|
في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود
|
رحل عن الفانية بالامس انسان نبيل عرفته في هذا الاسفير صاحب فكر وقلم رشيق كثير التهذيب واسع المعرفة قضي اكثر من ربع قرن مغتربا مدافعا منافحا عن حريته وفكره ...كنت قد زكيته لبكري لينضم الي سودانيزاونلاين قبل اعوام ففعل بكري مشكورا ولكن ظروف الراحل النبيل لم تجعلنا نستمتع بكتاباته الانيقة الا مرة واحدة... في الشهور الاخيرة اخذتنا هذه الدنيا عن متابعة اخباره والاتصال به حتي اخبرتني صديقتنا المشتركة سناء جعفر بانه كان مريضا وقبل فقط يومين من رحيله ذكرتني بذلك وكنت في سبيل ان اتصل به في اي لحظة حتي اتاني خبر رحيله بعد معاناة مع مرض ... مات في غربته(روما) التي اختارها ليتنسم حرية صارت عصية علي كل مهموم بانسان وفكر وحقيقية .... يومي حزين ايها الراحل النبيل رحم الله سيف الدين ابراهيم محمود وابدله الله دارا خيرا من داره وتقبله قبولا حسنا وصبر زوجته واهله واحباءه ورفقاءه وانا لله وانا اليه راجعون
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: أيمن الطيب)
|
لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم وسع مرقده و احشره مع الصديقين
حار التعازي لاهله و اصدقائه و لنا يا ابوبكر , لم اسمع بالخبر إلا منك الان (لاحول ولا قوة إلا بالله) لن استطيع ان انسي ما حييت توقيعه الذي ادخلني يوما ما لعالم كتابته
جعلوني ناطورة الكروم و كرمي لم انطره
ارقد بسلام مع الصادقين و الصديقين و الشهداء يا سيف الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: عاطف عمر)
|
Quote: شهادة علي العصر
هذا عصر الغضب الطاحن الهابط من صلب التاريخ الوافد منا وإلينا..سيان العربيد والكاهن عصر الغضب الطامح فوق القنوات.. لايلوي.. هذا عصر التبريح والزخم التائه في كل خلايا الأموات ما بال الكون يضيق مداه.. والموت يسد علينا الطرقات ؟ مابال الرحم يضيق بنطفته والكبد الضاوي لايقتات.. يهزم فينا جهد التاريخ لأن نحيا فوق الأزمات ؟ عصري.. عصر الظمأ المحموم لأن نظمأ عصر الصدمات.. من لي بعصي موسي تلقف ما صنعوا وتفج البحر لكي ننجوا ؟ عصري لايرضي أن يسوعا قد مات هذا لايكفي .. فالجدل المادي حليب الأطفال والقلق النووي يطمس كل البسمات هلا يأتي من ينقذنا منا؟ من يقنع عصري أن يسوعاً آت يعيد بكفيه رسم خرائطنا ويعمدنا .. ويطوبنا كي ينمو النرجس فينا والشوك يموت.. كي يمسح عن عصري كل اللعنات ؟
سيف الدين إبراهيم محمود ساحة القديس بطرس - الفاتيكلن روما - 1980 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: keiga2000)
|
البركه فيكم : ابوبكر . حقيقي الاخيار يمضون سريعا من هذه الفانيه ويتركوننا نتجرع مارة رحيلهم. وبخاصه تامبدعين يحترقون ويموتو غما وحسرة علي هذا العالم البغيض. ربنا يرحم سيفالدين ويغفر له باذنه تعالي ....أمين يارب .
كان شغال في منظمه اجنبيه ها الفقيد يا ابوبكر؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: Tagelsir Elmelik)
|
Quote: وداعاً سيف الدين محمود إبراهيم ذلك الإنسان النبيل (ولنبلونكم بشيء من الخوف الجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم بالأمس نعى الناعي الأخ/سيف الدين إبراهيم محمود بسفارتنا بروما،وقد وقع علينا الخبر كالصاعقة. كنت أحدّث الراحل سيف الدين قبل حوالي ثلاثة أسابيع بعد العملية التي أجراها في روما وطمأنني على حالته،ولكن بعد العملية بأيام تدهورت حالته سريعاً وبشكل درامي ، إذ استشرى في جسده السرطان اللعين،ولم تسلم منه حتى خلايا المخ . دخل سيف الدين في غيبوبة إلى أن ارتحل إلى دار الخلود. عرفته قبل عقدين من الزمان عندما ذهبت إلى روما للالتحاق بدراسات عليا في العمارة هناك، كنت كلما أجد سانحة وأذهب إلى السفارة ألقاه يعمل في هِمة وصمت،لا تسمع منه إلا كلمة طيبة فهو إنسان عفيف اللسان. كان ودوداً ومحبوباً من الجميع لطيبته وأخلاقه السمحة وحسن معشره ، تجده هاشاً باشاً وهو يستقبل السودانيين والإيطاليين وغيرهم من جنسيات أخرى عندما يجيئون لقضاء معاملة بالسفارة السودانية في روما. ثم عرفته أكثر عندما انتقلت للعمل دبلوماسياً في سفارتنا هناك ووجدت سيف الدين نفسه ذلك الإنسان النبيل ، لم يغير الزمن من معدنه الأصيل. وجدت في سيف الدين صفات عديدة ما كنت أعرفها فيه ، إذ رأيته كاتباً حاذقاً ومفكراً لا يشق له غبار ، يصدع بالحق في كتاباته ولا يخشى فيه لومة لائم ، ولم يكن أبداً مثل أولئك الكتاب المزيفين الذين يكتبون بأسماء مستعارة ، وأي عار. تختلف معه في الكثير من الآراء , ولكنه دوماً يحترم الرأي الآخر مهما كان ولا يجنح أبداً للمهاترات وساقط القول. كان ملماً بثقافة العصر إلماماً عميقاً.. إلماماً لم يجرفه عن أصالته ودينه وقيمه ووطنيته ، متسامحاً مع ثقافات الآخرين سمحاً في تعامله معهم. امتلك كذلك ناصية الشعر والأدب ، إذ كان يقرض الشعر الرصين ، كما كان أسلوبه الأدبي جزلاً ، يجد المرء متعة وسلوى في قراءة ما يكتبه . كان سيف الدين متجرداً وبسيطاً لم تشغله الماديات ولم تأخذ مساحة كبيرة من قلبه، وكان رغم امكانياته المحدودة كريماً وأصيلاً وكان بيته منزلاً للعديد من الإخوة الذين تجيء بهم الطرق إلى روما ، حتى أولئك الذين لا يعرفهم ولا تربطهم به صلة ، ويعرف أن ظروفهم المادية غير يسيرة كان يستضيفهم في بيته العامر في تيفولي . رغم قساوة الكثيرين عليه وظلمهم له وتجنيهم عليه كان مسامحاً ولم يحمل في قلبه حقداً ولا غِلاً على أحد ، تجده ينسى بعض قساوة الناس ، ولكن تجني بعضهم عليه وظلمهم له ترك فيه أثراً تراه في وجهه الطفولي البريء. كان إخلاصه فيما يقول ويفعل جواز مرور له ليقول ما يقول لأن الإخلاص يفتح القلوب. بالأمس وعقب سماعي الخبر الحزين هاتفت سفيرنا في روما الأخ الكريم/الير دينق رواي، وطفق كل واحدٍ منا يعزي الآخر في الفقد الجلل. عندما هاتفت الأخ السفير/ألير الأسبوع المنصرم بعد سماعي بانتشار داء السرطان في جسد سيف الدين جاءني صوته على غير العادة فيه نبرة حزن ، وبعد السلام والسؤال عن الأحوال قال لي ألير:( والله نحن ما كويسين يا طارق ، أخونا سيف إبراهيم في غيبوبة تامة بعد أن انتشر السرطان في كل جسمه ، والأطباء قالوا السرطان وصل مرحلة متأخرة جداً ، زوجته مسكينة ، عيانة وتعبانة ، والله نحن ما عارفين نسوي شنو) واسترسل في الكلام في حزن شديد أكاد أراه في وجهه. قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "إن خياركم أحسنكم أخلاقاً" ، وبشّر قائلاً: "ما من شيء أثقل في الميزان –أي يوم القيامة- من حسن الخلق". اللهم أنزل عبدك سيف الدين في مقعد صدق وأجزل له الوعد الحق: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرأوا إن شئتم (فلا تعلم نفسٌ ما أخفي له من قرّة أعين) ". طارق أبوصالح وزارة الخارجية - الخرطوم
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: abubakr)
|
Quote: الشمس لها قلبان
لم أدرك ذلك من قبل .. فقد كنت أسير حذاء الشاطئ ذات صباح لم يقبل .. في جيبي توليفة تبغ هادئ وعلي كتفي وشاح مسدل أدنو للأفق الداجي.. واداعب بضع وريقات من شجر وهمي علي أستكشف بعض خبايا المستقبل جلست علي حرف الشاطئ.. أشهد لحظة ميلاد الصبح الآتي فترآءي لي في المشرق طيفان أحدهما أحمر قاني.. والآخر أبيض ..برسم الثغر النشوان خرجا من جوف المشرق .. صعد الأبيض درج الكون من غير عناء والأحمر أضحي كأساً لأديم الأرض الظمآن لم أدر تماماً إلا من تلك اللحظة أن الشمس لها قلبان ___________________________________ سيف الدين ابراهيم محمود ودمدني- 22/11/1976 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: abubakr)
|
الصديق الباش، أعجب كيف لم نعرف إنسانا كتب: عصري لايرضي أن يسوعا قد مات هذا لايكفي .. فالجدل المادي حليب الأطفال والقلق النووي يطمس كل البسمات هلا يأتي من ينقذنا منا؟ من يقنع عصري أن يسوعاً آت يعيد بكفيه رسم خرائطنا ويعمدنا .. ويطوبنا كي ينمو النرجس فينا والشوك يموت.. كي يمسح عن عصري كل اللعنات ؟ أعجب ألا نسمع عن روح بهذا السمو حتى ترقى إلى بارئها، أعجب ألا نرى سيفا كهذا إلا بعد أن يعود إلى غمده، يا سيدي لمثل هؤلاء يسكب الدمع وتُشَق الجيوب لكننا لانقول إلا ما يرضي المولى، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا منا ووأكرمه بصحبة الحبيب المصطفى، تعازي الصادقة لك وللصديقة سناء ولكل جميل يدرك أن سيفا تقدمنا في الطريق، وأن الموت ما هو إلا (انعتاق للروح من إسار الجسد). إنا لله وإنا إليه راجعون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: mohamed elshiekh)
|
هذا الكلام كتبو سيف الدين إبراهيم... بي هناك في موقع آخر. لأنه كلام ينضح وضاءة أحببت أن أشرككم فيه.. ويكون شهادة له عامة.. s
Quote: كان ذلك في أوائل السبعينيات ، علي ما أذكر ، ربما عقب عودة وفد الأستاذمحمود والأخوان من بورتسودان ، في طريقهم إلي كسلا والقضارف ثم الخرطوم . بعد زيارة السيد الحسن ، تضمن البرنامج الخروج في نزهة إلي جبل التاكا ومعنا ، بالطبع ، عدد من الأخوات أذكر منهم أ وب و.ن و.ر . غمرتني فرحة طفولية لتلك النزهة ، وفكرة تسلق جبل التاكا الرابض في أحضان تلك الطبيعة الساحرة ، وفي معية أجمل ممن خلق الله . I WAS SO EXCITED ، كما يقول الإنجليز ، لدرجة أني تقدمت المجموعة التي كانت معي في الصعود ، ثم إلتفت لأجد الأستاذ محمودورائي مباشرة ، لا أدري كيف ، وبعده عدد من الأخوان ، ثم الأخوات في المؤخرة . طلب مني الأستاذ الوقوف عند هذا الحد ، في إنتظار بقية الأخوان ، والأخوات خاصة ، لأنه لا يريد لهن الشعور بالدونية حتي في القدرة البدنية علي صعود هذا الجبل . في فترة الإنتظار هذه ، لفت الأستاذمحمود نظري إلي عشبة قصيرة من النبات تخرج من سطح صخر أملس عمودي ، شأن معظم الجبل ، ثم مد يده الكريمة ، وقطف جزءاً صغيراً منها ومده لي ثم طلب مني أن أشمها ، وأعقبها بقوله : موش زكية ؟ لم أشم في حياتي أزكي من طيب تلك العشبة. سألني الأستاذ : تعرف ليه ريحتها زكية كدا؟ أطرقت حائراً في الإجابة ، ولكنه بادرني بالرد قائلاً : لأنها في وضعها دا من الصخرة بتاخد من الموية النازلة من المطر ، قدر حاجتها، والباقي بنساب لي تحت لغيرها من النبات . نحن لو بناخد من الرزق قدر حاجتنا بس ، والباقي يمشي للمحتاج ، ريحتنا بتكون زكية زي العشبة دي..
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: عصمت العالم)
|
خالص مودتي وعرفاني اليكم جميعا الذين لم يبخلو بدعوة الي الله بان يرحم الراحل الانسان سيف الدين ....بعض البشر انسانيتهم تشم رائحتها العطرة دون ان تراهم في حروفهم وكتاباتهم واصواتهم ....وهكذا كان سيف الدين ...وسيبقي في وجدان كل من عرفه وقرء له ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: abubakr)
|
لا حول ولا قوةً إلا بالله .... الدوام لله ... ... خالص العزاء لأسرة إبراهيم محمود .. خالص العزاء للأخوان عماد، ياسر(النقر)، حاتم .. -- سيف إبراهيم محمود ..ود حلتنا ونسيبنا ... خرج من السودان باكراً ... وأول شخص في ذاك الزمان أسمع عن أرتباطه بالجمهوررين .. ولازلت أذكر جيداً زواجه ... ووجود الأحباء الجمهوررين حوله ... __ سيف من أبناء ودمدني ... لكن الكثيرين من أعضاء البورد من ودمدني لايعرفونه "بالرغم من العلاقات القوية لناس ودمدني" لكنهم يعرفون جيداً أخوه ياسر .. الشهير بـ ياسر النقر ... لعب في نادي الدفاع المزاد.. ولعب في نادي الأهلي مدني .. وكذلك أخيه الثاني .. عماد قدارة ... -- هذه هي الفاجعة الثانية للأسرة ... حيث أن سيف أبراهيم محمود هو إبن عمة المرحومة (إبنة أختي) هند مدثر .. التي توفت في ماليزيا في الشهور الماضية في حادث حركة .
اللهم أرحم سيف .. اللهم أرحم سيف
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: حاتم يوسف العبيد)
|
يا عزيزي حاتم
Quote: ... لكن الكثيرين من أعضاء البورد من ودمدني لايعرفونه "بالرغم من العلاقات القوية لناس ودمدني" |
كل من عرف الراحل سيف الدين عرف انسانا شفيفا واعيا مهذبا مثقفا باحثا عن حرية منافحا ومدافعا عنها ... سيف الدين بالنسبةلي ولاعداد من الذين اقتربت منه في هذا الفضاء الاسفيري الواسع تجاوز المكان والجهة .. سيف الدين خلق بلدا من انسانيته اوسع من كل البلاد .. فله الرحمة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: Sinnary)
|
يا عزيزي سناري
Quote: أخي أبوبكر هل كان يكتب الفقيد تحت اسم ديمقراطي أو ينتمي للفكر الجمهوري |
كتابات سيف الدين كانت تعبر عن الانسان الباحث عن حرية وعدل وحب وخير كثير .. كتابات فيها عمق ويسر في التناول دون تعقيدات .. سيف الدين لم اقابله وجها لوجه ولكن كنت احس به عندما اقرء له او نتبادل نقاشات .. كانت الحروف عنده مفردات احساس وحب ... لم يقل لنا لنا انه جمهوري او ديمقراطي وانما جعلنا نجد فيه انسانا معجونا شفافية وحبا وحرفا انيقا تتجاوز انسانيته محاور فكرية معينة الي ساحات ارحب تجمع كل فكر انساني جميل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
لم أر سيف مطلقاًً لكنني ظللت أحلم بعطلة في اروبا أبدأها بروما سيف. لا شئ يعدل بهاء روما مثل سيف. الانتباه لذهاب سيف اشبه بحكة رأس مباغتة أو بطعنة في القلب غامضة المآل.
انظر حكايته التي تركها لنا وصية نرقي بها ألبابنا ضد التخثر واليباب:
Quote: سألني الأستاذ : تعرف ليه ريحتها زكية كدا؟ أطرقت حائراً في الإجابة ، ولكنه بادرني بالرد قائلاً : لأنها في وضعها دا من الصخرة بتاخد من الموية النازلة من المطر ، قدر حاجتها، والباقي بنساب لي تحت لغيرها من النبات . نحن لو بناخد من الرزق قدر حاجتنا بس ، والباقي يمشي للمحتاج ، ريحتنا بتكون زكية زي العشبة دي..
|
يا لها من حنكة في استخلاص الحكم تميز بها الاستاذ وأورثها لتلميذه سيف.
انظر كذلك بعض خواطره عن الغربة:
Quote: نحن ، في الواقع ، نحاول إعادة توطين الجسد في الشتات ، أما الروح فوطنها هو اللآوطن ، أو هو "الإطلاق " الذي منه صدرت وإليه تعود .وهو وطن يتجاوز الحدود التاريخية والجيوبوليتكية . وعندما " تزأر بنا الأشواق " إلي أم درمان أو الفاشر أوبورتسودان أو ياي أوخشم القربة ، فلأن تلك الأماكن هي " مدافن صرة " لأجسادنا الطرية عندما تفتحت أعيننا لأول مرة علي هذا العالم الفسيح . وهي مراتع طفولتنا وصبانا ، وتشكل وشيجة عاطفية قوية وإن كانت ساذجة . وعندما يهاجر أحدنا ، لايترك السودان وراء ظهره ، بل يحمله بين جوانحه بكل تفاصيله وأحزانه . قد ينجح بعضنا في التواءم مع الوطن الجغرافي الجديد ، ثقافياً وإجتماعياُ ، وقد يفلح إقتصادياً ، ولكن قد ينهار البعض أيضاً تحت وطأة ذلك الواقع الجديد أو ينسحب قبل وقت كافي من الإنهيار ، كما حدث لبعض ممن أعرف . ويبقي السؤال قائماً ، بتعديل طفيف ، " هل يمكن إعادة توطين الروح والجسد؟"
|
أعظم وفاء لهذا الرجل أن اجتمعنا على حبه وسنظل نذكره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: شول اشوانق دينق)
|
يا الله يا الله
يا له من صباح حزين.
أخى وصديقى سيف الدين، الرجل الخلوق المتواضع، رحل عن دنيانا قبل أن أستطيع رؤيته ووداعه.. إن العين تدمع والقلب حزين يا سيف ولا نقول إلا ما يرضى الله.. عزائى لزوجته الدكتورة زينب وكل معارفـه، ولأخوته الجمهوريين.. والعزاء لك اخى أبوبكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: بكرى ابوبكر)
|
تغمده الله بواسع رحمته وجعل قبره روض من رياض الجنة
احسـن الله عزاءك باشمندس ابوبكر
Quote: أعجب ألا نسمع عن روح بهذا السمو حتى ترتقى إلى بارئها، أعجب ألا نرى سيفا كهذا إلا بعد أن يعود إلى غمده، يا سيدي لمثل هؤلاء يسكب الدمع وتُشَق الجيوب لكننا لانقول إلا ما يرضي المولى، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا منا ووأكرمه بصحبة الحبيب المصطفى، تعازي الصادقة لك وللصديقة سناء ولكل جميل يدرك أن سيفا تقدمنا في الطريق، وأن الموت ما هو إلا (انعتاق للروح من إسار الجسد). إنا لله وإنا إليه راجعون. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
رفيق حزني/ أبو بكر،
كان هذا هو لقاءي الأوّل به، وفي ذات المكان ـ سودان فور أوول ـ التقيتُ بك لأوّل مرّة.. حيث كنتُ قد أتيت بمختارات شعرية ، من هنا وهناك، من أرجاء المعمورة، ودعوتُ الجميع ليأتوا بقصائدهم/مختاراتهم، فنقيمُ جلسة شعرٍ كونية..
فكان اختياره، لقصيدة الموت: When Death Comes التي أتى بها يومها، مثل تميمةٍ أراد منّا أن نحفظها لمثل هذا الفقد المكين ـ كيْ نتأسّى بها ـ ونحن نكابد ما نكابد من هَجْره لنا وترْكِنا نتمرّغ في بركةِ الوجع الكظيم..
حيث لم تجمعنا من قبل تلك الشوارع القليلة الموصلة ما بين بيتينا بمدني، التي كنتُ أغشاها صباح مساء في مشاويري لبيت جدّي في "ود أزرق".. أو تحاذيْنا تحت ظل "جامع أبو زيد" الذي كنا نحتمي به من غيظ الظهيرة عابرين، كما ولمْ نفسح لبعضنا المجالَ حين يلج أحدنا بوّابة الدخول/الخروج ل"مكتبة البلدية" أو "دار الصداقة السودانية الصينية" أو "المجلس البريطاني" أو عندَ زحام شراء الفول من "أبو ظريفة" في السوق الكبير أو الصغير، أو أن يلقط أحدنا للآخر تذكرة السينما التي سقطت من كفٍّ في صالة "الوطنية" أو "الخواجا"..
ولكن، بعد دهورٍ من عدم اللقاء علمتُ لمَ لمْ نلتقي لدى أيّ صدفةٍ من هذي أو تلك، كان قد احتمى بروما، التي تُوصِلُ لها كلّ الطرق إلا خطايْ، يُخاطبُ تماثيل مايكل أنجلو، ويعُدّ بلاطات ساحات روما حين يُصيبه الضجر، ويبحث عن وصايا يسوع المسيح التي ربّما دسّها أحد الحواريين في جُحرٍ ما بينَ حجارة سور الفاتكان.. ويُتمتمُ بالتعاويذ كي تحرسَ حفيدات جينا لولو بريجيدا، صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي، المُتمسّكات بوصايا الجدّات ـ بأن يظللنَ جميلات دون أن يفقدنَ ذكاءَهنّ.. وكنت أنا قد لذتُ بمن تبقى مِن هنودٍ حمْر أطوف معهم/نّ حولَ "البحيرات العظمى" على طول ولايات أونتاريو وكيبيك الكنديتان.. وولايات أوهايو، نيويورك، بنسلفانيا، ميتشيجان، أنديانا، أيلينوي وويسكونسن ـ الأمريكية.. ومِن "هُنايْ" و"هُناكَهُ" التقينا على حافةِ الغياب ذات جلسة شعرٍ كونية:
Quote:
سيف الدين إبراهيم محمود
اشترك في: 25 مايو 2005 مشاركات: 480 المكان: روما ـ إيطاليا ارسل: الجمعة يوليو 08, 2005 10:20 am موضوع الرسالة:
الصورةُ تقفز من المعنى كالأسد من الغابة . إنّه المبدعُ الذي لا يتبع أستاذاً ، وسند الجمع الذي لا يستند على شئ . لاتقل انّ كلّ هذا خيال وضلال ، فليس في العالم خيالٌ بدون حقيقة . جلال الدين الرومي .
(..القصيدة جواب يتساءل ..) غيفلك
شكراً أستاذ عادل عبد الرحمن للدعوة الكريمة . أبادر فأعرب عن إعجابي بما قرأت لك ، علي قلة ما قرأت . أطل بدهشة طفل ، ولكني لا أقعد . بدأت مراهقتي الشعرية مبكرة ، وأخشي معاناة المراهقة المتأخرة ! للجميع محبتي . سيف الدين
Adil Abdelrahman
اشترك في: 26 مايو 2005 مشاركات: 73 المكان: US ارسل: الاحد يوليو 10, 2005 8:37 pm موضوع الرسالة:
أخي / سيف محمود ، أنت من مدني إذاً ؟ / وهذا ممّا يزيدني غبطةً / فأنا عنصريٌّ جدّاً فيما يتعلق بمدني ! فلقد كان أن خرجتُ ( رفع المنصوب على طريقة الفرزدق ) الى الدنيا في عام 1956من منزلنا الكائن بشارع المحطّة ؛ ومن يومها ما فتئت متشرّداً في شوارعها : من أمام باب منزلنا ، في الستينيّات رأيت العجاب - مظاهرات أكتوبر ، زيارة اليزا بيث ( ملكة بريطانيا ) ، موكب قيادة ثورة مايو يتوسطهم ( قرنق ) الشهيد ، ... في أحيائها وبيوتها إلتقيت بشعرائها ورسّاميها ومغنّيها وصعاليكها المحمودين .. .. لا بدّ أنّ خطانا قد تقاطعت ذات زمن .. أو ، محن !!
سيف الدين إبراهيم محمود
اشترك في: 25 مايو 2005 مشاركات: 480 المكان: روما ـ إيطاليا ارسل: الاثنين يوليو 11, 2005 9:13 am موضوع الرسالة:
أخي العنصري جداً في مايتعلق بمدني تحية مدنية خالصة الحديث عن مدني ذو شجون .أكتفي هنا بالإشارة لودأزرق -حيث ولدت- الذي لايبعد كثيراً عن شارع المحطة ، وحيشان أبوعموري وشيخ العرب الذين تربطنا بهم علاقة نسب ، ودافوري كرة الشراب بالقرب من جامع ابوزيد ، ومدرسة البندر ومكتبة البلدية ، والمجلس الثقافي البريطاني ، في عهده الذهبي . وسينما كولوزيوم والسينما الوطنية وشخصيات مدني الطريفة كحيدر قطامة ، وخدوري ( كمال أجسام - ملاكمة ) وآخرين لاتحضرني أسماؤهم ( هسع ) . ربما لم تتقاطع دروبنا بفارق السن ( سبقتك للوجود بتسعة أعوام ) ، أوالنزعة الإنطوائية التي شكلت صباي ، ولكن لا بأس ، ها نحن نلتقي في هذا المنبر البديع وأنت تسبقني في الوجود الأدبي بعدة أعوام ضوئية . مزيد من الوصل والتواصل ، ومحبتي للجميع . سيف محمود
سيف الدين إبراهيم محمود
اشترك في: 25 مايو 2005 مشاركات: 480 المكان: روما ـ إيطاليا ارسل: الثلاثاء يوليو 12, 2005 9:48 pm موضوع الرسالة:
When Death Comes
When death comes like the hungry bear in autumn when death comes and takes all the bright coins from his purse
to buy me, and snaps his purse shut; when death comes like the measle pox;
when death comes like an iceberg between the shoulder blades,
I want to step through the door full of curiosity, wondering; what is it going to be like, that cottage of darkness?
And therefore I look upon everything as a brotherhood and a sisterhood, and I look upon time as no more than an idea, and I consider eternity as another possibility,
and I think of each life as a flower, as common as a field daisy, and as singular,
and each name a comfortable music in the mouth tending as all music does, toward silence,
and each body a lion of courage, and something precious to the earth.
When it's over, I want to say: all my life I was a bride married to amazement. I was a bridegroom, taking the world into my arms.
When it's over, I don't want to wonder if I have made of my life something particular, and real. I don't want to find myself sighing and frightened or full of argument.
I don't want to end up simply having visited this world.
~Mary Oliver
انتقل الى الاعلى
سيف الدين إبراهيم محمود
اشترك في: 25 مايو 2005 مشاركات: 480 المكان: روما ـ إيطاليا ارسل: الاربعاء يوليو 20, 2005 9:22 am موضوع الرسالة:
ربما كان من الأفضل التعهد " بسقاية " هذا الزرع ، حتي تمطر ، أو يعود من غرسه . مع تحياتي . سيف
قلبي يحدثني
لسلطان العاشقين - إبن الفارض
قـلـبي يُـحـدثُني بـأنك مُـتلفي ، روحـي فِداك عرَفت أم لم تعرفِ لـم أقضِ حق هواك إن كنت الذي لـم أقـض فيه أسى ، ومثلي من يفي مـا لي سوى روحي ، وباذل نفسه فـي حب من يهواه ليس بمسرفِ فـلئن رضـيت بها فقد أسعفتني ، يـا خيبة المسعى إذا لم تسعفِ ! يـامانعي طـيب المنام ، وما نحي ثـوب الـسقام بـه ووجدي المتلف فـالوجد بـاقٍ ، والوصال مماطلي والـصبر فـانٍ ، والـلقاء مسوفي واسأل نجوم الليل : هل زار الكرى جـفني ، وكيف يزور من لم يعرفِ لا غـرو إن شحت بغمضٍ جفونها عـيني ، وسـحت بالدموع الذرف وبـما جرى في موقف التوديع من ألـم الـنوى ،شاهدت هول الموقف أن لـم يـكن وصـل لديك فعد به أملي وما طل ، إن وعدت ، ولا تفي فـالمطل مـنك لدي ، إن عز الوفا ، يـحلو كـوصلٍ من حبيب مسعف فـلـعل نـار جـوانحي بـهبوبها أن تـنـطفي ، وأود أن لا تـنطفي يـا أهـل ودي ! أنتم أملي ، ومن نـا داكـم يـا أهـل ودي قد كفي عـودوا لـما كـنتم عليه من الوفا كـرما ، فـإني ذلـك الـخل الوفي لا تحسبوني في الهوى متصنعاً ، كـلفي بـكم خـلق بـغير تـكلفِ أخـفـيتُ حُـبكمُ فـأخفاني أسـىً حـتى ، لعمري ، كدت عني iختفي وكـتـمتهُ عـنّـي فـلـو أبـديته لـوجدته أخـفى من اللطف الخفي دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ، فـإذا عـشقت ، فـبعد ذلـك عنف برح الخفاء بحب من لو في الدجى سـفر الـلثام ، لقلت يا بدر iختفِ وإن إ كـتفى غـيري بـطيف خياله ، فـأنا الـذي بـوصاله لاiكـتفي لو قال تيهاً : قف على جمر الغضا لـو قـفت مـمتثلاً ، ولـم iتوقف لا تـنكروا شغفي بما يرضي ، وإن هـو بـالوصال عـلي لم يتعطف غلب الهوى ، فأطعت أمر صبابتي مـن حيث فيه عصيت نهى معنفي كــل الـبدور إذا تـجلى مـقبلاً ، تـصبو إلـيه ، وكـل قـد أهيف إن قـلت : عـندي فيك كل صبابةٍ قال : الملاحة لي ، وكل الحُسن في كـملت مـحاسنة فـلو أهدى السنا لـلبدر ، عـند تمامه ، لم يخسفِ وعـلى تـفنن واصـفيه بحسنه يـفنى الـزمان ، وفيه مالم يوصفِ ولـقد صـرفت لحبه كلي ، علي يـد حسنه ، فحمدت حسن تصرفي يـا أخت سعدٍ من حبيبي ، جئتني بـرسـالـةٍ أديـتـها بـتـلطفِ فـسمعت مـالم تسمعي ونظرت ما لـم تـنظري ، وعرفت مالم تعرفي
_________________ " جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره " نشيد الأنشاد ، الذي لسليمان .
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: سلام يا كرام
في اتصال هاتفي مع الأخت الدكتورة زينب عرفت منها أن جثمان الراحل العزيز سيف سيغادر روما بالطائرة المصرية يوم غد الجمعة الساعة الواحدة ظهرا بحيث يصل إلى مطار الخرطوم في الرابعة والنصف من فجر السبت 3 يوليو 2010 |
يا أعزاء سيف وأحبابه هنا... أكيد أذهلكم رحيله... وأكيد عايزين تعرفوا وين ذهب جثمان فقيدكم.. نرجوا من الله أن يكرم وفادته....... هذا ما كتب في منبر بي هناك أحد الأكرمين الكرماء وتفضل به..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: منصوري)
|
شكرا المنصوري ...فليحتضن وطنا هذا الجسد الذي ارهقه واوجعه اغتراب وشتات اخذ من الراحل كثيرا من عمره .. شتات حرم كل من لم يعرفه شخصاانسانا بديعا وفكرا وقولا وابداعا الكثير ....امل ان يجد من يجمع ابداعاته من فكر وشعر ونثر في كتب لاجل سودان احبه ولم يجد فيه متنفسا لحرية ارادها لا بداعه وفكره ... ندعو له الله في هذه الجمعة المباركة ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: خدر)
|
يا صديفي بيكاسو
Quote: لك التجلة والتقدير والعرفان لهذا الصنيع الذي يقطر عافية من الروح |
عندما علمت بالخبر صباحا طفقت صدبقتنا المشتركة سناء جعفر تبكي يوما كاملا وانا لا اعرف ما اقول ...كلانا وسناء جمعتنا به كالعزيز عادل ومصطفي وخدر واخرون به كتاباته الانيقة المعبرة والتي تتدفق نبلا وانسانية وفهما عميقا ...كلمات لا يمكن ان تصطنع ..كلمات هي رسم الوجدان والعقل وفيها امتداد لاحساس انساني يتجاوز الشخص.. حين استمر اللقاء صوتا من خلال هاتف احيانا لم تتغير الصورة انما صارت ذات ابعاد ثلاث تعطيها عمقا ...سيف الدين كان صانعا للحب والانسانية ولذا فقدنا له في هذا العالم الموجع ببشاعة ما نقرء ونسمع ونشاهد كل لحظة عظيم ...
عافية الروح هو كان رائدها ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: Imad Khalifa)
|
أخي الباشمهندس أبوبكر أعزيك واعزي جميع أصدقاء ومعارف الأستاذ سيف الدين ، اولئك الذين رأووه بالعين الشحمية وكذلك الذين تقاطعت دروبهم معه في هذا الفضاء الأسفيري الرحب.. أنا شخصيا لم التق الأستاذ سيف بالرغم من أن ما يجمعنا كثير ولكن التقيته كثيرا عبر الأثير وسمعت صوته عبر التلفون وغرف البالتوك بعد أن سمعت عنه وعن التحاقه بالحزب الجمهوري في الستينات من اخواننا الذين عاصروه .. لقد كان خفيفا كالنسيم العليل الذي يتضور شذا عندما يتحدث وعندما يكتب بعمق فكري باين .. ونحن اذ نفتقده اليوم نتضرع الى الله أن يحسن قبوله ويجعله في معية الأولياء والصالحين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وأن يجعل البركة في زوجته الدكتورة زينب وفي جميع أهله .. (إنا لله وإنا إليه راجعون) عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: خلف الله عبود)
|
عزيزي خلف الله
Quote: عرفته منذ السبعينات ن مفكرا متمردا على القديم الباطل ... |
ميزة الراحل سيف الدين انه كان قادرا علي ان يتجاوز الزمن لتعرفه ...معرفتني انا شخصيا به لاتتجاوز اربع سنوات ومن خلال كتابات قصيرة في منتدي واتصالات هاتفية قصيرة ..مقدرة علي التواصل تتجاوز كل البروتوكلات والمقدمات . يكفي ان يسطر بعض رؤاه وافكاره شعرا او نثرا حتي تصل الي وجدان المتلقي فيبدو انه موجود معك منذ عرفت القراءة او قبلها .... المرحوم سيف الدين كان انسانا اعتباريا تجاوز بانسانيته كل حواجز الزمن والمكان ..واليوم ويرحل جسده الي ارض عاش لها وهو بعيد لتحضن الجسد الفاني وتبقي ذكري سيف الدين في مخيلة ووجدان من عرفه يوما ولكل اجل كتاب و ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) وانا لله وانا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذمة الله الانسان سيف الدين ابراهيم محمود (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
Quote: الطفلة الأم في الخامسة أو ا لسادسة من عمرها . آنجلوساكسونية . تلعب عي مقربة مني ، مع صويحباتها ، في إحدي حدائق باريس تحت رعاية سيدة في منتصف العمر . جالس لوحدي ، والشتاء علي الأبواب ، في زمن مضي ، مثقل بهموم الدراسة والبحث عن عمل في مدينة لاأعرف لسانها ولاترغب ، في مايبدو ، أن تعرف شيئاً عن هذا الغريب المثقل بالهموم . الطفلة تلعب ، وتختلس النظر إلي بين حين وآخر . تتوقف فجأة عن اللعب وتتقدم نحوي بخطي ثابتة . تقف أمامي مباشرة وتحدق في عيني ، ثم تضع يديها الصغيرتين حول رأسي وتجذبه نحوها بقوة وتطبع قبلة دافئة علي فمي . قبل أن أفيق من وقع المفاجأة ، هرعت لتواصل اللعب مع صويحباتها وكأن شيئاً لم يحدث . نظرتٌ إلي السيدة الراعية في حيرة وإضطراب.هزت كتفيها بشئ من عدم الإكتراث، ثم إستدارت لترعي شيئاً في فضاء الحديقة لاأدري ما هو . لولا البر بوالدتي لقلت أنها أعذب قبلة في الوجود ! ومع البر بوالدتي أقول :- ماأعظم أن تكون إبناً أيضاً لطفلة حانية ، حنو المرضعات علي الفطيم !
سيف الدين ابراهيم محمود ( وجه في الغربة ) |
صديقي ابوبكر ..
منذ زمن طويل لم اعاني من حزن الجم لساني كما الجمني حزني على سيف .. كان رحمة الله عليه انساناً رقيقا .. نقيا .. صافي القلب .. سليم السريرة .. مثقفاً واعياً .. مليئاً بحب الخير لكل من حوله .. كان رشيق العبارة .. جزل اللغة .. شفيفاً .. شجاعا .. عميق التفاصيل .. لا يعادي احداً حتى لو بادره بالعداوة .. لكنه قوياً ولا يتهاون في قول الحق .. ولا يهاب الصدام .. سرتني صداقته .. ومنحتني ثراء انسانيا نادرا .. افجعني رحيله .. واغرقني في لجة حزن عميقة اجاهد للخروج منها ... رحمك الله يا سيف رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقاً ... تعازي الحارة لزوجته الدكتورة زينب .. ولاسرته بالسودان .. ولاصدقائه ومحبيه وكل من عرفه ... انا لله وانا اليه راجعون ...
| |
|
|
|
|
|
|
|