الربط العقلي والعنصرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2010, 01:22 PM

حاتم محمد
<aحاتم محمد
تاريخ التسجيل: 11-29-2010
مجموع المشاركات: 127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الربط العقلي والعنصرية

    في الحلقة السابقة ( نشر هذا الموضوع بجريدة الأخبار بتاريخ 4/9/2010 ستجده في هذا الرابط ) http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=14447&Itemid=319
    حاولنا طرح فكرة جديدة لمفهوم ( العالم القرية ) , فهذا التعبير لابد له من أساس فلسفي تنظيري , وهو ما سنحاول معالجته في هذه الحلقة , فهذا المفهوم - حقيقةً - يُؤسس البعد الروحي لمجموع العقل البشري , وهو البعد الميتافيزيقي لاكتمال فكرة التناغم الاجتماعي والتوازن التنموي في كل أرجاء الكون , ولا يوجد بعد روحي عميق يحقق لنا التوازن الفلسفي في فكرة العالم القرية , أفضل من فكرة ( أنا إنسان ) .
    فالسؤال المهم جداً ماذا أعني بفلسفة أنا إنسان , هذا الأمر يتعلق بمبدأ التسامح بين البشر , أي التسامح العملي وليس الفسلفي , وهو نوع من التوازن العقلي بالنسبة للفرد والمجتمع أيضاً , فإنا إنسان , تعني نبذ القوانين العرفية التي تؤجج الفكر العنصري بين البشر جميعاً , فالعنصرية سلوك بشري فطري , ينبع من الغيرة أو الشعور بالأفضلية أو الدونية اتجاه الآخر, وهذا السلوك العنصري يمكن محاربته بآليتين لا ثالث لهما , بالقانون الجنائي والمدني , وبالتصاهر بين أفراد الحيز الجغرافي المعين , وفي الحالتين نجد أنفسنا أمام أزمة الربط العقلي وطريقة التفكير !!!!
    حتى نستطيع أن نشرح هذه الفكرة لا بد لنا من التطرق للربط العقلي , ونعني به المقدرة الذهنية على استعراض وتحليل النتائج المخزنة في العقل البشري , وهذا الربط العقلي هو الأساس الأول والحاسم في مسألة الذكاء البشري , أي أن سرعة استعراض المعلومة والتعامل معها , وربطها بمعلومات أخرى متعلقة بالقضية المعينة , ثم تحليل هذا الكم وأخيراً وضع نتائج له , هذا كله نعرفه بالذكاء , فمقدرة الربط والتحليل تختلف من شخص إلى آخر , وهي الفيصل في الموضوع الذكاء من الأساس , وفكرة أنا إنسان أو العالم القرية , لن تقوم لها قائمة طالما لم نعلم الجميع كيفية الربط العقلي .
    نعود للموضوع العنصرية, ونسأل سؤال هل أنا عنصري ؟؟؟ الإجابة على هذا السؤال , لا توجد عنصرية في الشارع العام في معظم الدول , باستثناء القليل منها , أي أن نسبة العنصرية العنيفة ( مثل الضرب والقتل ... الخ ) التي تتحرش بالأجنبي أو المواطن من الدرجة الأقل اجتماعياً , في بعض الدول هنالك عنصرية ضد الأسود أو الأفريقي , وهذه هي الأوضح , باعتبار أن الأفريقي هو الأضعف في كل الأحوال , سياسياً , اقتصادياً , عقلياً , وهذا المفهوم مترسب منذ عقود الاستعمار السابق , لدرجة أن بعض الشعوب الأوربية إلى هذه اللحظة تنظر للأفريقي وكأنه خارج من الغابة للتو واللحظة , ولا يريدون استيعاب أن ذلك الأسود العاري الذي كان يلتقط الطعام من الغابات , ذهب إلى المدرسة وتعلم أيضاً , وهو في مرحلة بناء ذاته للتقدم إلى الأمام .
    هذا النوع من العنصرية - عادةً - يبدأ عند البحث عن وظيفة المرموقة اجتماعياً ؟ والبحث عن الحبيبة ؟ الفكرة تبدو غريبة لكنها كذلك , فالعنصرية تبدأ عند المنافسة , والقوة , هناك عوامل أخرى أقل أهمية , باعتبار أن التاريخ مؤثر معنوي أكثر من كونه منطقي مادي .
    فالسلوك العنصري , لا نتعامل به إلا في هذه الحالات عند الزواج أو الأدوار الوظيفية التي تتعلق بالسلطة والوظيفة , وما شبه ذلك , وهذا الأمر الذي يجعل العقل البشري يهرب إلى تهميش الآخر في حالات عدة , عند الشعور بالفشل , فيلجأ إلى تقيم الفرد على أساس اللون أو العرق أو الدين ,... الخ .
    فمعدلات التفرقة العنصرية التي تتوفر في المجتمع السوداني مثلاً , لا تظهر بحدتها إلا عند الزواج المختلط , كأن يتزوج ( جنوبي من شمالية ) مع إن العكس أكثر قبولاً في المجتمع من الحالة الأولى .
    في حين أننا لو استعرضنا الفكرة في ظرف حيادي أو مثالي, كأن نسأل أي شخص عن رأيه في العنصرية ؟؟؟ , نجد أن الغالبية العظمى من الإجابات ستكون متزنة , وترفض مبدأ التفرقة العنصرية مثل مقولة : ( الناس سواسية كأسنان المشط , وميثاق الأمم المتحدة للحقوق الإنسان ... الخ ) وسيتعمد الشخص المسئول لجانب الحيادية العقلانية , هو الأمر الذي يدعم خط الربط العقلاني وطريقة التفكير في هذه اللحظة , أما على نحو مباشر هنالك فرق شاسع بين النظرية والتطبيق , وبين الفكر والسلوك , وهما أزمة العالم اليوم .
    فالدماغ كأساس للعقل , يحتوي على عدة مراكز حساسة , تقوم بعمليات التفسير والتخزين والتفسير , بينما يقوم العقل بالربط بينهم جميعاً , مكوناً العقل البشري الذي نتعامل به , ندركه ولا نفهم كنهه , فقط يمكننا توجيهه إلى الاتجاه الأفضل الذي يوفر سلامة الجميع .
    يحتوي المخ على مراكز للفهم والتخزين ( كمركز اللغة والإحساس والإبصار السمع .... الخ ) , بينما تتم عمليات التحليل في قشرة الدماغ , حيث يكون هنالك التفاعل بين المعلومات الواردة والمخزنة , وكيفية التعامل معها فيما بعد , وأهم نقطة يجب أن نتطرق لها في هذا المجال , هي كيفية الربط العقلي , ويمكن أن نشرح هذه المسألة بالمثال التالي :
    عندما تلتقط العين صورة للشجرة ما , ترسل هذه الصورة لدماغ , لتعرف في مركز اللغة بالاسم المرافق للصورة , شجرة ليمون مثلاً , وذلك وفق لتفاصيل المخزنة للشجرة الليمون في الذاكرة البصرية , كنوع الورق وشكله , هيئة الساق والأغصان , .... الخ , بعد التعريف يتم تحليل هذه الصورة حسب الهدف المعين , وهذا يتوقف على تفكير الشخص المشاهد , ثم يأتي التحليل بعد ذلك للموضوع المعين , إن كان الأمر يتعلق بثمار الليمون وجنيها مثلاً , أو كانت نظرة عابرة والسلام , ثم التفكير في الأسباب والمسببات التي أتت بالمشاهد إلى هذه النقطة التي بها شجرة الليمون .
    لكن بالنسبة للأحداث أكثر تعقيداً مثل مقابلة شخص عابر , أو حوار يدور حول مسألة فلسفية أو تحليله , يكون الأمر أكثر تعقيداً .
    يمكن أن نلاحظ ذلك في حالات النقاشات المنطقية التي تُوجب إقناع الآخر , ففي هذه الحالة يعمل العقل على استعراض كل المعلومات الخاصة بالموضوع المعين والربط بينها للوصول لآلية أقناع قوية للطرف الآخر حول الفكرة المعينة , وهذا الهدف هو الربط العقلي الذي نتحدث عنه في هذا الجزء .
    عندما نعود لاستعراض قضية العنصرية , كسلوك يومي يقوم به البعض , من غير أن يشعروا بذلك , نجد أن عمليات الربط تتخذ سلوك مخالف بناءاً على الخيارات العقلية للمجتمع المعين , على سبيل المثال , كلمة ( عبد ) تستخدم كثيراً في الدول العربية والأوربية , لتشير إلى الأسود أو الأفريقي إن صح التعبير , لكن من حيث المفهوم الإسلامي , الكلمة مرفوضة جملةً وتفصيلاً , إلا أن المسلمون يستخدمون هذه الكلمة مراراً وتكراراً أثناء الحياة اليومية , بل في بعض الدول نجد أن الأسمر مرفوض اجتماعياً , وفي دولة كالسودان لا نحتاج لشرح هذه المأساة , فالتقاليد الدينية والفلسفية ترفض الإشارة للشخص عن طريق اللون أو العرق , بينما الواقع يخالف ذلك تماماً , وعند الدخول في منافسة من أجل الوظيفة أو القيادة والحب والزواج ... الخ , يتبادر للذهن قاصر الربط , فكرة التمييز العنصري , على هيئة كلمة ( عبد ) بينما نجد أن ذات الشخص يكون هو مسئول كبير في الدولة أو أحد أصحاب الشهادات العليا أو من أئمة المثقفين والعلماء في الدولة المعينة .
    على هذا الأساس يمكننا أن نفهم ماهية الربط العقلي , فهو باختصار شديد ( الربط بين القيم والأفكار السليمة , وترجمتها إلى سلوك عملي منظم في الحياة اليومية ) أي نقض نظرية ( باب النجار مخلّع ) ومن ناحية أخرى التعالي على النقاط الضعف والنقص في السلوك البشري والعقلي , فالربط العقلي يوفر آلية لتسامح , وطريقة لتحديد الموجب ونبذ السالب تماماً , فالإنسان الذي لا يستطيع تفهم القيم الفاضلة والتعايش بها نجد له من الأعذار ألف , لكن المأساة تكمن في المتعلم أو المثقف الذي يتعامل بهذا المنطق , كجنوب أفريقيا سابقاً , البوسنة والهرسك , أزمة بنغلاديش , ومشكلة جنوب السودان , ومشكلة الهنود الحمر في الأمريكتين , والواقع الموريتاني مثلاً , فالقائمة طويلة ومستعصية , وفي كل الأحوال نجد أن الأزمة في هذه الشعوب هي ( ضعف قوة الربط العقلي , بين المفروض والواقع ) .
    وبمثال آخر , نجد هذه الأزمة متوفرة بشكل خاص في السلوك الديني , بمعنى أن هنالك أزمة حقيقة بين النص الديني المتسامح , وبين السلوك الديني الواقعي , فكل الأديان تشترك في هذا السلوك على حد السواء , لكن هي أكثر تفشي في المجتمع المسلم العربي , بمعنى أن أكثر الناس بعداً من السلوك الديني المتسامح مع الآخر , هم المسلمون , وعالمياً أكثر قضايا التفرقة والعنصرية والاضطهاد منتشرة ومتوفرة في المجتمعات الإسلامية , إضافة لتفشي الفساد والنفاق الاجتماعي والسلوكيات الملتوية في هذه المجتمعات الإسلامية , مع إن تعاليم الدين الإسلامي تنافي هذا من النوع السلوك تماماً , فالواقع الاندونيسي والمصري والسعودي والسوداني , وغيره من هذه الدول نلاحظ ضعف الربط العقلي بين السلوك النظري والتطبيقي , ولا أعني بكلامي هذا السلوك المغلوط عن الجهاد الإسلامي أو التعامل مع غير المسلمون , فهو خطأ وسلوك مشين , ليس له أي علاقة بتعاليم الدين الإسلامي من قريب أو بعيد .
    بينما نلاحظ ذات السلوك في الدول المسيحية التي تتعامل بذات العقلية الضعيفة , مع إن المسيحية كدين تقوم في الأساس على مبدأ التسامح وطهارة القلب من الشوائب , لكن الواقع اللبناني المسيحي , والأميركي المسيحي , وبعض الدول التي ترفع شعار التعاليم المسيحية كسلوك نجدها تفقد عملية الربط العقلي بين النظرية والتطبيق تماماً.
    وأكثر هذه السلوكيات التي نتحدث عنها , نشاهدها في الواقع الأوربي , اجتماعياً وسياسياً , فالتناقض الذي تعيش فيه هذه الدول نابع من أزمة الربط العقلي , كفكرة تبني ما يعرف بحقوق الإنسان في العراق وكوريا الشمالية ... الخ , وفي نفس الوقت غض البصر عن التجاوزات التي تقوم بها دولة مثل إسرائيل , فالقانون أصبح أيضاً أداة خالية من المعايير العقلية والمنطقية , فالربط العقلي الذي نتحدث عنه , ينعكس على السلوك أولاً وثم تقبل الآخر , بل إتاحة الفرصة للآخر في التعبير والتعايش السلمي , فعندما تكون كمية الربط العقلي كبيرة داخل العقل البشري يمكنه التعامل مع مجموع السلوك بطريقة ممتازة , وللأسف الشديد لا يوجد مؤثر أخطر على العقل من التفكير المادي البحت , وهي أزمة العقل الراهن , فهذا التفكير حدد عمليات الربط العقلي بمقدار الربح مهما كانت الأثمان .
    فالربط العقلي بين السلوك والمثالي ومنطقي , يساعد الإنسان على فكرة الاستمتاع بثقافة الآخر والتعامل معها بسهولة ويسر , بينما نجد أن التقوقع داخل إطار العادات والتقاليد والقوانين المجحفة والصادرة بطريقة خطأ , يجعل العقل يفقد الكثير من حيوية الربط بين المعقول واللا معقول.
    من الناحية العامة كلما ذادت مقدرة العقل البشري على الربط بين السلوك والقيم والجيدة , كلما كان هذا العقل الأكثر تصالحاًً مع الأزمات النفسية والاجتماعية , فالربط العقلي , من ناحية أكاديمية يساعد الطالب على الاستفادة من كل المواد التي يتعلمها , ليترجمها على واقعة العلمي , وسرعة الربط العقلي لديه , تحدد درجة ذكاء الطالب أكاديمياً , بينما نجد أن سرعة الربط بين القيم المثالية والقيم الاجتماعية الموروثة هي التي تحدد مدى وعي الإنسان ورقي تعامله , وهذا النوع من الربط العقلي ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالتحصيل الأكاديمي , بقدر ما هو وعي مكتسب من التصالح مع الذات العقلية للإنسان نفسه , وواقعياً يفسر لنا الوعي الاجتماعي للأفراد والجماعات , في حين أن نقصان هذه المقدرة العقلية على الربط بين القيم , يولد أولاً ضعف الثقة في النفس والتفكير في آن واحد , بينما اجتماعياً يولد مآسي تنعكس على الدول والجماعات في شكل حروب وصراعات ما أنزل الله بها من سلطان , وخير دليل على ذلك الحروب الأهلية المشتعلة هنا وهناك , والسودان دليل عملي على هذا النوع من ضعف الربط العقلي بين القيم والسلوك , فحركات التحرر أو التمرد - سمها ما شئت - تعكس هذا المفهوم بصورة واضحة وتؤسس له في مجموع المجتمع , وها هي البلاد قادمة على مراحل تمزيق لم تخطر في بال أحد في يوم من الأيام .
    خلاصة القول , عجبت حقيقة لهذه الأصوات التي تطالب بالانفصال والجهاد والنضال والقتل , والأصوات التي تتمسك بالفتات والتمزيق من أجل مصالح ثانوية وشخصية , ستنتهي عاجلاً أم آجلاً .
    فأزمة الربط العقلي التي يعاني منها عموم الفكر العالمي , انعكست على الواقع الاجتماعي بصورة مخيفة ورهيبة , وفي السودان نسير في اتجاه التمزيق والتفتت بينما يسير العالم في اتجاه الوحدة والتكتل , وللأسف الشديد أن الذين يدعون لهذه النوع من السلوكيات , هم القادة والمثقفون والمتعلمون والأساتذة , مع أنهم من المفروض أن يكونوا أمثلة حية للمواطنين على رفع الوعي , والقدرة على الربط العقلي بين القيم والأخلاق والثقافات , إلا أنهم عجزوا حتى على تجاوز الضعف العقلي واللا وعي الذي يعانون منه .
    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de