المهجر والوطن,,, سلسلة كتابات جديدة للاستاذ البشرى عبدالحميد رئيس قطاع المهجر بحزب الامة القومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2011, 10:34 AM

عبدالمجيد الكونت

تاريخ التسجيل: 04-15-2009
مجموع المشاركات: 5613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المهجر والوطن,,, سلسلة كتابات جديدة للاستاذ البشرى عبدالحميد رئيس قطاع المهجر بحزب الامة القومي

    المهجر والوطن
    العود أحمد
    ( 1 )
    البشرى عبد الحميد*
    بعد توقف دام لسنوات كثيرة أعود للكتابة في صحيفة الخرطوم؛ استجابة لظروف وطنية، ولدعوة كريمة من الأخ العزيز الدكتور الباقر أحمد عبد الله ،شاكراً له اهتمامه ومقدراً له ثقته في إسهامات شخصي الضعيف، وأرجو أن يكون العود أحمد. ارتباطي بهذه الصحيفة ارتباط وجداني، ولعلي لست الوحيد الذي ظل وثيق الصلة بها. وقد أختلف في درجة العلاقة مع صاحبها، من ناحية قدم العلاقة وعمقها، ولكني مثل كثيرين عايشت ظروف المخاض والميلاد الصعب للخرطوم، بعد نفيها واضطرارها إلى الصدور من القاهرة في بداية التسعينيات.
    كانت الظروف استثنائية وخاصة، وما كان لصحيفة مطاردة ومحاربة أن تصمد لولا عزيمة القائمين عليها، وتفاني كوكبة كتابها المهمومين والنابغين في شتى المجالات، ممن تميزوا بالارتباط بقضايا وهموم الشعب السوداني.
    وتتوارد في الخاطر أسماء كبيرة في هذه المسيرة منهم الدكاترة فضل الله علي فضل الله وخالد الكد وفاروق البرير ومحمد الحسن أحمد -رحمهم الله جميعاً- وآخرين مازال عطاؤهم مستمرا وما بدلوا تبديلاً وهم ينتظرون بزوغ فجر جديد على بلادنا ننعم فيه بالحرية والديمقراطية والسلام المستدام .
    هكذا توثقت علاقتي الوجدانية بالصحيفة وكتابها وقرائها بدرجة أكبر عبر كتاباتي في صفحة الرأي ، وكانت من منافع تلك الكتابات صدور كتابي "مشروع الدستور السوداني لسنة 1998 والهوية المفقودة"، وقد قدم الدكتور الباقر مشكورا كتابي للقراء ، كما قدمني إليهم، وعدني كاتباً يستحق الوقوف عند جهده العلمي المبسط وهو يقول " هذا الكتاب يخاطب القانوني المتخصص والسياسي والقاريء العادي على طريقة السهل الممتنع مما يعد اضافة للمكتبة السودانية ".
    وانا أعود للكتابة مرة أخرى أجد مياهاً كثيرة جرت تحت الجسر، فقد انفصل الجنوب وما زال النزاع والخلاف قائماً حول قضايا اساسية ومحورية في مقدمتها مسالة الحدود وقضية ابيي ، ودارفور لا تزال تكابد جراحها، وفي الشمال مازالت الحكومة تصر علي بناء السدود دون ادني تقدير او احترام لسكان المنطقة الذين حرموا من مجرد ابداء الراي بقوة السلاح والادهي والامر ان الحكومة ما زالت تصر علي اقصاء الاخر الذي يخالفه الراي بل و فتحت بابا جديدا للجدل والخلاف حول هوية الوطن . يحدث كل ذلك في ظل ظروف اقليمية وعالمية بالغة التعقيد يفتح الباب لتدخلات اجنبية خبيثة في ظل تنامي الحركات الفكرية والمنظمات الاقليمية والعالمية والمنابر المتعددة ذات الاجندة الخاصة المهتمة بالشان السوداني . لكل ذلك تجدني مشدوداً نحو الكتابة، ولكن الجرح القديم لم يندمل بل تم نكأه وأصبحت دماؤه في قارعة الطريق ، ولهذا فإن أي كتابة صحفية لامثالي في هذا الوضع وهذا التوقيت لابد أن تكون من أولوياتها قضايا الوطن النازف، وهمومه، وأزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخصوصا ما يكابده أهلنا من معاناة يومية.
    والنصال تتكسر على النصال، وجدت نفسي من جانب آخر مشغولاً بقضايا أبناء السودان المقيمين في المهجر الذي أصبح يشكل سوداناً آخر خارج الحدود ، إذ يتجاوز أعداد السودانيين المقيمين في الخارج نسبة الـ20% من سكان السودان، وفق إحصاءات رسمية.
    إن اقامتي الممتدة لسنوات عديدة خارج الوطن مع مساهماتي في عدد من مؤسسات المجتمع المدني والخدمة العامة ، ومعايشتي اليومية لهموم المهجريين ساعة بساعةـ تجعلني أيضاً مشدوداً للكتابة في هذا المجال . فالمهجريون يواجهون ظلم الدولة وآلام الغربة ، وحين تتأمل هذه الشريحة تجدها بين المطرقة والسندان، دولة ظالمة طاردة لابنائها وبلدان مضيفة ملت طول الاستضافة ولم تعد مرحبة بهم . فالدولة السودانية من جانبها تخصصت في زيادة معاناة وهموم مواطنيها المهاجرين ، بشتي السبل بدءا بسلب حقوقهم الدستورية والقانونية امتدت لحرمانهم من المشاركة في الانتخابات باستثناء انتخاب رئيس الجمهورية كما ظلت تفرض عليهم الضرائب، والزكاوات، والإتاوات، والخدمات، ورسوم الوثائق ، بينما تغض الطرف عن أبسط واجباتها نحوهم من حيث معاملتهم كمواطنين لهم حقوق مثل ما عليهم من واجبات . فعلى سبيل المثال فان المهجريون يواجهون مشاكل السكن وتعليم الأبناء والظروف الاقتصادية الصعبة في الدول المضيفة، وقضايا الهجرة واللجوء والسعي إلى توفير متطلبات الأسر الممتدة في السودان والانشغال بقضايا العودة والاستقرار في الوطن، إضافة إلي ما يواجهون من مشاكل معقدة في بعض الدول المضيفة التي تواجه بدورها ظروفا اقتصادية صعبة وضاغطة تجعلها مضطرة للسير قدما في توطين عام للوظائف.
    هذا التنازع الفكري والوجداني بين ما يجري في الوطن والمهجر يدفعني الي الكتابة، مزاوجا فيما أكتب بين معاناة الوطن والمهجر، فهما وجهان لعملة واحدة، ولهذا ساتناول في مقالاتي الاسبوعية هم الاثنين ، تحت عنوان رئيس هو "المهجر والوطن".
    إنني اسال الله العلي القدير أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين املا في أن يتجاوز الوطن محنته ، ويخرج من النفق المظلم؛ ليكون وطناً ديمقراطياً يسع الجميع، يلتئم فيه شمل أبنائه، وتتوحد كلمتهم وارادتهم ؛ ليسهم الجميع فى إعادة بنائه والمشاركة في تنميته، ما دمنا نحلم بوطن الجدود وطناً يفتخر به أبناؤه، ولن يحدث ذلك إلا إذا عادوا إلى لحضنه، وأصبحوا فيه أحراراً ينعمون بظلاله وخيراته، ويصدقوا في هواه كما وصفه الشاعر:
    وطن يرف هويً إلى شبانه كالروض رفته على ريحانه
    هم نظم حليته وجوهر عقده والعقد قيمته يتيم جمانه
    يرجو الربيع لهم ويأمل دولة من حسنه ومن اعتدال زمانه
    من غاب منهم لم يغب عن سمعه وضميره وفؤاده ولسانه
    ولقد صدقتم هذه الأرض الهوى والحر يصدق في هوى أوطانه
    أمل بذلتم كل غال دونه وفقدتم ما عز في وجدانه
    • مستشار قانوني وكاتب.
    • جريدة الخرطوم العدد رقم 7636 بتاريخ الاحد 28 مارس 2011 م الموافق 21 ربيع الثاني 1432ه
                  

04-03-2011, 03:19 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المهجر والوطن,,, سلسلة كتابات جديدة للاستاذ البشرى عبدالحميد رئيس قطاع المهجر بحزب الامة ال (Re: عبدالمجيد الكونت)

    لك التحية ياحبيب وللحبيب المستشار البشرى عبد الحميد
                  

04-03-2011, 04:11 PM

عبدالمجيد الكونت

تاريخ التسجيل: 04-15-2009
مجموع المشاركات: 5613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المهجر والوطن,,, سلسلة كتابات جديدة للاستاذ البشرى عبدالحميد رئيس قطاع المهجر بحزب الامة ال (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المهجر والوطن
    ( 2 )
    الشمالية وصراع السلطة والمال .
