|
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)
|
تحياتي وسلامات عزيزنا طلعت رمضان كريم تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم والطاعات
Quote: فى تقديرى أن مفهوم الفداء فى قضية إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه يجب ألا ينظر إليه من منظور علاقة السببية ، بمعنى قدرة الفعل على إيقاف البلاء فى السودان . فمن الواضح أن بلاء الهوس الدينى ما زال مستمرا، ولقد خسر السودان منذ إنقلاب الجبهة القومية الاسلامية الكثير من الارواح البريئة والموارد الغنية بل فقد حتى حدوده التى ورثها بعد إستقلال البلاد.حديث الاستاذ محمود عن إفتداء الشيوخ وذهاب الطاعون وما إلى ذلك بعد الهجمة الشرسة التى اعقبت اعتراضه ومقاومته لقولنين سبتمبر 83، يمكن ان يدخل فى باب تهيئة من حوله للفداء الكبير. |
هنا نختلف يا صديق فالذي أراه صدقاً هو أن ( مفهوم الفداء فى قضية إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه يجب أن ينظر إليه من منظور علاقة السببية ، بمعنى قدرة الفعل على إيقاف البلاء فى السودان ) لقد أبنت في متن هذا البوست حيثيات هذا الزعم من ( القطعية ) الجازمة التي تميز بها الخطاب ( الجمهوري ) بصفة عامة وخطاب الأستاذ محمود محمد طه بصفة خاصة لذلك فإنني أرى في مثل قولك ( حديث الاستاذ محمود عن إفتداء الشيوخ وذهاب الطاعون وما إلى ذلك بعد الهجمة الشرسة التى اعقبت اعتراضه ومقاومته لقولنين سبتمبر 83، يمكن ان يدخل فى باب تهيئة من حوله للفداء الكبير ) هو في أجمل صوره محاولة ( إلتماس عذر ) لحقيقة أن الفداء بمعناه الذي رسمه ووضحه الأستاذ محمود لم يتم لقد أبنت في متن هذا البوست أيضاً أن الأستاذ محمود رجل ضليع في اللغة العربية ، دقيق العبارة وهو مع ذلك ( مهندس ) يحذق حرفة ( المعطيات والمطلوب إثباته ) لذلك قد جاء حديثه واضحاً لا مجال فيه لـ ( إلتماس عذر ) ... جاءنا مقدمات ونتائج تأمل ( القطعية ) التي يتحدث بها الأستاذ محمود عن الفكرة الجمهورية
Quote: ( إنّ الفكرة الجمهورية ليست فكرة يمكن أن يُؤخَذَ ويُردّ فيها.. ذلك أنّها الدين لكونها دعوة لطريق محمد، كما هو مرادٌ من الله ومرضي، ونحن لا نجادل الناس إلاّ احتراماً لعقولهم، ريثما يعرفوها على حقيقتها، فيتركُوا الجدل، ويسلمُوا لها، فهي، هي أمر الله، وليست بنحت فكر، ولا بتوليد معاني، فهي ليست بفكرة شخص يناقشه فيها الناس، وإنّما هي دين الله، كما هو عنده، ولذلك فنحنُ نحيلُ النّاسَ على الطريق النبوي ليروا بأنفسِهم صحةَ ما ندعُو له، فهل ظلمناهم بدعوتهم لطريقة الطرق؟! ) |
Quote: ( المسألة دي مش مسألة فكر، ولا مسألة تجديد.. مسألة أصيلة في آصل الأصول، وبل الحقيقة أنه دا مراد الله بالموضوع دا.. دا ما يرضي الله في الدين، أن ينشر على المستوى دا.. الكلام دا ما هو فكر، ولا هو قول بالرأي الفطير، ولا هو مجازفة بالرأي في غير علم.. دا أعلم العلوم، وآصل الأصول.. ) |
Quote: ( نحن نحب أن نكون واضح.. أنه هذه الدعوة هي الحق، وما بعدها إلا الباطل.. وهي الدين، ليس هناك في الأرض دين غيرها.. فمن كانت تهمه نفسه، يجب أن يلزم غرزها (ومن يرغبُ عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه).. ونحن نعيذ إخوانّا في كل الجهات أن يهون عليهم أمر أنفسهم، أو أن يهون عليهم أمر دينن .. ) |
هل تعتقد أن الأستاذ محمود قد ترك لنا مجالاً إلا أن نتعامل مع ( نصوصه ) بحرفيتها ؟؟؟ لا أعتقد وفي ذلك فإنني أرى أننا بهذا نرد بعض البضاعة ( الجمهورية ) إلى أصدقائنا الجمهوريين ، فقد عشنا زماناً ولا نزال ونحن نرى أن أصدقاءنا الجمهورين ينعون على خصومهم ( التناقض ) البائن بين خطابهم وبين الواقع ....
Quote: اما التساؤل الخاص حول ما اذا كان من معه على ايام المحنة قد وقفوا موقفه ربما كان من شأنه تغيير الاوضاع وبالتالى ازالة البلاء ، فلا اعتقد بصحته . ولكن يجب ان ينظر الى الامر وفق منظومة الاخلاق التى تقوم عليها الفكرة الجمهورية نفسها، بما فى ذلك مفهوم الحقيقة والشريعة. فالشهيد محمود كان قادرا على مواجهة الموت بشجاعة لايمانه العميق بأن الله وراء كل فعل ، ولذلك كان قادرا على الإبتسامة فى وجه المشنقة وفقا لقدارته العالية على التسامح. وهو شىء لا اعتقد انه كان متوفرا فيمن حوله ممن اتبعوا فكره مع كامل احترامى لخياراتهم.
|
وأيضاً لقد أبنت في متنن هذا البوست أن ثبات الأستاذ محمود ( الأسطوري ) أمر ( متوقع ) عندي وهو كما أبنت أمر مرتبط بـ ( الشخصية ) وليس بالفكرة التي يعتنقها وأوردت أمثلة ود حبوبة وقادة الشيوعيين وصدام حسين وفي إتجاه مختلف أوردت مثل سيدنا عمار بن ياسر ....
تكرار شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)
|
سلام يا عاطف وتحيات طيبات فى هذا الشهر الكريم
جاء فى مداخلتك الاخيرة
(وأيضاً لقد أبنت في متنن هذا البوست أن ثبات الأستاذ محمود ( الأسطوري ) أمر ( متوقع ) عندي وهو كما أبنت أمر مرتبط بـ ( الشخصية ) وليس بالفكرة التي يعتنقها وأوردت أمثلة ود حبوبة وقادة الشيوعيين وصدام حسين وفي إتجاه مختلف أوردت مثل سيدنا عمار بن ياسر ....)
يخّيل لى مقارنة الفداء الذى تم فى حالات ود حبوبة وصدام حسين وقادة الشيوعيين مع الفداء الذى قدمه محمود محمد طه يمثل اضعف حلقات مداخلتك مع الاسف ذلك ان من قارنتهم جميعا كانوا قد مارسوا العنف بلا إستثناء، بينما الاستاذ محمود لم يمارس العنف قط فقد كان رجل سلام بإمتياز! لذلك فشلت مداخلتك فى مواجهة الحجة التى كنت قد ابرزتها هنا بعاليه والتى تفيد بأن الفداء الذى قدمه الشهيد محمود قد كان فى مواجهة طوفان التاريخ البشرى ، ذلك الطوفان الذى يتأسس على العنف.، ومن هنا يأتى الطابع البطولى للفداء وهى حقيقة ليست خافية عن ذهن الشهيد حيث كان منشوره الذى ادين بسببه مزيل بعبارة ( هذا او الطوفان)! اما بخصوص اصرارك على ما معناه ان الواقع قد كذّب نبوءة محمود فلا اعتقد بصحتها ايضا لان الشهيد كان يمتثل للمشيئة الإلهية ايا كانت وله احاديث حول المكر الالهى (الله خير الماكرين) وانه لايمكن التنبؤ على الاطلاق بتلك المشيئة . لذلك اعتقد بصحة ما طرحته وذلك بناءا على تفسير مواقف الدعوة من خلال نصوص الداعية إذ لا يمكن على الاطلاق فصل الدعوة عن الداعية كما تفضلت انت فى مداخلتك بعاليه. وعليه وكما ترى فإننى استند فى تحليلى على نصوص الفكرة الجمهورية فى فهم مواقف الشهيد محمود حتى لحظات إستشهاده الاخيرة وذلك بعكس محاولاتك فى الاستشهاد ببعض العبارات هنا وهناك واقوال بعض الجمهوريين. هذا لا يمنعنى طبعا من الاعتراف لك ولقارئاتك وقراءك بأن إستنتاجاتك تبدو صحيحة فعلا فى إستنادها الى تصريحات ومواقف بعض القيادات مثل الاخ دالى وآخرين الذين ربما ذهبوا حتى لرؤية إنقلاب مايو وكأنه من كرامات الله لقطع الطريق على ما عرف بالدستور الاسلامى الذى كانت تتآمر عليه جبهة الميثاق مع القوى الطائفية بنهاية الستينات!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)
|
سلام يا عاطف وشكرا على التواصل اختلف معك فى معنى الطوفان المقصود حينما قلت ما يلى : (وفي ظني أيضاً أن الطوفان المعني في النذارة ليس مقصوداً به ( الطوفان الذي لم يقتصر على السودان وحده، فخط الهوس الديني يجتاح الآن كثيرا من الدول في المنطقة ) إنما المقصود به الطوفان الذي كان ( متوقع ) حدوثه حال كونه وتلاميذه يتقدمون للفداء ... وحيث أن الفداء في ( عضمه ) لم يتحقق فالطوفان الذي كان يأمل في حدوثه لم يتحقق .....)
اعود فى مداخلة اخرى للتعقيب ولكنى اكتفى هنا بإيراد المنشور للقراء
ووفى ما يلى نصوص المنشور الذى كان مستند الاتهام الاول الذى حكم بموجبه على الاستاذ محمود محمد طه بالاعدام:-
هذا أو الطوفان
الأخوان الجمهوريون
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب) صــدق الله العظيم
غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم .. وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم .. إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :- 1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية.. 2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها .. 3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، ولمشكلة الشمال ، معا … أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، وأن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها .. وعلي الله قصد السبيل.
أم درمان 25 ديسمبر 1984م 2 ربيع الثاني 1405هـ الأخـــــوان الجمهوريون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)
|
الدكتور خالد التيجاني النور من قيادات حركة الاخوان المسلمين المعروفين.
Quote: الأخبار أخبار إقليمية بالمناسبة أين "المشروع الحضاري"؟
07-10-2014 02:56 AM خالد التجاني النور
لا شئ أكثر إثارة للحيرة والاستغراب من أن تعمد "ثورة الإنقاذ" لتناسي الاحتفاء بعيدها الفضي وتجنب التذكير به, على أية حال شكراً لمن يهمهم الأمر فالرسالة وصلت واضحة للجميع ف"الصمت سيّد الأدلة", فقد كفونا مؤونة أن ننفق جهداً في تتبع سيرة خمس وعشرين عاماً لتقييم مردود "المشروع السلطوي" للحركة الإسلامية السودانية على البلاد والعباد التي استلبت الحكم في خواتيم ثمانيات القرن الماضي لتنهي النظام الديمقراطي الثالث الذي تبوأت فيه موقعاً متقدماً بين الأحزاب الكبرى على الرغم من أنها نجت بأيام قلائل من أن تضبطها الانتفاضية الشعبية متلبسة بالتحالف مع نظام شمولي آخر منحها قبلة الحياة حين انقلب عليها وزجّ قادتها في السجون في لحظاته الأخيرة.
شكراً لهم لأن جعلوا من ذكرى اليوبيل الفضي لثورة "المشروع الحضاري" يمر خامل الذكر وكأن شيئاً ذا بال لم يحدث فيه يستحق الاحتفاء به باعتراف أصحابه المنصرفين عنه, وذكرى مثل هذه برمزيتها ما علمنا أن نظاماً, مهما كانت مصدر شرعيته, مرت عليه مثل هذه السنوات وهو في دست الحكم يتجاهل مجرد الإشارة إليها والاحتفاء بها وكأنه يهرب من تاريخ لا يريد أن يتذكره, ويفترض أن ذلك كافياً لأن يجعل الناس ينسوه, وهيهات.
أليس مثيراً للسخرية أن "الحركة الإسلامية" التي جاءت إلى السلطة تغلّباً بالقوة بإدعاء عريض شعاره "المشروع الحضاري"لا تجد واحداً من منظريها ومفكريها يجرؤ على كتابة سطر واحد تمجيداً وتبييناً لهذا"البعث الحضاري" الذي أنتجته بعد مسيرة ربع قرن في الحكم,ما لهم يتوارون خجلاً ولسان حالهم يقول: ليس لنا ما نقول فالواقع شاهد وأبلغ من أية محاولة لتزيين ما لا يمكن تزيينه. والدليل أن من يعيد قراءة البيان التي سوّغت به مبررات الانقلاب على مشروعية دستورية كانت جزءاً منها يحار إن كان كُتب قبل ربع قرن أم هو حيثيات لواقع اليوم المعاش.
الذين آثروا التشاغل عن الاحتفال الواجب ب 30 يونيو أرادوا قطيعة مع "الشرعية الانقلابية" والبحث عن "شرعية مدنية" بديلة حاولوا أن يؤرخوا لها ب"اتفاقية السلام الشامل" لولا أن جاءت نهايتها المفزعة التي مزّقت البلاد لتصبح أسوأ دلالة على "مردود" المشروع السلطوي للحركة الإسلامية التي كان الحفاظ على وحدة البلد في وجه الخطر الذي كانت تمثله الحركة الشعبية أحد أهم مبررّات استلابها للحكم من نظام منتخب شعبياً.
والخطاب موجه ل"الحركيين الإسلاميين" بمللهم ونحلهم المختلفة المنقسمة على نفسها لأن النظام هو صنيعة مشروع "الحركة الإسلامية" الذي عكفت عليه سنيناً عدداً وتعهدته بالميلاد والرعاية, وإن استمد شرعية الأمر الواقع من قوة المؤسسة العسكرية, فالانقلاب نفسه كان بدعاً ممن سبقه دبره ونفذّه التنظيم بقوته المدنية المسلحة ووفرّ لها غطاءاً عسكرياً من خاصة منسوبيه من النظاميين, والأمر كذلك فهو ليس تحالفاً بين تنظيم انقلابي وعسكريين مغامرين, نحو ما ما عُرف عن سيرة النظامين العسكريين السابقين, بل هو"نظام خالص" للحركة الإسلامية وهي التي تحكمّتفي كل مساراته من التدبير الكامل للإنقلاب إلى النشأة الأولى وتأسيس قواعد بنائه على أيدي أبنائها, وبالتالي تتحمل المسؤولية الكاملة عن مآلاته.
ما أهمية هذا الكلام؟. تأتي ضرورته لتحرير نسبة النظام للمشروع السياسي الذي أنتجه, صحيح أن نظام الإنقاذ أحذ منحى أنظمة العسكريتاريا الشمولية التي يعج بها العالم الثالث, ولكن ذلك لن يجعل منه نظاماً عسكرياً تقليدياً بالمعنى المتعارف عليه تصح احتكار نسبته للمؤسسة العسكرية, ولذلك فإن المرجعية التي يجب اعتمادها لتقييم التجربة هو "مشروع الحركة الإسلامية السياسي" لا يغني من الحق شيئاً أن قادت التقلبّات التي شهدتها مسار الأحداث لاحقاً لتنتهي بالسلطة محتكرة في أيدي قيادة عسكرية غالبة على مدنيي الحركة التابعين, فهذه نتيجة, وليست سبباً. نتيجة فكرة الحركة المؤسسة ل"العقلية الشمولية"ومنهجها الذرائعي, فليس من المنطق ان تتوسل للوصول إلى السلطة بالبندقية ثم لا ترتضي الاحتكام لمنطقها. ومناسبة هذا الحديث أنالكثير من "الحركيين الإسلاميين" باتوايتبرأوون من النظام القائم بدعوى أنه لا يمثل الحركة الإسلامية, ويدفعون بأن الحركة الإسلامية لم تحكم, وإن حكم البعض بإسمها, ويذهب البعض إلى حد اتهام قادتها باختطافها منذ وقت مبكر وتجييرها لصالح مشاريعهم السلطوية الخاصة, وكل تلك مجرد حيل للتنصل من تحمل تبعات "مشروع الحركة الإسلامية" التي صنعتها طبيعته "الاستبدادية".
[email protected]
25 | 1 | 5728
|
http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-155966.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: Yasir Elsharif)
|
تحياتي وسلامات عزيزنا الحبيب د. ياسر الشريف والشكر أجزله على رفع البوست
أقوم حالياً بتجهيزات سفر متوقع خلال الأيام القادمة ..... لا أدري ظروفي أثناءه لكنني سوف أحاول جاهداً أن أمر على الموقع عموماً وعلى البوست على وجه الخصوص لذلك - وأنت شريك أصيل الشراكة في البوست - أرجو أن تتولاه بالرعاية
تحياتي مجدداً لك ولكل الأحباب الشركاء والمتداخلين وتحياتي لمتابعي البوست
دعواتكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخوان الجمهوريون .. بين ( وهم ) الفداء ... و ( حقيقة ) الإنزواء (Re: عاطف عمر)
|
سلام يا أخي العزيز عاطف وأرجو لك وقتا طيبا وسفرا مريحا
أرجو أن تسمح لي بوضع مقال عبد الرحمن الراشد وسأوضح علاقته بهذا البوست. العلاقة هي أن واقع المسلمين يرتفع كل يوم جديد نحو الفكرة الجمهورية التي تحدثت عن أن "الجهاد ليس أصلا في الإسلام" وقام المكاشفي طه الكباشي بالسخرية من هذا القول. "هذا.. أو الطوفان" قائمة الآن في حق المسلمين المهددين من داعش بصورة فاقت ما فعلته "القاعدة" بمراحل.. لا يكفي المسلمين أن يزعموا بأنهم معتدلون وليسوا متطرفين. لا بد من مواجهة الأمر في جذوره. وعندئذ ستبرز مقولات الفكر الجمهوري كمخرج من التناقض والأزمة. ياسر
http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-156330.htm
Quote: «داعش» ليست بالخبر السيئ!
07-13-2014 09:46 AM عبدالرحمن الراشد
الخبر السيئ ظهور «داعش»، والخبر الجيد أيضا ظهور «داعش». فكروا في المحنة الحالية من زاوية مختلفة، ربما ظهور جماعة «داعش» ليس بالتطور السيئ، كما نتصوره إذا وضعناه في المفهوم الأشمل لواقع المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع. جاء التنظيم الجديد، الأكثر تطرفا ووحشية من «القاعدة»، لينقذ المسلمين قبل نهاية اللعبة. فهو يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وينهي حالتين خطيرتين في الفكر المعاصر بمنطقتنا، اللامبالاة والانتهازية السياسية. بظهور الاكتساح المثير لمقاتلي «داعش» في سوريا والعراق واليمن واستهداف حدود تركيا والأردن والسعودية، دقت أجراس الخطر في أنحاء العالم، لأول مرة منذ نهاية مرحلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). استيقظت القوى الحكومية والمدنية المختلفة من سباتها على أنباء الانتصارات المتتالية لتنظيمات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» و«القاعدة في جزيرة العرب». وعمت حالة الاستنفار كل مكان، لأن الجميع شاهد أنه لم يعد هناك أمر مستحيل أمام هذا الإعصار الكاسح، شاهدوا كيف تسقط مدينة الموصل الكبيرة في غضون ساعات، وكيف يهز الناس من على المنبر رجل مجهول أعلن تتويج نفسه خليفة على مليار مسلم، متحديا كل الأنظمة في المنطقة! شكرا «داعش»، شكرا «جبهة النصرة»، شكرا يا «قاعدة»، التنظيم العجوز. لقد أيقظتم البيروقراطيين النائمين، وفضحتم الخلايا المتطرفة المتربصة المختبئة، وحسمتم الصراع بين فسطاطين من المسلمين، المتطرفين وغير المتطرفين. وصار أكثر المتضررين من انتصارات أبو بكر البغدادي الخليفة المزعوم، والجولاني الخليفة المنافس المزعوم، أولئك الذين يسعون للتغيير والاستيلاء على المجتمع من خلال العمل تحت الأرض. «داعش» فضحت الدواعش، الذين يسيرون بيننا متأنقين لغويا، يتحدثون عن الحريات والديمقراطية، وهم في أصل خطابهم لا يقلون فاشية وتكفيرا وتطرفا دينيا! إن نجاح «داعش» السريع، هو مثل انتصار الإخوان المسلمين بمصر في الانتخابات، واستعجال زعيمهم حكم العالم مثل تعجل الرئيس الإخواني محمد مرسي الهيمنة على كل الدولة وإقصاء الجميع. وكما دفعت أفعال «الإخوان» السيئة ملايين المصريين للمطالبة بعزلهم، ملايين المسلمين اليوم يطلبون النجدة من «داعش» وأخواتها. تغيرت مواقف المثقفين العرب والمسلمين الآخرين، الذين كانوا مستعدين للتعايش مع المتطرفين، ممن جرفهم مد الرأي العام المزور الذي يتم تصنيعه عبر مجاميع احتسابية إعلامية واجتماعية. الغالبية اليوم تدرك حجم الخطر، وفي خوف من غول «داعش» الذي انتشرت فيديوهات نشاطاته الترفيهية، من الذبح والسبي والتدمير. «داعش» أخافت الانتهازيين، من السياسيين والحكوميين. وجدوا أن هذا الغول أكبر من أن يركبوه، وإن حاولوا فسيقضي عليهم. وجدوا أن الرأي العام أيضا ينقلب ضد متطرفي الدين، ولم يعد أمامهم من خيار سوى الاصطفاف ضد هذه الحركات التدميرية. انتهازية السياسيين، الذين ينافقون تيار المتطرفين إرضاء لجمهوره، أو طمعا في تأييده، هي من أسباب شيوع الفكر ومنحه الشرعية، ومن ثم تمدده وتغوله، في وقت تحتاج الدول إلى التطور المدني، على المستويين المجتمعي والمؤسسي. الخلاصة أن «داعش» نمت، لأن الكثير من حكومات العالم نامت، بعد أن قلصت نشاطاتها، معتقدة أنها كسبت الحرب على الإرهاب، حتى أيقظت كوابيس انتصارات المتطرفين الحكومات والقوى المدنية المختلفة. لولا «داعش» ربما كنا سنموت مثل الضفادع، التي تطبخ حية في قدر على نار هادئة، لا تحس بحرارتها إلا بعد أن تكون على وشك الهلاك. مواجهة «داعش» ليست بمحاربتها في الأنبار العراقية، أو دير الزور السورية، أو الجوف اليمنية، بل أولا في الداخل، سواء في الدول الإسلامية، أو في الدول التي وصلها الفكر المتطرف إلى الأقليات المسلمة من الصين إلى أوروبا.
[email protected] القدس العربي
تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 2015
|
| |
|
|
|
|
|
|
|