الفاشر تتضور جوعًا. الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات، ويُنفّذ بواسطة مرتزقة أجانب، دخل الآن عامه الثالث. الوضع الإنساني تجاوز حدود الأزمة ليصل إلى الانهيار الكامل. الغذاء اختفى تقريبًا، الدواء نادر، والأطفال يموتون بصمت من سوء التغذية بينما العالم يكتفي بالمشاهدة.
هذا البيان يأتي استمرارًا لتوثيقنا المتواصل للإبادة الجماعية في دارفور، ويبني على دعواتنا السابقة للتحرك العاجل. الوضع يزداد سوءًا، وإذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة الآن، فسوف يحقق الحصار هدفه الحقيقي: إبادة سكان الفاشر المدنيين.
1. انهيار الإمدادات الغذائية • الأسواق إمّا مدمَّرة أو فارغة. • المطابخ التطوعية تعمل بكمية ضئيلة من الطعام، تاركة آلاف الأشخاص بلا وجبات. • معدلات سوء التغذية في ارتفاع حاد، خاصة بين الأطفال.
2. الأزمة الطبية • المستشفيات تعمل بلا أدوية أساسية أو مستلزمات جراحية أو كهرباء. • المدنيون الجرحى جراء القصف وضربات الطائرات المسيّرة يُتركون دون علاج. • انتشار الأمراض القابلة للوقاية بسبب انعدام اللقاحات ومياه الشرب النظيفة.
3. الهجمات المستمرة • قصف يومي على الأحياء السكنية. • استهداف ما تبقى من البنية التحتية، بما في ذلك نقاط المياه. • استخدام الطائرات المسيّرة لتوجيه ضربات دقيقة ضد أهداف مدنية.
4. دور الإمارات والمرتزقة الأجانب • ليست الإمارات العربية المتحدة مجرد داعم لحصار الفاشر، بل هي المهندس والممول والعقل المدبر اللوجستي وراءه. كل عنصر في هذه الحملة الهادفة للإبادة يحمل بصمات أبوظبي بوضوح.
على مدى أكثر من عامين، ضخت الإمارات الأسلحة والذخائر والأموال والدعم الاستخباراتي إلى مليشيا الدعم السريع، محوّلة إياها من مجموعة مسلحة إلى آلة حرب قادرة على فرض واحد من أطول الحصارات في التاريخ الحديث. هذا الدعم لم يكن سلبياً، بل كان مباشراً وفعالاً: • التمويل: قدرة الدعم السريع على مواصلة الحصار مموَّلة بأموال إماراتية، تُحوَّل عبر تحويلات مالية مباشرة وشبكات شراء سرية. • إمداد بالسلاح: وثّقت تقارير الأمم المتحدة وتقارير مستقلة تدفق الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة والمركبات العسكرية من الإمارات إلى مناطق سيطرة الدعم السريع. • تجنيد المرتزقة: عملت الإمارات بنشاط على تجنيد ونقل ونشر مقاتلين أجانب، بمن فيهم أعداد كبيرة من كولومبيا والصومال وليبيا وتشاد، إلى السودان، عبر كينيا وبونتلاند (الصومال) ونقاط عبور أخرى، قبل إدخالهم إلى ممرات تحت سيطرة الدعم السريع. • التوجيه الاستراتيجي: ما يجري ليس عنفاً عشوائياً، بل عمليات مخطط لها ومنسقة وتُدار بدقة عسكرية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة لتوجيه قصف المدفعية نحو الأحياء السكنية والأسواق والبنية التحتية الحيوية.
إن وجود المرتزقة الكولومبيين في قلب مدينة الفاشر، والذي تم توثيقه بالفيديو والتحقق منه في الأيام الأخيرة، هو أحدث دليل لا يقبل الجدل على الدور العملياتي المباشر الذي تمارسه الإمارات في هذه الإبادة الجماعية. هؤلاء المقاتلون ليسوا عناصر منفردة، بل جزء من مشروع عسكري منظم تقوده جهات أجنبية، هدفه تجويع وتشريد وتدمير السكان المدنيين.
من دون شريان الحياة المالي واللوجستي والعسكري الذي توفره الإمارات، ما كان للدعم السريع أن يمتلك القدرة على مواصلة هذا الحصار، أو شن 229 هجوماً فاشلاً على المدينة. إن تجويع الفاشر ليس نتيجة عرضية للحرب، بل هو استراتيجية متعمدة وُضعت في أبوظبي، ونفّذها الدعم السريع، وفرضها بدماء مرتزقة أجانب.
5. مسؤولية الحكومة السودانية • غياب إجراءات جريئة مثل الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية رغم النداءات المتكررة. • ضياع فرص الاستفادة من الإدانة الدولية للحصار.
6. الدعوة العاجلة للتحرك
نطالب بـ: • الإسقاط الجوي الفوري للمساعدات الإنسانية في الفاشر وكادقلي والدلنج. • إجراءات دولية أقوى لمحاسبة الإمارات والدعم السريع وكل المتعاونين معهما. • تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024). • حملات تضامن عالمية لإبقاء أزمة الفاشر في دائرة الاهتمام العام.
الخاتمة
حصار الفاشر واحد من أطول وأبشع الحصارات في التاريخ الحديث. لقد تصدّى أهل المدينة لـ 229 محاولة فاشلة من مليشيا الدعم السريع، لكن المقاومة وحدها لا تطعم الجائعين ولا تعالج الجرحى.
الخيار أمام العالم واضح: إما أن تتحركوا الآن لكسر الحصار، أو تصبحوا شركاء في جريمة إبادة مدينة بأكملها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة