الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عاطف عمر محمد صالح(عاطف عمر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2014, 03:38 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    تحياتي وسلامات عزيزنا طلعت
    رمضان كريم
    تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم والطاعات
    Quote: فى تقديرى أن مفهوم الفداء فى قضية إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه يجب ألا ينظر إليه من منظور علاقة السببية ، بمعنى قدرة الفعل على إيقاف البلاء فى السودان . فمن الواضح أن بلاء الهوس الدينى ما زال مستمرا، ولقد خسر السودان منذ إنقلاب الجبهة القومية الاسلامية الكثير من الارواح البريئة والموارد الغنية بل فقد حتى حدوده التى ورثها بعد إستقلال البلاد.حديث الاستاذ محمود عن إفتداء الشيوخ وذهاب الطاعون وما إلى ذلك بعد الهجمة الشرسة التى اعقبت اعتراضه ومقاومته لقولنين سبتمبر 83، يمكن ان يدخل فى باب تهيئة من حوله للفداء الكبير.

    هنا نختلف يا صديق
    فالذي أراه صدقاً هو أن ( مفهوم الفداء فى قضية إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه يجب أن ينظر إليه من منظور علاقة السببية ، بمعنى قدرة الفعل على إيقاف البلاء فى السودان )
    لقد أبنت في متن هذا البوست حيثيات هذا الزعم من ( القطعية ) الجازمة التي تميز بها الخطاب ( الجمهوري ) بصفة عامة وخطاب الأستاذ محمود محمد طه بصفة خاصة
    لذلك فإنني أرى في مثل قولك ( حديث الاستاذ محمود عن إفتداء الشيوخ وذهاب الطاعون وما إلى ذلك بعد الهجمة الشرسة التى اعقبت اعتراضه ومقاومته لقولنين سبتمبر 83، يمكن ان يدخل فى باب تهيئة من حوله للفداء الكبير ) هو في أجمل صوره محاولة ( إلتماس عذر ) لحقيقة أن الفداء بمعناه الذي رسمه ووضحه الأستاذ محمود لم يتم
    لقد أبنت في متن هذا البوست أيضاً أن الأستاذ محمود رجل ضليع في اللغة العربية ، دقيق العبارة وهو مع ذلك ( مهندس ) يحذق حرفة ( المعطيات والمطلوب إثباته ) لذلك قد جاء حديثه واضحاً لا مجال فيه لـ ( إلتماس عذر ) ... جاءنا مقدمات ونتائج
    تأمل ( القطعية ) التي يتحدث بها الأستاذ محمود عن الفكرة الجمهورية
    Quote: ( إنّ الفكرة الجمهورية ليست فكرة يمكن أن يُؤخَذَ ويُردّ فيها.. ذلك أنّها الدين لكونها دعوة لطريق محمد، كما هو مرادٌ من الله ومرضي، ونحن لا نجادل الناس إلاّ احتراماً لعقولهم، ريثما يعرفوها على حقيقتها، فيتركُوا الجدل، ويسلمُوا لها، فهي، هي أمر الله، وليست بنحت فكر، ولا بتوليد معاني، فهي ليست بفكرة شخص يناقشه فيها الناس، وإنّما هي دين الله، كما هو عنده، ولذلك فنحنُ نحيلُ النّاسَ على الطريق النبوي ليروا بأنفسِهم صحةَ ما ندعُو له، فهل ظلمناهم بدعوتهم لطريقة الطرق؟! )

    Quote: ( المسألة دي مش مسألة فكر، ولا مسألة تجديد.. مسألة أصيلة في آصل الأصول، وبل الحقيقة أنه دا مراد الله بالموضوع دا.. دا ما يرضي الله في الدين، أن ينشر على المستوى دا.. الكلام دا ما هو فكر، ولا هو قول بالرأي الفطير، ولا هو مجازفة بالرأي في غير علم.. دا أعلم العلوم، وآصل الأصول.. )

    Quote: ( نحن نحب أن نكون واضح.. أنه هذه الدعوة هي الحق، وما بعدها إلا الباطل.. وهي الدين، ليس هناك في الأرض دين غيرها.. فمن كانت تهمه نفسه، يجب أن يلزم غرزها (ومن يرغبُ عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه).. ونحن نعيذ إخوانّا في كل الجهات أن يهون عليهم أمر أنفسهم، أو أن يهون عليهم أمر دينن .. )

    هل تعتقد أن الأستاذ محمود قد ترك لنا مجالاً إلا أن نتعامل مع ( نصوصه ) بحرفيتها ؟؟؟
    لا أعتقد
    وفي ذلك فإنني أرى أننا بهذا نرد بعض البضاعة ( الجمهورية ) إلى أصدقائنا الجمهوريين ، فقد عشنا زماناً ولا نزال ونحن نرى أن أصدقاءنا الجمهورين ينعون على خصومهم ( التناقض ) البائن بين خطابهم وبين الواقع ....

    Quote: اما التساؤل الخاص حول ما اذا كان من معه على ايام المحنة قد وقفوا موقفه ربما كان من شأنه تغيير الاوضاع وبالتالى ازالة البلاء ، فلا اعتقد بصحته . ولكن يجب ان ينظر الى الامر وفق منظومة الاخلاق التى تقوم عليها الفكرة الجمهورية نفسها، بما فى ذلك مفهوم الحقيقة والشريعة. فالشهيد محمود كان قادرا على مواجهة الموت بشجاعة لايمانه العميق بأن الله وراء كل فعل ، ولذلك كان قادرا على الإبتسامة فى وجه المشنقة وفقا لقدارته العالية على التسامح. وهو شىء لا اعتقد انه كان متوفرا فيمن حوله ممن اتبعوا فكره مع كامل احترامى لخياراتهم.

    وأيضاً لقد أبنت في متنن هذا البوست أن ثبات الأستاذ محمود ( الأسطوري ) أمر ( متوقع ) عندي وهو كما أبنت أمر مرتبط بـ ( الشخصية ) وليس بالفكرة التي يعتنقها وأوردت أمثلة ود حبوبة وقادة الشيوعيين وصدام حسين وفي إتجاه مختلف أوردت مثل سيدنا عمار بن ياسر ....

    تكرار شكري
                  

07-04-2014, 11:03 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا عاطف
    وتحيات طيبات فى هذا الشهر الكريم

    جاء فى مداخلتك الاخيرة

    (وأيضاً لقد أبنت في متنن هذا البوست أن ثبات الأستاذ محمود ( الأسطوري ) أمر ( متوقع ) عندي وهو كما أبنت أمر مرتبط بـ ( الشخصية ) وليس بالفكرة التي يعتنقها وأوردت أمثلة ود حبوبة وقادة الشيوعيين وصدام حسين وفي إتجاه مختلف أوردت مثل سيدنا عمار بن ياسر ....)

    يخّيل لى مقارنة الفداء الذى تم فى حالات ود حبوبة وصدام حسين وقادة الشيوعيين مع الفداء الذى قدمه محمود محمد طه يمثل اضعف حلقات مداخلتك مع الاسف ذلك ان من قارنتهم جميعا كانوا قد مارسوا العنف بلا إستثناء، بينما الاستاذ محمود لم يمارس العنف قط فقد كان رجل سلام بإمتياز!
    لذلك فشلت مداخلتك فى مواجهة الحجة التى كنت قد ابرزتها هنا بعاليه والتى تفيد بأن الفداء الذى قدمه الشهيد محمود قد كان فى مواجهة طوفان التاريخ البشرى ، ذلك الطوفان الذى يتأسس على العنف.، ومن هنا يأتى الطابع البطولى للفداء وهى حقيقة ليست خافية عن ذهن الشهيد حيث كان منشوره الذى ادين بسببه مزيل بعبارة ( هذا او الطوفان)!
    اما بخصوص اصرارك على ما معناه ان الواقع قد كذّب نبوءة محمود فلا اعتقد بصحتها ايضا لان الشهيد كان يمتثل للمشيئة الإلهية ايا كانت وله احاديث حول المكر الالهى (الله خير الماكرين) وانه لايمكن التنبؤ على الاطلاق بتلك المشيئة . لذلك اعتقد بصحة ما طرحته وذلك بناءا على تفسير مواقف الدعوة من خلال نصوص الداعية إذ لا يمكن على الاطلاق فصل الدعوة عن الداعية كما تفضلت انت فى مداخلتك بعاليه.
    وعليه وكما ترى فإننى استند فى تحليلى على نصوص الفكرة الجمهورية فى فهم مواقف الشهيد محمود حتى لحظات إستشهاده الاخيرة وذلك بعكس محاولاتك فى الاستشهاد ببعض العبارات هنا وهناك واقوال بعض الجمهوريين.
    هذا لا يمنعنى طبعا من الاعتراف لك ولقارئاتك وقراءك بأن إستنتاجاتك تبدو صحيحة فعلا فى إستنادها الى تصريحات ومواقف بعض القيادات مثل الاخ دالى وآخرين الذين ربما ذهبوا حتى لرؤية إنقلاب مايو وكأنه من كرامات الله لقطع الطريق على ما عرف بالدستور الاسلامى الذى كانت تتآمر عليه جبهة الميثاق مع القوى الطائفية بنهاية الستينات!
                  

07-04-2014, 11:50 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: طلعت الطيب)

    مراحب عزيزنا طلعت
    Quote: يخّيل لى مقارنة الفداء الذى تم فى حالات ود حبوبة وصدام حسين وقادة الشيوعيين مع الفداء الذى قدمه محمود محمد طه يمثل اضعف حلقات مداخلتك مع الاسف ذلك ان من قارنتهم جميعا كانوا قد مارسوا العنف بلا إستثناء، بينما الاستاذ محمود لم يمارس العنف قط فقد كان رجل سلام بإمتياز!
    لذلك فشلت مداخلتك فى مواجهة الحجة التى كنت قد ابرزتها هنا بعاليه والتى تفيد بأن الفداء الذى قدمه الشهيد محمود قد كان فى مواجهة طوفان التاريخ البشرى ، ذلك الطوفان الذى يتأسس على العنف.، ومن هنا يأتى الطابع البطولى للفداء وهى حقيقة ليست خافية عن ذهن الشهيد حيث كان منشوره الذى ادين بسببه مزيل بعبارة ( هذا او الطوفان)!

    لم أقل أبداً أن ود حبوبة وصدام حسين وقادة الشيوعيين قد مارسوا فداء أو تم الزعم من أنصارهم بذلك
    كنا نتحدث عن شجاعة مواجهة الموت وعنه قلنا نصاً
    Quote: سوف أحصر تحليلي في ما هو متاح أمامي من حيث الشريعة الظاهرة
    الشريعة الظاهرة تقول - ورأيتك تتفق معنا - أن هؤلاء الأشخاص قد قابلوا الموت في شجاعة ظاهرة بائنة....
    أمر الحقيقية المتمثل في الدواخل يقيناً ورضاً بالله هذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى
    لذلك أرى الحديث عنها ربما يخص ( إعتقادكم ) في الفكرة الجمهورية ويخص إعتقادكم في الأستاذ محمود لكن لا يمكن بصورة من الصور أن تقدموه كدليل
    تعدد هذه النماذج
    الأستاذ محمود محمد طه
    عبدالقادر ود حبوبة .......................رغم ما أتانا به الأستاذ عبدالله عثمان
    صدام حسين ................................ رغم كل سوء يمكن أن يوصف به
    بابكر النور
    سيد قطب ...................................... الذي حدثنا عنه عزيزنا صلاح فقير ( المتابع لهذا البوست )

    أقول
    ورغم إختلاف المذاهب الفكرية لهذه النماذج إختلافاُ بائناً إلا أن المتفق عليه بينهم هو شجاعة مواجهة الموت
    إذاً ليس للمذاهب الفكرية علاقة بشجاعة مواجهة الموت ،
    وإن وجدت إختلافات ( وهى موجودة كما تفضلت ) فهى إختلاف في المقدار وليس إختلافاً في النوع .
    سيدنا عمار بن ياسر رضى الله عنه لم يصمد أمام التعذيب ( كما أنت عليم ) ولم يعتبر ذلك دليل ضعف في إيمانه
    إنما المعول الأساسي على كاريزمية الشخصية وخصائصها

    قال محاورنا يومها ( هو ان اولئك الابطال الثوار لم يكن لهم خيار سوي الموت، اما في حالة الاستاذ/ فقد كان هناك اكثر من خيار غير الاعدام، واختار الشهيد الاستشهاد.. ده بصورة مختصرة في امر المقارنة. )
    وكان ردنا عليه
    Quote: نعم كان أمام الأستاذ محمود خياران
    لكنهما ليس كما تظن

    كان الخيار الأول أمام الأستاذ محمود هو أن يثبت على دعوته ويموت مرة واحدة ويحفظ التاريخ ذكره

    وكان الخيار الثاني أمام الأستاذ محمود هو أن يتراجع عن دعوته ويموت في اليوم الواحد ألف مرة ذلاً وانكساراً أمام ( أبنائه وبناته الجمهوريين ) وأمام خصومه الفكريين ( الكثر ) ويصبح بذلك ( مسخرة ) التاريخ ..... هذا ليس خيار ( حياة ) يا منصوري هذا خيار موت متعدد


    والأستاذ محمود غض النظر عن الإتفاق أم الإختلاف معه فهو أذكى بكثير من أن يبيع عمره الذي مضى وسيرته التي سوف تظل بسبب أيام هو لا يعرف عددها خاصة وهو في السادسة والسبعين


    قدمت رؤيتي للأمر كما ظنه يومها الأستاذ محمود بالقول
    Quote: هو قد أنجز ما وعد ، ولكن لحكمة يعلمها الله تعالى فلم يتحقق ما كان يرجوه .... وأيضاً أجدني مضطراً لإعادة تحليلي السابق
    " لكن وقد جرت المقادير على النحو الذي جرت به فإن الأمر الراجح عندي أن ثقة الأستاذ محمود في نفسه لم تكن سوى تضخيم لمقامه الذي يظنه في نفسه Overestimation ، أو ( شطحة ) كما يسميه سادتنا المتصوفة ، وهو نفس التضخيم الذي إفترضه لنفسه عندما ( مارس فعلياً ) خصائص ( الأصيل الواحد ) الذي يحق له حصرياً في هذه الدورة من الحياة يحق له ( ترك التقليد ) .....
    لن ألتفت هنا لما قد يقوله لنا البعض أن الأستاذ قال " ما تقولو أنا الأصيل ، إنما أرجو ...... "
    " الأهم عندي أنه مارس صلاحيات ( الأصيل الواحد ) بترك التقليد أى بعبارة أدق فهو قد إفترض لنفسه هذا المقام الذي لم يتحقق على الأرض ... "
    وفي ظني أيضاً أن الطوفان المعني في النذارة ليس مقصوداً به ( الطوفان الذي لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة ) إنما المقصود به الطوفان الذي كان ( متوقع ) حدوثه حال كونه وتلاميذه يتقدمون للفداء ... وحيث أن الفداء في ( عضمه ) لم يتحقق فالطوفان الذي كان يأمل في حدوثه لم يتحقق .....


    في موضوع البوست الرئيسي ( الفداء ) لم يكن الإستشهاد بـ ( بعض العبارات هنا وهناك واقوال بعض الجمهوريين. ) إنما تم الإستشهاد بحديث الأستاذ محمود نفسه عن الفداء أو ما تم تسميته بـ ( حديث الفداء ) وعرض ذلك الحديث على الواقع الذي نعيشه لمعرفة مطابقته وفقاً للآلية التي حددها الحديث نفسه.

    ومع كل ذلك

    لن نملك - ولا يحق لنا - أن نمنع من أراد أن يعيش في هذا الوهم
    وفي ذات الوقت لا نستطيع أن نمنع أى فرد من رفض كل ما أتينا به

    فما نكتبه هنا سوف يظل محفوظاً لأجيال حالية وقادمة ربما وجدت فيه ما يفيدها

    أصدقك القول

    على المستوى الشخصي قد أفادني هذا البوست بما قد لا تتوقع

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 07-04-2014, 11:52 PM)

                  

07-06-2014, 02:00 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا عاطف وشكرا على التواصل
    اختلف معك فى معنى الطوفان المقصود حينما قلت ما يلى :
    (وفي ظني أيضاً أن الطوفان المعني في النذارة ليس مقصوداً به ( الطوفان الذي لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة ) إنما المقصود به الطوفان الذي كان ( متوقع ) حدوثه حال كونه وتلاميذه يتقدمون للفداء ... وحيث أن الفداء في ( عضمه ) لم يتحقق فالطوفان الذي كان يأمل في حدوثه لم يتحقق .....)

    اعود فى مداخلة اخرى للتعقيب ولكنى اكتفى هنا بإيراد المنشور للقراء

    ووفى ما يلى نصوص المنشور الذى كان مستند الاتهام الاول الذى حكم بموجبه على الاستاذ محمود محمد طه بالاعدام:-



    هذا أو الطوفان



    الأخوان الجمهوريون

    (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب)
    صــدق الله العظيم

    غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم ..
    وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..
    إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-
    1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..
    2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..
    3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء ‍‍ قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، ولمشكلة الشمال ، معا‍ ‍‍… أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، وأن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها .. وعلي الله قصد السبيل.


    أم درمان
    25 ديسمبر 1984م
    2 ربيع الثاني 1405هـ
    الأخـــــوان الجمهوريون
                  

07-06-2014, 04:59 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: طلعت الطيب)

    ( نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء ‍‍ قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، ولمشكلة الشمال ، معا‍ ‍‍… أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، وأن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها .. وعلي الله قصد السبيل).

    اعلاه اقتباس مما جاء فى المنشور الشهير (هذا او الطوفان)
    المتأمل فى الاقتباس والذى يمثل آخر فقرات المنشور سيدرك بما لا يدع مجالا للشك أن دلالات النص تشير الى ان الطوفان المقصود هو فوضى العنف (عبارات هوس دينى وفكر متخلف وفتنة دينية وحرب اهلية كلها تشير الى جوهر واحد هو العنف) وهو الشىء الذى حذر منه المنشور . من المعروف ان مفهوم الجهاد عند اهل الاسلام السياسى هو تقنين للعنف ومحاولة للدعوة اليه بعد احتكاره من خلال ربطه بالمقدس. ولذلك ظل الاصلاح الدينى الجمهورى يقوم على نبذ العنف ونسفه من اساسه الدينى بالقول ان الجهاد ليس اصلا فى الاسلام. إذن المنشور يأتى متسقا مع موقف الجمهوريين الخاص بنبذ العنف والاحتكام الى التربية والقانون وهم فى ذلك يعتقدون ان مشروعهم الاصلاحى هو مشروع تنويرى سيجد مكانه يوما ما فى قلوب وعقول الناس . وبغض النظر عن الاتفاق اوالاختلاف حول تفاصيل المشروع نفسه ، فإنه يجد كل التقدير والاحترام من العقلاء لانه مشروع ديمقراطى فى الاساس يسعى بين الناس بالحسنى.
    فى تقديرى ان الحزب الجمهورى كان يتشكل من قطبين يؤثر كل منهما على الآخر ، الاول كان هو الشهيد محمود المؤسس والمجتهد ، اما الثانى فهو المجتمع الجمهورى الصغيرcommunity الذى بدأ بأفراد ثم توسع نتيجة للمجهود التبشيرى الكبير الذى كان الحزب يقوم به خاصة فى اوساط الفئات المتعلمة من الجنسين، بمعنى أن الاستاذ كان لا ينفرد بالقرار لانه ظل يتأثر بمن حوله . شىء آخر مهم يمكن ملاحظته يتعلق بالجانب المعرفى للفكرة نفسها حيث نشأت على قاعدة متصالحة مع الحداثة وقيمها المتمثلة فى الديمقراطية، حقوق المرأة والاقليات الخ ، وقاعدة اخرى تأثرت بالموروث الصوفى حيث مثل كتاب الطبقات لود ضيف الله مرجع اساسى بما يحتوى عليه من قصص الخوارق والكرامات.
    اعتقد يا استاذ عاطف ان الظن بحدوث معجزة ما قبيل الاعدام كان يجىء من افراد المجتمع الجمهورى الذى تشبع الكثير منهم او منهن بثقافة الخوارق والكرامات ومن هنا اتفق معك فى ملاحظاتك . اما فيما يختص بما كان يدور بذهن الشهيد فلا اعتقد بذلك، لانه كان قد صرح بأن (الامر سيتم)، اى ان الاعدام واقع لا محالة. حديثه حول الفداء كان موجه الى المجتمع الذى تسوده ثقافة الخوارق وكرامات الشيوخ بنفس القدر الذى تسوده عقلانية الحداثة من تسامح وتعايس سلمى بين الاديان والثقافات وضرورة صيانة الحريات وسيادة حكم القانون. ولذلك لم يكن امامه غير توظيف لغة الفداء لانها اللغة الوحيدة التى يمكن مخاطبة المجتمع الجمهورى بها وإقناعهم بتقبل الامر الواقع ( حتى يفعل الله امرا كان مقضيا). ازعم ان إستنتاجاتى هى الاقرب الى الصواب لانها تاتى على ضوء فهمى للمنظومة الفكرية التى تشكل الفكر الجمهورى فى إطار استيعاب المواقف الخاصة بالشهيد حتى لحظات اعدامه وتلك المتعلقة بالافراد المنتمين للمجتمع الجمهورى فى ذلك الوقت.
    الفداء redemption فعل خاص بشراء شىء بغرض إسترجاعه أو دفع ثمن ما من اجل استرجاع شىء ما . فى الماضى كان الفداء يعنى الفعل الخاص بشراء العبيد ، وحينما جاءت المسيحية صار الفداء يعنى شراء المؤمنين من عبودية الشهوة والخطيئة وهى من مآلات تضحية السيد المسيح بنفسه على الصليب.
    لكن فى النهاية تبقى قضية التضحية والفداء مرتبطة بخلفيتنا الفكرية والثقافية وهى تتعدد . فهناك من يفهمها على طريقة الخوارق والكرامات ويجد فى سقوط نظام نميرى على سبيل المثال فى نفس العام بعد اشهر قليلة من الاعدام دليل يمكن ان يكون بمثابة إحدى كرامات الرجل.
    شخصيا كما سبق ان كتبت، فإن المسألة برمتها ترتبط بمعنى التضحية والفداء ومدى فهمنا لها، وان الاتساق والمصداقية عند الشهيد محمود قد أكدتها ورسختها حادثة استشهاده، والاهم من كل ذلك كان يتمثل فى الطابع البطولى للإستشهاد حينما وقف الرجل فى وجه العنف فى اوقات عصيبة انهار فيها حتى القضاء المستقل واصبح اداة بيد طوفان العنف . ذلك أن جرثومة العنف هى السم التى حقنت بها شرايين التاريخ (فيما لو استعرنا تعبير الراحل الطيب صالح).
    الاسلام السياسى هو من حقن شرايين تاريخنا الحديث بجرثومة العنف.

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 07-06-2014, 05:12 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 07-06-2014, 05:25 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 07-06-2014, 07:36 PM)

                  

07-12-2014, 06:40 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: طلعت الطيب)

    سلام للجميع
    أريد اليوم رفع هذا البوست بمقال الدكتور حيدر ابراهيم، ودكتور خالد التيجاني، وقد يبدو ان المقالين لا علاقة لهما بموضوع البوست. العلاقة هي أن ما يبدو صمتا وانزواء من الجمهوريين هو في حقيقة الأمر إعطاء فرصة لظهور الفكرة الجمهورية بظهور ضدها، وكما قيل "وبضدها تتميز الأشياء". هذا فضلا عن أن فريقا من الجمهوريين تمكنوا بفضل الله من تأسيس موقع الفكرة الجمهورية في شبكة الانترنيت، وهذا يعطي الفرصة لمئات إن لم نقل آلاف المهتمين للاطلاع عليها، وبخاصة على خلفية فشل أهل الفكر الديني السلفي، وعلى رأسهم الاخوان المسلمون في كل مشروعاتهم خاصة ما سمي بالمشروع الحضاري في السودان، فإلى المقالين.
    هذا اولا مقال الدكتور حيدر

    Quote: السودان..ربع قرن خارج التاريخ
    السودان..ربع قرن خارج التاريخ


    07-10-2014 03:37 AM
    حيدر ابراهيم علي

    جاء إنقلاب الإسلاميين السودانيين في 30/6/1989، في اللحظة التاريخية الخاطئة تماماً. فقد كانت البشرية تدشن عصراً خالياً من النظم الشمولية، والديكتاتوريات، وتزامن الإنقلاب مع سقوط نظم الحزب الواحد في الكتلة الشرقية وانهيار حائط برلين، وما يحمل ذلك من رمزية. وأجمع المجتمع الدولي على إدانة الاستيلاء على السلطة بالقوة بخاصة أنه قام ضد نظام ديموقراطي منتخب.

    لكن الإنقلاب الجديد قدم مبرراته للخروج من المأزق. فقد قدم نفسه، بعد فترة تقية قصيرة، مشروعاً حضارياً إسلامياً في القرن العشرين ولديه أجوبة جديدة وأصيلة معاً عن الأسئلة التي عجزت الحضارة الغربية عن مواجهتها رغم تقدمها المادي. وكانت مرجعيته كتابات الشيخ حسن الترابي في التجديد الديني، والتي عالجت قضايا الديموقراطية والشورى والمرأة والأقليات من غير المسلمين والفنون...الخ. وبهذا حاول الإنقلابيون رفض تصنيفهم كنظام عسكري، وبشروا بعودة الإسلام الأول، وبأن يكون مسرح تجربتهم العالم وليس السودان فقط. وهذا سبب محاولة الترابي تأسيس أممية إسلامية تحت مسمى «المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي» مطلع 1991. وكان من أسباب استمرارية النظام الوليد، السند الخارجي القوي الذي منحته الحركة الإسلامية العالمية لإخوان الخرطوم، بخاصة في مجالي الإعلام والمال.

    لكن التحدي الأول الذي واجه النظام الإسلاموي هو: هل يستطيع الإسلامويون وقد وصلوا الى السلطة أن يحكموا ديموقراطياً؟ فالتجربة السودانية كشفت عن فقر الفكر السياسي الإسلامي المعاصر الذي خلت أدبياته من أي مساهمة فكرية قد تساعد النظام الجديد. واضطر الإسلامويون في بحثهم عن النظام المناسب إلى التجربة والخطأ، بدءاً بالمؤتمرات الشعبية على الطريقة الليبية وصولاً الى تعددية حزبية يضبطها جهاز الأمن. وقد أدخلوا أثناء بحثهم عن نظام سياسي خاص نموذجاً للفاشية الدينية كانت غريبة على الواقع تمثلت في بيوت الأشباح وممارسة التعذيب مما لم يعرفه السودانيون حتى في أشد مراحل صراعهم السياسي. وأصبح جهاز الأمن الحاكم الفعلي وليس المساعد للدولة، فقد منح صلاحيات مطلقة تعطيه حق تعطيل دستور النظام نفسه. وكانت تجربة الإسلامويين الأمنية خلال ربع قرن بعيدة من الأخلاق السودانية والقيم الإسلامية. ولذلك وجدت الرفض والإدانة باستمرار.

    لكن النظام الفاقد الشرعية يصر اليوم على الجلوس على الرماح نفسها التي أوصلته الى السلطة قبل 25 عاماً. وقد سببت تجربة الحكم الإسلامي في السودان حرجاً بالغاً للحركات الإسلامية في البلدان المجاورة بعد «الربيع» العربي. وكان الإخوان المسلمون في مصر وحزب النهضة التونسي يرفضان أي مقارنة مع النموذج السوداني. ويتجلى فشل الإسلامويين في حكم السودان في الانشقاقات التي ضربت الحركة الإسلامية. كما يظهر في المراجعات التي طاولت كل ثوابتهم. وتموج الحركة الإسلاموية الآن بعدد من الأجنحة وأصحاب المذكرات والكتّاب الأفراد ذوي الانتماء الإسلامي السابق. وقد وصل الأمر ببعض العناصر التاريخية في الحركة أن كتبوا عن زملائهم: «إنهم يسيئون للإسلام باسم الإسلام». ويعيش الإسلامويون السودانيون، في السلطة وخارجها، دوامة تيه وحيرة فكرية وأخلاقية أيضاً، لا يحسدون عليها. فقد رأوا «الطوبى» الإسلامية التي وعدوا بها، تقدم نموذجاً للفساد الشرعي الذي لا يواجهه عقاب قانوني أو رادع أخلاقي أو ديني.

    ويتهرب دعاة الدولة الإسلامية من الإعتراف بالفشل، ويرددون قولاً ساذجاً: «هذا ليس الإسلام الصحيح!». وهنا لا بد من أن يسألهم الفطن: «لماذا ضنّ علينا الإسلامويون بالإسلام الصحيح ولم يجربوه فينا، وهل يخزنونه لزمن قادم؟». وكان الفشل الآخر للحكم الإسلاموي في تعاملهم مع غير المسلمين في الدولة الإسلامية. فكان اختبار معالجة قضية جنوب السودان فرصة لتقديم نموذج لكيفية التعامل مع الآخر المختلف دينياً. فهل تستطيع الدولة الاسلامية منح غير المسلمين حق المواطنة الكاملة أم تصر على تمييزهم حسب العقيدة الدينية؟

    كانت «الجبهة الإسلامية القومية» (اسم الإخوان في السودان) قبل استيلائها على السلطة، تقدم في برامجها الانتخابية وعوداً وردية لمعاملة الجنوبيين حين تحكم. ولكن قبل أن يكمل الإسلامويون عامهم الأول في السلطة، أعلنوا الجهاد المقدس على الجنوبيين، وصرنا نرى «عُرس الشهيد» ونسمع بتزويج «شهداء» الجنوب ببنات الحور في الجنة. وبعد كل التضحيات والفقد من الجانبين، قرر الإسلامويون فصل الجنوب لأنه يقف عقبة في سبيل سودان «نقي إسلامياً»، كما صرح الرئيس البشير بعيد إعلان الإنفصال. وهكذا تسبب الإسلامويون في تقسيم السودان وتحقيق الحلم الاستعماري والصهيوني التاريخي لأنه حين اصطدمت العقيدة الدينية، وفق فهمهم، بحقوق المواطنة لم يتعبوا أنفسهم بأي اجتهاد فقهي بل قرروا الحل الأسهل: فصل الجنوب. وفي هذا درس لكل الدول العربية ذات الإقليات غير المسلمة، بأن الإسلام السياسي ليست لديه أية رؤية لاستيعاب غير المسلمين كمواطنين كاملي الحقوق داخل دولتهم الموعودة.

    ويعتبر الاقتصاد المظهر الثالث لفشل المشروع الإسلامي. فقد ثبت أن ما سمي بـ «الاقتصاد الإسلامي» مجرد شعار فارغ ليس لديه أي مضمون اجتماعي، وليس نظاماً ااقتصادياً اشتراكياً ولا رأسمالياً ولا خليطاً. وعلى رغم أن رائد فكرة الاقتصاد الإسلامي، الدكتور النجار، أنكر الفكرة، أصر الإنقلابيون على أنهم يطبقون اقتصاداً إسلامياً. وكل ما في الأمر منع التعامل الربوي الصريح وإلباسه أقنعة دينية تستخدم الحيل الفقهية لتمرير القروض والمعاملات الربوية. لقد اقتصر اقتصادهم الإسلامي على المضاربات المالية والعقارية وبيع الأراضي. ولا يسمح المجال بتفاصيل الأداء الاقتصادي، ويكفي أن البلد الذي كان مرشحاً ليكون سلة غذاء المنطقة باتت تضربه المجاعات موسمياً وصار متلقياً ثابتاً للمعونات الغذائية من منظمة الغذاء العالمي ومن الشيطان الأكبر- الولايات المتحدة.

    والغريب أن قيم الانتاج والعدالة الاجتماعية غابت عن تجربة الاقتصاد الإسلامي في السودان. وعانت كل محاولات المشاريع الكبرى الفشل بسبب انتشار الفساد والتسيب في التعامل مع المال العام الذي يعتبرونه مال الله، وهم يحكمون باسمه تعالى، فغابت المحاسبة والمراقبة وضاعت مليارات الجنيهات في مشروعي «النفرة الزراعية» ثم «الثورة الزراعية» ولم يحاسب أحد.

    ومن القضايا الاجتماعية المهمة التي فشلت دولة المشروع الحضاري في التعامل معها، على رغم الحديث الكثير والمنمق عنها، قضية المرأة. فقد فرض النظام الحجاب بطريقة ناعمة، إذ لم يصدر قراراً أو قانوناً بفرضه، ولكن لا يتم توظيف غير المحجبات في الوظائف العامة مثلاً! ومن أخطر مظاهر اضطهاد الإسلامويين للمرأة سن قانون «النظام العام» والذي يسمح بالجلد علناً بسبب الملابس والزي. ويستخدم النظام ديكور وجود نساء في البرلمان والوزارة، هن أكثر رجعية ومحافظة من أغلب الرجال المتعصبين. ويكفي أن الاكثرية من المؤيدات المتحمسات لتعدد الزوجات! لقد عانى الشعب السوداني كثيراً تحت الحكم الإسلاموي وصار المرء يتساءل فلسفياً: هل الإنسان السوداني حيّ أم موجود؟ فقد تعمد النظام حيونة الواقع لمنع الوعي والمعارضة. وصار المواطن يلهث طوال يومه من أجل لقمة عيش صارت صعبة ومغموسة بكثير من المذلة والشقاء.

    وفي النهاية لا يجد الإنسان السوداني فراغاً لقراءة صحيفة أو مشاهدة التلفزيون. لقد افتدى الشعب السوداني الشعوب العربية، لكن الغريب أن بعض هذه الشعوب لا يزال يصر على أن يجرب، ومن جرب المجرب حلت عليه الندامة.


    * كاتب سوداني
    دار الحياة


    تعليقات 13 | إهداء 0 | زيارات 3643


    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-155891.htm

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 07-12-2014, 06:45 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 07-12-2014, 06:56 PM)

                  

07-12-2014, 06:47 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    الدكتور خالد التيجاني النور من قيادات حركة الاخوان المسلمين المعروفين.

    Quote:
    الأخبار
    أخبار إقليمية
    بالمناسبة أين "المشروع الحضاري"؟




    07-10-2014 02:56 AM
    خالد التجاني النور

    لا شئ أكثر إثارة للحيرة والاستغراب من أن تعمد "ثورة الإنقاذ" لتناسي الاحتفاء بعيدها الفضي وتجنب التذكير به, على أية حال شكراً لمن يهمهم الأمر فالرسالة وصلت واضحة للجميع ف"الصمت سيّد الأدلة", فقد كفونا مؤونة أن ننفق جهداً في تتبع سيرة خمس وعشرين عاماً لتقييم مردود "المشروع السلطوي" للحركة الإسلامية السودانية على البلاد والعباد التي استلبت الحكم في خواتيم ثمانيات القرن الماضي لتنهي النظام الديمقراطي الثالث الذي تبوأت فيه موقعاً متقدماً بين الأحزاب الكبرى على الرغم من أنها نجت بأيام قلائل من أن تضبطها الانتفاضية الشعبية متلبسة بالتحالف مع نظام شمولي آخر منحها قبلة الحياة حين انقلب عليها وزجّ قادتها في السجون في لحظاته الأخيرة.

    شكراً لهم لأن جعلوا من ذكرى اليوبيل الفضي لثورة "المشروع الحضاري" يمر خامل الذكر وكأن شيئاً ذا بال لم يحدث فيه يستحق الاحتفاء به باعتراف أصحابه المنصرفين عنه, وذكرى مثل هذه برمزيتها ما علمنا أن نظاماً, مهما كانت مصدر شرعيته, مرت عليه مثل هذه السنوات وهو في دست الحكم يتجاهل مجرد الإشارة إليها والاحتفاء بها وكأنه يهرب من تاريخ لا يريد أن يتذكره, ويفترض أن ذلك كافياً لأن يجعل الناس ينسوه, وهيهات.

    أليس مثيراً للسخرية أن "الحركة الإسلامية" التي جاءت إلى السلطة تغلّباً بالقوة بإدعاء عريض شعاره "المشروع الحضاري"لا تجد واحداً من منظريها ومفكريها يجرؤ على كتابة سطر واحد تمجيداً وتبييناً لهذا"البعث الحضاري" الذي أنتجته بعد مسيرة ربع قرن في الحكم,ما لهم يتوارون خجلاً ولسان حالهم يقول: ليس لنا ما نقول فالواقع شاهد وأبلغ من أية محاولة لتزيين ما لا يمكن تزيينه. والدليل أن من يعيد قراءة البيان التي سوّغت به مبررات الانقلاب على مشروعية دستورية كانت جزءاً منها يحار إن كان كُتب قبل ربع قرن أم هو حيثيات لواقع اليوم المعاش.

    الذين آثروا التشاغل عن الاحتفال الواجب ب 30 يونيو أرادوا قطيعة مع "الشرعية الانقلابية" والبحث عن "شرعية مدنية" بديلة حاولوا أن يؤرخوا لها ب"اتفاقية السلام الشامل" لولا أن جاءت نهايتها المفزعة التي مزّقت البلاد لتصبح أسوأ دلالة على "مردود" المشروع السلطوي للحركة الإسلامية التي كان الحفاظ على وحدة البلد في وجه الخطر الذي كانت تمثله الحركة الشعبية أحد أهم مبررّات استلابها للحكم من نظام منتخب شعبياً.

    والخطاب موجه ل"الحركيين الإسلاميين" بمللهم ونحلهم المختلفة المنقسمة على نفسها لأن النظام هو صنيعة مشروع "الحركة الإسلامية" الذي عكفت عليه سنيناً عدداً وتعهدته بالميلاد والرعاية, وإن استمد شرعية الأمر الواقع من قوة المؤسسة العسكرية, فالانقلاب نفسه كان بدعاً ممن سبقه دبره ونفذّه التنظيم بقوته المدنية المسلحة ووفرّ لها غطاءاً عسكرياً من خاصة منسوبيه من النظاميين, والأمر كذلك فهو ليس تحالفاً بين تنظيم انقلابي وعسكريين مغامرين, نحو ما ما عُرف عن سيرة النظامين العسكريين السابقين, بل هو"نظام خالص" للحركة الإسلامية وهي التي تحكمّتفي كل مساراته من التدبير الكامل للإنقلاب إلى النشأة الأولى وتأسيس قواعد بنائه على أيدي أبنائها, وبالتالي تتحمل المسؤولية الكاملة عن مآلاته.

    ما أهمية هذا الكلام؟. تأتي ضرورته لتحرير نسبة النظام للمشروع السياسي الذي أنتجه, صحيح أن نظام الإنقاذ أحذ منحى أنظمة العسكريتاريا الشمولية التي يعج بها العالم الثالث, ولكن ذلك لن يجعل منه نظاماً عسكرياً تقليدياً بالمعنى المتعارف عليه تصح احتكار نسبته للمؤسسة العسكرية, ولذلك فإن المرجعية التي يجب اعتمادها لتقييم التجربة هو "مشروع الحركة الإسلامية السياسي" لا يغني من الحق شيئاً أن قادت التقلبّات التي شهدتها مسار الأحداث لاحقاً لتنتهي بالسلطة محتكرة في أيدي قيادة عسكرية غالبة على مدنيي الحركة التابعين, فهذه نتيجة, وليست سبباً. نتيجة فكرة الحركة المؤسسة ل"العقلية الشمولية"ومنهجها الذرائعي, فليس من المنطق ان تتوسل للوصول إلى السلطة بالبندقية ثم لا ترتضي الاحتكام لمنطقها.
    ومناسبة هذا الحديث أنالكثير من "الحركيين الإسلاميين" باتوايتبرأوون من النظام القائم بدعوى أنه لا يمثل الحركة الإسلامية, ويدفعون بأن الحركة الإسلامية لم تحكم, وإن حكم البعض بإسمها, ويذهب البعض إلى حد اتهام قادتها باختطافها منذ وقت مبكر وتجييرها لصالح مشاريعهم السلطوية الخاصة, وكل تلك مجرد حيل للتنصل من تحمل تبعات "مشروع الحركة الإسلامية" التي صنعتها طبيعته "الاستبدادية".

    [email protected]





    25 | 1 | 5728



    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-155966.htm
                  

07-12-2014, 08:48 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)

    تحياتي وسلامات عزيزنا الحبيب د. ياسر الشريف
    والشكر أجزله على رفع البوست

    أقوم حالياً بتجهيزات سفر متوقع خلال الأيام القادمة .....
    لا أدري ظروفي أثناءه
    لكنني سوف أحاول جاهداً أن أمر على الموقع عموماً وعلى البوست على وجه الخصوص
    لذلك - وأنت شريك أصيل الشراكة في البوست - أرجو أن تتولاه بالرعاية

    تحياتي مجدداً لك
    ولكل الأحباب الشركاء والمتداخلين
    وتحياتي لمتابعي البوست

    دعواتكم
                  

07-13-2014, 12:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    سلام يا أخي العزيز عاطف
    وأرجو لك وقتا طيبا وسفرا مريحا

    أرجو أن تسمح لي بوضع مقال عبد الرحمن الراشد وسأوضح علاقته بهذا البوست. العلاقة هي أن واقع المسلمين يرتفع كل يوم جديد نحو الفكرة الجمهورية التي تحدثت عن أن "الجهاد ليس أصلا في الإسلام" وقام المكاشفي طه الكباشي بالسخرية من هذا القول. "هذا.. أو الطوفان" قائمة الآن في حق المسلمين المهددين من داعش بصورة فاقت ما فعلته "القاعدة" بمراحل.. لا يكفي المسلمين أن يزعموا بأنهم معتدلون وليسوا متطرفين. لا بد من مواجهة الأمر في جذوره. وعندئذ ستبرز مقولات الفكر الجمهوري كمخرج من التناقض والأزمة.
    ياسر

    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-156330.htm
    Quote: «داعش» ليست بالخبر السيئ!



    07-13-2014 09:46 AM
    عبدالرحمن الراشد

    الخبر السيئ ظهور «داعش»، والخبر الجيد أيضا ظهور «داعش». فكروا في المحنة الحالية من زاوية مختلفة، ربما ظهور جماعة «داعش» ليس بالتطور السيئ، كما نتصوره إذا وضعناه في المفهوم الأشمل لواقع المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع. جاء التنظيم الجديد، الأكثر تطرفا ووحشية من «القاعدة»، لينقذ المسلمين قبل نهاية اللعبة. فهو يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وينهي حالتين خطيرتين في الفكر المعاصر بمنطقتنا، اللامبالاة والانتهازية السياسية.
    بظهور الاكتساح المثير لمقاتلي «داعش» في سوريا والعراق واليمن واستهداف حدود تركيا والأردن والسعودية، دقت أجراس الخطر في أنحاء العالم، لأول مرة منذ نهاية مرحلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). استيقظت القوى الحكومية والمدنية المختلفة من سباتها على أنباء الانتصارات المتتالية لتنظيمات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» و«القاعدة في جزيرة العرب». وعمت حالة الاستنفار كل مكان، لأن الجميع شاهد أنه لم يعد هناك أمر مستحيل أمام هذا الإعصار الكاسح، شاهدوا كيف تسقط مدينة الموصل الكبيرة في غضون ساعات، وكيف يهز الناس من على المنبر رجل مجهول أعلن تتويج نفسه خليفة على مليار مسلم، متحديا كل الأنظمة في المنطقة!
    شكرا «داعش»، شكرا «جبهة النصرة»، شكرا يا «قاعدة»، التنظيم العجوز. لقد أيقظتم البيروقراطيين النائمين، وفضحتم الخلايا المتطرفة المتربصة المختبئة، وحسمتم الصراع بين فسطاطين من المسلمين، المتطرفين وغير المتطرفين. وصار أكثر المتضررين من انتصارات أبو بكر البغدادي الخليفة المزعوم، والجولاني الخليفة المنافس المزعوم، أولئك الذين يسعون للتغيير والاستيلاء على المجتمع من خلال العمل تحت الأرض. «داعش» فضحت الدواعش، الذين يسيرون بيننا متأنقين لغويا، يتحدثون عن الحريات والديمقراطية، وهم في أصل خطابهم لا يقلون فاشية وتكفيرا وتطرفا دينيا!
    إن نجاح «داعش» السريع، هو مثل انتصار الإخوان المسلمين بمصر في الانتخابات، واستعجال زعيمهم حكم العالم مثل تعجل الرئيس الإخواني محمد مرسي الهيمنة على كل الدولة وإقصاء الجميع. وكما دفعت أفعال «الإخوان» السيئة ملايين المصريين للمطالبة بعزلهم، ملايين المسلمين اليوم يطلبون النجدة من «داعش» وأخواتها.
    تغيرت مواقف المثقفين العرب والمسلمين الآخرين، الذين كانوا مستعدين للتعايش مع المتطرفين، ممن جرفهم مد الرأي العام المزور الذي يتم تصنيعه عبر مجاميع احتسابية إعلامية واجتماعية. الغالبية اليوم تدرك حجم الخطر، وفي خوف من غول «داعش» الذي انتشرت فيديوهات نشاطاته الترفيهية، من الذبح والسبي والتدمير.
    «داعش» أخافت الانتهازيين، من السياسيين والحكوميين. وجدوا أن هذا الغول أكبر من أن يركبوه، وإن حاولوا فسيقضي عليهم. وجدوا أن الرأي العام أيضا ينقلب ضد متطرفي الدين، ولم يعد أمامهم من خيار سوى الاصطفاف ضد هذه الحركات التدميرية. انتهازية السياسيين، الذين ينافقون تيار المتطرفين إرضاء لجمهوره، أو طمعا في تأييده، هي من أسباب شيوع الفكر ومنحه الشرعية، ومن ثم تمدده وتغوله، في وقت تحتاج الدول إلى التطور المدني، على المستويين المجتمعي والمؤسسي.
    الخلاصة أن «داعش» نمت، لأن الكثير من حكومات العالم نامت، بعد أن قلصت نشاطاتها، معتقدة أنها كسبت الحرب على الإرهاب، حتى أيقظت كوابيس انتصارات المتطرفين الحكومات والقوى المدنية المختلفة. لولا «داعش» ربما كنا سنموت مثل الضفادع، التي تطبخ حية في قدر على نار هادئة، لا تحس بحرارتها إلا بعد أن تكون على وشك الهلاك. مواجهة «داعش» ليست بمحاربتها في الأنبار العراقية، أو دير الزور السورية، أو الجوف اليمنية، بل أولا في الداخل، سواء في الدول الإسلامية، أو في الدول التي وصلها الفكر المتطرف إلى الأقليات المسلمة من الصين إلى أوروبا.


    [email protected]
    القدس العربي


    تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 2015

                  

07-19-2014, 05:36 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)

    وبعد

    هذا بوست قصدنا منه أن نرمي حجراً في مياه ساكنة
    أن نعين أصدقاء وأحباب وآخرين سادرين في وهم صنعوه وظلوا له عاكفين
    أن نقرأ لهم الواقع كما هو لا كما تشتهي رغائبهم
    ومع إمتداد هذا البوست ومع فصاحة وتمكن محاورينا لم أجد دحضاً لفكرة البوست الرئيسة

    أشكر للحبيب د. ياسر الشريف شراكته لنا للبوست وإتيناه بمواد جيدة
    وصدقاً رأيت في كل مادة أتى بها صديقنا ياسر تعضيداً لرؤية البوست وتثبيتاً لها


    فباختصار أرجوه غير مخل فالمعادلة بسيطة بساطة مذهلة

    كلما ساء الواقع كل تأكد ( وهم ) نظرية الفداء......

    المنطق البسيط يقول أن الناس لا تقدم نفسها فداء ليأتي الأسوأ ......
    ( يتم الرجوع هنا للحيثيات الذي ذكرها الأستاذ محمود في حديث الفداء ... فداء ... نتيجته - الفورية - إنتهاء الوباء )
    وفي كل ذلك أردنا أن نقول لأصدقائنا الجمهوريين أعيدوا قراءة ( مسلماتكم )

    كذلك
    أشكر كل من تداخل معنا وكل من عبر البوست قراءة
    وأشكر الأصدقاء من زاوية الفيسبوك


    ثم
    في أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار
    أترحم صادق النية لأحباب إنتقلوا لدار الرحمة
    لهم أرجو مغفرة المولى الكريم وتجاوزه وإحسانه

    لقمان الأمين عبدالغفار
    متوكل مصطفى الحسن
    بشير بكار

    ___________

    ربما أعود بحول الله لو تفر لي وقت ووجدت أمراً يوجب على بعض توضيح


    في أمان الله

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 07-19-2014, 08:56 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de