على مدار الأسابيع الماضية، وخصوصًا بعد التقارير الصادرة بتاريخ 6 أغسطس 2025، تأكدت المعلومات حول وجود ومقتل العشرات من المرتزقة الكولومبيين الذين جُنّدوا ونُقلوا إلى السودان بواسطة دولة الإمارات العربية المتحدة، للقتال ضمن صفوف ميليشيا الدعم السريع، وهي جماعة ارتكبت فظائع وجرائم حرب مروعة في جميع أنحاء السودان، لا سيما في دارفور ومدينة الفاشر المحاصرة.
هؤلاء المرتزقة لا يشاركون فقط في نزاع أجنبي، بل يساهمون بشكل مباشر في حملة إبادة جماعية وتجويع وتشريد جماعي. إنهم يُستخدمون كبيادق من قِبل قوة أجنبية لارتكاب جرائم حرب بحق مدنيين سودانيين أبرياء.
ما يحدث في الفاشر
في مدينة الفاشر، يستمر الحصار منذ أكثر من عامين، وقد أدى إلى منع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. المدنيون يموتون جوعًا، وتحت القصف الجوي والمدفعي، وكثير منهم من النساء والأطفال. الدعم السريع، المدعوم والمسلح من قبل الإمارات، هو الطرف الرئيسي في هذا الإرهاب.
المقاتلون الكولومبيون، الذين جاؤوا من آلاف الأميال، أصبحوا الآن جزءًا من الهجمات التي تقودها الدعم السريع، وقد قُتل العشرات منهم مؤخرًا. وقد تم العثور على صورهم وهوياتهم وحتى أغراضهم الشخصية، بما في ذلك صور لشركائهم وأطفالهم، بعد مقتلهم أو أسرهم. هؤلاء ماتوا في حرب لا تخصهم، قُتلوا من أجل المال، وتم الزجّ بهم في آلة قتل بلا رحمة، من قبل من استخدمهم كأدوات يمكن التخلص منها.
دعوة إلى تحمّل المسؤولية
نحن في اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة لا نعتقد أن هذا يُمثل قيم أو نوايا الشعب الكولومبي، المعروف بصموده وكرامته وإنسانيته. لكن الدولة الكولومبية تتحمّل مسؤولية التحقيق الجاد في هذه القضية، وإعلان موقف واضح لا لبس فيه. لقد لاحظنا تغريدة للرئيس غوستافو بيترو عبر منصة X، يُقرّ فيها بمقتل مواطنين كولومبيين عملوا كمرتزقة لصالح قوى أجنبية.
لكن العواقب وخيمة، على الشعب السوداني، وعلى سمعة كولومبيا الدولية. ويجب اتخاذ خطوات أكثر جدية. فميليشيا الدعم السريع تخضع حاليًا لمشروع قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي لتصنيفها “منظمة إرهابية أجنبية”، وأي صلة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الجماعة ستكون مدمرة ومُهينة لصورة أي دولة أو شعب.
نطالب حكومتكم بما يلي: • فتح تحقيق شامل ووقف جميع عمليات التجنيد المرتبطة بالإمارات للمواطنين الكولومبيين لصالح آلة الحرب التابعة للدعم السريع. • سنّ وتنفيذ عقوبات صارمة بحق من يشارك في عمليات مرتزقة تُعد مشاركة في جرائم حرب. • تجديد التزام كولومبيا بالسلام والدبلوماسية والعدالة الدولية، ورفض أي ارتباط بحملات عسكرية تستهدف المدنيين. • التحرك دبلوماسيًا لمواجهة تصدير العنف من قبل الإمارات عبر شبكات المرتزقة.
نداء أخير
لا نكتب إليكم فقط كسودانيين، بل كأناس فقدوا أحبابهم، كأُسر ترى مدنها تُدمر وتُجوع، وكبشر يعرفون أن كل رصاصة وقذيفة لها ثمن بشري.
نؤمن أن كولومبيا أفضل من أن تُذكر في هذا السياق. نؤمن أن شعبها لا يدعم هذا العنف. ونؤمن أن قيادتكم قادرة على ضمان عدم خسارة المزيد من الأرواح الكولومبية في حرب لا تجلب إلا العار والحزن والظلم.
نمدّ أيدينا بالتضامن، ونرجو منكم أن ترفعوا أصواتكم ضد هذه الإبادة الجماعية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة