عندما إشتد الخناق من قبل المشركين بصحابة سيد الخلق أجمعين رسول الله صلي الله عليه وسلم في مكه المكرمه أمرهم باالهجره الي ملك الحبشه النجاشي رضي الله عنه من أجل الحفاظ علي دينهم وأرواحهم من خطر المشركين الذين كانوا يتربصون بهم من أجل القضاء عليهم فقرر الصحابه رضوان الله عليهم شد الرحال الي بلاد الحبشه فرارا بدينهم فماكان من النجاشي إلا يحسن إستقبالهم ويكرم وفادتهم
وعندما حزم الصحابه أمتعتهم وتوجهوا شطرالحبشه كانت أول منزلتهم بمسجد الصحابه داخل ميناء مصوع الإرتري وتحديدا في منطقة رأس مدر علي ساحل البحر الاحمر والذي أنشاؤه الصحابه باأيديهم الشريفتين وأدوا فيه الصلاه ومازالت حكومة إرتريا تحتفظ بهذاالصرح الشامخ كواحد من اهم وأقدم المباني الأثريه القديمه قبل إنتصار الإسلام
تطرقت لهذه المقدمه التاريخيه لاأثبت للقراء الكرام ان بلاد الحبشه بمسماها التاريخي الأشمل كانت ملاذ آمن لكل من يضيّق به العيش الكريم ببلاده ويضطر ان يغادرها الي حين إشعار آخر
أتيحت لي الفرصه بزيارة دولة إرتريا في شهريوليو من عام 2022ولاأول مره في تاريخ حياتي وحينها كانت بلادي السودان تعيش في أمن وإستقرار أما الآن فاأزور دولة إرتريا في يونيو من العام الحالي 2023ونزيف الدم في بلادي العزيزه مازال ينهمر وشلالات الدماء وأشلاء الجثث المتحلله تملأ الطرقات والمستشفيات في مظهر غير إنساني لايحتمل ولايطاق
ملايين السودانين هجروا منازلهم في العاصمه القوميه الخرطوم فرار من ويلات الحرب فمنهم من قررالذهاب الي دولة مصر العربيه ومنهم من توجه الي دولة أثيوبيا ومنهم من فضل البقاء في بلاده
غالبية الدول تعاملت مع السودانين كلاجئين وألزمتهم بتأشيرات الدخول وفرضت عليهم الرسوم دون أبسط تقدير للظرف الإنساني الحرج الذين يمرون بهم
دولة مصر ظلت تعلن مرارا وتكرارا باان تأشيرة الدخول للسودانين مجانا إلا أن بعض ضعاف النفوس وتجار الأزمات من قبل بعض السودانين إستغلوا هذا الظرف فتمنوا الأماني بفرض مبالغ خياليه بغرض الحصول علي التأشيره للدخول لدولة مصرفماكان من السلطات المصريه إلا أن تفرض مزيد من القيود والضوابط للحصول علي تأشيره الدخول للسودانين
المملكه العربيه السعودية تمنح فقط التأشيره للمقيمين من السودانين في أراضيها ولحاملي أذونات الدخول من أصحاب الزيارات من السودانين
الدوله الوحيده التي فتحت حدودها من دون قيود أوشروط مسبقه للسودانين من أجل الدخول إلي أراضيها هي دولة إرتريا يسمح للدخول للسودانين بكافة المستندات الثبوتيه رقم وطني جواز سفر بطاقه قوميه وثيقه إضطراريه رخصة قياده
إرتريا الدوله الوحيده التي قرر رئيسها أسياس أفورقي ان يعامل السودانين كمواطنين إرتريين وتفتح لهم المنازل والدوواين لإستقبالهم في أي وقت من دون أي عوائق
إرتريا الدوله الوحيده التي رفضت فتح معسكرات للاجئين السودانين وإبلاغ منظمات الأمم المتحده لتقديم الإغاثه والمساعدات وحرمت عدسات الكاميرات من تصوير القادمين من السودانين الي إرتريا حتي من باب التوثيق الإعلامي الروتيني
الرئيس الإرتري أسياس أفورقي يتابع ملف السودانين القادمين الي إرتريا بنفسه ويتلقي التقارير اليوميه من سفيردولة إرتريافي السودان السفير عيسي احمد عيسي الذي ظل يرابط في الحدود بصوره يوميه لإستقبال السودانين ويردد مقولته الترحابيه الشهيره (ياضيفنا لوزرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل مرحبا بكم بين أهلكم ووطنكم انتم ليس غرباء علينا عرفناكم من قبل وإذداد فخرنا بكم اليوم)
للأسف الشديد الحكومه السودانيه أغلقت الحدود من جانبها وتمنع السودانين من السفر الي إرتريا بمعبر اللفه الحدودي الذي يقع في حدود ولاية كسلا السودانيه وتسمح فقط للسودانين باالسفر برا الي دولة أثيوبيا ودولة مصر بينما تمنعهم رسميا من دخول إرتريا إلا أن المواطنين السودانين لم يتوقفوا من السفر إلي إرتريا بشتي السبل وقديما قيل أن الحكومات لاتقهر إرادة الشعوب وتزول الحكومات وتبقي الشعوب
شركة تاركو للطيران السودانيه ظلت تسيررحلات منتظمه من مطار الخرطوم إلي مطار أسمرا وعقب وقوع الاحداث وتعزر السفر من الخرطوم قررت الشركه بتسيير رحلاتها من مطار بورتسودان الي مطار أسمرا وأكملت إجراءتها لهذا الغرض وأصدرت إعلان عبر موقعها الرسمي عبر صفحتها علي الفيسبوك وذهبت أكثر من ذلك ببيع التزاكر للركاب وحددت تاريخ إقلاع أول رحله من مطار بورتسودان الي مطار أسمرا في السادس من شهر يونيو الجاري إلاأنهم تفاجأوا بتوجيهات من قيادة الحكومة في الخرطوم بوقف الرحلات من دون سابق إنزار مماتسبب ذلك في حاله من الغضب والإستياء في أوساط المواطنين السودانين الذين وصفوا الخطوه باالغير موفقه وقطعا سترمي بظلال سالبه علي مستقبل العلاقات مابين البلدين
بعد موافقة القياده العليا للسلطات السودانيه بمنح الإذن لوفد قيادات الإداره الأهليه ورموز مجتمع شرق السودان بزيارة دولة إرتريا في الشهور الماضيه إلا أنها تراجعت ومنعتهم من الدخول في خطوه مفاجئه والآن تأتي خطوة رفض تسير رحلات شركة تاركو للطيران السودانيه من مطار بورتسودان الي مطار أسمرا ياتري ماذا تقصد الخرطوم بهذه التصرفات؟؟؟؟؟
يبدوا أن هنالك أيادي خفيه داخليه أوخارجيه تعمل علي إعاقة وتخريب العلاقات مابين الخرطوم وأسمرا وتضع المتاريس كلما كان التقارب ممكن ومالم تنتبه الخرطوم وتحسم هذه الأيادي الخفيه باأعجل مايمكن
رئيس دولة إرتريا أسياس أفورقي الرئيس الوحيد الذي زار السودان عدد 4مرات منذ إندلاع ثورة ديسمبر ممايؤكد ذلك حرصه الغير محدود من أجل تطوير وتمتين العلاقه مع الخرطوم ولكن يبدو أن الخرطوم لديها رؤيه مخالفه تماما في التعامل مع إرتريا لاتود أن تبيح بها للأخرين
السودان وإرتريا توأمان يتغذيان من حبل سري واحد فاإذا إنقطع هذاالحبل فسيكون الموت مصيرهما جميعا فمن أجل الحفاظ علي علي سلامة هذين التوأمين حتي يكتمل أطوار نموهما بصوره طبيعيه وتكتمل مسيرتهما مدي الحياه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة