نتابع في رابطة أبناء دارفور بألمانيا ببالغ القلق والإدانة الإعلان عن انعقاد مؤتمر في برلين بتاريخ 18 سبتمبر 2025، تنظمه مؤسسة (هانريش بول) ومجموعة من المنظمات الدولية تحت عنوان "السودان: التفكير في السلام والحماية الإنسانية من منظور مدني". نعلن رفضنا القاطع لمشاركة أية جهات أو منظمات ترتبط بمليشيات الجنجويد أو تابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا التجمع الدولي. إن السماح لمن كان لهم دور في سياسات القتل، التهجير والتجويع أن يتبوأوا منصات دولية باسم "الحوار المدني" هو تغطية للتواطؤ وطمس للجرائم المرتكبة ضد شعبنا في دارفور والفاشر خصوصًا. نؤكد أن هذه المجموعات ليست كيانات مدنية مستقلة بل هي أدوات سياسية وإعلامية لخدمة أجندات مسلحة تسببت في تدمير المدن، قطع المساعدات الإنسانية، وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين. ولا يمكن أن تُمنح شرعية دولية عبر مؤتمر في عواصم أوروبية بينما الضحايا يئنون تحت الحصار. نطالب منظمي المؤتمر والقائمين عليه بالتزام المصداقية والمعايير الأخلاقية، وبإجراء فحص دقيق لجميع المشاركين لمنع أي محاولة لغسيل صورة من تورطوا في جرائم حرب أو في دعمها، وإلا فإن المؤتمر سيفقد شرعيته ومصداقيته أمام الضحايا والمجتمع الدولي. نجدد مطالبتنا بالمساءلة الحقيقية: لا سلام يمكن أن يقوم دون تحقيق العدالة ومعاقبة من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، ودون فتح ممرات إنسانية آمنة فورية إلى المدن المحاصرة، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية دون تمييز. نؤكد أيضاً مساندتنا لكل مبادرات المجتمع المدني المستقلة والنزيهة التي تضع حقوق الضحايا والعدالة في مقدمة أولوياتها، وندعو المنظمات الدولية إلى الوقوف مع مطالب الضحايا وعدم الانخداع بمظهر "المدنية" الذي قد يخفي تورطًا في العنف والإجرام. صوت أبناء دارفور في الفاشر والقرى المحاصرة سيبقى حاضرًا ومطالبًا بالحق والكرامة. رابطة أبناء دارفور — ألمانيا برلين، 16 سبتمبر 2025
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة