حرب الإمارات على السودان: رد الخارجية البريطانية ولماذا يجب أن توازي الأفعال الأقوال
الفاشر تتضور جوعًا بينما ينتظر العالم: رد اتحاد دارفور في المملكة المتحدة على خطاب الخارجية البريطانية
مقدمة يقرّ اتحاد دارفور في المملكة المتحدة باستلامه رد وزارة الخارجية والتنمية والكومنولث البريطانية (FCDO) بتاريخ 22 أغسطس 2025 بشأن الفاشر والسودان. ورغم تقديرنا لإشارة بريطانيا إلى السودان كـ “أولوية إنسانية” والتزاماتها بتقديم المساعدات، إلا أنه يجب أن نكون واضحين: البيانات والمؤتمرات لن توقف الإبادة الجماعية، ولن تفك حصار الفاشر.
الفاشر: كلمات بلا أفعال تشير الخارجية البريطانية إلى قرار مجلس الأمن رقم 2736، وتدين حصار قوات الدعم السريع، لكن حتى اليوم، ما زالت الفاشر محاصرة، جائعة، ومقصفة. المستشفيات تُقصف، المدنيون يُذبحون، والتجويع يُستخدم كسلاح. قرار تلو قرار يصبح بلا معنى ما لم يُنفَّذ.
المساعدات الإنسانية: غير كافية بلا وصول فعلي تُبرز بريطانيا تخصيصها 120 مليون جنيه إسترليني هذا العام و235 مليونًا في 2024/25. لكن ما جدوى المساعدات إذا لم تصل إلى من يحتاجونها؟ مطابخ المتطوعين في الفاشر فارغة. الأمهات يشاهدن أطفالهن يموتون من سوء التغذية. من دون خطوات جريئة مثل الإسقاط الجوي للمساعدات، تصبح الوعود أرقامًا فارغة. تقول الخارجية إن “الإسقاط الجوي غير فعّال من حيث التكلفة”. فليُقال ذلك للأطفال الجوعى. فليُقال ذلك للعائلات التي لم تأكل منذ أيام. عندما تكون الأرواح على المحك، لا يوجد ثمن باهظ.
التدخل الخارجي: تسمية العقل المدبّر تقول الخارجية إنها “تعارض التدخل الخارجي” وتكتفي بـ”مراقبة” تقارير المرتزقة الأجانب. لكن المدنيين السودانيين لا “يراقبون”، نحن نعيش ونموت تحت هذا التدخل. الإمارات ليست طرفًا هامشيًا؛ إنها العقل المدبّر. تموّل، تسلّح، تدير، وتنقل مرتزقة من كولومبيا، الصومال، تشاد، وليبيا إلى دارفور. الفيديوهات تؤكد ذلك. التقارير تؤكد ذلك. العائلات تدفن موتاها بسببه. الصمت عن تسمية الإمارات هو خدمة لدعايتها. في مؤتمر لندن، أصرت الحكومة البريطانية على إدخال الإمارات كأحد الوسطاء بحجة أنها طرف محايد. هذا الموقف منح الإمارات حصانة مباشرة من المساءلة، رغم أنها الطرف الرئيس الممول والمسلح لمليشيا الدعم السريع. وهو تناقض صارخ وتماهٍ خطير مع جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تقودها الإمارات في السودان.
الحكومات الموازية: مشروع الجنجويد تعترف الخارجية البريطانية بخطر “الحكومات الموازية” التي تنشئها قوات الدعم السريع. لنكن صريحين: هذا هو مشروع الجنجويد، الممول إماراتيًا، لتفتيت السودان وإضفاء الشرعية على أمراء الحرب. إنه مسار نحو التقسيم الدائم، ومناطق الجوع، وحروب لا تنتهي. على بريطانيا رفضه لا بالتصريحات فقط، بل بالعقوبات والمساءلة والإدانة العلنية.
مطلبنا نحثّ الحكومة البريطانية على: • تسمية الإمارات ومحاسبتها كالعقل المدبّر للإبادة الجماعية في السودان. • الدفع نحو الإسقاط الجوي الفوري للمساعدات في الفاشر وكادقلي والدلنج. • دعم تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية. • تجاوز مرحلة البيانات: فرض العقوبات، قطع خطوط إمداد الإمارات، وضمان المساءلة.
خاتمة نقدّر اعتراف الخارجية البريطانية بجهودنا والمجموعات الأخرى العاملة على ملفات العادلة لاهل السودان، لكن المدنيين السودانيين لا يعيشون على الاعترافات. إنهم بحاجة إلى أفعال. وكما قالت بريطانيا نفسها: السودان أولوية إنسانية. فليكن ذلك ظاهرًا عبر فك الحصار، وإنهاء التجويع، ومحاسبة الإمارات ومليشيا الدعم السريع.
⬇️ *اضغط أدناه للوصول إلى وتنزيل الرسالة الأصلية المرسلة من وزارة الخارجية البريطانية (FCDO)*:- darfurunionuk.wordpress.com/wp-content/uploads/2025/08/fcdo-letter-reply-to-darfur-union-uk-to2025_27054-response.pdf
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة