بسم الله الرحمن الرحيم مبادرة القضارف للخلاص بيان حول استباحة الجزيرة وشكوى الإمارات والمقاومة الشعبية
شعبنا الأبي: إن القتل والاغبصاب والنهب الذي تمارسه مليشيا الجنجويد، ليس آثارا جانبية للحرب، كما يدعي البعض كذباً أو غفلة، وإنما هو نتاج لاستهداف مباشر لمكونات الشعب السوداني. لذلك فإن اختزال هذه الحرب باعتبارها بين قوات الدعم السريع وجيش الكيزان، مقدمة خاطئة، وستفضي بالضرورة إلى نتائج خاطئة َوكارثية. إن استمرار استباحة مليشيا الجنجويد لقرى الجزيرة المسالمة، التي لا يوجد بها جيش ولا مسلحون، ونهب والاعتداء على نحو 100 قرية منها ، ياتي كتأكيد إضافي إلى أن مليشيا الجنجويد إنما تستهدف الشعب السوداني، وهو ذات السلوك الذي ظلت تنتهجه منذ أن اشتعلت الحرب في الخرطوم وكردفان واستهدافها المباشر للمساليت في الجنينة، ومكونات دارفور الاخرى، مرتكبة جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. إن مليشيا الجنجويد ليست وحدها، وإنما تحركها دولة الإمارات الشريرة، التي ظلت تعبث بالثورة السودانية منذ اندلاعها. وهي الآن تخوض حرب العدوان على السودان، مستخدمة مليشيا الجنجويد، ومستجلبة المرتزقة من شتى الدول، للسيطرة على البلاد، طمعاً في أراضيها وموانئها ومعادنها. وحسنا فعلت سلطة الأمر الواقع السودانية بأن بدأت - أخيرا - بتحريك شكوى ضد الإمارات، بمخاطبة رئيس مجلس الأمن، مؤكدة أن السودان يتعرض لحرب عدوان، من قبل دولة الإمارات، بقيادة محمد بن زايد، التي تخطط وتدير الحرب وترسل المرتزقة والأسلحة والمسيرات وكل المعينات عبر قاعدتها العسكرية في مطار أم جرس بتشاد، مع تواطؤ سافر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
أيها الشعب المقاوم: من الخطأ أن نظن أن ثورة ديسمبر المجيدة السلمية وقت السلم، هي ضد المقاومة الشعبية وقت الحرب، إذ لكل مقام مقال. إن المقاومة الشعبية هي قتال الشعب للدفاع عن الوطن والنفس والعرض والممتلكات، تحت إشراف الجيش، وإسنادا له، ضد عدو صائل مهاجم وتنتهي المقاومة بانتهاء الخطر. وليس هناك من خطر يهددنا جميعا الآن كخطر مليشيا الجنجويد الإماراتية. إن المهمة الرئيسية للمقاومة الشعبية في الأماكن التي لم تطأها قدم الجنجويد هي حماية مناطقها الجغرافية. وترك مهمة تفويج المقاتلين لتحرير الولايات المحتلة للقوات النظامية، وتكون مهمة المقاومة الشعبية هي الإسناد. لكن هنالك محاذير لابد ان نضعها نصب أعيننا حتى تأتي المقاومة الشعبية أكلها : ١ - ضرورة منع إنتاج مليشيات أخرى جديدة سواء كانت ايدلوجية (البراء) أو جهوية أو قبلية. خاصة وأننا نتجرع الآن نتائج الجريمة الكبرى التي ارتكبها الكيزان، بتأسيس مليشيا الجنجويد ثم تقنينها في العام 2017م، ومن ثم تضخيمها لتكون جيشا موازيا للقوات المسلحة، وها هي الان تعمل على تدمير الدولة السودانية. إن الحركات المسلحة، الموجودة سلفا، والتي وقعت اتفاقا للسلام، واصطفت مع الوطن الآن لتقاتل مع الجيش فلتقاتل، وليساعد الجيش في تدريبها. وهذه الحركات ستخضع لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DDR في المستقبل، ضمن إصلاح المؤسسة العسكرية. لكن من غير المنطقي أن يعمل الجيش على تكوين حركات او مليشيات جديدة، ليعمل على إدماجها لاحقا. إن الصحيح هو أن تنفق الموارد لتجنيد جنود جدد للقوات المسلحة، كما ينبغي أن تبذل الموارد لتدريب وتسليح المقاومة الشعبية دفاعا على القرى والمدن. ٢- من المهم عدم السماح للكيزان بتصدر مشهد المقاومة الشعبية وتشويه صورتها. ومن أراد من الإسلاميين الانضمام للمقاومة فلينضم مثله ومثل أي فرد . ٣ - الحيلولة دون ترفيع أشخاص غير أمناء ، في قيادة المقاومة ، تزغلل الأموال الطائلة عيونهم، مما يؤدي لنهب موارد المقاومة الشعبية من ناحية، وبيع المعلومات لمليشيا الجنجويد من ناحية أخرى . ٤- ضرورة التعامل بمهنية وأخلاق وأمانة واحترام في التفاتيش والارتكازات. وضرورة تجنب السلوك المتهور - الخطأ - مثل الذي يحدث في كثير من ارتكازات المقاومة الشعبية المشرفة هنا وهناك ، هذه الارتكازات التي لها أهميتها في تأمين الولاية عموما ، خاصة الارتكازات التى تطل على أراضي شاسعة غير محمية بحواجز طبيعية وملاصقة لأماكن التماس مع العدو ، وهذه الارتكازات المعتبرة -مع أهميتها - لا تخلو من أخطاء غير متعمدة بطبيعة الحال ، وما حدث في ارتكاز أم سنيبرة الرئيس (الأول) مثالا لذاك، مما أدى إلى اغتيال ذي الإعاقة الأصم الابكم الشاب الخلوق / عبد الله خالد عبد الله النور، رحمه الله، ونتوقع أن تأخذ العدالة مجراها في هذه الحادثة . إن ارتكازات أم سنيبرة الأربعة - لا سيما الجنوبي والشرقي والغربي - من الارتكازات المهمة التي ضبطت الكثير من المتسللين، لذلك ينبغي أن يرتفع كل المنتسبين للارتكازات إلى مستوى المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتقهم. وإذا كانت هنالك دلائل تشير لتورط فرد بعينه - أو أفراد - في دعم مليشيا الجنجويد ، فينبغي إلقاء القبض عليه بطريقة محترمة ، والتحري معه ، بواسطة الجهات المختصة ، لمعرفة الحقيقة ، ومن ثم إنزال العقاب القانوني على المتورط ، وإطلاق سراح البريء . ٥ - منع استخدام انتماء الفرد أو المجموعة للمقاومة في تصفية حسابات قديمة أو أي أهداف أخرى ، كما حدث في حالة التهجم على عضو مبادرة الخلاص / معتز محمد عبد الله (تنو) .
أيها الشعب المتحد: إن المقاومة الشعبية، إذا أحسنا إدارتها، لن تحرر هذه البلاد من خطر مليشيا الجنجويد الإماراتية فحسب، بل ستفضي إلى توحيد الشعب السوداني، إذ أن المليشيا تستهدف كل مكونات الشعب. وهي ليست سوى مجموعة مجرمين، ولا تمت بأي صلة لأي مكون اجتماعي سوداني، بل هي تسيء للمكونات التي تدعي - كذبا - أنها تمثلها. إن صمود الفرقة 22 مشاة ببابنوسة وتصديها لمليشيا الجنجويد، علمنا معنى الوطن والوطنية. كما أن استبسال العميد جودات في نيالا سطر ملحمة بطولية تحكى للأجيال.
الشعب السوداني وقوى الثورة: تدعوكم مبادرة الخلاص للاصطفاف في تيار واسع متحد ضد مليشيا الجنجويد، لإنهاء الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية على مبادئ ثورة ديسمبر.، وعلى أن يضم هذا التيار كل الذين يسعون لتحقيق هدف حل الجنجويد بكافة الوسائل التفاوضية والسلمية والعسكرية . مع التأكيد على حتمية إصلاح المؤسسة العسكرية.
المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر وشهداء الحرب عاجل الشفاء للجرحى والعودة للمفقودين والنازحين واللاجئين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جعفر خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست