إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة: نزوح آلاف المدنيين من الجنينة إلى أدري دليل آخر على جرائم الحرب المرتكبة من قبل الدعم السريع/الجنجويد
“ما يحدث في دارفور نتيجة مباشرة للغطاء السياسي الذي تقدمه بعض الاحزاب السياسية لقوات الدعم السريع”
شهدت مدينة الجنينة، حاضرة ولاية غرب دارفور موجة من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع/ الجنجويد مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين وقتل المئات ومن غير معلوم من المفقودين من ظل تعتيم كامل لمًا يحدث داخل المدينة بسبب انقطاع شبكات الاتصال. كما أدت الجرائم البشعة إلى نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية. وجراء ذلك دعت الأمم المتحدة إلى وقف العنف بشكل عاجل وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين تمكنوا من الفرار من المدينة، سيراً على الاقدام مسافة تقارب 35 كيلومترًا من الجنينة إلى أدري في تشاد ، إلا أن الطريق الى الحدود محفوف بالمخاطر ويروي شهود العيان أنه كان جحيمًا حيث فر الناس خالي الوفاض ، لا يحملون أيًا من امتعتهم ، فقط يحملون أطفالهم وما عليهم من ملابس. يروي أحد الناجين ان قد هاجم الجنجويد المدنيين وهم في طريقهم للخروج من الجنينة. أسفر ذلك عن بعض الإصابات الطفيفة والخطيرة. ان من سخرية القدر انه قد تم توثيق هذه الجرائم من قبل الجنجويد انفسهم بواسطة كاميرات هواتفهم النقالة. كان الجنجويد في أحد الفيديوهات يتفاخرون بالاستيلاء على المدينة وضواحيها ؛ وفي فيديو آخر قام الجنجويد بإهانة المدنيين بجعلهم يزحفون على بطونهم على الأرض ثم يامرونهم بالوقوف والركض سريعة كي ينقذوا حياتهم، كل ذلك وصلت عويل المساء وضحك الجنجويد!
وصل المحظوظون إلى الحدود وجزء كبير الى ضواحي مدينة أدري، حيث استقبلتهم القوات التشادية وتركوهم يستقرون في منطقة في انتظار المساعدات الانسانية التي هم في اشد الحاجة إليها. الجدير بالذكر أن هنالك ضغط مهول على بلدة أدري ، فقد نزل إليها الآلاف عبر الحدود بحثًا عن ملاذ آمن من ارهاب قوات الدعم السريع / الجنجويد في الجنينة.
الروايات والقصص التي تركوها وراءهم مروعة، حيث استمرار ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين والتي خلفت وراءها جثث القتلى في جميع أنحاء المدينة وكذلك داخل المنازل التي اضحت مهجورة.
الغطاء السياسي الذي قدمه حلفاء حميدتي لمنظمته الوحشية الارهابية من داخل السودان وكذلك من القوى الإقليمية والدولية أدى إلى هذا الوضع الانساني المأساوي على الأرض ولا سيما في دارفور. إن عدم وجود رادع لقوات الدعم السريع/ الجنجويد اضافةً إلى عقيدتهم القتالية الوحشية وفرتان أرضية لنشر الرعب وارتكاب الفظائع على نحو ابتزاز ونهب وتعذيب واغتصاب وقتل وتمثيل بالجثث (مثلما قامت به قوات الدعم السريع/ الجنجويد في جريمة إغتيال أ. خميس عبدالله أبكر – والي غرب دارفور، مرجع رقم 1) وتهجير قسري وتنفيذ التغيير الديموغرافي ، وكل ذلك ما كان ليحدث لولا الغطاء السياسي الذي يحمل في طياته رواية كاذبة فحواها جلب “التغيير والديمقراطية” إلى البلاد. اما على ارض الواقع فقد أعدوا الأرضية للإبادة الجماعية رقم ٢.
فيما يلي بعض المستجدات بخصوص ردود الافعال بخصوص الوضع في الجنينة:
* في 14 يونيو ، أدانت هيئات دولية مختلفة أعمال العنف في الجنينة ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
* في 15 يونيو، أدانت الحكومة الأمريكية الفظائع التي وقعت في غرب دارفور ومناطق أخرى ووصفتها بأنها تذكير ينذر بالسوء بالأحداث المروعة التي دفعت الولايات المتحدة إلى تحديد ارتكاب إبادة جماعية في دارفور في عام 2004 (مرجع رقم 2). ايضاً ذكر المتحدث بإسم الخارجية الاميركية عن عدم تمكن فرقة الجيش الموجودة داخل الجنينة من حماية المدنيين
* حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن العنف في الجنينة “كارثة إنسانية في طور التكوين”.
* قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها “قلقة للغاية” بشأن الوضع في الجنينة وتعمل على تقديم المساعدة للمتضررين / الفارين من المدينة.
ما يحدث في الجنينة تذكير بالإبادة الجماعية المستمرة في دارفور ، والتي استمرت منذ عام 2003 والتي أودت بحياة أكثر من 500000 شخص وتشريد ملايين آخرين (مرجع رقم ٣).
يذكرنا الوضع في الجنينة بأهمية السلام والاستقرار في دارفور. يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حل دائم ومنع المزيد من العنف.
يدعو إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة الأطراف التي تعطي الغطاء السياسي للجنجويد إلى اتخاذ موقف تاريخية والتراجع على شرعنة هذه القوات المجرمة، لأن مسار التاريخ لا يرحم. علاوة على ذلك ، هناك حاجة لاتخاذ الإجراءات التالية بأثر فوري للوقوف على هذا الوضع المأساوي: –
* تقديم مساعدات إنسانية فورية لأهالي دارفور ، من خلال تأمين ممر آمن للمساعدات من بورتسودان إلى المناطق المتضررة ، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى والأدوية وغيرها من الإمدادات الإنسانية. علاوة على ذلك ، تقديم المساعدات والإمدادات الطبية في “أدري” بتشاد. كما يدعو اتحاد دارفور وكالات الإغاثة إلى توفير ملاجئ مؤقتة للاجئين الذين وصلوا مؤخرًا من الجنينة.
* إنشاء مناطق آمنة في دارفور حيث يمكن حماية المدنيين من مليشيات الجنجويد. لا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال تمكين قوى السلام القائمة وتزويدها بتفويض واضح.
* الضغط على قيادة قوات الدعم السريع وفروع الجنجويد التابعة لها لوقف العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. سيساعد هذا من حيث المنظمات الإنسانية على جمع بيانات حقيقية بشأن عدد القتلى وأيضًا المساعدة في دفن الجثث المنتشرة على الأرض في الجنينة وأيضًا في كتم وزالنجي.
* حماية هؤلاء النازحين والموجات الجديدة من النازحين الذين لا مأوى لهم في دارفور.
* تصنيف قوات الدعم السريع من قبل المجتمع الدولي ودول الترويكا ومجلس الامن بالقوات الارهابية، وتجميد ارصدتهم الموجودة في النظام المصرفي العالمي والضغط على حلفاءهم.
عدم إتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بالحالة في دارفور سيؤدي إلى سلسلة من القتل وكارثة إنسانية لا مثيل فيها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة