أنا سعيد بانفصال الجنوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 06:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2011, 04:18 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا سعيد بانفصال الجنوب

    أنا سعيد بانفصال الجنوب
    مقال نشر من قبل في مارس 2011

    الإخوة الغاضبون والذين يعتصرهم الحزن والأسى على إنفصال الجنوب أرجو منهم أن يقرؤوا بروية مقالي هذا. فأنا من شمال السودان ( من كردفان بالتحديد) وعلاقتي بالإخوة الجنوبيين لا تختلف عنها عن أي علاقة بأي مواطن سوداني آخر في أي من بقاع السودان المختلفة. كنت دوما أقول أنني مع إنفصال الجنوب، وكان العجب يصيب الآخرين من آرائي تلك التي يعتبرونها غريبة ومتطرفة ولما بدأت صحيفة الإنتباهة الصدور وأخذت العزف على أنغام رغبة بعض الشماليين أيضا في الإنفصال وددت أن أشارك معهم بآرائي المؤيدة لإستقلال جنوب السودان، لكني حسنا فعلت أنني تريثت في الكتابة فقد وجدت أن آرائي التي أعتبرها ذات مغازي إيجابية ربما تضيع دون أن يعيرها أحد إهتماما وسط خضم الكراهية الذي تنضح به الصحيفة، ووسط الكراهية المضادة ممن يقرؤون مقالاتها من الجنوبيين والشماليين.
    رأيت الآن وبعد أن أعلنت نتائج إستفتاء الجنوبيين إجماعهم على قيام دولتهم المستقلة، وبعد أن قرأت عشرات المقالات وسمعت العديد من الآراء التي تتأسف وتحزن وتأسى على إنشطار البلاد أن أكتب هذا المقال لأبين لماذا أنا مؤيد للإنفصال أو الإستقلال كما يطلق عليه الأخوة في الجنوب. فأنا أنطلق من منطلقات تختلف عن الآخرين.
    أولا أقول للحزاني على ضياع جزء عزيز من الوطن أن السودان قد حظي الآن بجار عزيز تربطه به أواصر ووشائج وصلات تمتد لأكثر من خمسين عاما فهي بلا شك علائق وروابط أقوى وشيجة من علاقاتنا مع جيراننا السابقين زائير ويوغندا وكينيا. وأن السودان الشمالي الآن يحظى بجار كان يناصبه العداء لأكثر من خمسين عاما فقط لأنه لم يكن راضيا أن يكون جزءا من كل لا يرغب فيه ، وتحقيقنا لرغبته الإستقلال لتجعل الجنوبين المنصفين ممتنين لقبول الشمال هذا الخيار، وهذا يبدو واضحا في خطابات رئيس الجنوب المرتقب سلفا كير التي أعقبت إعلان نتائج الإستفتاء.
    وللخائفين من ضياع ثروات تذخر بها أراضي الجنوب من نفط وذهب ومعادن وغابات وموارد زراعية وحيوانية ومائية وسياحية نقول لهؤلاء إن هذه الثروات لم تضع بل هي موجودة كل الذي حدث أنها ذهبت لأصحابها، فهم أحق بها منا، فهنيئا لهم بها. أما نحن أهل الشمال فعلينا أن نكون أكثر إنصافا وعدلا وألا نطمع في ثروات الآخرين وعلينا أن نبحث جادين عن ثروات وموارد في شمالنا، وهي موجودة بفضل الله.
    ولا أقول شماتة ونكاية وحسدا عن الجنوبيين أصحاب الدولة الحديثة الذين يجدون التأييد و التعاطف من معظم دول الغرب الغنية والمتطورة أنهم سيفشلون في إدارة دولتهم الوليدة، وأن الحروب القبلية بينهم ستقضي على الأخضر واليابس أو أنهم سيركنون للدعة والراحة والإسترخاء وأنهم سيتركون ثروة النفط المنصبة عليهم للأجانب من الجيران كما يقول معظمنا اليوم، بل أكاد أجزم أنهم أقدر منا على إدارة بلادهم وسوف يؤكد المستقبل ما أقول، والمتأمل ببساطة في أداء الجنوبيين عندنا في الشمال ليجد أنهم الأكثر إنتاجا في حقول الصناعة والعمران والزراعة ولك أن تشاهدهم في كمائن إنتاج الطوب الأحمر بالعاصمة والمدن الكبرى بالسودان وأن تشاهدهم في حصاد حقول الذرة الرفيعة بمشاريع الزراعة الآلية المطرية في كل مناطقها بمختلف جهات السودان، ولك أن تشاهدهم في أعالي العمارات في العاصمة يقفون وقفة رجل واحد لإكمال خرسانات الأبنية المسلحة في العمارات التي ترتفع كل يوم بالعاصمة القومية ولك أن تراهم في مزارع الفول السوداني في غرب كردفان يقفون على زراعة ملايين الأفدنة في رمال ديار حمر في شراكة مع أهلها أصحاب الأرض. هذا عن العمالة في أدنى السلم الإقتصادي، وإذا إرتقيت لوجدتهم أهل حرف وصناعة وعلم ومعرفة وبحوث، وإذا دخلت قاعة المحاضرات والبحوث العملية والمعملية لوجدت الجنوبيين أكثر عددا من الشماليين.
    إذن أهل الجنوب هم قوم عمل، دعك عن الفرية أنهم يفضلون الدعة والإسترخاء وشرب الخمر، فتلك عادات موجودة في قلة من كل شعوب العالم ولعلها متفشية بيننا أهل الشمال بنفس المعدل أو أكثر.
    وهناك الحقيقة المهمة جدا في عالم الإقتصاد، حقيقة أن الجنوبيين كما هم أهل حرف وصناعة وزراعة وثروات حيوانية، فهم لا يعرفون الترف أو البذخ أو التكبر الزائف وهذا لعمري أساس التفوق الإقتصادي. أذكر أنني كنت أدير مكتبة والدي بمدينة الأبيض في التسعينات من القرن الماضي وكانت لدينا كراسات مدرسية ذات ورق متواضع لونه أقرب للسمرة مع خشونة في ورق الغلاف، وكانت هناك الكراسات الفاخرة المستوردة من ماليزيا وجنوب إفريقيا ذات الورق ناصع البياض، كنت أعرض الصنفين لكل الطلاب والتلاميذ المترددين على المكتبة هذا الأبيض بسعره المعهود والأسمر الخشن بسعر يصل إلى نصف سعر الآخر، وكان أهل الشمال كلهم يرجعون لي الأسمر ويشترون الأبيض الغالي، وكان الطلاب الجنوبيين يشترون الأسمر بلا تردد.
    وللذين يتباكون على الشمال الذي فشل في الإحتفاظ بالجنوب في دولة واحدة أقول إنهم إخوتنا رأوا أنه أقدر منا على إدارة بلادهم فلم لا نعطيهم الفرصة، لم نفترض أنهم سيفشلون؟ أنا شخصيا أرى أنهم أجدر ببناء بلادهم منا ببناء شمالنا ناهيك عن بناء الشمال والجنوب.
    ختاما أقول أنظروا للجانب الملء من القارورة فانفصال الجنوب فيه خير كثير كثيير للدولتين ، وكما قال سلفا كير لقد أصبحنا دولتين بدلا عن واحدة.
    أما من ناحية الإدارة، فإننا لأول مرة في تاريخ السودان سوف نشهد تطورا إداريا في جزء عزيز سابق من بلادنا، أرجو ممن يتجولون في قوقل إيرث أن يشاهدوا الصور المرفوعة في جوبا ومدن الجنوب الأخرى
    كما أرجو مستقبلا من العاقلين منا أن يتتبعوا الأخبار الإيجابية عن الجنوب ويتركوا جانبا ما يرد إلينا من الأخبار السلبية فهذه لابد أن تستمر إلى أن تستقر الأوضاع، وإلى من يديرون شؤون البلاد في الشمال عليكم إن أردتم تقدما أن تنهجوا النظام الجنوبي للإدارة، ووصية مني للأخوة الجنوبيين عليكم بالإبتعاد كليا عن النظام الشمالي في الترهل الحكومي والترف والبذخ الشمالي.
    كما ترون فان منطلقاتي لتأييد إنفصال الجنوب تأتي من أسس إيجابية ليس من بينها الكراهية ولا الشماتة ولا الحزن الزائف ولا الحسد.
                  

