من غزة إلى الفاشر؛ "من يجوّع الشعوب مجرم، ومن يصمت شريك في الجريمة."
بينما يُقتل أطفال غزة تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي أو تحت صناديق المساعدات التي تهبط من السماء، يُقتل أهلنا في الفاشر وكادقلي وغرب كردفان جوعًا تحت حصار قوات الدعم السريع، ووسط تجاهل دولي وعربي وافريقي أقرب إلى التواطؤ العلني.
فلا فرق بين من يمنع الغذاء والدواء في غزة، ومن يستخدم الحصار في السودان كسلاح حرب ضد المدنيين.، فكلاهما يمارس سياسة القتل البطيء، وكلاهما يستثمر في مآسي الناس لمصالحه السياسية والعسكرية.
نحن في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي نؤكد أن:
الدعم السريع الجنجويدي في الفاشر مجرم حرب، كما أن الاحتلال في غزة مجرم حرب.
وأن الجيش السوداني يتحمل جزء كبير من المسئولية بسبب رفضه لكل المبادرات التي أطلقت داخلياً أو خارجياً للتفاوض لوقف إطلاق النار وإيقاف الحرب وفتح المسارات الآمنة.
أما الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، فلقد تخلت عن كل تاريخها النضالي بتحالفها مع مليشيا الجنجويد الإرهابية.
المساعدات التي تُلقى من الجو والتي تسقط فوق رؤوس المدنيين وتقتلهم ليست حلاً، بل فضيحة إضافية، ودليل عجز وسقوط أخلاقي دولي.
ممارسة حق النقض (الفيتو) في المنظمات الدولية جعل منها جثة هامدة لا فائدة منها ولا أثر لها غير اعلانها بالشعور بالقلق وصرف المرتبات المليونية.
إن الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، والدول الكبرى، تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والجنائية بصمتها عن الحصار والتجويع.
من يختبئ خلف الحياد وهو يرى الشعوب تُباد، لا يستحق احتراماً ولا شراكة.
أخيرا فإننا لا نبرئ أنفسنا والقوى السياسية والمدنية من دورها السلبي في تعقيد الأزمة السودانية بسبب تشرذمها وعدم توحدها على قلب انسان واحد لمواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية.
عليه فإننا نعلن بوضوح:
أننا لن نصمت على سياسة الحصار والتجويع، في غزة أو الفاشر أو أي أرض تئن تحت الاحتلال أو المليشيات.
وأن كل من يبرر أو يتغاضى عن هذه الجرائم شريك فيها، مهما لبس من أقنعة أو تستر خلف قناع.
ولا إنسانية بلا عدالة، ولا سلام بلا محاسبة، ولا ممرات آمنة دون كسر قبضة القتلة على الأرض.
رسالتنا في الحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي :
من يقاتل من أجل الخبز والكرامة والحرية في غزة، هو نفسه من يُقاوم في الفاشر وكادقلي.
إن المجرمين تتبدل وجوههم، لكن الشعوب الثائرة لا تنكسر.
المجد للمحاصَرين الصامدين.
والخزي والعار لكل الصامتين والمتآمرين
معاً من أجل تكوين كتلة جبهوية جماهيرية قاعدية واسعة من أجل دعم اهلنا في الداخل ومعسكرات النزوح وإيقاف الحرب وإنهاء مسبباتها واستعادة مسار الثورة وعملية التحول المدني الديمقراطي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة