نكتب إليكم اليوم، لا فقط بصفتنا مواطنين ومقيمين سودانيين في المملكة المتحدة، بل بصفتنا دعاة للعدالة والكرامة الإنسانية، ومسؤولية المجتمع الدولي تجاه المآسي التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء.
مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، على شفا مجاعة من صنع الإنسان. لأكثر من عامين، عانى سكانها من حصار خانق فُرض عليهم من قبل مليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة. الحصار الممنهج، ومنع الغذاء والدواء، ليس نتيجة جانبية للحرب، بل هو وسيلتها الرئيسية. إنها الإبادة عبر التجويع.
في الأسبوع الماضي فقط، وتحديداً في 3 أغسطس 2025، ظهرت لقطات مصورة وموثقة تُظهر مرتزقة كولومبيين يقاتلون إلى جانب مليشيا الدعم السريع، وقد جندتهم ونقلتهم شركات أمنية وعسكرية ممولة من دولة الإمارات. هذه ليست حالات فردية، بل أدلة متراكمة، تشمل اعترافات أسرى، وفيديوهات دعائية للمليشيا، وشهادات ميدانية، تؤكد أن الحرب في السودان لم تعد صراعاً داخلياً، بل مشروعاً عسكرياً عابراً للحدود، تقوده وتُموّله الإمارات.
نناشد حكومتكم أن تتعامل بجدية مع خطورة هذا التصعيد، وما يحمله من دلالات إقليمية ودولية. لقد كان للمملكة المتحدة دور تاريخي محوري في التعامل مع الشأن السوداني. وانتخابكم الأخير جاء محمولًا على وعود بتبنّي سياسة خارجية قائمة على المبادئ وحقوق الإنسان، وهذه لحظة حاسمة لإعادة ضبط بوصلة الموقف البريطاني تجاه السودان.
وبناءً عليه، نطالب حكومتكم بالآتي: 1. إدانة علنية وصريحة لدور دولة الإمارات في دعم الإبادة الجماعية وتجنيد المرتزقة؛ 2. دعم إنزال المساعدات الإنسانية عبر الجو إلى مدينة الفاشر عبر عمليات تنسيق تقودها الأمم المتحدة أو المملكة المتحدة؛ 3. فرض عقوبات مستهدفة على الجهات والأفراد الإماراتيين المتورطين في تسليح مليشيا الدعم السريع؛ 4. إطلاق تحقيق مستقل بدعم بريطاني في قضية المرتزقة الأجانب في السودان، بمن فيهم الكولومبيون والليبيون وغيرهم؛ 5. قيادة مبادرة في مجلس الأمن الدولي لإنهاء الحصار على الفاشر وضمان دخول المساعدات الإنسانية فورًا.
دولة الرئيس، لا يمكن للمملكة المتحدة أن تبقى صامتة بينما تنهار مدينة الفاشر وأهلها تحت وطأة الحصار والجوع والقصف. كل ساعة تأخير، تعني موت طفل جديد، ليس بسبب الجفاف أو الكوارث، بل بسبب التجويع الممنهج والتواطؤ الدولي. وكل صمت، يُقابل في السودان بشعور بالخذلان.
نحن في اتحاد دارفور في المملكة المتحدة، ومعنا الآلاف من أبناء الجالية السودانية، نطالبكم باتخاذ خطوات حاسمة وإنسانية، قبل أن يفوت الأوان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة