انتقال البحيرات لحفرة النحاس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2011, 10:59 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتقال البحيرات لحفرة النحاس
                  

10-29-2011, 11:00 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    بقلم: علاء الدين الدفينة

    هل ما نشهده في دارفور يمثل بداية فعلية لعملية تطور تاريخي تم التعجيل بأسبابه الموضوعية ومحيطه وشروطه مع إستغلال نفس هذه الظروف للدفع بالعملية؟.. إن صحت هذه التوقعات فإن إنتقالا متكاملا لمراكز القوى وتغولا ديمغرافيا عاليا يفرض نفسه في الساحة.. وهو أمر يعيد تشكيل خارطة الجمهورية الثانية بل ويعيد أيضا مفهوم وموازنة المركز والهامش..
    لن يصدق أحد إن قيل له قد تنتقل العاصمة يوما ما للأبيض مثلا.. ولكنه أمرا وارد التطبيق والحدوث..فقبل ستة سنوات لم يكن لأحد أن يصدق (جريمة) الانفصال..لكنها حدثت.. وللحالتين عوامل سأستعرض لها أثناء هذا الحوار...
    هل نحن أمام تغيير فعلي في المنطقة كما حدث من تغيير دراماتيكي في منطقة البحيرات من حوالي عقد ونصف؟.
    وهي الفترة التي شهدت فيها منطقة البلقان تغييرا مماثلا أضاف للعالم دولتين هما كرواتيا وصربيا بعد تقسيم البوسنة والهرسك.. (البوسنة هي الثالثة).
    هل نحن فعليا أمام مخطط عالي الحبكة ساهمت فيه كل الظروف وأصبح الآن ماثلا للعيان؟؟.
    وما الحل ؟
                  

10-29-2011, 11:00 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    من حوالي عقد ونصف تقريبا شهدت منطقة البحيرات ومحيطها جملة تغيرات سياسية سفكت فيها دماء لم يشهدها التاريخ الحديث منذ فترة طويلة..
    إنتابت المنطقة موجة دموية أطاحت بإستقرار أنجولا وبوروندي وإفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وكينيا وجمهورية الكونغو ورواندا وتنزانيا و((السودان)) وأوغندا وزامبيا‏.
    السودان (القديم) بجزئه الجنوبي كان جزءا من هذا الطوق الجغرافي وبعضا من نسيجه الاثني وبناءه الاقتصادي وممرا لأهم موارده المائيه...والأهم أنه كان جزءا من صراع موارده المعدنية والغابية والاثنية والعقائدية وغيرها..
    كان للحكومة (مواقفها) من هذا الصراع رغما عن نفيها المستمر (لتورطها) فيه.‏
    إن إنفصال الجنوب جزءا من تبعيات مرحلة ما بعد الحرب في منطقة البحيرات..وجزءا من ترتيبات دولية جبارة تدور الآن في القارة..
    ولن ننسى أن التدخل الدولي كان بداية النهاية لهذه الحروب الدموية وبداية فعلية لما بعدها من مرحلة ماثلة لنا الآن بكل تعقيداتها.
    (حتى الآن نجحت فقط المنظومة الافريقية من الدول العربية في إنجاح عمليات -التحول- الديمقراطي في ربيع الثورات العربية)..
    والسودان واحدا من أهم الدول العربية الواقعة في المحيط الافريقي من جملة الدول التي ترتفع لديها (حظوظ) وظروف إمكانية تفجر رياح التغيير بداخلها..
    إستندت قراءة النظام وترتيباته في نيفاشا على سودان شمالي مهترئ الاقتصاد ولكنه متوحد وآمن يتيح له إمكانية الاستمرار.. هذه الوحدة وهذا الامن الافتراضيين إستندا على متغيرات نتائج إحصاءات الدولة الجديدة في الشمال ما بعد الانفصال.. وهي نظرية آنية للأسف الشديد وجاءت كنتيجة مفاجئة وغير متوقعة حتى لدى أقرب الاقربين من صناع النظام نفسه إبان نيفاشا..فرجلا كغازي صلاح الدين كانت له مواقفه الرافضة لهذا الاتفاق وكان من المنذرين بتبعياته..ولعل هذا هو السبب المباشر الذي جعل ملف التفاوض يفلت من بين يديه في ميشاكوس..ويحال لعلي عثمان.
    تحذيرات كثيرة وردت للنظام بأن إنفصال الجنوب لا يعني إستدامة السلام أو نهاية الحرب..فالانفصال يمكن أن ينقل الحرب على عدة مستويات..ولعدة أوجه..وعدة أسباب..يمكن أن ينقل جغرافيتها وميدانها..ويمكن أن يتسبب في الكثير..وهو ما يحتاج لبحث دقيق في أسبابها قبل توقع حلولها أو الشروع فيها.
    و حدث ما كان في الحسبان..فأثناء المفاوضات الاولية التي أفضت لنيفاشا ..إندلعت حرب دارفور..جاءت بصورة أكثر شراسة من حرب الجنوب وأضخم تغطية وأعمق تعقيدا..وأعلى تمويلا.
    دارفور تمثل محورا آخرا من محاور ترتيبات القارة..
    وظرفا جديدا من ظروف هذه الترتيبات..
    ولغة مواتية.
                  

10-29-2011, 11:02 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    الوضع الانساني في دارفور غاية في الاستحالة..إنعدام الامن المصاحب للفوضى الانسانية والاجتماعية وإنهيار النسيج المجتمعي وتداخلات أخرى هي محصلة الظروف الطبيعية والانسانية المتمثلة في حرب إفريقيا الحديثة..الظروف الطبيعية التي تعطلت بموجبها مداخيل الثروتين الزراعية والرعوية ..ومضت نحو بواطن الارض بحثا عن اليورانيوم والنفط والذهب وبقية الثروات..والانسانية تدور حول ما صنعه الانسان من آلة فتك ودمار..هي الحرب الضروس التي لا ترحم.
    تحكي المعسكرات عن الالم..لا شيئ في دارفور غير الالم..دارفور أنتجت لغة جديدة هي لغة لوردات الحرب وتجارها..الحرب الحديثة التي تديرها الشركات المنتجة لأسباب الحروب وأدواتها ودوافعها وأهدافها ..بل وتسوق حتى لحلولها..هذه الشركات ذات أفرع داخلية يشترك فيها أطراف معادلة الحرب..وتجار الخراب..وهي معادلة إنسجم فيها الجميع تحت برنامجا للحد الادنى متواثقين عليه يستند على إستمرار الحرب.
    مني أركو مناوي كان قبل التمرد منسقا لقوات الدفاع الشعبي بولاية غرب دارفور..ثم أصبح لاحقا كبير مساعدي رئيس الجمهورية ..ثم تمرد.
    وكان خليل إبراهيم مثله..وكان السيسي جزءا من نفس المعادلة..(لم أنسى عبد الواحد والبقية).
    وكل قادة دارفور كانوا جزءا من الرصيد الرسمي للحركة الاسلامية (أنبه لمصطلح الحركة الاسلامية ولا تعنيني التنظيمات كثيرا أمام الالتزام البرامجي الممنهج)..
    جاءوا يوما ما للخرطوم ذوي مناصب عليا في التشكيل السيادي ..ومضوا مخلفين وراءهم عدة إسئلة ومجموعة إستفهامات..وقبلهم فعلها قادة إتفاقية الخرطوم للسلام..وفعلها كوماندورات الحركة الشعبية والذين إنتهوا بطلاق بائنا بينونة كبرى..ومتوقعة من اللاحقين.
    فما هو الهدف من كل ذلك؟
    دارفور ليست سوى تصفية لحسابات الكبار..
    هي تصفية لصراعات الاسلاميين بعضهم البعض..
    وتصفية لحسابات دولية معقدة أبرز أطرافها أمريكا وفرنسا وألمانيا والصين وإيران وإسرائيل.(سنتناول كل واحدة على حدة)..وكل هؤلاء ذوي نفوذ واضح تضرر إبان فوضى البحيرات..ولهم إرث إستعماري قديم وحديث وصراع عصري أهم ملامحه موارد الطاقة..تلك التي قال عنها هينري كسنجر يوما أنه يريدها مضمونة عند السلم ومؤمنة في الحرب..وهو نفسه من يرى في وجود النفط في أرض الخليج صدفة جغرافية.
    ودارفور الآن جزءا عظيما من تصفية حسابات دولتين عملتا بإتقان لتعكير صفو بعضهما البعض هما شمال وجنوب السودان كجزء أساسي من الإلتزام أمام الحسابات الدولية والاقليمية الواردة أعلاه.
                  

10-29-2011, 11:02 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    إذا فالتفكك والانهيار الذي نشهده دوما جزءا أصيلا من هذه المعادلة في دارفور..
    وتسير الخطى حثيثا على قدم وساق مع الانهيار الإقتصادي الحالي في الداخل والمتوقع أن يبدأ في التصاعد دوليا بحلول مطلع 2012 حسب إفادات البنك الدولي ليتصاعد بالغا قمته في 2013 وملقيا بظلال كثيفة على الاوضاع الداخلية لكل الدول و(الانظمة) ومخلفا نتائجا غاية في الكارثية.
    إندلاع الحرب في دارفور إتخذ عدة أوجه وشكل عدة ملامح..
    هي ليست فقط معارك وإقتتال..
    ودارفور ليست الجنوب..
    وهي نقلة نوعية في (ميادين القتال)..(صارت مدينة ربك الآن الجنوب الجديد..ومعارك دارفور وصلت حتى جسر الخرطوم أمدرمان).
    نقلة مثلها الآن تحالف كاودا..
    تحالفا جمع بين (الاختين)..ويهدف لتحليل الثالثة..فضم الحركة الشعبية بفصائلها ومناطقها الممنوحة (شرعا) لها كما ضم مجموعة عبد الواحد وتنتظره مجموعات أخرى كما ينتظر هو ذاته بعضها..
    سيناريو فضحه يوما مراسل الجزيرة القطرية حينما أرسل تقريرا أفاد فيه أن محور القتال والزحف من الهامش نحو المركز عسكريا قد إكتمل بدره وينتظر حشودا في الشرق لا زالت تمثل نظرة رمداء..قال أسامة سيد أحمد عن المحور أنه محور عسكري يمتد من دارفور وحتى جبال النوبة وجنوب كردفان وابيي والنيل الازرق ..فقط إعلان تمرد الشرق يعني بداية الزحف..فضرب الرجل مرتين..وتم نقله لسرت حيث المعارك الفعلية.
    هذا الاعداد في الاطراف يصاحبه إعدادا داخليا ذا جودة عالية..وحبكه..ويجعل البلاد في مهب الريح..
    فإن حدث فإن كاودا هي بنغازي الاخرى..والخرطوم لا تخرج عن كونها طرابلس..والغريب أن يراه الناس بعيدا رغما عن أن الظروف في السودان أكثر إتضاحا من ظروف ليبيا..ففي دارفور فعليا جيشا أمميا بكامل عتاده..(وافق عليه النظام بالتجزئة ).
    وفي أبيي جيشا مماثلا..(وافق عليه النظام جملة).
    وفي الجنوب ما قوامه أكثر من 15000 جندي أممي..وأشياء أخرى بالجنوب..(جزءا من مخلفات نيفاشا).
    وكمية حركات يحركها غير الغبن إلتزاما غير محدود لقضايا ودول وأطرافا داخلية..
    ونظاما في الخرطوم يترنح على وقع الانشاقات والتخبط والفوضى الاقتصادية والانهيار الاجتماعي ومواجها بإرث سياسي ضخم لمعارضة لا ننخدع بتفككها المزعوم ( سمعت مباشرة من الصادق المهدي رفضا قاطعا للزج بالبلاد في أتون الحرب..كان أنصاره مطلع هذا العام يستجدونه بإعطاءهم أمر الخروج فرفض حقنا للدماء..كما قال وفي مهاتفة لي معه إبان الانتخابات الاخيرة قال بالحرف الواحد أن الانفصال واقع لا محال ولكنه لا يعني نهاية الحرب بل تطورها لتصبح حربا بين دولتين..وهو ما يقترب من أن يكون قريبا)..ولعلنا نذكر جيدا محاولة فرض حظرا جويا من مجلس الامن تحت البند السابع قبل شهور.. والبند السابع يعني التدخل العسكري المباشر ..وولكن تخطاها الجميع وفق تسوية ما ..
    ولكن الهمس بها بدأ الآن في التصاعد لدى مراكز إتخاذ القرار..وإن حدث هذا فعلى السودان السلام.
                  

10-29-2011, 11:03 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    تمضي معادلة التطور بنسق متقن..تطور طبيعي وتاريخي إفترضته عوامل سنتعرض لها هنا..عواملا تمضي بالسودان لخرط جديدة تواكب خارطته الجديدة..ومرة أخرى الوسط والشمال بمفهومهما القديم في تراجع سريع الوتيرة لتبرز مراكز جديدة وهوامش جديدة..مفهوم المركز والهامش يتطور من أشكاله الجغرافية وتمدداته المرتبطة بالتنمية والخدمات نحو ثقل أكثر تأثيرا من مؤثرات التنمية والخدمات بل وحتى تركز السلطات والثروات كما ناقش ذلك بوضوح الكتاب الاسود المنسوب للإسلاميين في خواتيم العقد المنصرم..هذه الجدلية المتوالدة بفعل العوامل الواردة والتي سترد جعلت من المركز هامشا ومن الهوامش مراكزا جديدة (لاحظ الفرد والجمع في الاستخدامات الاصطلاحية)..ودارفور صارت بهذا ثابتا في المعادلة الجديدة..وجزءا من كل القرارات الخاصة بالبلاد ومستقبلها..هذه الفرضية تدعمها ما توصل له النظام من إتفاقات داخلية وخارجية ومن ثم هو ذاته ما أوصل له البلاد مقابل إستمراريته ..فالحرب لم تنتهي ..بل تتطور مع تطور شمل الحركات في نوعها وكمها وكيفها.
    توزيع الثروات صارت دارفور في سلم أولوياته.(راجع صناديق التنمية والاعمار).
    والتعويضات.(راجع إتفاق الدوحة بنود الاعمار والتعويضات).
    والسلطة.(قبل مجئ السيسي وقبل الاعلان عن التشكيلة الوزارية الجديدة للحكومة الجديدة في نوفمبر الحالي 2011م حجزت دارفور مقعدا متقدما في سيادة الدولة).
    كل التسويات السياسية للدبلوماسية السودانية إرتبطت فعليا بتنازلات ضخمة للمنظومة الدولية عن أهم المرتكزات والثوابت الوطنية بما فيها السيادة مقابل أمن الاقليم المحدد بالامن في دارفور..شمل ذلك حتى بتقنين الاحتلال الجديد الممثل في القوات الاممية.
    ودارفور لا ترضى ..يرتفع السلم والسقف بإستمرار..والحكومة تقدم المزيد من التنازلات..وعلى حساب من؟؟.. على حساب المركز القديم لصالح المركز الجديد..هذا وذاك بكل تشكيلاتهما..ليظهر للعيان الوسط والشمال كهامش يحتاج لحراك فوري..لضمان وجوده.
    معاناة الشمال والوسط تأتي على مستويات عديدة ..ودون مقابل..لكنني هنا سأعرض لمسألة واحدة..ولسؤال واحد..
    السؤال:
    ما ذنب الوسط والشمال في دفع فاتورة النظام وأخطاءه؟؟ وهي تدفع مرتين ..تكلفة الحرب تدفع من خزينة الوسط والشمال وترتيبات كل حرب تتم بناء على حصة الوسط والشمال..صحيح أن الحكومة في الاطراف لا توزع الورود بل البارود ولكن ليس الوسط والشمال هو من يضغط على الزناد بل النظام يفعل ذلك..وما مصلحة الاطراف في جعل الوسط والشمال هامشا جديدا ومصيبة تفخخ متن المستقبل؟؟ فلتكن التسوية شاملة.
    وأما المسألة فمرتبطة بالاجابة على السؤال.
                  

10-29-2011, 11:03 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    يتحدث المقال عن سؤال:
    هل إنتقلت ترتيبات البحيرات لحفرة النحاس ؟.(وحفرة النحاس كناية عن مكان وزمان وحدث)..هي مسألة ظرفية تتعلق بمآلات الوضع قبل وإبان وبعد (حراك) دارفور..قلت أنها صارت ثابتا في المعادلة السودانية..فما هي المتغيرات المتحركة؟.
    النظام أحد هذه المتغيرات..فالحكومة التي تنصلت حتى عن (بسم الله الرحمن الرحيم) في طرحها الاسلاموي أثناء نيفاشا تتنصل مرة تلو الاخرى عن ثوابت البلاد الوطنية ..أولها السيادة..فما من نظام ذو رؤية منهجية ثابتة يتخلى عن سيادته..فقد سمح هذا النظام بدخول منظمات ذات صبغة إستخبارية أجنبية للبلاد تحت مظلة دارفور والحجة هي خدمة الجوانب الانسانية!! وهنا تبرز مجموعة ضخمة من الاسئلة فمن الذي قاد دارفور لمثل هذا الوضع؟.ولماذا لا يكون الحل داخليا ؟ والتنازلات التي تقدم واحدة تلو الاخرى حتى تخطت المتوقع لماذا لم تقدم من بداية الازمة؟.وهل الازمة فعليا هي فقط أزمة إنسانية؟؟ وإن كان النظام يعي لخطورة المخطط فلماذا يستمر في المزيد من التنازلات؟؟ وما هي النتائج المتوقعة لكل ذلك..
    تذكرون السيد سلفا..سلفاكير مليارديت ضابط الموساد الشهير وأكبر ممثلي السي آي أى في إفريقيا..هذا الرجل كان نائبا أول لرئيس الجمهورية ل5 سنوات من نيفاشا سيئة الصيت.. ما الذي فعله وأداه من مهام في هذه الفترة..سؤال فقط.
    ماذا لو وقعت حركة (عبد الواحد الضابط الثاني للموساد في السودان) على وثيقة الدوحة؟؟ وما المنصب الذي ينتظره؟؟وهو أيضا سؤال فقط.
    ولن ننسى القوات الاممية..لماذا وافق النظام على وجود ما قوامه حوالي 41000 جندي أممي بالبلاد؟؟..فقط لأمن دارفور تتخلى عن كل السودان؟؟.
    وهل مطالب دارفور هي الخدمات والتنمية؟؟..أي من جغرافية السودان تمتع بها في الفترة اليونيوية؟؟لا توجد أرض سودانية تمتعت بمثل هذه المزايا..لكن النظام لا زال يتنازل.
    وغيرها..
    إذن فالمسألة تتخطى ما تعلنه وسائط الاعلام ووسائل الاعلان...هي أضخم بكثير..والنظام الذي يتنازل يعرف هذا جيدا..
    يعلم النظام أن إختلالا عاليا في الموازين يتكون منذ فترة...مضى هذا الامر بمنطقة الفشقة لأثيوبيا وهي الاخصب في الاراضي الزراعية السودانية.
    ومضى بكنز حلايب من المعادن.
    ومضى بالجنوب.
    ويمضي الآن بدارفور..
    هذه الهوامش بصخبها العالي تمثل مركزا عالميا جديدا حاز على مسامع العالم ولفت الانتباه لتدويل الشأن السوداني..
    تنازل النظام في الشرق لحركاته المسلحة كما فعل في الجنوب ودارفور..
    هذا التنازل على حساب الوسط والشمال..والشمال نفسه نالت منه مصر بعد سد مروي أكثر مما ناله السودان وهذه قضية سأعرض لها منفصلة أيضا.(في هذا العام فاجأنا الاعلام بإستيراد الكهربا من أثيوبيا).. كما فاجأنا بفتح الاراضي الزراعية للمصريين..بالتمليك بعيد المدى!!!!!.
    في هذا الوقت تتكلس وتتقلص وتتخشب حظوظ الشمال والوسط...ليستمر النظام..
    ونفس هذه النظرة تنطبق على مراكز وهوامش الاقليم الذي يشمل ليبيا وشاد وإفريقيا الوسطى ومصر والكنغو ودولا أخرى..
    صارت دارفور جزءا من معادلة إستقرارها والفوضى فيها.
    كما الخرطوم تماما..
    والنظام يتراجع مشكلا خطرا على الجميع..هو يتلاعب بنار لا تحرق أصابعه فقط ...بل كل المنطقة (درارفور جزءا أصيلا من تراجيديا المشهد الليبي وسببا من أسباب سقوط القذافي بل وحتى مقتله).
                  

10-29-2011, 11:04 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    مجرد أسئلة:
    كانت المعارضة الشادية تقيم في الخرطوم كما تقيم المعارضة السودانية في أنجمينا..
    قوات الاولى دخلت حتى مشارف القصر الرئاسي لدبي ...ثم تراجعت بتوجيهات وتدخل فرنسي.
    ودخلت الثانية حتى قريبا من القصر الرئاسي للبشير..وتراجعت بفعل ليس فقط المنظومة الدفاعية هي سببه الرئيسي.
    (وكلا الدولتين تفاجأ بوجود قوات معادية حتى مشارف وأعتاب أعلى رمز سيادي لديه).
    ثم.....صارت شاد والخرطوم وبانغي(إفريقيا الوسطى). جزءا من معادلة الامن الاقليمي لدولا عدة!!!!.
    فما الذي حدث؟.
    .....
    صارت دارفور إما نازحين في المعسكرات أو نازحين للمدن أو لاجئين أو مقيمين لهم دوافع للإقامة على أشباح مدنها الرئيسية.
    اللاجئين بعضهم في دولا مجاورة ..ولهم مهام.
    وبعضهم في عواصم غربية..ولهم مهام.
    النازحين في المعسكرات إما أصحاب وجعة أو أصحاب أهداف لكن لا توجد منطقة وسطى..وجميعهم لهم مهام.
    أما نازحي المدن الاخرى تحديدا العاصمة فهم من يعمل فعليا على تغيير الديمغرافيا في هذه المدن..ومن ثم وضع خارطة جديدة تعيد رسم إحداثيات ودوائر المركز والهامش.
    (أين عرب دارفور --الجنجويد--من مشاهد تسويات دارفور الاممية؟) والسؤال بلغة أخرى ..أين قوات حرس الحدود؟.
    الاجابة مهمة للغاية..فالجنجويد تم دمجهم في قوات حرس الحدود أو بالاصح هم ذاتهم قوات حرس الحدود ولكنهم الآن خارج المعادلة.
    هذا النزوح ذو الابعاد الامنية والاقتصادية والاثنية هو ما يعيد الآن تشكيل الخارطة الجديدة للسودان...وبصمت مريب.
    لهولاء دورا يكمل الحلقات التي تتكون دبلوماسيا وأمنيا..
    هم من سيعيد تشكيل حتى الهوية الجديدة للجمهورية السودانية الثانية...ويعلم النظام ذلك ..لكنه يصمت.
    والاغرب هو ذاته ما تعلمه المعارضة..وهي أيضا تصمت..فلماذا؟
    تأخر الربيع السوداني ليس مبنيا على ضعف المعارضة بل خوفها..يعلم النظام أن المعارضة إن كانت جادة في توجيه جماهيرها بالخروج لفعلت ولما صمد النظام شهرا واحدا أمام غليان الشارع السوداني..تتخوف المعارضة مستقبلا مما يتخوف منه النظام الآن...أن تتقدم الحركات المسلحة الدارفورية مدعومة بمليشيات أخرى للإنقاض على الخرطوم وتستبدل مستبدا بمستبد ..وقاهرا بقاهر.. وأجندة بأجندة. وبرنامجا ببرنامج...والمحصلة ..إعادة صياغة الدولة السودانية الثانية صياغة تشمل حتى الهوية..تلك التي كانت فزاعة النظام طول عقدين وربع من الزمان.
    لكن هذا الصمت لم يحل إشكالا بل مدد إحتمالآت رجاحة المخاوف نحو واقعية وشيكة.
    وهذا النزوح المدعوم رسميا يؤثر سلبا بإتجاهين من ناحية الاقصاد..وإتجاهين من ناحية الامن...وإتجاهين من ناحية الوضع الاجتماعي.
    إقتصاديا هم مستهلكين لإنتاج غيرهم وغير منتجين في الاساس.
    أمنيا غير أنهم خلايا نشطة في مخطط رهيب فهم يفرغون الاطراف للبنادق.
    وإجتماعيا يعملون على تحلل المجتمعات التي ينشطون فيها ويتمسكون بمجتمعهم مغلقا.
    ومظاهرا أخرى..
    (راجع الاختلاسات المعلنة والالاعيب التي تمت في أموال وأراضي تعويضات نازحي دارفور المنشورة هذا الاسبوع ).
    في هذا الاسبوع كادت دارفور الرسمية أن تعلن تمردا على الخرطوم الرسمية عبر مجلسها التشريعي إذ أرسلت تهديدا معنون بإسم أسنة الرماح..وأسنة الرماح مذكرة تحذيرية وتحريضية وجهتها دارفور من مجلسها التشريعي تطالب بالمزيد..وتمارس إبتزازا رسميا..على أسيادها في الخرطوم.
    ويرضخ النظام..فهو بين مطرقة الحركات وسندان الموالين.. ليس له إلا الاستجابة..ويخسر الشمال والوسط مرة أخرى أمام هذه التنازلات التي لا ترى إلا أن يستمر النظام بأي كلفة.
                  

10-29-2011, 11:05 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    المؤسسة التشريعية لدارفور الرسمية أطلقت بيانها -مذكرتها-سنان الرماح وسنان الرماح ليست صدفة في التسمية فهي عبارة مقتبسة لشاعر عربي قال فيها (إذا كان لا بد من أسنة الرماح مراكبا فما حيلة المضطر إلا أن يركبا) وكان أن إستخدمها الامام الصادق المهدي في هجرته تهتدون والتي أطلق فيها العنان لصهوات العمل المسلح مكونا لجيش الامة في منتصف تسعينيات القرن الماضي ومدشنا لبذرة أول نضال شمالي مسلح ضد الانقاذ .. وتعود العبارة من جديد من دارفور الرسمية..الذين تقدموا ببيانهم هذا هم كادر الحكومة.. الذين رفعوا سلاحهم كان كادر الحكومة ..المنتظرين على الرصيف وعيونهم على الزناد هم أنفسهم المحسوبين على الحكومة.. مثلهم مثل معارضة الحكومة في دارفور ..ودارفور لا معارضة فيها سوى أزيز الرصاص كما لا حكومة فيها سوى حكومة الرصاص...إتفقت دارفور حكومة ومعارضة على نفس اللغة (أسنة الرماح) ولكن ضد من؟؟؟..
    قالت الحركة الشعبية يوما أنها لتحرير السودان...ممن؟؟. أو من ماذا؟.
    قاتلت نميري..وسوار الذهب...والصادق...والبشير.. كما قاتلت الذين سبقوهم يوم أن كانت الانيانيا 1. ولم ترتضي الجلوس إلا مع من كان جزءا أصيلا من مخططها...الانقاذ.
    ولن يتوقف قتالها ولو ذهبت الانقاذ...فلا زال في البرنامج المزيد.
    حركة عبد الواحد (حركة تحرير دارفور) تعيد طرح نفس السؤال...ممن ...أو من ماذا؟.
    ليس ذنبنا أن ولدتنا أمهاتنا على ضفاف النيل...
    وليس ذنبنا أن ولدتهم أمهاتهم في صحراء دارفور.
    وجميعنا نزلت علينا مصائب ثلاث حكومات غاشمة..هي دكتاتوريات عبود ونميري والبشير..
    وجميعنا لعقنا من نفس الكأس..
    لكننا دفعنا من الثمن الاغلى والكثير.
    حملنا لواء النضال حتى جاء بإستقلال أبيض.
    وقدمنا شهداء الحرية في أكتوبر وأبريل.
    ولا زلنا...
    والارض قد إرتوت بدماءنا من صحراء شمالنا الباسل وحتى غابات جنوبنا المسلوب.
    من جبال شرقنا الشامخ وحتى رمال غربنا المنكوب..
    وما من أحد قال دفاعا عن الخرطوم... بل فداء للسودان إعتلينا صهوات النضال.
    دفعنا أغلى فواتير الاستقلال.. وأغلاها ضد الاستبداد لثلاث مراحل حالكة الظلمة في تاريخ بلادنا.
    فما كان سهم المناطق (المهمشة ) في هذه المعادلات؟؟.
    لم تعمل الحكومات المتعاقبة بقلب (أبيض) لتنمية الشمال ..بل إستخدمت هذه التنمية لتركيز سلطاتها ضد الجميع وأولها هذا الشمال..هي لم تكن مشاريع تنمية وخطط بناء بل كانت برامجا لتكريس السلطات.. دفعنا ثمنا باهظا في بحيرة ناصر.. وبحيرة مروي..والعجب العجاب في مشروع الجزيرة..
    إننا نقتل بنفس السلاح..ونمضي بنفس البارود..
    الذين ثبتوا أركان الانقاذ كانوا أبناء دارفور...لكننا لم نجرد لهم جيوش الغزاة ولم نرسل لهم سرايا الفاتحين ردا للديون..بل قلنا مزيدا من الوعي يا إله..
    وقلنا مزيدا من الحوار..حوارا من الجميع ولأجل الجميع.
    عدوكم يا أهل دارفور هو سياسات الانظمة في الشمال والوسط وليس الشمال والوسط.
    هي نفسها السياسات التي نلعق في الصبر لتجاوز إفرازاتها.. هدموكم بالقنابل..وهدمونا بالتفكك.
    حينما راهنا من قبل على جيش الحركة الشعبية..فقدنا ما تبقى لنا حينما راهنت الحركة الشعبية على جيش الانقاذ.
    ولن نعيد الكرة مع حركات دارفور..
    ليس قبل ضمانات وافية بأن هذا السلاح لن يستخدم ضدنا.
    ....
    ....
    كان العدو واضحا جدا للنخب السياسية في مرحلة النضال ضد الاستعمار..
    تميز النضال في هذه المرحلة بالوعي..الوعي المستند على وحدة الهدف والمصير ..والعدو..
    إرتكزت دعائم الاستقلال على حراك أيدلوجي وخطاب فكري وبرنامجا سياسي واضح المعالم والاهداف والدوافع والآليات..
    إستغل قادتنا ظروف المرحلة والصراعات الدولية للمغتصبين والتي إنتهبت بحرب كونية سببها منظومة الدول الواقعة تحت أسر الانتداب.. المطلوب خيرات هذه الدول وطاقات شعوبها..هذا الجو من الاحتراب والاحتقان مع ما صحبة من وعي قومي لدى هذه الشعوب ووحدة مصيرها إضافة لحركة الوعي المتنامي والمناهض للإستعمار خلق وضوحا في الرؤية جعلت العدو أكثر إتضاحا تماما كما الاهداف.
    فأستخدمت النخب حينها آليات مبتكرة في النضال إستندت أولا على وعي الجماهير بحقوقها .. هذه الحقوق التي تصدرتها الحرية كأولوية عليا.
    وكان النضال سلميا.. يحركه وعي خلاق برز لنا في الانحياز الفريد لبرنامج السودنة والذي جاء بإستقلال البلاد ورفع العلم السوداني..
    19/12/1956م كان يوما خالدا في تاريخ أمتنا..
    كما هو يوم 1/1/1956م.
    كان طرفا هذا الحراك يمثلان نخبة واعية..الذين ناضلوا من أجل الاستقلال ومن تم ضدهم هذا النضال..كلاهما كان يعرف بالتحديد ماذا يريد..وكيف يصل لما يريد..هذا الوعي ساهم في وصول الطرفين لمبتغاهما..رغما عن المعركة إشتملت في نتائجها على منتصر ومهزوم.
    النخبة التي نهدت للإستقلال كان تعي أهمية الراي العام المتشكل على أسس قومية صلبة.. فخاطبته حتى يشكل لها دعامة للحراك.
    وكذلك النخبة المستغلة والمستعمرة .. لم تستسلم بهدوء بل خلقت بعد سعي دؤوب أرضية نادت بضرورة إستمرار ال(منتدب) فترة إضافية من الوقت.. هذا الرأي لم يصمد لأنه لم يجد من وما يساعد بقاءه..فانهار سريعا أمام المد الجماهيري المتعاظم والطامح لإستقلال مجيد..
    وحدث له هذا..
    كلا الطرفين حقق نجاحات (محددة) في أهدافه ..وكلاهما كان مدعوما بالوعي.
    الوسائل السلمية التي استخدمت في هذا الحراك إفترضتها ظروف مرحلية إرتكزت على عواملا عدة وخطابات محددة..
    ففي الوقت الذي كانت الحرب العالمية الثانية تنهك وتنهش في عظام بريطانيا وبقية دول الحلف.. وهو نفسه ما واجه المانيا وبقية دول المحور.. في هذا الوقت أخذ الوعي بالاستقلال والقومية في التنامي.. وتم تحييد بعض الدول من أن تكون أرضا للمعارك مع مساهمتها في هذه المعارك ..ومن ضمنها السودان.
    بنهاية العالمية الثانية نلنا إستقلالنا.
    أين كان الجنوب ودارفور من هذا الحراك؟.
    الجهل ليس عزرا لهم.. كما أن الوعي ليس مبررا لنا.
    بل الاحساس..الاحساس هو لب القضية..إحساسنا بالظلم وقيوده والحرية وبراحاتها هو ما جعل المستحيل ممكنا..وهذا الاحساس قطعا كان متولدا من وعينا العالي بمسئولياتنا تجاه الوطن والوطنية.
    إذن كان الوعي سلاح نخبتنا الوطنية في عصر سياستنا الذهبية.. وليس السلاح.
    والعدو كان واضحا كوضوح الاهداف والدوافع والغايات والوسائل.
    كانت المسألة نضال شعب مقهور ضد قاهره.. مجتمع مسلوب ضد سالبه.. وأمة مستغلة ضد مستغلها..
    مكونات هذا المجتمع وشرائحه وفصائله حقق الموازنة المطلوبة وحقق بعدها أهدافه المشروعة.
    النخبة التي قادت هذا الحراك وحققت الاستقلال أورثتنا تجربة ثرة بخطابها المستنير الذي إستندت عليه.
    فما الذي ستورثنا له دارفور؟. ألا يكفي ما أورثتنا له الانقاذ من وطن ممزق؟.
    فضد من يناضل اليوم أهل دارفور وممن تتحرر دارفور؟.
    الانقاذ هي عدو الجميع .. لم يكن الشمال والوسط يوما عدوا لأحد من الاطراف.
    مرارة التهميش الذي نعانية أمر من مرارة التهميش الذي عانته الاطراف.
    لن نكرر الاخطاء.
    ولن ندفع المزيد.
    فلتكن التسوية شاملة...
                  

10-31-2011, 07:57 AM

صبري طه

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 9706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتقال البحيرات لحفرة النحاس (Re: صبري طه)

    السودان والنورماندي الافريقية ....

    كان هذا عنوانا لمقالا صحافيا كتبته في ابريل من العام 2007م وتم نشرة في صحيفة رأي الشعب...
    إستنادا على معطيات عديدة قلت في المقال أن نظام الخرطوم سيجتذب حركات دارفور لآخر الميادين .. للخرطوم حيث جيش النظام ومليشياته وكتائبه..
    فتتم تصفيتها بعدد من الخسائر تشمل كل شي..تشمل الارواح كما تشمل الممتلكات..لكنها قطعا لن تكون بحجم الخسائر في الميدان..وستترك خلفها رايا عاما ساخطا وصاخبا .. وهو ما يمنح النظام بعض الوقت...وبعض الأمل.(بعض العبارات لم ترد نصا في المقال).
    بعد هذا المقال ب 348 يوما دخلت قوات خليل لقلب العاصمة وكنت حينها خارج البلاد...وكانت الصحيفة معي.. ودار فيها حوارا ممتدا حتى الآن..
    ....
    ما قصدته من هذه المقدمة أن مؤشرات كثيرة مرتبطة ببعضها البعض تقود لما نقول.. أو بالاصح لما نخشاه.
    حينما نقرر نتيجة ما بقصد التعمييم فلا نفعل ذلك من فراغ..بل لدينا تجربة ماثلة وقريبة جدا نستند عليها...هي تجربة الجنوب.
    وللدخول في الفصل الثاني من هذا المقال حول المآلات والسيناريوهات المتوقعة سنجعل من الجنوب ميزانا لنا..
    الفصل الثاني من المقال متعلق بمسار المفاوضات..
    ولنتأمل التالي:
    1/ جرت مفاوضات بين النظام ومعارضته (أنا لم أقل المعارضة والفرق واضح).
    1/ جرت مفاوضات بين النظام والحركة الشعبية.
    3/جرت مفاوضات بين الحركة الشعبية و(معارضة النظام).
    4/جرت مفاوضات بين النظام وحركات دارفور.
    5/جرت مفاوضات بين الحركة الشعبية وحركات دارفور.
    6/السؤال: هل جرت مفاوضات بين (المعارضة) وحركات دارفور؟.
    وأسئلة أخرى:
    من الذي فوض الحركة الشعبية للتحدث بإسم الجنوب لدرجة وصلت بالجنوب خاصة والسودان عامة للإنفصال؟؟ الاجابة....البندقية.
    من الذي فوض النظام للتحدث بإسم الشعب السوداني لدرجة قادت البلاد لما آلت له؟ تحيدا المناطق الملتهبة؟؟الاجابة البندقية.
    من الذي فوض حركات الشرق ودارفور وغيرها للتحدث بإسم هذه المناطق ؟...الاجابة البندقية.
    ...
    من الذي فرض لغة البندقية كأداة للحوار؟؟..
    الاجابة ... النظام..
    لماذا يصر النظام على البندقية..؟؟.
    الاجابة .. واضحة من واقع الحال...أن يستمر النظام ليستمر التمزق.. النظام وحده لا يحقق التمزق..لا بد من أطراف تحقق له هذه النتائج.. إستمرار النظام شرط لحدوث النتائج..والشرط الثاني أطرافا أخرى تكتمل بها الصورة (القانونية والدستورية) لتصبح النتائج واقعا لا فكاك منه.
    كانت الحركة الشعبية هي الطرف الثاني الاقل أهمية لحدوث جواب فعل الشرط...
    هذه هي نظرية (رد الفعل المغاير للشرط).. تسير الاشياء بوتيرة تقود لنتيجة متوقعة..لكن النتيجة الحقيقة تأتي خلافا للصورة المثال المتوقعة.. تساعد في ذلك مؤثرات ذاتية وموضوعية متقبلة.. تجعل النتيجة النهائية واقعا.
    فترة نيفاشا لم تكن من أجل سلام جاذب.. كانت تمثل ترتيبات للإنفصال..أهم بنود هذه الترتيبات تهئية الذهنية الجمعية للشعب السوداني لتقبل النتائج.. وتهيئة الرأي العام ..داخليا وخارجيا..فحدث الانفصال بسلاسة.. ولم يعترض عليه أحد.
    ....
    هل نسير الآن في نفس الخطوات؟.
    قبل نيفاشا كانت إتفاقية الخرطوم للسلام..
    وهي من نتائج أبوجا 1 و2..ومفاوضات أخرى بين النظام والشعبية.
    ولدينا الآن أكثر من أبوجا في دارفور..
    وزوارا للخرطوم بإسم دارفور..
    وحكاما كذلك..
    لكن دارفور غائبة..دارفور الحقيقية التي لم تفوض أحدا للتحدث بإسمها...كما هو غياب كل الشعب السوداني..وهو أيضا منح آخر تفويض له في العام 1986م لآخر حكومة ديمقراطية شرعية منتخبة..ولم يفوض البشير ليفصل أو يوحد..
    بل يكرر له دوما عبارة (إرحل).
    .....
    قلت في مقال السودان والنورماندي الافريقية وعنوانه نصا كالتالي (خطة مارشال...السودان والنورماندي الافريقية)..قلت أن خطة مارشال أعني بها الخطة التي وضعها الفيلد مارشال مونتي غيمري قائد قوات التحالف الذي حقق أعظم الانتصارات إبتداء من شمال افريقيا ضد عدوه اللدود ثعلب الصحراء الالماني روميل في معركة العلمين (علم الرويسات وعلم حلفا وهما تلتين من تلال الصحراء) هذا الرجل وضع مخططا ضخما متعلقا بأوربا بعد الحرب والتي إنشطرت لشرقية وغربية الاولى تحت الحماية السوفيتية والثانية تحت حماية الحلفا...هذه الخطة اسمها (خطة مارشال) تتعلق بترتيبات ما بعد الحرب.وتساءل المقال:
    تم وضع الخطة بعد الحرب...أكرر بعد الحرب.
    لكن خطة السودان (نيفاشا) جاءت قبل الحرب ..أكرر قبل الحرب.
    وكانت النورماندي هي المعركة الفصلة في العالمية الثانية..تلتها خطة ماررشال..فأين المعركة الفاصلة لدينا التي يجب أن تقنن للنيفاشا؟.
    الاجابة أقولها الآن... بعد خمس سنوات من المقال..
    لم تبدأ المعركة بعد..!!.
    وستكون هي الاشرس على الاطلاق..
    وستعيد ترتيب السودان (الجديد)..
    واهم من ظن يوما أنه بإنفصال الجنوب قد بدأت نهاية معاناتنا..أو بإنفصال دارفور سنقطع شوطا في الخلاص.. بهذا وذاك (وغيرهما) نحن قد بدأت معناتنا الفعلية.
    طرحت في الاعلى عدة أسئلة حوار مسار المفاوضات..
    هل فكرتم في نتائجها؟.
    كلها كارثية.
    وما يلق حقا لماذا لم تتوصل ال (معارضة) وليس (معارضة النظام) لإتفاق مسبق مع الحركة الشعبية يعمل لنتيجة غير الانفصال (هناك مؤتمر القضايا المصيرية باسمراء)..؟.
    ولماذا لم تجلس هذه المعارضة حتى الآن مع حركات دارفور لتجنيب البلاد ويلات التمزق؟.
    ولماذا إرتضت كل هذه الاطراف الجلوس مع النظام والوصول لإتفاقات ولم تجلس مع بعضها البعض للوصول لإتفاقات أخرى تقود لنتائجا أفضل مما توصلت له من خلال جلوسها الآحادي مع النظام؟.
    والاهم لماذا لم يرجعوا الامر لجماهير الشعب السوداني؟.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de