الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عاطف عمر محمد صالح(عاطف عمر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2014, 07:30 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء

    مدخل
    Quote: هناك رأى شبـه موحـد وعام، يقول أن الفكـرة الجمهـوريـة لم تجـد من يعارضهـا حتى اليوم.. والناس إما أن يكونوا جمهـوريين أو اصـدقـاء، أو معارضين عن جهالـة بالفكـرة فى أحسن الأحـوال، أو الفجـور وعدم الأمانـة فى المعارضـة فى اسـوأ الأحوال..
    وقـد ترتب على هـذا المفهـوم الخاطئ.. الذى لم يرد به الأستـاذ سـوى حث الناس على المعارضـة بمنهجيـة وفكـر، يعتمـد على البحث فى الفكـرة ونقدهـا علميـا.. ترتب عليه خمول التفكيـر عند أغلب الجمهـوريين، فما دام الناس إما جمهـوريون أو جاهلون، فلما التعب إذا..
    وحين يأتى النقـد من جهـة لا تعرف الحقـد أو الكراهيـة، يأتى التبرم.. ويودون لو الناقد خرج عن طوره وصـار غيـر أمينـا فى نقـده، حتى يفرحـوا بصحـة النظريـة التى بنوهـا فى خيالهـم.. يودون لو أن الناقـد ذهب فى طريق الفجـور، حتى يرتاحـوا من عناء التفكيـر فيمـا يقول.. فإن لم يجـدوا شيئـا من هـذا فى نقـده، جعلوا مجـرد النقـد يؤدى الى الخســران..


    محمد عثمان أبو الريش

    إعادة قراءة الفكــرة الجمهــوريـة على ضــوء تخاذل الج...يين بعـد الأستـاذ.
                  

06-13-2014, 07:32 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تأكيد
    Quote: وحين يأتى النقـد من جهـة لا تعرف الحقـد أو الكراهيـة، يأتى التبرم.. ويودون لو الناقد خرج عن طوره وصـار غيـر أمينـا فى نقـده، حتى يفرحـوا بصحـة النظريـة التى بنوهـا فى خيالهـم.. يودون لو أن الناقـد ذهب فى طريق الفجـور، حتى يرتاحـوا من عناء التفكيـر فيمـا يقول.. فإن لم يجـدوا شيئـا من هـذا فى نقـده، جعلوا مجـرد النقـد يؤدى الى الخســران..


    المصدر السابق
                  

06-13-2014, 07:47 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    هل فدا الأستاذ محمود ( حقاً ) الشعب السوداني ؟؟

    عاش أخواننا الجمهوريون منذ يناير 1985 - ولا يزالون - تحت إعتقاد راسخ بأن الأستاذ محمود قد فدا الشعب السوداني بموقفه من معارضة قوانين سبتمبر وموته / إستشهاده دفاعاً عن موقفه
    سندهم في ذلك حديث الفداء الذي أورده عزيزنا د. ياسر الشريف
    Quote: حديث الفداء
    ( الزمن اضطرنا لنوقف الحديث الكلام القيل طيب جدا .. أفتكر مؤتمرنا دا لابد أن يؤرخ تحول عملي فى موقف الجمهوريين.. زي ماقلنا قبل كدا : الناس سمعوا مننا كثير ، الكلمة المقروءة ، والمكتوبة .. نحن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية .. الإنشاد، والقرآن، والألحان الطيبة.. وجاء الوقت لتجسيد معارفنا ، وان نضع انفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمو جديد.. الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء.. دى صورة غيركم ما يعقلها كثير..
    الجدرى فى قرية التبيب تذكروها؟ كان فى كرنتينه فى القرية لا خروج ولا دخول.. الشيخ الرفيع ود الشيخ البشير أخو الشيخ السمانى مات بالجدرى فى القرية ..
    شيخ مصطفى خال خديجه بت الشريف، هو صديقنا وبزورنا كثير قال: حصلت وفاة ومشيت أعزى.. مر على الشيخ الرفيع ، ( أخو الشيخ السماني ، شيخ المقاديم الهسع بيعطروا ليكم حلقات الذكر ديل ) .. قال لى بمشى معاك .. قال: مشينا سوا إيدو فى إيدى كان فيها سخانة شديدة.. وصلنا محل الفاتحة واحد قال ليهو يا الشيخ! المرض دا ما كمَّل الناس؟؟ الشيخ الرفيع قال: المرض بنتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب.. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى! ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى..
    السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء..
    وفى سنة 1915م الشيخ طه مات فى رفاعة بالسحائى، وكان مستطير بصورة كبيرة وما عندو علاج وما كان بينجى منو زول، الما يموت يتركو بى عاهة.. مات الشيخ طه والمرض انتهى..
    الحكاية دى عند الصوفية مطَّردة ومتواترة، العلمانيين تصعب عليهم .. انتو هسع لابد تفدوا الشعب السودانى من الذل والمهانة الواقعة عليهو والجلد.. واحد من الأخوان لاحظ قال: القيمة من المسيرة أن تشاهدوا الجلد الواقع.. واحدة من الأخوات قالت : العسكرى شاب والمجلود شيخ كبير والقاضى واقف يستمتع.. وهى مسالة أحقاد وضغائن ونفوس ملتوية تتولى أمور الناس..
    قد تجلدوا.. ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم.. هى بتحصل لكن ماتنتظروها.. خلوا الله يجربكم ما تجربوا الله.. تعملوا الواجب العليكم، تنجلدوا ترضوا بالمهانة.. ومن هنا المحك البيهو بتكونوا قادة للشعب العملاق.. ويكون فى ذهنكم قول الله تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) وآية ثانية: ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا أن نصر الله قريب..)
    ما أحب أن تصابوا بخيبة أمل من العقبات البتلاقيكم فى الطريق.. ويكون مؤكد الأمر النحن بنواجهو محتاجين ليهو فى الداخل.. كل أمر يساق ليكم يقويكم وهو عناية من الله ولطف.. ولكن الناس يسوقوا أمرهم بالجد، وكل واحد يدخل فى مصالحة ورضا بالله.. تواجهوا أمركم لتفدوا شعبكم وبعضكم بعض لترتقوا درجات فى واجبكم وعبادتكم.. أمركم قريب ومعنيين بيهو.. انتم محفوظين.. لكن ماتفتكروا الطريق مفروش أمامكم بالورود.. استعدوا فى قيامكم بالواجب المباشر تكونوا دائمى النعمة وموضع نظر الله وعنايتو.. ثقوا بيهو.. ان شاء الله أمركم قريب والله إدخركم للأمر دا.. وانتم اليوم الغرباء بصورة كبيرة، كل المجتمع السودانى فى كفة والجمهوريين فى كفة، الجمهوريين مطلوبين ، الناس الطالبنكم فداية ليكم، وظلماتكم نور.. أنتم موضع عناية، تقبلوا العناية، وسيروا راضيين بالله، بالصورة دى يكون ختام مؤتمرنا). .

    إذاً وبحسب الأستاذ محمود فإن
    الصوفية الذين هم سلف الفكرة الجمهورية.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء
    الشيخ الرفيع قال: المرض بنتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب.. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى! ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى..
    السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء..
    مات الشيخ طه والمرض انتهى..

    والحال هكذا ألا يحق لنا أن نتساءل

    مم فدا الأستاذ محمود محمد طه الشعب السوداني بموته ؟؟

    من مايو ؟؟ وما هى مايو ؟؟ أليست هى نفس مايو التي وقف الجمهوريون يؤيدونها منذ يومها الأول - وبكل تقلباتها - حتى إنقلب عليهم جعفر نميري في آخر أيامها ؟؟
    من قوانين سبتمبر ؟؟
    ألا تزال نفس هذه القوانين سارية حتى اليوم ؟؟ ويمارس بناء عليها القتل والقطع من خلاف ؟؟
    ما هو النظام الذي أتى بعد مايو ؟؟ أليس هو نظام الجبهة القومية الإسلامية ( الهوس الديني ) ؟؟
    هل يعيش السودان - الذي فداه الأستاذ محمود - الآن ( موحداً ) بعد أن ذهبت مايو التي ( هددت الوحدة الوطنية ) للبلاد ؟؟
    هل يعيش الشعب السوداني - الذي فداه الأستاذ محمود - في أحسن حالاته بعد أن ذهبت مايو ؟؟

    هنا لن نتعب إن أردتم تفصيلاً سوف نأتي لكم بمقالات الأستاذ عمر القراى المفندة لأوضاع سودان اليوم ( الذي فداه الأستاذ محمود )

    نقول هذا ولا ( نرخص عزيزاً ) لكن نود أن تنظروا للأشياء بعيداً عن ( التفكير الرغبوي ) فسادتنا الصوفية ( أهل الكرامات الجد جد ) قالوها داوية
    زمن الكرامات قد ولى وأن الشيخ العارف ليستحي من الكرامة - إن أفلتت منه رغم الحرص - يستحي منها كما تستحي العذراء من دم الحيض .



    ____________________________

    Re: حول الفكرة الجمهورية

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-13-2014, 07:50 PM)

                  

06-13-2014, 07:57 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    عاطف،
    تحياتي ومودتي!











    ومتابعووون!
                  

06-13-2014, 08:07 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    ولعلي لا أذيع سراً إن أعلنت على الملأ إعجابي وفخري بالصديق د. أحمد الأبوابي
    فـ هو بحق من أصدق وأذكى من حاورت من الجمهوريين
    والصدق كما يقول سادتنا المتصوفة هو ( روح العبادة )

    رد علينا د. الأبوابي بقوله
    Quote: التحية للأصدقاء المشاركين في البوست العامر ..
    و التحية لصاحب البوست ، على نحو خاص ..
    و تحية للأخوين الصديقين عاطف عمر ، و أدروب ..
    لقد كان من الواضح أن هذا البوست سيجذبني مرة أخرى ، لأعود .. رغم أني قد أعلنت توقفي عن المشاركة فيه ..
    و حمداً لله أني قد قمت بذاك الإعلان بكلمات تجعل العلة فيّ لا في الخيط ، مما يجعل التوقف مقبولاً ، و محترماً من الآخرين ، و العودة مرحب بها ، و هذا ما عبّر عنه الكثيرون ، بصور مختلفة ، ليس أقلها وضوحاً دعوات الأصدقاء صلا عباس فقير ، و الشفيع .. و الصديق سيد البيت ( البروف أمين ) ، مشكورين ..

    و حقاً لست أعد بعودة متصلة -على الأقل في الوقت الحالي ، لارتباطي ببعض المشغوليات - و لكن يكفي أن يعبر المرء كل حين ، و سانحة عما في خلده ، و في ذلك عدة فوائد منها ، إبراز وجهة نظر أخرى في المواضيع المطروحة ، مما يفيد الخيط ، و الحوار فيه ..
    و لقد استفزتني -على نحو إيجابي، بمعنى التحريض- عدة مواضع للحوار في هذا الخيط ، و بعد مغادرتي له .. و لكن أجد بأن سؤال الأخ العزيز أدروب ، و تفصيل الصديق عاطف ( عن الفداء) ، قد أمسك بتلابيني ، و أجبرني على الرجوع إجباراً ..
    و أعتقد بأن هذه الأسئلة ، على ما بها من ( حموضة ) ، و ربما لما فيها من ( حموضة ) ، تواجه الجمهوريين بمحكات تدفعهم دفعاً للمراجعة ، و إعادة التفكير في الكثير مما صار عندهم من الثابت ، و المأثور ..
    و موضوع الفداء ، كما موضوع المسيح، و الأصيل الواحد .. هي أمور تجعلنا نواجه التساؤل .. هل تم الموعود .. ؟؟ ..
    و إن لم يتم .. هل يعتبر ذلك دليلاً على بطلان الفكرة ، و انحدارها نحو هاوية ( الإنقراض ) ..؟؟ ..
    أنا ، و بكل صدق ، لست ممن تستهويهم الصيغ الحتمية ، و الدوغمائية .. و من باب أولى ( الرغبوية ) في تناول هذه الأمور..

    ما أحب وضع الأشياء فيه هو صيغة ( المحك ) الديناميكي ، و إن شئت الديالكتيكي .. الذي يقبل الإحتمالين .. أو قل الإحتمالات كلها .. لذلك فأنا سأحاول الإجابة على تساؤلات الأخوين عاطف ، وأدروب من هذا المنطلق ..

    الشكر للصديق د. ياسر إذ أنه يمد الخيط ، بالعديد من المواد الثمينة ، و التي أرى بأنها تخدم غرض التوثيق للفكرة ، و توصيل أمانة تأريخها للمهتمين ، ليقرأها كل امرء من حيث يقف ..
    و من المواد القيمة التي زود الخيط بها ، هو حديث الفداء ..
    و هنا أحب أن أدخل برفق على سؤال الأخ عاطف :


    Quote: مم فدا الأستاذ محمود محمد طه الشعب السوداني بموته ؟؟

    و ما أراه هو أن السؤال بهذه الطريقة قد أخطأ لب حديث الفداء .. فأنت يا صديق عاطف تسأل عن فداء الأستاذ محمود في حين أن الأستاذ كان يتحدّث عن ( نحن ) .. لا أنا ..
    لا حظ معي :


    Quote: نحن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية .. الإنشاد، والقرآن، والألحان الطيبة.. وجاء الوقت لتجسيد معارفنا ، وان نضع انفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمو جديد.. الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء.. دى صورة غيركم ما يعقلها كثير..

    أنظر كم كرر الأستاذ محمود صيغة الجمع ، التي يخاطب بها الجمهوريين ..
    ثم اقرأ ، فضلاً ..


    Quote: قد تجلدوا.. ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم.. هى بتحصل لكن ماتنتظروها.. خلوا الله يجربكم ما تجربوا الله.. تعملوا الواجب العليكم، تنجلدوا ترضوا بالمهانة.. ومن هنا المحك البيهو بتكونوا قادة للشعب العملاق.. ويكون فى ذهنكم قول الله تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) وآية ثانية: ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا أن نصر الله قريب..)

    فكأن الأستاذ محمود بحديث الفداء قد وضع الجمهوريين أمام المحك ، و الإختبار العملي للعبودية .. نصرة المظلوم .. و كلمة حق في وجه سلطان جائر .. و قبل هذا ، و فوق هذا ( الفداء ) .. فالأستاذ محمود ، و إن بدا من الحديث في موضع ما بأنه يتحدّث عن نفسه ، بقرينه حديثه عن شيوخ ( أفراد ) ، فهو في تقديري ، قد طرح المحك الجماعي .. له ، و لجماعته ( تلاميذه ) .. فإن نجحوا كانوا أصحاب الأمر ، و إن فشلو و تولوا فإن الله غني عن العالمين .
    و الأمر عندي هرمي ..قمته المحك المنصوب أمام الأستاذ .. و يليه ذلك المنصوب أمام الجمهوريين و قاعدته المحك الذي يواجه الشعب السوداني ( جمهور الفكرة الأوّلِي ) .. و هذا الهرم وحدة لا تتجزأ .. و بعضه انعكاس لبعض .. و هذا ما يجعل من غير الحكمة فصل بعض طبقاته عن بعض .. أي فصل القمة عن القاعدة ، أو العكس ..
    و خطأ الجمهوريين أنهم أدمنوا هذا الفصل ..
    فظنوا بأن الأستاذ سيذهب في طريقه ظافراً ، و مؤيداً ، بغض النظر عما يفعلون .. و أن الأمر سينتصر ، حتى و إن لم ينصروه .. و لإخواننا في ذلك أدب ، ليس هذا حيزه ..
    لذلك فأنت تجد بأن الأستاذ قد نهض بأمره ، و واجه محكه .. و هو الفداء .. و لكن لأن قومه لم يكونوا على أثره فقد جاء الفداء منقوصاً .. و لك أن تتأمل لو أن الجمهوريين وقفوا كلهم ، أو جلهم موقف ( الفداء ) ، كل حسب قامته ، و سعته .. أما ترى معي بأن الأمر كان سيختلف كلياً .. ربما يرى البعض غير ذلك ، و يرى بأن مواجهة كهذه كانت لتكون مذبحة لن يستفيد منها أحد .. و لكني أرى غير ذلك .. و هو أن الفداء كان سيتم كما أراد له الأستاذ محمود أن يتم ، و أنه ربما تنزلت الألطاف ، التي تجعل الفداء في أدنى حدوده الحسية .. و لكنه كان سيم ..
    و لذا فإن سؤالك عن ((مم فدى الأستاذ محمود الشعب السوداني ؟؟ )).. به الكثير من الملامسة للحقيقة ، و به أيضاً قدر من المفارقة لها ..
    ملامسة الحقيقة تاـتي في أنه لم يحصل الفداء الذي يمكن تصوّره من النص الوارد ، و هو الفداء الذي يأتي بالخلاص .. و لكن صدقني يا صديق بأـن الفداء ، قد حصل ، و بقامة ليست بالضئيلة ، ليس أقلها أن النظام الذي تمت مواجهته -في مرحلته المعينه - قد زال ..
    رحم الله الدكتور عبد الله الطيب الذي أبرز ملاحظته الذكية ، بأن نظام نميري قد زال بعد أيام تساوي سني عمر الأستاذ محمود .. و في ذلك موافقة تحمل في طياتها إشارة بأن الفداء قد تم ، بقدر معلوم ..
    و أنت تتساءل :


    Quote: من مايو ؟؟ وما هى مايو ؟؟ أليست هى نفس مايو التي وقف الجمهوريون يؤيدونها منذ يومها الأول - وبكل تقلباتها - حتى إنقلب عليهم جعفر نميري في آخر أيامها ؟؟
    من قوانين سبتمبر ؟؟
    ألا تزال نفس هذه القوانين سارية حتى اليوم ؟؟ ويمارس بناء عليها القتل والقطع من خلاف ؟؟
    ما هو النظام الذي أتى بعد مايو ؟؟ أليس هو نظام الجبهة القومية الإسلامية ( الهوس الديني ) ؟؟
    هل يعيش السودان - الذي فداه الأستاذ محمود - الآن ( موحداً ) بعد أن ذهبت مايو التي ( هددت الوحدة الوطنية ) للبلاد ؟؟
    هل يعيش الشعب السوداني - الذي فداه الأستاذ محمود - في أحسن حالاته بعد أن ذهبت مايو ؟؟

    و هي تساؤلات تضعنا تماماً أمام المحك في شكله الهرمي ..
    الأستاذ .. و الجمهوريون .. و الشعب السوداني ..
    و لعلك أيضاً تعيدنا إلى الواقعية إذ تتحدّث عن نهاية عهود الكرامات ..
    إذا فلنتحدّث بما يوافق هذا الفهم الواقعي ، ( أو قل العلمي ) ..
    هناك محك الأستاذ محمود ، و الذي وضع نصب عينيه مقاماً بعينه هو مقام الأصيل ( الواحد ؟؟ ) .. و الذي هو أيضاً مقام المسيح ..
    محك الجمهوريين في أن يحققوا قامات تؤهلهم ليكونوا أصحاب الأمر ، و أتباع الأصيل ..
    محك الشعب السوداني في أن ينهض لمستوى الوعي بمشكلاته على المستوى الذي طرحته الفكرة الجمهورية ، فيثور على الجمود الفكري الموروث ، و يقبل على ( الثورة الفكرية ) التي هي قابلة التغيير ..
    في ما أرى بأن الأستاذ محمود ، و إن كان ( أصيلاً ) ، فإنه لم يحقق مقام ( الأصيل ) .. و لا المسيح .. هذا رغم العظمة التي تجلّت في مغادرته لدنيانا في ذلك المشهد المهيب ..
    و في رأيي أيضاً أن الجمهوريين قد كانوا بعيدين جداً من محك ( الإخوان ) ..
    و كذلك الشعب السوداني فشل في محكه المنصوب ..
    هكذا هو هرم المحك .. و هذه هي نتيجته .. و لعل الطبقات الثلاث ، قد أثر بعضها في بعض .. و بالتالي في الصورة الكاملة للمشهد ..
    .
    لذا فإن الفداء قد تم بقدر معلوم .. و لكنه ليس بالقدر المنشود .. و هذا ما آمل بأني قد أبنته عاليه ..
    و لأجل ذلك فأنا أرى بأن المحك لا زال منصوباً ..أمام الجمهوريين ، و أمام الشعب السوداني ليواجهوا عين ما رأيت أنت بأنه لم يتم الفداء منه .. فإن فعلوا فإنما أصحاب الأمر ، و أهله .. و ( إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم ) ..

    .
    .
    هذه وجهة نظري أطرحها مشفوعة برأيي السابق عن الأصيل الواحد .. و يظل عند الأخ عاطف تساؤل وجيه حول الشرعية وراء ترك الأستاذ محمود للتقليد ، ما دام أنه ليس الأصيل الواحد .. أرجو أن أجد الوقت للإجابة عليها ..

    و لكم محبتي ..




    ______________________

    المصدر السابق
                  

06-13-2014, 08:23 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    حتى تكتمل الصورة كما يقولون
    سوف أورد ردي على العزيز د. الأبوابي كما ورد في ذلك البوست ( دون إضافة نقطة )

    ____________________

    مع عزيزنا د. الأبوابي نواصل
    Quote: ما أراه هو أن السؤال بهذه الطريقة قد أخطأ لب حديث الفداء .. فأنت يا صديق عاطف تسأل عن فداء الأستاذ محمود في حين أن الأستاذ كان يتحدّث عن ( نحن )

    دعني يا صديق أثبت أن من ( روج ) لفداء ( الأستاذ محمود ) كمفهوم هم أخوانك الجمهوريين وإن نحن سألنا بناء على المعلومة المقدمة لنا من ( أهل الشأن ) لا أظن أن سؤالنا يجانب ( لب حديث الفداء ) ...
    لكن أمانة الكلمة تلزمني أن أقول أنني سوف ألتمس لهم العذر إن هم فهموا الأمر كذلك فالأستاذ محمود ( من جانب آخر ) رجل واضح العبارة ضليع في اللغة العربية والتعبير بها
    حديثه كان واضحاً
    ( الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء )
    لاحظ عبارة ( الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير ) وتأكيد المعنى ( الصوفى الكبير ) والنتيجة ( وينتهى الوباء )
    Quote: فكأن الأستاذ محمود بحديث الفداء قد وضع الجمهوريين أمام المحك ، و الإختبار العملي للعبودية .. نصرة المظلوم .. و كلمة حق في وجه سلطان جائر .. و قبل هذا ، و فوق هذا ( الفداء ) .. فالأستاذ محمود ، و إن بدا من الحديث في موضع ما بأنه يتحدّث عن نفسه ، بقرينه حديثه عن شيوخ ( أفراد ) ، فهو في تقديري ، قد طرح المحك الجماعي .. له ، و لجماعته ( تلاميذه ) .. فإن نجحوا كانوا أصحاب الأمر ، و إن فشلو و تولوا فإن الله غني عن العالمين .
    و الأمر عندي هرمي ..قمته المحك المنصوب أمام الأستاذ .. و يليه ذلك المنصوب أمام الجمهوريين و قاعدته المحك الذي يواجه الشعب السوداني ( جمهور الفكرة الأوّلِي ) .. و هذا الهرم وحدة لا تتجزأ .. و بعضه انعكاس لبعض .. و هذا ما يجعل من غير الحكمة فصل بعض طبقاته عن بعض .. أي فصل القمة عن القاعدة ، أو العكس ..
    و خطأ الجمهوريين أنهم أدمنوا هذا الفصل ..
    فظنوا بأن الأستاذ سيذهب في طريقه ظافراً ، و مؤيداً ، بغض النظر عما يفعلون .. و أن الأمر سينتصر ، حتى و إن لم ينصروه .. و لإخواننا في ذلك أدب ، ليس هذا حيزه ..
    لذلك فأنت تجد بأن الأستاذ قد نهض بأمره ، و واجه محكه .. و هو الفداء .. و لكن لأن قومه لم يكونوا على أثره فقد جاء الفداء منقوصاً .. و لك أن تتأمل لو أن الجمهوريين وقفوا كلهم ، أو جلهم موقف ( الفداء ) ، كل حسب قامته ، و سعته .. أما ترى معي بأن الأمر كان سيختلف كلياً .. ربما يرى البعض غير ذلك ، و يرى بأن مواجهة كهذه كانت لتكون مذبحة لن يستفيد منها أحد .. و لكني أرى غير ذلك .. و هو أن الفداء كان سيتم كما أراد له الأستاذ محمود أن يتم ، و أنه ربما تنزلت الألطاف ، التي تجعل الفداء في أدنى حدوده الحسية .. و لكنه كان سيم ..
    و لذا فإن سؤالك عن ((مم فدى الأستاذ محمود الشعب السوداني ؟؟ )).. به الكثير من الملامسة للحقيقة ، و به أيضاً قدر من المفارقة لها ..
    ملامسة الحقيقة تاـتي في أنه لم يحصل الفداء الذي يمكن تصوّره من النص الوارد ، و هو الفداء الذي يأتي بالخلاص .. و لكن صدقني يا صديق بأـن الفداء ، قد حصل ، و بقامة ليست بالضئيلة ، ليس أقلها أن النظام الذي تمت مواجهته -في مرحلته المعينه - قد زال ..

    هذه قراءة أعمق.....
    لا أدري إن كان باستطاعتي التعليق عليها....
    أحسها أمراً يرتبط بمدى ( عقيدة ) الجمهوري وهل بلغت هذه العقيدة المدى الذي يضع حياته فداء لذلك ...
    وأحسها أمراً يرتبط بـ هل إستطاعت الفكرة الجمهورية أن تزيل الخوف ( تماماً ) من المنتسبين إليها
    وأحسها هل فهم الأخوان الجمهوريون حديث الفداء مثل هذا الفهم لكن ( الروح عزيزة )
    عزيزنا أبو الريش في بوستنا الذي تشاركناه سابقاً أشار لمفهوم قريب من هذا
    قبله كان صديقي الحبيب د. حيدر بدوي ( غير راضي ) عن موقف الأستاذ عبداللطيف عمر وصحبه المستتابين
    ولا أزال أذكر رد أخي العزيز د. أحمد الحسين الذي أحسست بصدقه مع نفسه ( بأن هؤلاء الإخوة قد وضعوا في وضع لم يجربه أحد منا وأنني شخصياً لا أستطيع أن اتكهن بماذا كان سوف يكون موقفي أو خياري لو كنت مكانهم... ) أو كما قال
    Quote: رحم الله الدكتور عبد الله الطيب الذي أبرز ملاحظته الذكية ، بأن نظام نميري قد زال بعد أيام تساوي سني عمر الأستاذ محمود .. و في ذلك موافقة تحمل في طياتها إشارة بأن الفداء قد تم ، بقدر معلوم ..

    أبوابي يا صديق
    هل تعلم أن مجئ مايو للحكم كان يعتبر لدى الجمهوريين ( كرامة ) من كرامات الأستاذ محمود ؟؟
    نعم
    أحفظ ويحفظ جيلي ممن درسوا بجامعة الخرطوم في نهاية السبعينات والنصف الأول من الثمانينات من القرن الماضي لا أزال أحفظ الجملة التي كان يرددها الأستاذ أحمد المصطفى دالي عن مجئ مايو للحكم وارتباط ذلك بالدستور الإسلامي ( المزيف ) - كما كان يسميه الجمهوريون - الذي كان معروضاً أيامها أمام البرلمان
    يقول دالي في جملته
    " الدستور الإسلامي المزيف أجيز في مرحلة القراءة الأولى وفي مرحلة القراءة الثانية وكانوا يجهزون لعرضه على البرلمان للإجازة النهائية ... الأستاذ محمود كان في ندوة في مدينة الأبيض يوم 24 مايو 1969 قال ليهم " هذه الجهالة الملتحفة قداسة الدين لن تمر " ... طوالي في تلك الليلة تحرك العساكر من خور عمر ..... "
    فيا صديقي أراك حقاً أكبر كثيراً وأعمق كثيراً من أن تلتفت لمثل هذا القول
    ثم
    هل الحكمة في ( زوال ) الأشخاص والنظام فقط أم في زوال ( السوء ) المرتبط بالنظام والمؤسسات وبالأشخاص ؟؟

    السوء الموجود الآن وفي أى مجال إقتربت منه ( وحدة أراضي ، تعليم ، صحة ، مكانة دولية ، إنسان .......... ) يفوق آلاف المرات السوء الذي كان موجوداً أيام مايو ... لا أظنك تختلف معنا ... ( إنت إيدك في النار )
    أو ( يا حليل مايو )

    أواصل بحول الله
                  

06-13-2014, 08:31 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    مع عزيزنا د. الأبوابي نواصل
    مع المحبة والتحيات

    ( من أجل التنسيق والمساعدة على فهم التسلسل سوف أعيد تحديد الإقتباسات وأضع التعليق الحالي بين قوسين )

    تساءلت
    Quote: من مايو ؟؟ وما هى مايو ؟؟ أليست هى نفس مايو التي وقف الجمهوريون يؤيدونها منذ يومها الأول - وبكل تقلباتها - حتى إنقلب عليهم جعفر نميري في آخر أيامها ؟؟
    من قوانين سبتمبر ؟؟
    ألا تزال نفس هذه القوانين سارية حتى اليوم ؟؟ ويمارس بناء عليها القتل والقطع من خلاف ؟؟
    ما هو النظام الذي أتى بعد مايو ؟؟ أليس هو نظام الجبهة القومية الإسلامية ( الهوس الديني ) ؟؟
    هل يعيش السودان - الذي فداه الأستاذ محمود - الآن ( موحداً ) بعد أن ذهبت مايو التي ( هددت الوحدة الوطنية ) للبلاد ؟؟
    هل يعيش الشعب السوداني - الذي فداه الأستاذ محمود - في أحسن حالاته بعد أن ذهبت مايو ؟؟

    فرد د. الأبوابي
    Quote: و هي تساؤلات تضعنا تماماً أمام المحك في شكله الهرمي ..
    الأستاذ .. و الجمهوريون .. و الشعب السوداني ..
    و لعلك أيضاً تعيدنا إلى الواقعية إذ تتحدّث عن نهاية عهود الكرامات ..
    إذا فلنتحدّث بما يوافق هذا الفهم الواقعي ، ( أو قل العلمي ) ..
    هناك محك الأستاذ محمود ، و الذي وضع نصب عينيه مقاماً بعينه هو مقام الأصيل ( الواحد ؟؟ ) .. و الذي هو أيضاً مقام المسيح ..
    محك الجمهوريين في أن يحققوا قامات تؤهلهم ليكونوا أصحاب الأمر ، و أتباع الأصيل ..
    محك الشعب السوداني في أن ينهض لمستوى الوعي بمشكلاته على المستوى الذي طرحته الفكرة الجمهورية ، فيثور على الجمود الفكري الموروث ، و يقبل على ( الثورة الفكرية ) التي هي قابلة التغيير ..
    في ما أرى بأن الأستاذ محمود ، و إن كان ( أصيلاً ) ، فإنه لم يحقق مقام ( الأصيل ) .. و لا المسيح .. هذا رغم العظمة التي تجلّت في مغادرته لدنيانا في ذلك المشهد المهيب ..
    و في رأيي أيضاً أن الجمهوريين قد كانوا بعيدين جداً من محك ( الإخوان ) ..
    و كذلك الشعب السوداني فشل في محكه المنصوب ..
    هكذا هو هرم المحك .. و هذه هي نتيجته .. و لعل الطبقات الثلاث ، قد أثر بعضها في بعض .. و بالتالي في الصورة الكاملة للمشهد ..
    .
    لذا فإن الفداء قد تم بقدر معلوم .. و لكنه ليس بالقدر المنشود .. و هذا ما آمل بأني قد أبنته عاليه ..
    و لأجل ذلك فأنا أرى بأن المحك لا زال منصوباً ..أمام الجمهوريين ، و أمام الشعب السوداني ليواجهوا عين ما رأيت أنت بأنه لم يتم الفداء منه .. فإن فعلوا فإنما أصحاب الأمر ، و أهله .. و ( إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم ) ..

    ( فكان ردنا )
    وهنا أيضاً ليس لدى ما أضيفه
    فقط ربما أضيف
    تسجيل إعجاب لم أخفيه من قبل بهذا الصدق مع النفس ومع الآخر
    بوضوح الرؤية
    بالإتساق والسلام الداخلي

    وفي المحصلة يكون لما تقول طريق سالك للقلوب حتى وإن إختلفنا معه كلياً أو جزئياً
    لقد صدق عزيزنا آدروب أن لو مشى أخواننا الجمهوريون ذات خطواتك من ( المراجعة وإعادة التفكير في الكثير مما صار عندهم من الثابت ، و المأثور .. ) و النظر ( إيجابياً ) للأسئلة ( الحامضة ) التي تأتيهم كـ Feedback من أمثالنا ، لو مشى أخواننا الجمهوريون هذا الطريق لربما شهدنا واقعاً مختلفاً للفكرة....

    لكن لا أدري .. إذ ربما هم مساقون سوقاً للوقوف في تلك المحطة مساعدة للقدر لإنفاذ مشيئة قد حق عليها القول


    كما بدأت أختم

    وإذ سعدالمشاركون بعودتك عزيزنا الصديق فإن سعادتي كانت مضاعفة
    أرجو أن تجد على الدوام في كلماتي تحريضاً يسوقك لنظم ما يشحذ العقول ويزيل كسلها ويعمرها بالرؤى الحصيفة
                  

06-13-2014, 08:35 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    على لا أذهب بعيداً إن أوردت مداخلة أخرى في تاريخ مختلف برؤية قريبة للأخ الصديق محمد عثمان أبو الريش ( ذات المصدر أعلاه )
    Quote: لقـد كشفت أحداث الجمعـة الثامن عشــر من ينايـر من عام 1985، خللا كبيـرا فى ســلوك الجمهـوريين، وفشــلا فى أتخاذ القرار البديهى والمنطقى الذى يتخـذه أبسـط الناس فى مثل تلك الظروف.
    وبالعاميـة الســودانيـة، لو فى شلــة سكــر ما بخلو صاحبهـم يواجـه الموت ويفوتو منـو، دع عنك أن يكون هـذا الصاحب هـو من كانوا يطأطئون له الرؤوس قبل سـاعـات من إعدامـه، دجلا ونفاقـا.
    وأنا هنا أتحدث عن من كان فى يـده الأمـر والمقـدرة فى أن يحرك الجمهـوريين الذين كانوا مستعـدين للتحرك فى أى إتجاه فى سبيل إبقاء الثورة مشتعلـة.. فى حديث الفـداء الذى كان أخـر حديث للأستـاذ محمـود، والذى يعيـد نشــره هنـا الأخوان، كان الأمـر واضـح من أن الجمهـوريين عليهـم فدايـة الشعب، وقبل أيام قلائل من حديث الفـداء، قال لهـم أنهـم عليهـم فداء الشعب، حتى لو صـاروا كعصف مأكول.. هـذا ما قاله لهـم.. وتركهـم عليـه.. كانت هناك القيادة - الضبـاط الثلاثـة.. وكان هناك الصف الأول والثانى من القياديين الذين لم يكن لأحـد أن يعصى لهـم أمـرا.. وبالرغـم من ذلك نشطت حركـة ( الإجتهـاد فيمـا فيـه نص)، وتركوا واجبهـم فى مواصلـة دعوتهـم.. بل عصـوا التوجيهـات المباشـرة فى حديث الـفــداء أن يفدوا شعبهـم ويكونوا مستعـدين لكل أنواع البلاء.. بل الأنكى من ذلك، هـو أن العصيـان قـد بدأ قبل أن يغادر الأستـاذ حراسـات أم درمـان الى سجن كوبـر.. فقـد كان توجيـه الأستـاذ محمـود للأستـاذ سعيـد الطيب شايب رحمـه الله، هى أن يعود الجمهـوريون فى مسيــرة ذاكـرة مثل ما جاؤوا.. ولما بلغـه أن الأستـاذ سعيـد
    أمـر الناس أن يعودوا فرادى بوسـائل المواصلات المختلفـة قال: "بالله سعيـد قال كـدا؟!!".

    ولكن الســؤال الأن: هل كانت هـذه هى المشكلـة، أم أنها كانت ظاهـر المشكلـة وأعراضهـا.. لماذا استسلـم الجمهـوريون بهـذه الســرعـة المذهلـة؟ كيف كان هـذا السقـوط فى أول أختبار عملى للتحقيق..
    لقـد سمعت مـرة الأستـاذ يقول أنه زار قبـر الخليفـة عبد الله، فرأى فيـه نورا.. وقال فى الحقيقـة أن أخطـاء الخليفـة مســؤول عنهـا المهـدى، لأن هـذه كانت هى تربيـة المهـدى.. بمعنى أن الخليفـة لم يكن باستطاعتـه عمل شئ فى النظام الذى تركـه المهـدى.. وبالرغـم من مبدأ المسـؤوليـة الفرديـــة، ولكن طبيعـة المهـديـة العسكـريـة تؤيـد حديث الأستـاذ، لأن فى العسكــريـة لا نقاش وإنما أوامـر تسمـع فتطـاع، وهـكذا كانت المهـديـة.
                  

06-13-2014, 08:40 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: لكن لا أدري .. إذ ربما هم مساقون سوقاً للوقوف في تلك المحطة مساعدة للقدر لإنفاذ مشيئة قد حق عليها القول
                  

06-13-2014, 08:41 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سوف أعود بحول الله للحديث عن أمر الإنزواء فقد أليل ليلنا
                  

06-13-2014, 08:44 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات حبيبنا صلاح فقير
    Quote: عاطف،
    تحياتي ومودتي!

    ومتابعووون!

    تسعدني متابعتك
    وأسعد أكثر بمشاركتك
                  

06-13-2014, 10:04 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا باشمهندس عاطف، وشكرا لإعادة طرح هـذه المواضيع الهامـة، وأحيى فيك إهتمامك بأمر الجمهوريين والأستاذ محمود، فهو (من عنديكم) قبل كل شئ.

    بالنسبـة لمايو، ولو جاءت مايو اليوم بما جاءت به عام 1969 لوجدت تأييدى أيضا.. لأنها كانت حتى عام 1983 حكومة أوتوقراطية غير مذهبيـة..
    وكانت دكتاتورية عسكرية مقابل دكتاتورية الطائفية وحليفها جبهة الميثاق.. ثم لو نكصت وأتت بباطل قوانين سبتمبر لعارضتها بذات القوة أيضا.. فما هى المشكلـة؟
    أنظر كيف المعارضون اليوم يتطلعون لعسكرى وطنى يقوم بإنقلاب ويزيح هـذا الكابوس، هل ترفع راية المعارضة لو قام ضابط مغامر اليوم بإنقلاب وأعلن نهاية
    عهـد الأخوان المسلمين وأعلن حالة الطوارئ؟ شوف المعارضين كن كل المشارب يؤيدون خطوات السيسى فى مصر.. لكن نفس هؤلاء لو تبنى السيسى غدا نهج الأخوان المسلمين فسوف يعارضونه.
    من هنا ترى ان الأستاذ محمود لم يؤيد النميرى فى بدايته، ولم يعارضه فى نهاية عهـده، وإنما أيـد الحيلولة دون تمرير ما سمى الدستور الإسلامى فى الجمعية التاسيسية
    الذين كان فى قراءته الأخيرة عشيـة الخامس والعشرين من مايو.. نفس دستور 2005!!! ثم عارض النظام حين غير توجهه وإحتضن الترابى فى القصر وبدرية سليمان وابوقرون
    وما عارف شنو تانى.. مجموعة من الدراويش والمشعوذين وأعلنوا قوانين سبتمبر. هنا لم يجبن ولم ينزوى، وإنما أعلن عليه الحرب.
    هل فدى الأستاذ الســـودان؟ الإجابة عندى نعــم.
    والأستاذ، وكل شهيـد، يفدى قومه فى عهـده وفى جيله.. والصوفية الذين اتيت بذكرهم، فدوا قومهم. والأستاذ حين فدى الشعب، بأن كسر حاجز الخوف، فإنهمرت الجماهير
    غير هيابة وأودت بعهـد النميرى فى أقل من ثلاثة أشهـر، فهو غير مســؤول عن إيجاد حلول لعهود تأتى من بعـده.. لكل عهـد رجال، أين هم الان؟ وحين فدى شيوخ الصوفيـة
    الناس من الأوبئة، فإن الأوبئة تعود فى عهود اخرى لها رجال عليهم القيام بواجب الفداء.. فهـذه عملية دايناميكية و مستمرة إستمرار الحياة..

    فيما يختص بالجمهوريين.. وفى ذات الجلسـة التى نقلها ياسـر، وكنت ضمن الحضور.. الأستاذ قال بالحرف (أفدوا شعبكم).. فمن منهم فدى اشعب؟ لا أحد، ومن الإتكال ولا اقول الجبـن أنهم أصدروا فتاوى وتفاسيـر لتبرير تقاعسهـم عن الفداء.. ثم عن الحركة العامـة.. وصاروا شلليات يلوكون بعض الإنشاد وأحاديث الأستاذ بعـد أن افرغوها من روحها ومحتواها.
                  

06-13-2014, 10:04 PM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    ايضا
    متابعة
    مصحوبة بالتحيات العطرات والشوق المطر
                  

06-13-2014, 10:22 PM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    العزيز عاطف

    شكرا علي الخيط وسنساهم معك في طرح الاخوة الجمهوريين والطرح القائم علي (النبيشة) بمعني ادق ان الاخوة الجمهوريين ينبشون في القضايا الخلافية ذات الطابع الذي يجد فيه معظم المسلمون انفسهم في مازق استيعاب النصوص ... ولا يقدم الاخوة الجمهوريون اي حلول لتلك القضايا ويكتفون فقط بعملية (النبش) ويقولون للناس اقرأوا كتب محمود!!!

    وعند القراءة لا تخرج باي شئ ... نعم اي شئ !!! الفكرة ببساطة ضربت حولها هالة من الظنية المتقدمة متمثلة في الحلول المعرفي لاعضائها وهو سياج ضربه بعض النخب لما لحظه من الالتزام الجماعي والنصي للاخوة الجمهوريين بفكرتهم وقائدهم ... حتي ان الفكرة انغلقت عقب التغيييب القهري لمخرجها للوجود الاستاذ محمود وفي ظني ان كتب الاستاذ محمود لو خضعت لمزيد من التحليل والنقد من غير (النبيشة) سنجد انها اقرب لجنس الكتاب الاخضر المعروف من الكتب التي تطرح فكرا وتقدم حلول
                  

06-14-2014, 08:17 AM

عبدالرحمن الضريس

تاريخ التسجيل: 01-18-2004
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Elsanosi Badr)

    الاستاذ / عاطف

    تحية طيبة

    اسمح لي ان اشكرك على السؤال , وسوف احاول ما استطعت الاجابة..

    اولا احب توكيد ان من شروط الداعية فى الفكرة الجمهورية , ان يكون الداعى من سعة الصدر بحيث يألف ويؤلف حتى من خصومه ,
    فاذا ضاق كائن من كان من المتحاورين معك , او مع غيرك , يكون قد حاد عن هذا الشرط ..

    ذكرك الطيب للسادة الصوفية , يجعلنى على ارضية مشتركة معك , تجعل الحوار سهلا , فامر الفداء ثابت عندهم , واحب ان اورد ما تيسر
    من القرآن الكريم , مثل قوله تعالى : ( وتركنا عليه فى الاخرين ..) تعنى تم فداء سيدنا اسماعيل عليه السلام , ومن بعده من الابناء .. وفى
    صورة معكوسة , شدد على اليهود بظلم بعضهم كما ورد فى قوله نعالى : (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم ..)
    عشت , وحضرت تلك الايام التى تحدث فيها الاستاذ محمود عن الفداء وحسب فهمى تم فداء الشعب السودانى من نظام مايو والذى وصل الى
    حد من السوء اصبح التخلص منه يماثل التخلص من الوباء .. هل عندما فدى بعض السادة الصوفية اقوامهم من الاوبئة , دل ذلك الفداء
    على عدم حدوثها مستقبلا ؟ وعندما تم فداء سيدنا اسماعيل عليه السلام هل توقفت هذه الظاهرة والى الابد ؟
    المكان لولبى , والزمان كذلك , فهو يعيد نفسه بصورة تشبه سابقنها مع بعض الاختلاف , فمصير المجتمع الجمهورى مواجهة الهوس الدينى , عاجلا,
    او آجلا ..
    تأييد الاستاذ محمود لمايو هو بمثابة اخف الضررين , وانت ترى ان مايو عندما رجعت القهقرى , الى نقطة الهوس الدينى , خرج الاستاذ محمود
    ومعه الجمهوريون الى مواجهتها فى العلن ..
    ليس فى الوجود صدفة , عند الموحدين , وقوله تعالى : ( انا كل شئ خلقناه بقدر ..) يعنى ذلك , فذهاب مايو ارتبط باغتيال الاستاذ محمود حتى ان
    السبب الرئيس فى انتفاضة ابريل كان ذلك الحدث ..
    الاستاذ محمود وحده الحجة على الفكرة الجمهورية , ومن بعده الاخوان والاخوات يصورة فردية , فانا مسئول عن كل صغيرة وكبيرة تلينى من امر
    الفكرة الجمهورية ..
                  

06-14-2014, 07:30 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات الصديق العزيز أبو الريش
    وشكري الجزيل للمداخلة الضافية
    Quote: فيما يختص بالجمهوريين.. وفى ذات الجلسـة التى نقلها ياسـر، وكنت ضمن الحضور.. الأستاذ قال بالحرف (أفدوا شعبكم).. فمن منهم فدى اشعب؟ لا أحد، ومن الإتكال ولا اقول الجبـن أنهم أصدروا فتاوى وتفاسيـر لتبرير تقاعسهـم عن الفداء.. ثم عن الحركة العامـة.. وصاروا شلليات يلوكون بعض الإنشاد وأحاديث الأستاذ بعـد أن افرغوها من روحها ومحتواها.

    تقاعس الجمهوريين عن ( أمر ) أستاذهم ، ثم عن الحركة العامة ، ثم صاروا ( شلليات يلوكون بعض الإنشاد وأحاديث الأستاذ بعـد أن افرغوها من روحها ومحتواها )
    هذا هو بالضبط بداية عهد ( الإنزواء ) الذي أشرت إليه في العنوان ...
    سوف أعود إليه بحول الله
    Quote: بالنسبـة لمايو، ولو جاءت مايو اليوم بما جاءت به عام 1969 لوجدت تأييدى أيضا.. لأنها كانت حتى عام 1983 حكومة أوتوقراطية غير مذهبيـة..
    وكانت دكتاتورية عسكرية مقابل دكتاتورية الطائفية وحليفها جبهة الميثاق.. ثم لو نكصت وأتت بباطل قوانين سبتمبر لعارضتها بذات القوة أيضا.. فما هى المشكلـة؟

    الله يفتح عليك يا صديق
    كما المقياس في( التأييد ) هو القوانين والسياسات لا الأشخاص
    تكون العبرة و المعيار في ( الفداء ) هو تغير القوانين واستبدال السياسات
    كما قلت في ردي على الصديق د. الأبوابي
    Quote: هل الحكمة في ( زوال ) الأشخاص والنظام فقط أم في زوال ( السوء ) المرتبط بالنظام والمؤسسات وبالأشخاص ؟؟

    السوء الموجود الآن وفي أى مجال إقتربت منه ( وحدة أراضي ، تعليم ، صحة ، مكانة دولية ، إنسان .......... ) يفوق آلاف المرات السوء الذي كان موجوداً أيام مايو ... لا أظنك تختلف معنا ... ( إنت إيدك في النار )
    أو ( يا حليل مايو )

    أى فداء ذاك الذي تكون نتيجته بلد يتقسم أجزاء مبعثرة وفساد يستشري وذمم تباع وتشترى وأعزاء يذلون ؟؟؟؟؟
    وفي هذا فلن نلتفت لأحاديث المعارضة ( المغرضة ) وسوف نورد أحاديث ( الجمهوريين ) فقط إن إستدعى النقاش ذلك ..
    الصوفية لم .... ولا يعملونها ( نية ) أبداً ......إن فدوا فإنه الفداء .... لا يعود الوباء من حيث تم الفداء .... وحتى الآن نقول في عاميتنا ( أرح أرجى الله في الكريبة ) ..... ولا أظنها خافية عليك قصة الشيخ ود كنان
    وطالما إتفقنا بأن الفيصل الذي حددته له هو ( قوانين سبتمبر 83 ) فهل بموت الأستاذ محمود تم إلغاء قوانين سبتمبر 83 ؟؟
    لا .... وألف لا فلا تزال أحكام الردة والقطع سارية ....
    وعلى مر الحكومات المتعاقبة ظلت قوانين سبتمبر باقية .... بل ونزيدك من الشعر بيت ظل ( وزراء نميري ) يتوافدون على كراسي وزارات حكومات ما بعد نميري ... وحتى هذا العهد
    فهل كانت المشكلة في جعفر نميري كـ ( شخص ) ؟؟
    ودعني أزيدك أكثر وربما يكون الطرح الآتي غريباً
    إن كذب نميري في كل شئ ، فإن الشئ الذي صدق فيه هو قوله في لقاء تلفزيوني لقناة أبوظبي الفضائية - سمعته بنفسي - ( قوانين الشريعة دي خازوق أنا العملتو وأنا الوحيد البقدر ألغيهو ..... )
    يعني باختصار وقد ( عجز ) الجميع عن إلغاء هذه القوانين فإن في ( بقاء ) نميري في الحكم كان أملاً لإلغاء هذه القوانين .... وفي هذه نحن نسترجع تقلباته طوال مسيرته من أقصى اليسار لأقصى اليمين دون أن يرف له جفن
    وحتى لا يساء فهمنا فنحن هنا لسنا في مقعد ( تأييد ) لكننا في مقعد ( تحليل ) لواقع عايشناه
    وبهذا الفهم أيضاً يكون أمر ( الفداء ) المزعوم خال من أى دلالة
    Quote: أنظر كيف المعارضون اليوم يتطلعون لعسكرى وطنى يقوم بإنقلاب ويزيح هـذا الكابوس، هل ترفع راية المعارضة لو قام ضابط مغامر اليوم بإنقلاب وأعلن نهاية عهـد الأخوان المسلمين وأعلن حالة الطوارئ؟

    قالها في العام 1985 المتصوفة ( الحقيقيون )
    كنت شاهد عيان .....
    وفور إذاعة سوار الدهب لبيانه ذهب أحد الأخوان لشيخه يبلغه بأن عهد نميري قد إنتهى وببسمة حانية رد عليه الشيخ العارف

    " ح يجي يوم يفتشوا ليهو ما يلقوهو ........ "

    ديل يا صديقنا هم البينظروا بعيد .... بعيد

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-14-2014, 07:34 AM)

                  

06-14-2014, 09:45 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: إذاً وبحسب الأستاذ محمود فإن
    الصوفية الذين هم سلف الفكرة الجمهورية.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء
    الشيخ الرفيع قال: المرض بنتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب.. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى! ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى..
    السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء..
    مات الشيخ طه والمرض انتهى..

    والحال هكذا ألا يحق لنا أن نتساءل

    مم فدا الأستاذ محمود محمد طه الشعب السوداني بموته ؟؟


    الأخ والصديق/ عاطف عمر
    تحية طيبة
    اولا تشكر جزيل الشكر علي هذا الاهتمام بالفكرة الجمهورية بصفة عامة، وبشأن الجمهوريين بصفة خاصة، وعن نفسي لا اعتقد انني امتلك القدرة علي الوفاء لك بهذا الاهتمام.
    يا صديقي..
    الموضوع الذي طرقته في خيطك في واقع الامر شكل ولا زال يشكل ركنا ركينا في مسيرة الحياة ككل علي ظهر هذا الكوكب، وفي العلم المادي، والفكر الديني علي حد سواء، ففي صوره المتقلبة المتعددة نجده عند الحيوانات التي تتشارك الحياة معنا علي هذا الكوكب يتم بشكل يومي لها فيه طقوس متواترة تكاد تصل حد الانتخاب (الجواميس البرية علي سبيل المثال) مستمرة حتي يومنا هذا، ومع هذا لم ينتهي التقتيل في قطعان الجواميس بصورة نهائية، كما نجده في العلم المادي متوشحا ثوب التجارب المخبرية علي الحيوانات مثل الفيران والقردة وخلافها مما تحفل به المختبرات، فهذه الحيوانات تشكل نوعا من القرابين فداءا لبني البشر، فلو ان هذه التجارب اجريت ابتداءا علي البشر لكان الموضوع اخطر واجل منه في الفكر الديني، كما ان الفداء شكل ركنا تعبديا هاما في الفكر الديني بصورة عامة، وفي الدين الاسلامي بصورة خاصة، ففي الادين السابقة للاسلام كان الفداء يتم بتقديم القرابين البشرية للألهة المتعددة لينال المجتمع المفدي رضا الالهة وتتم البركة ويرفع البلاء، وفي بعض الديانات المصرية القديمة كان القربان البشري يقدم للنيل برجاء الفيضان وهكذا، وفي الاديان التوحيدية كما كان الحال عند ظهور ادم ابو البشر، قدم القربان (لله) سبحانه وتعالي ليحكم فيما شجر بين ابني ادم، فهاهو القرأن يحدثنا عن ذلك بقوله:(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )
    والفداء لا يعني باي صورة من الصور انقضاء موضوع الفداء (سوي كان شكلا من اشكال البلاء المادي او الروحي ) تماما وانما يعني الا يصبح هذا البلاء في شكل وباء مقيم، سواء كان مرضا او عرضا او موضوعا، يعني الذي فدي الناس من السحائي، لم يقضي علي السحائي نهائيا، ولكنه بالتأكيد منعه من التحول الي نوع من الامراض المستوطنة، كذلك الحال بالنسبة لقوانين سبتمبر 83، فالثابت بعد تنفيذ الاعدام علي الاستاذ / محمود لم تعد بنفس مستوي تطبيقها الذي سبق الاعدام، ففي حين ان الفترة قبل الاعدام شهدت تطبيق الحدود بصورة واسعة الجلد حدا للخمر ، القطع من خلاف وقطع اليد عشرات المرات، والاعدام حرابة (الواثق صباح الخير) والاعدام ردة (الاستاذ/ محمود محمد طه) نجد في المقابل ان هذه العقوبات انحسرت بصورة كبيرة وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة. هذا من امر الفداء، والفداء لايعني توقف المسيرة باي حال من الاحوال..
    معليش يا عاطف نسيت اضيف امر في غاية الاهمية وهو:
    (ان الاستاذ / محمود لم يناهض مايو لأمر شخصي بينه وبينها، فليس بينه وبين مايو عداء، وانما ناهضها بصورة ادت الي ذروتها المتمثلة في الاعدام لأمر يهم الدين الاسلامي اولا، والسودان والسودانيين ثانيا.. فقد كان بامكانه ان يلزم الصمت فقط، ويكون بعيدا عن متناول ايدي السلطة.. ولكنه فضل الدفاع عن الدين والوطن والمواطن.. هل هناك شك في هذه النقطة؟) عند ايضاح هذه النقطة سيتضح لنا اذا كان الاستاذ قد فدي... ام لم يفد..
    فيما عدا ذلك فأنني اتفق مع ما روح مداخلة الاخ ابو الريش في عمومها.
    وتقبل مني وضيوفك ارق التحايا

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 06-14-2014, 09:52 AM)

                  

06-14-2014, 10:43 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    مراحب بالأحباب
    السنوسي بدر
    الشفيع وراق
    عبدالرحمن الضريس
    جمال المنصوري

    سوف أعود لكم بحول الله برواقة

    لكني هنا لتثبيت أمر مهم تطرق إليه الأخوان عبدالرحمن والمنصوري
    Quote: الموضوع الذي طرقته في خيطك في واقع الامر شكل ولا زال يشكل ركنا ركينا في مسيرة الحياة ككل علي ظهر هذا الكوكب، وفي العلم المادي، والفكر الديني علي حد سواء، ففي صوره المتقلبة المتعددة نجده عند الحيوانات التي تتشارك الحياة معنا علي هذا الكوكب يتم بشكل يومي لها فيه طقوس متواترة تكاد تصل حد الانتخاب (الجواميس البرية علي سبيل المثال) مستمرة حتي يومنا هذا، ومع هذا لم ينتهي التقتيل في قطعان الجواميس بصورة نهائية، كما نجده في العلم المادي متوشحا ثوب التجارب المخبرية علي الحيوانات مثل الفيران والقردة وخلافها مما تحفل به المختبرات، فهذه الحيوانات تشكل نوعا من القرابين فداءا لبني البشر، فلو ان هذه التجارب اجريت ابتداءا علي البشر لكان الموضوع اخطر واجل منه في الفكر الديني، كما ان الفداء شكل ركنا تعبديا هاما في الفكر الديني بصورة عامة، وفي الدين الاسلامي بصورة خاصة، ففي الادين السابقة للاسلام كان الفداء يتم بتقديم القرابين البشرية للألهة المتعددة لينال المجتمع المفدي رضا الالهة وتتم البركة ويرفع البلاء، وفي بعض الديانات المصرية القديمة كان القربان البشري يقدم للنيل برجاء الفيضان وهكذا، وفي الاديان التوحيدية كما كان الحال عند ظهور ادم ابو البشر، قدم القربان (لله) سبحانه وتعالي ليحكم فيما شجر بين ابني ادم، فهاهو القرأن يحدثنا عن ذلك بقوله:(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )

    وهو أننا لا ننكر الفداء سواء بفهمه الديني أو بتواجده اليومي المادي فهو صدقاً ( يشكل ركنا ركينا في مسيرة الحياة ككل علي ظهر هذا الكوكب، وفي العلم المادي، والفكر الديني علي حد سواء، ففي صوره المتقلبة المتعددة نجده عند الحيوانات التي تتشارك الحياة معنا علي هذا الكوكب يتم بشكل يومي لها فيه طقوس متواترة تكاد تصل حد الانتخاب )
    بل ونؤيد كل الأمثلة التي جاء بها الأستاذ محمود ..... وقد نزيد عليها ....

    لكن ما إلى هذا قصدنا

    ما قصدناه أن الفعل ( السياسي ) الذي قام به الأستاذ محمود من مقاومة لمايو وقانونها لم يكن فداء بالمعنى الذي حدده الأستاذ محمود نفسه وفصله

    غاية الأمر أنه كان موقف سياسي مثله و مثل المواقف السياسية التي قادت زعماء الحزب الشيوعي والأنصار والجبهة الوطنية لمقاصل نميري ....

    أكرر أن معيارنا للفداء هو ما قاله الأستاذ محمود نفسه عن كيفية الفداء ( والأستاذ محمود هو وحده الحجة على الفكرة الجمهورية ) ...

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-14-2014, 11:04 AM)

                  

06-14-2014, 01:40 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    نقطة في غاية الأهمية يربطها أصدقاؤنا الجمهورية بموضوع الفداء
    وتلك النقطة هى الكيفية ( المبتسمة ) التي قابل بها الأستاذ محمود الموت
    وكيف أعطى أصدقاؤنا الجمهورين تلك الإبتسامة ( أبعاداً ) روحية واعتبروها دليلاً على صحة دعوة الأستاذ محمود

    كتبت في ذلك البوست عن هذه النقطة
    أرى أن كثيراً من أخواننا الجمهوريين يربطون بين موقف الأستاذ محمود من مواجهة الموت ( مبتسماً ) وبين ( أصالته وشريعته الفردية ) ...
    أرجو أن أثبت أنني كنت شاهد عيان لذلك اليوم الرهيب وذاك الموقف المهيب
    هو موقف يجل قطعاً عن كل كلماتي ... شجاعة متناهية

    ولكن

    هل الأستاذ محمود هو الوحيد الذي وقف مثل هذا الموقف لتكون دليلاً على ( أصالته و شريعته الفردية ) ؟؟

    التاريخ يحدثنا عن عبدالقادر ود حبوبة وموقفه البطولي في مواجهة الموت
    التاريخ القريب - وشهوده وأبطاله أحياء - يحدثنا عن الموقف البطولي الذي واجه به المقدم بابكر النور الموت في محاكمات مايو للشيوعيين
    العالم كله قد شهد كيف واجه صدام حسين الموت بثبات ....
    بل وأطل على العالم في الأيام الماضية موفق الربيعي الذي أشرف على عملية اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين شنقا، مسجلاً شهادته بأن ( الرئيس الراحل لم يتأثر بالمشهد المروع، ولا بالهتافات الطائفية من قبل بعض الحضور، وأظهر شجاعة نادرة وكان يواجه الجلاد والمقصلة بتحد كبير )

    أقول لك بصدق كبير أنني وقد حضرت ذلك الموقف المهيب لم يكن يدور بذهني غير خيارين لا ثالث لهما

    - الأول هو أن تحدث معجزة تلغي التنفيذ .. هيأنا لذلك ركن النقاش الذي أقامه الأستاذ دالي في الجامعة ليلة التنفيذ وتحدى أن يقدر أحد يتصرف في الأستاذ وختم بقوله " كما يقول الصوفية دي مركب وإنطلقت وغير مكة ما في فكا "

    - الثاني هو أن يواجه الأستاذ محمود الموت بهذه الطريقة... فلم يكن من الممكن أبداً لرجل عاش مثل حياته متحدياً الجميع أن ( ينكسر ) في آخر أيامه

    تلك خصائص شخصية عرفها أهل رفاعة في الأستاذ محمود وفكرته الجمهورية الدينية كانت في رحم الغيب
    تماماً كالخصائص الشخصية التي مكنت ود حبوبة وبابكر النور وصدام حسين من مواجهة الموت بنفس الشجاعة "

    ثم عدت في ذات البوست مؤكداً

    " حاشا لله يا عزيزي أن نرخص عزيزاً
    أقول لك كما قلت في متن هذا البوست أن محمود محمد طه ( الإنسان ) لم يكن ليقف موقفاً غير الذي وقفه ولم يكن ليواجه الموت بطريقة مختلفة عما رأينا أياً كانت الزاوية التي يقف فيها
    سواء كان ( أستاذاً ) لتلاميذه الجمهوريين
    سواء كان ( شيخاً ) سلفياً
    سواء كان ( جنرالاً ) عسكرياً
    تلك خصائص شخصية نعرفها عنه من آبائنا وكبارنا
    أقول نعرفها ونقدرها مهما كان خلافنا مع ما أتى به "







    "
                  

06-14-2014, 03:10 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote:
    ما قصدناه أن الفعل ( السياسي ) الذي قام به الأستاذ محمود من مقاومة لمايو وقانونها لم يكن فداء بالمعنى الذي حدده الأستاذ محمود نفسه وفصله
    غاية الأمر أنه كان موقف سياسي مثله و مثل المواقف السياسية التي قادت زعماء الحزب الشيوعي والأنصار والجبهة الوطنية لمقاصل نميري ....


    إذا يا باشمهندس موضوع إهتمامك الرئيسى هو الفـداء.
    وما قام به الأستاذ محمود لم يكن عملا سياسيـا بالمعنى المعروف للسياسـة.. لأن هدف الساسـة هو الحكم والسلطـة، حين الأستاذ والحزب الجمهورى لم يشاركوا
    في أي انتخابات منذ الإستقلال، وما كان أسهل ان يتحالفوا مع أي حزب على الأقل ليحصدوا الوزارات.. بل لكان النميرى أسعد انسان لو تحالف معه الأستاذ
    مثلما فعل الصادق والترابى في السبعنات.. بل الأستاذ قال لتلاميذه أنتم معلمون، والهدف هو ملئ ساحـة توعيـة الشعب التي انصرف منها الاخرون للسياسة
    والمناصب.. وقال "الشعب السودانى لا تنقصه الأصالة، وإنما تنقصـه المعلومات الوافيـة، وقد تضافرت شتى العوامل لتحجبه عنهـا" .. إذا الأستاذ نذر نفسه
    ووظف وقته لنشر الوعى ومحاربـة التغييب والإرهاب الفكرى لحفظ العشب في بوتقـة الجهل والخوف.
    ولا يمكن مقارنة موقف الأستاذ بمواقف السياسيين طالبى السلطـة، فهو بعد تلك الندوة المذكورة التي أعلن فيها الحرب على النميرى وشريعته، لم يختفى، وإنما أقتيـد
    من منزله الذى عقدت فيه الندوة، حين أعتقل الاخرون من المخابئ .. وحين أذل القضاة وزعيمهم داخل المحكمة، حين حاول الاخرون الدفاع عن أنفسهم.. البون
    شاسـع يا باشمهندس.. لأن موقف الأستاذ نابع من تحقيق دينى ومصالحة مع النفس..
    أما مفهوم الفداء، فأكرر لك نقطـة لم تتوقف عندها.. هي أن الفداء من الرجل لقومه الذين يعاصرونه، وليس مسؤولا عن بقيـة العصور.. وبعد إعدام الأستاذ لم تقطع
    يد حتى زوال حكم النميرى وفى كل عهـد الإنتفاضـة، ثم في هـذا العهـد (على الأقل لم تكن مجزرة مثل ما كانت في عهد النميرى).. رغم وجود نصوص قوانين سبتمبر..
    ورغم ذلك كله، فإن الرجال المعاصرين هم المسؤولون عن فداء شعوبهم.. ركز على هـذه النقطـة..
    لو في جمهوريين معينين عندهم مفاهيم عن الفداء وتفسير كلام الأستاذ عن الفداء، بأنه فدى العالم والى الأبد.. فلا تستطيع قفل أفواه الناس.. الناس دائما بتتكلم تعمل ليهم شنو
    زى جحا وولده والحمــ ـار.. فقط خذ حديث الأستاذ في إطاره بدون تاويلات وبدون إخراجه من إطاره.. ولو الأستاذ هو الذى فدى الناس الى الابد فما معنى قوله لهم "أفدوا شعبكم"؟

    تحياتى
                  

06-15-2014, 03:40 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Abureesh)

    Quote: نقطة في غاية الأهمية يربطها أصدقاؤنا الجمهورية بموضوع الفداء
    وتلك النقطة هى الكيفية ( المبتسمة ) التي قابل بها الأستاذ محمود الموت
    وكيف أعطى أصدقاؤنا الجمهورين تلك الإبتسامة ( أبعاداً ) روحية واعتبروها دليلاً على صحة دعوة الأستاذ محمود


    الصديق / عاطف عمر
    تحية طيبة
    من وجهة نظر شخصية اعتقد ان العبارة الصحيحة هي ( واعتبروها دليلا علي صحةادعائه)
    لأن صحة دعوته مستمدة من القرأن وسنة النبي، وهي دعوة الي تقليد سيدنا محمد تقليدا دقيقا.. اما ادعاؤه فهو (اصالته) وفرديته في عبوديته لربه تمثلت في الرضا التام بارادة الله والاستيقان من انه خير محض الذي ختم به المواجهة، تحقيقا لما قال به اكثر من مرة:

    Quote: وحين تطلع النفس على سر القدر ، وتستيقن أن الله خير محض ، تسكن إليه ، وترضى به ، وتستسلم وتنقاد ، فتتحرر عندئذ من الخوف ، وتحقق السلام مع نفسها ، ومع الأحياء والأشياء ، وتنقي خاطرها من الشر ، وتعصم لسانها من الهجر ، وتقبض يدها عن الفتك ، ثم هي لا تلبث أن تحرز وحدة ذاتها ، فتصير خيرا محضا ، تنشر حلاوة الشمائل في غير تكلف ، كما يتضوع الشذا من الزهرة المعطار.

    ذلك ما كان من امر ادعائه..
    اما بخصوص هذه الجزئية:

    Quote: التاريخ يحدثنا عن عبدالقادر ود حبوبة وموقفه البطولي في مواجهة الموت
    التاريخ القريب - وشهوده وأبطاله أحياء - يحدثنا عن الموقف البطولي الذي واجه به المقدم بابكر النور الموت في محاكمات مايو للشيوعيين
    العالم كله قد شهد كيف واجه صدام حسين الموت بثبات ....

    اعتقد ان المقارنة بهذه الطريقة فيها ظلم للطرفين، ودعني اختصر الاسباب التي تدعوني الي ذلك في سببين رئيسيين وثالث فرعي:
    - ان الأمر ليس امر شجاعة في مواجهة الموت، انما رضا بالموت (ابتسامة في وجه الموت) وهذا فرق كبير بين الشجاعة والرضا.
    - اختلاف المذهبية: هؤلاء الابطال الشجعان الذين ذكرتهم، يؤمنون بالتغيير المصحوب بالقوة والعنف. والاستاذ/ ينتمني الي يؤمنون بالتغيير السلمي المصحوب بالقوة من دون عنف، وده بيشكل جوهر الاختلاف بين الموقفين.. فالثوار الذين يؤمنون بالتغيير المصحوب بالعنف، فالقتل والموت واقع يتعاملون معه بصورة تكاد تكون شبه يومية، مما يساهم في كسر حاجز الخوف منه، كما ان لهم قاعدة اشتباك اساسية تتمثل في (الكر) و (الفر) وهي قاعدة تجمع النقيضيين، حقيقي ان انصار هذه يخافون من الموت، لكنهم في نفس الوقت يتهربون منه ما امكن علي قاعدة (الفر) .
    كما ان تعامل هؤلاء الثوار مع الموت بشجاعة موقف فرض عليهم بالغدر والوشاية من المقربين، فالشيوعيون بما فيهم الشهيد / بابكر النور، تعرضوا للغدر خصوصا من نظام القذافي، والشهيد/ عبد القادر ود حبوبة تمت الوشاية به من قبل بعض المواطنين.. اما الرئيس / صدام حسين، فقد اختبي من المون في حفرة في باطن الارض ما قدر له ان يختبي، حتي تمت الوشاية به من حارسه الشخصي.. هنا تكون مواجهة الموت علي قاعدة:
    إذا لم يكن من الموت بد *** فمن العار أن تموت جبــــــــــانا

    في المقابل فأن الاستاذ/ محمود، اخذ زمام المبادرة فهو لم يكن مطلوبا ولم يتعرض للوشاية، وانما تصدر المواجهة علي يقينه ب (الرضا بالله) ظاهرا وباطنا، وذلك من واقع دعوته واداعائه، وقد سبقت هذه الابتسامة علي المشنقة كلماته للحاكم والقاضيء والمحكمة التي كانت ابلغ من الطعان واقوي من الطلقة، للدرجة التي لم تخفي علي كل المشاهدين، في الاضطراب الواضح الذي صاحب اذاعة قراري الريئس نميري، وقاضي الاستئناف وهما يتلوان قراري محكمة الاستئناف وتأييد الرئيس لحكم الاعدام..
    الامر الثالث: هو ان اولئك الابطال الثوار لم يكن لهم خيار سوي الموت، اما في حالة الاستاذ/ فقد كان هناك اكثر من خيار غير الاعدام، واختار الشهيد الاستشهاد.. ده بصورة مختصرة في امر المقارنة.
    وتقبل مني تحياتي مرة اخري

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 06-15-2014, 03:42 AM)

                  

06-15-2014, 03:49 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    الدكتور عمر القراى يحدثنا عن واقع اليوم ، ذلك الواقع الذي قدم الأستاذ محمود نفسه فداء لنصل إليه
    Quote:
    06-15-2014 12:35 AM
    د. عمر القراي

    (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) .. صدق الله العظيم
    حين قامت حكومة الأخوان المسلمين، بضرب طلاب المدارس بالرصاص، وقتلتهم بلا رحمة، وسفكت دماءهم الزكيّة في شوارع الخرطوم، في سبتمبر الماضي، حتى بلغ عدد الشهداء حوالي ثلاثمائة شهيد، إستنكر ذلك الفعل ال########، كل صاحب ضمير حي، واحتج عليه كل مواطن كريم، حتى أن بعض الذين كانوا أعضاء في تنظيم الأخوان المسلمين، وفي حكومته، وشاركوها ما دون ذلك من جرائمها في حق الدين، وفي حق الشعب، لم يحتملوا تلك الجريمة البشعة، فخرجوا على تنظيمهم، وكونت مجموعة منهم حزب الإصلاح، وكونت مجموعة أخرى حركة التغيير، وأعلنت حركة " سائحون" خرجوها السافر، ونقدها اللاذع للحكومة، ######ريتها من دعاوى التضليل باسم الدين.
    وقبل ان يغتصب الأخوان المسلمون السلطة، كان لهم حضور مؤثر في الجامعات والمعاهد العليا، وكان الإتجاه الإسلامي، كثيراً ما يكسب الإنتخابات، ويشكل الإتحادات. ولكن بعد أن اصبحوا حكومة، وفقدوا بريق المعارضة، بدأت حركتهم تضعف. وكانوا في البداية يقيمون النقاش، ويتحدثون عن ما بنت حكومتهم من كباري، وسدود، كإنجازات، ولكن هذه الحجج، لم تقو أمام نقد التنظيمات الأخرى، التي تطرح ما حل بالبلد من غلاء، تحسه كل أسرة، وما حدث لقادة تنظيم الأخوان المسلمين، من ثراء فاحش وسريع. ثم بدأت حكومة الأخوان المسلمين، تصفي الجامعات من الأساتذة ذوي الكفاءة، وتضع في مواقعهم، من كانوا تلاميذهم من الأخوان المسلمين من باب "التمكين" !! وتميز الطلاب من الأخوان المسلمين الذين تخلفوا أكاديمياً، بحجة أنهم جاهدوا في الجنوب، فتنقلهم من مرحلة الى مرحلة دون إمتحان !! ثم ألغت الداخليات، ورفعت تكلفة التعليم الجامعي، وعزلت أبناء الفقراء، وأبناء الريف عن التعليم الجامعي، وقبلت كوادر الأخوان المسلمين، لتزيد من أعدادهم في الجامعات، وإن لم تؤهلهم درجاتهم للقبول !!
    وهكذا وضعت السياسات، لإضعاف التعليم العالي، وتمكين الأخوان المسلمين من السيطرة على الجامعات.. ولكن كل هذه السياسات فشلت، وفقد الأخوان المسلمون الإتحادات، وتزامن ذلك مع تصعيدهم للحرب بواسطة الجنجويد في دارفور، وحرقهم القرى الآمنة، وتشريدهم للمواطنين البسطاء. فقام أبناء دارفور بتصعيد المعارضة في الجامعات، دفاعاًً عن أهلهم، ثم تبعهم أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق .. في هذه الأثناء، تصاعد الصراع بين الأخوان المسلمين على غنائم السلطة التي نهبوها، فأنقسموا الى المؤتمر الوطني والشعبي، وكادوا لبعضهم البعض، وأنقسم طلابهم أيضاً.. وضعف صوتهم في الحوار، خاصة عندما صار ممثلي المؤتمر الوطني، يسبون المرشد نفسه !! وانحاز الطلاب من الشعبي الى المعارضة، ولم يعد طلاب المؤتمر الوطني قادرين، على وصف كل المعارضين للحكومة، بالكفر والشيوعية !!
    وكلما زادت أخطاء حكومة الاخوان المسلمين السياسية، وزاد إشعالها للحروب، وتشريدها للمواطنين، كلما تكشف فساد قادتها، ونهبهم للمال العام، فظهرت تقارير المراجع العام، تؤكد الفساد. وكان في ذلك قاصمة ظهر للطلاب من المؤتمر الوطني، الذين اضطروا لأن يوقفوا نقاشاتهم في الجامعات، لعجزهم عن الدفاع عن تهم الفساد. وبدأ الطلاب الصادقون يخرجون من المؤتمر الوطني، حين تأكد لهم أن الحكومة في قمتها تحمي الفساد، خاصة، بعد أن اجتمعوا بالسيد رئيس الجمهورية، ووعدهم بمحاربة الفساد، ثم ما حدث هو زيادة إنتشار الفساد. وحين وضح لحزب المؤتمر الوطني، أن أمانة الطلاب بالحزب، عاجزة تماماً عن إيقاف معارضة الطلاب، وأن الجامعات بدأت تقود المظاهرات للشارع، أبعدوها تماماً، وحولوا أمر الجامعات لجهاز الأمن، وأعطوه أوامر بالتدخل في الجامعات، والبطش بأي مجموعة، تقوم بأي نقاش، مهما كان نوعه، ما دامت لا تنتمي للمؤتمر الوطني!! ثم الزعم بأن الذين قاموا بضرب هؤلاء الطلاب بالسيخ، والسواطير، والسكاكين، هم طلاب المؤتمر الوطني. ولم يتردد رجال الأمن، والمشاركين معهم من طلاب المؤتمر الوطني، بضرب كل الطلاب، بما فيهم من كانوا بالأمس إخوانهم في الدين والحزب !! ولا أعني طلاب المؤتمر الشعبي، بل الطلاب المنتمين لحركة الإصلاح، التي يقودها د. غازي صلاح الدين فقد جاء (بسم الله الرحمن الرحيم. بيان هام : ظللنا ننافح الاخرين من مبدأ السلم والحوار ولكن ايادي الخبث التي تحركها العقول الصغيره والمتحجره تعمل على وقف هذه الروح وهذا ماحدث من اعتداء طلاب المؤتمر الوطني وجهاز الامن على منبر حركه الإصلاح الآن بجامعة الخرطوم قبيل سويعات ، حيث استخدم طلاب المؤتمر الوطني وافراد الامن الملتوف والسيخ . لكن عزيمة وصمود طلاب حركه الإصلاح الآن ارجعتهم خائبين يجرجرون اذيال الهزيمه والخيبه عليه نؤكد ان هذا السلوك الصبياني لطلاب الحزب الحاكم ينافي تماماً دعوة الحوار والوفاق ويكرس لعدم الحريه وفقدان العدل لكن لن يضيع حق وراءه مطالب .
    نؤكد صمودنا واستمرار منابرنا التي ستزيل الباطل ليحق الحق . طلاب حركة الإصلاح الآن)(حريات 24/2م2014م). ولقد أدت إعتداءات جهاز الأمن على الجامعات، الى مقتل عدد من الطلاب، إبتداء بطالب كلية التربية، ثم طالب الحصاحيصا، ثم طالب جامعة القرآن الكريم، ثم أخيراً طالب جامعة الخرطوم، الذي ثار الطلاب من أجله، وتبع ذلك إعتداء كبير على الطلاب، مارس فيه جهاز الأمن أبشع صور العنف، والبطش بالطلاب العزل، حتى استنكر ذلك أساتذة جامعة الخرطوم، وأصدروا بياناً يدين تلك البربرية، وقدم مدير الجامعة إستقالته، حتى لا يتحمل مسؤولية إزهاق أرواح الطلاب، وإن كانت الحكومة تحسبه من ضمن بطانتها، وإلا لما أولته هذا المنصب الهام بالنسبة لها. ولعل السبب وراء إرتفاع معدلات العنف الأخيرة خوف جهاز الأمن من انطلاق ثورة يقودها الطلاب بعد ظهور صور الفساد الأخيرة وقضية مكتب الوالي وقضية شركة الأقطان وما نشر في المواقع من أراضي كبار النافذين ثم القائمة الطويلة لأراضي السيد الرئيس وأسرته وأخوانه التي نشرت بمختلف المواقع وقد استنكر ذلك الأمر معظم المواطنين خاصة الذين يعرفون أن اسرة الرئيس كانت جميعها تقطن قبل إنقلاب " الإنقاذ" في بيت متواضع بحي كوبر الشعبي!!
    وكما نزعت حكومة الأخوان المسلمين، أمر الجامعات والمعاهد العليا، من أمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني، وأوكلته لجهاز الأمن، نزعت السلطة العسكرية من الجيش السوداني، الذي عرف بالإنضباط، والمهنية، والشجاعة، منذ أن كان قوة دفاع السودان زمن الإستعمار، وحولت الجيش لتابع لقوات عشوائية، ومليشيات من الجنجويد الجدد، لا معرفة لها بالعسكرية، ولا بشرف المهنة، ولا رعاية لها للوطن، يقودها " بلطجية"، لا يحسن قائدهم القراءة ولا الكتابة !! وبعد أن كان الجيش السوداني يعبر عن النشيد الوطني :

    نحن جند الله جند الوطن
    إن دعا داعي الحمى لم نخن
    نتحدى الموت عند المحن
    ونشتري المجد بأغلى ثمن
    هذه الأرض لنا
    فليعش سوداننا
    علماً بين الأمم

    أصبح هؤلاء " الأوباش"، هم الذين يوجهون الجيش، ويأمرونه بإرتكاب جرائم، لا تليق برجل يحترم نفسه، ومن تلك الفظائع نقرأ (قام الطيران الحكومي بقصف عشوائي لمنطقة تقلي في جنوب كردفان أدى الى مقتل المواطنة أمل عبد الرحمن وتبلغ من العمر 14 سنة وهناء عمر الرشيد وتبلغ من العمر 16 سنة وعوضية حسين وتبلغ من العمر 12 سنة. ولقد ذاع ذلك الخبر يوم 10 يونيو 2014م ووضعت صورة ليشاهدها كل الناس في مواقع مختلفة على الرابط http:www.3ayin.com/detail.php?id=43 كما أظهر نفس الرابط مصرع طفلين في النيل الأزرق بسبب قصف جوي حكومي بعد ان اخترقت قذيفة منزلهما خلال القصف الجوي الذي كثفته الحكومة في الأيام الماضية حين كانت تتحدث في الخرطوم عن الحوار الوطني)(موقع عاين 10/6/2014م). إن هؤلاء الأطفال، الذين قتلوا بلا جريرة، في جبال النوبة، والنيل الأزرق، لم يشاركوا حتى في مظاهرة، كما فعل إخوانهم، من قبل، في الخرطوم، وفي الجامعات المختلفة.. وكانوا يلوذون ببيوت من القش، على سفوح جبال، في مناطق بعيدة عن الحكومة، وعن سلطتها. ولكنها تبعتهم، وقتلتهم، وهم في بيوتهم!! هل تظن حكومة الأخوان المسلمين، أنها بهذه الفظائع، ستكسب الحرب، وتفرض أجندتها على الحركة الثورية، والحركة الشعبية-شمال ؟! لقد قامت الحكومة من قبل بالحرب مع الجنوب، واستعملت الطيران ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان، قبل أن تحطم الجيش، وتوكل أمره للجنجويد، ومع ذلك، وبعد كل الخسائر، إضطرت للجلوس الى طاولة المفاوضات، وقبلت بإتفاقية السلام، بما فيها حق تقرير المصير، ورضيت نتيجة سياساتها الخاطئة، بفقدان الجنوب.
    إن ما تقوم به حكومة الأخوان المسلمين، من قصف للمدنيين في جبال النوبة، وفي النيل الأزرق، تعويضاً عن هزائمها العسكرية، أمام المعارضة المسلحة، في الميدان الحقيقي، تعد من أبشع جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. وإن واجب الأحزاب السياسية، وواجب المثقفين، أن يقلعوا عن مهزلة محاورة هذا النظام، وأن يصروا على نشر جرائمه، وتقتيله للأطفال، وأن يحثوا الضمير الإنساني العالمي، للتدخل لحماية المواطنين السودانيين المدنيين، الذين يقذوا بالطائرات دون أن يشاركوا في الحرب. إن هذه جرائم ضد الإنسانية، ويجب أن تعلم بها الإنسانية، وتتدخل لإيقافها بقوة القانون الدولي. أما الأخوان المسلمون، فإنهم جماعة إرهابية، خائنة، نهبت أموال الشعب، ومزقت وطنه، وهاهي تقتل أطفاله بلا رحمة، فإذا عجز السودانيون عن مقاومتها وإزالتها بالقوة، فلا أقل من مقاطعة الأخوان المسلمين إجتماعياً، وعدم التعامل معهم، وعزلهم عن هذا الشعب الكريم.

    د.عمر القراي
                  

06-15-2014, 06:45 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote:
    ذلك الواقع الذي قدم الأستاذ محمود نفسه فداء لنصل إليه


    لا يا عاطف.. هـذا ليس عهـد الأستاذ، وإنما عهدك وعهدى، ولا يمكن ان نحول تقصيرنا في واجب فداء شعبنا لرجل فدى شعبه في حينه.. لكل زمان رجال.. والأستاذ قام
    بواجبه على أكمل وجه، وواجبنا انت وأنا حماية المكتسبات التي تركها لنا..
    الرجل حين يكدح ويورث أبناءه الميراث فتكون مسؤولية الأبناء وليس الاب المتوفى الحفاظ على الإرث.. ما عارف النقطة دى اوقعها ليك كيف وقد دعوتك أكثر من مرة لنقاشها.
    الأستاذ عمل عمله كرجل مسؤول ومشى.. واجبنا نحن شنو اليوم؟
    الرجاء إعادة قراءة مداخلتى أعلاه..
                  

06-15-2014, 10:56 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامي لجميع الأحباب المتداخلين
    وشكري الجزيل لمداخلاتكم الوضيئة

    كل مداخلة هى محل إهتمامي
    وأود أن أوليها ما تستحقه من تعقيب

    سوف أعود بحول الله
                  

06-15-2014, 11:10 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    حبيبنا الشفيع
    Quote: ايضا
    متابعة
    مصحوبة بالتحيات العطرات والشوق المطر

    مكانك محفوظ في البوست - وقبله في قلوبنا -
    نتوقع منك ما هو أكثر من المتابعة

    والمحبة كما تعرف
                  

06-15-2014, 11:23 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات عزيزنا السنوسي بدر
    Quote: شكرا علي الخيط وسنساهم معك في طرح الاخوة الجمهوريين والطرح القائم علي (النبيشة) بمعني ادق ان الاخوة الجمهوريين ينبشون في القضايا الخلافية ذات الطابع الذي يجد فيه معظم المسلمون انفسهم في مازق استيعاب النصوص ... ولا يقدم الاخوة الجمهوريون اي حلول لتلك القضايا ويكتفون فقط بعملية (النبش) ويقولون للناس اقرأوا كتب محمود!!!

    وعند القراءة لا تخرج باي شئ ... نعم اي شئ !!! الفكرة ببساطة ضربت حولها هالة من الظنية المتقدمة متمثلة في الحلول المعرفي لاعضائها وهو سياج ضربه بعض النخب لما لحظه من الالتزام الجماعي والنصي للاخوة الجمهوريين بفكرتهم وقائدهم ... حتي ان الفكرة انغلقت عقب التغيييب القهري لمخرجها للوجود الاستاذ محمود وفي ظني ان كتب الاستاذ محمود لو خضعت لمزيد من التحليل والنقد من غير (النبيشة) سنجد انها اقرب لجنس الكتاب الاخضر المعروف من الكتب التي تطرح فكرا وتقدم حلول

    مرحباً بك في البوست
    ولعله من حسن التوفيق أن يكون شريكاً معنا في البوست الأخ العزيز جمال المنصوري ...
    أفتح معه جميع ملفاتك .....
    وسوف نسعد بتحاوركما
    هذا بالطبع مع تواجده الذي أرجوه في المساحة الخاصة بي
    جمال رجل لا نزكيه على الله لكنه من الملتزمين بالفكرة الجمهورية المجيدين لأدب التحاور
    أرجو ألا يكون لدى الأخ جمال ما يمنع

    أما عني فللبوست فكرة سوف أجعلها كل غايتي في هذه المساحة
    مع وعد متابعتكما قراءة فاحصة
                  

06-15-2014, 12:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    في محاضرة للأستاذ محمود بالأحفاد جاء:
    Quote: حيا الله ذكرى الأستاذ الجليل، منشئ هذه المعاهد، وطيب ثراه.. فإن معاهد الأحفاد، مجال، كان ولم يزل، من مجالات الفكر الحر.. ولقد كان الأستاذ الكبير الشيخ بابكر بدري طفرة في وقته.. كان يتمتع بقدر كبير من حرية الرأي، ومن التقدم..

    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=29andchapter_id=3
    كان الشيخ الأنصاري بابكر بدري مجاهدا مع ود حبوبة في حملة ود النجومي وكان صديقا له كما أشار لذلك في كتابه (حياتي - الجزء الثاني) فذهب له ناصحا في شأن أسري، ثم فعل ود حبوبة فعلته التي فعا، فعدّ الشيخ بابكر بدري ذلك خيانة وخرج منه غاضبا ولم يره ثانية... جاء في بعض حديث الشيخ بابكر بدري عن ذلك
    Quote: (أجتمعت بعبد القادر حبوبة في أول أبريل 1905م بالكاملين لمعرفتي السابقة له حينما كنا معاً بسرية النجومي بدنقلا وصرص فأخبرني أنه حضر ليدفع ضريبة محصوله من الغلال والقطن بالمديرية رأساً لتحمله من محمد شريف مأمور المسلمية لأنه ساعد أخاه حساناً حبوبة عليه بأن حكم له باستلام بلاده بالحلاوين... فقلت له لا تخاصم من إذا قال فعل واتبع أمره وقلت له الأفضل أن تشكوه للمفتش، قال لي إنه وجد المستر كربيان صغيراً في سنه جديداً في خبرته وأعان حسان شقيقه فنفذ الحكم بواسطة كربيان نفسه، ولم يدر عبد القادر أن كربيان وإن كان صغيراً في سنه فهو كبير في عقله غزير في علمه... وافترقنا ثم لم اجتمع به حتى يوم 25 أبريل 1908م...). ويحكي بابكر بدري كيف أن كلا المفتش والمأمور وصلا في آخر هذا الشهر إلى قرية عبد القادر حبوبة لتسوية المشكلة وكيف أنه أعد خطته تحسباً للنتيجة السالبة حيث عبَّأ جماعته خلف غرفته المبنية من الجالوس "الطين" وأوصاهم أنهم إذا سمعوه صفق يديه ينقضون على من معه من رجال الحكومة فيقتلونهم مهما كان نوعهم وعددهم. وبالفعل دخل عبد القادر مع المأمور والمفتش في مشادة حادة استشاط على إثرها غضباً وصفق بيديه (فهجم جماعته وبدءوا بقتل المأمور الذي كان يقول لهم أنا شريف من ذرية فاطمة، فلما رأى المفتش أن المأمور قد قتل رفع قبعته وأشار بيده إلى عنقه وقال اضرب هنا ففعلوا كما أمروا وليتهم لم يفعلوا في هذا الرجل الطيب بالمعنى ثم ركب اثنان منهما جمليْ المفتش والمأمور وأجروهما حول الصريف "السور من القصب" فلما رآهم البوليس الذي كان واقفاً بعيداً رجعوا مسرعين خائفين حتى وصلوا ناظر الحلاوين...). والمفارقة التي يُدوِّخ ذكرها القارئ والمؤرخ السوداني هي إفادة بابكر بدري عن المفتش منكريف الذي وصفه بالعدل والعظمة حيث يقول نصاً: (فمثل هذا الرجل العظيم يُقتل في نفس الشهر بسيف عبد القادر حبوبة في حركته المشئومة)
                  

06-15-2014, 01:01 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    عوداً إلى عزيزنا المنصوري
    يقول جمال
    Quote: والفداء لا يعني باي صورة من الصور انقضاء موضوع الفداء (سوي كان شكلا من اشكال البلاء المادي او الروحي ) تماما وانما يعني الا يصبح هذا البلاء في شكل وباء مقيم، سواء كان مرضا او عرضا او موضوعا، يعني الذي فدي الناس من السحائي، لم يقضي علي السحائي نهائيا، ولكنه بالتأكيد منعه من التحول الي نوع من الامراض المستوطنة، كذلك الحال بالنسبة لقوانين سبتمبر 83، فالثابت بعد تنفيذ الاعدام علي الاستاذ / محمود لم تعد بنفس مستوي تطبيقها الذي سبق الاعدام، ففي حين ان الفترة قبل الاعدام شهدت تطبيق الحدود بصورة واسعة الجلد حدا للخمر ، القطع من خلاف وقطع اليد عشرات المرات، والاعدام حرابة (الواثق صباح الخير) والاعدام ردة (الاستاذ/ محمود محمد طه) نجد في المقابل ان هذه العقوبات انحسرت بصورة كبيرة وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة. هذا من امر الفداء، والفداء لايعني توقف المسيرة باي حال من الاحوال..

    إذاً بحسب جمال المنصوري فإن ( فالثابت بعد تنفيذ الاعدام علي الاستاذ / محمود لم تعد بنفس مستوي تطبيقها الذي سبق الاعدام، ففي حين ان الفترة قبل الاعدام شهدت تطبيق الحدود بصورة واسعة الجلد حدا للخمر ، القطع من خلاف وقطع اليد عشرات المرات، والاعدام حرابة (الواثق صباح الخير) والاعدام ردة (الاستاذ/ محمود محمد طه) نجد في المقابل ان هذه العقوبات انحسرت بصورة كبيرة وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة. هذا من امر الفداء، والفداء لايعني توقف المسيرة باي حال من الاحوال )

    إذاً سوف ندع السيد عبدالرحمن شرفي نائب رئيس القضاء يرد على عزيزنا جمال المنصوري
    Quote: تنفيذ الحدود.. أرقام وحقائق تكشف لأول مرة

    مولانا شرفي: التشريعات الإسلامية متجذرة في المجتمع ولم يكن تطبيق أحكام الحدود غائباً عن الساحة

    03-12-2013 08:39 PM
    قدم نائب رئيس القضاء مولانا عبد الرحمن شرفي تفصيلاً تاريخياً لقضية تطبيق حد الحرابة في الشريعة الإسلامية، وعقد مولانا شرفي عدداً من المقارنات في السلوك الاجتماعي في مختلف العهود في السودان وأضاف "لا ننكر وجود بعض التفلتات الأخلاقية الآن ولكن لا ننسى أنه فى السابق كانت البارات وبيوتات الدعارة تنتشر بشوارع الخرطوم حتى أن راغبي المتعة الحرام كانوا يقفون صفوفاً مطولة انتظاراً لأدوارهم لقضاء الوطر الحرام"، وقال إن التشريعات الإسلامية أصلا متجذرة في المجتمع السوداني ولم يكن تطبيق أحكام الحدود غائباً عن الساحة السودانية إلا في فترة محدودة.

    * مولانا شرفي: لانخجل من تطبيق أحكام الحدود الشرعية .
    * 99% من الأحكام الصادرة في الحدود الشرعية يتم تعديلها من المحكمة العليا لتوفر شبهة مسقطة للعقوبة.
    * حكمت على 36 نظامياً بالإعدام.
    * سنعاقب الأطباء الذين يرفضون تنفيذ أحكام الحدود.

    تقرير: هاجر سليمان

    "الدول بدلاً من أن تحتج على عقوبة القطع من خلاف كان ينبغي أن تحتج على عقوبة الإعدام التى تستأصل الحياة كاملة".. تلك هي العبارات التي قالها نائب رئيس القضاء مولانا عبد الرحمن شرفي خلال تنوير قضائي محدود عقده أمس، فى أعقاب ردود الأفعال والتي حدثت نتيجة تنفيذ عقوبة القطع من خلاف على مدان بالحرابة. وقال مولانا شرفي إنهم لا يريدون عملا دعائيا، وأضاف: "أمام القضاء ليس هنالك شريف وضعيف،الناس سواسية"، فيما شدد قاضي لمحكمة العليا رئيس شئون القضاة مولانا برعي محمد سيد احمد على ضرورة الحياد بالنسبة للقضاة مع وجوب الابتعاد عن الشبهات، مؤكداً أن هنالك قصور بسيط ولكن يتم علاجه بطرق خاصة.
    تنفيذ حدود
    وقال مولانا عبد الرحمن شرفي إن التشريعات الإسلامية أصلاً متجذرة في المجتمع السوداني ولم يكن تطبيق أحكام الحدود غائباً عن الساحة السودانية إلا فى فترة محدودة، وأضاف: "نؤكد أنه لم يتم إلغاء الأحكام الحدية ولا أحد يستطيع إلغاءها فلدينا القانون الجنائي لسنة 1991م وهو يختلف عن قانون العقوبات لسنة 1983م ومنذ العام 1991م لم يتوقف صدور أحكام الحدود الشرعية على الإطلاق"، وذكر مولانا شرفي عددا من النماذج الخاصة بتنفيذ الأحكام الحدية في السنوات الماضية، وذكر أسماء الأشخاص الذين نفذت عليهم بالرموز، وقال إن مستشفى الشرطة شهد تنفيذ محاكمة (ق م ف) حديا فى جريمة سرقة وتم تنفيذ عقوبة قطع اليد بتاريخ الثامن من فبراير 2001م بحضور مدير السجن والفريق الطبي وقاضي المحكمة العليا (ع ع م) وأضاف: "تسلمنا تقريرا من إدارة سجن كوبر بالتنفيذ ومن المختبر حول أسباب موت العضو وهو اليد المبتورة بجانب الشهادات الصادرة من الجهات الطبية المختصة"، بجانب محاكمة (أ ج د) بتنفيذ الحكم في الرابع والعشرين من يناير 2002م بمستشفى الشرطة فى جريمة سرقة حدية، ومحاكمة (ف س) فى جريمة حرابة تم فيها تنفيذ عقوبة قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى فى الثامن من سبتمبر من العام 2005م بحضور الكادر الطبي ومدير السجن والقاضي، ومحاكمة اثنين من المتهمين فى جريمة حرابة وتم تنفيذ العقوبة بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى بتاريخ العاشر من اكتوبر2006م بمستشفى الشرطة بحضور مدير السجن الاتحادي وحجز النزيلين بمستشفى الشرطة، وقال إن أحكاماً أخرى تم تنفيذها في العام 2007 بمستشفى الرباط، وثلاثة أحكام أخرى نفذت في 2009م، بجانب حكم آخر نفذ في العام 2010م وثلاثة أحكام أخرى نفذت في العام 2011م، قال إن آخرها كان على مدان فى جريمة حرابة نفذت فيه عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت حداً بسجن كوبر، ويقول إن العام 2012م شهد تنفيذ عدد من الأحكام من بينها واحد على اثنين من المدانين بسجن شالا الاتحادي بجبل مرة بتاريخ الثاني عشر من يناير 2012م، بجانب تنفيذ الحكم في مواجهة اثنين من المدانين بالإعدام شنقاً حتى الموت حداً بتاريخ الثامن من مارس 2012م بسجن كوبر الاتحادي بحضور مدير السجن الاتحادي وقاضي المحكمة العليا والطبيب، وأضاف: "تم تنفيذ عقوبة الإعدام حداً على مدان بسجن شالا القومي فى 2012م"، وقال إن آخر الأحكام الحدية تم تنفيذه فى الثاني عشر من أبريل 2012م.
    علو مهنية
    ومضى مولانا شرفي الى التأكيد على أن التعامل مع الأحكام الحدية يتم بدرجة عالية من المهنية، قاطعاً بعدم تنفيذ عقوبة الإعدام حداً لمتهم في قضية ردة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، مؤكداً أن (99%) من الأحكام الصادرة فى الحدود الشرعية يتم تعديلها من قبل المحكمة العليا؛ إما لعدم توفر عنصر من عناصرها أو عدم توفر الإثبات الكافي أو توفر شبهة مسقطة للعقوبة، واستعرض نائب رئيس القضاء إحصائية تبين أحكام الحدود الشرعية التى تم تنفيذها بعدد من ولايات السودان للفترة من 2005م وحتى 2012م فيما يتعلق بحد الزنا، حيث شهدت ولاية سنار (304) حدود للزنا، والقضارف (163)، ونهر النيل (273)، وشمال دارفور (204)، وأم درمان (945)، وجنوب كردفان (304)، والشمالية (247)، والنيل الأبيض (767)، والجزيرة (1107)، والنيل الأزرق (447)، والبحر الأحمر (98)، وكسلا (185)، والخرطوم (1379)، وبحري - شرق النيل (632)، وجنوب دارفور (175)، وقال إن تنفيذ أحكام السرقة الحدية لم يتم خلال تلك الفترة إلا في حالة واحدة بولاية نهر النيل وأخرى بجنوب كردفان، والجزيرة، بينما سجلت الخرطوم (4) حالات وبحري وشرق النيل حالة واحدة للسرقة الحدية، ويقول عن تنفيذ حد الحرابة لنفس المدة الزمنية: "سجلت ولايات شمال دارفور ثلاث حالات، وجنوب كردفان حالة واحدة وجنوب دارفور تسع حالات حرابة". وكشف مولانا شرفى أن الوجود الجنوبي بالسودان عقب اتفاقية السلام الموقعة بنيفاشا كان له الأثر الكبير فى تكاثر الجريمة خاصة جرائم الزنا والخمر ففي دائرة اختصاص الجهاز القضائي أم درمان بلغت أحكام الزنا فى العام 2005م (31) حكم زنا حدي فيما بلغت (142) حكما حديا فى 2009م فى نفس دائرة الاختصاص وعزا الأسباب لارتفاع وتكاثر عدد الوافدين خاصة من الجنوب مما أدى لتكاثر بيوت الخمور وتفشي جريمة الزنا، مبينا أن العام 2010م بلغت فيه أحكام الزنا الحدي (140) حالة لنفس دائرة الاختصاص بينما بلغ الحكم الحدي (175) حكما حديا فى 2011م.
    ويقول شرفي إن دراسة الظاهرة وضّح أن انخفاض النسبة فى 2005م كان بسبب التكوين الإثني للمجتمع آنذاك حيث كانت عدد الوافدين من جنوب السودان محدوداً وكان محصوراً فى الفئات المسالمة منهم قبل اتفاق السلام الشامل نيفاشا وعقب اتفاقية السلام قال إن أعداد الوافدين تكاثرت خاصة منسوبي الحركة الشعبية حيث نصت المادة (156/د) من الدستور الانتقالي على أن تراعي المحاكم عند ممارسة سلطاتها التقديرية فى توقيع العقوبات على غير المسلمين، المبدأ الراسخ فى الشريعة الإسلامية، أن غير المسلمين لا يخضعون للعقوبات الحدية المفروضة وتطبق عليهم عقوبات تعزيرية وفقاً للقانون، واستطرد مولانا شرفي قائلاً إن دائرة اختصاص الخرطوم أصدرت (139) حكماً حديا فى جرائم الزنا فى 2006م فيما بلغت (220) عقوبة حدية فى 2007م، أما بحري وشرق النيل فقد كانت (73) حكم زنا حديا في 2005م وبلغت (105) أحكام زنا فى 2007م، ويقول إن المعدلات انخفضت عقب الانفصال وبدأ العد التنازلي لجرائم الزنا، ويقول إن الأحكام انخفضت فى جنوب دارفور الى (7) جرائم زنا فى 2012م و (41) حكما حديا فى دائرة اختصاص بحري وشرق النيل لذات العام وبلغت (31) حكم زنا حديا بالخرطوم للعام 2012م نفسه وكذلك انخفضت تبعاً لذلك الجرائم الحدية الأخرى.
    رفض الحريات
    وقال مولانا عبد الرحمن شرفي إن السلطات السياسية فى البلاد يجب أن تأخذ بتلك الإحصائيات، مشيراً الى أنه إذا تم التوقيع على اتفاقية الحريات الأربعة فستتصاعد معدلات الجرائم ويعود الحال الى ما كان عليه فى 2005م، وقال إن القضاء يستصحب البعد التعبدي، مشدداً على أنه لا تفريط فى العدل مع المراعاة بصدق ودقة متناهية كافة معايير العدالة والمحاكمة، وأضاف: "بعد تنفيذ عقوبة القطع من خلاف يتم إيداع النزيل بالمستشفى للعلاج على حساب الدولة وينال علاجه وغذاءه الى أن يتماثل للشفاء".
    وذهب مولانا شرفي الى التأكيد بأن المحكمة العليا أحكامها ناجزة حتى على رئيس الجمهورية الذي يحق لها مراجعة قراراته، وأضاف: "لا حصانة لقرارات رئيس الجمهورية التى تناقض مبدأ المشروعية"، قاطعاً باستقلالية القضاء السوداني وعدم وجود أي جهة تهيمن عليه مع عدم السماح لأي جهة بالتدخل فى الأحكام التى تصدر، وقطع بأن أي شخص أيا كانت صفته يقدم للقضاء بتهمة اختلاس مليارات الجنيهات يخضع للقضاء ويحاكم دون مجاملة ووفق معايير العدالة وينال حظه من مراحل التقاضي والطعون، وأضاف: "إن ثبت وجود حالة تستر فيها قاضي على متهم فلن يبقى ساعة واحدة بيننا"، وقال إن رئيس شئون القضاة بالمحكمة العليا مولانا برعي محمد سيد احمد يتلقى يومياً شكاوى ضد القضاة قال إن آخرها كانت شكوى تسلمها أمس الأول وستتخذ فى مواجهته الإجراءات اللازمة"، ومضى الى القول: "نحاسب القاضي الذى لا يحسن التعامل مع الخصوم فى الجلسة".
    تبدو القضايا التي ذكرها مولانا شرفي مختلفة لكنه دوما سعى للربط بينها حيث قال إنه أصدر قراراً فى الخامس والعشرين من فبراير في العام 2013م فى مواجهة أربعة من منسوبي القوات المسلحة – الدفاع الشعبي بتنفيذ عقوبة الإعدام عليهم، وأضاف: "كانت ترى السلطات التنفيذية أن الحكم الصادر يؤثر فى نفسيات المجاهدين ونحن فى القضاء نرى أن من ارتكب جرماً ينال عقابه"، وقال إنه وعقب تأييد المحكمة الدستورية للعقوبة والإدانة تقدم ضابط برتبة رائد حقوقي يتبع للقضاء العسكري بمذكرة تقول بظهور بينة جديدة وهي قرار وزاري بإعلان المنطقة الغربية منطقة عمليات مما يستوجب إعادة محاكمة المتهمين الأربعة، علماً بأن الحكم أصدره القرار العسكري وأضاف: "على الرغم من أن المذكرة اتفقت على الإدانة إلا أنها اعترضت بشأن العقوبة الموقعة، وفى ذات الإطار كانت المحكمة الدستورية قد رفضت عريضة تقدم بها الدفاع عن المدانين بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام وقالت المحكمة الدستورية فى حيثيات قرارها إن العريضة تعتبر عبثاً باسم القانون وأنها لا تجد له تسمية غير ذلك، ورفضت طلب المدانين بوقف تنفيذ العقوبة لتتم إعادة ملف القضية الى رئاسة القضاء فأصدرت قراري بأن القضية استنفدت كافة مراحل التقاضي وبالتالي قلنا إنه يجب إنفاذ العقوبة فى حق المدانين دون قبول أي طلب لوقف التنفيذ مجدداً، مشيراً الى أن المواثيق الدولية للتقاضي على درجتين عدا السودان فتتعدد فيه مراحل التقاضي والطعون، وكشف مولانا شرفى أنه أصدر (36) حكماً بالإعدام فى مواجهة منسوبي القوات النظامية ارتكبوا جرائم.
    جريمة بشعة
    وقال مولانا شرفي إن هنالك معايير لتفريد العقوبة بالنظر للجاني وبيئته وأسلوب ارتكابه الجريمة مما يجعل الأحكام تتفاوت فى بعض الجرائم ضارباً المثل بجرائم الاغتصاب، مشيراً الى أنه أحياناً يتم الحكم فيها بالإعدام وأحياناً بالسجن وذلك وفق معايير قضائية، مشيراً الى حادثة اغتصاب طفلة بمنطقة بحري وأكد مولانا شرفي عدم وجود حرج فى تطبيق الأحكام والحدود الشرعية وقال إن الطبيب الذى يرفض تنفيذ الحدود يحاكم قضائيا.
    وقال إن القانون السوداني يتسم بالمرونة فى الفقه الاجتهادي ويتم فيه درء الحدود، وأشار الى أنه في عام 1991م عندما صدر القانون الجنائي كان هناك أكثر من مائتي مدان بجرائم حدود تم إعفاؤهم من التنفيذ مما يشير لتضييق دائرة التجريم بالحدود الشرعية.


    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-90278.htm

    كتبت كثيراً في أن أكثر ما يستوقفني في كتابة أصدقائنا الجمهوريين هو تلك الصيغة القطعية
    عزيزنا جمال يقول ( فالثابت بعد تنفيذ ........... )
    أما لو أن كل هذه الأرقام تعني عند جمال أن ( العقوبات انحسرت بصورة كبيرة وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة. ) تبقى مصية والله


    أو

    قل لم أكن أعلم ... فهو موقف صدق يليق بك .....

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-15-2014, 01:11 PM)

                  

06-15-2014, 03:19 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    مرحباً بالأستاذ عبدالله عثمان

    وشكرنا الجزيل لمساهمتك القيمة في البوست
    وسوف نعلق عليها بحول الله في وقتها الترتيبي

    Quote: (أجتمعت بعبد القادر حبوبة في أول أبريل 1905م بالكاملين لمعرفتي السابقة له حينما كنا معاً بسرية النجومي بدنقلا وصرص فأخبرني أنه حضر ليدفع ضريبة محصوله من الغلال والقطن بالمديرية رأساً لتحمله من محمد شريف مأمور المسلمية لأنه ساعد أخاه حساناً حبوبة عليه بأن حكم له باستلام بلاده بالحلاوين... فقلت له لا تخاصم من إذا قال فعل واتبع أمره وقلت له الأفضل أن تشكوه للمفتش، قال لي إنه وجد المستر كربيان صغيراً في سنه جديداً في خبرته وأعان حسان شقيقه فنفذ الحكم بواسطة كربيان نفسه، ولم يدر عبد القادر أن كربيان وإن كان صغيراً في سنه فهو كبير في عقله غزير في علمه... وافترقنا ثم لم اجتمع به حتى يوم 25 أبريل 1908م...). ويحكي بابكر بدري كيف أن كلا المفتش والمأمور وصلا في آخر هذا الشهر إلى قرية عبد القادر حبوبة لتسوية المشكلة وكيف أنه أعد خطته تحسباً للنتيجة السالبة حيث عبَّأ جماعته خلف غرفته المبنية من الجالوس "الطين" وأوصاهم أنهم إذا سمعوه صفق يديه ينقضون على من معه من رجال الحكومة فيقتلونهم مهما كان نوعهم وعددهم. وبالفعل دخل عبد القادر مع المأمور والمفتش في مشادة حادة استشاط على إثرها غضباً وصفق بيديه (فهجم جماعته وبدءوا بقتل المأمور الذي كان يقول لهم أنا شريف من ذرية فاطمة، فلما رأى المفتش أن المأمور قد قتل رفع قبعته وأشار بيده إلى عنقه وقال اضرب هنا ففعلوا كما أمروا وليتهم لم يفعلوا في هذا الرجل الطيب بالمعنى ثم ركب اثنان منهما جمليْ المفتش والمأمور وأجروهما حول الصريف "السور من القصب" فلما رآهم البوليس الذي كان واقفاً بعيداً رجعوا مسرعين خائفين حتى وصلوا ناظر الحلاوين...). والمفارقة التي يُدوِّخ ذكرها القارئ والمؤرخ السوداني هي إفادة بابكر بدري عن المفتش منكريف الذي وصفه بالعدل والعظمة حيث يقول نصاً: (فمثل هذا الرجل العظيم يُقتل في نفس الشهر بسيف عبد القادر حبوبة في حركته المشئومة)
                  

06-15-2014, 04:30 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات عزيزنا عبدالرحمن الضريس
    Quote: اولا احب توكيد ان من شروط الداعية فى الفكرة الجمهورية , ان يكون الداعى من سعة الصدر بحيث يألف ويؤلف حتى من خصومه ,
    فاذا ضاق كائن من كان من المتحاورين معك , او مع غيرك , يكون قد حاد عن هذا الشرط ..

    أو كما قال المولى عز وجل " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
    Quote: تأييد الاستاذ محمود لمايو هو بمثابة اخف الضررين , وانت ترى ان مايو عندما رجعت القهقرى , الى نقطة الهوس الدينى , خرج الاستاذ محمود ومعه الجمهوريون الى مواجهتها فى العلن ..

    الله يفتح عليك
    تأييد الأستاذ محمود لمايو لأنها كانت ( أخف ) الضررين ... ولأن البديل الجاهز وقتها للحكم كان الأخوان المسلمون أو ( الهوس الديني ) حسب أدبياتكم .... هذا مفهوم وصدرت به كتب ودارت به أحاديثكم
    ثم تبنت مايو في سبتمبر 1983 للنهج الذي يرفضه الأستاذ وتلاميذه .
    لكن مايو وحتى وهى تلبس هذا ( الزى ) الجديد عليها فهى لا تزال في تقديري ( أخف الضررين ) .....
    وما ذاك لشئ إلا لأنها ( غير أصيلة ) في ما تدعو له ...
    بمعنى أن ما تبنته في تلك الأيام لم يكن خطاً ( إستراتيجياً ) إنما ( تاكتيكاً ) مرحلياً
    تكتيكاً مرحلياً مثله مثل التاكتيكات التي إنتهجتها مايو وتأرجحت بها من أقصى اليسار لأقصى اليمين ....

    لقد قلت في متن هذا البوست " " إن كذب نميري في كل شئ ، فإن الشئ الذي صدق فيه هو قوله في لقاء تلفزيوني لقناة أبوظبي الفضائية - سمعته بنفسي - ( قوانين الشريعة دي خازوق أنا العملتو وأنا الوحيد البقدر ألغيهو ..... )
    يعني باختصار وقد ( عجز ) الجميع عن إلغاء هذه القوانين فإن في ( بقاء ) نميري في الحكم كان أملاً لإلغاء هذه القوانين .... وفي هذه نحن نسترجع تقلباته طوال مسيرته من أقصى اليسار لأقصى اليمين دون أن يرف له جفن
    وحتى لا يساء فهمنا فنحن هنا لسنا في مقعد ( تأييد ) لكننا في مقعد ( تحليل ) لواقع عايشناه ""

    لم يكن من الحكمة إذاً التضحية بـ ( ضرر أخف ) وتسليم الحكم إلى ( الضرر الأكبر ) الجاهز - حتى باعتراف ( وتقرأ بتخوف الجمهوريين أنفسهم ) وتسمية ذلك بأنه فداء
    لقد أثبتت الأيام اللاحقة أن حتى المجلس العسكري الذي تسلم الحكم من نميري كان من أعوان الجبهة القومية الإسلامية أو على الأقل المتعاطفين معها ...

    Quote: ليس فى الوجود صدفة , عند الموحدين , وقوله تعالى : ( انا كل شئ خلقناه بقدر ..) يعنى ذلك , فذهاب مايو ارتبط باغتيال الاستاذ محمود حتى ان السبب الرئيس فى انتفاضة ابريل كان ذلك الحدث ..

    لا تستطيع أو لا يستطيع أى كائن من كان أن يثبت ذلك
    هل سمعت بأى مظاهرة خرجت في أى جزء من السودان منددة بإعدام الأستاذ محمود ؟؟؟
    ...
    عندما خرج طلاب جامعة أمدرمان الإسلامية في مظاهرتهم في 26 مارس1985 في مظاهرتهم لم يكن الأستاذ محمود محمد طه في بالهم ..... دي يا سيدي جامعة أمدرمان الإسلامية ... القادمة من رحم ( المعهد العلمي ) إنت نسيت ولا شنو ...... ؟؟
    وعندما إحتضن الشارع ( الممتلئ تراكمات وغليان ) عندما إحتضن تلك التظاهرة لم يكن الأستاذ محمود في باله بل ربما معظمهم لا يعرفون عن الأستاذ محمود شيئاً
    وعندما أعلن أطباء مستشفى الخرطوم الإضراب عن العمل بعدما رأوا بأعينهم تجاوز سلطات الأمن لصلاحياتها وضربهم للمتظاهرين بالرصاص الحي في أماكن قاتلة .. Shoot to kill عندما أعلنوا ذلك لم يكن الأستذ محمود في بالهم
    وعندما أعلنت نقابة المهندسين الإضراب تضامناً مع زملائهم الأطباء لم يكن الأستاذ محمود في بالهم
    وعندما كسرت المظاهرات الشعبية الهادرة المدعومة بإضراب النقابات الفاعلة عندما كسرت هيبة النظام لم تكن دواخل هؤلاء تلعن وتود أن تسقط النظام من أجل الأستاذ محمود أو لربما كان معظمهم يجهلونه .....

    ..........
    ......
    ....
    ....

    وهكذا

    هذا تاريخ لم نعايشه فقط بل كنا من صناعه أو للدقة نقول كنا من المشاركين فيه ...


    ثم

    هل تعلم أن آخر فعل سياسي إتخذه نميري قبل أن يغادر السودان لأمريكا في مارس 1985 هو أن أودع الدكتور حسن الترابي وقادة حزبه أودعهم السجون وأطلق عليهم التهديدات ( النميرية ) وتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور عندما يعود إليهم من أمريكا ....
    فإن صدقنا ( أوهام ) الجمهوريين بسقوط مايو نتيجة لموت الأستاذ محمود

    لماذا لا نصدق ( أوهاماً ) أخرى إن أطلقها غداً قادة الجبهة القومية الإسلامية بأن مايو قد سقطت نتيجة لـ ( تضرعهم ) لله وهم في سجون مايو وقد إستجاب الله تعالى لتضرعهم ونصرهم بالهامهم لتحريك كوادرهم ....
    وهم إن قالوا ذلك فسوف يكون لهم ( منطق ) يدعم حجتهم وهو مقدرتهم تنظيمياً وعددياً على تحريك الشارع .......

    لأجل ذلك نقول لكم كفوا عن الأوهام حتى يكف غيركم
    وغيركم - كما ترون - له منطق يدعم حجته

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-15-2014, 07:17 PM)

                  

06-15-2014, 05:10 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    ارجو نقاش المداخلتين أعلاه حيث تجاوبت مع الموضوع المطروح أو قولوا لينا شيلوا عدتكم وإتخارجوا..

    ثم بعد نقاشهما..
    ويا اخى عاطف ما كتبته الان لا أساس له من الصحـة على الإطلاق.. فقد عايشت تلك الفترة القاتمة من تأريخ السودان.. حيث دار أساتذة جامعة الخرطوم كانت خلية نحل، ومكتب المرحوم على المك
    كان شبه غرفـة عمليات لمحاولة إنقاذ الأستاذ بأى وسيلـة، حتى أقرباء النميرى وأعتقد واحد عمه أو خاله بعـد أن يأس من إقناعه أقسم ان لا يدخل داره.. بل الإتحاد الإشتراكى نفسـه، حين علم ان الأرض
    تزلزل تحتهم تحركوا لثنى النميرى، مما إضطر النميرى لإخراج بيان مذاع ومتلفز توعـد فيه (المتخاذلون) كما اسماهم، والخائفون، وحذر كل من يحاول الحديث معه في الامر.. كنت وين يا حاج؟
    المثقفون في المنفى كانوا في حالة اجتماع دائم في لندن، منصور خالد ورفاقه، بل أن منصور خالد إتصل هاتفيا بالرئيس الأمريكي او وزير الداخلية لا أذكر لمحاولة التدخل لإنقاذ حياة الأستاذ..
    الشرطـة السودانية بعـد النطق بالحكم توقفوا عن المواصلة فى إعتقال الجمهوريين الذين كانوا يوزعون نفس البيان، وقالوا لهم يا اخوانا بالله إتخارجوا امشوا بيوتكم.. أسأل قادة الانتفاضة ومنهم مقرر
    قوى الانتفاضة وهو عضو معنا هنا كيف ومن الذى نزع فتيل الانتفاضة وما هو الحدث الذى كان بمثابة بداية الانتفاضة..
    ممكن تعارض الفكرة يا باشمهندس ولكن خليك معقول شوية ياخ ولا تغبط الناس حقها.. فإن تأريخ السودان مشوه أساسا ولا يحتاج للمزيد من التشويه.. هل تعلم هناك في التلفزيون في الستينات كانت مسابقة
    من هو اول سجين سياسى في الحركة الوطنية؟ وكل الناس أجابوا أزهرى.. والبعض قال محمود محمد طه.. فلما ظهرت للمنظمين الحقيقة لغوا المسابقـة بدعاوى هزيلة.. هل تصدق؟

    لكن هناك جانب إيجابى في طرحك هـذا، هو تحريك الجمهوريين للكتابة.. ولكن مع الأسف فإن بعض الكتابات نمطيـة وبإسلوب عفى عليه الزمن.. المهم كل حركة معاها بركـة..

    ومنتظر نقاشك للمداخلات الأولى.. ولو رأيت انها لا تستحق النقاش ما في مشكلة..
                  

06-15-2014, 06:39 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات أخونا وصديقنا أبو الريش

    لقد أكدت لك ولكل الأحباب ترحيبي بكل متداخل مهما كانت وجهة نظره
    وكما تعلم أن هذا البوست ليس من نوع البوستات التي يتم الرد على المتداخلين - كيفما اتفق -
    هنا الموضوع موضوع دين وهذا الموضوع موضوع حقائق نملكها للأجيال
    كما وأنت من - المحاربين القدامى في هذا المنبر - تعرف أن على صاحب البوست إلتزام أخلاقي بالرد على كل المتداخلين وفقاً لتسلسل مداخلاتهم

    يصدف مرات يتم الرد على مداخلات - صغيرة ترحيبية - في غير تسلسلها وذلك لأسباب - تاكتيكية - لحفظ البوست حياً في الصفحة الأولى
    أو الرد على مداخلات بعينها إن رأى صاحب فيها ما قد يغير رؤية البوست أو تخلق إهتزازاً في مسيرة البوست ( مثل مداخلتك التي أرد عليها حالياً )
    لقد عقبت على مداخلتك الأولى تفصيلياً
    ولا أر في المداخلة الثانية أمراً - مستعجلاً - يجعلني أتجاوز لها ترتيب المداخلات

    كما وأنت تعلم أننا ( نباصر ) الوقت بين إلتزامات عمل والتزامات أسرة وجزء مما يتبقى من زمن هو للتواصل معكم
    وإن أمد الله في آجالنا فنرجو ألا نغلق البوست دون الرد على كل المتداخلين .....

    كما لا يفوتك أنني لم أفتح هذا البوست وفي ظني أن أقنع ( كل ) الناس

    هى رؤيتي - التي يسألني عنها الله تعالى - أقدمها للناس ....
    وأعلم أنك وغيرك قد تملكون تفاسير أخرى

    لكن يظل الحكم للقارئ ويظل الحكم للتاريخ
    وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح

    بناء على ما سبق أعلاه

    ألتزم بالرد على كل مداخلة ترد
    لكنني لا أستطيع تحديد سقف زمني لذلك

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-15-2014, 06:43 PM)

                  

06-15-2014, 08:05 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    الاخ عاطف عمر
    تحياتي
    اعتقد ان تفسير الاخ الابوابي هو الاقرب للحقيقة، فالاستاذ كان يتوقع ان يواصل الجمهوريين في المعارضة ويقودوا الناس، ولكنهم فسروا الموضوع بصورة اخرى ولم يتوقعوا موت الاستاذ كما ورد في الركن الشهير، وبعدها حينما فلتت الفرصة (التحرك وقيادة الشارع بعد الاعدام) وايضا (توبة القيادات) كل هذه الامور الجاتهم للتاويل وهو ما ادى بهم للانزراء وانتظار (المهدي) كما الشيعة.

    حديث الفداء كان للجميع مثلما هو واضح في الخطاب، وكنت ساتخيل السيناريو لو ان الاربعة اصروا على موقفهم، ولو ان كل الجمهوريين ساروا في المظاهرات والمسيرات وتعرضوا للقبض وللجلد، لكانوا اثبتوا كلام الاستاذ وانهم قادة لهذا الشعب ولكنهم بحق (انزووا) واسمرا ا الانزواء، وهاهم اليوم في نفس مكانهم واسوا كوابيسهم تحقق على ارض الواقع دون ان يتمكنوا من فعل شيء لوقفه

    الافكار العظيمة تحتاج لعظماء لقيادتها ولم ارى من بين الجمهوريين من تصدى للقيادة واقصد (الاربعة)، واقولها صادقا لو كنت مكانهم لفعلت ما فعلوا (فانا احب الحياة) ، ولكن ايضا عندما تتصدى للقيادة وتكون كبير الناس يجب ان تضحي ( حاربت في شرق السودان لاني كنت اويد الكفاح المسلح ووجدت نفسي في موقف حرج عندما طلبت قوات التحالف وجود كادر متعلم في الميدان ووصلتني الرسالة انا) وبعدها تجنبت ان اكون في موقع قيادي يستدعي التضحية، ولكن الاستاذ اعطى القيادة حقها وبعده تخاذل الجمهوريين عن فدا الشعب وقيادته وهذا ما ادى بهم لشهود الهوس الديني وهو يحكم سيطرته على البلادكدليل على تخاذلهم فلجاوا للتماسك العاطفي من اجترار ذكرى القايد، في انتظار معجزة ما
                  

06-15-2014, 08:20 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    أهو يا أبو الريش زى مداخلتك دي ح نديها أهمية ونقدمها على ما عداها لأن ما بها من ( إتهام بتشويه ) التاريخ .... وهو إتهام لابد من التصدي له وتفنيده قبل أن يرسخ كـ ( حقيقة ) عند من تستهويهم مثل هذه الإتهامات
    Quote: ويا اخى عاطف ما كتبته الان لا أساس له من الصحـة على الإطلاق.. فقد عايشت تلك الفترة القاتمة من تأريخ السودان.. حيث دار أساتذة جامعة الخرطوم كانت خلية نحل، ومكتب المرحوم على المك
    كان شبه غرفـة عمليات لمحاولة إنقاذ الأستاذ بأى وسيلـة، حتى أقرباء النميرى وأعتقد واحد عمه أو خاله بعـد أن يأس من إقناعه أقسم ان لا يدخل داره.. بل الإتحاد الإشتراكى نفسـه، حين علم ان الأرض
    تزلزل تحتهم تحركوا لثنى النميرى، مما إضطر النميرى لإخراج بيان مذاع ومتلفز توعـد فيه (المتخاذلون) كما اسماهم، والخائفون، وحذر كل من يحاول الحديث معه في الامر.. كنت وين يا حاج؟
    المثقفون في المنفى كانوا في حالة اجتماع دائم في لندن، منصور خالد ورفاقه، بل أن منصور خالد إتصل هاتفيا بالرئيس الأمريكي او وزير الداخلية لا أذكر لمحاولة التدخل لإنقاذ حياة الأستاذ..
    الشرطـة السودانية بعـد النطق بالحكم توقفوا عن المواصلة فى إعتقال الجمهوريين الذين كانوا يوزعون نفس البيان، وقالوا لهم يا اخوانا بالله إتخارجوا امشوا بيوتكم.. أسأل قادة الانتفاضة ومنهم مقرر
    قوى الانتفاضة وهو عضو معنا هنا كيف ومن الذى نزع فتيل الانتفاضة وما هو الحدث الذى كان بمثابة بداية الانتفاضة..
    ممكن تعارض الفكرة يا باشمهندس ولكن خليك معقول شوية ياخ ولا تغبط الناس حقها.. فإن تأريخ السودان مشوه أساسا ولا يحتاج للمزيد من التشويه.. هل تعلم هناك في التلفزيون في الستينات كانت مسابقة
    من هو اول سجين سياسى في الحركة الوطنية؟ وكل الناس أجابوا أزهرى.. والبعض قال محمود محمد طه.. فلما ظهرت للمنظمين الحقيقة لغوا المسابقـة بدعاوى هزيلة.. هل تصدق؟

    لكن هناك جانب إيجابى في طرحك هـذا، هو تحريك الجمهوريين للكتابة.. ولكن مع الأسف فإن بعض الكتابات نمطيـة وبإسلوب عفى عليه الزمن.. المهم كل حركة معاها بركـة..

    يقولون إن أصدق التاريخ ماكان شهوده أحياء وما نسطره هنا ليس فقط شهوده بل أبطاله أنفسهم أحياء
    الدكتور منصور خالد أدق من أرخ لهذه الفترة قد فصل الذي أقوله تفصيلاً في كتابه النخبة السودانية وإدمان الفشل وإن أردت لربما حددنا لك الصفحات لمزيد من التأكد
    كثر من أعضاء هذا البورد من عايشوا تلك الفترة ويمكنهم أن يدلوا بدلوهم .....
    صديقنا المشارك في هذا البوست الشفيع وراق أحدهم ليته يتفضل
    أولاً يا صديق التشويه يقتضي ( مصلحة ) ما ونحن بفضل الله علينا لا مصلحة لنا إلا الحقيقة كما عايشناها وكما يسألنا اله تعالى عنه قانوننا في ذلك " نون والقلم وما يسطرون "
    ثانياً الواضح الجلي عندي أنك تخلط بين حدثين
    الحدث الأول وهو المحاولات التي جرت من بعض ناشطي أساتذة جامعة الخرطوم والدكتور مالك حسين و( ممثل الجمهوريين ) الدكتور عصام البوشي لمحاولة إيقاف تنفيذ حكم الإعدام .. وفي مسعى مواز محاولات ناس د. منصور خالد وفتح الرحمن البشير والوقيع و..... و....... وهم خارج المسرح السوداني ....
    ما كان في الخرطوم وماكان خارج السودان كل ذاك أمر إنتهى بنهاية تنفيذ الحكم 18 يناير 1985 ( فلستوب ) .....

    الأمر الثاني هو إنتفاضة مارس أبريل ... والإنتفاضة بصورتها التي حدثت ونتج عنها ما نتج هى بالضبط كما أوجزتها وصفاً أعلاه وهى قد حدثت دون تخطيط من أحد وفاجأت كل الناس ........
    بل ولشدة المفاجأة أسمى دكتور منصور خالد الأحزاب التي جاءت مسرعة لتقطف ثمار مالم يزرعوه أسماهم ( فرسان الساعة الحادية عشر ) ....

    المعلومة والكلمة يا صديق عندنا مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى
    والغلاط صنعة لا نجيدها

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-15-2014, 08:23 PM)

                  

06-15-2014, 08:54 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    عزيزى عاطف

    سلامات

    كالعاده تطرح بكل موضوعية موضوع هام. ليتك كنت على اتصال بصديقنا المشترك, اخى سعد ابونوره لتعرف رؤيته حول هذه الاحداث الجسام فى تاريخ الاخوان الجمهوريين والسودان

    مع ودى وتقديرى
                  

06-16-2014, 07:15 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Elmoiz Abunura)

    الصديق / عاطف عمر
    تحياتي الزاكية
    معليش يا عاطف نقلت المداخلة الي الاسف بعد جراء بعض التعديلات في الاحصاء
    وتقبل شكري وتقديري

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 06-16-2014, 07:26 AM)
    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 06-16-2014, 07:52 AM)

                  

06-16-2014, 07:50 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    الصديق / عاطف عمر
    تحياتي الزاكية


    Quote: أما لو أن كل هذه الأرقام تعني عند جمال أن ( العقوبات انحسرت بصورة كبيرة وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة. ) تبقى مصية
    والله قل لم أكن أعلم ... فهو موقف صدق يليق بك .....



    عارف يا عاطف برغم ان الحوار مع السيد /عبدالرحمن شرفي نائب رئيس القضاء، كانت اهدافه سياسية ولم يكن حوارا توثيقيا، الا انه اكراما لك سأخذ به ومن واقع الارقام التي اوردها سأقوم باثبات اقوالي، ولكن قبل ذلك بالتأكيد يا صديقي لو ثبت عندي ان هذه الارقام تعني شيئا ساقوم بالاعتذار بصورة لا لبس فيها..
    والان دعنا نراجع اقوال السيد/رئيس القضاء ونقارنها بما قلته انا بالاقتباس، ولنري ان كانت تتفق مع اقوالي ام تختلف عنها.. انا قلت:


    Quote: فالثابت بعد تنفيذ الاعدام علي الاستاذ / محمود لم تعد بنفس مستوي تطبيقها الذي سبق الاعدام، ففي حين ان الفترة قبل الاعدام شهدت تطبيق الحدود بصورة واسعة الجلد حدا للخمر ، القطع من خلاف وقطع اليد عشرات المرات، والاعدام حرابة (الواثق صباح الخير) والاعدام ردة (الاستاذ/ محمود محمد طه)


    قال السيد / نائب رئيس القضاء

    Quote: واستعرض نائب رئيس القضاء إحصائية تبين أحكام الحدود الشرعية التى تم تنفيذها بعدد من ولايات السودان للفترة من 2005م وحتى 2012م



    Quote: وقال إن تنفيذ أحكام السرقة الحدية لم يتم خلال تلك الفترة إلا في حالة واحدة بولاية نهر النيل وأخرى بجنوب كردفان، والجزيرة، بينما سجلت الخرطوم (4) حالات وبحري وشرق النيل حالة واحدة للسرقة الحدية، ويقول عن تنفيذ حد الحرابة لنفس المدة الزمنية: "سجلت ولايات شمال دارفور ثلاث حالات، وجنوب كردفان حالة واحدة وجنوب دارفور تسع حالات حرابة".



    يا عاطف
    مولانا نائب رئيس القضاء قدم احصاء للفترة ما بين 2005 الي 2012 علي مستوي ولايات السودان للعقوبات الحدية التي تم تنفيذها خلال 7 اعوام، الانا قلت عنها انحسرت تعال نجمعها ونشوفها بلغت كم؟
    - سرقة حدية = 8 حالات تنفيذ. باعتبار بحري وشرق النيل منطقة ادارة واحدة، اما اذا كانت منطقتين بالتأكيد سينقص متوسط التنفيذ
    - حد الحرابة = 13 حالة تنفيذ.
    - حالة ردة = لا توجد.
    - حد شرب الخمر = لم يرد احصاء عنه في التقرير.
    مجموع ما تم تنفيذه من حدود (غير حد الزنا) = 21 حالة في مدة زمنية وقدرها 7 سنوات ..بمتوسط تنفيذ وقدره 3 حدود سنويا..هل تعتقد ان هذا العدد يستطيع الصمود امام الارقام التي تم تنفيذها خلال عام وسبعة اشهر هي فترة تطبيق مايو لقوانين سبتمبر83 الي ابريل85 ؟

    يتبقي لدينا حد الزنا، وهو حدان (الرجم للمحصنين، والجلد لغير المحصنين) طبعا بالنسبة لحد الرجم لو تم تنفيذه فسيكون للناس علم به، لأن من شروطه الشهود ن بمعني اخر ان يتم في مكان عام، وحقيقي لا استطيع ان اجزم، كما لم يبين التقرير عدد احكام الرجم التي تم تنفيذها، ولكن بالأخذ باخر حكم صدر في هذا الشأن وهو الحكم الصادر عن محكمة امبدة الجنائية علي / انتصار شريف عبد الله في 22 إبريل 2012 نجد انه لم يتم تنفيذه..
    اما احكام الزنا بالجلد، والتي تم الحكم فيها وتنفيذها فمعظمها تم تنفيذه علي نساء بناءا علي واقعة الطبيبة مريم، فقد حكمت المحكمة عليها بحد الزنا، ولم تحكم علي الطرف الاخر (الرجل) بنفس الحد، بمعني ان حد الزنا في السودان حد انتقائي، يقع علي المرأة فقط.وهذا ما عنيته انا ب:

    Quote: وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة.


    وما عنيته بالصورة الخجولة هو ان جميع العقوبات التي الحدية وغير الحدية التي تم تنفيذها وفق قوانين سبتمبر 83 كان يتم الاعلان عنها في التلفزيون بصورة علنية، والان تتم هذه العقوبات ولا يعلن عنها في التلفزيون..
    نجي لي نقطة مهمة جدا تدعم قولي:


    Quote:
    99% من الأحكام الصادرة في الحدود الشرعية يتم تعديلها من المحكمة العليا لتوفر شبهة مسقطة للعقوبة.


    الكلام ده معناه شنو يا عاطف؟
    معناه ان نشبة 1% فقط من الاحكام الصادرة وفق الحدود الشريعة هو ما تم تنفيذه ودي نسبة اعتقد انها تؤكد الانحسار الذي ذكرته لك.. بجانب انو اصحب دلوكت في محاكم تعدل في العقوبات بناءا علي الشبهات، وهو مالم يكن متوفرا في زمن محاكم العدالة الناجزة التي كانت تأخذ بالشبهات ويتم تنفيذ احكامها بنسبة تنفيذ بلغت 100% ، والقاعدة التي كانت تحكم عملها هي (يجوز للمحكمة الاخذ بالبينة حتي ولو تم توفيرها بصورة لا تتفق والقانون) الرئيس نميري نفسه في الاحاديث المبثوثة، منح الشرطة حق نط الحيطة وضبط الجناة..
    الا تعتقد يا عاطف ان اقوال السيد / نائب ريس القضاء تؤكد مقولتي عن الانحسار..
    ده يا عاطف احصاء بسيط يمكننا الاخذ والرد فيه
    وحتي ذلك الحين
    اتمني لك عافية الدين والدنيا
                  

06-16-2014, 09:32 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    جمال يا خوي
    ركز معانا يا حبيبنا
    ما قصة الإختيار الإنتقائي للأرقام ؟؟؟
    Quote: واستعرض نائب رئيس القضاء إحصائية تبين أحكام الحدود الشرعية التى تم تنفيذها بعدد من ولايات السودان للفترة من 2005م وحتى 2012م فيما يتعلق بحد الزنا، حيث شهدت ولاية سنار (304) حدود للزنا، والقضارف (163)، ونهر النيل (273)، وشمال دارفور (204)، وأم درمان (945)، وجنوب كردفان (304)، والشمالية (247)، والنيل الأبيض (767)، والجزيرة (1107)، والنيل الأزرق (447)، والبحر الأحمر (98)، وكسلا (185)، والخرطوم (1379)، وبحري - شرق النيل (632)، وجنوب دارفور (175)،

    Quote: وكشف مولانا شرفى أن الوجود الجنوبي بالسودان عقب اتفاقية السلام الموقعة بنيفاشا كان له الأثر الكبير فى تكاثر الجريمة خاصة جرائم الزنا والخمر ففي دائرة اختصاص الجهاز القضائي أم درمان بلغت أحكام الزنا فى العام 2005م (31) حكم زنا حدي فيما بلغت (142) حكما حديا فى 2009م فى نفس دائرة الاختصاص وعزا الأسباب لارتفاع وتكاثر عدد الوافدين خاصة من الجنوب مما أدى لتكاثر بيوت الخمور وتفشي جريمة الزنا، مبينا أن العام 2010م بلغت فيه أحكام الزنا الحدي (140) حالة لنفس دائرة الاختصاص بينما بلغ الحكم الحدي (175) حكما حديا فى 2011م.

    Quote: واستطرد مولانا شرفي قائلاً إن دائرة اختصاص الخرطوم أصدرت (139) حكماً حديا فى جرائم الزنا فى 2006م فيما بلغت (220) عقوبة حدية فى 2007م، أما بحري وشرق النيل فقد كانت (73) حكم زنا حديا في 2005م وبلغت (105) أحكام زنا فى 2007م، ويقول إن المعدلات انخفضت عقب الانفصال وبدأ العد التنازلي لجرائم الزنا، ويقول إن الأحكام انخفضت فى جنوب دارفور الى (7) جرائم زنا فى 2012م و (41) حكما حديا فى دائرة اختصاص بحري وشرق النيل لذات العام وبلغت (31) حكم زنا حديا بالخرطوم للعام 2012م نفسه وكذلك انخفضت تبعاً لذلك الجرائم الحدية الأخرى.


    وللضمان كدا أقول الأرقام الموجودة بين قوسين في الإقتباسات أعلاه دي ، هى أعداد الناس الذين تم إدانتهم ومحاكمتهم ... وتمت المحاكمات بعد ( الفداء )

    الكلام واااضح
    وركز معانا أكثر في جرائم ( الزنا ) ... وجرائم الزنا يحتاج إثباتها لشروط أقرب للإستحالة كما أنت قطعاً عليم

    الراجل قصدو سياسي أو قصدو قانوني دا موضوع تاني ..
    السياسي يعمد لـ ( تقليل ) الأرقام الحقيقية مراعاة للواقع السياسي ... والقانوني يقول الأرقام كما هى
    على كيفك إختار بينهم
    وفي كل الأحوال لو عندك طعن في الأرقام هات لينا الأرقام الحقيقية من مصدر آخر ذي إطلاع



    ___________

    والصدق عندي دين
    أحبطتني مداخلتك
    شعرت أنو ( إنت ماااا إنت )
                  

06-16-2014, 11:08 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سوف أعيد في هذه المداخلة ما ذكرته في متن هذا البوست من رؤيتي للفداء كما ذكره الأستاذ محمود محمد طه
    وأرجو أن تكون بالوضوح الذي يعين على فهمها بما لا يعيدنا لها مرة أخرى

    أنطلق في هذه الرؤية من حقائق لا ينكرها إلا مكابر ... والحقائق هى
    إتفقنا أم إختلفنا مع الأستاذ محمود محمد طه فهو رجل ضليع في اللغة العربية ،
    إتفقنا أم إختلفنا مع الأستاذ محمود محمد طه فهو ( مهندس ) يكاد يزن كلماته بالثيودلايت ( دقة ) ،دقيق في عبارته ،
    يضع الكلمة حيث المكان المناسب لها ، وبحيث تحس أن أى محاولة لاستبدال كلمة بأخرى تشابهها في المعني سوف يخل بالمعنى.
    مؤلفاته التي قرأنا وأفكاره المنقوله لنا عبر الوسائط تؤكد لنا زعمنا الذي نقول به
    والحال هكذا
    فعندما يقول الأستاذ محمود في وضوح لا لبس فيه - كما هو العهد به - عندما يقول
    الصوفية الذين هم سلف الفكرة الجمهورية.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء
    الشيخ الرفيع قال: المرض بنتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب.. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى! ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى..
    السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء..
    مات الشيخ طه والمرض انتهى..

    محمود محمد طه ( الأستاذ اللغوي ) + محمود محمد طه ( المهندس ) يلتقيان هنا

    الوباء ياخذ الشيخ الصوفي الكبير = ( النتيجة ) ينتهي الوباء
    مات الشيخ الرفيع = ( النتيجة ) وقف الجدري
    مات السيد الحسن = ( النتيجة ) إنتهى الوباء
    مات الشيخ طه = ( النتيجة ) المرض إنتهى

    تأسيساً على ذلك تكون النتيجة الحتمية

    يموت الأستاذ محمود ( فداء ) = ( النتيجة ) تنتهي مايو بقوانينها التي أخرجته من دائرة التأييد إلى دائرة المعارضة

    وفي ظني أن الأستاذ محمود عندما إتخذ ذلك القرار كان منسجماً مع نفسه تمام الإنسجام
    كان يظن أنه يستطيع أن يفعل كما فعل السادة الكرام الذين إستشهد بهم ...
    يموت فداء للشعب السوداني وتنتهي مايو وقوانينها ورموزها
    لكن وقد جرت المقادير على النحو الذي جرت به فإن الأمر الراجح عندي أن ثقة الأستاذ محمود في نفسه لم تكن سوى تضخيم لمقامه الذي يظنه في نفسه Overestimation ، أو ( شطحة ) كما يسميه سادتنا المتصوفة ، وهو نفس التضخيم الذي إفترضه لنفسه عندما ( مارس فعلياً ) خصائص ( الأصيل الواحد ) الذي يحق له حصرياً في هذه الدورة من الحياة يحق له ( ترك التقليد ) .....
    لن ألتفت هنا لما قد يقوله لنا البعض أن الأستاذ قال " ما تقولو أنا الأصيل ، إنما أرجو ...... "
    " الأهم عندي أنه مارس صلاحيات ( الأصيل الواحد ) بترك التقليد أى بعبارة أدق فهو قد إفترض لنفسه هذا المقام الذي لم يتحقق على الأرض ...

    ( تخاذل ) الأخوان الجمهوريين ذاك أمر أقف فيه ( متحفظاً ) ......

    الروح عزيزة .....
    وللصدق لا أضمن إن كنت في مكانهم أن أكون أفضل منهم

    لكن المهم عندي أن ذلك الفداء بمعناه الذي فصله الأستاذ محمود لم يحدث وإنني وبالصدق كله أنظر و ( بإشفاق ) شديد لمحاولات الأعزاء أبو الريش وجمال المنصوري لإقناعنا أن الفداء تم بذهاب نميري ...
    ولا يهم إن بقيت القوانين التي عارضها الأستاذ ...
    ولا يهم إن بقى ( السدنة ) يستوزرون كل عهد
    ولا يهم أن السودان الذي كان الأستاذ محمود يخاف على وحدته الوطنية قد أصبح ( مجموعة سودانات )
    ولا يهم.........

    وبالصدق كله أقول لكم أن كلامي ( الحامض )** هذا ( أقرب ) للأستاذ محمود وفكره من محاولاتكم هذه والتي هى في أحسن حالاتها هى محاولات ( ترقيعية )
    الأستاذ محمود لم يكن رجل ( أنصاف حلول ) ليرضى بـ ( أرباع الحلول ) التي تحاولون ترويجها
    ولو كان كذلك لـ ( صلى ) صلاة التقليد ( تقية ) أمام الناس .... وإن هو فعل ذلك لربما غير خارطة ليس السودان فحسب بل كل المنطقة

    القول باختصار يا سادتي
    الأفضل من وجهة نظري أن يكون الأستاذ محمود قد ( تهيأ ) لمقام ما أو ( تهيأ له ) مقام ما ولم ينله أو لم يتحقق هذا المقام .....
    هذا أفضل من أن تنسبوا له هذه المواقف ( الرخوة ) التي لا تشبهه.

    أقول هذا
    ولن أستطيع أن أحجر بالطبع على أحد أن يخلق أوهاماً ويظل أسيراً لها
    ولن أستطيع أن أحجر بالطبع على أحد إنتظار عودة الأستاذ محمود ( مسيحاً )


    __________________

    كلامي ( الحامض )** -------- حقوق ( الحموضة ) وحقوق التعبير محفوظة للصديق حبيبنا د. أحمد الأبوابي

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-16-2014, 11:16 AM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-16-2014, 11:19 AM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-16-2014, 01:26 PM)

                  

06-16-2014, 12:40 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا عزيزي عاطف لك ولجميع المشاركين
    وشكرا على البوست..
    قولك


    Quote: إن كذب نميري في كل شئ ، فإن الشئ الذي صدق فيه هو قوله في لقاء تلفزيوني لقناة أبوظبي الفضائية - سمعته بنفسي - ( قوانين الشريعة دي خازوق أنا العملتو وأنا الوحيد البقدر ألغيهو ..... )
    يعني باختصار وقد ( عجز ) الجميع عن إلغاء هذه القوانين فإن في ( بقاء ) نميري في الحكم كان أملاً لإلغاء هذه القوانين .... وفي هذه نحن نسترجع تقلباته طوال مسيرته من أقصى اليسار لأقصى اليمين دون أن يرف له جفن
    وحتى لا يساء فهمنا فنحن هنا لسنا في مقعد ( تأييد ) لكننا في مقعد ( تحليل ) لواقع عايشناه
    وبهذا الفهم أيضاً يكون أمر ( الفداء ) المزعوم خال من أى دلالة

    Quote: Quote: أنظر كيف المعارضون اليوم يتطلعون لعسكرى وطنى يقوم بإنقلاب ويزيح هـذا الكابوس، هل ترفع راية المعارضة لو قام ضابط مغامر اليوم بإنقلاب وأعلن نهاية عهـد الأخوان المسلمين وأعلن حالة الطوارئ؟


    قالها في العام 1985 المتصوفة ( الحقيقيون )
    كنت شاهد عيان .....
    وفور إذاعة سوار الدهب لبيانه ذهب أحد الأخوان لشيخه يبلغه بأن عهد نميري قد إنتهى وببسمة حانية رد عليه الشيخ العارف

    " ح يجي يوم يفتشوا ليهو ما يلقوهو ........ "

    ديل يا صديقنا هم البينظروا بعيد .... بعيد


    يستطيع القارئ أن يستنتج أنك لا ترى أن الأستاذ محمود قد فدى الشعب السوداني، ولديك حيثيات، في ظاهرها، تدعم قولك هذا. ولكن الأمر الذي استغربت له لماذا لم يقم أولئك المتصوفة الذين وصفتهم بـ "الحقيقيين" بتخليص السودان والسودانيين من ظلم النميري وتزييفه للشريعة؟ بل أن بعضهم قد أعانوه ومدُّوا له في ضلاله، فقد شهدنا كيف بويع إماما في بقع الصوفية!! ثم أنك ترى بأن الواقع الراهن منذ ذهاب نميري كان ولا يزال أسوأ بما لا يقاس من نظام نميري، وهذا صحيح، ثم أوردت قول الشيخ العارف " ح يجي يوم يفتشوا ليهو ما يلقوهو ........ " ولكن ينشأ السؤال مرة أخرى: لماذا لم يقم أولئك المتصوفة "الحقيقيون" بمقاومة هذا الظلم الذي يتم باسم الإسلام، بل بعض هؤلاء المتصوفة أعانوا نظام الإنقاذ وساندوه؟
    قولك:

    Quote: إن كذب نميري في كل شئ ، فإن الشئ الذي صدق فيه هو قوله في لقاء تلفزيوني لقناة أبوظبي الفضائية - سمعته بنفسي - ( قوانين الشريعة دي خازوق أنا العملتو وأنا الوحيد البقدر ألغيهو ..... )
    يعني باختصار وقد ( عجز ) الجميع عن إلغاء هذه القوانين فإن في ( بقاء ) نميري في الحكم كان أملاً لإلغاء هذه القوانين ....

    إذن، ومن سياق حديثك، أنت ترى بأنه كان من الأفضل ترك نميري لأنه هو وحده الذي يستطيع إلغاء قوانين سبتمبر سيئة السمعة. ولكن، يا عزيزي عاطف، كيف تحتج بنتائج كانت في رحم الغيب على تصرفات أملاها الواجب المباشر، ألا وهي المطالبة بإلغاء تلك القوانين، التي أذلت الشعب السوداني وأهانته، وشوَّهت الشريعة الإسلامية ونفرت عن الإسلام وهددت وحدة السودان؟ بمعنى: كيف تحتج بالحقيقة التي تقول بعجز الحكام و "الجميع" بعد ذهاب نميري عن إلغاء قوانينه، وتصريحه فيما بعد وهو خارج السلطة لقناة أبو ظبي بأنه الوحيد الذي يستطيع إلغاءها؟؟ ولعلك تذكر سؤال مقدم حلقة "بين زمنين" عن هل ندم لإعدامه الأستاذ محمود، ردَّ بأنه غير نادم، وأنه لو لديه سلطة وعاد الأستاذ محمود مرة أخرى فسيعدمه أيضا!!
    https://www.youtube.com/watch?v=4e0MPd3fKU8



    والسؤال إليك هنا: كيف يكون النميري صادقا في قوله بأنه الوحيد الذي باستطاعته إلغاء تلك القوانين الشائهة، ثم يصرِّح مثل هذا التصريح، حتى وهو بعيد عن السلطة؟ هل إلغاء القوانين، و"إزالة الخازوق" فيه استثناء لحالة الأستاذ محمود الذي نصح نميري بإلغائها؟؟؟ !!!

    أفتكر موضوع الفداء مسألة مستمرة منذ الثامن عشر من يناير، ولكن الموضوع كبير، وأنا لا أدري كم من الوقت يحتاجه أكثر من هذا، إلا أن الأمر الواضح هو أنه قد احتاج إلى وقت كبير حتى يدرك السودانيون، بما فيهم الجمهوريون، حقيقة دورهم المناط بهم القيام به، لإلغاء القوانين. يبدو لي أن السودانيين سيكونون أول من يسير في طريق العودة عن الهوس الديني، برغم الصورة القاتمة وانفصال جنوب السودان، وبرغم الحروب المستعرة والمجاعات والظلم والفساد.. تخيل مواطنون يحتجون على فساد الحكومة ويقومون بكشفه يحكم عليهم القاضي بالجلد، وينفذ فيهم الجلد!!! أو امرأة يتم جلدها بهذه الطريقة المهينة المذلة.. ياااااا!! إلى متى؟؟ هذا هو السؤال؟
    https://www.youtube.com/watch?v=FKkM40asUFA



    لو لم يقل الأستاذ سوى كلماته أمام تلك المحكمة الهزيلة لكفانا تعليما منه، ولكفى ما تحمله هذه الشابة "آمنة" في جوانحها من طاقة للتغيير.

    https://www.youtube.com/watch?v=4jlxAksPHXg



    حكمة الله ساقت هذه الأيام الحكومة إلى مواجهة المجتمع الدولي بخصوص مادة الردة في القانون، وبإمكان السودانيين المهمومين بأمر الحرية والكرامة التقاط قفاز قضية المرأة المحكوم عليها بالقتل للردة، للمطالبة بإلغاء هذا القانون، ثم مواصلة النضال لإجبار سلطة الإنقاذ على إلغاء كل القوانين التي قال عنها الأستاذ محمود أنها "وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله"..
    آخر فصول مسلسل الإذلال هو القبض على رؤساء الأحزاب وقادة الرأي عندما انتقدوا انتهاكات مليشيا ما سمي بقوات الدعم السريع، فمثلا قبض على السيد الصادق المهدي ووضع لمدة شهر في السجن ثم إطلق سراحه بالأمس بعد أن أشيع بأنه قد تنازل عن تصريحات توقعه تحت طائلة تقويض السلطة الدستورية، المادة 50، ولا يزال رئيس حزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، في الحبس لنفس السبب.. مع أن ما يسمى بقوات الدعم السريع التي تتهم بارتكاب فظائع في دارفور وكردفان، ليست سوى مليشيات يستخدمها جهاز الأمن، وهو في ذلك ينتهك حتى دستور البلاد الذي يمنع جهاز الأمن من أن تكون له قوات محاربة، ويحصر مهمته فقط في جمع المعلومات وتحليلها.

    ياسر


                  

06-16-2014, 02:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    الفقرة الكاملة من الفيلم الوثائقي "بين زمنين" التي تتناول قصة النميري مع الأستاذ محمود محمد طه

    https://www.youtube.com/watch?v=e8frpcDvgqw


                  

06-16-2014, 08:15 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    عوداً لصديقنا أبو الريش
    مع التحيات والشكر
    Quote: إذا يا باشمهندس موضوع إهتمامك الرئيسى هو الفـداء.

    نعم
    فكرة هذا البوست كما هو واضح من العنوان هو موضوع الفداء و ( الوهم ) الذي أزعم أنه قد إرتبط به
    ومقارنة ذلك بحالة الإنزواء التي عاشها ويعيشها أصدقاؤنا الجمهوريون وهى الجزئية التي لم أتمكن حتى الآن من التطرق لها وآمل أن أتمكن من ذلك قريباً
    بين هذه وتلك سوف تطل بالطبع أحاديث ذات صلة وثيقة
    Quote: وما قام به الأستاذ محمود لم يكن عملا سياسيـا بالمعنى المعروف للسياسـة.. لأن هدف الساسـة هو الحكم والسلطـة، حين الأستاذ والحزب الجمهورى لم يشاركوا
    في أي انتخابات منذ الإستقلال، وما كان أسهل ان يتحالفوا مع أي حزب على الأقل ليحصدوا الوزارات.. بل لكان النميرى أسعد انسان لو تحالف معه الأستاذ
    مثلما فعل الصادق والترابى في السبعنات.. بل الأستاذ قال لتلاميذه أنتم معلمون، والهدف هو ملئ ساحـة توعيـة الشعب التي انصرف منها الاخرون للسياسة
    والمناصب.. وقال "الشعب السودانى لا تنقصه الأصالة، وإنما تنقصـه المعلومات الوافيـة، وقد تضافرت شتى العوامل لتحجبه عنهـا" .. إذا الأستاذ نذر نفسه
    ووظف وقته لنشر الوعى ومحاربـة التغييب والإرهاب الفكرى لحفظ العشب في بوتقـة الجهل والخوف.
    ولا يمكن مقارنة موقف الأستاذ بمواقف السياسيين طالبى السلطـة، فهو بعد تلك الندوة المذكورة التي أعلن فيها الحرب على النميرى وشريعته، لم يختفى، وإنما أقتيـد
    من منزله الذى عقدت فيه الندوة، حين أعتقل الاخرون من المخابئ .. وحين أذل القضاة وزعيمهم داخل المحكمة، حين حاول الاخرون الدفاع عن أنفسهم.. البون
    شاسـع يا باشمهندس.. لأن موقف الأستاذ نابع من تحقيق دينى ومصالحة مع النفس..

    هل توجد فواصل دقيقة بين الفكري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي ؟؟؟
    المشاركة في الحكم - أى حكم - هو وجه من أوجه الفعل السياسي الإجرائية ولكنه ليس ( كل شئ ) في السياسة
    الفكرة - أى فكرة - هى عمل سياسي بمعنى ما
    الإقتصاد هو فعل سياسي بمعنى ما
    الإجتماع هو فعل سياسي بمعنى ما
    وحتى الأخوان الجمهوريون في سعيهم الفكري هم يمارسون السياسة ، صحيح أن أولويتهم هى للتربية وتهيئة الأرضية لكنهم إن بلغوا ( العدد ) المناسب سوف يكون طرفاً في السياسة الإجرائية
    أظن أن الدكتور حسن الترابي سوف يكون أسعد الناس بفصلك لما هو سياسي ولما فكري فهو أى الدكتور الترابي - وحسب تحليلك - لم يمارس أى فعل سياسي في الفترة منذ يونيو 1989 وحتى ديسمبر 1999 حيث لم يكن اى أى منصب في الدولة
    كان مجرد ( مفكر ) .....
    Quote: أما مفهوم الفداء، فأكرر لك نقطـة لم تتوقف عندها.. هي أن الفداء من الرجل لقومه الذين يعاصرونه، وليس مسؤولا عن بقيـة العصور.. وبعد إعدام الأستاذ لم تقطع
    يد حتى زوال حكم النميرى وفى كل عهـد الإنتفاضـة، ثم في هـذا العهـد (على الأقل لم تكن مجزرة مثل ما كانت في عهد النميرى).. رغم وجود نصوص قوانين سبتمبر..
    ورغم ذلك كله، فإن الرجال المعاصرين هم المسؤولون عن فداء شعوبهم.. ركز على هـذه النقطـة..
    لو في جمهوريين معينين عندهم مفاهيم عن الفداء وتفسير كلام الأستاذ عن الفداء، بأنه فدى العالم والى الأبد.. فلا تستطيع قفل أفواه الناس.. الناس دائما بتتكلم تعمل ليهم شنو

    Quote: لا يا عاطف.. هـذا ليس عهـد الأستاذ، وإنما عهدك وعهدى، ولا يمكن ان نحول تقصيرنا في واجب فداء شعبنا لرجل فدى شعبه في حينه.. لكل زمان رجال.. والأستاذ قام
    بواجبه على أكمل وجه، وواجبنا انت وأنا حماية المكتسبات التي تركها لنا..
    الرجل حين يكدح ويورث أبناءه الميراث فتكون مسؤولية الأبناء وليس الاب المتوفى الحفاظ على الإرث.. ما عارف النقطة دى اوقعها ليك كيف وقد دعوتك أكثر من مرة لنقاشها.
    الأستاذ عمل عمله كرجل مسؤول ومشى.. واجبنا نحن شنو اليوم؟
    الرجاء إعادة قراءة مداخلتى أعلاه..

    بل توقفت فيها وقرأتها وأعدت قراءتها
    وأبنت وجهة نظري بالقول
    Quote: أى فداء ذاك الذي تكون نتيجته بلد يتقسم أجزاء مبعثرة وفساد يستشري وذمم تباع وتشترى وأعزاء يذلون ؟؟؟؟؟
    وفي هذا فلن نلتفت لأحاديث المعارضة ( المغرضة ) وسوف نورد أحاديث ( الجمهوريين ) فقط إن إستدعى النقاش ذلك ..
    الصوفية لم .... ولا يعملونها ( نية ) أبداً ......إن فدوا فإنه الفداء .... لا يعود الوباء من حيث تم الفداء .... وحتى الآن نقول في عاميتنا ( أرح أرجى الله في الكريبة ) ..... ولا أظنها خافية عليك قصة الشيخ ود كنان
    وطالما إتفقنا بأن الفيصل الذي حددته له هو ( قوانين سبتمبر 83 ) فهل بموت الأستاذ محمود تم إلغاء قوانين سبتمبر 83 ؟؟
    لا .... وألف لا فلا تزال أحكام الردة والقطع سارية ....
    وعلى مر الحكومات المتعاقبة ظلت قوانين سبتمبر باقية .... بل ونزيدك من الشعر بيت ظل ( وزراء نميري ) يتوافدون على كراسي وزارات حكومات ما بعد نميري ... وحتى هذا العهد
    فهل كانت المشكلة في جعفر نميري كـ ( شخص ) ؟؟

    ومؤخراً أتيت وفصلت بما لا أعتقد أن لدى مزيد أضيفه في هذا الجانب
    فأرجو أن تراجع ما كتبنا
    وذلك هو ما رأينا
                  

06-16-2014, 08:24 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    ترحاب كبير بالأحباب

    الصادق إسماعيل
    أستاذنا المعز الجمري أبونورة
    د. ياسر الشريف ( ومداخلاته الملهمة التي إنتظرتها )

    سوف أعود بحول الله لكم
                  

06-17-2014, 04:20 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    الصديق / عاطف عمر
    تحياتي القلبية..
    اولا احب ان اشكرك جزيل الشكر علي تذكيرنا بوجوب التعامل الصادق وان نتوخي الصدق فيما نقول ونعمل، وادعو ربي ان يجزيك عنا خير الجزاء:

    Quote: والصدق عندي دين

    االشيء الثاني : اقدم اعتذاري عما سببته لك من احباط
    Quote: أحبطتني مداخلتك

    وارجو ان يجد منك القبول، اما عبارة
    Quote: شعرت أنو ( إنت ماااا إنت )

    بالتأكيد انو انا اليوم لست نفسي امس، من حيث الشكل والمضمون.. وارجو ان يكون الي ماهو خير واحسن..ولكن قبل ان ادلف الي التعامل مع ماورد من ارقام عن حد الزنا دعنا نتذكر سويا قول ربنا سبحانه وتعالي:(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)هود
    يا عاطف
    انا ما اهملت رقم الزنا الذي تراه عيما ونراه متواضعا جدا، وده موضوع سنقوم بالتفصيل فيه بأذن الله، وقد ذكرت في ماخلتي ان حد الزنا تمثل في (الجلد) وليس (الرجم) وذهبت في سبيل ان اقول بأن حد الجلد طال (النساء) دون الرجال، وجئتك بنموذج مما تم الحكم فيه مؤخرا. واذا قارنت مجمل الأمر بما ورد في الاقتباس الذي وجد منك جل الاهتمام لوجدت انهما يصبان في نفس المجري، والان الي عبارتي كاملة غير منقوصة:

    Quote: فالثابت بعد تنفيذ الاعدام علي الاستاذ / محمود لم تعد بنفس مستوي تطبيقها الذي سبق الاعدام، ففي حين ان الفترة قبل الاعدام شهدت تطبيق الحدود بصورة واسعة الجلد حدا للخمر ، القطع من خلاف وقطع اليد عشرات المرات، والاعدام حرابة (الواثق صباح الخير) والاعدام ردة (الاستاذ/ محمود محمد طه) نجد في المقابل ان هذه العقوبات انحسرت بصورة كبيرة وانحصرت في جلد النساء فقط وبصورة خجولة. هذا من امر الفداء، والفداء لايعني توقف المسيرة باي حال من الاحوال..

    اوردت فيها ان الانحسار طال عقوبات
    Quote: ففي حين ان الفترة قبل الاعدام شهدت تطبيق الحدود بصورة واسعة الجلد حدا للخمر ، القطع من خلاف وقطع اليد عشرات المرات، والاعدام حرابة (الواثق صباح الخير) والاعدام ردة (الاستاذ/ محمود محمد طه) نجد في المقابل ان هذه العقوبات انحسرت بصورة كبيرة

    وده ثابت مما ورد في حديث السيد/ نائب رئيس القضاء، عبر الرقم المتواضع الذي ورد في تقريره في شأن هذه العقوبات، ولاتنس انني حصرت حد الجلد في النساء، والنساء غير المحصنات يجلدن في الزنا حدا، وهو ما جاء سنده في اقوال السيد/ نائب رئيس القضاء:
    Quote: واستعرض نائب رئيس القضاء إحصائية تبين أحكام الحدود الشرعية التى تم تنفيذها بعدد من ولايات السودان للفترة من 2005م وحتى 2012م فيما يتعلق بحد الزنا، حيث شهدت ولاية سنار (304) حدود للزنا، والقضارف (163)، ونهر النيل (273)، وشمال دارفور (204)، وأم درمان (945)، وجنوب كردفان (304)، والشمالية (247)، والنيل الأبيض (767)، والجزيرة (1107)، والنيل الأزرق (447)، والبحر الأحمر (98)، وكسلا (185)، والخرطوم (1379)، وبحري - شرق النيل (632)، وجنوب دارفور (175)،

    يا (عاطف)
    حان جيت للجد حديث السيد/نائب رئيس القضاء ، به عيوب فنية وعيوب مهنية، وهو حديث سياسي في المقام الأول، واعتقد انه لا يجوز للقاضي ان يتدخل في السياسة لأنو ده عيب كبير في حقه يقدح في عدالته وزنزاهته بحكم ان له توجه سياسي معلن، ولكن دعنا مؤقتا ان نتجاهل ذه النقطة، ولننظر للقصد من هذا الحديث، وهو مضمن في الحديث نفسه:

    Quote: -1ويقول شرفي إن دراسة الظاهرة وضّح أن انخفاض النسبة فى 2005م كان بسبب التكوين الإثني للمجتمع آنذاك حيث كانت عدد الوافدين من جنوب السودان محدوداً وكان محصوراً فى الفئات المسالمة منهم قبل اتفاق السلام الشامل نيفاشا

    Quote: -2وعقب اتفاقية السلام قال إن أعداد الوافدين تكاثرت خاصة منسوبي الحركة الشعبية حيث نصت المادة (156/د) من الدستور الانتقالي على أن تراعي المحاكم عند ممارسة سلطاتها التقديرية فى توقيع العقوبات على غير المسلمين، المبدأ الراسخ فى الشريعة الإسلامية، أن غير المسلمين لا يخضعون للعقوبات الحدية المفروضة وتطبق عليهم عقوبات تعزيرية وفقاً للقانون

    Quote: -3وقال مولانا عبد الرحمن شرفي إن السلطات السياسية فى البلاد يجب أن تأخذ بتلك الإحصائيات، مشيراً الى أنه إذا تم التوقيع على اتفاقية الحريات الأربعة فستتصاعد معدلات الجرائم ويعود الحال الى ما كان عليه فى م2005

    والأخير ده هو هدف حديث السيد/ نائب رئيس القضاء، والعبارة الاخيرة تضع ظلال كثيفة حول صدق الارقام الواردة، ولماذا حصرها في الزنا فقط؟
    - وحسب وجهة نظر القاضي (الاثنية) هل يمكن للشمالة او ذات الاثنية العربية ان تمارس الزنا مع الرجل الجنوبي؟
    - هل قصد القاضي ان ينسب التفلت الجنسي الي المرأة الجنوبية فقط؟
    يا عاطف ..
    هناك عيوب كثيرة وردت في التقرير، منها علي سبيل المثال، لماذا لم يحوي حديث السيد / نائب رئيس القضاء احصاءا للفترة من 1991م والي 2005م ؟
    الم يقل بنفسه بان ("نؤكد أنه لم يتم إلغاء الأحكام الحدية ولا أحد يستطيع إلغاءها فلدينا القانون الجنائي لسنة 1991م وهو يختلف عن قانون العقوبات لسنة 1983م ومنذ العام 1991م لم يتوقف صدور أحكام الحدود الشرعية على الإطلاق" ) ؟
    والان دعنا نتعامل مع ارقام حد الزنا التي تم تطبيقها حتي عام 2012م:
    304 ولاية سنار
    163 القضارف
    273 نهر النيل
    204 شمال دارفور
    945 ام درمان
    304 جنوب كردفان
    247 الشمالية
    767 النيل الابيض
    1107 الجزيرة
    447 النيل الازرق
    98 البحر الاحمر
    185 كسلا
    1379 الخرطوم
    632 بحري وشرق النيل
    175 جنوب دارفور
    ـــــــــــــــــــــــ
    7230 ده اجمالي الرقم
    =======
    الرقم ده يا عاطف عشان نتحصل علي المتوسط بتاعه، لنعرف ان كان يشكل رقما ضخما بعد (الفداء) يجب ان تتم قسمته علي الفترة الزمنية من 18/01/1985 والي 2012 وهي نهاية فترة احصاء السيد / نائب رئيس القضاء..
    يعني نقول القسمة تكون علي 28 سنة، يعني تبقي:
    7230 علي 28 = 258.2142857 ده متوسط تطبيق حد الزنا سنويا...
    افتكر ده ميزان عادل يا عاطف ولا رائك شنو ؟
    مع ارق التحايا

                  

06-17-2014, 11:17 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    إستراحة

    إهداء للأحباب


    رواية أسأل عنها يوم القيامة


    ذهب أحد أخواننا المشايخ ليودع شيخه / شيخنا الذين كان مسافراً لأداء عمرة رمضان ...
    قال أخونا الشيخ مخاطباً شيخنا الأكبر
    - ما تنسونا يابا .....
    رد عليه الشيخ الكبير مفاجئاً
    - إنت ح تجي محصلنا يوم 20 رمضان ونعمل معاً عمرة العشرة الأواخر
    ( وسوس ) أخونا ... أنى له ... والحال صعب ... ولا فرقة مالية لعشرات الجنيهات دع عنك ملايين السفر.....
    قرأه الشيخ باطناً وزاد له الكيل
    - تجينا ... كمان ولا في سودانير حقتنا دي .. تجينا بالخطوط السعودية... ولا في الدرجة السياحية حقتنا دي ... تجينا في الدرجة الأولى .... وتنزل في أحسن فندق ... لكين بتخليهو تاني يوم وتجي تقعد معانا.......
    زال ( وسواس ) أخونا... وحل مكانه إطمئنان قلبه بأن ( خرطة طريق ) الشيخ لابد محققة وبحذافيرها.....
    أنهى إجراءات التأشيرة وكان ذلك هو كل مقدرته .....
    توقف هنا
    لكنه كان مطمئناً تمام الإطمئنان
    إنتقل قلقه للأخوان .... جمعوا له من ما يملكون ما استطاعوا وأتو به له ... سألهم هل ما أتيتم به يسفرني في الدرجة الأولى في الخطوط السعودية وينزلني في أحسن فندق ...؟؟
    طأطأوا خجلاً وأجابوا بأن لا
    وزاد أحدهم بأن رحلة الخطوط السعودية يوم 20 رمضان مكتملة تماماً ولا مقعد واااااحد فاضي مافي والإحتياط تجاوز الحد المسموح به ,.... لكن لقينا ليك حجز يوم 19 و يوم 21 في سودانير ....
    أخذ بعض الأخوان ( المثقفاتية ) يحدثونه عن ( المرونة ) في التعاطي مع ( تعليمات ) الشيخ وأخذ ( جوهر ) الكلام وعدم التدقيق في التفاصيل ....
    إسمتع إليهم جيداً أجابهم بهدوء ...
    - أبوى عمرو ما بيقول كلمة ( نية ) ... وعمروا ما بيسوى شغلة ( نية ) .... أبوى ما محتاج لى عشان أتعذر ليهو .... سفري كما سمعتم يوم 20 رمضان بالخطوط السعودية وفي الدرجة الأولي .....
    وأرجع لهم مبلغهم مع شكره

    تأكد من مواعيد الطائرة السعودية المغادرة من مطار الخرطوم
    وذهب كما يذهب المسافرون قبل ثلاث ساعات
    وعند نزوله من العربة وجد أحد ( أخواننا ) المقتدرين زعلان يكلم نفسه
    وبعد السلام والمطايبة
    - يازول خير ..... الزعل شنو ؟؟
    - تتخيل يا سيدنا متفقين أنا و ( فلان ) نسافر سوا وخلصت الحجز والتذاكر درجة أولى وحجزت الفندق ... هسع ضرب بيعتذر عن السفر..... بعدين يا سيدنا أعفى لينا ... مافي زول من الأخوان قال لى إنت مسافر كنت عملت حسابك معانا .......

    - حسابي ح تعملو هسع ..... يلا نحصل مكتب الخطوط عشان نغير تذكرة ( فلان ) دا من إسمو لى اسمي ... ونحن في الطريق ح أتم ليك ( أصل الحكاية وكلام أبوك الشيخ ) ....
    ......
    ......

    تمت ....
    كما هى ... ( حرفاً ... حرفأً )

    وصارت كلمة أخونا الشيخ الأثيرة

    " ما قلت ليكم .... أبوى عمرو ما بيقول كلمة ( نية ) ... وعمروا ما بيسوى شغلة ( نية ) "

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-17-2014, 12:07 PM)

                  

06-17-2014, 12:52 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote:
    إستراحة

    إهداء للأحباب


    رواية أسأل عنها يوم القيامة


    ذهب أحد أخواننا المشايخ ليودع شيخه / شيخنا الذين كان مسافراً لأداء عمرة رمضان ...
    قال أخونا الشيخ مخاطباً شيخنا الأكبر
    - ما تنسونا يابا .....
    رد عليه الشيخ الكبير مفاجئاً
    - إنت ح تجي محصلنا يوم 20 رمضان ونعمل معاً عمرة العشرة الأواخر
    ( وسوس ) أخونا ... أنى له ... والحال صعب ... ولا فرقة مالية لعشرات الجنيهات دع عنك ملايين السفر.....
    قرأه الشيخ باطناً وزاد له الكيل
    - تجينا ... كمان ولا في سودانير حقتنا دي .. تجينا بالخطوط السعودية... ولا في الدرجة السياحية حقتنا دي ... تجينا في الدرجة الأولى .... وتنزل في أحسن فندق ... لكين بتخليهو تاني يوم وتجي تقعد معانا.......
    زال ( وسواس ) أخونا... وحل مكانه إطمئنان قلبه بأن ( خرطة طريق ) الشيخ لابد محققة وبحذافيرها.....
    أنهى إجراءات التأشيرة وكان ذلك هو كل مقدرته .....
    توقف هنا
    لكنه كان مطمئناً تمام الإطمئنان
    إنتقل قلقه للأخوان .... جمعوا له من ما يملكون ما استطاعوا وأتو به له ... سألهم هل ما أتيتم به يسفرني في الدرجة الأولى في الخطوط السعودية وينزلني في أحسن فندق ...؟؟
    طأطأوا خجلاً وأجابوا بأن لا
    وزاد أحدهم بأن رحلة الخطوط السعودية يوم 20 رمضان مكتملة تماماً ولا مقعد واااااحد فاضي مافي والإحتياط تجاوز الحد المسموح به ,.... لكن لقينا ليك حجز يوم 19 و يوم 21 في سودانير
    أجابهم بهدوء ...

    - أبوى عمرو ما بيقول كلمة ( نية ) ... وعمروا ما بيسوى شغلة ( نية ) .... سفري كما سمعتم يوم 20 رمضان بالخطوط السعودية وفي الدرجة الأولي .....

    وأرجع لهم مبلغهم مع شكره

    تأكد من مواعيد الطائرة السعودية المغادرة من مطار الخرطوم
    وذهب كما يذهب المسافرون قبل ثلاث ساعات
    وعند نزوله من العربة وجد أحد ( أخواننا ) المقتدرين زعلان يكلم نفسه
    وبعد السلام والمطايبة
    - يازول خير ..... الزعل شنو ؟؟
    - تتخيل يا سيدنا متفقين أنا و ( فلان ) نسافر سوا وخلصت الحجز والتذاكر درجة أولى وحجزت الفندق ... هسع ضرب بيعتذر عن السفر..... بعدين يا سيدنا أعفى لينا ... مافي زول من الأخوان قال لى إنت مسافر كنت عملت حسابك معانا .......
    - حسابي ح تعملو هسع ..... يلا نحصل مكتب الخطوط نغير التذكرة باسمي وأتم ليك ( أصل الحكاية وكلام أبوك الشيخ ) ....
    ......
    ......

    تمت ....
    كما هى ... ( حرفاً ... حرفأً )

    وصارت كلمة أخونا الشيخ الأثيرة
    " ما قلت ليكم .... أبوى عمرو ما بيقول كلمة ( نية ) ... وعمروا ما بيسوى شغلة ( نية ) "



    سلام يا أخي عاطف والجميع
    وشكرا لهذه الحادثة التي رويتها، والتي لا أشك في أنها قد حدثت. وأرجو أن تخبرنا باسم شيخكم وتحدثنا بالمزيد عنه.

    أعود لموضوع الفداء. قلت في مداخلتي بعاليه


    Quote: أفتكر موضوع الفداء مسألة مستمرة منذ الثامن عشر من يناير، ولكن الموضوع كبير، وأنا لا أدري كم من الوقت يحتاجه أكثر من هذا، إلا أن الأمر الواضح هو أنه قد احتاج إلى وقت كبير حتى يدرك السودانيون، بما فيهم الجمهوريون، حقيقة دورهم المناط بهم القيام به، لإلغاء القوانين.


    أعتقد بأن القول بانحسار تطبيق العقوبات السبتمبرية الذي يحاول أخي جمال المنصوري إثباته أمر يتناقض مع نذارة منشور "هذا.. أو الطوفان" نفسه.. فالمنشور طالب بإلغاء قوانين سبتمبر وبوقف الحرب واللجوء إلى الحل السلمي وبفتح المنابر الحرة، وأنذر السلطة بأنها إن لم تأخذ بالنصيحة فسوف يحدث الطوفان.. والطوفان قد بدأ منذ تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود، وهو مستمر حتى الآن، فلا يُعقل أن يقال بأن شرور دولة قوانين سبتمبر قد انحسرت، فإن ما فعلته حكومة الأخوان المسلمين بتحويل الحرب، التي طالب منشور الجمهوريين بوقفها، إلى حرب جهادية أزهقت فيها مئات الآلاف من الأنفس، وحده دليل على عدم الانحسار، وبرهان على صدقية نذارة الطوفان.. وقد اتضح الآن أن الطوفان لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة..
    ولك يا أخي عاطف أقول أن القصه آخرها لسه، ويوم تمام النصر قادم لا محالة، فهذا وعد غير مكذوب، قال رب العزة "ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأشرقت الأرض بنور ربها، وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون"..
    https://www.youtube.com/watch?v=-MbxZHCFMD8




    فالتفدية بوهب الروح لا تعني الموت وإنما تعني الحياة. ولكن لأن المسألة كبيرة، وأكبر من مسألة وباء ومرض، فهي لا تزال عملية مستمرة حتى يوم انتصار الخير على الشر وتحقق جنة الأرض "وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين" صدق الله العظيم
    وطالما تغنى العارفون من أهل الله بهذه المعاني، فها هو سلطان العاشقين، الشيخ ابن الفارض يقول:
    نسخْتُ بحُبّي آية َ العِشقِ من قبلي، ** فأهلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلِّ
    وكُلُّ فَتًى يهوى ، فإنّي إمَامُهُ، ** وإنّي بَريءٌ مِن فَتًى سامعِ العَذْلِ
    ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صِفاتُهُ، ** ومنْ لمْ يفقِّههُ الهوى فهوَ في جهلِ
    ومنْ لمْ يكنْ في عزَّة ِ النَّفسِ تائهاً ** بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّلّ
    إذا جادَ أقوامٌ بِمالٍ رأيْتَهُمْ ** يَجودونَ بالأرواحِ مِنْهُم بِلا بُخلِ
    وإنْ أودعوا سرَّاً رأيتَ صدورهمْ ** قَبوراً لأسرارٍ تُنَزَّهُ عن نقَلِ
    وإنْ هدِّدوا بالهجرِ ماتوا مخافة ً ** وإن أُوعِدوا بالقَتلِ حنّوا إلى القَتْلِ
    لعمري همُ العشَّاقُ عندي حقيقة ً ** على الجِدّ، والباقون منهم على الهَزْلِ


    وشكرا
    ياسر
    ــــــــــــــــــــــــ
    تخريمة: أرجو أن تكون قد شاهدت حلقة ابن عمكم، المرحوم عمر عثمان، فقد قمت بوضعها في بوستك ذاك كما وعدت.
                  

07-19-2014, 05:49 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    شن قلنا زمان????
    فمبدا الفداء موجود فى الثقافة الاسلامية التقليدية و استهزوا بنا.
                  

06-17-2014, 04:37 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    المنصوري يا حبيبنا
    تسلم
    Quote: ـــــــــــــــــــــــ
    7230 ده اجمالي الرقم
    =======
    الرقم ده يا عاطف عشان نتحصل علي المتوسط بتاعه، لنعرف ان كان يشكل رقما ضخما بعد (الفداء) يجب ان تتم قسمته علي الفترة الزمنية من 18/01/1985 والي 2012 وهي نهاية فترة احصاء السيد / نائب رئيس القضاء..
    يعني نقول القسمة تكون علي 28 سنة، يعني تبقي:
    7230 علي 28 = 258.2142857 ده متوسط تطبيق حد الزنا سنويا...
    افتكر ده ميزان عادل يا عاطف ولا رائك شنو ؟

    والحال هكذا يلزمنا إعتذار صريح للسيد الرئيس عمر حسن أحمد البشير إذ زعلنا ذات مرة من تصريحه القائل أن ضحايا مشكلة دارفور هم فقط عشرة ألف مواطن

    على كل حال نترك ما رأينا وما رأيت لحكم السادة المتابعين ولحكم التاريخ
                  

06-17-2014, 06:25 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    لعلي أستأذن الأحباب لأقفز للتعليق على أجزاء من مداخلات عزيزنا د. ياسر الشريف
    وذلك لأنها قدمت لنا رؤية جديدة تستوجب التوقف عندها ما دمنا في محطة الفداء
    على أن أعود بحول الله لمداخلاتكم وباقي مداخلاته لاحقاً بحول الله
    Quote: أفتكر موضوع الفداء مسألة مستمرة منذ الثامن عشر من يناير، ولكن الموضوع كبير، وأنا لا أدري كم من الوقت يحتاجه أكثر من هذا، إلا أن الأمر الواضح هو أنه قد احتاج إلى وقت كبير حتى يدرك السودانيون، بما فيهم الجمهوريون، حقيقة دورهم المناط بهم القيام به، لإلغاء القوانين. يبدو لي أن السودانيين سيكونون أول من يسير في طريق العودة عن الهوس الديني، برغم الصورة القاتمة وانفصال جنوب السودان، وبرغم الحروب المستعرة والمجاعات والظلم والفساد.. تخيل مواطنون يحتجون على فساد الحكومة ويقومون بكشفه يحكم عليهم القاضي بالجلد، وينفذ فيهم الجلد!!! أو امرأة يتم جلدها بهذه الطريقة المهينة المذلة.. ياااااا!! إلى متى؟؟ هذا هو السؤال؟

    Quote: أعتقد بأن القول بانحسار تطبيق العقوبات السبتمبرية الذي يحاول أخي جمال المنصوري إثباته أمر يتناقض مع نذارة منشور "هذا.. أو الطوفان" نفسه.. فالمنشور طالب بإلغاء قوانين سبتمبر وبوقف الحرب واللجوء إلى الحل السلمي وبفتح المنابر الحرة، وأنذر السلطة بأنها إن لم تأخذ بالنصيحة فسوف يحدث الطوفان.. والطوفان قد بدأ منذ تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود، وهو مستمر حتى الآن، فلا يُعقل أن يقال بأن شرور دولة قوانين سبتمبر قد انحسرت، فإن ما فعلته حكومة الأخوان المسلمين بتحويل الحرب، التي طالب منشور الجمهوريين بوقفها، إلى حرب جهادية أزهقت فيها مئات الآلاف من الأنفس، وحده دليل على عدم الانحسار، وبرهان على صدقية نذارة الطوفان.. وقد اتضح الآن أن الطوفان لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة..

    نعم هكذا نريد للأفكار أن تخرج لـ ( تتشمش )
    نحن هنا أمام مفهومين يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً كما قوانين الخطوط المتوازية
    الخط الأول الذي قدمه لنا الأستاذ محمود عن الفداء وحيثياته التي ذكرها بضرب أمثلة بالسادة الكرام .... وتوصيل المعلومة عن طريق الأمثلة هو حقاً نهج السادة الصوفية تأسياً بروح القرآن
    في ذاك الخط ( وحتى الآن ) فإن الرسالة التي وصلتني من حديث الأستاذ محمود أن يتم أمر الفداء كما تم في أمثلته ( الكمدة بالرمدة ) ..... تقديم النفس فداء ...النتيجة ( إنتهاء الوباء كلياً ) ... لا يمكن أن القول بأن الفداء عملية مستمرة والسوء يحصد البلاد والعباد حصداً ..... في هذه الحالة البلاد والعباد هم من يدفعون الثمن ......ولا قيمة ( فدائية ) لموت الأستاذ محمود .... بل بالعكس فقد فقدنا من كانت حياته سوف تكون ( أجدى ) لمكافحة هذا السوء.....
    الخط الثاني الذي يقدمه عزيزنا د. ياسر ( وله منطق جيد فيه ) أن القول ( إنحسار تطبيق العقوبات السبتمبرية الذي يحاول أخي جمال المنصوري إثباته أمر يتناقض مع نذارة منشور "هذا.. أو الطوفان" نفسه.. ) إذ أن المنشور قد طالب ( بإلغاء قوانين سبتمبر وبوقف الحرب واللجوء إلى الحل السلمي وبفتح المنابر الحرة، وأنذر السلطة بأنها إن لم تأخذ بالنصيحة فسوف يحدث الطوفان.. والطوفان قد بدأ منذ تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود )
    وحيث أن ( والطوفان قد بدأ منذ تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود، ) فأين الفداء ..... ؟؟ والفداء هنا تقرأ بمفهومي الذي أوضحته في هذا البوست مستنداً فيه على رؤيتي التي أبنت ....
    وفي ذات الوقت فإن في محاولات صديقنا المنصوري ( تجميل ) هذا الوضع السيئ وتجييره في إتجاه يدعم تحقق الفداء هى وضع مثير للشفقة من وجهة نظري

    هذا محك صدق يا أصدقاء
    راجعوا أشياءكم

    لعلي هنا أعيد ما قلته سابقاً على متن هذا البوست ( وفي ظني أن الأستاذ محمود عندما إتخذ ذلك القرار كان منسجماً مع نفسه تمام الإنسجام ، كان يظن أنه يستطيع أن يفعل كما فعل السادة الكرام الذين إستشهد بهم ... ،يموت فداء للشعب السوداني وتنتهي مايو وقوانينها ورموزها ) ولعلي هنا أسترجع البداية ( القوية ) لمنشوره هذا أو الطوفان

    Quote: ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب)
    صــدق الله العظيم
    غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم

    لا حظ لجملة ( غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان ) وتأمل بشدة كلمة ( حياتنا )
    هذا يعني عندي ( إضافة ) لما قدمته من تحليل يعني عندي أن السودان المهدد في ( وحدته الوطنية ) والإسلام المهدد ( بالتشويه في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ) نتيجة لتطبيق هذه القوانين هما ( الخط الأحمر ) الذي سوف يقدم حياته هو وتلاميذه الجمهوريين ( حرصاً عليهما ، وصوناً لهما ) .
    بمعنى أوضح

    يا تلغوا هذه القوانين .... أو يقدم الجمهورين حياتهم لتلغي .....

    هو قد أنجز ما وعد ، ولكن لحكمة يعلمها الله تعالى فلم يتحقق ما كان يرجوه .... وأيضاً أجدني مضطراً لإعادة تحليلي السابق
    " لكن وقد جرت المقادير على النحو الذي جرت به فإن الأمر الراجح عندي أن ثقة الأستاذ محمود في نفسه لم تكن سوى تضخيم لمقامه الذي يظنه في نفسه Overestimation ، أو ( شطحة ) كما يسميه سادتنا المتصوفة ، وهو نفس التضخيم الذي إفترضه لنفسه عندما ( مارس فعلياً ) خصائص ( الأصيل الواحد ) الذي يحق له حصرياً في هذه الدورة من الحياة يحق له ( ترك التقليد ) .....
    لن ألتفت هنا لما قد يقوله لنا البعض أن الأستاذ قال " ما تقولو أنا الأصيل ، إنما أرجو ...... "
    " الأهم عندي أنه مارس صلاحيات ( الأصيل الواحد ) بترك التقليد أى بعبارة أدق فهو قد إفترض لنفسه هذا المقام الذي لم يتحقق على الأرض ... "
    وفي ظني أيضاً أن الطوفان المعني في النذارة ليس مقصوداً به ( الطوفان الذي لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة ) إنما المقصود به الطوفان الذي كان ( متوقع ) حدوثه حال كونه وتلاميذه يتقدمون للفداء ... وحيث أن الفداء في ( عضمه ) لم يتحقق فالطوفان الذي كان يأمل في حدوثه لم يتحقق .....

    أما ما نشهده من تغيرات على مستوى المنطقة ومنذ إنهيار المعسكر الإشتراكي وبروز الإسلام السياسي كـ ( بديل حتمي ) لسد الفراغ في واقع لا يعترف بالفراغ فذاك شأن آخر ليس للسودان سبب ( مباشر ) فيه ...

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-17-2014, 06:37 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-17-2014, 07:17 PM)

                  

06-18-2014, 03:30 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    الأخ العزيز/ ياسر الشريف
    تحية طيبة
    معليش عدلت المداخلة ونزلتها في الاسفل دون اخلال بالمضمون العام
    مودتي

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 06-18-2014, 07:43 AM)

                  

06-18-2014, 07:41 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    الأخ العزيز/ ياسر الشريف
    تحية طيبة


    Quote: أعتقد بأن القول بانحسار تطبيق العقوبات السبتمبرية الذي يحاول أخي جمال المنصوري إثباته أمر يتناقض مع نذارة منشور "هذا.. أو الطوفان" نفسه.. فالمنشور طالب بإلغاء قوانين سبتمبر وبوقف الحرب واللجوء إلى الحل السلمي وبفتح المنابر الحرة، وأنذر السلطة بأنها إن لم تأخذ بالنصيحة فسوف يحدث الطوفان.


    الحقيقة استغربت جدا لربط حديثي بمنشور (هذا او الطوفان) لأنو لا البوست ولا صاحبه ولا انا طرقنا هذا الباب، في ظني ان موضوع البوست يصب جله في مسألة (الفداء) الأمر الثاني الذي يدعو للأستغراب بصورة اكبر هو وجود اختلاف كبير بين اهداف المنشور وغرض الحديث، فبينما محور (حديث الفداء) هو (الانسان السوداني) وكيفية رفع البلاء الحاصل ليهو، نجد ان محور منشور (هذا او الطوفان) هو (الاسلام والسودان)..
    لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذلك
    ارجو ان تسمح لي هنا بمحاولة توضيح فكرتي عن الفرق بين الموضوعين حسب ما تبدا لي وفق امكانياتي الفكرية المتواضعة..

    1- عندما اعلنت قوانين سبتمبر 83 وجري تطبيقها علي المواطن السوداني البسيط الذي لم يكن يملك قوت يومه، دونا عن ما يمكن تسميته اصطلاحا بالشرفاء صاحب هذا التطبيق تعسف حيث اخذ الناس بالشبهات، ولأول مرة في تاريخ الاسلام تكون هناك عقوبة لجريمة تسمي (الشروع في الزنا) مصحوبة بجبروت رهيب وتشهير عبر الوسائط الاعلامية ادي الي خلق حالة من الذلة والمسكنة وسط الشعب السوداني..
    الرئيس نميري وصل به الغرور والجبروت حدا الغي فيه الحد الفاصل بين الشارع والبيت بصورة علنية غير عابي بالقوانين والاعراف والمجتمع، ولا حتي بالمجتمع الدولي، فأعلن للملأ بانه وجنوده لن يقف امامهم حاجز في سبيل تطبيق هذه القوانين، وانهم سوف يدخلون الي البيوت دون اذن او كما قال (سننط الحيط) للحصول علي البينات، والقبض علي المتهمين.. الوضع ده يا ياسر ما كان في طريقة يتبدل وفق اي وسيلة من الوسائل المتاحة بما فيها الوسائل العسكرية، الا بكسر هيبة الرئيس واعوانه، الوضع ده كان بيحتاج شخص معين يتمتع بمواصفات لا تتوفر في غيره من بني الانسان، (انسان حر مبرأ من الخوف، والقلق، مشتغلا فقط بالواجب المباشر) ويملك الجرأة علي المبادأة ليتقدم الصفوف ويقول للرئيس ما لم يقله له احدا من قبل، وفي نفس الوقت يملك من القوة والعلم ما يستطيع به يبرز للناس ضعف وعجز وجهل ما يسمي بعلماء الدين ، والقضاة الذين ارتضوا ان يعملوا تحت هذه القوانين. ليكسر حاجز الخوف لدي جموع الشعب الذي كان يساق للأستكانة، وحدانا وزرافات ليرفع رأسه عاليا ويحطم قيود الذل هذه. شخص (فدائي) له المقدرة علي ان يقدم حياته في سبيل الانسان (الذي هو مبدأه ومنتهاه) من حيث هو انسان غض الطرف عن عرقه ودينه ولونه، ما بالك اذا كان هذا الانسان هو (السوداني) الذي احبه و راهن عليه الاستاذ / محمود كثيرا !! هذه المواصفات لم تتوفر الا في الاستاذ/ محمود . وقد فعلها..
    و اخذ بواجبه المباشر بقوة لاتعرف الفتور وهمة لا تعرف الوهن ، وتقدم الصفوف، وواجه الفرعون وزبانيته بما فيهم وقال لهم في انفسهم قولا بليغا، الحديث القالو الاستاذ محمود في المحكمة، وبعد اذاعتو في نشرة المساء في التلفزيون، خلق حالة من العزة والكرامة لدي جموع الشعب، وكسر حاجز الخوف ، وهيبة الرئيس، وده كان سبب مباشرفي سريان روح المقاومة والمواجهة وسط المثقفين والتجمعات المهنية ،بعد عملية (الفداء) الاعدام ظهرت تنظيمات مدنية ومهنية استطاعت ان تتجمع في وعاء كبير، مش كده وبس كمان المحيط لاقليمي والدولي تفاعل اخيرا مع قضية الشعب السوداني، فتدخلت التنظيمات الدولية لدي حكومات العالم لأتخاذ اجراءات واقعية ضد نظام نميري، الوضع ده هز الرئيس وجعلة يشعر بالقلق علي مستقبله السياسي وعلي مستقبل نظامه، مما اضطره الي فك الارتباط مع حلفائه من جماعة الحركة الاسلامية، واعتقالهم، وتحميلهم كامل المسؤلية عما حدث ، بل اضطر الي ان يحدث الناس عبر التلفزيون عن شعوره بان هناك تسعف كبير قام به هؤلاء في تطبيق القانون (وانه سيقوم بمراجعة هذا الأمر) او كما قال.
    ده يا ياسر هو موضوع الفداء.. و ملخصه (رفع البلاء الحاصل للناس) وكان لابد ان يرفع عبر الفداء..وهو ما حصل..
    حسب ما جاء في حديث السيد/ نائب رئيس القضاء ، الذي وافانا به اخونا عاطف، فان هذا الاذلال والترهيب والاستكانة عبر هذه القوانين قد رفع لمدة عشرين عاما اي في الفترة مابين:1985 الي 2005 م حيث خلا الحديث عن اي عقوبات حدية جري تطبيقها في تلك الفترة(يرجي مراجعة الحديث اعلاه) فأن كنت تملك وثائق تضحد هذا الحديث وتثبت بانه جري تطبيق هذه الحدود في تلك الفترة، عندها يمكن ان يكون عندك كامل الحق ، وعندي ان اقدم اعتذاري لبقية الشعب.
    اما منشور (هذا او الطوفان فقد تطرق الي غايتان فقط هما: الاسلام والسودان


    Quote: غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان ..




    انظر المنشور..
    والمنشور كان واضحا في ان قوانين سبتمبر خطر علي الاسلام، وعلي وحدة السودان:


    Quote: 1-وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .
    2-إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .


    المنشور حوي خارطة طريق للخروج من هذا المازق الذي وضع فيه الاسلام والسودان كالتالي:


    Quote: 1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..

    2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..

    3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء ‍‍ قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، ولمشكلة الشمال ، معا‍ ‍‍… أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، وأن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها .. وعلي الله قصد السبيل.


    اما اذا لم يؤخذ بهذه الخارطة فالطوفان هو البديل، ولنسأل هنا عما هو الطوفان المقصود في المنشور؟
    يمكننا بكل ثقة ان نقول بأن الطوفان المقصود في المنشور ورد وصفه في الفقرتين (1و2) بوصفه تشويه الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، والأساءة إلى سمعة البلاد . وأن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .


    Quote: 1-وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .
    2-إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .


    النقطتين ديل (يا ياسر) حصلو بالمللي ، فبقاء هذه القوانين حتي اليوم دون الغاء ادي الي تشويهه الاسلام بصورة تامة علي المستويين المحلي والعالمي، وفعلا بدأ الاذكياء من هذا الشعب في النفور عن الدين الاسلامي بصورة علنية، بل تعدي الامر الي اكثر من ذلك، فقد بدأ انصار الحركة الاسلامية انفسهم في النفور عن هذه النسخة من الاسلام، وبدأوا يعلنون عن احباطهم بصورة فردية وجماعية، واعلنوا بصريح العبارة بأن مشروعهم الحضاري لم يكن الا مجرد اماني، كما ان بقية دول العالم اصبح لديها فكرة سيئة عن الاسلام، اما عن سمعة البلاد خارجيا فقد وصلت للحضيض، وبات من الطبيعي ان يكون اسم السودان دائما ضمن كشوف البلدان الراعية للأرهاب، الوضع ده ادي الي ان تغيب الدولة والحكومة والنظام عن البلاد، ويعاني العباد من جراء هذا الوضع ، واصبح الجوع والمرض والموت والقصور في الخدمات الاساسية والفساد في البلاد والعباد مقيمون بصورة دائمة..
    اما عن وحدة البلاد، فقد انثسمت الي دولتين، ولا زال الطوفان يهدد بقية اجزاء البلاد في كل من دارفور، وجنوب كردفان، وجنوب النيل الازرق.. تفتكر يا ياسر بعد ده الطوفان ما حصل ؟
    ده ما كان من امر الطوفان.
    مع وافر المحبة
                  

06-18-2014, 08:06 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    سلام يا عزيزي جمال المنصوري
    هناك تصحيح مهم لقولك التالي
    ((الحديث القالو الاستاذ محمود في المحكمة، وبعد اذاعتو في نشرة المساء في التلفزيون،))

    كلمة الاستاذ محمود في المحكمة لم يتم إذاعتها في التلفزيون في ذلك الوقت، فقد تم التعتيم عليها، وما أذكره أن التلفزيون أبرز الصورة بدون صوت، ولم يسمعها الناس ويشاهدوها بالصوت والصورة مسجلة إلا بعد الانتفاضة.

    ولكن حركة المقاومة السلمية بالمنشور والمحكمة وموقف الأستاذ محمود والجمهوريين كل ذلك حفز المثقفين على تكوين التجمع حتى قبل تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود، هذا التجمع هو الذي قاد حركة المقاومة التي انتهت بالانتفاضة.

    وصحيح أيضا أن النميري قد أدرك متأخرا ورطة تلك القوانين، ولكن بعد فوات الأوان، وقد استفاد الاسلاميون من انقلاب النميري عليهم وإدخالهم السجون في مارس 1985 واستطاعوا بذلك اختطاف الانتفاضة وعملوا كما نعرف على إبقاء قوانين سبتمبر وعرقلوا عملية إلغائها إلى أن تمكنوا من استلام السلطة عن طريق التآمر والانقلاب. هذا مظهر من مظاهر الطوفان ولذلك قلت أن عملية الفداء بدأت ولكنها لم تكتمل بعد، وسوف تكتمل عندما يتوقف الظلم الذي يتعرض له السودانيون وبالمناسبة عملية تسور البيوت ومداهمتها مستمرة الآن وكذلك عملية الإذلال بالجلد كما تعرف.
    مع وافر المحبة والتقدير.
    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-18-2014, 09:30 AM)

                  

06-18-2014, 10:09 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: سلام يا عزيزي جمال المنصوري
    هناك تصحيح مهم لقولك التالي
    ((الحديث القالو الاستاذ محمود في المحكمة، وبعد اذاعتو في نشرة المساء في التلفزيون،))

    كلمة الاستاذ محمود في المحكمة لم يتم إذاعتها في التلفزيون في ذلك الوقت، فقد تم التعتيم عليها، وما أذكره أن التلفزيون أبرز الصورة بدون صوت، ولم يسمعها الناس ويشاهدوها بالصوت والصورة مسجلة إلا بعد الانتفاضة.


    العزيز / ياسر الشريف
    تحية طيبة
    اسمح ان اصحح لك عبارتك السابقة، الشاهد ان كلمة الاستاذ / محمود قد بثت مساء الخميس 7/01/1985 ، مع قراءة صوتية لنفس كلمات الاستاذ / بصوت المذيع، وقد استمعت لها في نادي عمال السكة حديد بالخرطوم، بالقرب من جامع شروني.. قبل ان تقطع بان عبارتي تحتاج الي تصحيح يمكنك ببساطة ان تتأكد من ادارة تلفزيون السودان...
    مع خالص تحياتي
                  

06-18-2014, 10:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    العزيز / ياسر الشريف
    تحية طيبة
    اسمح ان اصحح لك عبارتك السابقة، الشاهد ان كلمة الاستاذ / محمود قد بثت مساء الخميس 7/01/1985 ، مع قراءة صوتية لنفس كلمات الاستاذ / بصوت المذيع، وقد استمعت لها في نادي عمال السكة حديد بالخرطوم، بالقرب من جامع شروني.. قبل ان تقطع بان عبارتي تحتاج الي تصحيح يمكنك ببساطة ان تتأكد من ادارة تلفزيون السودان...
    مع خالص تحياتي


    عزيزي جمال المنصوري
    تحية طيبة
    ليس بإمكاني الاتصال بإدارة التلفزيون الآن ولا أظن أنهم يحفلون بالإجابة على مثل هذه الأشياء.. ولكن دعنا نسمع شهادات قراء هذا البوست، وقد طرحت السؤال أيضا في صالون الجمهوريين.
    هناك تصحيح آخر بسيط وهو أن يوم 7 يناير 1985 كان يوافق يوم اثنين وليس يوم خميس. هناك يوم خميس يوافق 17 يناير وفيه بث التلفزيون عند الساعة الثالثة كلمة النميري.
    وقولك بأن كلمة الأستاذ بثت بصوت المذيع إفادة مهمة. يعني الناس لم يسمعوا صوت الأستاذ ونبرة كلامه أمام القاضي.
    برضو ننتظر ممن عاصروا تلك الفترة الإدلاء بما يذكرونه في هذا الشأن.

    ياسر
                  

06-18-2014, 11:03 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    أخرج الجمهوريون منشورا في نفس يوم الجلسة الأولى للمحكمة التي لم يتم فيها النطق بالحكم، وهو يوم الاثنين 7 يناير هذه هي صورته:

    Manshour_7_January_1985.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

06-18-2014, 11:04 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    قلت في متنن هذا البوست
    Quote: نقطة في غاية الأهمية يربطها أصدقاؤنا الجمهورية بموضوع الفداء
    وتلك النقطة هى الكيفية ( المبتسمة ) التي قابل بها الأستاذ محمود الموت
    وكيف أعطى أصدقاؤنا الجمهورين تلك الإبتسامة ( أبعاداً ) روحية واعتبروها دليلاً على صحة دعوة الأستاذ محمود

    رد صديقنا المنصوري
    Quote: من وجهة نظر شخصية اعتقد ان العبارة الصحيحة هي ( واعتبروها دليلا علي صحة ادعائه)
    لأن صحة دعوته مستمدة من القرأن وسنة النبي، وهي دعوة الي تقليد سيدنا محمد تقليدا دقيقا.. اما ادعاؤه فهو (اصالته) وفرديته في عبوديته لربه تمثلت في الرضا التام بارادة الله والاستيقان من انه خير محض الذي ختم به المواجهة،

    أقول ليس هناك فرق البتة بين صحة الإدعاء وصحة الدعوة
    لأن المتفق عليه ( جداً ) في أوساط الجمهوريين أن الأستاذ محمود هو ( وحده ) الحجة على الفكرة الجمهورية
    فإن صح إدعاؤه صحت دعوته

    قلت أيضاً
    Quote: التاريخ يحدثنا عن عبدالقادر ود حبوبة وموقفه البطولي في مواجهة الموت
    التاريخ القريب - وشهوده وأبطاله أحياء - يحدثنا عن الموقف البطولي الذي واجه به المقدم بابكر النور الموت في محاكمات مايو للشيوعيين
    العالم كله قد شهد كيف واجه صدام حسين الموت بثبات ....

    ورد حبيبنا المنصوري
    Quote: اعتقد ان المقارنة بهذه الطريقة فيها ظلم للطرفين، ودعني اختصر الاسباب التي تدعوني الي ذلك في سببين رئيسيين وثالث فرعي:
    - ان الأمر ليس امر شجاعة في مواجهة الموت، انما رضا بالموت (ابتسامة في وجه الموت) وهذا فرق كبير بين الشجاعة والرضا.
    - اختلاف المذهبية: هؤلاء الابطال الشجعان الذين ذكرتهم، يؤمنون بالتغيير المصحوب بالقوة والعنف. والاستاذ/ ينتمني الي يؤمنون بالتغيير السلمي المصحوب بالقوة من دون عنف، وده بيشكل جوهر الاختلاف بين الموقفين.. فالثوار الذين يؤمنون بالتغيير المصحوب بالعنف، فالقتل والموت واقع يتعاملون معه بصورة تكاد تكون شبه يومية، مما يساهم في كسر حاجز الخوف منه، كما ان لهم قاعدة اشتباك اساسية تتمثل في (الكر) و (الفر) وهي قاعدة تجمع النقيضيين، حقيقي ان انصار هذه يخافون من الموت، لكنهم في نفس الوقت يتهربون منه ما امكن علي قاعدة (الفر) .
    كما ان تعامل هؤلاء الثوار مع الموت بشجاعة موقف فرض عليهم بالغدر والوشاية من المقربين، فالشيوعيون بما فيهم الشهيد / بابكر النور، تعرضوا للغدر خصوصا من نظام القذافي، والشهيد/ عبد القادر ود حبوبة تمت الوشاية به من قبل بعض المواطنين.. اما الرئيس / صدام حسين، فقد اختبي من المون في حفرة في باطن الارض ما قدر له ان يختبي، حتي تمت الوشاية به من حارسه الشخصي.. هنا تكون مواجهة الموت علي قاعدة:
    إذا لم يكن من الموت بد *** فمن العار أن تموت جبــــــــــانا

    في المقابل فأن الاستاذ/ محمود، اخذ زمام المبادرة فهو لم يكن مطلوبا ولم يتعرض للوشاية، وانما تصدر المواجهة علي يقينه ب (الرضا بالله) ظاهرا وباطنا، وذلك من واقع دعوته واداعائه، وقد سبقت هذه الابتسامة علي المشنقة كلماته للحاكم والقاضيء والمحكمة التي كانت ابلغ من الطعان واقوي من الطلقة، للدرجة التي لم تخفي علي كل المشاهدين، في الاضطراب الواضح الذي صاحب اذاعة قراري الريئس نميري، وقاضي الاستئناف وهما يتلوان قراري محكمة الاستئناف وتأييد الرئيس لحكم الاعدام..

    سوف أحصر تحليلي في ما هو متاح أمامي من حيث الشريعة الظاهرة
    الشريعة الظاهرة تقول - ورأيتك تتفق معنا - أن هؤلاء الأشخاص قد قابلوا الموت في شجاعة ظاهرة بائنة....
    أمر الحقيقية المتمثل في الدواخل يقيناً ورضاً بالله هذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى
    لذلك أرى الحديث عنها ربما يخص ( إعتقادكم ) في الفكرة الجمهورية ويخص إعتقادكم في الأستاذ محمود لكن لا يمكن بصورة من الصور أن تقدموه كدليل
    تعدد هذه النماذج
    الأستاذ محمود محمد طه
    عبدالقادر ود حبوبة .......................رغم ما أتانا به الأستاذ عبدالله عثمان
    صدام حسين ................................ رغم كل سوء يمكن أن يوصف به
    بابكر النور
    سيد قطب ...................................... الذي حدثنا عنه عزيزنا صلاح فقير ( المتابع لهذا البوست )

    أقول
    ورغم إختلاف المذاهب الفكرية لهذه النماذج إختلافاُ بائناً إلا أن المتفق عليه بينهم هو شجاعة مواجهة الموت
    إذاً ليس للمذاهب الفكرية علاقة بشجاعة مواجهة الموت ،
    وإن وجدت إختلافات ( وهى موجودة كما تفضلت ) فهى إختلاف في المقدار وليس إختلافاً في النوع .
    سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه لم يصمد أمام التعذيب ( كما أنت عليم ) ولم يعتبر ذلك دليل ضعف في إيمانه
    إنما المعول الأساسي على كاريزمية الشخصية وخصائصها

    Quote: الامر الثالث: هو ان اولئك الابطال الثوار لم يكن لهم خيار سوي الموت، اما في حالة الاستاذ/ فقد كان هناك اكثر من خيار غير الاعدام، واختار الشهيد الاستشهاد.. ده بصورة مختصرة في امر المقارنة.

    نعم كان أمام الأستاذ محمود خياران
    لكنهما ليس كما تظن

    كان الخيار الأول أمام الأستاذ محمود هو أن يثبت على دعوته ويموت مرة واحدة ويحفظ التاريخ ذكره

    وكان الخيار الثاني أمام الأستاذ محمود هو أن يتراجع عن دعوته ويموت في اليوم الواحد ألف مرة ذلاً وانكساراً أمام ( أبنائه وبناته الجمهوريين ) وأمام خصومه الفكريين ( الكثر ) ويصبح بذلك ( مسخرة ) التاريخ ..... هذا ليس خيار ( حياة ) يا منصوري هذا خيار موت متعدد


    والأستاذ محمود غض النظر عن الإتفاق أم الإختلاف معه فهو أذكى بكثير من أن يبيع عمره الذي مضى وسيرته التي سوف تظل بسبب أيام هو لا يعرف عددها خاصة وهو في السادسة والسبعين


    ومحبتي الدائمة

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-18-2014, 11:07 AM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-18-2014, 12:05 PM)

                  

06-18-2014, 06:28 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات عزيزنا الصادق إسماعيل
    وشكري الجزيل لك على صبرك على تأخرنا تعقيباً على مداخلتك الثرة
    Quote: اعتقد ان تفسير الاخ الابوابي هو الاقرب للحقيقة، فالاستاذ كان يتوقع ان يواصل الجمهوريين في المعارضة ويقودوا الناس، ولكنهم فسروا الموضوع بصورة اخرى ولم يتوقعوا موت الاستاذ كما ورد في الركن الشهير، وبعدها حينما فلتت الفرصة (التحرك وقيادة الشارع بعد الاعدام) وايضا (توبة القيادات) كل هذه الامور الجاتهم للتاويل وهو ما ادى بهم للانزراء وانتظار (المهدي) كما الشيعة.
    حديث الفداء كان للجميع مثلما هو واضح في الخطاب، وكنت ساتخيل السيناريو لو ان الاربعة اصروا على موقفهم، ولو ان كل الجمهوريين ساروا في المظاهرات والمسيرات وتعرضوا للقبض وللجلد، لكانوا اثبتوا كلام الاستاذ وانهم قادة لهذا الشعب ولكنهم بحق (انزووا) واسمرا ا الانزواء، وهاهم اليوم في نفس مكانهم واسوا كوابيسهم تحقق على ارض الواقع دون ان يتمكنوا من فعل شيء لوقفه
    الافكار العظيمة تحتاج لعظماء لقيادتها ولم ارى من بين الجمهوريين من تصدى للقيادة واقصد (الاربعة)، واقولها صادقا لو كنت مكانهم لفعلت ما فعلوا (فانا احب الحياة) ، ولكن ايضا عندما تتصدى للقيادة وتكون كبير الناس يجب ان تضحي ( حاربت في شرق السودان لاني كنت اويد الكفاح المسلح ووجدت نفسي في موقف حرج عندما طلبت قوات التحالف وجود كادر متعلم في الميدان ووصلتني الرسالة انا) وبعدها تجنبت ان اكون في موقع قيادي يستدعي التضحية، ولكن الاستاذ اعطى القيادة حقها وبعده تخاذل الجمهوريين عن فدا الشعب وقيادته وهذا ما ادى بهم لشهود الهوس الديني وهو يحكم سيطرته على البلادكدليل على تخاذلهم فلجاوا للتماسك العاطفي من اجترار ذكرى القايد، في انتظار معجزة ما

    ولعلي أضيف إلي حديثك قولاً أنه إن كان مقدر للفكرة الجمهورية أن تغادر ( كهفها ) الحالي فلن يكون ذلك إلا من خلال أفكار تتمثل أن تشبه أفكار عزيزنا د. أحمد الأبوابي
    الرجل قد إختار ( الأصعب ) ليمشيه طريقاً ..
    إختار طريق أن يفكر بمعزل عن ما تواتر عليه القوم واعتبروه مسلمات يحظر الإقتراب منها ..........
    كامل إحترامي بالطبع لرؤية عزيزنا د. الأبوابي وكامل إحترامي كذلك لتبنيك لها
    بموازاة لرؤية عزيزنا الأبوابي فقد طرحت أنا ( العبد الفقير لربه ) رؤيتي لمفهوم الفداء و فصلته ..
    لا أدعي أنني قد أتيت بـ ( القول الفصل ) ... لكنها قناعتي حتى هذه اللحظة
    أعرضها للجميع .. يأخذوا بها .. أو منها ... أو يلفظونها

    كما وأحيي صدقك مع نفسك إذ تحدثنا عن حبك للحياة والقيادة ومتطلباتها

    وبعيداً أو قريباً من البوست فتجربتك في ( جبهة شرق السودان ) يبدو أنها تجربة ثرة أتمنى أن أراها موثقة هنا

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-18-2014, 06:29 PM)

                  

06-19-2014, 05:23 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: ليس بإمكاني الاتصال بإدارة التلفزيون الآن ولا أظن أنهم يحفلون بالإجابة على مثل هذه الأشياء.. ولكن دعنا نسمع شهادات قراء هذا البوست، وقد طرحت السؤال أيضا في صالون الجمهوريين.
    هناك تصحيح آخر بسيط وهو أن يوم 7 يناير 1985 كان يوافق يوم اثنين وليس يوم خميس. هناك يوم خميس يوافق 17 يناير وفيه بث التلفزيون عند الساعة الثالثة كلمة النميري.
    وقولك بأن كلمة الأستاذ بثت بصوت المذيع إفادة مهمة. يعني الناس لم يسمعوا صوت الأستاذ ونبرة كلامه أمام القاضي.
    برضو ننتظر ممن عاصروا تلك الفترة الإدلاء بما يذكرونه في هذا الشأن.

    ياسر



    الأخ الكريم / ياسر
    تحية طيبة
    اشكرك جزيل الشكر علي تصحيح مسمي اليوم وهو (الاثنين) 7/01/1985 ، لذا يلزمني اعتذار عن هذا الخطأ الغير مقصود
    ولك مني فائق الاحترام.
                  

06-19-2014, 05:42 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    Quote: ول
    ورغم إختلاف المذاهب الفكرية لهذه النماذج إختلافاُ بائناً إلا أن المتفق عليه بينهم هو شجاعة مواجهة الموت
    إذاً ليس للمذاهب الفكرية علاقة بشجاعة مواجهة الموت ،
    وإن وجدت إختلافات ( وهى موجودة كما تفضلت ) فهى إختلاف في المقدار وليس إختلافاً في النوع .
    سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه لم يصمد أمام التعذيب ( كما أنت عليم ) ولم يعتبر ذلك دليل ضعف في إيمانه
    إنما المعول الأساسي على كاريزمية الشخصية وخصائصها


    اخونا وصديقنا / عاطف عمر
    تحية طيبة
    في اختلاف كبير يا عاطف، في حالة كل هؤلاء الابطال الذين ذكرتهم ، فأنهم تحاشوا الموت وتركوا انصارهم يواجهون الموت بصورة مستمرة، اما في حالة الاستاذ / محمود ، فأنه تقدم هو للموت، وترك انصاره يتحاشون الموت..
    اما بالنسبة لحديثك عن سيدنا / عمار بن ياسر (رضي الله عنه) نعم لم تعتبر تلك الحادثة دليل ضعف في ايمانه، انما اصبحت نقطة جدير بالاعتبار اذا تمت مقارنته بقوة ايمان (خبيب بن عدي) هذا هو الميزان يا عاطف.
    ولك ودي
                  

06-19-2014, 08:35 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)


    سلام للجميع
    بخصوص ما استفسرت عنه في صالون الجمهوريين عن بث كلمة الأستاذ محمود في التلفزيون، هذا ملخص ما وصلني من إفادات.
    الأخ عبد الله عثمان أكد أنه سمع طرفا منها بصوت الأستاذ محمود في كلية التربية جامعة الخرطوم.
    الأخ عبد الحي علي موسى استمع إليها في يوم خميس في كافتريا الهندسة بجامعة الخرطوم، وهو لا ينسى ذلك لأنها كانت المرة الأولى التي يشاهد فيها الأستاذ محمود.
    الاخ لطفي علي لطفي أفاد بأن تسجيل التلفزيون كان صورة بدون صوت يوم المحكمة في الأخبار.
    الأخ بروفيسور أحمد مصطفى الحسين سمعها صورة وصوت في نادي الأساتذة جامعة الخرطوم.
    الأخ سعيد علي بابكر سمعها في يوم خميس لا يذكر تاريخه، ولكن يذكر تماما أنه يوم خميس.
    الأخ محمد عثمان بابكر أفاد أنه سمعها صورة وصوت في نادي الخريجين في كوستي.

    من هذه الإفادات يستطيع المرء أن يستنتج أن التلفزيون قد بث خبر المحكمة في نشرة أخبار نفس اليوم الاثنين 7 يناير 1985 ولكن بدون صوت، ثم عاد في يوم الخميس 10 يناير، أي بعد صدور الحكم، وبث كلمة الأستاذ بالصورة والصوت.

    يبدو أن الاخ جمال المنصوري استمع الى نشرة اخبار اخرى قرأ فيها المذيع كلمة الأستاذ.

    ياسر
                  

06-19-2014, 04:25 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الاخ د. ياسر وزواره الكرام سلام ومحبة
    أحب ان اثبت هنا أن كلمة الاستاذ امام محكمة المهلاوى قد بثها التلفزيون فى نشرة المساء الرئسية فى ذلك الزمان , ولن انسى ذلك اليوم لان امى عليها الرحمة كانت حاضرة وسألتنى بعفوية ( ده زولكم يا سعيد ) تقصد الاستاذ محمود فقلت لها أيوة يا يمة فقالت لى ( يا سعيد يا ولدى الزول ده راكز ) وكنت وقتها راجع الحلة فى نهاية الاسبوع يعنى يوم خميس ولكن لا أذكر التاريخ , اللهم أقبل أمى عندك جمهورية .
    سعيد


    سلام يا كرام
    عاليه هي إفادة الأخ سعيد. والدة سعيد انتقلت إلى الرفيق الأعلى قبل أسابيع قليلة، نسأل الله لها الرحمة ومقامات المقربين.
    عندما يأذن لي محمد عثمان فسوف أنقل إفادته لأنها مفصلة جدا.

    ياسر
                  

06-19-2014, 06:19 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وعميق محبتي أستاذنا العزيز المعز الجمري أبو نورة
    وجزيل شكري لكلماتك الطيبة
    وهى قلادة أفخر بها خاصة وأنها قد صدرت ممن هو في مقامك الرفيع

    Quote: سلامات

    كالعاده تطرح بكل موضوعية موضوع هام. ليتك كنت على اتصال بصديقنا المشترك, اخى سعد ابونوره لتعرف رؤيته حول هذه الاحداث الجسام فى تاريخ الاخوان الجمهوريين والسودان

    مع ودى وتقديرى

    لا شك أن حبيبنا سعد أبو نورة من القامات الفكرية العالية
    إشرأبت أعناقنا ونحن أيفاع نتملى نموذجه الملهم المحفز
    الشاب الهادئ السمح خلقاً ، المتميز أكاديمياً والعميق الثقافة ،المهتم العليم بما يدور في محيطه وكوكبه
    لحسن حظني فقد جمعني به إبن عمته الحبيب الغالي حسن عوض الله باكراً وجمعتني به جامعة الخرطوم لاحقاً

    يشرفني جداً أن يزين هذا البوست بأفكاره وآرائه

    وهى دعوة أوجهها له من خلاك
    أو من خلال أصدقائي - شركائي في هذا البوست - د. ياسر الشريف والمنصوري

    لتنقلون لنا مشاركاته إن أراد

    وكلي ثقة أنها سوف تكون إضافة نوعية

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-19-2014, 06:23 PM)

                  

06-19-2014, 08:55 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: تخريمة: أرجو أن تكون قد شاهدت حلقة ابن عمكم، المرحوم عمر عثمان، فقد قمت بوضعها في بوستك ذاك كما وعدت.

    كيف أشكرك أخي الحبيب د. ياسر
    نعم قد شاهدت الحلقة وشاهدها الأهل
    لك شكري وشكرهم
                  

06-19-2014, 10:29 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تسلم يا حبيبنا عاطف

    وسلامي للجميع. يسرني أن أنقل إفادة الأخ محمد عثمان بابكر من دينبفر كولورادو التي أرسلها إلي في رسالة خاصة وأذن لي بنشرها.

    -----------
    Quote: الأخ الحبيب / د. ياسر الشريف المليح
    [......]
    بخصوص طلبك أخي د. ياسر فما أذكره في تلك الأيام أني كنت عائدا من زيارة لعمتي في حي 27 في كوستي، وفي طريقي لمنزلنا بحي المرابيع عرجت على نادي الخريجين وجلست أشاهد التلفاز فاذا بي اشاهد رجلا يتحدث . أول ما لفت نظري في ذلك الوقت أن هذا الشخص يتحدث لغة سلسة لا يتكلفها ، بل تنساب انسيابا، ثم شئ آخر وهو سمته و هدوؤه ووقاره وربما وللوهلة الأولى رأيت شيئا غريبا في عيونه شدني إليه بشدة فأنصت لحديثه بكلياتي . كان الناس في النادي يلعبون الكوتشينة ويضحكون ولكني و بعد أن بدأت في الاستماع لحديث هذا الرجل لم أعد أسمع شيئا غيره ، أكثر من ذلك لا أذكر إن كان هناك شخص يجلس إلى جانبي أم لا !!! و بعد انتهاء الحديث عرفت أن ذلك الرجل هو الأستاذ/محمود محمد طه و قد كان يخاطب محكمة المهلاوي و هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها الأستاذ . أصبح شغلي الشاغل تلك الأيام أن أسأل عن هذا الرجل و في نفس تلك الأيام أعتقل أخي / عبدالله الذي كان موجودا حينها في أم درمان حيث كان يدرس بكلية التربية و كان جل أهلنا، وأنا منهم، يعارضون أخي عبدالله لأنه أصبح جمهوريا . سألت زميل دراسة لي هو الأخ/ محمد بدوي صادق- شقيق حيدر بدوي- هل قابلت الأستاذ/ محمود ؟ فأجابني بالإيجاب فسألته : ما هو انطباعك عنه؟ فقال لي بعد أن صمت مليا : والله نبي نبي !!! تتبعت كل ما كتب عن الأستاذ تلك الايام و أذكر أن أول من قرأت له بعد تلك الفعلة النكراء التي أقدم عليها النميري باغتياله للأستاذ ، أول من قرأت له هو الأستاذ الشاعر/ صلاح أحمد إبراهيم تقبله الله أحسن القبول . أعجبني حديثه الطيب عن الأستاذ و شجبه لما قام به تتار القرن العشرين و تداوله بعض جيراننا وأصدقائنا في الحي . بعد فترة قصيرة وقع في يدي مقال د. منصور خالد و كذلك نسخته وقرأه أصدقاؤنا في الحي . بعد ذلك فوجئت بكمية كبيرة من المثقفين كتبت تشجب فعل النميري الأخرق الذي قذف به إلى مزبلة التاريخ . قرأت لدكتور/ مختار عجوبة في جريدة الصحافة ( مقتل فقير بخراب امير) و قرأت للخاتم عدلان وعبدالله الحسن المحامي وعبدالله الطيب وكثيرين آخرين من أفاضل القوم الذين أدين لهم بأنهم أرشدوني إلى طريقة الطرق.
    بخصوص ما ذكره الأخ/ عبدالله عن تصفيق الحاضرين فقد كان هذا بعد التنفيذ بأيام قلائل في ندوة عقدها التجمع الوطني في مدرسة كوستي الثانوية بنات وقد أمها جمع غفير من المواطنين وقد كان من ضمن المتحدثين الأساتذة/ د. خضر عبدالكريم أحمد رحمه الله و د. إبراهيم الكرسني و أذكر أنه حيى الأستاذ بانحناءة . أعطيت فرصة للأخ الأستاذ/ الطيب محمد الحسن عمر فتحدث وكان الحضور يقاطعه بالتصفيق الحاد إعجابا بحديثه !!! قلت لنفسي : الطيب موظف بسيط في السكة الحديد وهؤلاء المتحدثون كلهم أساتذة جامعيين ومع ذلك استملح الجمع حديث الطيب أكثر من حديث الأساتيذ !!! أيقنت أن في الأمر لسر . سر الأستاذ المخبوء. اللهم افتح ابصارنا وبصائرنا واجعلنا جمهوريين .
    [......]
                  

06-20-2014, 01:37 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    سلام للجميع
    قلت في مداخلة سابقة:

    Quote: وقد اتضح الآن أن الطوفان لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة..

    فكتب عزيزنا عاطف هذا التعقيب:
    Quote: وفي ظني أيضاً أن الطوفان المعني في النذارة ليس مقصوداً به ( الطوفان الذي لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة ) إنما المقصود به الطوفان الذي كان ( متوقع ) حدوثه حال كونه وتلاميذه يتقدمون للفداء ... وحيث أن الفداء في ( عضمه ) لم يتحقق فالطوفان الذي كان يأمل في حدوثه لم يتحقق .....

    نعم، الطوفان المعني في النذارة بالمنشور كان يُقصد به السودان في المقام الأول، ولكني أستغرب من قول عاطف أنه لم يتحقق، مع أنه في أماكن أخرى ذكر أن الحال قد انتقل الآن إلى أسوأ مما كان في عهد نميري، إذ أن هذا هو المقصود بالطوفان ـــ انتشار الظلم والحروب والقتل.
    يقول عاطف:

    Quote: أما ما نشهده من تغيرات على مستوى المنطقة ومنذ إنهيار المعسكر الإشتراكي وبروز الإسلام السياسي كـ ( بديل حتمي ) لسد الفراغ في واقع لا يعترف بالفراغ فذاك شأن آخر ليس للسودان سبب ( مباشر ) فيه ...

    لو تابعنا التاريخ بدقة، نكتشف أن تحذير الجمهوريين من خطورة الهوس الديني، محليا واقليميا، سبقت مسألة قوانين سبتمبر بزمن طويل. فهناك كتيب للجمهوريين عنوانه "الهوس الديني يهدّد أمن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الإسلام" صدر في يونيو 1980، قبل اغتيال الرئيس أنور السادات. وقد استقوى الهوس بعد اغتيال السادات لدرجة دفعت نميري أن يتحسَّب ويحاول احتواء الأخوان المسلمين الذين دخلوا معه في السلطة ومجلس الشعب بعد المصالحة، وصرنا نسمع عن "تعديل القوانين لتتماشى مع الشريعة الإسلامية"، وقد استمر الجمهوريون في مقاومة هذا السعي إلى أن خرج كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" وذلك بتاريخ مايو 1983، والذي دخل بسببه الجمهوريون والأستاذ محمود السجن ابتداء من مايو 1983، ثم تم اعتقال الأستاذ محمود في 9 يونيو 1983، يعني قبل عدة أشهر من إعلان قوانين سبتمبر.
    وكما نعلم، فقد استخدمت الولايات المتحدة الإسلاميين في محاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان الذي بدأ في أواخر السبعينات، وهذا هو الذي عجَّل بانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشيوعي برمته في نهاية الثمانينات، فازداد الإسلاميون قوة، خاصة بوصول الجبهة الإسلامية القومية إلى الحكم في السودان. وأنت تعلم أن حكومة السودان آوت الجهاديين، وبالتحديد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وجماعتيهما، منذ عام 1991 وحتى 1996. إذن للسودان علاقة مباشرة بقوة الإسلاميين، خلاف ما تقول يا أخي عاطف، والسودان هو الذي وفَّر جوازات سفر دبلوماسية لكثير من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين.

    مع وافر المحبة والتقدير
    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-20-2014, 01:42 PM)

                  

06-20-2014, 01:38 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تم تنفيذ حكم الإعدام في 18 يناير 1985 في ساحة سجن كوبر العمومي بالخرطوم بحري
    مات الأستاذ محمود محمد طه موتاً بيولوجياً كما أكد طبيب السجن
    تم حمل الجثمان ودفنه في مكان لم يفصح رسمياً عنه حتى الآن - على حد علمي -

    قابل الأخوان الجمهوريون موت الأستاذ محمود بصدمة كبيرة أخذت من معظمهم وقتاً ليس باليسير لتجاوزها
    الصدمة من شقين
    شق إنساني أبوي
    وللأمانة فقد شاركتهم وجدانياً هذا الألم في شقه الإنساني هذا خاصة وقد كنت شهود عيان لتنفيذ الحكم ، وقد توفر لدى على المستوى الشخصي بعض معطيات عن الأستاذ محمود محمد طه ( الإنسان ) ، ربما بفعل النشأة في مدينة رفاعة ، وربما بفعل صداقات شملت أهله في ديم لطفي ، وديم لطفي فريق لم أجد له مثيلاً .. تصادق زميلك في المدرسة فتجد نفسك صديقاً لأبيه وأعمامه وأخواله .... هذا ما حدث معي ( لطفي على لطفي ، أسامة عبدالجليل محمد علي ..... هل تسمعانني ؟؟؟ )
    كتبت عن بعضها وضننت كتابة عن بعضها ( حتى الآن ) ....
    شق عقدي يخص الدعوة أو الفكرة الجمهورية
    بموت الأستاذ محمود بيولوجياً قد إنتهي بالنسبة لنا ( كمهتمين أو متابعين ) للفكرة الجمهورية إنتهى إحتمال كون الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد ( الذي يحق له حصرياً في هذه الدورة من الحياة الدنيا ترك التقليد ) .... أو الإنسان الكامل أو المسيح أو ..................... مقام لم يتم الوصول إليه رغم أن الأستاذ محمود قد عاش عمره - الذي عرفناه فيه - ( مطبقاً ) لخصائص هذا المقام .....
    هذا موضوع فصلناه في بوست سابق
    الشاهد في الأمر
    تجمع لدى الجمهوريين الحزن والصدمة بشقيهما الإنساني والعقدي
    المصائب لا تأتي فرادى
    إجتمع الجمهوريون وقررت قيادتهم حل التنظيم / الهيكل / الجسم الذي كان يجمعهم

    وبدأت من هنا رحلة الإنزواء

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-20-2014, 02:48 PM)

                  

06-20-2014, 03:57 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    كنت أنوي الإستطراد في أمر الإنزواء لكنني مضطر للعودة لمداخلة مهمة للعزيز د. ياسر الشريف
    Quote: لو تابعنا التاريخ بدقة، نكتشف أن تحذير الجمهوريين من خطورة الهوس الديني، محليا واقليميا، سبقت مسألة قوانين سبتمبر بزمن طويل. فهناك كتيب للجمهوريين عنوانه "الهوس الديني يهدّد أمن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الإسلام" صدر في يونيو 1980، قبل اغتيال الرئيس أنور السادات. وقد استقوى الهوس بعد اغتيال السادات لدرجة دفعت نميري أن يتحسَّب ويحاول احتواء الأخوان المسلمين الذين دخلوا معه في السلطة ومجلس الشعب بعد المصالحة، وصرنا نسمع عن "تعديل القوانين لتتماشى مع الشريعة الإسلامية"، وقد استمر الجمهوريون في مقاومة هذا السعي إلى أن خرج كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" وذلك بتاريخ مايو 1983، والذي دخل بسببه الجمهوريون والأستاذ محمود السجن ابتداء من مايو 1983، ثم تم اعتقال الأستاذ محمود في 9 يونيو 1983، يعني قبل عدة أشهر من إعلان قوانين سبتمبر.
    وكما نعلم، فقد استخدمت الولايات المتحدة الإسلاميين في محاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان الذي بدأ في أواخر السبعينات، وهذا هو الذي عجَّل بانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشيوعي برمته في نهاية الثمانينات، فازداد الإسلاميون قوة، خاصة بوصول الجبهة الإسلامية القومية إلى الحكم في السودان. وأنت تعلم أن حكومة السودان آوت الجهاديين، وبالتحديد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وجماعتيهما، منذ عام 1991 وحتى 1996. إذن للسودان علاقة مباشرة بقوة الإسلاميين، خلاف ما تقول يا أخي عاطف، والسودان هو الذي وفَّر جوازات سفر دبلوماسية لكثير من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين.

    كلامك مظبوط مائة في المائة
    والتحسب من الأخوان المسلمين هو ما دعا الجمهوريين لتأييد مايو ... وتحذيركم المتكرر من خطورة الهوس الديني أمر لا ينكره إلا مكابر
    أنا لم أقل عكس ذلك بل ثبته لكنني أضفت عليه نقطة جديدة ... قلت بالنص
    Quote: تأييد الأستاذ محمود لمايو لأنها كانت ( أخف ) الضررين ... ولأن البديل الجاهز وقتها للحكم كان الأخوان المسلمون أو ( الهوس الديني ) حسب أدبياتكم .... هذا مفهوم وصدرت به كتب ودارت به أحاديثكم
    ثم تبنت مايو في سبتمبر 1983 للنهج الذي يرفضه الأستاذ وتلاميذه .
    لكن مايو وحتى وهى تلبس هذا ( الزى ) الجديد عليها فهى لا تزال في تقديري ( أخف الضررين ) .....
    وما ذاك لشئ إلا لأنها ( غير أصيلة ) في ما تدعو له ...
    بمعنى أن ما تبنته في تلك الأيام لم يكن خطاً ( إستراتيجياً ) إنما ( تاكتيكاً ) مرحلياً
    تكتيكاً مرحلياً مثله مثل التاكتيكات التي إنتهجتها مايو وتأرجحت بها من أقصى اليسار لأقصى اليمين ....

    لقد قلت في متن هذا البوست " " إن كذب نميري في كل شئ ، فإن الشئ الذي صدق فيه هو قوله في لقاء تلفزيوني لقناة أبوظبي الفضائية - سمعته بنفسي - ( قوانين الشريعة دي خازوق أنا العملتو وأنا الوحيد البقدر ألغيهو ..... )
    يعني باختصار وقد ( عجز ) الجميع عن إلغاء هذه القوانين فإن في ( بقاء ) نميري في الحكم كان أملاً لإلغاء هذه القوانين .... وفي هذه نحن نسترجع تقلباته طوال مسيرته من أقصى اليسار لأقصى اليمين دون أن يرف له جفن
    وحتى لا يساء فهمنا فنحن هنا لسنا في مقعد ( تأييد ) لكننا في مقعد ( تحليل ) لواقع عايشناه ""

    لم يكن من الحكمة إذاً التضحية بـ ( ضرر أخف ) وتسليم الحكم إلى ( الضرر الأكبر ) الجاهز - حتى باعتراف ( وتقرأ بتخوف الجمهوريين أنفسهم ) وتسمية ذلك بأنه فداء
    لقد أثبتت الأيام اللاحقة أن حتى المجلس العسكري الذي تسلم الحكم من نميري كان من أعوان الجبهة القومية الإسلامية أو على الأقل المتعاطفين معها ...

    ركز معي في قولي
    Quote: لم يكن من الحكمة إذاً التضحية بـ ( ضرر أخف ) وتسليم الحكم إلى ( الضرر الأكبر ) الجاهز - حتى باعتراف ( وتقرأ بتخوف الجمهوريين أنفسهم ) وتسمية ذلك بأنه فداء

    شئنا أم أبينا يا عزيزي .... فذهاب مايو قد سلم الحكم للأخوان المسلمين ( الهوس الديني ) - أكثر القوى السياسية جاهزية - بدءاً من الفريق سوار الدهب والفريق تاج الدين ود. الجزلي دفع الله الذين تحججوا بعدم الإختصاص في أمر مسألة إلغاء قوانين سبتمبر
    ثم إبتزاز الجبهة القومية الإسلامية لـ ( حكومات ) السيد الصادق المهدي ومنعه من القيام بأى خطوة تؤدي لتعطيل قوانين سبتمبر ، رغم أن السيد الصادق هو صاحب القول الذي ذهبت به الركبان " إن هذه القوانين لا تساوي قيمة المداد الذي كتبت به "
    ثم وأخيراً إنقلاب الجبهة القومية الإسلامية في يونيو 1989 منعاً لتنفيذ إتفاقية الميرغني قرنق نوفمبر 1988 التي نصت على ( تجميد ) العمل بمواد الحدود في قوانين سبتمبر لحين إنعقاد المؤتمر الدستوري
    باختصار يا حبيبنا فإن الجبهة القومية الإسلامية قد تسلمت الحكم ( خلال وكلاء لها ) أو ( صراحة ) بعد ذهاب مايو مباشرة أو هى عطلت حكومات السيد المهدي وأقعدتها ......
    أو نسيت قالة د. منصور خالد في كتابه النخبة السودانية وإدمان الفشل عن أن الجبهة القومية وهى في المعارضة قد إبتزت السيد الصادق المهدي وصيرته عاجزاً عن إتخاذ موقف ... أو نسيت قالته اللاذعة ( حتى أصبح حفيد المهدي في حاجة لإثبات إسلامه أمام الدكتور حسن الترابي ) ... أو كما قال
    وهى ذات النتيجة التي عمل الأخوان الجمهوريون عمراً لكى لا تتم .......
    هذا هو الواقع
    Quote: نعم، الطوفان المعني في النذارة بالمنشور كان يُقصد به السودان في المقام الأول، ولكني أستغرب من قول عاطف أنه لم يتحقق، مع أنه في أماكن أخرى ذكر أن الحال قد انتقل الآن إلى أسوأ مما كان في عهد نميري، إذ أن هذا هو المقصود بالطوفان ـــ انتشار الظلم والحروب والقتل.

    لا زلت عند فهمي أن الطوفان الذي عناه الأستاذ محمود هو أن يتم بموته فداءاً أن يتم تغيير أساسي في السلطة هيكلها شخوصها قوانينها - مع رجاء التركيز على القوانين فهو لم يعارض إلا من أجل هذه القوانين - ولا يبق من مايو أثر وذلك وفق رؤيته لمقامه ووفق ما شرحته في مداخلتي المعنية
    أما سوء الحال وانتقاله للأسوأ فهو ما يصدقه الواقع وهو ( الضرر الأكبر ) الذي فصلت لك فيه أعلاه

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-20-2014, 04:00 PM)

                  

06-20-2014, 08:07 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: تجمع لدى الجمهوريين الحزن والصدمة بشقيهما الإنساني والعقدي
    المصائب لا تأتي فرادى
    إجتمع الجمهوريون وقررت قيادتهم حل التنظيم / الهيكل / الجسم الذي كان يجمعهم

    وبدأت من هنا رحلة الإنزواء

    خرج من الجمهوريين من السودان من خرج وبقى داخل السودان من بقى
    لن أتوقف عندما كتبه صديقنا أبو الريش في بوسته الذي إقتبست منه أعلاه عن عدم رضا الأستاذ محمود ( أثناء حياته ) مغادرة الجمهوريين للسودان ....
    وفي هذه أظنني على إتساق تام مع نفسي ،ذلك أنني تحفظت على مطالبتهم أن ( يجربوا ) الموت الذين رأوه واقعاً يطبق على أبيهم وأستاذهم
    وجدوا في الغرب عموماً وفي أمريكا تحديداً مستقر

    من الظلم أن نحكم بما لا نعرف عن الظروف التي مرت بمعظمهم حتى الإستقرار الكامل للأفراد والأسر والأنجال
    ولكننا ( سمعنا ) لاحقاً عن نشاط بدأوه في الشبكة العنكبوتية بمسمى ( الصالون ) أوشئ قريب من هذا
    جعلوا هذا الصالون مغلقاً على عضويتهم فقط
    وأخيراً قرأنا أنه حتى من بين العضوية الجمهورية من يحرم من الدخول للموقع
    ولعلها من المفارقات المثيرة أن ( صالون محمود محمد طه ) في الواقع لم يكن يغلق أبوابه أمام ضيف / غريب أبداً .... بل وتقام ندواته في الشارع العام ..... في حين جعل ( أبناء محمود ) جعلوا ( صالونه الإسفيري ) مغلقاً بالضبة والمفتاح بل ويطرد أبناءه عنه ..... ومن المفارقات المثيرة أيضاً أن الجمهوريين الذين كانوا يقولون ليس لعضويتنا دفاتر الواقع قد أصبح لهم ( User names and Passwords ) لعالمهم الجديد ..... في هذا السياق تحفظ الذاكرة التعليق الممعن في السخرية عندما تساءل أحد الأعضاء في موقع سودانيزأونلاين عن ( توقف الجمهوريين عن العمل السياسي الفاعل ) فتداخل الصديق / حسين ملاسي - بطريقته المختصرة - وكتب ( الجمهوريون لم يتوقفوا - وحاشاهم - بل تحولوا من حزب سياسي الى صفحة سرية في أضابير الأسافير ... ) - أو كما قال
    وقد طالب الجمهوريون عبر السنين لتوفير ( المنابر الحرة ) لتقديم دعوتهم .... ومع توفر عضويتهم في موقع سودانيزأونلاين - مثلاً - فقد رأينا العزوف / الترفع / الزهد عن الكتابة في وعن الفكرة الجمهورية .... ربما نستثني بروف أحمد الحسين والأستاذ عبدالله عثمان والأحباب ياسر الشريف وجمال المنصوري
    وحتى كتابات هؤلاء فقد شابها من الناحية ( الدعوية ) البعد عن تقديم رأى صريح عند طلبه فقط يتم إلقاء رابط موقع الفكرة وكأن واحدهم لا يود تحمل مسؤولية رأى أو فهم في الفكرة الجمهورية ............ ( هنا ربما أستثني جمال المنصوري )
    لكن ( في البوست دا ما شاء الله عليكم )
    شهدت الساحة السياسية السودانية ومنذ العام 1998 إنفراجاً سياسياً خرجت الأحزاب بموجبه للعلن
    عاد من عاد من الخارج بعد أن كانوا يهددون بـ ( إقتلاع النظام من جذوره ) و ( سلم ولن تسلم ) وعاد قائد قوات التحالف عبدالعزيز خالد وخرج المرحوم نقد من ( تحت أرضه ) ورأيناهم على تلفزيونات النظام وفي الندوات ناقدين
    إلا أخواننا الجمهوريون إستمرأوا ( النوم في العسل ) ......
    قد يقول قائل أن هذه الأحزاب قد تعرض قادتها للسجون والملاحقات و..........
    نقول لهم نعم
    هذه ضريبة واجبة السداد
    وطالما أنكم دوماً تفتخرون بأن الأستاذ محمود هو أول سجين سياسي في فترة ما بعد الأربعينات فلم تتخوفون المسير في طريق هو قد مشاه من قبل ؟؟؟

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-20-2014, 08:11 PM)

                  

06-21-2014, 09:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا عزيزي عاطف
    هذه إفادة العميد فيصل مدني مختار عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ السابق وكان هو المقدم طيار الذي قاد الطائرة المروحية التي حملت جسد الأستاذ محمود قدس الله سره إلى الصحراء غرب امدرمان
    قال تعالى "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" صدق الله العظيم

    http://m.youtube.com/watch?v=B8U7_HlKE5Q



    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 08:51 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 08:51 PM)

                  

06-21-2014, 12:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    هذه قصيدة رائعة للشاعر الأستاذ أزهري محمد علي

    بعزى فى السجان
    ويواسيه بى بسمه
    ويحكيلو طول الليل
    عن باكر الاسمى
    يوم يرجف الجلاد
    ويضحك ابو اسماء
    محمود محمد طه
    مـا أعظم الأسماء
    *** *** ***
    يا أبوى صباح الخير
    من آخر الاعماق
    انا حالى غيرك غير
    فى منتهى الأشواق
    يا مستجير بالله
    من كل زيف ونفاق
    ومعصوم بِسر الله
    وحق اليقين ميثاق
    لله شئ لله
    باب الكريم ما ضاق
    الدم فداه الدم
    ودم الحقيقة يُراق
    أعصم رؤى الاطفال
    من لعبة الاوراق
    لسه الحبل ممدود
    ومشدود وثاق فى وثاق
    ومن تحتو واقف هو
    فى كامل الإشراق
    طائر خفيف الروح
    فى واسع الآفاق
    يغزل خيوط النور
    من بسمته الرقراق
    ويمرق عفيف الإيد
    من حافة الإملاق
    ينزع مشاعر الخوف
    من رعشة الشناق
    ويشهد صعود الروح
    بى نشوة العشاق
    من حيز المحدود
    لى مطلق الإطلاق
    عند إنتفاء الضد
    حيث البصر ما زاغ
    *** *** ***
    إنت بتروح وين
    يامستبد ياعاق
    من غضبة الطوفان
    ومن شعبنا العملاق
    يوم تشخص الابصار
    ويلتف ساق بى ساق
    وبيناتنا يبقى الحق
    ومكارم الأخلاق
                  

06-21-2014, 02:20 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني
    قصيدة للشاعر عالم عباس
    (إلى روح الشهيد محمود محمد طه)




    الجوهرة
    كدأبك ما تنفك أجلى وأضوء
    وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ
    و شأوك عال لا ترام سماؤه
    وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ

    الثمرة
    والشجر إذا يسقى من ماء آسنْ
    ماذا يطرح غير الثمر الآسنْ ؟

    الفعل
    وفي الدار شجعان الأقاويل جمة
    ولكن شجعان الفعال قليل
    فإن قلت قولا لا تموت وراءه
    ليحيا ، فلا معنى لما ستقول

    المشهد
    حين جاءوا بك للموت ابتسمت ،
    ضوء الوجه النبيل
    أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا
    ثم استدار
    والشلوخ الغائرات الحزن أغفت
    فازدهى فيها الوقار
    وبريق في عيون ،
    هي لولا جنة الإيمان نار


    المساومة
    غداة أن رفضت زيفهم
    باعوك قبل أن يبايعوك
    ويوم أن نبذت بيعة النفاق
    هرولوا يصارعوا ليصرعوك
    فهاهم وأنت لم تمت ،
    ترى ما الحجة التي بها
    أتوا يقارعوك ؟

    الغرس
    إن أردت الحق أن يورق
    فاسقه دمك،
    وزنه بالفعال ، لا المقال
    تستطيب طعم الموت في فمك .

    الخلاص
    كلمة لابد أن تقال ،
    في بركة الركود هذه
    لا غير هزة عنيفة
    تخلخل الجبال
    تحرر الأثقال ،
    في كومة الركام هذه
    لابدّ من زلزال
    لابدّ من زلزال .

    المبارزة
    تنهزم الأفكار ، نعم
    لكن بالأفكار
    يحتكّ المنطق بالمنطق ،
    والحجة بالحجة ،
    والبرهان الساطع بالبرهان
    نتجادل حتى
    ينثلم الرأي الأوهى
    في وجه الرأي الأقوى
    نختلف كما يختلف الناس،
    ولكن يا للخزي ، ويا للعار
    إن أفلسنا حتى ضقنا
    ذرعا بالرأي الآخر.

    المشهد الثاني
    كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة
    "كوبر" يدرك أن الخطوات المتزنات اللائى سرت بهن
    وئيدا، تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماما مع ما
    كنت تقول .
    كان الحبل الملتفّ على رقبتك الشامخة الرأس ، هو
    الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق
    الوطن المقتول .
    ليس بعيدا كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت
    ووجوههم متفحمة خجلا وصغارا

    وثباتك مثل الخنجر بين أضالعهم ،

    فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقا ، وتحرر
    ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل .
    أنت الأغلى ، والأعلى ، والأنبل
    كنا ندرك أنك تفدي الوطن الأجمل
    فلتكن القربان إذن حتى يتطهر وجه الأرض ،
    وينخسئ البهتان .

    الطود
    ثباتك طود والعروش هباء
    وإن هي إلا خسّة وغباء
    وصوتك بعث في الملايين كلها
    وإن خنقتها الفتنة النكباء
    وقد ديس وجه الشعب في كل محفل
    ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء

    فبراير1985


    تحياتي يا عاطف
    اتابع مع القراء رجال ونساء هذا البوست الجميل رايت ان اضع قصيدة ازهري الحاد دفع الله عن الاستاذ محمود
    فظهرت لي قصيدة قامتنا الشاعر عالم عباس
    وهي بمثابة رفع للبوست للنقاش المثمر من الجميع واشكر حرصك علي طرق ابواب الفكر والثقافة والمعرفة وهو جانب من شخصيتك
    وحسن تربيتك
                  

06-21-2014, 03:24 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Sabri Elshareef)

    سلام للجميع
    وشكرا لك يا صبري على رفع البوست بقصيدة الشاعر عالم عباس.
    هذا شاعر آخر هو الدكتور معتصم سيد أحمد القاضي أحب أن أزين بها جيد البوست.

    Quote:
    موقع الفكرة
    الي العارف بالله الأستاذ محمود محمد طه
    د. معتصم محمد سيد أحمد (القاضي)


    يا صاحب الطوفان هذا شرعهم * من لم يكن منهم يكن زنديقا

    مصوا دماء الشعب فهى قصورهم * طالت علوا شاهقا و سحيقا

    آتاك ربي العلم فكرا صادقا * فبخلق أهل الحق كنت خليقا

    لم يسمعوك و لم يعوا ما قلته * بل زوروه و كذبوا تلفيقا

    جعلوا أكفهم على آذآنهم * و أتوا بران بالقلوب لصيقا

    لبسوا لباس الدين للدنيا هوى * ورأوا بصدقك عا ئقا ومعيقا

    فتدبروا أمرا فنضح اناؤهم * وأتوا عليك بحكمهم تطويقا

    ودوا لو أنك ساجدا مستشفعا * فيباد جمعك كله تفريقا

    فجهرت قول الحق في قاعاتهم * بهت القضاة مشيرهم و فريقا

    لا خوف لا طمع بقلبك سيدا * متعبدا حرا فصرت طليقا

    فكشفت عن حوض المعارف حجبها * و سلكت درب العارفين طريقا

    ترجو الاله وسالك في دربه * فدنوت من قوسين كنت مطيقا

    حسبوك من حبل المشانق جازعا * فشددته لله أنت وثيقا

    حشروا فنادوا تلك أبشع موتة * وكذا سيذهب فاسقا هرطيقا

    سترون نعلا طائشا من محدث * عاض لسانا بارزا و مريقا

    ناداك ربك عندها من تحتهم * أن الق حبلك غالبا صديقا

    فوقفت بالوادي المقدس في تقى * رجلا نقيا طاهرا و أنيقا

    و خلعت نعلك للاله تأدبا * و مشيت نحو الله أنت رفيقا

    ما زاغ بصرك في المنصة ما طغى * هي سدرة للمنتهى تصديقا

    جاء التجلي عندها في نوره * وكساك ثغرا باسما ورقيقا

    فصعدت في المعراج لطفا رائعا * وذهبت اسراء له تحليقا

    وأتاك كوثر عابقا في مسكه * وسقاك مختوما صفا و رحيقا

    و الروح كانت في المقام بقربه * و مقام محمود كفى تشويقا
                  

06-21-2014, 05:52 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    نواصل مع عزيزنا د. ياسر الشريف ومداخلاته الملهمة
    Quote: يستطيع القارئ أن يستنتج أنك لا ترى أن الأستاذ محمود قد فدى الشعب السوداني، ولديك حيثيات، في ظاهرها، تدعم قولك هذا. ولكن الأمر الذي استغربت له لماذا لم يقم أولئك المتصوفة الذين وصفتهم بـ "الحقيقيين" بتخليص السودان والسودانيين من ظلم النميري وتزييفه للشريعة؟ بل أن بعضهم قد أعانوه ومدُّوا له في ضلاله، فقد شهدنا كيف بويع إماما في بقع الصوفية!! ثم أنك ترى بأن الواقع الراهن منذ ذهاب نميري كان ولا يزال أسوأ بما لا يقاس من نظام نميري، وهذا صحيح، ثم أوردت قول الشيخ العارف " ح يجي يوم يفتشوا ليهو ما يلقوهو ........ " ولكن ينشأ السؤال مرة أخرى: لماذا لم يقم أولئك المتصوفة "الحقيقيون" بمقاومة هذا الظلم الذي يتم باسم الإسلام، بل بعض هؤلاء المتصوفة أعانوا نظام الإنقاذ وساندوه؟

    أؤكد لك أولاً أن لا علاقة لي بـ ( البقع ) التي ( بويع فيها النميري إماما ) ولا علاقة لي بالشيوخ الذين ( قد أعانوه ومدُّوا له في ضلاله )
    ثم
    وأنت سيد العارفين أذكرك بأن الطرق الصوفية ليست أحزاباً سياسية لتتشكل لديها رؤي سياسية معينة
    بل وإن المنتسبين لـ ( طريقة صوفية واحدة ) قد لا تتطابق رؤاهم السياسية...
    تعلم ونعلم يا حبيبنا أن ( حكم الوقت ) عند المتصوفة هو أساس سكناتهم وحركاتهم ...
    أذكرك وأنت سيد العارفين إن السادة المتصوفة إن أرادوا - بإذن الله - فعل شئ فليس بالضرورة أن يفعلونه بـ ( الآلية ) المتوقع لغيرهم إتباعها
    لهم يا حبيبنا آلياتهم التي قد لا تخطر ببال أحدنا
    لعلي وتقريباً للمعنى أهديك والأحباب هذه القصة وأيضاً ( أسأل عنها يوم القيامة ) ....

    " أب وأبناءه جميعهم ( حيران ) شيخ ومتبعين لطريقته الصوفية
    توفى الأب لرحمة مولاه
    إختلف الإخوة في ميراث أبيهم ...... مثلما يحدث كل يوم في كل مكان
    لجأ الأبناء للقضاء للفصل بينهم
    أى من الأبناء كان يقول أن لديه وصية من أبيه بشهادة الشيخ.......
    طلب القاضي أن يأتي الشيخ للشهادة إن أصر الخصوم على إفاداتهم .....
    حاول محامي أحد الإخوة ( وكان أيضاً من حيران الشيخ ) حاول أن يثني القاضي عن طلبه بأن الشيخ المعني هو رجل صاحب مقامات كبيرة لا يرتاد المحاكم واقترح بدلاً عن ذلك أن تكلف المحكمة من ترى ويذهب إليه لمعرفة إفادته
    هنا إنتبه الأخوان وترددوا وهم يرون نتيجة إفاداتهم .....
    أجمع المحامون على رفع الجلسة وتأجيلها للتشاور
    وافق القاضي على طلبهم وذكرهم بأن الشيخ - مع الإحترام لمكانته ومقاماته - فهو مواطن سوداني خاضع للقانون السوداني وعليه أن يمثل أمام المحاكم إن طلبته ..... وحدد الموعد القادم للجلسة
    إستقر في وجدان المحامي أن القاضي سوف يستوعب كلامه عن الشيخ بصورة أوضح لو عاش في البيئة المكانية للشيخ .....
    بفعل زمالتهما وعلاقتهما الشخصية زار المحامي القاضي في مكتبه ذات يوم قبل موعد الجلسة ...... أعلمه أنه سوف يذهب لزيارة الشيخ وحضور إحتفال الطريقة بذكري الإسراء والمعراج ... طلب منه أن يذهب معه للزيارة .... ولا يفصح عن شخصيته إن أراد وبعد أن يعود فهو صاحب القرار في كل الأحوال
    وافق القاضي
    وذهب معه
    وحضروا الإحتفال.....
    وعندما ذهب الحضور لوداع الشيخ إستبقى القاضي...... وأدخله معه غرفته .... وهناك حدثه
    " يا ولدي نحنا ما بنمشي المحاكم ...... أحكامكم إنتو لو نحنا ماصدقنا عليها ما بتتنفذ ...... ذهل القاضي .... واصل الشيخ ...... تتذكر إنت قبل ( ... ) سنة كنت قاضي في مدينة ( ..... ) وكانت قدامك قضية متهم فيها رجل بالقتل إسمه ( ......... ) ؟؟ بذهول أجاب القاضي نعم ... واصل الشيخ وتتذكر أنو إنت وصلت لقناعة أنو الرجل مذنب ؟؟ واصل القاضي ذهوله وأجاب بأن نعم ...... واصل الشيخ .... وتتذكر في الليلة قبل النطق بالحكم ، الساعة تلاتة وربع صباحاً إنت قمت من سريرك ومشيت جلست في مكتبك وطلعت ورق القضية وأعدت قراية القضية ووقفت في صفحة 23 من الملف وهناك فهمت ووقعت ليك النقطة الأقنعتك أنو الرجل برئ من تهمة القتل ؟؟؟؟؟؟
    كاد القاضي أن يغمى عليه
    لم يدعه الشيخ في حاله وأعاده
    " يا ولدي ..... الرجل دا أمو جاتني هنا وكلمتني .... أنا عرفت أنو برئ ..... ووعدتها بالبراءة ..... وكمان خفنا عليك تغلط وتودي زول برئ لحبل المشنقة ...... عشان كدا قومناك من نومك ... ووريناك محل تلقى أدلة البراءة "
    أمشي يا ولدي أحكم في القضية وسوف تنصفهم جميعاً
    أداهو الفاتحة
    حكم القاضي القضية - طبعاً بدون طلب حضور الشيخ للمحكمة -
    وقد ( أنصفهم جميعاً )
    وصدقاً لأول مرة أرى خصوم يخرجون من المحكمة وأى منهم يظن أنه وحده ( الكسبان ) للقضية

    القاضي فقد أخذ الطريق من الشيخ وأصبح من الحيران ( النجيضين ) ......

    فيا حبيبنا شوف القصة دي فيها كم موضوع ؟؟ وحلت كم مشكلة ؟؟؟
    تلك هى ( بعض ) آلياتهم

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-21-2014, 05:59 PM)

                  

06-21-2014, 08:00 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: نواصل مع عزيزنا د. ياسر الشريف ومداخلاته الملهمة
    Quote: Quote: يستطيع القارئ أن يستنتج أنك لا ترى أن الأستاذ محمود قد فدى الشعب السوداني، ولديك حيثيات، في ظاهرها، تدعم قولك هذا. ولكن الأمر الذي استغربت له لماذا لم يقم أولئك المتصوفة الذين وصفتهم بـ "الحقيقيين" بتخليص السودان والسودانيين من ظلم النميري وتزييفه للشريعة؟ بل أن بعضهم قد أعانوه ومدُّوا له في ضلاله، فقد شهدنا كيف بويع إماما في بقع الصوفية!! ثم أنك ترى بأن الواقع الراهن منذ ذهاب نميري كان ولا يزال أسوأ بما لا يقاس من نظام نميري، وهذا صحيح، ثم أوردت قول الشيخ العارف " ح يجي يوم يفتشوا ليهو ما يلقوهو ........ " ولكن ينشأ السؤال مرة أخرى: لماذا لم يقم أولئك المتصوفة "الحقيقيون" بمقاومة هذا الظلم الذي يتم باسم الإسلام، بل بعض هؤلاء المتصوفة أعانوا نظام الإنقاذ وساندوه؟


    أؤكد لك أولاً أن لا علاقة لي بـ ( البقع ) التي ( بويع فيها النميري إماما ) ولا علاقة لي بالشيوخ الذين ( قد أعانوه ومدُّوا له في ضلاله )
    ثم
    وأنت سيد العارفين أذكرك بأن الطرق الصوفية ليست أحزاباً سياسية لتتشكل لديها رؤي سياسية معينة
    بل وإن المنتسبين لـ ( طريقة صوفية واحدة ) قد لا تتطابق رؤاهم السياسية...
    تعلم ونعلم يا حبيبنا أن ( حكم الوقت ) عند المتصوفة هو أساس سكناتهم وحركاتهم ...
    أذكرك وأنت سيد العارفين إن السادة المتصوفة إن أرادوا - بإذن الله - فعل شئ فليس بالضرورة أن يفعلونه بـ ( الآلية ) المتوقع لغيرهم إتباعها
    لهم يا حبيبنا آلياتهم التي قد لا تخطر ببال أحدنا
    لعلي وتقريباً للمعنى أهديك والأحباب هذه القصة وأيضاً ( أسأل عنها يوم القيامة ) ....

    " أب وأبناءه جميعهم ( حيران ) شيخ ومتبعين لطريقته الصوفية
    توفى الأب لرحمة مولاه
    إختلف الإخوة في ميراث أبيهم ...... مثلما يحدث كل يوم في كل مكان
    لجأ الأبناء للقضاء للفصل بينهم
    أى من الأبناء كان يقول أن لديه وصية من أبيه بشهادة الشيخ.......
    طلب القاضي أن يأتي الشيخ للشهادة إن أصر الخصوم على إفاداتهم .....
    حاول محامي أحد الإخوة ( وكان أيضاً من حيران الشيخ ) حاول أن يثني القاضي عن طلبه بأن الشيخ المعني هو رجل صاحب مقامات كبيرة لا يرتاد المحاكم واقترح بدلاً عن ذلك أن تكلف المحكمة من ترى ويذهب إليه لمعرفة إفادته
    هنا إنتبه الأخوان وترددوا وهم يرون نتيجة إفاداتهم .....
    أجمع المحامون على رفع الجلسة وتأجيلها للتشاور
    وافق القاضي على طلبهم وذكرهم بأن الشيخ - مع الإحترام لمكانته ومقاماته - فهو مواطن سوداني خاضع للقانون السوداني وعليه أن يمثل أمام المحاكم إن طلبته ..... وحدد الموعد القادم للجلسة
    إستقر في وجدان المحامي أن القاضي سوف يستوعب كلامه عن الشيخ بصورة أوضح لو عاش في البيئة المكانية للشيخ .....
    بفعل زمالتهما وعلاقتهما الشخصية زار المحامي القاضي في مكتبه ذات يوم قبل موعد الجلسة ...... أعلمه أنه سوف يذهب لزيارة الشيخ وحضور إحتفال الطريقة بذكري الإسراء والمعراج ... طلب منه أن يذهب معه للزيارة .... ولا يفصح عن شخصيته إن أراد وبعد أن يعود فهو صاحب القرار في كل الأحوال
    وافق القاضي
    وذهب معه
    وحضروا الإحتفال.....
    وعندما ذهب الحضور لوداع الشيخ إستبقى القاضي...... وأدخله معه غرفته .... وهناك حدثه
    " يا ولدي نحنا ما بنمشي المحاكم ...... أحكامكم إنتو لو نحنا ماصدقنا عليها ما بتتنفذ ...... ذهل القاضي .... واصل الشيخ ...... تتذكر إنت قبل ( ... ) سنة كنت قاضي في مدينة ( ..... ) وكانت قدامك قضية متهم فيها رجل بالقتل إسمه ( ......... ) ؟؟ بذهول أجاب القاضي نعم ... واصل الشيخ وتتذكر أنو إنت وصلت لقناعة أنو الرجل مذنب ؟؟ واصل القاضي ذهوله وأجاب بأن نعم ...... واصل الشيخ .... وتتذكر في الليلة قبل النطق بالحكم ، الساعة تلاتة وربع صباحاً إنت قمت من سريرك ومشيت جلست في مكتبك وطلعت ورق القضية وأعدت قراية القضية ووقفت في صفحة 23 من الملف وهناك فهمت ووقعت ليك النقطة الأقنعتك أنو الرجل برئ من تهمة القتل ؟؟؟؟؟؟
    كاد القاضي أن يغمى عليه
    لم يدعه الشيخ في حاله وأعاده
    " يا ولدي ..... الرجل دا أمو جاتني هنا وكلمتني .... أنا عرفت أنو برئ ..... ووعدتها بالبراءة ..... وكمان خفنا عليك تغلط وتودي زول برئ لحبل المشنقة ...... عشان كدا قومناك من نومك ... ووريناك محل تلقى أدلة البراءة "
    أمشي يا ولدي أحكم في القضية وسوف تنصفهم جميعاً
    أداهو الفاتحة
    حكم القاضي القضية - طبعاً بدون طلب حضور الشيخ للمحكمة -
    وقد ( أنصفهم جميعاً )
    وصدقاً لأول مرة أرى خصوم يخرجون من المحكمة وأى منهم يظن أنه وحده ( الكسبان ) للقضية

    القاضي فقد أخذ الطريق من الشيخ وأصبح من الحيران ( النجيضين ) ......

    فيا حبيبنا شوف القصة دي فيها كم موضوع ؟؟ وحلت كم مشكلة ؟؟؟
    تلك هى ( بعض ) آلياتهم

    تسلم يا أخي عاطف
    وشكرا مرة أخرى على القصة التي أوردتها..

    Quote: أؤكد لك أولاً أن لا علاقة لي بـ ( البقع ) التي ( بويع فيها النميري إماما ) ولا علاقة لي بالشيوخ الذين ( قد أعانوه ومدُّوا له في ضلاله )

    الحمد لله.. أفتكر شيوخ تلك البقع قد أدركوا مقدار خطئهم.. وأتوقع أن يكون بعضهم قد أدرك الحق في كلام الأستاذ محمود لنميري من أنه "زيَّف الشريعة ونفَّر الأذكياء عن الدين". في أحد البوستات اليوم سأل الدكتور محمد حسن في عنوان البوست "من الذي اغتال حزبي الأمة والاتحادي؟"..
    وكان تعليقي كالآتي:
    Quote: سلطة الانقاذ والحركة الاسلاموية عموما أجهزوا على حزبي الأمة والاتحادي اللذين اختارت قيادتاهما ابتداءً الخضوع للابتزاز فيما يخص الموقف من ما تسميه السلطة بالشريعة الإسلامية، وأضافت إليها مؤخرا صفة الشريعة الغير مدغمسة.

    السودان لن يتعافى إذا لم يتم إلغاء قوانين الدجل والكذب هذه، والتي أسماها الأستاذ محمود وقتها بقوانين سبتمبر. وأول المواد الواجب مقاومتها وإجبار السلطة على إلغائها هي المادة التي تعاقب على الردة بالقتل.


    ومنه أجيء لقولك التالي:

    Quote: ثم
    وأنت سيد العارفين أذكرك بأن الطرق الصوفية ليست أحزاباً سياسية لتتشكل لديها رؤي سياسية معينة
    بل وإن المنتسبين لـ ( طريقة صوفية واحدة ) قد لا تتطابق رؤاهم السياسية...
    تعلم ونعلم يا حبيبنا أن ( حكم الوقت ) عند المتصوفة هو أساس سكناتهم وحركاتهم ...

    عندما يتعلق الأمر بمصير الدين ومصير الوطن وأمن الناس، يكون تحديد الموقف هو الأوجب على شيوخ الطرق. وعلى كل حال الواقع يقول أن شيوخ الطرق كانت لهم مواقف سياسية في تاريخ السودان. مثلا مشاركة بعض كبار شيوخ الطرق وأتباعهم في حروب الثورة المهدية ضد الحكم التركي المصري (مثال لذلك الشيخ العبيد ود بدر انظر هامش 1 بالأسفل)، ومن الناحية الأخرى موقف شيوخ الطريقة الختمية الذي كان معارضا للمهدية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هامش 1: الشيخ العبيد ود بدر
    نقرأ من كتاب "السودان عبر القرون" للدكتور مكي شبيكة، في صفحة 322 ما يلي:
    Quote: وقبل وصول غوردون أيضاً كتب الشيخ العبيد محمد بدر المقيم بأم ضبَّان جنوبي الخرطوم شرقي النيل الأزرق خطاباً إلى علماء الخرطوم وهو رجل مشهود له بالصلاح والنظر الثاقب لعواقب الأمور يطلب منهم إيقافاً لسفك الدماء بين المسلمين التسليم للمهدي، وهذا ما نقله البرق من الحكمدارية إلى المعية بتاريخ 27 يناير سنة 1884.

    "يوم تاريخه حضر جواب من الشيخ العبيد المقيم بجهة العيلفون إلى العلماء بالخرطوم والفقيه عبد القادر قاضي الكلاكلة والفقيه موسى مفتي المجلس المحلي تاريخه 24 ربيع أول يفيد أنه كان متصبر للآن انتظار تسليم الخرطوم للمهدي من دون سفك دماء وأنه يجب لهم التسليم كما أحب لنفسه لأن في ذلك الراحة الكاملة التي تحقن دماء المسلمين وأموالهم وأن جميع البلاد حصلت بها الحركات ويطلب منهم الإجابة بالقبول بعد الاتفاق معنا أو رفض طلبه وحيث أن ذلك مما يقتضي العرض عنه للأعتاب السنية فبناء عليه لزم العرض للإحاطة".
    وجاء الرد من القاهرة في نفس اليوم يرفض طلب الشيخ العبيد.

    ويخبرنا نعوم شقير في كتابه "تاريخ السودان" صفحة 480 ـ 482 عن اشتراك الشيخ العبيد في الحرب.
    Quote: واقعة الحلفاية الثانية وطرد الشيخ العبيد في أواسط أوغوسطوس سنة 1884:
    هذا ولما فرغ غوردون من أبي قرجة التفت إلى الشيخ العبيد الذي كان محاصراً الخرطوم في الحلفاية فسير عليه جيشا في النيل في ثلاث بواخر بقيادة خشم الموس بك وجيشاً في البر بقيادة فرج الله بك فلما رأى العساكر مقبلين براً وبحراً ترك النيل وتوغل في البر إلى غابة الملاحة فاجتمع العساكر عليه وأشعلوا النار في جيشه من البر والبحر فثبت أمامهم إلى الظهر ثم ولى الأدبار منهزما إلى أم ضبان وقد قتل من جيشه نحو 200 رجل وجرح ابنه ابراهيم وحمل على فرس واستولى العساكر على ديمه فغنموا شيئا كثيرا من الحبوب والأقمشة والكتب والأسلحة.

      واقعة العيلفون في أواخر أوغسطوس سنة 1884:
      فأخذ غوردون ينظر الآن في استرجاع بربر وفتح الطريق إلى مصر فاستدعى رؤساء جيشه واستشارهم في الأمر فوافقوه على ذلك فجهز جيشاً مؤلفا من 1000 جهادي و 800 من الباشبوزق وعقد لواءه إلى محمد علي باشا وفيما هو يتأهب للمسير إذا بمخبر قد حضر من الجنوب وقال أن أنصار الشيخ العبيد قد عادوا إلى تجمعهم في العيلفون وسدُّوا طريق النيل الأزرق فرأى محمد علي باشا وجوب تمهيد العيلفون قبل الزحف على بربر وصدق غردون رأيه فركب الوابورات قاصداً العيلفون في 29 اوغوسطوس سنة 1884 ونازل أهلها يومين فقتل منهم وهزمهم إلى أم ضبان على 12 ميلاً من العيلفون حيث أقام الشيخ العبيد بباقي أنصاره.

      واقعة أم ضبان في 4 سبتمبر سنة 1884:
      فطلب محمد علي باشا الإذن من غوردون في الحملة عليه فلم يأذن له لأنه لم يرَ الخروج عن النيل رأياً فبعث محمد علي باشا يلحُّ عليه في طلب الاذن ويقول أن سحق الشيخ العبيد لا بد منه لراحة الخرطوم وفتح طريق سنار وأن النصر عليه مضمون فأذن له بعد تردُّد. وفيما هو يتأهب للمسير إلى أم ضبان أتاه عبد أسود أرسله الشيخ العبيد جاسوساً فقال إني فررت من الشيخ العبيد لشدة ما لحقني من الضرب والاهانة وجئت أدلكم على طريق يكون فيها هلاكه فلأم ضبان من هنا طريقان الطريق المعتادة وطريق قصيرة في غابة كثيفة ملتفة الأشجار فإن أتيتموه بالطريق المعتادة شعر بقدومكم وفرَّ منكم فاقصدوه بطريق الغابة وباغتوه الهجوم وأنا أدلكم على هذه الطريق فانطلى خداع هذا العبد على محمد علي باشا فنظم جيشه مربعاً جعل الجهادية فيه ضلعين والباشبوزق ضلعين والحملة في الوسط وسلك طريق الغابة فما توسطها حتى خرج له كمينان عن اليمين والشمال فاخترقوا القلعة واختلطوا بالعساكر فقتلوا منهم نحو 800 رجل وهزموا الباقي وقد أصيب محمد علي باشا برصاصة فافترش فروته على عادة أهل السودان المعهودة واجتمع عليه الدراويش فقتلوه ولم يقتل من أصحاب الشيخ العبيد سوى 52 رجلاً. وقتل من الضباط سلطان بك عبد الله بعد أن حارب حرب الأبطال ونجا فرج بك فجمع شتات المنهزمين وعاد بهم وبالبواخر إلى الخرطوم فما انتشر فيها خبر الانكسار حتى ضجت بالبكاء والعويل فبذل غوردون جهده في تسكيتهم بالحسنى فلم يفلح فأصدر أوامره المشددة بأن من لم يكفّ عن الصياح والعويل يطرد خارج الخندق ويحرق منزله فهدأت المدينة.

      وقد اغتمّ غوردون لقتل محمد علي باشا لأنه كان من أفضل قـواده فجاء رؤساء العسكرية وقنصل اليونان وحكيم الاسبتالية يعزونه وقالوا ان كنا قد انكسرنا في هذه الواقعة فقد انتصرنا قبلها في وقائع وهذه عادة الدهر"يوم لك ويوم عليك" فشكر لهم غوردون سعيهم وقال إني لا زلت أجد بكم الكفاءة لقمع العصاة ولكني أتأسف أن قائداً من قـوادي العظام يتبع عادة همجية ويودي بنفسه إلى الهلاك وله من ذلك مفرّ.

      أما الشيخ العبيد فإنه بث الرسل إلى كل الجهات يخبرهم بالنصر الذي ناله في أم ضبَّان ويستحثهم على حصر الخرطوم من جديد.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 08:07 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 08:09 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 09:13 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 09:16 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-21-2014, 09:21 PM)

                  

06-22-2014, 06:50 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: بموت الأستاذ محمود بيولوجياً قد إنتهي بالنسبة لنا ( كمهتمين أو متابعين ) للفكرة الجمهورية إنتهى إحتمال كون الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد ( الذي يحق له حصرياً في هذه الدورة من الحياة الدنيا ترك التقليد ) .... أو الإنسان الكامل أو المسيح أو ..................... مقام لم يتم الوصول إليه رغم أن الأستاذ محمود قد عاش عمره - الذي عرفناه فيه - ( مطبقاً ) لخصائص هذا المقام .....


    صديقنا / عاطف عمر
    تحياتي الزاكية
    الحقيقة استوقفتني عبارتك في المقتبس اعلاه، فقلت في نفسي ( طيب لمن عاطف عندو اعتبار في قرارة نفسو لمقام الاصيل الواحد، وانو :

    Quote: بموت الأستاذ محمود بيولوجياً قد إنتهي بالنسبة لنا ( كمهتمين أو متابعين ) للفكرة الجمهورية إنتهى إحتمال كون الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد

    طيب يا ربي عاطف ده ما اطلع علي كتابة الاستاذ عن المسيح المحمدي دي:
    Quote: (وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا) .. إنما يشير إلى مبلغ الاضطراب في فهم هذه القضية ، وإلى ما ينشأ فيه من خلاف .. ولكن جلية الأمر فيها أن الآيات التي تتحدث عن المسيح إنما تتحدث عن المسيح الإسرائيلي وعن المسيح المحمدي في نفس الوقت .. فالمسيح المحمدي هو الذي سيرفع .. من كتاب( المسيح)عيسى الإسرائيلي عليه السلام ، قتل أم رفع ؟؟)

    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=239andchapter_id=5
    ولا عاطف اخونا يأخذ ببعض قول الاستاذ/ ويترك الاخر..
    طيب لو بقي الامر لا هذا ولا ذاك انما مجرد استشهاد علي الاستاذ/ من واقع كتاباته .. اها الامر يكون كيف؟ ..
    في الحالة دي يلزم الانسان الباحث عن (الحق) ان يرسم الصورة كاملة كما وردت في الكتابات ثم يبين اين بالظبط لم تتوافق الوقائع مع الكتابات..
    لو تأملنا فيما خطه الاستاذ/ محمود هنا في هذا الاقتباس، سنري بكل وضوح ان الاصيل الواحد في عبوره الي مقام المسيح سيمر بتجربة القتل، مثله مثل المسيح الاسرائيلي، وسينشأ خلاف حول هذه النقطة هل قتل ام لا.. ومن وجهة نظري اعتقد ان الاستاذ/ محمود قال (وانا علي شك) لأنه كان بانتظار هذا الحدث، ما لم يتم بصورته التي تم عليها، كان الشك سيكون كثيفا، ولكن لأن الوعد (الحق) قد تم له في 18/01/1985، لذلك استيقن من امره، وظهر ذلك جليا علي ثغره ..
    عزيزي عاطف..
    دعنا نشبع هذه النقطة بحثا اذا كان الحق هو هدفنا
    ولك مني السلام
                  

06-22-2014, 11:27 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    عذراً
    نقل للأسفل بعد إجراء بعض التعديلات الضرورية

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-22-2014, 02:28 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-22-2014, 02:31 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-22-2014, 07:25 PM)

                  

06-22-2014, 01:11 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام للجميع
    كتب حبيبنا الأخ عاطف:

    Quote: بموت الأستاذ محمود بيولوجياً قد إنتهي بالنسبة لنا ( كمهتمين أو متابعين ) للفكرة الجمهورية إنتهى إحتمال كون الأستاذ محمود محمد طه هو الأصيل الواحد ( الذي يحق له حصرياً في هذه الدورة من الحياة الدنيا ترك التقليد ) .... أو الإنسان الكامل أو المسيح أو ..................... مقام لم يتم الوصول إليه رغم أن الأستاذ محمود قد عاش عمره - الذي عرفناه فيه - ( مطبقاً ) لخصائص هذا المقام .....

    وقد علق عليه الأخ جمال المنصوري بمداخلة جيدة جدا.. أريد التمديد عليها. وأرجو استصحاب قول الله تبارك وتعالى: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" صدق الله العظيم
    نذكر كلنا ما جاء على قلم الأستاذ محمود التالي:

    Quote: إن ما جئت به هو من الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة التقاء الأديان جميعها، حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم، وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته، ولأول مرة في تاريخه الطويل..

    إضافة لما أورده الأخ جمال المنصوري أحب أن أذكِّر بمسألة مهمة أيضا قالها الأستاذ محمود. ففي خطاب إلى الأخ الراحل المقيم جمعة حسن، نفعنا الله بذكراه، ما يلي:
    Quote: وعلى هذا المستوى من الفهم نفهم قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه..).. فإن البيوت أجساد العارفين.. وفي طليعتهم الإنسان الكامل.. فإن جسد العارف قد أذن الله له أن يرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء إلى هذه الدنيا من العالم الآخر..

    [المصدر: كتاب رسائل ومقالات الثاني: "الله نور السموات والأرض"..
    http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=27andchapter_id=8
    سأضع المقال كاملا أسفل هذه المداخلة حتى لا أرمي بالروابط وأطلب من الناس الذهاب والقراءة..]
    وفي باب قصة الخلق من كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" جاءت هذه الفقرة، التي أرجو قراءتها بتأمل:

    Quote: وعن العوالم الثلاثة التي ذكرناها آنفا ترد الإشارة هكذا: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات .. فلهم أجر غير ممنون) .. قوله: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) .. إشارة إلى (عالم الملكوت) .. وقوله: (ثم رددناه أسفل سافلين) .. إشارة إلى (عالم الملك) .. وقوله: (إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير ممنون) .. إشارة إلى (عالم البرزخ) .. فإنه أشار بالأجر (غير الممنون) إلى الوشيجة التي ربطته، وهو في أسفل سافلين، بنشأته الكاملة في علم الله، ثم في إرادة الله، وذلك ما تفيده كلمة (الملكوت)، التي عبرنا بها قبل حين .. وهذه الوشيجة قد استنقذته، من أسفل سافلين، إلى عالم البرزخ، حيث يحقق كماله المقدور له، في علم الله .. وهذا الكمال يتمثل في رفع الجسد الترابي، بفضل الله، ثم بفضل العقل، إلى جسد ملكوتي .. (إلى جسد روحاني) ..

    هناك مقابلة موجودة بالصوت في موقع الفكرة الجمهورية لمسيحي اسمه أشوك، أحب أن أضع بعض فقراتها كتابة، فأرجو قراءتها بتمعن:



    Quote: أشوك: هل في اتنين، مسيح اسرائيلي و مسيح محمدي، ولا هو الشخصية الوحيدة اللي هو منقسم القسمين؟
    الاستاذ: ما هو انت من ناحية الوحدة كل الوجود واحد، بس اقساط، بتتنزل اقساط
    أشوك: مراحل يعني؟
    الاستاذ: آآاي مراحل، بعدين.. زي ما قلنا انهم كلهم من الجهة الورا المظهر واحد، لأنهم صادرين من الواحد، لكن عند الشخوص المتباينة مثلا موسى، عيسى، محمد بكونوا متعددين..
    فالمسيح المحمدي هو الموعود بيهو عندنا نحن ليرجع ويملأ الارض عدلاً كما ملئت جور.. و هو كأنما بستعيد الفردوس المفقود بخطيئة آدم.. عندنا (( ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم)) ..((إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) فكأنو الصورة هي دي مثلا آدم خلق هنا بعدين انحط بالخطيئة لأسفل سافلين، دا الاغتراب- البعد من الله- بدت الرجعى .. الانبياء كلهم ارسلوا ليرسموا لينا طريق الرجعى..
    الخطوة الاخيرة البتقابل ادم هنا في خلافة الارض هي المسيح لذلك قال ان مثل المسيح عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون.. دا المسيح ، المسيح المحمدي دا هو الموعود بيهو وهو خلاصة الرسالات كلها وكتابه خلاصة الكتب كلها وهو رسول للإنسانية كلها برسالته تُملأ الارض عدلاً كما ملئت جور وبحل في الارض السلام والمحبة..
    أشوك: دا نفس المسيح الصلبوه؟
    الاستاذ: من حيث الجسد؟
    أشوك: ايوه
    الاستاذ: لا.. من حيث الروح نعم.. و دي الوحدة الأنا بقول فيها من قبيل..

    يمكن الاستماع للمقابلة كاملة هنا:
    http://www.alfikra.org/interview_view_a.php?talk_id=32

    ياسر



    Quote: الله نور السموات والأرض

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (الله نور السموات والأرض.. مثل نوره كمشكاة، فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري، يوقد من شجرة مباركة، زيتونة، لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار.. نور على نور.. يهدي الله لنوره من يشاء.. ويضرب الله الأمثال للناس.. والله بكل شيء عليم)
    صدق الله العظيم

    عزيزي جمعة:
    تحية طيبة، وبعد فقد سألت عن هذه الآية في مدنى، وقد وعدتك بالكتابة إليك فيها..
    (الله نور السموات والأرض).. موجدهما.. وليس وجود السموات والأرض غير وجود الله.. فيعود المعنى ليكون (الله نور السموات والأرض) الله حقيقة السموات والأرض، وهما مظهره، بهما ظهر لعارفيه.. ولذلك قال، في آخر الآية (ويضرب الله الأمثال للناس)، ومعنى ذلك أنه يظهر بما هو مثله لمن هو مثله و(ليس كمثله شيء).. فوقع التشبيه، والتنزيه.. ثم قال: (الله بكل شيء عليم)، معناها الله بكل شيء ظاهر، وشاهد، ومشهود، ومعلم من يعلم عنه..
    والسموات والأرض (حق)، وكل ما خلق الله فيهما (حق)، والله (حقيقة) كل (حق).. ولا يدخل (الباطل) في الوجود إلا بنظرة الإنسان إلى الوجود.. يقول تعالى: (وما خلقنا السماء، والأرض، وما بينهما باطلا.. ذلك ظن الذين كفروا.. فويل للذين كفروا من النار)
    والله، في صرافة ذاته، فوق الأسماء، وفوق العبارة، وليس إلى معرفته من سبيل.. وإلى ذلك الإشارة بالحديث القدسى: (كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق، فتعرفت إليهم، فبى عرفونى)..
    ومعنى تعرفت إليهم ظهرت لهم بهم، وبكل شيء.. وهو المعنى بقوله تعالى: (الله نور السموات والأرض)..
    والله، من صرافة ذاته، تنزل لخلقه ليعرفوه في ثلاثة منازل، أو قل ثلاث مراتب: مرتبة الإسم، ومرتبة الصفات، ومرتبة الأفعال.. وبالأفعال برزت السموات والأرض، ومن فيهن، إلى حيز المحسوس – فمرتبة الإسم مرتبة الإنسان الكامل.. ومرتبة الصفة مرتبة الإنسانة الكاملة، ومرتبة الفعل مرتبة الوجود الخارجي المحسوس.. فالوجود المحسوس صورة خارجية، لصورة داخلية، في النفس البشرية.. وهذه الصورة الداخلية هي، في المرأة، كما هي، في الرجل.. ولكنها، في المرأة، موجودة على صورة أكثر سذاجة منها، في الرجل، وبذلك فهي أقرب إلى (الصرافة) التي تنزلت منها (الذات) إلى مرتبة (الإسم) – مرتبة الإنسان الكامل – ومن ههنا جاء تغني الصوفية بسلمى، وليلى، ولبنى، وهم بذلك إنما يريدون إلى الكناية عن الذات الإلهية..
    ومع الصورة الداخلية للسموات والأرض، في الرجل وفي المرأة، هناك ايضا صورة خارجية فيهما، فسماء الإنسان عقله، وأرضه قلبه – عقله المحسوس في دماغه، وقلبه النابض بين اضلاعه.. كما أن أرضه أيضا جسمه، و(الله نور السموات والأرض)، موجد عقلي، وعقلك، وقلبي، وقلبك، ومنورهما، ومظهرهما، كما هو موجد السموات والأرض، ومنورهما، ومظهرهما.. والتفسير الخارجي المحسوس موجود في كتب التفسير كلها..
    (مثل نوره كمشكاة، فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري) المشكاة موضع المصباح، من القنديل، ومن المنزل.. وهي هنا جسم الإنسان الكامل.. والمصباح القلب، والزجاجة العقل: (كأنها كوكب درى)، إشارة إلى صفاء عقله.. شبهه بالكوكب المضىء، مع إنها زجاجة مجردة [بلا نور] وذلك لشدة ما هي عليه من الوضاءة، والنظافة، والإشراقة، حتى ليخيل إليك أن بها ضوء من ذاتها..
    (يوقد من شجرة مباركة زيتونة).. رجع إلى المصباح الذي هو قلب العارف الكامل، فقال: إن الزيت الذي يحرقه هذا المصباح ليضيء به، إنما هو زيت شجرة زيتونة.. ووصفها بقوله (مباركة) لتعرف أن زيتها، القليل منه، يمكث كثيرا في الإحتراق لأنه ممدود ببركة.. ثم لتعرف أن النور الذي ينبعث من نار الإحتراق، الذي يحدث من هذا الزيت، إنما يتضاعف أضعافا لا حد لها، في القوة، و في الإنبعاث، في الآفاق البعيدة، لأنه ممدود ببركة، ونماء.. ثم لتعرف أن نارها هي نار موسى، وذلك بقرينة الإشارة إلى قوله تعالى، عن موسى (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن، في البقعة (المباركة)، من (الشجرة): أن يا موسى!! إنى أنا الله رب العالمين).. ونار موسى نار التجلي (الأكبر) – تجلي (الإسم المفرد): (إني أنا الله).. فذلك ما جعل الصوفية يهيمون بنار موسى.. وأنت بأقوالهم، في ذلك، عليم.. ثم لتعرف أن نارها مباركة.. و(النار المباركة) هي التي تكون بردا، وسلاما – لا هي برد، ولا هي حر، وإنما هي نور، بلا نار، كنار إبراهيم.. فلذلك فهي (لاشرقية ولا غربية).. فلا تتمكن منها حرارة الشروق، ولا يغمرها ظلام الغروب.. وهذه (الشجرة) إنما هي جسم الإنسان الكامل الذي عبر عنه بالمشكاة آنفا.. وجسم الإنسان الكامل لا شرقي، ولا غربي – لا هو ملائكي، ولا هو حيواني، وإنما هو إنسان سوي الخلق، مهيأ لنفخ الروح الإلهي، حيث قال: (فإذا سويته، ونفخت فيه من روحي)..
    (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)، لشدة صفائه.. فلكانه صفحة المرآة، تعكس الأضواء من كل جانب، حتى أنها لتكاد تضيء بغير نار.. وكذلك جسد الإنسان الكامل، هو مضيء بنور المعرفة، ولو لم تمسسه نار المجاهدة.. فهو مستجيب للترقي لأنه (زيتونة مباركة).. (نور على نور)، نور (القلب السليم) على نور (العقل الصافي)، يستعلن النوران من المشكاة الجسم الصحيح الذي يكسوه الوقار ، والجمال، في الحركة والسكون، ويتضوع منه شميم أطايب الأعراق، ومكارم الأخلاق، وحلاوة الشمائل.. (يهدي الله لنوره من يشاء).. يرشد الله إلى (نفسه) من يشاء الله إرشاده من عباده.. وهي أيضا تعني يرشد الله إلى (نفسه) من يشاء هذا الإرشاد من العباد، على أن تكون مشيئة هذا العبد للهداية بمرتبة دعوة المضطر.. ذلك بان الله يستجيب لدعوة المضطر إذا دعاه، حتى وإن كان كافرا.. ولا تكون مشيئة العبد للهداية بهذه المرتبة، أو باي مرتبة، إلا بسبق مشيئة الله له بها: (وما تشاءون إلا أن يشاء، رب العالمين).. فرجع حاصل الأمر إلى صاحب الأمر.. ولكن قبل إنكشاف هذا الأمر ذوقا، ويقينا، وهو لا ينكشف إلا للعارفين، فإن المريد، الطالب، مكلف بتجويد المشيئة، وبحسن توجه القصد إلى الله، حتى يهديه لنوره.. (ويضرب الله الأمثال للناس.. والله بكل شيء عليم..) وردت الإشارة إليه في صدر هذا الكتاب..
    بقي هناك أمر!! وهو أن الآية لا تنتهي، حيث تعود كثير من الناس إنهاءها، في كلمة: (عليم)، من عبارة: (والله بكل شيء عليم)، وإنما تستمر إلى قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه).. ولو أن القراء يقفون ها هنا، ثم يستأنفون القراءة بقوله تعالى: (يسبح له فيها، بالغدو، والآصال* رجال لا تلهيهم تجارة، ولا بيع، عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) ، لكان أكمل، وأتم، مما يفعلون الآن.. ولذلك فإن الحديث عن هذه الآيات لا ينتهي إلا عند نهاية الحديث عند:(في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه)
    قلنا أن المشكاة هي جسم، أو قل جسد، الإنسان الكامل.. والمصباح قلبه، والزجاجة عقله الذي عليه تنعكس صور الحقائق الأزلية المركوزة في قلبه، لأن القلب بيت الرب.. وقلت، في صدر هذا الكتاب: أن سماء الإنسان عقله، وأرضه قلبه – عقله المحسوس في دماغه، وقلبه النابض بين أضلاعه – كما أن أرضه جسمه.. فكأنني جعلت القلب، والجسم، بمعنى واحد.. وما ذلك إلا لأن الإنسان الكامل قلب كله – جسده كتلة من لحم القلب، بلا قشر، وبلا غلاف.. فحيث ورد الحديث عن الجسم، في هذا الكتاب، فإنما المراد هذا الجسم (القلبي).. وعلى هذا المستوى من الفهم نفهم قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه..).. فإن البيوت أجساد العارفين.. وفي طليعتهم الإنسان الكامل.. فإن جسد العارف قد أذن الله له أن يرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء إلى هذه الدنيا من العالم الآخر.. وإلى ذلك إشارة النبي عن أبي بكر حيث قال: (من سره أن ينظر إلى ميت يمشي بين الناس فلينظر إلى أبي بكر..).. وجسد الإنسان الكامل أذن الله له أن يرفع، من مرتبة النباتية، إللى مرتبة الحيوان، إلى مرتبة الإنسان، وهي اعلى المراتب.. ومرتبة الحيوان هنا لا تعني مجرد الحيوان الأعجم، وإنما تعني أيضا مرتبة البشر الحاضر، القاصر، عن تحصيل المعارف الإلهية.. ذلك بأن الإنسان الكامل يأذن الله له ((لبيته)) أو قل (لجسده) أن يرفع، فيفتتح، بهذه الرفعة، دورة جديدة، من دورات التكوين على هذه الأرض.. فإنه هو يرتفع: بهذه الدورة الجديدة، فوق البشر المعاصر، كما ارتفع البشر المعاصر فوق الحيوان الأعجم، عند إفتتاح الدورة البشرية المعاصرة، هذه الدورة التي نعيش الآن في أخرياتها، إن شاء الله..
    (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) من الذي يذكر، في هذه البيوت، إسم الله؟؟ كل ذرة من ذرات جسم العارف.. بل كل بليون جزء، من أجزاء ذرات جسم العارف، ((الحقيقة فوق العبارة))، تذكر إسم الله بلسان المقال، وبلسان الحال.. فليس في دنيا الإنسان الكامل غير الله، لأنه هو الله.. فأنت، بلا ريب، تذكر قولنا عن تنزل الذات الصرفة إلى مرتبة الإسم، ثم إلى مرتبة الصفات، ثم إلى مرتبة الأفعال.. وقد قلنا أن مرتبة الإسم هي مرتبة الإنسان الكامل.. فالإسم الذي تنزلت إليه الذات الصرفة هو (الله).. وهذا هو معنى قولنا أن الإنسان الكامل هو الله..
    إن الحديث عن هذا الأمر طويل، ولولا أني أعرف حرصك، وشدة رغبتك في المعرفة لأخرت هذا الجواب إلى وقت أجد فيه الفراغ.. ولربما أعود مرة أخرى.. وليكف الان من هذا الأمر ما يسر الله.. وهو المسئول أن يتولى هداية الجميع إلى طرق الصلاح..
    المخلص

    محمود محمد طه
    15/ 9/ 1965

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-22-2014, 01:17 PM)

                  

06-22-2014, 05:07 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    سلام للجميع مرة أخرى
    كتب حبيبنا الأخ عاطف التالي:

    Quote: تجمع لدى الجمهوريين الحزن والصدمة بشقيهما الإنساني والعقدي
    المصائب لا تأتي فرادى
    إجتمع الجمهوريون وقررت قيادتهم حل التنظيم / الهيكل / الجسم الذي كان يجمعهم

    وبدأت من هنا رحلة الإنزواء

    الجمهوريون اختلفوا حول شكل ونوع الحركة الجماعية بعد التنفيذ بقيادة موحدة لأنهم لم يكونوا حزبا سياسيا بالمعنى المعروف للأحزاب، ولم يكونوا طريقة صوفية، كباقي الطرق الصوفية التي يتم فيها مبايعة خليفة. ولكن للحقيقة فقد تمكنوا كأفراد وكجماعة من إنجاز مسائل هامة سأختصرها فيما يلي:
    1. إخراج كتب هامة بعد الانتفاضة. أهم هذه الكتب: "الوثائق تكشف التآمر الجنائي"، "ماذا قال العالم عن الأستاذ محمود"، "الكيد السياسي والمحكمة المهزلة"، "المنشورات التي واجهت الإمام المزعوم". سأضع صورا لهذه المنشورات هنا في هذا البوست في مداخلات قادمة، بإذن الله.
    2. حصر تراث الفكرة المكتوب والمسموع والمرئي وحفظه.
    3. شارك كثير من الجمهوريين، بما فيهم كبار الجمهوريين كالأستاذ سعيد والأستاذ جلال في إحياء ذكرى استشهاد الأستاذ محمود التي أقيمت في دار أساتذة جامعة الخرطوم في يناير 1986، واشتملت على معرض دام أسبوعا وانتهى بليلة ختامية فيها الشعر والغناء والمسرح وعرض فيها فيلم المحاكمة. سأعرض بعض مواد ذلك الحفل وأزين به جيد هذا البوست، في مداخلات قادمة، خاصة مشاركة الراحل العملاق الفنان الأستاذ وردي.
    4. في فبراير 1986 تمكن كل من الأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله والأستاذة أسماء محمود من رفع دعوى للمحكمة العليا ضد الحكم على الأستاذ محمود والجمهوريين الأربعة. وقد كسبا تلك القضية فقامت المحكمة العليا بنقض ذلك الحكم الجائر.
    5. معرض الذكرى الأولى انتقل إلى مدن أخرى، في سنوات منها مدينتي الأبيض، حيث أقمناه في نادي الخريجين في عام 1988. لدي شريط فيديو سأعرض جزءا منه في هذا البوست.
    6. أما أعظم إنجاز تم حتى الآن فيتمثل في إنشاء موقع الفكرة الجمهورية في الشبكة الدولية، وذلك قد تم بمبادرة من بعض الجمهوريين، وبموافقة الأستاذ سعيد الطيب شايب، في النصف الثاني من التسعينات. هذا الموقع يحوي كتب الأستاذ محمود، وملخص لسيرته، وكثيرا من كتب الجمهوريين وكثيرا من المواد المسجلة بالصورة والصوت. سأحاول في مداخلات قادمة عرض شي
    7. إنشاء منبر خاص للجمهوريين هو الصالون لمعرفة ونشر أخبار الجمهوريين الاجتماعية وتسهيل سبل التواصل. وقد بدأ في الشبكة الدولية للإنترنيت في النصف الثاني من التسعينات كدائرة بريدية تطور إلى شكل الصالون الحالي.
    8. منذ سنوات عديدة يقوم عدد كبير من الجمهوريين والجمهوريات في يوم السبت الأول من كل شهر بالتجمع في ضريح السيد علي الميرغني بمسجده في بحري، ويقيمون وقفة للذكر والإنشاد داخل الضريح بقيادة كبير الجمهوريين، الأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله. سأعرض بعد مواد هذا النشاط بالصورة والصوت إن شاء الله.
    9. تمكن بعض الجمهوريين من تأسيس مركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي في منزل الأستاذ بأمدرمان، وقد تم افتتاحه في يناير عام 2010. وسأقوم بعرض جزء من نشاط هذا المركز في هذا البوست. الجدير بالذكر أن كثيرا من الجمهوريين ليسوا من المؤيدين لنشاط المركز.
    10. يحاول بعض الجمهوريين إنشاء حزب باسم "الحزب الجمهوري" وهذا السعي يجد معارضة وانتقادا من كثير من الجمهوريين. حتى الآن وجد الحزب التصديق المبدئي بالنشاط كحزب تحت التأسيس، ولكن مسجل الأحزاب رفض تسجيل الحزب، وهناك خطوات للطعن في هذا القرار.
    11. يتم بصورة سنوية إحياء ذكرى استشهاد الأستاذ محمود في يناير من كل عام، وقد بدأ هذا النشاط في التسعينات، في عدة أماكن من العالم، وفي السنوات الأخيرة في السودان أيضا.
    12. كان لبعض الجمهوريين وجودا في منابر الحوار الاسفيرية مثل سودانيز أونلاين منذ إنشائها، ومنبر SUDAN FORUM، وقبل ذلك في بعض الدوائر البريدية التي كانت تجمع السودانيين منذ النصف الثاني من التسعينات مثل MSU و SUDAN LIST ودائرة درب الانتفاضة، وقد كان لي شرف المشاركة في كل هذه الدوائر.
    13. بعض أفراد الجمهوريين كتبوا بعض الكتب وقاموا بنشرها، على مسئوليتهم الشخصية طبعا، وليس باسم تنظيم أو حركة منظمة.
    14. قام الأخ دكتور أحمد المصطفى دالي بتقديم عدة محاضرات في الولايات المتحدة في السنوات الماضية، بعض هذه المحاضرات مسجل بالصورة والصوت وموجود في الإنترنيت، وسأضع نموذجا أو نموذجين لهذه المحاضرات.
    15. يقوم عدد مقدر من الجمهوريين بكتابة مقالات في الصحف الورقية والإلكترونية وبوستات في المنابر الإلكترونية.

    ولكن لا بد من ختم كلامي بأن كل هذا النشاط لا أعتقد أن باستطاعته جعل الفكرة الجمهورية فكرة شعبية، ولكن من غير شك سوف تتنزل أكثر إلى الواقع وسوف يرتفع الواقع نحوها كل يوم جديد. هذا رأيي الشخصي طبعا.

    وشكرا على الصبر على المداخلة المطولة.
    ياسر
                  

06-22-2014, 07:24 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    كتب عزيزنا ( الأنا مشتاق لقراءة أحرفه ) عمر هواري
    Quote: نعود الآن للموضوع الذي تناوله الأخ عاطف عمر - موضوع الأصيل الواحد - وهو كما أشار مرتبط بأمر المسيح الذي بعودته تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.. وأول ما يجب تقريره هنا هو أن هذا المقام لم يتحقق بعد.. لأنه حينما يتحقق سيتنزل ملكوت الله في الأرض وسيكون مثل الشمس في وضوحه يراها كل من له بصر ويحس بدفئها من كان أعمى.. هذا المقام يختصم فيه الملأء الأعلى والأدنى وهو مقام "الأصيل الواحد" (الحقيقة المحمدية) الذي يحقق الكمالات الالهية الموعودة.. لكن هذا لا يعني أنه ليس هنالك أصلاء آخرون.. فكل الأنبياء أصلاء وأصحاب شرائع فردية وكذلك أمة الأخوان التي بشر النبي الكريم بمجيئها واشتاق لها (واشوقاه لاخواني الذين لما يأتوا بعد).. الأستاذ محمود أيضا أصيل وصاحب شريعة فردية وهو ساع لتحقيق مقام الأصيل الواحد ولكن كما أسلفنا القول فإنه مقام لم يتحقق بعد وقد قال الأستاذ في جلسة داخلية للجمهوريين عقدت في 30 ابريل 1982:
    "انتو قد تسألوا أنفسكم، أو يجب أن تسألوا أنفسكم، وراح يسألكم الناس، من دون أدنى ريب: هل أنا الأصيل؟.. هل أنا الأصيل؟.. أنا إتكلمت عن مبدأ الأصالة وكتبت عنو وماشي في طريقه تطبيقياً..... هل أنا الأصيل؟ أنا أرجو أن أكون.. ولكني على شك!.. الشك بجي من السؤال أل بيُقال في القرآن: ((أطّلع الغيب، أم إتخذ عند الرحمن عهداً))؟! أنا ولا اطلعت على الغيب.. ولا عندي من الرحمن عهد!.."
    وقال أيضا:
    "فهنا مافي عهد إتُخِذْ، ولكني أرجو أن أكون الأصيل، وأنا محاول أن أعد مواعيني للتنزُّل.. إنتو لازم تعرفوا أنو التنزًّل ماشي، ونازل.. وكل واحد منكم لمّن يحقق من أصالته القدر البيسعى ليهو هو، زي حكاية: ((انتهض وارفع كفوفا * فسحاب الجود ماطر)).. في طبعاً الأوانى المقلوبة.. في الأواني العديلة ومقدودة.. وفي الأواني العديلة ووسـخانة.. وفي الأواني العديلة ونظيفة وقابلة للتلقي.. ودا حسب عملنا، كل واحد عليه أن يعمل.. وأما التنزل ماشي: ((و يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق))، دا موعود الأمر دا، والأمر جاي، وأنا كل مجهودي أن أكون على إستعداد لأكون الأصيل.. لكن ما حد يقول عني أنا الأصيل.. أنا أرجو أن أكون الأصيل وأنا على شك.. الأمر دا يجليه الله في وقته"


    تأكيد لجزئية مهمة في حديث أخونا عمر هواري ( وحديثه كله مهم )

    Quote: نعود الآن للموضوع الذي تناوله الأخ عاطف عمر - موضوع الأصيل الواحد - وهو كما أشار مرتبط بأمر المسيح الذي بعودته تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.. وأول ما يجب تقريره هنا هو أن هذا المقام لم يتحقق بعد.. لأنه حينما يتحقق سيتنزل ملكوت الله في الأرض وسيكون مثل الشمس في وضوحه يراها كل من له بصر ويحس بدفئها من كان أعمى.. هذا المقام يختصم فيه الملأء الأعلى والأدنى وهو مقام "الأصيل الواحد" (الحقيقة المحمدية) الذي يحقق الكمالات الالهية الموعودة.. لكن هذا لا يعني أنه ليس هنالك أصلاء آخرون.. فكل الأنبياء أصلاء وأصحاب شرائع فردية وكذلك أمة الأخوان التي بشر النبي الكريم بمجيئها واشتاق لها (واشوقاه لاخواني الذين لما يأتوا بعد).. الأستاذ محمود أيضا أصيل وصاحب شريعة فردية وهو ساع لتحقيق مقام الأصيل الواحد ولكن كما أسلفنا القول فإنه مقام لم يتحقق بعد


    وكتب عزيزنا المنصوري

    Quote: ولا عاطف اخونا يأخذ ببعض قول الاستاذ/ ويترك الاخر..
    طيب لو بقي الامر لا هذا ولا ذاك انما مجرد استشهاد علي الاستاذ/ من واقع كتاباته .. اها الامر يكون كيف؟ ..
    في الحالة دي يلزم الانسان الباحث عن (الحق) ان يرسم الصورة كاملة كما وردت في الكتابات ثم يبين اين بالظبط لم تتوافق الوقائع مع الكتابات..
    لو تأملنا فيما خطه الاستاذ/ محمود هنا في هذا الاقتباس، سنري بكل وضوح ان الاصيل الواحد في عبوره الي مقام المسيح سيمر بتجربة القتل، مثله مثل المسيح الاسرائيلي، وسينشأ خلاف حول هذه النقطة هل قتل ام لا.. ومن وجهة نظري اعتقد ان الاستاذ/ محمود قال (وانا علي شك) لأنه كان بانتظار هذا الحدث، ما لم يتم بصورته التي تم عليها، كان الشك سيكون كثيفا، ولكن لأن الوعد (الحق) قد تم له في 18/01/1985، لذلك استيقن من امره، وظهر ذلك جليا علي ثغره ..
    عزيزي عاطف..
    دعنا نشبع هذه النقطة بحثا اذا كان الحق هو هدفنا


    من حيث الشكل
    موضوع هذا البوست ( الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء ) كان مداخلات محدودة في بوست الصديق أمين محمد سليمان ( حول الفكرة الجمهورية ) ....
    ربما لم ينتبه لها أحد أو ربما إنتبهوا لها لكن وحيث الزخم كان كثيراً لم تأخذ حظها من النقاش ، لذلك رأيت أن أفرد لها بوستاً .... وهى وحتى قبل تداخلي بها في ذلك البوست كانت ( مشروع بوست في خيالي ) ...
    وحتى اللحظة لم أستكمل رؤيتي لهما وللبوست ولعلكم تلاحظون أنني قد بدأت ( بعد مجابدة ) المحور الثاني لهذا البوست وهو محور الإنزواء ومع ذلك أتقدم فيه خطوة وأرجع للمداخلات القديمة خطوتان .. وكله إستحقاق .....
    وصدق حدسي فقد حظيت بدرجة متابعة وقراءة عالية جداً وحظيت بدرجة مشاركة كمية وكيفية رفيعة والحمد لله من قبل ومن بعد
    لذلك أرى ومن حيث الشكل أن أواصل في البوست بمحاوره المعلنة إلى أن أصل للنهايات التي رسمتها في خيالي وأنا أعد مادة البوست

    من حيث الموضوع
    موضوع ( مقامات ) الأصيل الواحد والإنسان الكامل والمسيح
    في ظني أنه من المواضيع الهامة جداً في الفكرة الجمهورية بل وأساسي ..
    يتطلب شجاعة فكرية كبيرة
    صديقنا عمر هواري لم تنقصه هذه الشجاعة ، فقد قال بوضح تام مبين عن مقام الأصيل الواحد ( وأول ما يجب تقريره هنا هو أن هذا المقام لم يتحقق بعد.. لأنه حينما يتحقق سيتنزل ملكوت الله في الأرض وسيكون مثل الشمس في وضوحه يراها كل من له بصر ويحس بدفئها من كان أعمى.. هذا المقام يختصم فيه الملأء الأعلى والأدنى وهو مقام "الأصيل الواحد" (الحقيقة المحمدية) الذي يحقق الكمالات الالهية الموعودة. )
    ويأتينا عزيزنا المنصوري بأن الأستاذ محمود قد ( حقق مقام الأصيل الواحد ) وعبر منه إلى مقام المسيح لأن ( الاصيل الواحد في عبوره الي مقام المسيح سيمر بتجربة القتل، مثله مثل المسيح الاسرائيلي، وسينشأ خلاف حول هذه النقطة هل قتل ام لا.. ومن وجهة نظري اعتقد ان الاستاذ/ محمود قال (وانا علي شك) لأنه كان بانتظار هذا الحدث، ما لم يتم بصورته التي تم عليها، كان الشك سيكون كثيفا، ولكن لأن الوعد (الحق) قد تم له في 18/01/1985، لذلك استيقن من امره، وظهر ذلك جليا علي ثغره .. ) ...

    لذلك ومن حيث الموضوع أيضاً أرى أن موضوع ( مقامات ) الأصيل الواحد والإنسان الكامل والمسيح هو موضوع يحتاج منكم ( وبعد الإتفاق على تحقق المقام من عدمه ) يحتاج منكم ليس لبوست إنما لبوستات وكتب ومحاضرات تعريفاً بالمقامات.... تدرجها .... خصائصها .... مستحقاتها .... متطلباتها وبالضرورة موقف الأستاذ محمود من ( تحقيقها ) وذلك لأنه ( الحجة الوحيدة على الفكرة الجمهورية ) ولأنه من مارس بلسان حاله خصائص المقام ( الذي لم يتحقق بعد )
    وحينها إن أمد الله تعالى في آجالنا فسوف نشارك معكم

    لذلك أرى من حيث الموضوع أن ( يتفق ) أخواننا الجمهورين ( أولاً ) على مقام الأصيل الواحد هل تحقق أم لا ؟؟
    ويخرجوا لنا برأى موحد لأن هذا الرأى بخصوص مقام الأستاذ محمود أراه ضرورياً في أى ( بعث ) أو دعوة جديدة للفكرة الجمهورية
    ظهر الآن حزب سياسي ( على هدى فكرة الأستاذ محمود محمد طه ) .......
    السؤال البدهي لأجيال اليوم أو الغد ( ومن هو الأستاذ محمود محمد طه ؟؟؟؟ ) .......
    كتبه وحدها لا تكفي ...... سيرته موجودة ..... سوف يسألونكم .... ولماذا ترك التقليد ...... ؟؟
    غداً أنا وأنتم من عاصرنا الأستاذ محمود لن نكون موجودين
    أتركوا أجوبتكم مدونة
    سوف يسألكم عنها التاريخ

    إذاً من حيث الشكل والموضوع فإنني أرى أن أركز على موضوع البوست الحالي حتى أوصله لنهاياته مع الوعد بالمشاركة مستقبلاً كما تمت الإشارة أعلاه
                  

06-23-2014, 03:25 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: لذلك ومن حيث الموضوع أيضاً أرى أن موضوع ( مقامات ) الأصيل الواحد والإنسان الكامل والمسيح هو موضوع يحتاج منكم ( وبعد الإتفاق على تحقق المقام من عدمه ) ...

    اخونا وصديقنا / عاطف عمر
    لك مني وافر التحايا..
    امر الاختلاف في امر (الاصيل الواحد) او (المسيح المحمدي) او (الانسان الكامل) بين الجمهوريين فيما بينهم، وبين الجمهوريين ومخالفيهم، وبين المعارضين للفكرة فيما بينهم امر اساسي وضروري وحتمي كما وضحت الاية الكريمة ( وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن) لا احد فينا يعلم (علم اليقين) حقيقة ما جري في ذلك اليوم المشهود، هو وحده سبحانه وتعالي يعلم الحق والحقيقة، وما نحن جميعا الا اتباع (الظن) وعبارة (اتباع الظن) تشير الي ان كل الاطراف تأخذ (بتاؤيل) شواهد الحدث المادية للجهة التي تريد لتوكيد ظنونها، (والتي تبقي دائما مجرد ظنون) ولكن تبقي كتابات /الاستاذ في هذا الموضوع هي الاكثر توضيحا للصورة المصحوبة في فكرته.. فكما اوردنا سلفا، وما اضافه الأخ الفاضل / ياسر الشريف في هذا الشأن، نري انه قد رسم لنا خط سير المسيح المحمدي بدقة، وهاهو حديثه عما يجري للمسيح المحمدي من (مشهد) القتل والاختلاف فيه قد تحقق بحذافيره، وما علينا الا ان ننتظر بقية الصورة حالنا في هذا الانتظار كحال كل الملل الدينية علي الارض..ففيم العجلة بنفي ما لا نعلم ؟
    الشيء الثاني.. مسائل الانتصار في الدين عموما وفي الاسلام خاصة مرتبطة (بالعزة) والنصر العزيز هو النصر الذي لا يأتي الا بعد تمام اليأس، ولا يكون نصر الله (سبحانه وتعالي) الا نصر عزيز مقتدر، هو لا يأتي الا وفق هذه الاية: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين) َ
    انظر معي اخي / الي عبارة ( وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ ) َبالتأكيد كذبوا هنا لاتفيد معني ان الاخرين قد كذبوهم، لأنو من البديهي ان اي رسول عرضة لتكذيب الاخرين له.. اذا ما المقصود ب ( قَدْ كُذِبُواْ ) هنا؟
    في ظني ان المقصود هنا، ان حالة الياأس التي تصيب هؤلاء الرسل من (نصر الله) تصل للدرجة التي (يظنون) بأن الله ( سبحانه وتعالي عما يصفون) قد كذب عليهم.. هنا يأتي نصر الله . وقد اورد لنا القرأن قصة لأحد هؤىء الرسل، وصل به الامر الي هذه المرحلة (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ). شفت موضوع الدين ده معقد كيف.. ؟
    مع وافر تقديري
                  

06-23-2014, 01:16 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    تحياتي وسلامات حبيبنا صبري
    Quote: تحياتي يا عاطف
    اتابع مع القراء رجال ونساء هذا البوست الجميل رايت ان اضع قصيدة ازهري الحاد دفع الله عن الاستاذ محمود
    فظهرت لي قصيدة قامتنا الشاعر عالم عباس
    وهي بمثابة رفع للبوست للنقاش المثمر من الجميع واشكر حرصك علي طرق ابواب الفكر والثقافة والمعرفة وهو جانب من شخصيتك
    وحسن تربيتك

    الله يجبر بخاطرك
    تسعدني بالطبع متابعتك
    وجزيل الشكر لرفع البوست
                  

06-23-2014, 02:14 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    مواصلة لمداخلتي السابقة حول عبارة الأخ العزيز عاطف
    Quote: إجتمع الجمهوريون وقررت قيادتهم حل التنظيم / الهيكل / الجسم الذي كان يجمعهم


    لم يكن التنظيم هو الذي يجمع الجمهوريين، ولكنه كان وعاءً يدير وينظم حركتهم. الذي كان يجمع الجمهوريين هو الأستاذ محمود وفكرته. ولذلك حل التنظيم، ووقف الحركة، لم يعن نهاية الفكرة. من المؤكد أن حدث تنفيذ القتل على الأستاذ محمود قد أصاب الجمهوريين بحالة من اليأس كالتي تحدث عنها الأخ الحبيب جمال المنصوري في مداخلته الأخيرة، وقد سبق لأخينا الأستاذ خالد الحاج في رسالة للصالون في أواخر التسعينات أن وصفها بالدخول في بطن الحوت ثم الخروج منه، وقد تفاوت الجمهوريون في وقت الخروج هذا.أحب أن أورد طرفا من تلك الرسالة، أرجو أن تكون مفيدة:
    ((الخروج من بطن الحوت:
    إن واجبنا المباشر، في الوقت الحاضر، هو العمل على الخروج من بطن الحوت.. وأنا هنا أعيد ترتيب الأوراق، وفق تصورى للأولويات، وهو بالطبع، تصور ليس ملزماً لأحد.
    اننى أجعل من 18 يناير 1985م المدخل، كما سبق أن أشرت، وذلك لأننى أرى أن الحدث، والموقف منه، هو الذي أعطى أفكارنا، ومواقفنا طابعها.. ونحن عندما نتحدث عن الفكرة بعد التنفيذ، لا يمكن لحديثنا ان يكون غير متأثر بما جرى، وتصورنا له، وأنفعالنا به.. وأنا هنا استطيع أن أعمم، وأقول إننا جميعاً بعد التنفيذ دخلنا بطن الحوت، على تفاوت بيننا.. وأنا هنا أعنى حوت " صاحب الحوت" (ذا النون)!! فتجربة سيدنا يونس تجربة مفيدة جداً، في إلقاء الضوء على موقفنا من التنفيذ وانفعالنا به، كما هي مفيده في إعانتنا على الخروج مما نحن فيه.
    وقصة يونس باختصار، أنه عندما أرسل الى قومه مكث بينهم وقتاً طويلاً ولم يستجيبوا له، فدعا ربه أن ينزل عليهم العذاب، وأنذر قومه بعذاب وشيك، ولم ينزل بهم العذاب، فغضب يونس، ولم يحتمل أن يعتبره قومه كذاباً، يعدهم بالعذاب ولا يتحقق، فخرج مغاضباً لربه، ظناً منه أن ربه أخلفه وعده، ومغاضباً لقومه، وعند البحر وجد قوماً يركبون سفينة فحملوه معهم، ولكن السفينة إحتبست، فقال الملاحون ان فيها عبداً آبقاً عن سيده، ولن تتحرك السفينة الا اذا أخرجوه منها، فأقترعوا لمعرفة العبد الآبق، وكانت القرعة تخرج دائماً على يونس فألقوا به في البحر، فابتلعه الحوت، وظل حبيساً في الظلمات، ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، وظلمة نفسه، إلى أن دعا الله، فاستجاب له وأنجاه، يقول تعالى: (( وذا النون إذ ذهب مغاضباً، فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن لا إله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين ))
    ونحن بعد التنفيذ ذهبنا مغاضبين، لأن الله لم ينفذ ما نريد.. ولأننا ظننا أنه أخلف وعده لنا.. فقد كنا نضع له السناريو، ونطلب منه هو أن ينفذه، ولكنه جعل كيدنا في تضليل، وفجعنا بما لم يكن في حسباننا، وأنفذ السناريو الذي وضعه هو، لا الذي وضعناه نحن، فظهر في دواخلنا يونس، وذهب كل منا، وعلى التعميم، مغاضباً، فدخلنا بطن الحوت، لنعلم أنه يقدر علينا، ويقدر لنا، بأفضل مما نظن.. وكنا في ذهابنا مغاضبين طرائق عده، فمنا من أوغل بعيداً، ومنا من بدأ العودة من قريب، وكل ذلك حسب حال كل منا قبل التنفيذ من الإيمان ومن العلم والعمل.. وقد شفع ليونس وأنجاه من الغم أمران: أولهما، أنه كان قبل أن يبتلعه الحوت من المجتبين المسبحين.. (( فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )).. والامر الثانى، إستفادته من التجربة، واعترافه بظلمه، وعودته للتسليم لقدرة القادر، (( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا انت، سبحانك، انى كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين )).. فكانت النجاة النهائية باسم الله الاعظم "الله".. وكذلك الحال بالنسبة لنا، فقد دخلنا جميعاً بطن الحوت، وسنخرج جميعاً منه، على تفاوت بيننا في زمن الخروج.. وسيكون السبب الأول في خروجنا، هو الاجتباء، الذي دخلنا به الحرم الآمن، حرم الفكرة، فاصبحنا من المسبحين.. والسبب الثانى هو الفضل والاستفادة من التجربه، ونحن سيكتمل خروجنا، بالاسم الأعظم " الله " فضلاً ومنة: (( قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون )).

    ويواصل الأخ الأستاذ خالد في موضع آخر من رسالته تلك متحدثا عن مسألة المسيح المنتظر فيقول:
    ((هنا أبدأ الحديث عن قضية المسيح المنتظر.. فهل نحن جماعة ليس عندها سوى إنتظار عودة المسيح المنتظر!؟ ربما كان هذا تصور بعض الأخوان والأخوات، واذا صح ذلك، فانه ظلم شنيع للفكرة.. بل هو يكاد يكون إنكاراً لوجودها، وتعامى عن حقها، وعن فضلها علينا.. أنا شخصياً، عندما بدأت إنتمائى لم اكن قد سمعت بأمر عودة المسيح، كقضية مرتبطة بالفكرة، ولم يكن لهذه القضية أى دور في التزامى.. ثم ظللنا ونحن داخل الفكرة وقضية عودة المسيح لا تشكل أى جزء من أدبياتنا.. والآن لنفرض - جدلاً - أن قضية المسيح لم تكن واردة!! فهل هذا يقدح في الحق الذي في الفكرة، ويجعلها غير جديرة بأن تلتزم!؟ إننى لا أجد على الاطلاق شبيه، من قريب، أو من بعيد، بالفكرة، كمذهبية، تعالج قضايا الوجود، وقضايا الحياة الاساسية، وتقدم الحلول المقنعة والعملية لها.. وانا إذا لم تكن قضية المسيح موجودة لا يسعنى إلا أن اكون جمهورياً، عن قناعة، وعن تذوق حقيقى للفضل الذي أنا فيه بفضل انتمائى لها..
    فعندما إلتزمت الفكرة، كان السبب الفكرى الذي قادنى إليها هو قضية التسيير والتخيير و التي هي في إعتقادى أم القضايا جميعها، وقد كنا ندرسها في الجامعة، ضمن دروس الفلسفة Problems of philosphy ، وضمن اللغة العربية، في دراسة حول المذاهب الفكرية الاسلامية.. وقد جعلتنا هذه الدراسة في حيرة وبلبلة شديدة، إلى أن قيض الله لى كتابى ـ ( الاسلام ) و ( اُسس دستور السودان )، ويلاحظ انهما من الكتب الصغيرة ـ التي لا تتناول قضية الجبر والاختيار بصورة مباشرة، ولكن رغم ذلك وجدت فيهما ضالتي.. وأدى ما ورد فيهما إلى تهدئة البلبله الذهنية والنفسية التي أثارتها دراسة الفلسفة للقضية المذكورة.. ثم ظللنا الى وقت طويل ونحن في مجتمع الفكرة، ليس لنا دراية بأمر عودة المسيح، ولا هي من الأدبيات المعلنة، ولا الأدبيات الداخليه - ربما يكون من سبقونا لهم علم بالأمر - ولكن الذين أتوا مؤخراً وقد تكامل إعلان الفكرة، وجدوا أن القضية مطروحة بصورة واضحة، في الطرح العام، وفى الثقافة الداخلية..وبالطبع هي قضية ليست قاصرة علينا، ولا هي قضية قاصرة حتى على الأديان الكتابية الثلاث، فانت تكاد تجدها في معظم الأديان الكبيره، بما فيها الاديان الهندية، وفى الاساطير..)) انتهى. ..


    كتب الأخ الجمهوري الطيب محمد الحسن عمر في صالون الجمهوريين هذه الشهادة ((في الايام الأخيره كان عبدالله فضل الله يتلو سورة نون..فقال الاستاذ وليومين على التوالي أن هناك علاقه بين صاحب الوقت وصاحب الحوت ..فتِّشوا عن هذه العلاقه؟))
    وهذه رسالة أخرى من الأخ الأستاذ خالد الحاج إلى الجمهوريين في الصالون يعود تاريخها إلى أواخر التسعينات ، أحب أن أضعها في هذا البوست وأرجو أن تكون مفيدة، فقد ورد فيها:
    ((قبل التنفيذ لم تكن هنالك أى مشكلة بخصوص مفهوم عودة المسيح، فمن أين أتت المشكلة بعد التنفيذ!؟
    أتت المشكلة في تقديرى اساساً من:
    1- الربط بين شخص الأستاذ والموعود وفق تصورات معينة للظهور.
    2- غياب الموت عن الصورة، والارتباط العاطفى القوى بالأستاذ.
    3- تراخى الزمن..
    وجميع هذه الامور مرتبطة بتصور الأفراد للفكرة، ولقضية التوحيد، ولبعض الأقوال والمعارف المتداولة، وهي يختلف فيها الناس كثيراً.
    هل ما حدث كان منتظراً أن يحدث!؟ بالنسبة لى من المؤكد أنه لم يكن منتظراً.. وأعتقد أنه بالنسبة لكل الأخوان والأخوات، تقريباً، لم يكن منتظراً.. واذا وجدت حاله، أو بعض حالات قليلة، هي بخلاف ذلك، فهي تشكل استثناء.. ولكن لماذا كان الأمر كذلك!؟ هنالك عدة اعتبارات يمكن أن تذكر في هذا الصدد..
    أولاً: هنالك الارتباط العاطفى القوى بالأستاذ.. ذلك الارتباط الذي يجعل الموضوع مرفوض نفسياً، بصورة مبدئية، لا تسمح بمجرد الخواطر.. وأنا هنا اتكلم عن تجربتى الشخصية ولا اعتقد أنها مختلفة كثيراً عن الآخرين.. فقد سمعت كلاماً واضحاً في السبعينات عن ما أصطلحنا في ما بعد على تسميته بالتنفيذ.. قال الأستاذ: كل ما حدث للمسيح الاول تحدث صورة منه للمسيح الثانى.. بما في ذلك الصلب!! حاولت أنا شخصياً أن أعطى الأمر تفسيراً معنوياً، فتحدثت عن الصلب بمعنى حل التعارض بين العقل الواعى والعقل الباطن، أو شىء في هذا المعنى.. قال الأستاذ: لا.. الصلب الحسى.. ولقد انزعجت وقتها انزعاجاً شديداً، وأصبحت لا استطيع النوم المتواصل، وقد استمرت هذه الحاله لأكثر من شهر.. ثم نسيت!! نعم نسيت، وهذا أمر محير، وأعتقد أن له دلالة روحية إلى جانب الدلالة النفسية.. وأنا الآن استطيع أن اقول أننى لم انس، وانما أُنسيت!! وأعتقد أن الموقف كله كانت فيه حكمة تتعلق بانضاجنا روحياً وفكرياً وعاطفياً.. ولقد ظل الامر مرفوضاً عندى حتى بداية مساء 17 يناير 1985م.. وفى ذلك المساء تأكد لى التنفيذ.. وعندما تم التنفيذ وكنا بمنزل العم أحمد عمر بكوبر، ونسمع صوت المايكرفون، شعرت بسكينة حقيقية تتنزل على، وأعتقد أن هذا كان حال كل الأخوان والأخوات.
    الأمر الثانى، الذي يجعل ما حدث كان من غير المنتظر عندنا أن يحدث هو ضعف تصورنا لقضية الموت والحياة.. فرغم عمق معارفنا في الجوانب الأخرى، إلا ان معرفتنا في هذا الجانب، لم تكن تختلف كثيراً عن معرفة الآخرين.. هذا رغم أن الحديث ورد كثيراً في هذا الأمر، في الكتب وفى الأحاديث الخاصة، وفى بعض الحالات كان الحديث يذهب إلى عمق المسألة.. ولكن يبدو أننا لم نكن في مستوى استحقاق المعرفة.
    لقد كان الأستاذ، منذ أيام الخلوة في 1948م ينتظر "التنفيذ" وقد تحدث في ذلك للبعض، ومنهم المرحوم العم مختار على الشيخ.. فعندما صدر الحكم على الأستاذ قال مختار ان هذا الحكم سينفذ!! فقام عليه البعض يهاجمونه في قوله هذا.. فقال لهم: هذا ليس قولى وانما قاله لى الأستاذ محمود بنفسه، ففى احدى زياراتى له في خلوته قال لى أنه سيأتى يوم يعدم فيه.. وأنه في ذلك اليوم من يكون معنا يناله خير كثير، ومن لا يكون معنا هو الخاسر - شىء في هذا المعنى - قال مختار، قلت له: عليك الله يا أستاذ، وبحق العلاقة التي بيننا لا تنسانى في ذلك اليوم.
    وقد تحدث الأستاذ عن الموضوع عدة مرات، بعضها مباشر، وبعضها غير مباشر.. وورد الحديث في الكتب بصورة عرفانية.. وأعتقد أن أوضح ما قيل في هذا الصدد ما نقلته أنا، وما ورد في حديث الفداء، وما رواه إبن البان، وما نقلته بعض الأخوات خصوصاً سامية حجاز، بالاضافة إلى تفسير آيات (الله نور السموات والأرض)، وخطاب الأستاذ للشيخ على حمد.. ومما جاء في حديث ابن البان 29/3/1951م في الحديث عن اليوم الآخر، ساعة التعمير، جاء قول الأستاذ: "إن ذلك لا يجىء إلا حين تنتصر الحياة على الموت بتجربته واجتيازه".. (تجربته واجتيازه) هذه هي العبارة الأهم، والأكثر دلالة على الموضوع.. وفى تفسير أو تأويل (الله نور السموات والأرض) 15/9/1965م جاء قوله: "فإن البيوت أجساد العارفين.. وفى طليعتهم الانسان الكامل.. فإن جسد العارف أذن الله له أن يرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء إلى هذه الدنيا من العالم الآخر.." أما خطاب الشيخ على حمد 23/7/1962م، فمما جاء فيه قول الأستاذ: "وفى قمة العبودية الخاصة خلق الله خلقاً بذاته، وليس بينه تبارك وتعالى، وبينهم واسطة.. فاذا أشعرهم، تبارك وتعالى، بذلك شعوراً يقينياً، في مرتبة حق اليقين، فقد خلع عليهم إسمه الحى.. فهؤلاء لا يكادون يموتون، ولا ينشرون، لأنهم قد خرجوا من أجسادهم، في حياتهم الدنيا، خروجاً يكاد يكون تاماً، ورفعوا الوسائط بينهم، وبينه، فأفاض عليهم الديمومة، والبقاء. وأعلى هؤلاء ينتقل، من جانب الحياة الدنيا، إلى الحياة العليا.. (الحياة الاخرى على مألوف التعبير) كما ينتقل المهاجر من بلد الى بلد بكليته..".. أرجو أن تلاحظ عبارة "فهؤلاء لا يكادون يموتون" لأن هنالك ما يشبه الموت، وهو ليس بموت حسب مألوف الناس عن الموت.. أو هنالك انتصار على الموت "بتجربته واجتيازه" حسب العبارة التي قيلت لابن البان "فالتنفيذ" هو هذه التجربة، وهو لا يكاد يكون موتاً لقد قيل لى في منام، وأنا أنظر الى عنق الاستاذ خشية أن يكون حبل المشنقة ترك بعض الأثر عليها، قال، حسب النص: "مافى حاجة حصلت.. الناس ديل ما عملوا أى حاجة.. الأمر كله لطف في لطف!!".. وغير ذلك كثير.. والأمر هو قمة التحقيق في العبودية، وهو قمة انتصار الحياة، التي قلنا أنها هي المحور الذي ينبغى أن يدور عليه حديثنا.. ولا سبيل لانتصار الحياة إلا اذا انتصرت على الموت.. وأمر بهذه الدقة، وبهذا العظم، ومخالف لمألوف الناس منذ أن كانت الحياة على الأرض، ليس بمستغرب أن يؤدى إلى فتنة البعض.. أقول مخالف لمألوف الناس، وأنا أعلم أن الناس قد ألفوا في بعض الحالات، عودة من ماتوا الى الحياة.. ولكن هذا الامر يختلف عن ذلك كثيراً.. الأمر ليس هو عودة للحياة بعد الموت، وإنما هو إنتصار على الموت، وشتان بين الامرين.. ولا أرى مجالاً للحديث عن الحقيقة العرفانية: الألوهية لا تكرر نفسها.. ليس هنالك تكرار وانما الامر واحد متصل.
    إهتم بعض الاخوان عندنا في رفاعة بسماع رواية د. محمد برعي ولكننى لم أجد في نفسى حاجة لسماعها.. و د. محمد برعي هو طبيب من أبناء رفاعة، كان يعمل بالمستشفى العسكرى، وأحضروه بالأمر لكى يقرر في الحالة بعد التنفيذ، وخلاصة ما ذكره للاخوان، أنه بعد إنزال الأستاذ من المشنقة كشف عليه، ووجد أن الموت لم يحدث، وخشى إن هو قال لهم ذلك أعادوه مرة أخرى إلى المشنقة، فقرر أن الموت قد حدث.. ثم هو شعر بتأنيب الضمير، وعاش في فترة قلق مزعجة، ظناً منه أنه تسبب في دفن إنسان حى.. ومنا من ذهب يستلهم حالة "البيات الشتوى".. ومنا من استخرج الحدث من نبوءات ابن عربى ونوستراداموس، وكل ذلك يمكن أن يكون معيناً، ولكن ألسنا نحن أولى بالأمر من إبن عربى!!
    إن الأمر، أمر توحيد وايمان، فمن قصر به توحيده ينبغى أن يسعفه إيمانه، وهذا هو الحال في كل معرفة.. وما ترك من الجهل شيئاً من ظن أنه يمكن إدراك جميع الاسرار.. واكثر منه جهلاً من ظن أن ما لا يعلمه هو فهو غير موجود.

    إن ما حدث من أمر "التنفيذ" له دلالات وأبعاد كثيرة، وأبعاد حكمته لا تستنفد، ولكن بالنسبة لنا، هو محك حقيقى لامتحان وتمحيص ايمان المؤمنين، كما هو تشميس لنا.. فنحن كجماعة، اكثر جماعة رخوة، عبر تاريخ الجماعات، ولعلنا الجماعة الوحيدة، التي تفديها قيادتها، والى حد كبير يرجع ذلك الى ان الوقت وقت الفضل.. والآن قد رفع عنا الظل وتركنا لنواجه حرارة الشمس، ولينمى كل منا حصيلته لمواجهة المرحلة الجديدة، مرحلة ما بعد "التنفيذ".. فالمرحلة الأولى، مرحلة ما قبل "التنفيذ" كان بها الدخول العام، فمن دخل فقد دخل في الفضل، وأخذ لونه الذي لا يحول "لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة، لا تبديل لكلمات الله، ذلك هو الفوز العظيم".. فالكل من أصحاب بدر.. أما المرحلة الثانية، مرحلة ما بعد "التنفيذ" فهي مرحلة تجربة وتمحيص لمن إجتازوا امتحان المرحلة الأولى، والفضل شامل. أن يذهب البعض مغاضباً، ويوغل بعيداً، وأن يشك البعض، ويظن أنه قد كُذب، كل ذلك وارد، وموعود..)) انتهى ما وددت اقتباسه من رسالة الأستاذ خالد التي نشرت في الصالون. وآسف للإطالة.

    ياسر
                  

06-23-2014, 08:41 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    https://www.youtube.com/watch?v=iMESRysoc9Uandfeature=youtu.be






    سلام لجميع المتابعين
    هذا الأداء لهذه القصيدة كان في الذكرى الأولى لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه.. الزمان: يناير 1986 .. المكان: نادي الأساتذة جامعة الخرطوم.. هذه القصيدة يعود تاريخها إلى ما قبل استشهاد الأستاذ، فقد ألفها صاحبها الشاعر عوض الكريم موسى أثناء وجود الأستذ والجمهوريين في الاعتقال الذي دام أكثر من سنة ونصف. كتب الأخ مصطفى محمد صالح::
    ((
    ا لشكر لك ياسر على ايراد القصيدة
    لا زلت اذكر ذلك اليوم بعد صدور منشور هذا أو الطوفان
    حضرت من أم بدة حيث كنت في تيم الماكينة مع الاخ جمعة ( نفعنا الله به ) بعد صلاة الصبح للصالون وكان مليئا بالأخوان والأخوات
    كانت الأخت فاطمة حسن تنشد في القصيدة .. واللحن والأداء خلانى مستحول
    كانت فاطمة تكرر البيت ..نحن صبر بصورة مستمرة والكورس معها يكمل
    وبعد ان أنتهت قال الأستاذ
    القصيدة دى حكم الوقت يخليها موضع سجدة ..
    مصطفى))


    هو كالإطلاق حر
    عوض الكريم موسى

    هو كالإطلاق حر أينما قد حل حر
    أنتم السجناء ضاق رحابكم أين المفر؟
    يتغشاه الرضى إن مسه في الحق ضر
    والرضى ينهل فرحا إذ به عينا يقر

    قد تجلى الحق منمازا عزيزا لا يفل
    وركام الرجس دولته تدول وتضمحل
    نحن من إن مُكنّوا في الأرض أحيوها وجلوا
    نحن صبر لا نمل طلابنا حتى تملوا

    نحن حزب الله راموا جنبه وبه استظلوا
    وأهيل الله فينا من برازخهم أطلوا
    ما لنا وعد يهل بأمره أو لا يهل
    ذا محمدنا وذا قرآننا والله حل

    رقه لله فهو لغيره لا يسترق
    فكره قلب يرق وقلبه فكر يدق
    قال حُقّ الحق فاصبر إن وعد الله حق
    أمره يأتي بلا ريث وحاقته تحق

    إن هذا وقته ميقاته مجلى التجلي
    إذ حقيقته الدقيقة قد تناهت في التدلي
    أيها المصلوب ما صلبوك ما قتلوك
    لكن غرهم منك التحلي بالتخلي

    وكنت قد وجهت سؤالا للأخ كرومة منشد القصيدة إن كان يذكر أن البيت الذي يقول "أيها المصلوب" قد كان ضمن القصيدة من البداية، فكتب الإفادة التالية:
    ((الاستاذ كان ينظر الي بتركيز ونظرة فيها تأمل لا أفقه ما يرمى اليه من خلالها الا قليلا ويخيل الي أنه معنا وليس معنا " هذا أمر يعرفه وحده " ولكنه كان يتهلل ويردد نحن صبر لا نمل طلابنا حتى تملوا.. أيها المصلوب ما صلبوك ما قتلوك.. لكن غرهم منك التحلي بالتخلي كان من ضمن أبيات القصيدة ، وانا عندما كنت أردد هذا البيت لم يكن فى ذهنى ان القتل والصلب سوف يحدث ، وقد تغير هذا المفهوم بعد التنفيذ بطبيعة الحال..)) انتهى.
    ملحوظة: الأستاذ عبد الله بولا كان هو الذي يقدم الفقرات، وظهر صوته في هذه الشريحة بعد ققصيدة كرومة والجمهوريين.
    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-23-2014, 09:02 PM)

                  

06-24-2014, 01:10 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    سلام للجميع
    هذه واحدة من المواد التي وعدت بوضعها هنا، وكنت قد رفعتها في قناتي في يوتيوب قبل شهر تقريبا.

    https://www.youtube.com/watch?v=g7gnURqx8eAandfeature=youtu.be





    يوم الجمعة
    أرخى التاريخ له سمعه
    فكأن العالم في عيد الميلاد
    يطفئ شمسا
    يوقد شمعه

    ــــــــــــ
    قصيدة الأخ عوض الكريم موسى هذه كان قد ألقاها للمرة الأولى في الذكرى الأولى لاستشهاد الاستاذ محمود، ولكنها "تعبر تماماً عما يحدث الان فى الساحة ويحسن ان تقال فى مواجهة النظام الحاضر بصورة اوكد لأنهم هم الأصل وعهد نميرى فى اخرياته هو الفرع .."
    والشواهد تقول بأن ليل الظلم قد أوشك على الزوال وأكبر مثال هو أن السلطة السياسية قد اضطرت اضطرارا الآن لإلغاء حكم بالردة والزنا على سودانية، نتيجة لضغوط خارجية.
                  

06-24-2014, 02:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة

    الواقع يرتفع نحو الفكرة الجمهورية

    قلت في مداخلة سابقة أن بعض الجمهورين قد تمكنوا من وضع كتب الأستاذ محمود في الشبكة العالمية للإنترنيت. أيضا تمكنت الأخت الأستاذة أسماء محمود والأخ دكتور النور محمد حمد، بمعاونة بعض الإخوان الآخرين من نشر كتاب إسمه "نحو مشروع مستقبلي للإسلام" يحتوي على ثلاثة كتب أساسية من كتب الأستاذ محمود هي: * الرسالة الثانية من الإسلام، ورسالة الصلاة، وتطوير شريعة الأحوال الشخصية، وذلك في نهاية التسعينات، ثم أعيدت طباعته. وقد كتبت للكتاب المجلد مقدمة من حوالي 60 صفحة.

    المهم أن ذلك الكتاب قد ألهم الكاتب المصري علاء الديب فكتب مقالا نشر في عدة وسائط إلكترونية وفي صحيفة المصري اليوم بتاريخ 16 مارس 2013:

    http://www.almasryalyoum.com/news/details/195157
    Quote: إعدام رجل يفكر
    علاء الديب
    السبت 16-03-2013 22:40


    وضعنى هذا الكتاب فى قلب اللحظة. هنا والآن، الشهيد الأستاذ «محمود طه» مفكر إسلامى حر، سودانى الجنسية، تم إعدامه شنقاً فى 18 يناير 1985 لأنه كان يفكر بحرية ومسؤولية فى تطبيق أحكام تعود إلى القرن السابع الميلادى على بشر وعالم يتحرك ويتغير فى القرن الحادى والعشرين.. يحمل الكتاب «ثلاثة من الأعمال الأساسية للأستاذ الشهيد :- الرسالة الثانية من الإسلام- رسالة الصلاة- تطوير شريعة الأحوال الشخصية، مع مقدمة وافية بقلم ابنته الأستاذة أسماء محمود طه والفنان الدكتور النور محمد حمد.

    خلال أكثر من 200 كتاب كتبت فى أربعة عقود، خلال نشاط دينى وفكرى وإنسانى فى قلب السودان، الخارج لتوه من استعمار إنجليزى طامح لطمس هويته، ومنقسم بين الاستقلال والوحدة مع مصر، يعانى من انقسامات طائفية ودينية، إلى جانب تراكم هائل للفقر والتخلف والمرض، انطلق المهندس الزراعى المتصوف الزاهد فى عمل دعوى متقدم متجرد حر، يعتمد على البقاء وسط الناس، والدعوة إلى فكرة »الإخوان الجمهوريين«، يطبع الكتب الرخيصة، ويوزعها هو وتلاميذه خلال اجتماعات دائمة فى النوادى والحدائق والقرى.

    طرح الأستاذ الشهيد الفكر الإسلامى فى هذه الظروف الصعبة على أنه حل كونى للعالم. تحدث بيقين غريب عن توحد البشر فكرياً ووجدانيا، وقال إن الإسلام سيخلف النظامين الشيوعى والرأسمالى.

    لقد جسد الأستاذ تحدياً فكرياً وأخلاقياً لكل المتاجرين بالشعار الإسلامى، ولكل المنحازين لمعسكر السلطان من رجال دين ومثقفين، حكم عليه بالردة فى نوفمبر 1968، ثم استدعى الحكم مرة أخرى ليصبح المسوغ لحكم الإعدام الذى تم تنفيذه فى »18 يناير 1985« وهو اليوم الذى مازال يعتبر »اليوم العربى لحقوق الإنسان«، وسقط حكم النميرى بعده.

    ***

    هؤلاء الذين يطالبون بحكم »طالبان« و»بوكو حرام« هؤلاء الذين قبحوا وجه الدنيا، وجعلوا وجه الإنسان كئيباً حزيناً. هؤلاء هم الذين ساقوا الأستاذ الشهيد إلى منصة الإعدام شنقاً فى مشهد سجلته وحدها الصحفية الأمريكية »جوديث ميلر«، حيث جرى الإعدام سراً فى سجن »كوبر« ثم أذيع بعد ذلك تصديق »النميرى« على الحكم فى التليفزيون وحكم معه على أربعة من تلاميذه ولكنهم تمت استتابتهم. سجلت الصحيفة اليوم الأسود فى تاريخ الإنسانية فى كتاب صدر باسم »لله تسع وتسعون اسماً« (طبع فى نيويورك فى دار سيمون وسوستر 1996) تقول : »قبل دخول محمود محمد طه ظل الحضور الذين يقدرون بالمئات، يحيون بعضهم البعض بتحية الإسلام التقليدية «السلام عليكم» ويجىء الرد مرات ومرات «وعليكم السلام»، ثم يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث حول حالة الطقس وبشائر محصول السنة تحت وهج الشمس، التى بدأت حرارتها تزداد قسوة. دخل الرجل المحكوم عليه، بدا لى أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاماً، سار مرفوع الرأس وألقى نظرة سريعة على الحشد، عندما رآه الحاضرون انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوِّحون بقبضات أيديهم نحوه، ولوح قليلون منهم بالمصاحف فى الهواء.

    «تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه قبل أن يضع الحارس الذى قام بالتنفيذ كيساً ملوناً على رأسه وجسده، لن أنسى ما حييت التعبير المرتسم على وجهه، كانت عيونه متحدية وفمه صارماً، ولم تبد عليه أى علامات للخوف».

    «أحسست أنا أيضاً أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص فى قناعته الدينية وإنما بسبب نقص فيهم هم».

    وقال أحد كتاب السودان بعد فترة من الإعدام :

    «قتلته سهام صدئة، أطلقها قضاة عاطبون وحاكم فاجر».

    ***

    «سمع صوت الفتحة، وأصبح جسد الأستاذ متدلياً من حبل المشنقة من تحت سقف المنصة، بدا جسمه ساكناً كأنما هو واقف فقط. قدماه متدليتان تبدو راحتاه بيضاويين، كان يبتسم تلك الابتسامة التى وصفتها وكالات الأنباء بأنها ابتسامة رثاء وسـخرية!».

    ***

    ولد الشهيد فى مدينة رفاعة فى وسط السودان 1909 وكان أول سجين سياسى فى السودان عندما تحدى حكماً إنجليزياً ضد امرأة مارست ما يعرف باسم «الطهارة الفرعونية»، واعتبر رغم وقوفه ضد العملية نفسها أنه تدخل فى حرية فردية، أخذ نفسه بأنواع خاصة من الصيام الصمدى والصلاة الصوفية للوصول إلى أنواع من المعرفة والكشف، وكان ضد الخرافات والسحر والشعوذة بنفس الحدة التى كان يقف بها ضد الاتجار بالدين ورفع الشعارات الجوفاء التى سيطرت فى السنوات التالية على ما عرف بتطبيق الشريعة ومحاكم قطع اليد، وشرب الخمر، والشروع فى الزنى، وكان دائماً صاحب مواقف من قوانين سبتمبر الإسلامى، ويرى أنها مبالغات شكلية لستر فساد الحكم والحكام، فى حين أنه يرى أن نصرة الفقراء والمستضعفين هى أمر دينى لا مساومة فيه، وكان يرى أن حكم النميرى وحكم البشير هو حكم ديكتاتورى فاسد له غطاء دينى يوفره ظهور وغياب ميكيافيليه، وانتهازية علماء دين وفقهاء سلطة على رأسهم الترابى، وله كتاب صغير تحت اسم «هم وهابيون وليسوا أنصار السنة»، وقد جرت المحاكمة الأخيرة التى أعدم بعدها عن منشور صغير بعنوان «هذا.. أو الطوفان». وللشهيد موقف من إسرائيل أرسله فى خطابات إلى عبدالناصر يقترب فيها من فكرة «التحدى الحضارى» التى صاغها الكاتب أحمد بهاء الدين بعد حرب 67، وله قول «القضية ليست إسرائيل ولكن الخسران المبين يأتى من أننا نتمسك بقشور فى الدين وفى معرفتنا وتعاملنا مع الحضارة الغربية»، وكذلك للرجل مناقشة طويلة تقع فى كتابين لفكر «الإخوان المسلمون فى مصر» عن حسن البنا وسيد قطب. كما أفرد كتاباً خاصاً لمناقشة ظاهرة الترابى الذى يبدو أنه قد لعب دوراً غامضاً فى نهاية الشهيد محمود طه.

    ***

    هل نحن فى صحو أم أننا نيام! كيف يحدث هذا كله فى سنواتنا هذه دون أن ندرك أننا نعود إلى القرون الوسطى؟ كيف يعدم إنسان لأنه يفكر. قالت الصحفية الأمريكية جوديث ميلر بعد إعدام طه إنها حاولت مقابلة النميرى، سألته : لمَ قتلت محمود طه؟ رد النميرى «أنتم تقولون إنه معتدل، لكنه غير معتدل»، ولم يزد على ذلك ثم قال : «القرآن يوصى بقتل المرتدين، ولا يستطيع الرؤساء والملوك والسلاطين تغيير ذلك» ثم غطس النميرى فى كرسيه ودخل فى حالة من الصمت، جذب منديلاً ومسح حاجبه وبدا وكأنه قد نسى وجودى تماماً، مرر يده بذهن شارد على شعره المجعد، وجهه الذى كان متجسداً فى حضوره، قبل لحظات قليلة تهالك فجأة وتراخى فكاه وتمدد، عندها تنهد وأمرنى بالانصراف بتلويحة من يده، وكانت هذه آخر مقابلاتى مع الرئيس نميرى.. بعد أربعة أشهر ذهب جعفر النميرى.

    ***

    يبقى محمود محمد طه، ويبقى السودان ولكنه فقد هو الآخر وحدته، مع أن للشهيد طه كتاباً عنوانه «حل مشاكل الجنوب يبدأ من الشمال»، كان الرجل يعبد الله خالصاً ويفكر وكان يرى أن ارتباط الدين بالأخلاق أهم وأجدى من تدخله فى السياسة، فكره الدينى لا غموض فيه ولا التواء، هو يرى أن أصول الإسلام اكتملت فى «مكة» والتشريع المدنى قائم على ملاءمة التغير والتحولات. وهى مسألة قتلها الفقه والفقهاء. أما الإنسان الذى ظل الشهيد يبشر بميلاده فهو الإنسان الذى لا فجوة لديه بين القول والعمل «العارف» الذى ربط ربطاً معرفياً عضوياً بين عالمى الغيب والشهادة، فتحرر من الخوف.

    إذا لم يمتلك المثقف هذا النوع من الوعى الوجودى، أياً كان مصدره، فإن استغلال السلطة السياسية للمثقف عن طريق الترغيب والترهيب سيظل قائماً أبد الدهر، وسوف تستمر خيانة المثقف للمظلومين والمضطهدين قائمة هى الأخرى أبد الدهر.

    حطم فى حياته كل أنواع الاستعلاء بالمال أو بالجاه والسلطة أو حتى بالمعرفة. خلال كتبه ترى بساطة لا نهائية فى التعبير، كما ترى استخداماً حياً ومتجدداً وخاصاً لآيات القرآن الكريم ولحياة المعصوم، فترى بوضوح كيف توسع تجليات الحياة الجديدة من فضاء النص.

    ***

    إننا فى النهاية نشكر السودان على كتب وحياة الشهيد كما نشكره دائماً على ماء النيل.

    الكتاب: نحو مشروع مستقبلى للإسلام

    المؤلف: محمود محمد طه

    الناشر: رؤية للتوزيع والنشر

    2012


    ــــــــــــــ
    وقد تأثر كاتب سوداني إسمه فاروق مؤنس بهذا المقال فكتب بدوره مقالا بعد يومين من نشر المقال المذكور، وقد وجدته في الفيس بوك، وعنوانه:
    لن أغفر لسودانيتي تلك الخطيئة
    https://ar-ar.facebook.com/a3medt.alsohof.alsodania/posts/590408830971157
    Quote: أعمدة الصحف السودانية
    18 مارس، 2013 ·
    لن أغفر لسودانيتي تلك الخطيئة
    03-18-2013
    رغم عزوفى و ابتعادى عن الكتابة لفترة ليست بالقصيرة بسبب انشغالى بظروف الحياة و متطلباتها .. وبالرغم من مرور العديد من الاحداث و التطورات الجديرة بالكتابة كوفاة الانسان الفنان محمود عبد العزيز .. .. الى ان قلمى اليوم وجد نفسه طائعا و مجبرا على ممارسة هوايتة فى البوح و الكتابة . لدمعة فرت من عينى فجاة و انا اطالع مقال بالصدفة للاستاذ علاء الديب فى جريدة مصرية ( المصرى اليوم ) دأبت على قرائتها بشكل مستمر فى منفاى الافتراضى ، يتحدث عن الاستاذ محمود محمد طه بعنوان (اعدام رجل يفكر) . و رغم رايى الواضح و الصريح فى اغتيال الشهيد المفكر محمود محمد طه و انحيازى الصادق و العميق له من منطلق حرية الراى و الفكر و الاعتقاد .. وادراكى التام لحجم الجريمة التى تمت ( اعدم شيخ تجاوز السبعين ) تحت اعين ومتابعة الضمير السودانى ( ولا اقول العقل ) الذى غاب و انطوى وسط صرخات العالم من حولنا فى مشهدا لا يعبر الا عن ما كان يحدث فى عصور سحيقة لا تمت الى القرن العشرين بصلة ( اعدام المفكرين ) الا انه قد هالنى ما قرأت فى ذلك المقال من سرد للوقائع و تعبيرا عن الجريمة كاننى افهمها و استوعبها للمرة الاولى ربما يرجع السبب فى ذلك الى ان الكاتب مصرى . لكن الحقيقة الثابتة و المره ان اغتيال محمود محمد طه نقطة سوداء لا تمحى فى جبيننا و ضميرنا و فكرنا و احساسنا وسودانيتنا .. ولا تشفع لها او تبررها حتى كلمات الاستاذ منصور خالد المعبرة ( قتلتة سهام صدئة اطلقها قضاة عاطبون و حاكم فاجر ) و التى ذكرت ايضا فى المقال .
    ورغم ان غالبية مصر و شعبها لا يدركون او يعلمون عن السودان شيئا سوى انه كان تابعا لمصر و ان النيل ياتى اليهم عبره ، ناهيك عن ثقافاته و ابداعه و مفكريه .. الا ان الاستاذ علاء الديب قد اوفى الاستاذ محمود محد طه حقه . وشرح بعناية حجم المصيبة و الجريمة التى تمت تحت سمع و بصر السودانيين جميعا قبل العالم.
    لقد كان الاستاذ محمود محمد طه شجاعا فى مبدأه، و اضحا فى رايه ، ثابتا على موقفه راسخا فى علمه ، ثاقبا فى بصيرته ، شفافا فى عقيدته ، زاهدا فى روحه ، ساميا فى اخلاقه . و ساقتبس لكم هنا بعض ما قد جاء فى مقال الاستاذ علاء الديب فى صحيفة (المصرى اليوم )الاحد 17 مارس نقلا عن الصحفية الامريكية (جوديث ميلر) التى كانت حاضرة اعدام المفكر فى سجن كوبر والتى كتبت عن ما سمته اليوم الاسود فى تاريخ الانسانية.... ( قبل دخول محمود محمد طه ، ظل الحضور الذين يقدرون بالمئات يحيون بعضهم البعض بتحية الاسلام التقليدية ((السلام عليكم )) و يجئ الرد مرات و مرات ((وعليكم السلام )) ثم يتضاحكون و يتجاذبون اطراف الحديث حول حالة الطقس و بشائر محصول السنة تحت وهج الشمس التى بدأت حرارتها تزداد قسوة ، دخل الرجل المحكوم عليه ... بدا لى اصغر من عمره البالغ سته وسبعين سنة ، سار مرفوع الراس والقى نظرة سريعة للحشد ، عندما راه الحاضرون انتصب كثرين منهم واقفين على اقدامهم و طفقوا يومئون و يلوحون بقبضات ايديهم نحوه و لوح قليلون منهم بالمصاحف فى الهواء ، تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه قبل ان يضع الحارس الذى قام بالتنفيذ كيسا ملونا على راسه ، لن انسى ما حييت التعبير المرتسم على وجهه ، كانت عيونه متحدية و فمه صارم و لم تبد عليه اى علامات للخوف ، احسست ان طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص فى قناعاته الدينية و انما لنقص فيهم هم .. و كان يبتسم بابتسامة اقل ما توصف انها ابتسامة رثاء و سخرية ) .
    ذلك هو ما نقلته الصحفية الامريكية (جوديث ميلر ) التى كانت حاضرة للوقائع فى كتابا صدر عام 1996 بعنوان (لله تسع و تسعون اسما )
    لقد كانت تلك اخر لحظات و انفاس الشهيد المفكر محمود محد طه الذى ولد فى العام 1909 . وعاش حياته من اجل الوطن و الضمير و العلم و الاخلاق و الانسانية و قدم النموذج الامثل فى قوة الذات ، و سمو الفكر، و نقاء الروح ، و صلابة الارادة .. ربما لو لم يكن قد مات بتلك الطريقة لم نكن نستطيع ان ندرك كنه كل تلك القيم و المعانى ... كان محموداَ رسالة فى حياته و مماته، و بقدر ما جعلنا نفخر بسودانيتنا جعلنا نستعر منها فى نفس الوقت ، فهو صوت الحق صوت الروح صوت العلم الذى سيبقى . وعلى الرغم من الجرائم و الخطايا التى ارتكبت فى حق الوطن و التى لا يسع المجال لذكرها هنا ... الا ان جريمة اغتيال المفكر الاستاذ محمود محمد طه ستبقى الابشع على مدى تاريخنا ... اما نحن فلا عزاء لنا سوى الحسرة و وزر الخطيئة الى ان يرث الله الارض و ما عليها .
    مؤنس فاروق
    [email protected]
                  

06-24-2014, 06:19 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا أحباب
    إعتذار عن إنقطاع الكتابة بسبب مشاغل المعاش ومشاغل أسرية
    لكن أتابع البوست قراءة

    شكري الجزيل لحبيبنا د. ياسر الشريف على المواظبة ورفد البوست بالمواضيع التي تبقيه حياً

    ______________

    Quote: عندما يتعلق الأمر بمصير الدين ومصير الوطن وأمن الناس، يكون تحديد الموقف هو الأوجب على شيوخ الطرق. وعلى كل حال الواقع يقول أن شيوخ الطرق كانت لهم مواقف سياسية في تاريخ السودان. مثلا مشاركة بعض كبار شيوخ الطرق وأتباعهم في حروب الثورة المهدية ضد الحكم التركي المصري (مثال لذلك الشيخ العبيد ود بدر انظر هامش 1 بالأسفل)،

    نعم الشيخ العبيد ود بدر كان محارباً في صفوف المهدية ونعم الشيخ أحمد ود سعد كان محارباً في صفوف المهدية وكان شاعرها وكان معهم غيرهم في ذات المعسكر
    وفي المقابل كان شيخ آخرون في ( سجون ) المهدية .... عذبتهم عذاباً لم ينج منه ( شيوخ ) المهدي أنفسهم
    وشيوخ آخرون إعتبروا المهدي فتنة لكنهم لزموا أمرهم
    ومثل الختمية الذي تكرمت بإيراده صحيح تماماً
    كل ذلك يا حبيبنا يؤكد لك ما ذهبنا إليه في مداخلتنا التي تكرمت بإيراد جزء منها ( بأن الطرق الصوفية ليست أحزاباً سياسية لتتشكل لديها رؤي سياسية معينة بل وإن المنتسبين لـ ( طريقة صوفية واحدة ) قد لا تتطابق رؤاهم السياسية... )
    لكنك وبقولك ( عندما يتعلق الأمر بمصير الدين ومصير الوطن وأمن الناس، يكون تحديد الموقف هو الأوجب على شيوخ الطرق. ) قد ألزمت نفسك وأخوانك الجمهوريين بـ ( لزوم ما يلزم ) ذلك أننا قد سمعنا منكم سابقاً ما معناه " حين يضطر الجمهوريون للمقاومة فسوف يعلمون الناس كيف تكون المقاومة " - أرجو أن يكون النص صحيحاً -
    ولكن ( الواقع ) يقول أنكم حين إضطررتم للمقاومة ( إنزويتم ) حتى كان هذا البوست ......... لتذكيركم

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-24-2014, 06:21 PM)

                  

06-26-2014, 07:05 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"

    صدق الله العظيم
    عندما قرأت رد الأستاذة بتول مختار محمد طه على الدكتور كرار التهامي ورأيت إستشهادها بهذه الآية الكريمة لذات المعنى الذي قاله حبيبنا د. ياسر توقفت للحظات
    لحظات إمتزج خلالها بخاطري الخاص بالعام ...
    الخاص بالأخت بتول وارتباطها العاطفي الشديد ( كما أسماه الأستاذ خالد الحاج ) بالأستاذ محمود ...
    وارتباط الأستاذة بتول هنا مضاعف كون الأستاذ محمود هو أباها بالمعنى الإنساني العادي وبالمعنى الروحي...
    هنا يوجد عذر ويمكن ( التفهم )
    وقتها طاف بخاطري - وتمنيت ألا يحدث - أن يأتي في موقع سودانيزأونلاين من يستخدم نفس الآية لذات المعنى وبذات الأمر ( ولا تقولوا ) .....
    تمنيت ألا يحدث لأن الإخوة في سودانيزأونلاين قد ألجمتهم المناقشات الفكرية
    الأمر في الآية الكريمة واضح ( منع القول بالموت ) لمن ( يقتل في سبيل الله )
    ولكن
    وهل يعتقد / يؤمن المعارضون للفكرة الجمهورية بأن الأستاذ محمود محمد طه قد قتل في سبيل الله ؟؟ حتى يطلب منهم الإلتزام بأمر المنع ( المسبب ) ؟؟

    الناس في أمر الأستاذ محمود يتفاوتون مواقفاً من أقصى درجات ( الإقصاء ) إلى أقصى درجات ( الإعتقاد ) ... وبينهم خلق كثيرون ودرجات كثيرة
    ربما تكون هذه الآية الكريمة خاصة بـ ( أهل الإعتقاد ) في الأستاذ محمود وأنه قد مات في سبيل الله فهم الملزمون بها

    على كل حال فالوصف بالموت قد وصف به من هو أجل وأرفع مقاماً ومقامات من الأستاذ محمود محمد طه ومن كل البشر بما الله وحده يعلم فقد وصف به سيد الخلق أجمعين

    " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين "

    وصدقاً أرى أن في هذه الآية الكريمة التي أخرج بها سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه أخرج بها الصحابة الكرام وعلى رأسهم سيدنا عمر من صدمة إنتقال سيد الخلق عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم هو الواجبة الإتباع عند أصدقائنا الجمهوريين

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-26-2014, 07:12 AM)

                  

06-26-2014, 02:37 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote:
    Quo
    Quote: te: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"

    صدق الله العظيم

    عندما قرأت رد الأستاذة بتول مختار محمد طه على الدكتور كرار التهامي ورأيت إستشهادها بهذه الآية الكريمة لذات المعنى الذي قاله حبيبنا د. ياسر توقفت للحظات
    لحظات إمتزج خلالها بخاطري الخاص بالعام ...
    الخاص بالأخت بتول وارتباطها العاطفي الشديد ( كما أسماه الأستاذ خالد الحاج ) بالأستاذ محمود ...
    وارتباط الأستاذة بتول هنا مضاعف كون الأستاذ محمود هو أباها بالمعنى الإنساني العادي وبالمعنى الروحي...
    هنا يوجد عذر ويمكن ( التفهم )
    وقتها طاف بخاطري - وتمنيت ألا يحدث - أن يأتي في موقع سودانيزأونلاين من يستخدم نفس الآية لذات المعنى وبذات الأمر ( ولا تقولوا ) .....
    تمنيت ألا يحدث لأن الإخوة في سودانيزأونلاين قد ألجمتهم المناقشات الفكرية
    الأمر في الآية الكريمة واضح ( منع القول بالموت ) لمن ( يقتل في سبيل الله )
    ولكن
    وهل يعتقد / يؤمن المعارضون للفكرة الجمهورية بأن الأستاذ محمود محمد طه قد قتل في سبيل الله ؟؟ حتى يطلب منهم الإلتزام بأمر المنع ( المسبب ) ؟؟

    الناس في أمر الأستاذ محمود يتفاوتون مواقفاً من أقصى درجات ( الإقصاء ) إلى أقصى درجات ( الإعتقاد ) ... وبينهم خلق كثيرون ودرجات كثيرة
    ربما تكون هذه الآية الكريمة خاصة بـ ( أهل الإعتقاد ) في الأستاذ محمود وأنه قد مات في سبيل الله فهم الملزمون بها

    على كل حال فالوصف بالموت قد وصف به من هو أجل وأرفع مقاماً ومقامات من الأستاذ محمود محمد طه ومن كل البشر بما الله وحده يعلم فقد وصف به سيد الخلق أجمعين

    " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين "

    وصدقاً أرى أن في هذه الآية الكريمة التي أخرج بها سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه أخرج بها الصحابة الكرام وعلى رأسهم سيدنا عمر من صدمة إنتقال سيد الخلق عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم هو الواجبة الإتباع عند أصدقائنا الجمهوريين
    (عدل بواسطة عاطف عمر on 26-06-2014, 07:12 AM)


    أخي الكريم عاطف
    تحية طيبة
    أرجو ألا يُفهم من رجائي استصحاب الآية الكريمة "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" أنني أنكر عليك أن تقول ما تريد، ولا أنكر عليك أن تعتبر الأستاذ لا يستحق وصف الشهيد.
    أنا يهمني أن أدلل على أن الأستاذ محمود قد برهن على تطابق أفعاله مع أقواله وكتاباته. ما حدث في 18 يناير برهن على صدق الأستاذ فيما حدّث به وما كتبه، وكل إنسان حر أن يقبله أو يرفضه، ومن ذلك شهادة العم مختار علي الشيخ التي ذكرها الأخ الأستاذ خالد فيما نقلته عنه بعاليه، وفيما كتبه الأستاذ عن الانتصار على الخوف، وهذه الأخيرة هي ما أريد أن أوضحها هنا وأبين اتساق القول مع الفعل عند الاستاذ محمود.

    كتب الأستاذ محمود في كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" ما أرجو منك ومن القراء تأمله ومقارنته بما كان عليه حال الأستاذ في مواجهة الموت أمام الآلاف:

    ((الفصل الأول
    لا إله إلا الله

    ليس هذا أول فصول الكتاب، ولكنه الفصل قبل الأخير، ونحن إنما قدمناه، فجعلناه أول فصول الرد على الدكتور مصطفى، لأنه فصل مخصص للحديث عن الكلمة، (لا إله إلا الله) .. وهذه هي كلمة التقوى، وإنما يجيء إتقانه لباقي الفصول بسبيل من إتقانه لهذا الفصل، وإنما يجيء إتقانه لهذا الفصل بسبيل من إتقانه للتقوى .. والتقوى علم، وعمل بمقتضى العلم .. فهي، في أول الطريق، علم بالشريعة، وعمل في العبادة .. وهي، في وسط الطريق، علم بالحقيقة، وعمل في تصحيح العبودية .. وهي، في أخريات الطريق، فناء عن العلم، وبقاء بالحياة – الحياة الحية، الواسعة، الرغيدة – حياة الله، التي تنزهت عن أن تؤوفها آفة، أو ينقصها منقص ..
    و(لا إله إلا الله) هي هادية التوحيد .. والتوحيد هو العلم اللدني، الذي يؤخذ من الله مكافحة .. فهو لا يعلمنا إياه النبي، إلا في معنى أنه فاتح بابه، وقدوة السلوك إليه .. ولقد قال النبي في ذلك: (إنما أنا قاسم، والله يعطي، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .. ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم، حتى يجيء أمر الله.) أراد بقوله (إنما أنا قاسم) أنه معلم الشريعة، ومعلم الطريقة، وقدوة السلوك .. وأراد بقوله: (والله يعطي) أن الله هو الذي يعلم حقائق الدين، لا أنا .. وهذا هو معنى قوله تعالى: (واتقوا الله، ويعلمكم الله) ..
    والتوحيد علم ذوق، فهو لا يدرك بالقراءة .. ومعنى (علم ذوق) أنه إنما يجيء عن طريق الممارسة، والتجربة في العبادة .. فمن إلتمسه عن غير هذا الطريق سقط على الدعاوى، وتخبط في متاهات الجهل .. ونحن نتهم الدكتور مصطفى محمود بأنه اعتمد على القراءة في تحصيله للتوحيد .. وليس معنى هذا أن الدكتور لا يعبد، ولكن معناه أنه لم يتقن العبادة حتى يدخل بها مداخل العبودية، إذ ليست مرحلة العبادة مرحلة تذوق الحقيقة، وإنما هي مرحلة إعداد لهذا التذوق .. هي مرحلة عقيدة، في حين أن مرحلة تذوق الحقيقة مرحلة علم .. ولا يستقيم الحديث لمتحدث عن أصول الدين قبل إتقانه مرحلة العلم هذه .. ذلك بأن الإسلام يقع على مرحلتين: مرحلة الإيمان، ومرحلة الإيقان ... فأما مرحلة الإيمان فلها ثلاث درجات: الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان .. وأما مرحلة الإيقان فلها ثلاث درجات، أيضا: علم اليقين، ثم علم عين اليقين، ثم علم حق اليقين، وبعد حق اليقين يجيء الإسلام، الذي هو دين الله، الذي لا يقبل غيره .. قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) .. وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين) ولا يشم أحد شميم معرفة أصول الدين قبل أن ينزل أدنى منازل الإيقان، وهي منزلة علم اليقين ..
    فمرحلة الإيمان مرحلة عقيدة، ومرحلة الإيقان مرحلة علم .. ويتضح من كلام الدكتور مصطفى أنه لم ينزل هذه المنزلة .. وخير ما يكشف لنا ذلك منه حديثه عن هذا الفصل، (لا إله إلا الله) .. ثم حديثه عن الفصل الذي يليه، وعنوانه (مخير أم مسير) .. فلنأخذ في استعراض حديثه عن (لا إله إلا الله) .. وأول الدلائل على أن الدكتور مصطفى لم يرح رائحة اليقين قوله من صفحة 240: (لا إله إلا الله .. إذن لا معبود إلا الله ..
    (ولن يعبد بعضنا بعضا .. ولن يتخذ بعضنا بعضا أربابا ولن نقتتل على شيء وقد أدركنا أنه لا شيء هناك ..
    (ولن يأخذنا الغرور وقد أدركنا أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء ..
    (ولن نفرح بثراء ولن نحزن لفقر ولن نتردد أمام تضحية ولن نجزع أمام مصيبة فقد أدركنا أن كل هذه حالات عابرة ..
    (وسوف تلهمنا هذه الحقيقة أن نصبر على أشد الآلام .. فهي آلام زائلة شأنها شأن المسرات ..
    (لن نخاف الموت.
    وكيف يخاف ميت من الموت؟؟)
    إنتهى حديث الدكتور مصطفى .. وأنت، حين تقرأه، يخيل إليك أنه يمكنك تحصيل هذا الإدراك في جلسة واحدة، أو في أيام قلائل، بعدها تملك الصبر على (أشد الآلام) ..
    وما هو هذا الإدراك؟؟ هو إدراكنا (أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء)!! وهل نحن حقا خيالات ظل؟؟ أم هل نحن خلائف الله في الأرض؟؟
    و(لن يخاف ميت من الموت) يقول الدكتور، ثم يردف: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) فهل رأيت كيف يرى الدكتور انتصارنا على الخوف من الموت؟؟ هو يراه في اليأس من الحياة، وفي اليأس من القدرة على الفرار من الموت .. (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) .. والحق غير ذلك .. فإن انتصارنا على الخوف من الموت إنما يجيء من إطلاعنا على حقيقة الموت، ومن استيقاننا أن الموت، في الحقيقة، إنما هو ميلاد في حيز جديد، تكون فيه حياتنا أكمل، وأتم، وذلك لقربنا من ربنا .. وبالموت تكون فرحتنا، حين نعلم أن به نهاية كربنا، وشرنا، وألمنا .. قال تعالى عنه: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وإنما بالبصر الحديد ترى المشاكل بوضوح، وتواجه بتصميم ..
    وعندما اشتدت بالنبي غصة الإحتضار، وقالت السيدة فاطمة البتول: (وا كرباه لكربك يا أبي !!) أجابها المعصوم: (لا كرب على أبيك بعد اليوم) .. وقد سمى الله، تبارك، وتعالى، الموت (اليقين) فقال: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) و (اليقين)، أيضا، العلم الذي لا يكاد يكون فيه شك، والذي به تتكشف الحقائق المستورة وراء الظواهر .. وإنما سمي الموت اليقين لأن به اليقين، ولأن به يتم اليقين الذي يكون قد بدأ هنا عند العارفين، وإنما يكون بدؤه بالموت المعنوي الذي هو نتيجة العبادة المجودة .. وعن هذا الموت المعنوي قال المعصوم (موتوا قبل أن تموتوا) .. وقال عن أبي بكر الصديق: (من سره أن ينظر إلى ميت يمشي في الناس فلينظر إلى أبي بكر) هذا هو اليقين الذي باطلاعنا عليه، لا نتحرر من خوف الموت فحسب، وإنما به قد يكون الموت أحب غائب إلينا ..
    وما هو الإدراك الذي به توصل الدكتور إلى مثل هذا القول الذي قاله: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) ؟؟
    إنه من غير شك الإدراك الذي تعطيه العقول لحقيقة الموت – الإدراك الذي يعطيه النظر – وهو إدراك قاصر، ومخيف .. فإن الموت، كما يعطيه النظر العقلي، هو، عند أكثر الناس، نهاية، به تنقطع الحياة، وتسكن الحركة، ويتصلب البدن، ويعود إلى تحلل، ونتن، ويستحيل إلى تراب .. ألم يقل الدكتور نفسه في صفحة 237: (أين كل هذا؟ تحت الردم .. انتهى .. أصبح ترابا .. كان حلما في مخيلة الزمان وغدا نصبح، أنا وأنت، تحت الردم ..) إن هذا هو الموت كما يعطيه نظر العقول غير المرتاضة، ولكن الموت، كما تعطيه حقائق القلوب السليمة، والعقول الصافية، فهو شيء يختلف اختلافا كبيرا .. ولا عبرة بالعقول غير المرتاضة بأدب القرآن فإن علمها ليس بعلم، لأنه يقف عند الظاهر، ولا يتعداه إلى بواطن الأمور .. وقد قال تعالى في ذلك: (وعد الله، لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم، عن الآخرة، هم غافلون) فهم لا يعلمون اللباب، وإنما يعلمون القشور، (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) ولا يكون بعلم القشور تحرير من الخوف .. هذا هو مبلغ علم الدكتور، وهو به يظن أنه (لن يخاف الموت ..) ويقول، فيما يشبه البداهة، (وكيف يخاف ميت من الموت؟) ألا ترى أنك قد هونت صعبا، وأرخصت عزيزا؟؟ أني لأرجو أن تحدث مراجعة لأمرك هذا ..)) انتهى.

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-26-2014, 02:55 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-26-2014, 03:17 PM)

                  

06-26-2014, 09:50 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    سلام للجميع

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله.

    أما الدكتور عبد الله الطيب، طيب الله ثراه، فقد قال من قصيدة طويلة

    قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد
    وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد
    وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد
    وجرئ، وشخـصـــه جـذّاب ولدى الجــد، فالشــجـاع النجيد
    ذاق سجن المستعمرين قديماً ومضت فى الكفاح منه العقـود



    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-26-2014, 11:10 PM)

                  

06-27-2014, 12:52 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: إهتم بعض الاخوان عندنا في رفاعة بسماع رواية د. محمد برعي ولكننى لم أجد في نفسى حاجة لسماعها.. و د. محمد برعي هو طبيب من أبناء رفاعة، كان يعمل بالمستشفى العسكرى، وأحضروه بالأمر لكى يقرر في الحالة بعد التنفيذ، وخلاصة ما ذكره للاخوان، أنه بعد إنزال الأستاذ من المشنقة كشف عليه، ووجد أن الموت لم يحدث، وخشى إن هو قال لهم ذلك أعادوه مرة أخرى إلى المشنقة، فقرر أن الموت قد حدث.. ثم هو شعر بتأنيب الضمير، وعاش في فترة قلق مزعجة، ظناً منه أنه تسبب في دفن إنسان حى..

    وحيث أن هذا البوست هو في نهاياته محاولة متواضعة لـ ( إستنقاذ ) أصدقائنا الجمهوريين من ( الأوهام ) التي ظلوا أسرى لها منذ وفاة الأستاذ محمود فسوف أتوقف هنا قليلاً
    الطبيب المعني في الرواية هو الأخ د. محمد إبراهيم برعي - من أبناء مدينة رفاعة - يعمل طبيباً في السلاح الطبي .. التابع لـ ( وزارة الدفاع )
    من حيث الشكل
    - بد لى الأمر غريباً ( والغرابة هنا ليست مدعاة للصحة ) بدا غريباً أن تستعين ( وزارة الداخلية ) التي تقوم بتنفيذ حكم الإعدام أن تستعين بطبيب من السلاح الطبي التابع لـ ( وزارة الدفاع ) و ( تحضره بالأمر ) بينما أطباء وزارة الداخلية موجودون على مسافة لا تزيد عن الثلاثة كلم ( هى المسافة من سجن كوبر إلى مستشفى الشرطة في برى )

    من حيث الموضوع

    - الأخ د. محمد إبراهيم برعي - على حد علمي - هو إختصاصي ( تخدير ) وليس إختصاصي طب شرعي ( لكى يقرر في الحالة بعد التنفيذ ) - ومن حسن الحظ فإن شريكي الرئيسى في هذا البوست هو ( الطبيب ) ياسر الشريف ليحدثنا عن الإختصاصات الطبية وإن كان لأخصائي التخدير أن يقرر في موت شخص أو عدمه
    - إن صدقت الرواية فإن الأخ د. برعي - وغض النظر عن دوافعه الطيبة - يكون قد خان وظيفته وخان حرمة العلم ويكون - في ظني - شريك كامل في دفن الأستاذ محمود محمد طه حياً وبذلك يكون شريكاً في ( قتله ) إختناقاً داخل قبره
    - إن صدقت الرواية التي اهتم بها أو صدقها ( الأخوان الجمهوريون في رفاعة ) فإنهم بذلك يعطون صك براءة لجعفر نميري وحكومته من ( تهمة القتل العمد ) للأستاذ محمود محمد طه .... ربما تتحول القصة لـ ( القتل غير العمد ) ......
    مهلاً
    وحتى لا ينفعل أصدقاؤنا الجمهوريون أذكر القانونيين منهم بسابقة ( على عبدالله حسين ) المسجلة في سوابق المحاكم السودانية والتي يدرسها طلاب القانون في سنتهم الدراسية الأولى
    " تقول القصة - باختصار أرجو غير مخل - تقول أن على عبدالله حسين قد تشاجر مع أحد أقرانه وضربه فوقع الرجل دون حراك على الأرض ، ظن على أن الرجل قد مات وخاف من العواقب فأخذه دون أن يراه أحد ورماه في النيل ..... لاحقاً تم العثور على الجثة .... وتوالت تحريات الشرطة حتى تم القبض على على عبدالله حسن ...... أحدث تقرير الطبيب الشرعي دوياً هائلاً إذ بين التقرير أن الموت لم يتم بفعل الضرب فالرجل بعد ضربه كان حياً ... إنما تم الموت بسبب الغرق......
    قرار المحكمة كان هو القتل ( غير العمد ) لأن على عبدالله حسين عندما ( تعمد ) قتل غريمه وضربه فإن الرجل لم يمت .... وعندما لم ( يتعمد ) قتله و أراد أن يخبئ ما ظن أنها جثة الرجل فإن الرجل قد مات ......... "
    ( تلك هى السابقة كما حدثنا عنها زملائنا القانونيين في داخليات الجامعة )
    وتأسيساً عليها
    فإن النميري وحكومته عندما ( تعمدوا ) قتل الأستاذ محمود محمد طه شنقاً فإن الأستاذ لم يمت ، لكن عندما ( لم يتعمدوا ) قتل الأستاذ محمود وأرادوا دفن الجثة ( وهو الإجراء الشرعي المطلوب ) فإن الأستاذ قد مات

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 06-27-2014, 01:00 PM)

                  

06-27-2014, 01:59 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    Quote:
    Quote: إهتم بعض الاخوان عندنا في رفاعة بسماع رواية د. محمد برعي ولكننى لم أجد في نفسى حاجة لسماعها.. و د. محمد برعي هو طبيب من أبناء رفاعة، كان يعمل بالمستشفى العسكرى، وأحضروه بالأمر لكى يقرر في الحالة بعد التنفيذ، وخلاصة ما ذكره للاخوان، أنه بعد إنزال الأستاذ من المشنقة كشف عليه، ووجد أن الموت لم يحدث، وخشى إن هو قال لهم ذلك أعادوه مرة أخرى إلى المشنقة، فقرر أن الموت قد حدث.. ثم هو شعر بتأنيب الضمير، وعاش في فترة قلق مزعجة، ظناً منه أنه تسبب في دفن إنسان حى..


    وحيث أن هذا البوست هو في نهاياته محاولة متواضعة لـ ( إستنقاذ ) أصدقائنا الجمهوريين من ( الأوهام ) التي ظلوا أسرى لها منذ وفاة الأستاذ محمود فسوف أتوقف هنا قليلاً
    الطبيب المعني في الرواية هو الأخ د. محمد إبراهيم برعي - من أبناء مدينة رفاعة - يعمل طبيباً في السلاح الطبي .. التابع لـ ( وزارة الدفاع )
    من حيث الشكل
    - بد لى الأمر غريباً ( والغرابة هنا ليست مدعاة للصحة ) بدا غريباً أن تستعين ( وزارة الداخلية ) التي تقوم بتنفيذ حكم الإعدام أن تستعين بطبيب من السلاح الطبي التابع لـ ( وزارة الدفاع ) و ( تحضره بالأمر ) بينما أطباء وزارة الداخلية موجودون على مسافة لا تزيد عن الثلاثة كلم ( هى المسافة من سجن كوبر إلى مستشفى الشرطة في برى )

    من حيث الموضوع

    - الأخ د. محمد إبراهيم برعي - على حد علمي - هو إختصاصي ( تخدير ) وليس إختصاصي طب شرعي ( لكى يقرر في الحالة بعد التنفيذ ) - ومن حسن الحظ فإن شريكي الرئيسى في هذا البوست هو ( الطبيب ) ياسر الشريف ليحدثنا عن الإختصاصات الطبية وإن كان لأخصائي التخدير أن يقرر في موت شخص أو عدمه
    - إن صدقت الرواية فإن الأخ د. برعي - وغض النظر عن دوافعه الطيبة - يكون قد خان وظيفته وخان حرمة العلم ويكون - في ظني - شريك كامل في دفن الأستاذ محمود محمد طه حياً وبذلك يكون شريكاً في ( قتله ) إختناقاً داخل قبره
    - إن صدقت الرواية التي اهتم بها أو صدقها ( الأخوان الجمهوريون في رفاعة ) فإنهم بذلك يعطون صك براءة لبنيري وحكومته من ( تهمة القتل العمد ) للأستاذ محمود محمد طه .... ربما تتحول القصة لـ ( القتل غير العمد ) ......
    مهلاً
    وحتى لا ينفعل أصدقاؤنا الجمهوريون أذكر القانونيين منهم بسابقة ( على عبدالله حسين ) المسجلة في سوابق المحاكم السودانية والتي يدرسها طلاب القانون في سنتهم الدراسية الأولى
    " تقول القصة - باختصار أرجو غير مخل - تقول أن على عبدالله حسين قد تشاجر مع أحد أقرانه وضربه فوقع الرجل دون حراك على الأرض ، ظن على أن الرجل قد مات وخاف من العواقب فأخذه دون أن يراه أحد ورماه في النيل ..... لاحقاً تم العثور على الجثة .... وتوالت تحريات الشرطة حتى تم القبض على على عبدالله حسن ...... أحدث تقرير الطبيب الشرعي دوياً هائلاً إذ بين التقرير أن الموت لم يتم بفعل الضرب فالرجل بعد ضربه كان حياً ... إنما تم الموت بسبب الغرق......
    قرار المحكمة كان هو القتل غير العمد لأنه عندما ( تعمد ) على عبدالله حسين قتل غريمه وضربه فإن الرجل لم يمت .... وعندما لم ( يتعمد ) قتله و أراد أن يخبئ ما ظن أنها جثة الرجل فإن الرجل قد مات ......... "
    ( تلك هى السابقة كما حدثنا عنها زملائنا القانونيين في داخليات الجامعة )
    وتأسيساً عليها
    فإن النميري وحكومته عندما ( تعمدوا ) قتل الأستاذ محمود محمد طه شنقاً فإن الأستاذ لم يمت ، لكن عندما ( لم يتعمدوا ) قتل الأستاذ محمود وأرادوا دفن الجثة ( وهو الإجراء الشرعي المطلوب ) فإن الأستاذ قد مات



    سلام يا عزيزي عاطف
    بالنسبة لسؤالك :
    ((- الأخ د. محمد إبراهيم برعي - على حد علمي - هو إختصاصي ( تخدير ) وليس إختصاصي طب شرعي ( لكى يقرر في الحالة بعد التنفيذ ) - ومن حسن الحظ فإن شريكي الرئيسى في هذا البوست هو ( الطبيب ) ياسر الشريف ليحدثنا عن الإختصاصات الطبية وإن كان لأخصائي التخدير أن يقرر في موت شخص أو عدمه ))
    الطبيب الشرعي يعني بتاع الـ Forensic Medicine هو الذي يُعهد إليه بتحديد سبب الوفاة ومتى تمت بعد كشفه على جثمان الميت. أما تحديد أن الموت قد تم أو لم يتم فبإمكان أي طبيب بالطرق المعروفة من كشف ضربات القلب أن يحدد أنه قد حدث أم لا. والسجن في ذلك الوقت يعتمد على هذا النوع من الكشف حتى بواسطة مساعد حكيم مرات. طبعا هذه الأيام لا يمكن إعلان الوفاة بمجرد سماعة الطبيب وجس النبض، إذ لا بد من فحص وكشف أدق يشمل رسم القلب مثلا ولا بد أن تمضي مدة معينة قبل إعلان الوفاة. فليس بمجرد توقف ضربات القلب تعلن الوفاة.

    لقد نقلت كلام الأخ خالد كما سمعه من بعض الأخوان في رفاعة، أرجو أن تتمكن أنت بطريقتك من التحقق من هذه الرواية، بحكم صلتك رفاعة وبحكم علاقاتك، ولماذا كانت الاستعانة بالسلاح الطبي في الأساس إلخ.. وتفيدنا، وتكون قد ساهمت في التوثيق.

    المهم، حتى لو صحت الرواية فإن المسألة في النهاية لا تدخل في باب القتل غير العمد، وهي ليست كالقصة التي أوردتها، فالعمد أو قصد الإماتة هو الحكم نفسه الذي صدر..
    خالد نفسه قال أنه لم يجد في نفسه حاجة لسماع الرواية، وأنا ليس باستطاعتي نفيها أو تأكيدها، وإيراد القصة كان من باب رصد مثل هذه الروايات والتعليق عليها. المهم أن الأخ خالد نقل أنه قد توقع تنفيذ الحكم منذ الليلة السابقة له عندما تذكر ما قاله الأستاذ في السبعينات وذكر أنه نسيه أو أنسيه، ونقل رواية العم مختار علي الشيخ " فعندما صدر الحكم على الأستاذ قال مختار ان هذا الحكم سينفذ!! فقام عليه البعض يهاجمونه في قوله هذا.. فقال لهم: هذا ليس قولى وانما قاله لى الأستاذ محمود بنفسه، ففى احدى زياراتى له في خلوته قال لى أنه سيأتى يوم يعدم فيه.."


    مع مودتي

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-27-2014, 02:10 PM)

                  

06-27-2014, 04:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    سلام للجميع

    هذه قصيدة الدكتور محمد عبد العزيز في الذكرى الأولى لاستشهاد الأستاذ محمود، يناير 1986 بدار الأساتذة جامعة الخرطوم، وهو كان طبيبا في قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الشعب، ولكنه ليس منتميا للجمهوريين. اليوم تمكنت من رفع القصيدة إلى موقع يوتيوب كشريحة فيديو. طبعا حتى ذلك الوقت كان هناك حديث عن إلقاء الأستاذ محمود في البحر تارة وتارة عن إلقائه في الصحراء، ولكن فيما بعد تحدث الشهود عن تفاصيل الدفن كالتي رواها العميد معاش فيصل مدني مختار (في مداخلة بعاليه شريحة فيديو) وهناك تصريح من مدير السجن أن الأستاذ قد دفن بجنازيره (فهو في أسر القيود وجنازير الحدود ليرى حال الأسود في ملاقاة الكفاح) كما يقول النابلسي في قصيدته المشهورة التي كان ينشدها الجمهوريون، ولا يزالوا.

    https://www.youtube.com/watch?v=H_j0rE9XZm8





    د. محمد عبد العزيز

    مستشفى الشعب -- الخرطوم
    جراحة المخ والأعصاب
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سكر تحت أقدام

    أكلما فينا ظهر
    مجدد قالوا كفر
    يا شيخ ..
    حدثنا يا شيخ
    نجرى خلفك يا شيخ
    لماذا قتلوك
    لماذا صلبوك
    لماذا طعنوك
    لماذا صكوا القيد على قدميك
    يا شيخ تعال
    حدثنا يا شيخ حديث الروح
    تعرف أنَّا كنا عندك نغدو ونروح
    نجتاح سماءك كى نُروي بشروح
    عن زمن الغربة
    زمن الجلسة بين الركعات
    عن معنى للصلوات
    يكاد يموت
    وتكلمت كثيرا عن أحوال السنة والشرع
    وتكلمت كثيرا عن أحوال فتاة
    تذوي بين الحجرات
    وعن الانسان يكد ويرقى فوق الدرجات
    حتى يلقى الله الانسان
    شعراً يا شيخي كنت تبوح
    لكنهمو ما فهموا
    بل ودوا لو تطفأ فينا نار المصباح
    يا شيخي الانسان..
    كيف تسنى لك أن تحدث فتحاً في الدين
    كان الأخذ الهاجس للشعراء
    وللحكماء الموهوبين
    في هذا الزمن النابض
    منذ سنين وسنين
    ولقد وفقك الله
    وفهمنا من شفتيك الظامئتين
    كيف يكون الله شهيد
    كى ندلج هيابين الى دوح التأويل
    نتجاذب أطراف المجد
    بدرب وعر وطويل
    من أجل نهار عيال الرب
    لكنى يا شيخي كنت أود
    لو طال بك العمر سنينا وشهدت
    ما وصل اليه الحال
    بالسكة في أجواء الغرب
    شيخي لا تغضب
    علَّمنا حرفك أن نسعى أحرارا
    لنضيء شغاف القلب
    اني أصدقك القول
    علمنا حرفك ان نسعى أحراراً
    لتضيء شغاف القلب
    وعلَّمنا كسر النفس ...
    واليوم نمد البصر إلى ماء
    فينا كي نشرب ..
    فلا يأتينا غير سراب
    لا يشفينا بأمور تدمينا حتى الظُفر
    شيخي نسأل
    ونمد حبال الأمل المورق لسماء
    لا تبخل
    هل عاد الكفر كما كان قديماً
    بالوجه المسود الكالح؟
    هل عاد الكفر كما كان قديماً
    زاوية تكسر فيها نار الفكر؟
    هل نرضى أن نرسف في الأغلال الى
    أبد الدهر؟
    ونعض القلب لقنبلة الزمن المالح
    كي تحرق فينا آيات للفتح
    شيخي معذرة إن كنت تطاولت
    مثلك لا أحتمل الصمت
    على كتف الصمت ...
    مريد لا يبغى أن يعلو في الأرض
    عبد سكران تغلبه نار الوجد
    شيخي .. يا شيخي
    الزبد جفاء يوما ما يذهب
    أما ما ينفع ...
    فيهيج فروعا وثمارا وزهر
    كادوا...
    بثوا أعضاءك ..للطير وللبحر
    وللوحش ..
    بصحراء الزمن القاسي والوقت
    وكاد الله
    كانت خاتمة ما أجملها من وهَّاب
    الموت
    أن يعرف فكرك لكن لا يعرف
    قبرك
    كي نلج بذاتك للوضاح
    ثم إلى الذات الكبرى
    زاد الأرواح ...

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-27-2014, 04:40 PM)

                  

06-28-2014, 06:37 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: - إن صدقت الرواية التي اهتم بها أو صدقها ( الأخوان الجمهوريون في رفاعة ) فإنهم بذلك يعطون صك براءة لجعفر نميري وحكومته من ( تهمة القتل العمد ) للأستاذ محمود محمد طه .... ربما تتحول القصة لـ ( القتل غير العمد ) ......



    الأحباب/ عاطف عمر
    وياسر الشريف

    كل عام وانتم بخير، ومبروك قدوم شهر رمضان المبارك، عسي ان يعودنا واياكم اعواما كثيرة واياكم نرفل في حلل من عافيتي الدين والدنيا، وحسن خاتمة المصير..
    اخي / عاطف
    استوقفني هذا التعبير من مجمل ردودك علي اخونا الحبيب / ياسر الشريف، وكأنما انصب كل جهد الجمهوريون في تجريم النميري بتهمة القتل العمد، مع ان الجمهوريين لم يحملوا النميري من المسئولية الا القدر الذي يتطلبه مراعاة الشريعة ..
    عن هذا الأمر احببت اوضح لك فكرة بسيطة ولكنها اساسية في طريقة التفكير وفق الفكرة الجمهورية..
    يا صديقي..
    الفكرة الجمهورية عملت دوما وبصورة لا تعرف الملل ولا الكلل علي وضع الانسان من حيث هو انسان ، ولكن بصورة خاصة اهتمت بالانسان المسلم بحكم اوجود قواعد مشتركة، علي طريق سيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم) وهو طريق (الاستسلام لله) ظاهرا وباطنا او يمكنك ان تسميه الرضا بالله، علي قاعدة ان (الله سبحانه وتعالي خير محض)...( سبق وان اوردنا جزءا من كتابات الاستاذ/ محمود في هذا الشأن يرجي مراجعته في مكانه و حينه)..
    الامر الثاني: هو (لا فاعل لكبير الاشياء ولا لصغيرها الا الله) او بمعني ادق (ان هناك فاعل واحد حقيقي هو الله سبحانه وتعالي) وما (الأخر المباشر) الا اداة من ادوات الله واشياءه يفعل بها مايريد ...وما علي السالك في طريق محمد (صلي الله عليه وسلم) الا السعي الحثيث للوصول الي الرضا بقضاء الله وقدره، وان يكون علي قناعة تامة بان ما يريده الله له هو الخير بعينه، حتي وان التحف ثوب الشر.. {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
    وفق هذا النهج البداية تكون بمحاولة رؤية الفاعلين (المباشر والحقيقي) او يمكنك ان تقول مراعاة (الشريعة والحقيقة) ولكن علي المدي البعيد ولكي يكون الدين الخالص لله سبحانه وتعالي، يجب العمل علي التخلص من (الغير) الفاعل المباشر والتعامل المباشر مع الذات الالهية علي قاعدة (الرب والعبد)..هذا من حيث الحقيقة..
    هناك شيء لا يجب اغفاله، وهو (الشريعة) والشريعة مبحثها الاساسي ظاهر الأفعال والأقوال، وهي اشياء لا بد من نسبتها الي فاعل مادي (منظور) .. هذا كل ما في الأمر ..
    النميري، في الحقيقة لم يعمل شيئا من تلقاء نفسه، وانما الله هو الذي فعل (وما قتلوه يقينا ولكن شبه لهم) اما من ناحية الشريعة (الظاهر) هو مسئول عن هذه الفعلة مسئولية تامة ففي القانون هناك بما يسمي(الاداة) ففي محكمة الموضوع وجود اداة الجريمة ضمن معروضات الاتهام يعتبر جزء مهم جدا ، كذلك هناك المسئولية التضامنية او بمعني ادق المخطط والمنفذ (متضامنين) مسؤلين مسؤلية تامة عن الفعل( ده نموذج مادي للفاعلين الحقيقي والمباشر). ده الموضوع ببساطة..
    لم يهتم الجمهوريون كثيرا باتهام النميري او تبرئته، بقدر ما انصب عملهم علي الغاء الحكم وشطبه من سوابق القضاء السوداني ( ممثلين في الاستاذ/ عبد اللطيف عمر، والاستاذة / اسماء محمود محمد طه ) وبذلك يكون هذا العمل ( من ضمن اعمال الواجب المباشر) مشي في اتجاه رفع الضرر عن كثير من المواطنين السودانيين من تبعات هذه السابقة..
    ارجو ان اكون قد اوضحت لك قدرا معقولا من فكرتي التي اردت توصيلها اليك بهذا الشكل المضغوط.
    مع وافر الاحترام.

                  

06-28-2014, 06:18 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: جمال المنصوري)

    الحمد لله رب العالمين أن بلغنا رمضان هذا العام
    نوينا صيامه وقيامه
    تقبل الله تعالى صيامنا وقيامنا وطاعاتنا
    وتقبل تعالى صيام وقيام وطاعات أحبابي شركاء ومتابعي هذا البوست وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
                  

06-29-2014, 07:40 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    رمضان كريم عزيزنا د. ياسر
    تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم وطاعاتكم
    Quote: لقد نقلت كلام الأخ خالد كما سمعه من بعض الأخوان في رفاعة، أرجو أن تتمكن أنت بطريقتك من التحقق من هذه الرواية، بحكم صلتك رفاعة وبحكم علاقاتك، ولماذا كانت الاستعانة بالسلاح الطبي في الأساس إلخ.. وتفيدنا، وتكون قد ساهمت في التوثيق.

    أصدقك القول
    إن إحضار ( إختصاصي تخدير ) لإجراءات تنفيذ الحكم على محكوم عليه بالإعدام قد أوجد في دواخلي تساؤلات كثيرة
    لن أستعجل الآن
    سوف أحاول حسب ما تفضلت بالطلب أن أتواصل مع الأخ د. محمد إبراهيم برعي ( الذي أجهل حالياً مكان عمله وإقامته ) وأرجو أن أتمكن من الوصول إليه
    كذلك سوف أتواصل مع مسؤولي إدارة السجون في تلك الفترة لمعرفة الإجراءات المتبعة عادة في مثل هذه الحالات .... هذه الجزئية ليس لدى فيها مشكلة كبيرة إذ أن مدير سجون العاصمة القومية في تلك الفترة هو أحد أقاربي

    عندما تكتمل المعلومات عندي أعدك ببذلها بأمانة وبصدق تام
                  

06-30-2014, 06:09 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    رمضان كريم حبيبنا المنصوري
    تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم وصالح الأعمال
    Quote: اخي / عاطف
    استوقفني هذا التعبير من مجمل ردودك علي اخونا الحبيب / ياسر الشريف، وكأنما انصب كل جهد الجمهوريون في تجريم النميري بتهمة القتل العمد، مع ان الجمهوريين لم يحملوا النميري من المسئولية الا القدر الذي يتطلبه مراعاة الشريعة ..
    عن هذا الأمر احببت اوضح لك فكرة بسيطة ولكنها اساسية في طريقة التفكير وفق الفكرة الجمهورية..
    يا صديقي..
    الفكرة الجمهورية عملت دوما وبصورة لا تعرف الملل ولا الكلل علي وضع الانسان من حيث هو انسان ، ولكن بصورة خاصة اهتمت بالانسان المسلم بحكم اوجود قواعد مشتركة، علي طريق سيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم) وهو طريق (الاستسلام لله) ظاهرا وباطنا او يمكنك ان تسميه الرضا بالله، علي قاعدة ان (الله سبحانه وتعالي خير محض)...( سبق وان اوردنا جزءا من كتابات الاستاذ/ محمود في هذا الشأن يرجي مراجعته في مكانه و حينه)..
    الامر الثاني: هو (لا فاعل لكبير الاشياء ولا لصغيرها الا الله) او بمعني ادق (ان هناك فاعل واحد حقيقي هو الله سبحانه وتعالي) وما (الأخر المباشر) الا اداة من ادوات الله واشياءه يفعل بها مايريد ...وما علي السالك في طريق محمد (صلي الله عليه وسلم) الا السعي الحثيث للوصول الي الرضا بقضاء الله وقدره، وان يكون علي قناعة تامة بان ما يريده الله له هو الخير بعينه، حتي وان التحف ثوب الشر.. {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
    وفق هذا النهج البداية تكون بمحاولة رؤية الفاعلين (المباشر والحقيقي) او يمكنك ان تقول مراعاة (الشريعة والحقيقة) ولكن علي المدي البعيد ولكي يكون الدين الخالص لله سبحانه وتعالي، يجب العمل علي التخلص من (الغير) الفاعل المباشر والتعامل المباشر مع الذات الالهية علي قاعدة (الرب والعبد)..هذا من حيث الحقيقة..
    هناك شيء لا يجب اغفاله، وهو (الشريعة) والشريعة مبحثها الاساسي ظاهر الأفعال والأقوال، وهي اشياء لا بد من نسبتها الي فاعل مادي (منظور) .. هذا كل ما في الأمر ..
    النميري، في الحقيقة لم يعمل شيئا من تلقاء نفسه، وانما الله هو الذي فعل (وما قتلوه يقينا ولكن شبه لهم) اما من ناحية الشريعة (الظاهر) هو مسئول عن هذه الفعلة مسئولية تامة ففي القانون هناك بما يسمي(الاداة) ففي محكمة الموضوع وجود اداة الجريمة ضمن معروضات الاتهام يعتبر جزء مهم جدا ، كذلك هناك المسئولية التضامنية او بمعني ادق المخطط والمنفذ (متضامنين) مسؤلين مسؤلية تامة عن الفعل( ده نموذج مادي للفاعلين الحقيقي والمباشر). ده الموضوع ببساطة..
    لم يهتم الجمهوريون كثيرا باتهام النميري او تبرئته، بقدر ما انصب عملهم علي الغاء الحكم وشطبه من سوابق القضاء السوداني ( ممثلين في الاستاذ/ عبد اللطيف عمر، والاستاذة / اسماء محمود محمد طه ) وبذلك يكون هذا العمل ( من ضمن اعمال الواجب المباشر) مشي في اتجاه رفع الضرر عن كثير من المواطنين السودانيين من تبعات هذه السابقة..
    ارجو ان اكون قد اوضحت لك قدرا معقولا من فكرتي التي اردت توصيلها اليك بهذا الشكل المضغوط.
    مع وافر الاحترام.

    مع شكري الجزيل
    فقد أحببت تأكيد أن الموضوع - أى موضوع - يكون أشمل ما يكون لو تم النظر إليه من مختلف الزوايا
    وفي زوايا النظر هذه يختلف الناس حسب تأهليهم وكسبهم
    ما نخطه الآن - مهما كان تقييمه - يأتي من زوايا معايشة مباشرة أو قريباً من المباشرة ...
    بالطبع أرجو أن يكون مفيداً
    أجيال اليوم من عاصروا الفترات التي نتحدث عنها يمكنهم تصويبنا أو تغليطنا
    غداً سوف يأتي جيل جديد ليس أمامه إلا المدون في الكتب أو في صفحات السايبر

    مثال الأستاذ عبدالله الفكي البشير حاضر أمامنا
    لم ير الأستاذ محمود محمد طه ، لكنه غاص في الكتب والمراجع والأوراق وأصدر كتاباً إعتبره الجمهوريون الكتاب المرجعي الأول عن سيرة الأستاذ محمود

    جدت في البوست معلومة أو قل رواية إهتم بها قطاع من الجمهوريين
    ربطتها ( ربطاً قانونياً ) بسابقة قانونية تدرس في كليات القانون
    تمنيت - ولا أزال - معرفة مدى تقييم القانونيين لصحة ربطي
    هنا يكون الأمر توثيقاً للتاريخ ....
    فـ ( نميري ) المعنى بـ ( العمد ) أو ( غير العمد ) هو في رحاب مليك مقتدر وهو خير العادلين


    والتحايا والمحبة
                  

06-30-2014, 04:02 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلامي للجميع
    ونسأل الله أن يجعل قدوم رمضان علينا وعليكم بالبركة والخير وعلى السودان كله.

    وشكرا يا عاطف على ما آليت على نفسك القيام به مساهمة في التوثيق.
    سأقوم بفتح بوست منفصل لكي يتمكن كل واحد لديه إفادة من وضعها في ذلك البوست وفي ذهني عزيزنا اللواء عمر علي حسن الذي كان قد وعد في بوست "في حكاياتنا مايو... جيل مايو... أو ( من زاوية أخرى )" أن يكتب شهادته للتاريخ.

    هذا الفيلم قام بإنتاجه مركز الأستاذ محمود وقد اشترك كثيرون في هذا المجهود.

    https://www.youtube.com/watch?v=i8eVOp33Wt4



    وهذا فيلم توثيقي آخر أنتجه المركز أيضا ولكنه مختصر. ربما يلاحظ المشاهد أن مولد الأستاذ قد ورد فيه على أنه في عام 1909 بخلاف التسجيل الموجود في الفيلم السابق وهو بصوت الأستاذ على أنه عام 1911، وكان ذلك بشكل تقريبي لأنه لم توجد شهادة ميلاد له.. التسجيل بصوت الأستاذ تم في وقت سابق [1972 تقريبا] ولكن حدث تصحيح له فيما من واحدة من كبار نساء حي الديم التي ذكرت أن مولد الأستاذ في نفس سنة مولد شخص آخر معروف وقد كانت لديه شاهدة ميلاد سنة 1909، ومن يومئذ حدث التصحيح
    الجزء الأول
    https://www.youtube.com/watch?v=qJ2uitwa3a4




    الجزء الثاني:

    https://www.youtube.com/watch?v=deuOYVq0KPI

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-30-2014, 04:09 PM)

                  

06-30-2014, 07:15 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ عاطف
    سلام وتحية
    فى تقديرى أن مفهوم الفداء فى قضية إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه يجب ألا ينظر إليه من منظور علاقة السببية ، بمعنى قدرة الفعل على إيقاف البلاء فى السودان . فمن الواضح أن بلاء الهوس الدينى ما زال مستمرا، ولقد خسر السودان منذ إنقلاب الجبهة القومية الاسلامية الكثير من الارواح البريئة والموارد الغنية بل فقد حتى حدوده التى ورثها بعد إستقلال البلاد.حديث الاستاذ محمود عن إفتداء الشيوخ وذهاب الطاعون وما إلى ذلك بعد الهجمة الشرسة التى اعقبت اعتراضه ومقاومته لقولنين سبتمبر 83، يمكن ان يدخل فى باب تهيئة من حوله للفداء الكبير.
    اما التساؤل الخاص حول ما اذا كان من معه على ايام المحنة قد وقفوا موقفه ربما كان من شأنه تغيير الاوضاع وبالتالى ازالة البلاء ، فلا اعتقد بصحته . ولكن يجب ان ينظر الى الامر وفق منظومة الاخلاق التى تقوم عليها الفكرة الجمهورية نفسها، بما فى ذلك مفهوم الحقيقة والشريعة. فالشهيد محمود كان قادرا على مواجهة الموت بشجاعة لايمانه العميق بأن الله وراء كل فعل ، ولذلك كان قادرا على الإبتسامة فى وجه المشنقة وفقا لقدارته العالية على التسامح. وهو شىء لا اعتقد انه كان متوفرا فيمن حوله ممن اتبعوا فكره مع كامل احترامى لخياراتهم.
    يمكن إجراء مقارنة بين إستشهاد محمود ومواجهة المسيح عليه السلام وإستعداده للفداء. لكن يهمنى هنا اكثر المفهوم المسيحى للفداء حيث يظهر قدرة المسيح على العفو والتسامح مع جلاديه رغم قسوتهم من ناحية، وبراءته من ناحية ثانية. الشائع بين المسيحيين أن المسيح كان قد صرخ قائلا بعد ان تمّ صلبه : سامحهم يا أبتى فهم يجهلون ما هم فاعلون.
    فى كلتا الحاتين فإن صرخة المسيح من ناحية ( حسب الإعتقاد المسيحى) ، وثبات محمود من ناحية ثانية تؤكدان ان الفداء قد تم تقبله من قبل الرجلين على إعتبار انه كان يمثل المشيئة الإلهية. ولكن يبقى ذلك جانب واحد من الحقيقة، اذ ان الجانب المهم هو المتعلق بمعنى الفداء نفسه.
    ولا يكتمل المعنى الآخر للفداء إلا برؤية كان قد قدمها الفيلسوف الالمانى فردريك نيتشة الذى رفض تسامح المسيح فى وجه قاتليه رغم قناعته بصحة موقف المسيح. كان نيتشة على قناعة بأن الإنسان هو من قتل الله وصلبه فى شخص المسيح حسب المعتقد المسيحى، ولكنه كان على دراية بأن عنف القربان نفسه قد إستهدف عودة النظام وإستمراره لان المقصود تخويف الناس وإبتزازهم، بينما البديل الذى قدمه المسيح هو محاولة تحويل القتلة الى متسامحين. نيتشة إذن كان يعتقد أن البشرية تمارس العنف فى الفداء كى تعييش وتحافظ على النظام الموجود ، وان التسامح فكرة غبر واقعية. وحتى يثبت فرضيته قام نيتشة بمقارنة صلب المسيح بالاساطير القديمة ليجد تشابها كبيرا. فقد كان الإله يقتل على يد قوم لا يوحّد بينهم شىء سوى العنف ثم يعقب القتل او الفداء البشع، النظام والاستقرار. الفرق بين صلب المسيح وقتل الالهة يكمن فى المعنى والتفسير. فمعنى الإستشهاد والفداء على سبيل المثال بين المسيح يختلف عما هو عليه عند ديونيزوس اله الخصوبة عند الاغريق . فى حالة ديونيزوس فإن إستمرار الحياة وتكرار ازدهارها يصحبه التدمير والمعاناة والابادة، بل إن إستمرار الحياة هو الذى يخلق التدمير ومعاناة البشرية وهو ملازم لها. وفى هذه الحالة فإن معاناة المسيح المتجسدة فى عذابه وهو على الصليب رغم براءته، تعتبر صيغة إحتجاج شديدة وبمثابة إدانة للحياة نفسها.

    ولذلك كان فردريك نيتشة يرى اننا امام بديلان ، فإما ان نعيش وفق اسطورة ديونيزوس التى تبرر العنف من اجل إستمرار الحياة حتى يسود السلام والنظام القائم، او نعيش حسب ما اوصانا المسيح الذى رفض فكرة تحقيق السلام بواسطة العنف لانه طرح بديلا آخر يتلخص فى تحقيق السلام عن طريق العفو والتسامح.
    إتساق ومصداقية نيتشة كفيلسوف تتضح فى كونه اختار الإنحياز لاسطورة ديونيزوس وعن وعى كامل ، بينما اختار الاخرون ، خاصة ممن يدعون التدين من اهل الاسلام السياسى ومن لف لفهم ممن اتبعوا اديانهم التى ورثوها عن آبائهم بالتقليد وليس بالعقل والتأمل، الادعاء الاخلاقى والتمسح بقيم العفو والتسامح بينما افعالهم تقول العكس ، لانها أفعال تنحاز بإستمرار إلى اسطورة ديونيزوس حيث تتم ممارسة العنف فى الفداء وبشكل وحشى قد طال حتى قتل المتظاهرين العزل تحت مسمى الجهاد للحفاظ على نظام ظالم وفاسد.
    الانحياز المعلن يعبر عن التواضع والشفافية بغض النظر عن الإتفاق او الاختلاف معه، لانه قابل للاخذ والرد والحوار العقلانى. ولكن الموقف الذى يقوم على انكار الحقائق والادعاءات الاخلاقية الكبيرة هو ما يخيف ويتهدد البلاد ومستقبل الاجيال.

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 07-01-2014, 04:06 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 07-01-2014, 04:19 PM)

                  

07-01-2014, 09:17 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: طلعت الطيب)

    رفض نيتشة للتسامح كفضيلة وهو رفض يتأسس على رفضه للعفو والتسامح المطلق والغير مشروط ولذلك رفض الإله الذى يمنح التسامح المطلق universal forgiveness ، بل انه يعتقد ان معظم المسيحيين (وربما الفرد المتدين بشكل عام من اصحاب الديانات الاخرى) يتفقون معه فى صحة كلامه لكنهم يكابرون فى اقوالهم بينما يظهر مدى إتفاقهم من خلال افعالهم . وهذه حقيقة حيث يتم شيطنة نيتشة فى المجتمعات المسيحية المتدينة بينما تؤيد الافعال اقواله بحذافيرها.
    كان الرجل يرى تاريخ البشرية قد بنى اصلا على التضحية والفداء وان (التضحية بالإنسان تعد من ضمن واجباتنا النبيلة من اجل استمرار الحياة) it was our “noble duty to sacrifice men
    وأضاف انه يتعين علينا ألا نكتفى بالتضحية بالإنسان بل بالإله نفسه !
    ربما كان نيتشة هنا يتحدث عن الافراد فى مستوى الشريعة او التقليد (فى الفكر الجمهورى) حيث لا يطيق الفرد مستوى الحقيقة المتمثل فى القدرة على اليقين بالله والتسامح المطلق.
    لكن على اية حال فإن العنف جزء من الحياة والتناقض الذى تحدث عنه نيتشة فى موقف المسيح وهو ينزف على الصليب والقائم على التسامح المطلق، فقد صوره كأنه احتجاج على ناموس الحياة وتاريخ البشرية القائم اصلا على العنف.
    فى المجتمعات التى تعيش فى ظل تعددية سياسية تفهم ذلك جيدا ولذلك تحاول ان توجه العنف من خلال دساتير تقوم على حماية الحريات الاساسية للانسان وتفهم ضرورة الردع والعقاب فى الجرائم الحقيقية والسلوك المنحرف من خلال الاهتمام والحرص بتنفيذ القانون ، حتى يمكن القول ان الديمقراطية تقوم على سيادة حكم القانون.
                  

07-02-2014, 11:40 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: طلعت الطيب)

    رمضان كريم عزيزنا طلعت
    شكري الجزيل للمداخلات الثرة

    سوف أعود بحول الله لها
    وهى عودة أرجوها قريبة جداً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de