    البشري عبد الحميد *
    أشرت في مقالي الافتتاحي الأسبوع الماضي بان التنازع الوجداني بين المهجر الذي أقيم فيه وأعايش همومه ومشاكله اليومية والوطن النازف المثقل بالهموم والجراحات ستفرض علي تناول هموم وطن الجدود وهم وطن النزوح مزاوجا بين قضايا المهجر والوطن . ولعله بسبب من ذلك اخترت ( المهجر والوطن ) كعنوان ثابت . واليوم سأتناول هما من هموم الداخل يتعلق بأزمة الحكم في الولاية الشمالية كمؤشر لعرض ومرض أكثر عمقا وأبعد غورا مما يظهر لنا لامتداد اثر ذلك علي الوطن كله . ويصح القول بأن ما يحدث هناك من القضايا يجب أن تأتي في مقدمة اهتمامات كل من يكتب عن قضايا الوطن .
    وأبدا من بعض ذكريات أيام الصبا ، فعندما كنا صغارا كنا نتأمل في أشجار النخيل وحفيفها واختلاطه بصوت الساقية وحزنها المقيم وأصوات الطيور وخرير المياه التي تحاول إحالة كل ما حولنا إلي أفراح رغم ما يعيشه ويكابده أهلنا من معاناة لتوفير لقمة العيش . ثم شببنا عن الطوق وصرنا شبابا وشبنا كما الإباء فإذا المآسي باقية كما هي والأحزان تتراكم فوق بعضها ويتسابق أهلنا نحو الهجرة داخليا وخارجيا بحثا عن حياة كريمة وأملا في رفع المعاناة عمن تركوهم خلفهم . ورغم ما أصبح يبدو للعيان من تطور من وقت لآخر جاءت معظمه بالعون الذاتي ، فإنها ظلت دون الآمال والتطلعات . وأنا أفكر وأتأمل في مشاكل الولاية في هذا الزمان وما يحدث فيها من تعقيدات تذكرت نصيحة قيلت لي في أبريل 2010م عندما قررت تقديم ترشيحي لمنصب والي الولاية الشمالية حين همس في إذني أحد أعمامي متسائلاً إن كنت مصراً علي موقفي هذا؟ وناصحا بأن أترشح لعضوية المجلس الوطني عن الدائرة (2 ) دنقلا الجغرافية شفقة بى وباعتبار أن ذلك يمثل أهون الشرين ، مشيرا إلي أن مناطق السودان الأخرى تروج بان الشمالية تتمتع بنصيب الأسد من أموال الحكومة الموجهة للتنمية بينما الواقع يكذب هذه الدعاية لان أهل الولاية يعيشون واقعا مريرا وينتظرون بفارق الصبر القادم الجديد لإخراجهم من هذا المأزق . وأضاف محدثي أن أهل الولاية صعبي المراس ويتمتعون بدرجة عالية من الوعي وان إدارة هذا "المزيج" تظل عصية علي كل قادم علي قمة الهرم الإداري التنفيذي سواء كان محافظاً أم حاكماً أم والياً. وشرع يضرب لي الأمثال وما واجهه مسئولين سابقين من مشاكل بدءاً بالمحافظ شرفي ومروراً بمالك أمين نابري وكامل محمد سعيد وسيف الدين الملك والهادي بشرى ومرغني صالح ، وانتهاءً بعادل عوض . فإذا كان بعض هؤلاء قد فشلوا في إدارة الولاية أفلا يعني ذلك أن هناك مشكلة شديدة التعقيد؟ وقد استوقفني فيما حكي أن مشاكل الأراضي هي الأكثر تعقيدا وأن التصادم مع المواطنين سواء أكانوا أفراداً أو جماعات تأتي في معظم الحالات من هذا الباب ، فكبرياء الناس يستر فقرهم ولكنه لا يخفي غضبهم ولهذا شكلت الأرض عنصراً مشتركاً فيما واجهه معظم هؤلاء الحكام مما ساهم في إبعاد بعضهم عن "الموقع" الأول في الولاية قبل انتهاء مدتهم التي ظلت "مفتوحة" في بعض الأقاليم.
    ماذا يعني ذلك؟ لا يعني غير ارتباط إنسان الولاية الشمالية بأرضه ونخيله وتراثه بصورة لا تحدها حدود ؛ لهذا فإنه مع التزامه الحذر وتحفظه المعهود وتقديمه لما هو قومي على ما هو جهوى أو عشائري لا يمكن أن يسمح لأي كائن أن يدخل بينه وبين الأرض فهي تعني وجوده وتؤسس لكينونته وبقائه ،. إنه لا يسمح إلا لمعوله وعرقه ومعداته الزراعية التي تساعده في الفلاحة أن تدخل بينه وبين أرضه . هكذا ارتبط الإنسان بالأرض في عزة نفس وشموخ لا تجسده إلا نخيله السامقة ولهذا يصدق عليهم قول الشاعر الشيخ علي بحر رحمه الله :-
    فالسهل يحكي من سهولة طبعكم والنخل في عز الشموخ تولدا
    ومع سهولة الطبع فإن إنسان الشمالية لا يتردد في مواجهة الموت دفاعاً عن كل شبر أرض يمتلكه إذ يرى أن التعدي علي أرضه بأية صورة تشكل جريمة ليس من حياد تجاهها . ومع هذا الموقف الصارم ظل الكبار كبارا وظلت الحكمة تحت أشجار النخيل وظل حكماء ريفنا العالمون بتاريخ الأملاك والحيازات ممن ارتبطوا بالأرض وتشربوا بقوانينها وأعرافها يعملون بكل جد علي درء أي مواجهات مهما قل شأنها وذلك من خلال مجالس الصلح . ولعله وبفضل هذه العبقرية ظلت الولاية الشمالية أقل مناطق السودان نزوعا نحو العنف. وهو واقع يجب أن يفرض علي كل ذي بصر وبصيرة استصحابه وأخذه في الحسبان عند التفكير في التعامل مع المواطنين أفرادا أو جماعات وخصوصا في مسائل الأراضي سواء أكان الغرض من ذلك هو الصالح العام لقيام مشروعات التنمية أو خلافه ، فمن خلال ذلك وحده نتمكن من الوصول لحلول مرضية "كسبية"مع المواطنين لا تفتح باباً للفتنة أو تجلب معادلة" صفرية".
    مشكلة بعض العقليات إنكارها للواقع وهذا ما جعل حكومة الإنقاذ ترتكب أخطاءً فادحة وهي تقفز فوق هذا الواقع في محاولة بائسة لفرض مشروعات السدود فوق رؤوس المواطنين ، نتج عنها مواجهات غير متكافئة بين سلطة تحمل السلاح ومواطنين عزل يدافعون سلميا عن حقوقهم ووجودهم . حدث هذا في أمري وفي كجبار راح ضحيته مواطنون عزل وشباب غض خرج للاحتجاج السلمي ، وهكذا استمرت تداعيات تلك الأحداث لتلقي بظلالها علي العلاقة بين الحكومة والمواطنين ذلك أن بعض من تولوا أمر الناس قدموا مصالحهم علي مصالح الوطن والمواطنين .
    ولعل الأمر الأكثر إيلاماً هو تتويج هذا الخطأ بإصدار القرار الجمهوري رقم 206 لسنة 2005 الذي تم بموجبه مصادرة أراضي الولاية الشمالية لصالح إدارة السدود التي تحولت فيما بعد إلى ما يعرف بوزارة الكهرباء والسدود . وهذا أمر غريب، وشاذ ، تمثل السابقة الأولى من نوعها في تاريخ السودان حيث تمت مصادرة أراضي الولاية وأيلولتها لإدارة سد مروي لتقوم بالتصرف فيها واستثمارها، مع تجريد حكومة الولاية من ولايتها علي أراضيها مما يشكل تعدياً واضحاً علي سلطاتها السيادية ، وعلى الحقوق الدستورية للمواطنين . لقد احدث هذا الأمر حرجا كبيرا للمسئولين في الولاية في ذلك الوقت إذ اظهر ولاة الأمر بأنهم مجرد أدوات جاءت بهم السلطة المركزية لقمع المواطنين ومصادرة حقوقهم بدلا من ان يكونوا مسئولين علي رعايتهم وحفظ حقوقهم مما جعل الوضع كله لا يتسق ومصالح الولاية ومواطنيها ولامع تاريخ وقوانين ملكية الأراضي .
    وحدث ما هو متوقع فقد تقدم أكثر من خمسة وعشرين كياناً من أبناء الشمالية في الوطن والمهجر بمذكرات احتجاج إلى رئيس الجمهورية وقت صدور القرار بمن فيهم جهات موالية للحكومة لإعادة النظر فيه ، ولكن جميعها ذهبت أدراج الرياح ، وكما قال الشاعر:
    لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياه لمن تنادي .
    إن ما يجري بشأن بناء السدود ومصادرة الأراضي في الولاية لأمر محير ، إذ ظلت الحكومة تؤكد أن الهدف من كل ذلك هو إحداث تنمية شاملة في الولاية الشمالية، بينما يري أهل المنطقة وبعض المتخصصين أن ذلك يهدف إلي استكمال تهجير النوبيين وتشريدهم علي نمط ما حدث عند إغراق حلفا وطمس معالم الحضارة النوبية بشكل نهائي . وهناك من يربط بين موضوع السدود ومصادرة الأراضي باعتبارهما العنصران اللذان يشكلان تحقيق رغبات جهات بعينها هدفها تنفيذ أجندة خفية تسعي من خلالها لإخلاء بعض أجزاء الولاية من سكانها كما أن هناك من يري بان ذلك سيحدث "معجزة" إنتاجية تحقق شعار نأكل مما نزرع الذي لم يتحقق منذ رفعه قبل أكثر من عشرون عاما إلا عكسه تماما فأصبحنا كما يقولون " نضحك مما نسمع " .
    واستطرادا تمضي التكهنات بأن قرار مصادرة الأراضي يقف خلفه صعود المال السياسي فبعض المصادر تشير إلى أن ذلك جزء من صراع السلطة والمال داخل مراكز القوى في الحزب الحاكم ، وأن هناك اتفاقاً بين إدارة السدود وجهات استثمارية أجنبية في إطار صفقات تحقق عمولات ومنافع حزبية لشخصيات نافذة فى السلطة. ولعل ما يرجح صحة هذا الادعاء هو ما يحدث من استقالات في الولاية وإصرار جهات بعينها داخل الحكومة على تنفيذ قرارات المصادرة وبناء السدود عنوة وبالقوة الباطشة ، مع الرفض للجلوس مع المواطنين والتشاور معهم حول حلول يتراضي عليها الجميع على الرغم من سهولة وإمكانية ذلك. وحتى المنابر الحكومية التي تخشى من الأسوأ ظلت تمارس كل أنواع الخداع والمناورات السياسية في سبيل تهدئة الخواطر مع الاستمرار في تنفيذ أجندتها ، فبعدما حدث من مواجهات دامية في مناطق السدود وإصرار أهل المنطقة علي رفض كل محاولات الترغيب والترهيب وما صاحب قرار مصادرة الأراضي من احتجاجات في الوطن والمهجر اضطرت الحكومة أن تعلن أثناء الحملة الانتخابية في مارس الماضي أنها صرفت النظر عن بناء السدود، كما تم تسريب خبر في وقت سابق لم تتأكد صحته عن تشكيل لجنة لمراجعة قرار مصادرة الأراضي برئاسة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وعضوية كل من إبراهيم عبد الحليم والبروفيسور إبراهيم أبو عوف واتضح في نهاية الأمر أن كل ذلك لم يكن إلا لذر الرماد في العيون بهدف تجاوز فترة الانتخابات.
    والآن تعود حليمة لقديمها كما يقول المثل ، لتطفو علي السطح مرة أخري قضيتا الأراضي والسدود نتيجة لخلاف أهل الحكم فيما بينهم ؛ مما يؤكد وللأسف أن مصائر أهلنا في الشمال كما في غربنا الحبيب وجهات السودان الأخرى ي أصبح رهينا لصراعات المؤتمر الوطني الداخلية حول المصالح الذاتية الضيقة.
    *مستشار قانوني وكاتب
    . جريدة الخرطوم العدد 7642 بتاريخ 3 ابيل 2011 م الموافق 28 ربيع الثانى 1432 ه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de