12-31-2011, 06:05 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    وجهة نظر لا مندوحة عنها
    وتبقى الحقيقة ان الشمالي فقد تلت وطنه حين فقد الجنوبي تلتي وطنه!
    جني
                  

12-31-2011, 09:58 PM

محمد النيل
<aمحمد النيل
تاريخ التسجيل: 10-08-2009
مجموع المشاركات: 5899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: jini)

    Quote: وجهة نظر لا مندوحة عنها
    وتبقى الحقيقة ان الشمالي فقد تلت وطنه حين فقد الجنوبي تلتي وطنه!
    جني
    اللوم على منو ياجنى؟ امرق النصيحة





    لك من الود طن ونص
                  

01-01-2012, 03:34 AM

Gaafar Ismail
<aGaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: محمد النيل)


    الحبيب محمد النيل
    Quote: اللوم على منو ياجنى؟ امرق النصيحة

    اللوم على:-
    - السياسات الاستعمارية تجاه جنوب السودان خلال حكم الإنجليز
    - ممارسات الحكومات المركزية السودانية تجاه الجنوب (جميع الحكومات منذ الاستقلال)

    تحياتي ووافر احترامي
                  

01-02-2012, 09:58 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: Gaafar Ismail)

    السياسة الإستعمارية هي بلا شك العامل الرئيسي فيما جرى من أحداث
    بعد خضوع كل جنوب السودان للإستعمار البريطاني وقد تم ذلك خلال فترة طويلة قاربت الثلاثين عاما لم تقم الإدارة البريطانية بدورها في تنمية الجنوب، كانت البعثات التبشيرية هي المسؤولة عن التعليم والصحة في الجنوب، ومنع الإستعمار التداخل بين الشمال والجنوب ( قانون المناطق المقفولة، وحرق وأزالة كفيا جنقي).
    ثم في مؤتمر جوبا 1947 ذكر سير جميس روبرتسون أنه عرض على سلاطين الجنوب ثلاثة خيارات :
    1. ضم جنوب السودان لشرق إفريقيا ( يوغندا وكينيا).
    2. قيام دولة مستقلة بجنوب السودان.
    3. ضم جنوب السودان لشماله.
    و رفض السلاطين الخيارين الأولين ورضوا بالثالث مع تحفظ ( قالوا نبقي دولة واحدة مع الشمال لكننا لا نثق في الشماليين)
    وقبل أن ينل السودان إستقلاله إندلع التمرد في توريت في 18 أغسطس 1955

    إذن قبول بعض الجنوبيين أن يكونوا جزءا من السودان .. ورفض بعض آخر أن يكونوا جزء من السودان الشمالي هو سبب أيضا!!
                  

01-02-2012, 03:50 PM

JOK BIONG
<aJOK BIONG
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 5393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    بعداكثر 98% نسبة لاستقلال الجنوب حقو واحد يقتنع ان اهل الجنوب اختاروا طريقهم في الحياة ولن تعود الي وحدة مزيفة...
    من كان سيقبل العيش كمواطن درجة 4 فوق ترابه بعد ان اتيحت له خيار الاستقلال؟!!!
    اي انسان عاقل واعي لن يقبل العيش في بلد اتخذ هوية مزيفة غير حقيقية وواقعية..
    بعد انفصال الجنوب العنصرية مستمرة وما في توبة عند العنصريين في الشمال...قالوا بعد انفصال
    الجنوب انه لا حديث عن التعددية في دولة الشمال رغم ان اغلبية هناك ليسوا لهم علاقة بالعروبة..
                  

01-02-2012, 04:33 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: JOK BIONG)
                  

01-02-2012, 04:41 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: JOK BIONG)

    Quote: بعداكثر 98% نسبة لاستقلال الجنوب حقو واحد يقتنع ان اهل الجنوب اختاروا طريقهم في الحياة ولن تعود الي وحدة مزيفة...


    هي لم تكن وحدة مزيفة، بل كانت وحدة فرضها الإستعمار ، وقبلها زعماء الجنوب الذين أخذ رأيهم السير جيمس روبرتسون حاكم عام السودان أنذاك في مؤتمر جوبا في 1947، ورفضها متمردو توريت في 1955
                  

01-03-2012, 02:26 PM

Gaafar Ismail
<aGaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)


    Quote: السياسة الإستعمارية هي بلا شك العامل الرئيسي فيما جرى من أحداث

    أخي الحبيب
    مع كامل احترامي لرأيك ، أعتقد أن الحكومات الوطنية هي العامل الرئيسي لفصل الجنوب:
    لم تعمل الحكومات المتعاقبة - وخاصة بعد الاستقلال مباشرة- على التعامل بوعي وجدية لوضع سياسات مضادة ضد سياسة الاستعمار الرامية لفصل الجنوب بل تجاهلت وضع الجنوب وانشغلت بالكيد السياسي والصراع على الحكم . بعد الاستقلال كانت مطالب الجنوبيين بسيطة تتمثل في المشاركة في الخدمة المدنية ومعالجة اوضاعهم خلال حقبة الاستعمار.
    - عند إجراء سودنة الوظائف طالب الجنوبيين بـ 40 وظيفة ضمن 800 وظيفة تخلو برحيل الإنجليز ولكنهم نالوا 6 وظائف فقط مما أدى إلى خيبة أمل الجنوبيين وقلقهم البالغ وخوفهم من السيطرة السياسية عليهم ، وهذه بالمناسبة من احد اسباب تمرد توريت عام 1955 ضمن اسباب اخرى.
    - ظلت الحكومات الوطنية المتعاقبة تنظر لمشكلة الجنوب على أنها مؤامرة مدبرة من قبل الاستعمار عدا حكومة اكتوبر برئاسة سرالختم الخليفة عام 1964 التي اعترفت بأن المشكلة سياسية ويجب معالجتها على هذا الأساس وعقدت مؤتمر المائدة المستديرة لحل المشكلة في مارس 1965 في الخرطوم ولكن الأحزاب التقليدية اجهضت هذه المبادرة .
    - خلال حكومة الرئيس عبود والفترة التي اعقبتها (1965 - 1969) مارست هذه الحكومات إجراءات قمع قاسية جدا ضد الجنوبيين ( الأحداث الدامية في جوبا وواو عام 1965) مما أثر سلبا على العلاقات بين الشمال والجنوب .
    - اجهضت حكومة الرئيس الراحل نميري اتفاقية أديس أبابا التي اعطت البلاد نوعا من الاستقرار مما أدي إلى بداية تمرد فرقة بور عام 1983 .
    - أيضا لا بد من الإشارة إلى معاملات التجار الشماليين غير العادلة للجنوبيين.
    - كل ذلك أدى إلى أن يرفع الجنوبيين سقف مطالبهم إلى المطالبة بتطبيق الفيدرالية ولكن هذا المطلب قوبل بمعارضة شديدة من قبل الحكومات المتعاقبة ، وكنت شاهد عيان وأنا طالب بالمدرسة الوسطى عام 1956 للمظاهرات الهادرة التي كانت تهتف Down Down colonization no fedration for one nation . بالمناسبة لم تكن الحركة الشعبية لتحرير السودان أول من طالب بتقرير المصير فقد تم عرض هذه الفكرة في أواخر عام 1964 بواسطة حزب جبهة الجنوب لأن (أنانيا الأولى) طالبت بذلك عام 1963 ).
    - لا شك أن الجنوب بعد أن تأكد له نقض العهود وعدم إيجاد حل جذري لمشكلة الجنوب قد صمم على النضال لفصل الجنوب ويظهر ذلك جليا من تمرد 1955 ومرورا بـ (أنانيا الأولى والثانية) وانتهاءً بميلادالحركة الشعبية عام 1983
    الخلاصة : لو أن الحكومات المتعاقبة انتبهت منذ البداية وانصفت الجنوبيين واوجدت حلا مرضيا للمشكلة لما تطور الأمر إلى الانفصال في نهاية المطاف .
    مع تحياتي ووافر احترامي
                  

01-03-2012, 04:43 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: Gaafar Ismail)

    Quote: أخي الحبيب
    مع كامل احترامي لرأيك ، أعتقد أن الحكومات الوطنية هي العامل الرئيسي لفصل الجنوب


    الأخ الكريم جعفر إسماعيل ، لك التحية والإحترام، أنا ما زلت عند رأيي أن دور الإستعمار في خلق المشكلة أكبر من دور الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان ، وإليك هذا المقال التي كتبته في سبتمبر 2009 بعنوان " الثامن عشر من أغسطس مجزرة توريت وآراء عنها "

    ماهي الدوافع التي دفعت بنفر من أبناء الجنوب لارتكاب جريمة قتل جماعي بالإستوائية ضد الشماليين؟؟ سؤال لم نعثر على الإجابة الشافية له حتى الآن ولم يجهد السودانيون أنفسهم لمعرفة الإسباب والدوافع، الشماليون إحتملوا الظلم الذي وقع عليهم، الجنوبيون لم يستنكروا حتى الآن هذا الحدث بل ظلوا فقط محصورين فيما تلا ذلك من أحداث، الجنوبيون يعتبرون أنفسهم الضحايا، يرون أن الحكومة في الشمال لم تعتن بالجنوب ولم تعمل على تنميته ولم تعمل على رفع الجهل به، تنادت بعض الأصوات في الشمال والجنوب تطالب الشمال بالإعتذار للجنوب عن تجارة الرق لكن لم تطالب أي جهة الجنوب بالإعتذار عن مجزرة الإستوائية في 18 أغسطس 1955.
    هل لنا أن نعود بالأحداث إلى ما قبل 18 أغسطس 1955 ؟ هل يمكننا أن ندرس الأحداث بروية وحيدة ونبرر أن كان الذي قام به البعض من الجنوبيين في ذلك الزمان كان هو الصواب وكان هو الذي يجب أن يكون ، ونقرر أن الشماليين في الجنوب كانوا يستحقون القتل هم وأسرهم وأزواجهم وأطفالهم ؟؟

    البعض يقول أن الشمال تقدم والجنوب مازال متخلفا، الشمال أهمل الجنوب، الشمال استرق الجنوب.. من الذي أهمل الجنوب وعزله عن الحضارة والتقدم ؟ إقرؤوا كتابات البريطانيين عن الجنوب لتعلموا أن البريطانيين هم الذين فعلوا ذلك بالجنوب وأنهم سنوا قانون المناطق المقفولة لا لشئ سوى إبعاد الشمال عن الجنوب خوفا من انتشار الإسلام في الجنوب، إن كل الكتابات التي تعرضت للجنوب لم تذكر خوف البريطانيين من استرقاق الشماليين للجنوبيين بل من انتشار الثقافة العربية والإسلامية بين الجنوبيين، أنهم يخشون على الجنوبيين من الثقافة الإسلامية. وهم الذين لم ينفقوا على تنمية الجنوب وتعليمه شيئا فلم يفتحوا المدارس في الجنوب وتركوا أمر التعليم للبعثات التبشيرية، أيعقل أن تترك حكومة أمر تعليم مواطنيها لمتطوعين تبشيريين؟؟

    لقد أغفل التاريخ البحث عن أسباب التمرد، وانشغلوا جميعا بمحاولات لإيقاف الإقتتال وتحقيق السلام وحفظ الأمن. تولدت وتمخضت عن المحاولات العسكرية لإيقاف التمرد حركات مناوئة للحكومة أخذت تقاتل الحكومة قتالا أخذ يزداد ويستعر، وتدخل العالم مؤيدا المتمردين وكان أن عدلت حكومة الفريق عبود عن سياسة مقاومة التمرد بالقوة والذي لم يكن يقابلها إلا بالقوة. وطلبت من الجميع سياسيين ومثقفين وعلماء العمل معها على حل هذه المعضلة.. سمحت حكومة عبود بإقامة الندوات السياسية لإيجاد حل لقضية الجنوب، السياسيون بدلا عن أن يعينوا حكومة عبود على إيجاد حل سلمي لقضية الجنوب المشتعلة، قالوا أننا نعرف حل المشكلة إن مشكلة الجنوب حلها يكمن في ذهاب حكومة عبود !! نسوا جميعا أن التمرد إندلع قبل مجئ عبود إلى السلطة في 17 نوفمبر 1958، القتل في توريت وفي كبويتا وفي يامبيو وأنزارا وكتري وتركاكا ونالي وركون ولانيا كان قبل الإستقلال وقبل ذهاب المستعمر، لقد بدأ القتل في الجنوب في يوم 18 أغسطس 1955 ولم ينل السودان إستقلاله بعد، هذا التاريخ لا يعرفه العديد من أهل السودان، حتى جون قرنق نفسه لا يعلمه جيدا فقد ذكر في أحد أحاديثه أن التمرد بدأ في 1958، قلنا أن السياسيين إنتهزوها فرصة ورموا بوزر التمرد على حكومة عبود وتنازل عبود عن الحكم لكن مشكلة الجنوب لم يجد لها السياسيون حلا إلا بعد أربعين عاما!!
    لنعود القهقرى إلى ما قبل 18 أغسطس ونسير بمهل عبر الأحداث لنقرر لماذا اشتعل الجنوب نارا ضد الشمال ؟ لماذا قتل أكثر من خمس وسبعون بالمائة من الشماليين العاملين بالمديرية الإستوائية؟ لماذا كان التمرد والقتل في الإستوائية الإقليم الأكثر بعدا عن الشمال؟ لماذا لم يكن التمرد في بحر الغزال أو في أعالي النيل؟؟ هل كان الرق الذي يدعي البعض ممارسة الشمال له ضد الجنوبيين هو السبب في اندلاع عمليات القتل ضد الشماليين المدنيين في عمق الإستوائية؟؟ إذن لماذا لم يكن هذا القتل أكثر عنفا في المديريات المتاخمة للشمال؟؟ لماذا لم يحدث التمرد في بحر الغزال وفي أعالي النيل وهي المناطق القريبة لأهل الشمال المتهمين باسترقاقهم، وإن افترضنا جدلا أن الشمال كان ينظم حملات لاسترقاق الجنوبيين فهل يستقيم عقلا أن هذه الحملات كانت تخترق كل أراضي الجنوب من شمالها إلى جنوبها لتصل إلى أقصى جنوبها الشرقي، لتصل إلى توريت فتولد شعورا بالكراهية في صدور أهل توريت ضد أولئك الشماليين الذين يعملون على استرقاقهم، هذا أمر لا يقبله العقل، إن الآلة العسكرية البريطانية لم تستطع أن تخضع الجنوب كله تحت سيطرتها إلا بعد قتال دام قرابة الثلاثين عاما ، فكيف يستطيع حفنة من تجار الرقيق التوغل في أدغال ومستنقعات الجنوب حتى يصلوا إلى توريت ليخلقوا هناك إحساسا بالغبن ضد أهل الشمال ينتهي بأن يقرر أولئك النفر أن يبيدوا كل الشماليين بالمنطقة.

    إن رأيا يعزز ما نرجو تبيانه جاء في مؤلف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم البريطاني تيم نيلوك في كتابه صراع السلطة والثروة في السودان فهو يقول " المهم، إن التركيز على تأثيرات الشمال في تحطيم المجتمعات الجنوبية قد يعكس إتجاها غير منصف فحالة الفوضى التي كانت تعم الجنوب في القرن التاسع عشر كانت في بعض جوانبها نتيجة لصراعات القبائل الجنوبية فيما بينها، حيث كانت القبائل الكبيرة تحاول فرض هيمنتها على القبائل الصغيرة، فقد كانت قبيلة الزاندي في الجنوب الغربي تقوم بتوسيع نفوذها بقوة السلاح وسط القبائل الصغيرة، وفي منطقة السهول كانت قبيلة الدينكا تستولي على أراضي القبائل في جهة الغرب والجنوب وتطرد سكانها منها بل أكثر من ذلك كان الإسترقاق يمثل إحدى أشكال العلاقات الداخلية وسط القبائل الجنوبية، وعاملا من عوامل الفوضى وعدم الإستقرار في جنوب السودان."
    يواصل تيم نيبلوك في كتابه ويقول.. " فالجنوبيون حسب تقديرات الموظفين البريطانيين في السودان، كانوا يحسون بقربهم من تقاليد وعادات الشماليين أكثر من معاداتها وفي هذا الخصوص كتب أحد المبشرين المسيحيين في عام 1908 ما يلي :
    " إن رحلة يقوم بها رجل أسود من أي من القبائل التي تقطن جنوب الخرطوم إلى العاصمة السودانية يمكن أن تصيبه ببلاء عظيم في ما يتعلق بمعتقداته الدينية لأنه غالبا ما يعود، حتى ولو كانت رحلته قصيرة لقبيلته وقد اعتنق الديانة المحمدية".
                  

01-03-2012, 04:47 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    كتبت مقالا بصحيفة الوطن في ذكرى مرور خمسين عاما على مجزرة توريت التي كانت في يوم الخميس 18 أغسطس 1955، يوم 18 أغسطس 2005 صادف أيضا الخميس، كتبت مذكرا الأمة السودانية أن ذاك الحدث الذي أشعل حروبا بين الشمال والجنوب إستمرت خمسين عاما لم يكن له أبدا ما يبرره، وأن الزمان لو عاد بنا إلى ما قبل 18 أغسطس 1955 ولو عدنا نحن جميعا شماليين وجنوبيين إلى ذلك الزمان فإننا لن نجد صوتا واحدا عاقلا يقول بضرورة أن يحارب الجنوب الشمال ( أرجو الإنتباه إلى أن الجنوب هو الذي شهر السلاح على الشماليين وقتلهم مع سبق الإصرار)

    لكن بعد حوالي الأسبوعين صدر مقال طويل شغل الصفحة الأخيرة من صحيفة الصحافة الواسعة الإنتشار يتحدث عن نفس الحدث لكن بمنظور آخر ، المقال كان لصاحب مركز الدراسات السودانية بالقاهرة الدكتور حيدر إبراهيم ، والمقال كان بعنوان حتمية تمرد الفرقة الجنوبية بتوريت وواضح من العنوان أن الدكتور يرى مبررات ومسوغات تبيح وتبرر حتمية ذاك الحدث ولم يكن الدكتور حيدر أمينا في إيراد بعض الحقائق كما أنه أراد أن يفسر بعض الإحداث بما يروق له من نتائج، لذلك رددنا عليه في مقال طويل منفدين مزاعمه، صحيفة الصحافة لم تنشر ردنا، مثلما ما فعلت من قبل حين رددنا على الدكتور زهير السراج حين كال في عموده يوما السباب والشتم للفريق إبراهيم عبود فرددنا عليه مستنكرين طريقته في تقييم حكومة عبود ومؤكدين له ولجميع القراء أن الفريق إبراهيم عبود ليس كما وصفه وأنه ليس بالسفاح وليس بالدكتاتور وإلا لما تنازل عن الحكم، رفضت صحيفة الصحافة نشر ردي على السراج فوفقني الله تبارك وتعالى أن أرد عليه بكتاب كامل عن عبود.

    الآن مقالنا الذي قذفت به في سلة المهملات صحيفة الصحافة سيجد طريقه للنشر إن شاء الله وسيكون موضوع بحث ونقاش في ساحات الفضاء الإسفيري ولربما وفقنا الله أن نوضح رأينا فيما ارتآه الدكتور حيدر إبراهيم.

    كتب الدكتور حيدر إبراهيم مؤسس مركز الدراسات السودانية وهو السياسي المشهود له بغزارة إنتاجه الفكري والسياسي ... كتب في ذكرى مرور خمسين عاما على تمرد الفرقة الجنوبية بتوريت تحليلا ضافيا، حوى مقاله كل مايرجوه القارئ من معرفة وعلم عن ذلك الحدث الهام في تاريخ السودان السياسي والذي على قاعدته تشكلت علاقات الشمال والجنوب مستقبلا وحتى الآن.
    إلا أننا نرى أن الكاتب بجانب عرضه الدقيق لملابسات الأحداث نراه لا يركز أحيانا على الحدث الأهم بينما يجعل من رد الفعل الثانوي موضوعه الأساسي، ونخلص أنه كان يقصد من وراء ذلك هدفا، وهو إلقاء تبعية ومسؤولية تلك الأحداث على الحكومة بالشمال، ونعتقد أن هذا الأسلوب متأصل نوعا ما لدى بعض السياسيين السودانيين فهو الأيسر والأكثر إثارة وجذبا وقبولا لدى جمهور القراء والمعارضين خاصة، عليه كتب الدكتور بإسهاب لا يتناسب مع حجم الموضوع عن بعض الأخطاء أو ما يعتقد هو أنه تقصير من جانب المسؤولين الإداريين الشماليين، وتغاضى عن الأمر الأهم ، وهو التمرد نفسه .

    أولا بدأ الدكتور مقاله بالعنوان " عن حتمية تمرد الفرقة الجنوبية في توريت " ومن العنوان والذي هو خلاصة كل المقال الطويل نفهم أن تمرد الفرقة الجنوبية كان أمرا حتميا، بينما التحليل المنطقي والتاريخي للحدث لم يكن أبدا ليتوقع حدوث التمرد أو ليبرره، أبان الدكتور في صدر مقاله أن الأحزاب السياسية في الشمال لم تكن تدري أن البلاد مقبلة على أحداث كبيرة من صنعها هي، جزء من الجملة فيه شئ من الصحة لكن نهاية الجملة فيها إتهام صريح بأن الشمال هو الذي صنع الأحداث، وفي ذلك مجانبة للحقيقة فالشمال لم يصنع تمرد الجنوب ولم يكن السبب المباشر أو غير المباشر فيه، لا ينكر أحد أن عدة عوامل قد تسببت في تمرد الجنوب ولعل الدكتور يكون أدرى بها.. لكن أن يلقي بالمسؤولية كلها على الحكومة حديثة التكوين في الشمال فهذا خطأ لا يجدر أن يصدر من كاتب في مقام الدكتور حيدر، إن إلقاء المسؤولية على جهة معينة يعني بالطبع وخلاف أنه إتهام خاطئ لتلك الجهة يعني وللأمر خطورته أن الجهة المسؤولة حقا من التمرد قد أعفيت من المساءلة وهذا ما نلاحظه في معظم فقرات مقال الدكتور.

    عن حادثة أنزارا قام الدكتورأيضا بقلب الموازين، فقلل من الحدث الكبير (تظاهر المواطنين ومحاولات التدمير والحرق والإعتداء على الأرواح) وركز على محاولات رجال الشرطة الحفاظ على الأمن فصورها في صورة يتضح منها الغرض.

    ثم في انتقاده لأداء الدولة وإبرازه قصورها أورد الدكتور نصا لا يتناسب أبدا مع طرحه بل يؤكد العكس تماما.
    إفادة دكتور حيدر تؤكد أن إجراءات قد أتخذت لتفادي ما يتوقع أن يحدث، لكنها لم تجد في حالة توريت إلا أنها كانت ذات أثر إيجابي في كل المراكز الأخرى جوبا ، ملكال وواو وغيرها من النقاط التي تم فيها التحكم على نشاط المتمردين..

    أما البرقية المزورة التي قيل أن رئيس الحكومة إسماعيل الأزهري قد بعث بها إلى إدارييه في الجنوب فالكاتب يتخذها ذريعة ليؤكد إهمال المسؤولين في أداء واجباتهم بل ويورد فقرات من عنده ليس هناك من سند تاريخي يعضدها تقول أن الإداريين الشماليين لم يكونوا في مستوى الإداريين البريطانيين واستدل بأن أحدهم كان يشاهد وهو يلعب الورق مع أحد التجار بالمدينة، لا شك أن في ذلك مغالاة فالمؤكد أن لذلك المسؤول وقته الخاص الذي يمكن أن يزجيه في لعب الورق إن شاء، ولا أعتقد أن البريطانيين في إدارتهم الحكيمة والممتازة للبلاد قد امتنعوا عن ممارسة هواياتهم الخاصة في أوقات فراغهم، وإن شئت نورد بعضا من كتابات السير جيمس روبرتسون عن تمضية بعض أوقات فراغه وهو الذي أمضى أكثر من خمس وعشرين سنة في حكم السودان.

    " ..... في صباح أحد أيام الجمع كنا نتهيأ لاصطياد الأوز في بتري وقد وصلت إلى هناك مصطحبا فريقا من الصيادين....
    .... لقد استمتعنا بدعوات العشاء ولعبة البريدج ولقد كنت سعيدا عندما كسبت ست وعشرين قرشا من ماك مايكل، ولقد حضرنا حفلا راقصا أقامة السكرتير الإداري لشقيقتيه بمنزله.....
    ..... كانت هناك منافسات في التنس والبولو وكان بدجت من راكبي الخيول الحاذقين وقد أعطاني ارشادات قيمة في هذا الصدد وكيفية لعب البولو في الأمسيات وقد استطاع عمل ميدان رملي للجولف في رفاعة.....
    وللسير جيمس روبرتسون تجربته في لعب البولو مع البقارة عندما عمل بغرب كردفان إذ يحكي .. كنت ألعب البولو في المجلد مع الشيخ بابو نمر وبعض الشباب من رجاله وكنت أستعير الخيل من الشرطة أو من بعض الإعراب، كان الإصطدام شيئا عاديا وكانت العصي تستعمل في أكثر من ضرب الكرة، وكان اللاعبون لا يمانعون أن تقوم خيولهم الصغيرة بالرقص..

    إذن نقول للدكتور حيدر أن السودانيين لم يكونوا وحدهم من يمضون بعض وقت فراغهم في التسلية ولا يقلل لعب الورق مساءا من أداء ذلك المسؤول الكبير في مكتبه صباحا وبالتالي لا يصح أن يساق ذلك كدليل على إساءة الشماليين للجنوبيين مما يبرر للدكتور الوصول إلى حتمية تمرد فرقة توريت الجنوبية.
    نقول للدكتور إن ما سقته من آراء تبدو ضعيفة ولا ترقي لأن تؤخذ كمبررات لخلق كراهية لدي بعض الجنوبيين ضد الشماليين في ذلك الزمان.
    ثم يضيف الدكتور حيدر إلى مقاله فقرة من كتاب الدكتور فرانسيس دينق ترجح الموازين لصالح ضعف الإدارة الشمالية، من حقنا أن نستبعد رأي فرانسيس دينق فهو ليس بجهة محايدة بل إن تحامله على الشمال لهو واضح جدا في بعض كتبه.
    وفي عودة لأمر البرقية المزيفة ثمة سؤال يتوجب توجيهه للدكتور أيهما أكثر تأثيرا على مجريات الأحداث، تزييف البرقية نفسها وما بثته من سموم بين أفراد الفرقة بتوريت؟ أم ما يعتقد أنه رد فعل ضعيف من جانب المسؤول الشمالي الذي أسهب الدكتور في الإشارة إلي إهماله أمر البرقية؟؟ هل يعتقد الدكتور أن إجراءا ما كان سيغير الأحداث، ومن الذي كان سيصدق المسؤول الشمالي ويكذب رفيقه في السلاح وقائده.
    أنا أعتقد أن البرقية قد فبركها إسترلينو نفسه فقد جمع الضباط الجنوبيين وضباط الصف بتوريت وأخرج لهم البرقية من جيبه وقال لقد وصلتني هذه البرقية وقرأ محتواها لهم.. ماذا كان رد فعل الضباط الجنوبيين ؟ قالوا لننتظر لنرى إن كان الضباط الشماليين سيضطهدوننا حقا ويسيئوا معاملتنا .. لكن استرلينو والذي إتضح فيما بعد أنه القائد الفعلي للتمرد .. جمعهم ثانية بعد أحداث أنزارا ( ونرجو أن نشير إلى أن محاولات الشرطة للحفاظ على الأمن هي التي قادت إلى مقتل ستة من المتظاهرين) قال استرلينو لضباطه.. إن أمر البرقية صحيح فها هم يقتلون المواطنين في أنزارا .. هنا أقسم بقية الضباط أنهم إذا أساء الضباط الشماليين معاملتهم فهم سوف يقتلونهم أجمعين وأجمعوا على ذلك..
    لكن الحقيقة أنه ما أحد أسيئت معاملته أو أضطهد، كل الأمر كان الحرص على تنفيذ النقل إلى الشمال الذي ظل أفراد الفرقة الجنوبية بتوريت يتخوفون منه فالذاهبون إلى الشمال يظنون أنهم سيقتلون هناك والباقون في الجنوب يظنون أن فرقة من الشمال ستأتي لتقضي عليهم. هكذا ملأ الخوف والريبة وسوء الظن بالشماليين أفئدة أولئك الجنوبيين حتى جعلهم يصدقون برقية مكذوبة يرسلها الزعيم إسماعيل الأزهري.. ثم ما الذي يدعو رئيس الحكومة لأن يبعث ببرقية كهذه تقول لرئاسة الجيش في الجنوب " أبيدوهم اضطهدوهم.. أقتلوهم.." كيف يقول ذلك رئيس دولة في حق مواطنيه وهم لم يفعلوا شيئا، إن برقية كهذه لن تنسج إلا في خيال شخص يضمر الشر والقتل مثل استرلينو وبالتالي يتوقع رد الفعل في مثل تلك الكلمات التي افتراها على لسان إسماعيل الأزهري.

    هذا ما أردنا إيراده تعقيبا على مقال الدكتور حيدر إبراهيم وهو المقال الذي امتنعت صحيفة الصحافة في حينه عن نشره ونود أن نؤكد أن الأسلوب الحالي للمعارضة السودانية والتي ترمي المسؤولين المدنيين الحكوميين بكل أخطاء البلاد فيها كثير من التجني والخطأ، نود أن نجد من الساسة تقييما موضوعيا لكل ما أصاب البلاد من أزمات وأن نسمع منهم حلولا تطرح لتساعد، يجب ألا تظل كتاباتهم هكذا إتهامات بالتقصير والإهمال لجهات أدت واجبها دون تفريط فقط من أجل إحراج الحكومة وإعلاء صوتهم كساسة ومعارضين.
                  

01-04-2012, 02:21 AM

Gaafar Ismail
<aGaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)


    لي عودة مساء اليوم إن شاء الله
                  

01-05-2012, 03:48 PM

Gaafar Ismail
<aGaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: Gaafar Ismail)



    Quote: ماهي الدوافع التي دفعت بنفر من أبناء الجنوب لارتكاب جريمة قتل جماعي بالإستوائية ضد الشماليين؟؟ سؤال لم نعثر على الإجابة الشافية له حتى الآن ولم يجهد السودانيون أنفسهم لمعرفة الإسباب والدوافع،


    أخي الكريم الأمين عبدالرحمن
    في أعقاب تمرد رئاسة الفرقة الجنوبية في مدينة تورت في 18 اغسطس 1955 وعلى اثر الحوادث والاضطرابات التي حدثت في المديريات الجنوبية الثلاث تم في الثامن من شهر سبتمبر 1955 تعيين لجنة برئاسة القاضي ت . س .قطران وعضويةالسيد/ خليفة محجوب مدير عام مشاريع الإستوائية والزعيم لوليك لادو زعيم (ليريا) لإجراء تحقيق إداري للوقوف على الحقائق والأسباب التي أدت إلى حوادث التمرد والإضطرابات . وقد قامت اللجنة بمهمتها ورفعت تقريرها الضافي للسيد/ وزير الداخلية بتاريخ 18/2/1956 .
    لا أدري أن كنت قد اطلعت على هذا التقرير ام لا ولكنه متوفر في بعض المكتبات في الخرطوم . ومن أجل الفائدة العامة أرجو ان تسمح لي أن اورد جزءٍ من التقرير.

    أشار التقرير إلى أنه لا يمكن فهم أسباب الإضطراب دون الوضع في الاعتبار النقاط التالية :-
    1- إن الأشياء المشتركة بين الشماليين والجنوبيين قليلة جدا . فمن الناحية الجنسية فالشماليين عرب والجنوبيين زنوج . ومن الناحية الدينية فالشماليون مسلمون والجنوبيون وثنيون . ومن ناحية اللغة يتكلم الشماليون اللغة العربية بينما يستعمل الجنوبيون لغات مختلفة تقارب في عددها الثمانين لغة هذا بخلاف الاختلافات الجغرافية والتاريخية والثقافية.
    2- إنه لأسباب تاريخية يعتبر الجنوبيون الشماليين أعداءهم التقليديين .
    3- كانت سياسة الإدارة البريطانية حتى عام 1947 أن يُترك الجنوبيون ليتقدموا على النمط الإفريقي الزنجي (أياً كان تفسير ذلك) . وباستقدامهم لقانون المناطق المقفولة وقانون رخص التجارة حالوا دون معرفة السودانيين لبعضهم البعض وتبادلهم للشعور وعملوا سويا وتعلمهم من بعضهم البعض. وقد استعمل رجال الإرساليات الذين كانت لهم السيطرة على أغلبية التعليم نفوذهم لتأييد السياسة المذكورة أعلاه وذلك تحقيق لأغراضهم الخاصة .
    4- أنه لأسباب سياسية ومالية وجغرافية واقتصادية تقدم السودان الشمالي تقدما سريعا في كل الميادين ( الحكومة المحلية والمشاريع الزراعية والصحة والتعليم العالي والناحية الصناعية) بينما تخلف الجنوب. وهذا الفرق الواضح في التقدم بين أناس متباينين ينتمون إلى قطر واحد لا مفر أن يخلق شعورا حقيقيا كان او وهما عند القسم المتخلف بأنهم يُخدعون ويُستغلون ويٌسيطر عليهم .
    5- كل العوامل السالفة الذكر مجتمعة لم تخلق في الجنوبيين شعورا بقومية مشتركة مع الشماليين او حتى شعورا وطنيا او حبا للسودان كوطن واحد . وظل ولاء الجنوبي العادي كما كان دائما في نطاق قبيلته . وفي خلال السنة الأخيرة او ما يقاربها ابتدأ الوعي السياسي بين أهل الجنوب العادي واخذ هذا الشعور السياسي كما لابد أن يكون في بدايته طابعا إقليميا لا قوميا.

    بعد هذه المقدمة أوضح التقرير أسباب الإضطرابات ونوجزها في ما يلي :
    1- تلغراف كاذب ومزور يزعم انه كُتب بواسطة رئيس الوزراء السيد/ إسماعيل الأزهري في او حوالي اول يوليو 1955 .
    2- فقدان الثقة الناجم عن تدخل بعض رجال الإدارة في الإستوائية في ألأمور السياسية .
    3- فقدان الثقة نتيجة لمحاكمة السيد/إيليا كوزي (المضحكة) أحد أعضاء مجلس النواب الجنوبيين والذي كان في مركز الزاندي حينذاك .
    4- الحوادث التي وقعت في مدينة انزارا في يوم 26 يوليو 1955 .
    5- عدم إتخاذ الإجراءات اللازمة عند اكتشاف المؤامرة وسوء تقدير الموقف في توريت من يوم 16 فصاعدا .
    6- خيبة أمل الجنوبيين العظيمة وقلقهم الشديد نتيجة للسودنة وما ترتب على ذلك من خوفهم من السيطرة السياسية عليهم.

    ( المرجع تقرير لجنة التحقيق الإداري في حوادث الجنوب 1955 )
    أخي الفاضل الأمين
    كما ترى في ما ورد أعلاه فإن حكومة الرئيس الأزهري آنذاك تتحمل الجزء الأكبر من أسباب تمرد 1955 ، وصحيح أيضا أن لسياسةالاستعمار نصيبا من أسباب التمرد . لكن تظل الحقيقة التي لا جدال حولها هي أن اخفاق الحكومات المتعاقبة في إلاهتمام بالجنوب وإيجاد حل مقبول لدى الجنوبيين هو سبب الإنفصال . وعلى ضوء فشل الحكومات كان حتما على الجنوب أن يعمل على الأنفصال .
    أعتقد أنك لم تعط الاعتبار الكافي للنقاط الجوهرية التي أنا اوردتها في دفاعي عن مسئولية الحكومات المتعاقبة في خلق مناخ الانفصال ودفع الجنوب للقتال من اجله .
    أنا من الذين يؤمنون بأن الجنوب لم يكن يحارب كل هذه السنوات من أجل الوحدة وليس ببعيد عن الأذهان تصريح جون قرنق في رمبيك في ما معناه أنه جاء بإتفاقية على طبق من ذهب ومن أراد أن يبقى مواطنا من الدرجة الثانية أن يختار ما يريد( يعني بالواضح من أراد أن لا يكون مواطنا من الدرجة الثانية يجب أن لا يختار الوحدة )
    لست سعيدا بالإنفصال ولكنه طالما اوقف نزيف الدم وفقد المزيد من الأرواح الغالية أرى أنه كان مما ليس منه بد .

    (عدل بواسطة Gaafar Ismail on 01-09-2012, 01:19 AM)

                  

01-08-2012, 10:00 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا سعيد بانفصال الجنوب (Re: Gaafar Ismail)

    Quote: كما ترى في ما ورد أعلاه فإن حكومة الرئيس الأزهري آنذاك تتحمل الجزء الأكبر من أسباب تمرد 1955

    الأخ جعفر إسماعيل..
    لك الشكر على الرد والإيضاح، لقد إتطلعت على تقرير لجنة التحقيق برئاسة القاضى قطران من قبل، وشكرا لك لإيراد النقاط التي إرتكز عليها تقرير اللجنة ، وإذا راجعت النقاط الخمسة الأولى التي أشارت لجنة التحقيق انه لابد من وضعها في الإعتبار ، ثم الأسباب الستة التي وردت في التقرير لوجدت أنها جميعها لا تفضي لأن تصل بك إلى أن حكومة الرئيس الأزهري تتحمل الجزء الأكبر من أسباب التمرد بل هي كما ترى تبرئ حكومة الأزهري تماما من مسؤولية التمرد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de