتسامح أن وجدنا احد الشعراء وقد تغنى بحب فتاة مسيحية وحشد قصيدة بالمفردات المسيحية ، ثم انطلق بها صوت العطبراوي في اغنيته المشهورة:
    " يا سلوة المحزون يا قيثارة القلب الجريح "
    ويتحفنا شاعر الاغنية ببقية النظم الجميل:
    "بحق بطرس يا فتاتي من شفى الرجل الكسيح
    بماري جرجس والصليب بالكنيسة والمسيح
    بالقس بالمطران بالجرس المرن على السفوح
    قداسة البابا المعمد بالشموع وبالذبيح
    ان ترحمي متعذبا يهواك في حب صريح"
    كان اليمانية والشوايقة والأقباط هم العناصر الفاعلة في حياة المدينة دون انتقاص لمساهمة العناصر الأخرى، فبقالة اليماني تجد فيها ما يخطر بالبال وما لا يخطر بالبال، ومع اكتظاظها لا يفشل صاحبها في إيجاد مكان لتعليق صورتي عبد الله السلال وجمال عبد الناصر، و عند دكان اليماني كما قال احد شعراء "حملنتيش" (قدرة بوخها الملوي أذاني) ولم يكتف اليمانية بقدرة فول فقط أمام الدكان بل أقاموا مطاعم لا تقدم سوى الفول، مطاعم لها جمهور عريض محتشدة بالرواد دائما وأبدا يحملون معهم البصل الأخضر والجرجير والطماطم والطعمية والجبن، ومع كل ذلك فان صحن الفول لا يسلم شرفه الرفيع من الأذى إلا إذا أريق على جوانبه زيت السمسم وتناثرت على حوافه قرون الشطة الخضراء والحمراء. واليماني يستقبل كل هذه الحشود من العمال والباعة المتجولين والطلبة بصبر عجيب عرف به أهل اليمن ويستجيب لطلباتهم ونداءاتهم ويدير الحركة بمهارة نادرة.
    وما أن ينتهي الفطور حتى يهرع جمهور العمال الى المقاهي الكثيرة ولكل طائفة منهم تمثل أبناء منطقة أو أبناء مهنة أو مناصري حزب مقهاهم المفضل يرتشفون الشاي والقهوة ويتحدثون في السياسة و"الكورة" والسينما ولا يخلو الأمر من اغتياب "الكمندة" او الملاحظ أو المأمور وآذانهم مرهفة لالتقاط صفارة العودة الى العمل، وفي تلك المقاهي كان (محمد عوارة) المشهور بابي جنزير لا يكف عن إطلاق النكات والتعليقات الساخرة وأبو جنزير كان من اخطر المجرمين وقد اتهم بعدة جرائم قتل وكان يستخدم فيها جنزير عجلة للقضاء على الضحية، ونسجت حول شخصيته أساطير عديدة وتخطت شهرته مدينة عطبرة.
    في مكتبة دبورة ومكتبة حنتبلى زحام على المجلات والصحف لا يماثله إلا زحام الفول و"الصعوط"، أو فلم بطله شامي كابور، والطائرة التى تأتي بالصحف يحفظ الناس مواعيد قدومها حفظهم لبرنامج مباريات الدوري، وعلى رفوف المكتبتين تجد تنافس القاهرة وبيروت واضح وجلي، كما ان الخليج يقول: " أيضا أنا هنا. "
    على رف المكتبة سلام من نوع آخر فالرف يقول أنا كمجرى النيل وكسماء المدينة لدي متسع للجميع، فعلى هذا الرف ترقد مجلة الشبكة اللبنانية وعلى غلافها فتيات بملابس البحر الى جانب مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، فمن أراد غيا فهاك هذه، ومن أراد رشدا فهاك تلك، مصر تقدم "الأهرام وإخبار اليوم والإخبار والجمهورية وآخر ساعة والمصور والكواكب وحواء وسمير وميكي وروايات الهلال وسلسلة أقرأ" ، ولبنان يقدم" الصياد والشبكة والجمهور والموعد والنهار والوطواط وسوبرمان والبرق" ، والخليج يقدم "مجلة العربي والدوحة والوعي الاسلامي" ، وإنتاج الخرطوم هو الآخر كثيف، الأيام والصحافة والرأي العام والميدان والنيل والميثاق والسودان الجديد ومجلة الخرطوم والإذاعة والتلفزيون، وسوق الثقافة في عطبرة رائج يلتهم كل هذا الإنتاج وكشك (عبد السلام التكروني) يبيع مرة أخرى ما تم استهلاكه من كتب ومجلات كبضاعة مستعملة وبأسعار زهيدة، وارخص ما يبيع مجلة (الصين الجديدة) وعلى غلافها صورة لا تتزحزح لماو تسي تونغ
    عهد مضى وأيام خلت وبعدها بدأت المدينة في تلقى الضربات، كانت اولى الضربات تفكيك منظومة السكة الحديد ثم أعقب ذلك خروج اليمانية وعودتهم الى بلادهم عند اكتشاف البترول في اليمن في بداية الثمانينات، ثم بدأت هجرة الأقباط نحو استراليا وكندا ودول غربية أخرى في التسعينات، وأجهز الشوايقة على ما تبقي من رونق لعطبرة حين شدوا رحالهم نحو الخرطوم فخفتت حركة المدينة واختفت أسماؤها المضيئة. وفقدت الكثير من بريقها.
    أختفى اليمانية وظهر الصينيون، كان اندماج اليمانية في المجتمع سهلا ولم يجد صالح ومحسن ويحي وعلى أي صعوبة في دخول بوابة المجتمع بينما وقف حاجز اللغة والثقافة بين أهل الصين والناس، كانت صور الصينيين في مجلة الصين الجديدة تثير الدهشة لشدة تقارب أشكالهم، وما خطر بذهن احد انه سيأتي يوم يخرج فيه هؤلاء الناس من رحم المجلة الى واقع الحياة يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ويشيدون الكباري والمصانع والطرق.
    على وقع أقدام الصينيين استيقظت عطبرة فجأة لتجد أنها على أبواب مستقبل زاهي وهي تجد نفسها مرتبطة برا ببور تسودان والشرق، ومرتبطة غربا عبر الكوبري الجديد بالضفة الغربية حتى دنقلا وسيعوض الطريق والكوبري فقدانها للسكة الحديد ولكن عودة السكة الحديد لابد منها لأن قدر عطبرة ارتبط معها، وتنتظر المدينة عودة مرفق السكة الحديد بشغف ولهفة، والى ذلك الحين سنغنى مع فنان عطبرة (الذكّار) صاحب الأغنية الأصلي و الذي اعتزل الغنا،:
    "قطار الشوق متين ترحل ترسينا"

                  

11-01-2012, 08:12 PM

Abdalla aidros

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Barakat Alsharif)
                  

11-01-2012, 08:20 PM

Abdalla aidros

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Abdalla aidros)

    العزيز مبارك المجذوب الشريف

    شكرا لاشراكنا في مقالك الضافي الملئ بالذكريات الحنينة والمعلومات الغزيرة عن نواحي عطبرة احياءها ومعالمها القديمة

    الكتابة ضد الموات المبكر والزوال

    بمثل كتابتك هذه ه تحيي (الامل) في الاجيال الجديدة من العطبراويين لاستلهام ماضي مدينتهم العظيمة حتي يعيدوا لها تاريخها المجيد

    سوف اعود لقراءة المقال مرات ومرات

    وانتظر عودتك للمزيد فعند مثلك اتوقع حكايا لا تنضب
                  

11-01-2012, 10:54 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3093

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Abdalla aidros)

    لكم التحية أبناء عاصمة الحديد والنار والنور ..
    لعن الله زمناً جار حكامه على تلك المدينة الثورية الصامدة التى أرضعت أبنائها العزة والكرامة وحب هذه الارض الطيبة ..
    ولنا أن نفخر ونتفاخر بأننا من أبنائها .. مدينة كانت رمزاً من رموز الوحدة والتعايش بين أبناء الوطن من نمولى لحلفا ومن الجنينة لطوكر ..
    ما أعظمك يا أتبرا
                  

11-01-2012, 11:20 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: إحسان عبد العزيز)

    شكرا عبد الله على نقل مقال سميّك عبد الله القطيني ( القطي) الباذخ ؛ ونعم لاعادة اسم الشهيد قرشي الطيب
                  

11-08-2012, 04:52 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1090

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: Abdel Aati)

    الأخ / عبد الله عيدروس

    والأخوة ضيوفه جميعا

    لكم خالص الود والتحايا..

    مقال عن الزمن الجميل من رجل جميل..

    سياحة ما بعدها سياحة...

    شكرا عبد الله القطيني وعبدالله عيدروس
                  

11-08-2012, 06:29 AM

وليد التلب
<aوليد التلب
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 4004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايها الطفيليون: ارفعوا أيديكم عن تاريخ مدينة عطبرة/عبدالله القطيني (Re: جمال المنصوري)

    عطبرة ام دالات رباية اليتامي ومقنع الكاشفات




    شكراً عبدالله العيدروس
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de